معركة سحق الدنمارك

[عامر العظم]

تحذير إلى الحكومة الدنماركية

نسمع في وسائل الإعلام عن اعتزام الصحف الدنماركية إعادة نشر الصور المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، ونحن هنا لا نريد أن نستهجن أو نستنكر، فلا وقت لدينا لذلك ولا نعرف هذه اللغة .. الحكومة الدنماركية وجميع سفاراتها في العالم، تعرفنا جيدا عندما خضنا معركة الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وقدنا حملة دولية شرسة ضد الحكومة الدنماركية قبل أكثر من عامين.

تحذر الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب الحكومة الدنماركية من إعادة نشر هذه الصور تحت ذريعة الديموقراطية وحرية التعبير.. وتعدها إن حدث ذلك أنها ستصاب بجنون البقر بدون عدوى من أبقارها..!

أرجو نقل هذا التحذير إلى الحكومة الدنماركية وجميع المعنيين مع الشكر الجزيل، كما وأرجو من جميع الأعضاء الاستنفار وإطلاعنا هنا أولا بأول عن آخر مستجدات هذه القضية.

عامر العظم
رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
‏الخميس‏، 14‏ فبراير‏، 2008

www.arabswata.org
www.arabswata.info
www.watapedia.org

[غالب ياسين]

التحذير جاء في الوقت المناسب
قررت الصحف الدانماركية الكبرى إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على صفحاتها اليوم الأربعاء.

وقالت إن الهدف هو توثيق لحملة الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الدانماركية في مدينة آرهوس بدعوى تخطيطهم لقتل رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم المسيئة للرسول محمد.

وقالت إليزابيث كنودسن رئيسة تحرير برلنسغكي ثالث أكبر الصحف الدانماركية "من الواجب علينا أن نرسل رسالة واضحة لكل من يحمل أفكارا جنونية كهؤلاء الذين فكروا في استهداف الرسام كورت فسترغورد".


الرسام كورت فسترغورد (الأوروبية-أرشيف)
وأعلنت الشرطة الدانماركية في مدينة آرهوس -ثاني أكبر مدن البلاد- اعتقال مهاجرين تونسيين ودانماركي من أصول مغربية للاشتباه في أنهم خططوا لقتل فسترغورد أحد 12 رسام كاريكاتير وضعوا رسومات اعتبرت مسيئة للنبي محمد.

وقالت السلطات إنها سترحل التونسيين إلى خارج الدانمارك في حين ستجري تحقيقات مع المتهم الثالث بتهمة انتهاكه قوانين مكافحة الإرهاب وستطلق سراحه في انتظار نتائج التحقيق.

وفسترغورد (73 عاما) هو رسام الكاريكاتير في صحيفة "يولاندس بوسطن" التي كانت أول من نشر الرسوم التي أعيد لاحقا نشرها في نحو 60 مطبوعة، ما أثار موجة من الاحتجاجات حول العالم. ويعيش هو وزوجته في حماية الشرطة منذ ثلاثة أشهر بسبب تعرضهما للتهديد.

ومن جانبه أكد تيور سايدنفان رئيس تحرير صحيفة بوليتكين -ثاني أكبر الصحف الدانماركية- عزم صحيفته إعادة نشر هذه الرسوم في عددها الصادر اليوم كجزء من تغطيتها للاعتقالات التي في مدينة آرهوس.

وفي إطار دفاعه عن إعادة الرسوم المثيرة للجدل التي تسببت في مظاهرات عارمة بالعالم الإسلامي "أنه من المزعج والمقلق أن تفكر مجموعة من الشباب في قتل الرسام كورت"، مضيفا أن صحيفته ستعيد نشر الرسوم بغرض تغطية عملية الاعتقالات.

واعتبرت صحيفة يولاندس بوسطن أن حرية التعبير "غالية الثمن"، وقال رئيس تحريرها كارستن يوسته "إنه من المعيب أن يكون جزاء شخص يقوم بعمله حسب القانون الدانماركي والتقاليد الصحفية الدانماركية أن يهدد بالقتل". ومن المقرر أن تعيد الصحيفة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة.


أندرياس فوغ راسموسن (الفرنسية-أرشيف)
قلق حكومي
وفي سياق متصل عبر رئيس الوزراء الدانماركي أندرياس فوغ راسموسن عن بالغ قلقه عقب اعتقالات آرهوس صباح أمس الثلاثاء.

ورفض راسموسن في بيان صحفي التعليق على القضية، واكتفى بالقول إنه علم بالقضية من الشرطة التي "جاءت لوقف عملية قتل لدافع إرهابي".

وأشار راسموسن في بيانه الصحفي التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إلى أن الاعتقالات تشير إلى وجود "مجموعات متطرفة" لا تحترم القيم والمبادئ الدانماركية.

ومن جانبها اعتبرت وزيرة العدل الدانماركية لينا إيسبيرسن في بيان مقتضب أن هذا التطور خطير ومقلق.

دعوة للتعقل
من جانبهم أعرب قادة الجالية الإسلامية في الدانمارك عن تخوفهم من أن تترك الاعتقالات آثاراً سلبية على العلاقة بين المسلمين والمجتمع الدانماركي، وأن تفجر إعادة عرض الرسوم المسيئة للرسوم الكريم مشاعر الكراهية والبغض بين الطرفين.


مسلمون في الدانمارك يؤدون صلاة الجمعة
في أحد مساجد العاصمة (رويترز-أرشيف)
وأدان قاسم سعيد أحمد أحد قادة العمل الإسلامي في الدانمارك جميع الأعمال الفردية التي تخرج عن النطاق القانوني, داعياً المسلمين في البلاد إلى ضرورة احترام القانون.

وقال أحمد للجزيرة نت إن المؤسسات الإسلامية في الدانمارك بذلت قصارى جهدها للرد بالطرق السلمية والمشروعة على الرسومات المسيئة.

وأضاف "لقد استخدمنا كل الطرق القانونية لمواجهة الإهانة التي تعرضنا لها" وشدد على أن المسلمين في الدانمارك شريحة من شرائح المجتمع ومواطنون يحترمون القانون الدانماركي، ويلجؤون إليه عند شعورهم بالإهانة أو الظلم.

