http://www.addustour.com/ViewTopic.a...10_id24555.htm
مجرد كلمة: نار الاسعار * احمد الدباس



قبل وبعد سريان مفعول قرار تحرير أسعار المشتقات النفطية بدأت نيران الاسعار التي يتزايد ارتفاعها تلسع المواطنين بحدة وتصيبهم مباشرة بشظاياها وأذاها وبخاصة ذوي الدخول المحدودة وهؤلاء هم الغالبية العظمى واذا كان المواطنون تقبلوا قرار التحرير على مضض وباعتباره شرا لا بد منه وخيارا لا بديل له الا ان هؤلاء المواطنين يتطلعون لطوق نجاة يمكنهم من عبور هذا المأزق الاقتصادي الاجتماعي المتداخل والذي ينعكس سلبا وبكل تأكيد على نمط حياة أغلب الاسر اذ ان الزيادة على الاجور لن تغطي بأي حال ووفق أية معادلة حسابية فروق الاسعار التي يغالي التجار والمهنيون وبائعو الخدمات على اختلاف انواعها برفع اسعارها بدءا من المواد الغذائية الاساسية والدواء وحتى تصليح السيارة وحنفية المياه وانتهاء بكشفية الطبيب التي تتفلت نقابة الاطباء اصلا لرفعها منذ مدة وقسط المدارس التي يتفنن اصحابها بأساليب الزيادة ومتوالية زيادة الاسعار التي لا تتوقف عند حد ولا عند سلعة أو خدمة معادلة شائكة لابد من مواجهة نتائجها بمنتهى الحذر والجدية لانعكاساتها الخطيرة على التوازن الاجتماعي الذي هو صمام الامن والامان.

وأخطر ما في متوالية نار الاسعار وحدة الغلاء ما يترتب عليها من زيادة الفجوة بين الاغنياء الذين ينفقون بلا حساب وبتبذير مقيت وبمسلكيات غير معقولة وبين الغلابى الذين لا يتمكنون من توفير الاحتاجات الاساسية للأبناء وهذا المظهر بحد ذاته هو عنصر استفزاز وتفجير للأغلبية وعلى مدار الساعة.

وهذا الارتفاع الفاحش والمتسارع في الاسعار يؤرق المستهلك والحكومة على حد سواء لكن المواطن هو الذي يدفع الثمن نتيجة استنزاف قدراته وتفريغ جيوبه وإغراقه في الديون لان دخول الغالبية العظمى تتآكل ولا تكفي بأي حال ووفق أي منطق حسابي الاحتياجات الاساسية من مأكل ومسكن مما يفرض التوسع والدقة والعدل في تنفيذ شبكة الامان الاجتماعي وبخاصة في الجوانب المتعلقة بالتأمين الصحي والتعليم والاسكان وحماية العجزة والمسنين .

والمشكل أن الحكومة تتوعد صبح مساء بالحد من حالة الفوضى والفلتان في السوق بضبط إيقاع الاسعار ولجم حدة الارتفاع غير المبرر لكن شيئا من هذا لم يحصل ولدرجة ان التجار يديرون الظهر لاعلان الاسعار التي يلزمهم بها القانون وأكثر من ذلك حتى السلع الاساسية التي أعفتها الحكومة من الرسوم الجمركية والضرائب لم تنخفض اسعارها وبنفس نسب الاعفاء مما يقتضي الحزم والعقاب الصارم وبخاصة أن شيوخ التجار والقائمين على هذا القطاع يكثرون من العظة لكنهم انفسهم لا يقدمون القدوة بالاكتفاء بهامش الربح الحلال والذي فيه مرضاة الله.

dabbasahmad@yahoo.com


التاريخ : 10-02-2008
http://www.addustour.com/ViewTopic.a...10_id24555.htm