بعيــــدا فينا
-۱-
كلما أوغلتُ في الحكاية
أسلمَتني لأرصفة أخرى
أذرع شارع فرانكلين روزفلت
بحيرةً جان فال
غابة العشاق
أتأمـل الهناك...
رفقـا أيتهـا المرايا المتقابلـة!
- ۲-
أذكـر الطريـق القديم
أحببـت ماوتسي تونـغ
و تشي غيفارا...
و النشيد الوطني
الآن أذكر كل شيء
كان الرهان على الجواد العاثر
- ۳-
أذرع الساحة الكبـرى
هنا فكتور هيجو
من شرفته بالطابق الأول
يرقبني ضاحكـا:
يا خليلتـي !...
مؤلم أن أدعك تمضيــن
و قد نجونا من شرَك الحياة
هنا جاك بريل يغني سأمه:
"أيها القسيس وداعا فأنا أمـوت
لم نكن على نفس الرصيـف
و لكنّا كنا نبحث عن نفس الميناء"
هنا حسن المسعودي يردد للمعري:
"نرجو غدا، وغدا كحاملــة
في الحيّ لا يدرون متى تلـد؟!
-٤-
أدلف إلى المترو
أفكر في الوطن
و الأصدقاء
البولندية التي تجلس قبالتي
تقرأ جريدتها
وعازف القيثار
يكرع الألحان و النبيذ
صمتُ سلامٍ
يزحف نحو روحي ...
أفيق على نداء الصوت:
انتبهوا، عربي دخل محطة المترو؟
يتفرسون وجهي فأقرأ حذرهم
-٥-
ترتبّني الريح
حتى نهايات الأرض
فأستعيد المشهد
للوطن الآن سماسرة،
مرابون و سدنة
صرت الآن على الأقل
بلا مؤتمِرين
يأخذني سكري إليّ
فأرى محمد السرغيني
ضاحكا من كوميديا الشطط
أسمع نشيده السوريالي
"... ودُورها لا أنيس بها
و سورها و أبوابها تصفر، ليس بها داع ولا
مجيب، و أنها تنتقل، فتارة تكون بأرض الشام
و تارة باليمن و تارة بالعراق، و تارة بغير ذلك
من البلاد."
أسأله:
أما زال الشعر يحتاج إلى سدنة
إلى أبواب و مزاليج
أما زال الشعر يحتاج إلى شعراء؟
فمن يكتب قصتنا
حين على مهل يقتلنا الأدعياء؟
يرفع عينيه إلي:
أنا شاعر كلما اجتاحني الظـلام
تبدّده الشمس التي بداخلي
-٦-
البحر الذي يمتدّ في قلبي يرتل:
يا امرأة !...
تماما كنبتة عليق كلمـا
تداخل شوكها مع خيط نسيج
تداخل العليق مع أنساغك
لتنهضي كل يوم عاريـة
إلا من ندوب تدعى
الأهــــل
أو الوطـن
أو الأصدقـاء.
المفضلات