ودعا أحمد المسلمين في الدانمارك والجاليات الإسلامية فيها إلى التحلي بالصبر والتعامل بعقلانية مع أي استفزاز قادم.

المصدر: الجزيرة

[Dr. Schaker S. Schubaer]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (1): ماذا مع ترك التبديل للكسيح وترك المقود للأعمى؟!

الحمد لله الذي مازال في الأمة رجالاً يهبوا للدفاع عن رسوله الكريم.كان لدى أعمى وكسيح دراجة ، وكانا يريدان أن يذهبا مشواراً. فهل من الحكمة أن يمسك الأعمى بالمقود ويقوم الكسيح بتشغيل البدالات؟! هذا ما يمارسه الغرب من سلوك معوج. فالحقائق العلمية ممنوع البحث فيها، خاصة فيما يتعلق بمصداقيتها. قرار عدم البحث في الهولوكست! اليس الهولوكوست هو تاريخ؟! أليست أبحاث الهولوكوست هي أبحاث تاريخية لها طرق بحث معيارية متفق عليها مهنياً؟! أليس الحجر في هذا المجال هو حجر لحرية البحث العلمي؟!

فإذا ما أتينا على السخرية من شخصية الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، فهي حرية؟؟!!

لكن ترك الكسيح يقوم بالتبديل، وترك الأعمى يقود المقود هو سيء لهم أنفسهم! وهذا هو المكر السيء ولا يحيط المكر السيء إلا بأهلة. فلن تتحرك الدراجة إلى الأمام، وإن تحركت فإلى الهاوية.

وبالله التوفيق،،،

[عامر العظم]

الجرعة لم تكن كافية!

يبدو أن الدنمارك لم تتعلم الدرس قبل عامين ويبدو أن الجرعة كانت مخففة!
إن تم نشر الصور، فسنعلم الدنمارك ومن ورائه الغرب والغول الأمريكي درسا أبديا لن ينسوه هذه المرة!

ستكون موجعة جدا هذه المرة!

[د. محمد اسحق الريفي]

بسم الله الرحمن الرحيم

لا بد من تغيير طريقة التعامل مع الغربيين الذين يعتدون على رموزنا ومقدساتنا الإسلامية، ولا سيما الاعتداء على شخص رسول الإنسانية العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، الرحمة المهداة، الذي أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين.

الصهاينة هم الذين وقفوا في بداية الأمر خلف الرسوم الحقيرة، وتحديدا أحد منظري المحافظين الجدد، الصهيوني اليهودي بايبس، وهم يفعلون ذلك في سياق الحرب الشاملة على الإسلام، أفلا يستيقظ المسلمون من غفلتهم ويعلنوا مشروعا شاملا لمواجهة المخططات الصهيوصليبية العفنة؟!!

تحية مشروعة!

[عبدالسلام الكردي]

اظن ان الوضع هذه المرة مختلفا تماما عما حدث قبل عامين وقد يكون اشرس من سابقه واكثر ايلاما
حيث ان الرسومات التي اساءت للرسول الكريم ومنذ عامين نشرها الرسامين من خلال الصحف الدانماركية وتلك كانت بادرة شخصية منهم تحت ظل حكومتهم
اما الان ارى ان الحكومة الدانماركية هي من تعتزم القيام بذلك
فبحسب ذلك يبدوا ان الموضوع سياخذ منحا اخراشد قسوة واكثر تعنتا
ولكن بالوقت ذاته ارى ان المسلمين سيكون لهم موقفا اكثر صرامة واكثر تاثيرا ايضا
فكلنا نحشد امكانياتنا قاطبة للقيام بما يلزم في حال نفذت الحكومة الدانماركية ما هددت به
اعزائي اشكر لكم جهودكم بوركت هممكم باذن الله
كن مع الله ولا تبالي

[د. محمد اسحق الريفي]

صراع حضارات ولكن بأدوات غير حضارية

لا يأتي ما يحدث في الدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، وغير ذلك من دول غرب أوروبا، من إساءات إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اعتباطا، وإنما جاء نتيجة حتمية للحملة الغربية والصهيونية المستمرة على الإسلام، ووصمه زورا بالإرهاب. وما أظن أن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود شخصيا بهذه الإساءات، لأنهم لم يسمعوا عنه من إعلامهم الضال إلا أكاذيب وافتراءات، وإنما يُقصد بها الاعتداء على الإسلام والإساءة لكل العرب والمسلمين، في وقت أصبح فيه الإسلام مطلبا إنسانيا لتخليص البشر من طغيان الحضارة الغربية وشرورها، وترميم كل ما دمرته من المعاني والقيم والأخلاق الإنسانية، التي أصبح كثير من البشر في المجتمعات الغربية يفتقرون إليها.

إنها الحملة الصليبية التي أعلن عنها جورج بوش الصغير عقب أحداث سبتمبر 2001م، التي تشترك فيها تلك الدول بأشكال متنوعة ويوزعون الأدوار فيما بينهم. فمنهم من يغزو البلاد ويعيث فيها فسادا وقتلا وتدميرا ونهبا، وآخرون يقمعون حرية مسلمي تلك البلاد الغربية في إقامة الشعائر الإسلامية ويصدونهم عن الالتزام بالإسلام، وآخرون يزعزعون الاستقرار في بلادنا ويخلقون مبررات التدخل في شؤونها تمهيدا لاستباحتها وتفتيتها. ومنهم من يستهزئ بالإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله رحمة للعالمين. أما الكيان الصهيوني وصهاينة الغرب ويهوده، فهم يقومون بتحريض الحكومات الغربية على الجاليات المسلمة في الغرب، ويرقبون عن كثب مدى تمسك تلك الجاليات الإسلامية بدينها الحنيف. ويعجز هؤلاء اليهود والصهاينة عن إخفاء مدى فزعهم من زيادة وعي مسلمي الغرب ونفوذهم وتوجهاتهم الإسلامية، ومن زيادة حرصهم على رعاية تعاليم دينهم العظيم وشرائعه وشعائره، فيصدرون تقاريرهم المسمومة ويطلقون التحذيرات إلى الحكومات الغربية وشعوبها لتحريضهم ضد المسلمين.

ولا يزال الإعلام الصهيوني يقوم بدور عنصري قذر في هذا السياق، من خلال تشويه الإسلام، والاستهزاء بالأنباء والمرسلين، والتطاول على رب العالمين عز وجل. وذلك بتغذية الحقد على الإسلام والمسلمين، مما جعل الكثير من الغربيين يجسدون حقدهم في إساءاتهم المتكررة للإسلام والمسلمين، متجردين من كل معاني الفضيلة والأخلاق الحميدة، ومظهرين ضعفهم الشديد أمام الثقافة الإسلامية. فتارة يصف حاخامات اليهود المسلمين بأنهم أفاعي وحشرات، وتارة أخرى يتطاولون، بأخس الوسائل، على شخص رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وهم لا يكفون عن دعوة حكومتهم المجرمة للقضاء على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى.

إن هذه الإساءات المتكررة يقف وراءها قادة الكراهية والشر في هذا العالم، من أمثال بوش وبلير، وغيرهم الكثير، الذين يزعمون أن ما يقوم به المسلمون من جهد المقل في الدفاع عن أوطانهم ودينهم وأنفسهم، ما هو إلى دليل على كراهية المسلمين وحسدهم للغرب وحضارتهم ونمط حياتهم. هكذا ادعى هؤلاء الضالون وغيرهم من دعاة "الصدام اللا حضاري"، أمثال صمويل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما وغيرهما ممن يشكلون تيارا أكاديميا مسيحيا صهيونيا متطرفا، يعمل على تأليب الرأي العام الغربي، وملء عقول الغربيين بالأحقاد والأكاذيب. هؤلاء الذين لم يجدوا وسيلة لصد الناس عن الإسلام إلا بقتل مئات الآلاف من العرب والمسلمين باسم الديمقراطية، واقتراف كل منكر وقبيح باسم حرية التعبير عن الرأي.

ولقد عجبت كثيرا حينما خرج ملايين الأوروبيين في مسيرات كبيرة قبيل شن الحرب الظالمة على العراق، ظنا مني أن هذه التظاهرات جاءت بدوافع إنسانية ومعايير أخلاقية عالية، احتجاجا على قرب شن تلك الحرب في ذلك الوقت، ولكن، عندما سكتت هذه الهبة تلقائيا بمجرد أن تبين للشعوب الغربية عدم إضرارها بمصالحهم وحياتهم، زال العجب وأدركتُ أن تلك التظاهرات كانت تنم عن مجرد خوف هؤلاء الغربيين على مصالحهم وأمور حياتهم نتيجة تداعيات خطيرة للحرب تكهن بها العديد من الكتَّاب والمفكرون الغربيون، الذين توقعوا نشوب حرب نووية، وقيام البلاد العربية بوقف ضخ النفط للغربيين، وتعرض الكيان الصهيوني لضربات مؤلمة، كما توقعوا سقوط بعض الأنظمة العربية الخائبة، وتمكن شعوبنا المقهورة من اختيار نظم حكم مستقلة، مما يهدد المصالح الغربية.

وما يؤكد زيف هذا التوجه للشعوب الغربية أن الحرب استمرت طويلا ولا تزال مستمرة حاصدة لأرواح مئات الآلاف من العراقيين، ومدمرة لكل مقومات الحياة ومعالم الحضارة العراقية، بل الأكثر من هذا، أن معظم الغربيين لم يحركوا ساكنا حتى بعد أن تبين لهم عدم شرعية تلك الحرب وبطلان مبرراتها وأسبابها. فبعد ما تبين لهؤلاء الغربيين أن العرب والمسلمين هم وحدهم الذين يدفعون ثمن هذه الحرب الظالمة، التي تدور رحاها في عقر دار العرب والمسلمين بعيدا عن البلاد المعتدية، وأنهم في مأمن منها وأن نتائجها لن تؤثر على مستوى رفاهية الغربيين ونمط حياتهم، ناموا وسكتوا، ولم يعد يقلقهم أي شيء، رغم تغنيهم بحقوق الإنسان ورعايتهم لمنظماتها الكثيرة رسميا وشعبيا.

وهذه الإساءات ليست جيدة في طابعها ومقصودها، فقد دأبت كثير من حكومات الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تشجيع الضالين، ممن نسبوا أنفسهم زورا للإسلام والمسلمين، على سب الإسلام والتشنيع عليه وعلى أهله والنيل من قدسية معانيه ومبادئه العظيمة. ولا تزال تلك الحكومات تحتضن كل شاذ وضال ممن له تاريخ أسود حافل بالتطاول على الإسلام وعلى شخص رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتربص بالإسلام والمسلمين، من أمثال سلمان رشدي، وتقدم لهم الحماية والرعاية، متذرعين بحرية الرأي وتشجيع الأعمال الفنية والأدبية. ولكن هذه الحكومات المريضة تنسى كل تلك الذرائع عندما يمس الأمر حلفاءهم اليهود، رغم إجرامهم بحق شعوبنا واغتصابهم لأوطاننا وحقوقنا.

لقد سنت إدارة بوش قانون "معادة السامية" حماية لمجرمين صهاينة من تعرض كتَّاب وصحفيين وسياسيين غربيين لهم بالنقد والإساءة التي يستحقونها، وتبعتها بعد ذلك دول أوروبية عديدة، حفاظا على الصورة المزيفة التي رسمتها الدعاية الصهيونية للكيان الصهيوني الغاشم، وتجاهلا لحقوق شعبنا الفلسطيني المقهور. وأصر بوش على وصف من غاص إلى ركبتيه في دماء وأشلاء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجرم شارون بأنه "رجل سلام"، ضاربا عرض الحائط بكل ما ادعاه من معان إنسانية راقية لا رصيد لها من الواقع، ومدللا على العنصرية الغربية والكيل بمكاييل متعددة. ثم تأتي إدارة بوش بعد ذلك وتحاسبنا على الحريات الدينية، وتتهمنا بالكراهية الدينية، لتفرض على الأنظمة الحاكمة تغيير مناهجنا الدينية، ولتمحو ثقافتنا الإسلامية.

لقد جاء كل ما حدث من تهجم على الإسلام ومقدساته في سياق الفهم الغربي لأيديولوجية "الخير والشر" التي تعد المسلمين شرا لا بد من إزالته، ويتفق هذا مع تفسير أهل الضلال من أمثال مؤسس حزب الائتلاف المسيحي المتطرف وأكبر منظري المحافظين الجدد الأمريكيين بات بيترسون، الذي اعتبر أن إعصار كاترينا جاء غضبا من الله على الولايات المتحدة الأمريكية وعقابا لها على إجبارها حكومة السفاح شارون على الانسحاب من بعض أراضي قطاع غزة وإخلاء المغتصبات اليهودية المقامة عليها، بل إن بيترسون فسر ما أصاب شارون من غيبوبة وشلل على أنه عقاب من الله له على قيامه بالانسحاب من بعض أراضي غزة. أما الاحتلال الصهيوني المجرم، وما يمارسه من قتل وخراب ودمار وإفساد، فهو مقبول عند الله، على حد زعم بيترسون، تعالى الله عما يصف.

وإذا كان الخوف من الإسلام هو الذي يدفع الغربيين إلى النيل من شخص رسولنا الكريم، فهذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين يعز عزيزا ويذل ذليلا عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"، رواه الإمام أحمد. وهذه بشرى للمسلمين بعد أن ظهر لكل الناس زيف حقيقة الحضارة الغربية، وتبين قرب انهيارها، وبعد أن فشلت قوة الغرب العسكرية والتكنولوجية في القضاء على الإسلام. فلم يجد الغربيون سوى السب والشتم للنيل من المسلمين الذين قاوموا عدوان الغرب بكل بسالة وأثبتوا أنهم لن تلين لهم قناة ولن يستسلموا مهما بلغ الظلم والعدوان.

ولقد أظهرت شعوبنا المقهورة أنها لا تزال قوية وأنها أكثر توحدا وانسجاما وقدرة على الرد المزلزل على العدوان العسكري والمعنوي من أي وقت مضى، بل إن ثقافتنا الإسلامية غلابة لا قِبَلَ للثقافة الغربية بها، وسواء أأستخدم الغرب الوسائل التي يصفها بالحضارية أم أسلحة الدمار الشامل، لن يستطيع النيل من الإسلام، وها هو شعبنا الفلسطيني يعيش أزهى لحظات انتصاره بتحديه للحصار الظالم الذي يفرضه عليه "العالم المتحضر".

وربما تكون المقاطعة الناجحة التي أذلت الدنمارك هي بمثابة التفاحة التي ألهمت نيوتن اكتشاف الجاذبية، والمطلوب زيادة هذه المقاطعة الاقتصادية الناجحة اتساعا وعمقا وشمولية. والمطلوب أيضا أن نقوم بتعرية الحكومات الغربية وأدواتها الإعلامية في مجتمعاتنا، ليتبين لكل شعوبنا مدى بشاعة الحملة الصهيوصليبية على ديننا الحنيف. وعلى كل فرد من أبناء ديننا أن يجد له مكانا مناسبا يدافع من خلاله عن قيمنا ومقدساتنا وأوطاننا، وهذه هي بداية الطريق إلى الخلاص من التبعية الغربية وتحرير الأوطان من دنس الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال، { ... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور}.

[علاء البشبيشي]

لا نريد أن نستهجن أو نستنكر، فلا وقت لدينا لذلك

أستاذنا الفاضل، قائد واتا / عامر العظم،
الأساتذة الكرام، والأخوة الأفاضل

* هذه الإهانة الجديدة لا يمكننا بحالٍِ أن نمررها بسهولة، و لابد من خطوات محسوبة ومدروسة، وعقلانية لوقف هذه المهزلة، وإلا صرنا - إن لم نكن - هدفًا لكل من هب ودب !
* (الجعجعة بلا طحين) ليست من وسائل واتا في الدفاع عن قضايا الأمة، وقد أعلن ذلك قائد واتا في مداخلته الأولى والتي اخترتُ بعضَ كلماتها عنوانًا لمداخلتي، وأكد على هذا المعني تباعًا الأفاضل الأحباب، ممن شاركوا أعلاه. لذلك فلنفكر في الوسائل العملية التي يمكننا بها مواجهة هذه الأزمة.
وإذا لم تكن الجرعة كافية في السابق، فلنجعلها زائدة هذه المرة!
* أحب أن أرحب بأستاذنا الكريم / د. محمد الريفي، وأحمد الله على عودته لنا سالمًا، فلطالما افتقدناه، والعتب على الاحتلال الذي فعل بأبناء الأمة الواحدة هذا!
وما تفضل به سيادته من ربط بين هذه الإهانات واليهود يضع لنا الكثير من النقاط على الحروف، ويجعلنا نتمسك أكثر وأكثر بأولوية الدفاع عن غزة هاشم، فهي القضية الأم، والانتصار فيها يقوي ظهورنا في مواجهة الكثير من تحدياتنا.
* نظرية (الكسيح والأعمى) التي تحدث عنها علم واتا د. شاكر شبير ، حفظه الله، لا بد وأن نتعلم منها نحن أيضًا!
هذا ما لدي الآن، وأنا مرابط على هذا الثغر في انتظار أي هيعة أو فزعة، جنديًا في هذه الكتيبة.
عذرًا رسول الله - صلى الله عليك وسلم -
تحية جندية مرابطة

[عامر العظم]

ستسقط رؤوس كثيرة إن حدث ذلك!

كنت أتمنى أن يهتم رعاة البقر بأبقارهم وأجبانهم وألبانهم فقط!
إن فعلوا، فليعلموا إنها الحرب العالمية الثالثة!
أرجو من جميع جنرالات وقادة وضباط وجنود واتا رفع درجة الاستنفار إلى اللون البرتقالي!

[د. محمد اسحق الريفي]

الإخوة الأفاضل:
قائد واتا الأستاذ عامر العظم، وحكيم واتا الدكتور شاكر شبير، وجنرال واتا الأستاذ علاء البشبيشي،

حفظكم الله وأيدكم ورعاكم، وجزاك الله خيرا على جهودكم الرائعة، وأعبر عن حبي وتقديري لكم جميعا، ولولا الظروف الصعبة التي نعيشها في غزة لما انقطعتم عنكم، فقد كان غيابي مجرد استراحة محارب على إحدى الجبهات الساخنة، بينما بقيت أعمل ببطء على باقي الجبهات

هدفنا في واتا استنهاض الأمة، فالحرب الشاملة تستدعي ذلك، والانتفاضة العربية الإسلامية العارمة أمر لا بد منه، وها هي قد بدأت ملامح هذه الانتفاضة تتبلور في أذهان العرب والمسلمين، وعلى أرض الواقع، وسيكون لواتا وأبطالها الشرف العظيم في إطلاق شرارتها الأولى، إذ قد بلغ السيل الزبى، فكيف تسكت الأمة وقد استباح الأشرار كرامتها واستحلوا أوطانها ونهبوا ثرواتها وقمعوا شعوبها؟!!

تحية منتفضة لا بد منها!

[عامر العظم]

يبدو أنني آخر من يعلم!
سمعت عن نيتهم نشر الصور أمس على قناة الجزيرة!
قرأت للتو الخبر المنشور هذا اليوم على موقع الجزيرة!
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B...75A5FB0E2C.htm

ماذا تقولون يا أهل الحل والعقد؟!

[علاء البشبيشي]

الرسوم أُعيد نشرُها، ورغم ذلك لم تنتفض الشعوب العربية والإسلامية كما حدث في السابق؛ الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الدانماركية نفسها أن تتعجب!!
يجب علينا إذًا أن نُنهي هذا العجب!
لكن لنأخذ في الاعتبار توصيات أهلنا من المسلمين في الدانمارك، بأن نتحلى بالعقلانية في ردود الأفعال.
لتكن تحركاتنا مدروسة ومحسوبة، وفي نفس الوقت رادعة وقوية!
وا قرأوا ما بين السطور
تحية متوازنة

[إبراهيم محمد نصير جعفر]

الرسوم أُعيد نشرُها، ورغم ذلك لم تنتفض الشعوب العربية والإسلامية كما حدث في السابق؛ الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الدانماركية نفسها أن تتعجب!!
يجب علينا إذًا أن نُنهي هذا العجب!
لكن لنأخذ في الاعتبار توصيات أهلنا من المسلمين في الدانمارك، بأن نتحلى بالعقلانية في ردود الأفعال.
لتكن تحركاتنا مدروسة ومحسوبة، وفي نفس الوقت رادعة وقوية!
وا قرأوا ما بين السطور
تحية متوازنة

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...... نعم الهدوء مطلوب وضبط النفس أدعى عقلا .. والتهور يجنح بنا إلى ملا نريد ... فكل واحد منا يعرف مسئوليته ويعرف كيف يرد .... . .... ولكن ما أتعس الأشخاص الذين لا يستطيعون أم يبدلوا شطيرتهم بأخرى ..... وتعسا لمن لا يزال يرتوي من ماء القناني المستوردة .... ولكن .... ..... ,و.....

[علاء البشبيشي]

إيران استدعت سفير الدانمارك احتجاجا على إعادة نشر الرسوم المسيئة

إن لم تفعلها باقي الحكومات، فلتفعلها الشعوب!
هل تعرف مقر سفارة الدانمارك في بلدك؟!

سمَّعنا صوتك، وأرِنا همَّتك!
تحية مشروعة، بدون تهور!

[الشيخ مصطفى الهادي]

إيران استدعت سفير الدانمارك احتجاجا على إعادة نشر الرسوم المسيئة

إن لم تفعلها باقي الحكومات، فلتفعلها الشعوب!
هل تعرف مقر سفارة الدانمارك في بلدك؟!

سمَّعنا صوتك، وأرِنا همَّتك!
تحية مشروعة، بدون تهور!

هل تعرف مقر سفارة الدانمارك في بلدك؟
اقوى ما سمعتهُ في هذه الحرب
أقرعت سمع الشعوب بالحجة البالغة
الشعوب دائما اقوى من الطغاة وإن تفرعنوا
من جانبنا في فنلندا سوف نقوم بكتابة استنكار وطباعته وتوزيعه على الجميع وسوف ننشر صورة من الاستنكار على صفحاة واتا الشرف والغيرة والحمية

[عادل جوده]

أن تكون الخطة مدروسة فعين الحكمة

ولكن لعلها تكون عاجلة أيضاً

هل من خطوة تنفيذية مدروسة وعاجلة يقوم بها أهل واتا في الدانمارك

مع محبتي

[يوسف جميل]

الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.. كيف نستثمر الحدث؟
حادثة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم التي بدأتها صحيفة دنمركية وتبعتها صحف أخرى وأثارت ضجة إعلامية واسعة، والتي أثارت حفيظة المسلمين وأشعلت الغيرة في قلوبهم، مما جعلهم يبادرون لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتمثلت تلك المناصرة في حملات المقاطعة والمطبوعات ومواقع الإنترنت وجمع التوقيعات والتصويت، إلى غير ذلك..
أما وقد حدث الحدث.. وأثلج صدورنا ردة الفعل المتزنة من عموم المسلمين.. يبقى السؤال المهم الآن:
كيف نستثمر هذا الحدث في بيوتنا ومجتمعاتنا، بل وعلى نطاق العالم أجمع؟
كيف يمكن للمرأة ـ للرجل ـ للطفل ـ للتاجر ـ للموظف ـ للغني ـ للفقير ـ للعالم ـ للعامي.. كيف يمكن لهؤلاء جميعاً أن يستثمروا هذا الحدث في غرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ونشرها ونصرها؟! بين المسلمين وغير المسلمين..
هل يمكن أن تشاركونا بآرائكم؟

[أشرف محمد علي]

يبدو أن الحكومة الدانماركية قد فقدت عقلها تماما؟؟
هل يصح عقلا الانتقام بهذا الأسلوب الخسيس من جميع المسلمين لأن بعض عميانهم قد أخطأوا التصرف.
هذا دليل واضح على أن الحرب تستهدف الاسلام ولا علاقة لها بحرية التعبير.
أول خطوة هي اتصال كل فرد من واتا بسفارة الدانمارك في بلده للتعبير لها عن غضب الأمة جميعا ؟؟؟

[د.عبدالرحمن محمود المحمود]

الاخوة الكرام فيفي غنى عنها , فماذا كانت النتيجة ؟! لقد اصدر الرئيس الاكراني قرارا بتجريم التطاول على المقدسات الدينية لاي دين , وايضا اصدر رئيس روسيا البيضاء ( بلاروسيا) قرارا مشابها , وهي مناسبة نحيي فيها تحضر ووعي حكومتي هذين البلدين وشعبيهما , واقترح على الجمعية تشكيل خلية ازمة تجمع مقترحات الاخوة الاعضاء وغير الاعضاء لاتخاذ اجراءات عملية حتى لا نكون كالمؤذن في البيداء
ة

[الشيخ مصطفى الهادي]

دفاعا عن نبي الإسلام
لم يتوقف أعداء الإسلام يوما عن توجيه سهام الاتهام والكذب إلى الإسلام وإلى نبيه العظيم محمد (ص) ، فقبل الانطلاقة المباركة لرسالة المصطفى ، وضع اليهود والنصارى أنفسهم على الخط وأصبحوا منذ ذلك اليوم أشد أعداء الإسلام ، فصوروا الرسول (ص) بأنه كان حائرا لم يعثر على أحد يفسر له ما يراه من أمور بدت لهُ غريبة غير مألوفة وهنا انبرى له ورقة بن نوفل النصراني ليخبره بأن الذي يأتيه وحي وأنه الناموس الذي كان ينزل على موسى . وعندما بعث تصدى له يهود الجزيرة فحاولوا إسقاط دعوته ثقافيا عن طريق مناقشته ومباهلته ولكن مساعيهم باءت بالفشل ، ثم تحالفوا مع مشركي الجزيرة وأمدوهم بالمال والسلاح والجنود ، فهاجمهم النبي فخرب حصونهم وقتل أبطالهم وأجلاهم عن الجزيرة . ثم اتهموا النبي بأنهم يعلمونه معالم رسالته وأن ما جاء به خلاصة لما في التوراة والإنجيل ، وهنا تدخل تعالى ورد كيدهم إلى نحورهم حيث قال في سورة النحل : ((ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمهُ بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )).
ثم عمدوا إلى أسلوبهم الخبيث في التسلل إلى مراكز القرار أو إعلان إسلامهم للكيد للإسلام من الداخل فكان ابن أثال وسرجون الرومي وبختيشوع وكعب الأحبار الذي تأخر إسلامه حتى زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رض) . وهكذا استمر مسلسل التآمر على الإسلام وعلى نبي الإسلام حتى اتخذ شكله الدموي الشامل أيام الحروب الصليبية ، ولما فشلت أوربا في ذلك ردت السيف إلى غمده ، فأعلن لويس التاسع صيحته بعد الهزيمة وهو يغادر مدينة دمياط متجها إلى عكا ، بتاريخ ( 8/أيار / 1250 ) حيث قال : لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرة على تمكننا من هزيمة المسلمين . وياليت حرب الكلمة كانت شريفة نزيهة يستخدم فيها ذلك الطرف أسلوب المحاورة الهادئة كما أمرنا تعالى حيث قال : وجادلهم بالتي هي أحسن . فعمدوا إلى كل ساقطة فألصقوها بالإسلام اخترعوا كل فرية ورموا بها نبي الإسلام ، فأنشأوا دوائر الإستشراق فعمد المستشرقون إلى مرافقة الحملات الاستعمارية فنهبوا كل المخطوطات فكان مما وقع بين أيديهم من الكتب ، كتاب يوحنا الدمشقي ابن سرجون وزير الدولة الأموية والمكلف بجمع الجزية في عهد معاوية بن أبي سفيان ، والذي أصبح الوزير المشرف على أموال الخليفة في زمن عبد الملك بن مروان ، فأول هذه الاتهامات جاءت مدونة في كتاب يوحنا الدمشقي ، ومن رسالة ثانية وقعت بين أيدي المستشرقين دونت بالعربية يبدو أنها منتحلة تحمل اسم مؤلف يدعي أنه مسلم أرتد وتنصر ، اسمه عبد المسيح بن إسحاق الكندي ، فأعيد نشر تفاهات هاذين الكتابين في لندن خدمة لأهداف المبشرين والمستشرقين العاملين في الشرق الإسلامي آنذاك كما لخص هذين الكتابين وترجمهما إلى الإنكليزية السير وليم مور وجعلها في مقدمة كتابه المشهور (( حياة محمد )) ، ثم تعالت الصيحات إلى نقل المعركة من ساحة الحرب إلى حقل الفكر والمعرفة فكان ممن دعا إلى ذلك القديس بطرس الراهب ، وروبرت كيثون الذي ترجم القرآن إلى اللاتينية ثم ظهرت الدعوة الثانية وكان بطلها الفيلسوف المشهور روجر بيكون الذي ضمن دعوته في رسالة وجهها سنة ( 1266 ـ 1268 ) إلى البابا مقترحا فيها : وجوب إدخال اللغة العربية في مناهج الدراسات الجامعية وذلك كوسيلة للتبشير ونشر المفتريات ضد الإسلام .
ومما ساعد أيضا على سرعة استخدام سلاح الفكر بوجه المسلمين هو قيام عدد من القسس والرهبان الذين اشتركوا في الحروب الصليبية بنشر مذكرات وكتبا عن أحوال الشرق الإسلامي ، والتي ساعدت على إبراز وتعميق ملامح الصورة المشوهة للإسلام ونبي الإسلام . ومن أشهر هؤلاء ( سيمون سماونس ) الأيرلندي الذي كان من أعضاء رابطة الآباء الفرنسيسكان والذي زار فلسطين وحصل خلالها على نسخة من القرآن الكريم ثم نشر كتابا عن المسلمين وصفهم فيه بأنهم : وحوش ، وخنازير ، وأبناء شياطين ، ومحترفو لواط . ومن هؤلاء الرهبان أيضا ( James of Verona ) الإيطالي الذي كتب عن الإسلام واصفا إياه بأنه : صورة مشوهة مخزية لتعاليم المسيحية )) .
لقد أصبحت الحضارة الأوربية المعاصرة تستند في تكوينها العقلي إلى حد كبير على حركات فكرية تتابعت في تاريخها الحديث مثل : حركة ( النهضة الأوربية ) و ( الإصلاح الديني ) و(حركة التنوير) وقد زادت هذه الحركات من رسوخ ملامح الصورة المشوهة التي كونتها أوربا عن الإسلام ونبي الإسلام في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ، وذلك كنتيجة لترديد التهم الباطلة التي ألصقت بالإسلام ونبيه وقرآنه الكريم .
( فدانتي ) الشاعر الإيطالي المشهور ، وأحد أعمدة حركة النهضة صور الرسول (ص) وقد القي في الدرك الثامن والعشرين من جهنم . وقد شطر إلى نصفين من رأسه إلى منتصفه ، وصوره وهو ينهش بيديه في جسمه عقابا له على ما اقترف من فضائح وآثام وسبب من شقاق ، وأنه في رأيه تجسيد كامل للروح الشريرة . وصور الإسلام كمن سبقوه :زندقة أنتجت ظلا مخيفا خيم على العالم كله.
وكذلك حذا حذوهم ( بوليدور فيرجيل) ـ الذي يعتبر هو الآخر واحدا من أكبر أركان النهضة ـ وجاء بما ذكره سابقوه من تهم وزاد عليها فزعم أن الإسلام : نسيج مشوه مستقى من مصادر مسيحية وأن الرسول كان مصابا بالصرع وأن الإسلام انتشر بحد السيف وشيوعية المرأة.
إن أسلوب السب والشتم الذي يكيله مثقفو الغرب يعتبر جزءا أساسيا من التفكير الأوربي في اكثر جوانبه، وغريزة موروثة ، وانطباعا راسخا منذ قيام الإسلام وحتى اليوم . وأسباب هذا الهجوم على الإسلام هو اعتقادهم الراسخ الثابت بأن الإسلام الأصيل يشكل خطرا حقيقيا ويقف سدا منيعا أما كل التطلعات الاستعمارية في الشرق ، بل أن الإسلام يحمل في واقعه النقيض الشامل لمدارسهم الفكرية وكيانهم الحضاري ، ويهدد بالزوال كل وجودهم القائم على أساسها ، لما يملكه الإسلام من عمق وواقعية وشمولية منحته وتمنحه القدرة الفائقة على التغيير والامتداد إلى أي مجتمع أنساني يجد طريقا للنفوذ إليه . وإلى هذا يشير لورانس براون بصراحة في كتابه الذي أصدره عام (1944) قائلا فيه : إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته .إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي . ويضيف : إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن وتأثير .
ونسجت على نفس المنوال مجلة العالم الإسلامي الاستشراقية الصادرة في لندن ما نصه : إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي ، ولهذا الخوف أسباب منها : أن الإسلام منذ أن ظهر في مكة لم يضعف عدديا ، بل هو دائما في ازدياد واتساع ، ثم أن الإسلام ليس دينا فحسب ، بل إن من أركانه الجهاد . ولم يتفق قط أن شعبا من شعوب الأرض دخل في الإسلام ثم عاد نصرانيا . ولعل الكاتب الألماني كارل بيكركان أكثر صراحة حينما قال : إن هناك عداءا من النصرانية للإسلام ، بسبب أن الإسلام عندما أنتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية ثم أمتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها .
ومن الأسباب المهمة التي دفعت الغرب المسيحي أن يقف بكل قواه العلمية والعسكرية والاقتصادية لضرب الإسلام هو استيقاظ الغرب بشكل عام على صوت الإسلام والدعوة الإسلامية ، حيث كانت غارقة في وحشية القرون الوسطى والحروب القبلية ، والصراعات بين الأمراء والنبلاء والملوك وحيث تحكم الكنيسة بأفكارها الخرافية وسيطرتها على مراكز القرار ، وابتداع أساليب الظلم والجور باسم الدين المسيحي ، في هذه الفترة المظلمة جاء الإسلام بمثابة حافز ومنبه عظيم لإيقاظ أوربا والغرب بالخصوص ، لأن الدولة الإسلامية أصبحت قريبة ومجاورة للجسد الأوربي ، وهي تحمل فكرا جديدا وعقيدة ساطعة . فلم يكن من الكنيسة إلا أن تشحن أوربا بالعداء للمسلمين على أنهم كفرة برابرة يجب مواجهتهم بعنف دموي وسحقهم وإبادتهم فكانت العديد من الدراسات المحملة بالتشويه المتعمد لصورة الإسلام وشخصية النبي الأكرم (ص) وهذا ما شهد به الكاتب الأسباني المسيحي المعروف ( خوان غويتيسلو ) حيث قال : (( إننا خاضعون لعملية غسل دماغ كامل ضد العرب والإسلام )) .
واستمر سيل التهم الباطلة المتناقضة ، ومنها على سبيل المثال : ما ادعاه الأستاذ كارادي فو من : أن محمدا ظل وقتا طويلا معروفا في الغرب معرفة سيئة ، فلم توجد خرافة ولا فظاظة إلا نسبوها إليه . فتحدثنا مثلا قصيدة ( رولان ) وهي أهم منتجات العصور الوسيطة في الأدب التسجيلي بأن فرسان شارلمان قد أسقطوا الأصنام الإسلامية وأن العرب يعبدون ثالوثا مؤلف من(محمد ) و( أبولون ) و ( وتيرجان ) .
ويشاهد القارئ في قصيدة ( أورشليم ) وصفا دقيقا لتمثال زعم مؤلفها أنه ُصنع للنبي من الذهب والفضة الخالصتين ، وأن قاعدته تمثال فيل أصعد النبي فوقه كأنه يمثله راكبا ذلك الفيل !؟
وأما قيمة الإسلام كدين وكمصدر توجيه في الحياة في نظرهم فانهم يخضعون هذه القيمة والحكم عليها إلى اتجاهات الحياة الحضارية التي تمثل الصورة الراقية لحياة الإنسان وقد يبدوا من سخرية التاريخ أن يضل هذا الحقد القديم ضد الإسلام قائما بطريقة لا شعورية في زمن خسر الدين القسم الأكبر من تأثيره في مخيلة الأوربي ، ولكن يبقى الهدف الذي يقوم عليه حقدهم هو الإسلام ، وهذه حقيقة أشار إليها أكثر من مستشرق معاصر .
فالأستاذ مونتكمري واط يقول : منذ القرن الثاني عشر حاول الباحثون كثيرا من أجل تقويم الصورة المشوهة التي تولدت في أوربا للإسلام . ولكن رغم الجهد العلمي المبذول فإن آثار الموقف المجافي للحقيقة والتي ولدتها كتابات القرون الوسطى في أوربا لا زالت قائمة ، فالبحوث والدراسات الموضوعية لم تقدر على اجتثاثها كليا .
ويقول الأستاذ برنارد لويس : لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين مستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية .
ويقول الأستاذ كيب عند الكلام عن أبحاث مفكريهم : ولقد قامت في صفوفهم في السنوات الأخيرة محاولة إيجابية تحاول النفاذ بصدق وإخلاص إلى أعماق الفكر الديني للمسلمين بدل السطحية الفاضحة التي صبغت دراساتهم السابقة ، ولكن رغم ذلك فإن التأثير بالأحكام التي صدرت مسبقا على الإسلام والتي اتخذت صورة تقليد منهجي في الغرب لا زال قويا في بحوثهم ولا يمكن الإغفال عنها في أية دراسة لهم عن الإسلام !
ويقول الأستاذ نورمان دانييل : رغم المحاولات الجدية التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب المسيحيين من الإسلام ، فانهم لم يتمكنوا أن يتجردوا كليا عنها كما قد يتوهمون .
فقد اجتمعت كتابات مفكريهم على انهم لم يخلصوا بعد من تعصبهم وأن علمهم لم يتحرر من الهوى ، وقد سجل برنارد لويس ، وجب هذا المعنى حيث أشار برنارد إلى ظاهرة التعصب الديني الظاهرة في مؤلفاتهم ، وأشار جب إلى ظاهرة الأحكام المسبقة على الإسلام التي لا تزال تحكم هذه الأعمال بالرغم من محاولات التحرر منها. ولربما يزعمون من أن أبحاثهم قد أخذت شكل الموضوعية والتجرد من الأهواء والأخذ بأسباب البحث العلمي . هذا الزعم لا يثبت أبدا أمام الصور المشوهة والعبارات الحاقدة الدفينة والرسوم الساخرة التي تظهر هنا وهناك من وراء الوعي بالرغم من محاولة إخفائها . ومجمل القول أن أراء أعداء الإسلام المنحرفة منصبة على القرآن والرسول والإسلام ، فالقرآن عندهم لغة المدينة ، والإسلام صورة مستقاة من الديانتين اليهودية والمسيحية ، وان الرسول كان راهبا رومانيا غضب على البابوية وخرج عليها ، وما تزال كتابات ورسوم دانتي وفرجيل وفولتير وديدور وهي من أوائل الكتابات المبغضة ، ما تزال تؤثر في كتابات من تبعهم من أمثال لامانس ومرجليوث ولويس شيخو وسنوك وفنسنك ومن تبعهم إلى هذا اليوم وحتى ما قام به الرسام الدانماركي فإنه ينزح من تلك البئر.
إن الشر الذي بعثه الصليبيون لم يقتصر على صليل السلاح ، ولكنه كان قبل كل شئ وفي مقدمة كل شئ : شرا ثقافيا لا يزال يأتي ثماره النتنة إلى هذا اليوم حيث جسده بوش في حربه الصليبيه القذرة التي اعلن عنها من دون مواربة او خوف .
لقد نشأ تسميم العقل الأوربي عما شوهه قادة الأوربيين من تعاليم الإسلام ومثله العليا أمام الجموع الجاهلة في الغرب عموما ، وفي ذلك الحين استقرت تلك الأفكار المضحكة في عقول الأوربيين : من أن الإسلام دين شهوانية ، وعنف حيواني ، وأنه تمسك بفروق شكلية ، وليس تزكية للقلوب وتطهيرا لها ، ثم بقيت هذه الفكرة حيث استقرت .
إن من أبرز الحقائق على ذلك . الفيلسوف والشاعر الفرنسي فولتير ، وهو من ألد أعداء النصرانية وكنيستها في القرن الثامن عشر ، لكنه كان في الوقت نفسه مبغضا مغاليا للإسلام ولرسول الإسلام . فيصف لنا عمل مفكريهم فيودعه في عباراته التالية : لاتجد موقف الأوربي موقف كره في غير مبالات ـ كما هي الحال في موقفه من سائر الأديان والثقافات عدا الإسلام ـ بل هو كره عميق الجذور ، يقوم في الأكثر على سدود من التعصب الشديد ، وهذا الكره ليس عقليا فقط ، ولكنه يصطبغ بصبغة عاطفية قوية .
قد لا تقبل أوربا تعاليم الفلسفة البوذية أو الهندوكية ، ولكنها تحتفظ دائما فيما يتعلق بهذين المذهبين بموقف عقلي متزن ومبني على التفكير ، إلا أنها حالما تتجه إلى الإسلام يختل التوازن ، ويأخذ الميل العاطفي في التسرب ، حتى أن أبرز المفكرين الأوربيين جعلوا من أنفسهم فريسة التحزب غير العادي في كتاباتهم عن الإسلام .. ويظهر في جميع بحوثهم على الأكثر ، كما لو أن الإسلام لا يمكن أن يعالج على أنه موضوع بحت في البحث العلمي بل إنه متهم يقف أما قضاته ! إن بعض المفكرين يمثلون دور المدعي العام الذي يحاول إثبات الجريمة ، وبعضهم يقوم مقام المحامي في الدفاع ! فهو مع اقتناعه شخصيا بإجرام موكله ، لا يستطيع أكثر من أن يطلب له ـ مع شئ من الفتور ـ اعتبار الأسباب مخففة .
وعلى الجملة ، فإن طريقة الاستقراء والاستنتاج التي يتبعها أكثر أعداء الإسلام تذكرنا بوقائع دواوين التفتيش ، تلك الدواوين التي أنشأتها الكنيسة الكاثوليكية لخصومها في العصور الوسطى أي أن تلك الطريقة لم يتفق لها أبدا أن نظرت في القرائن التاريخية بتجرد وغير تحزب ، ولكنها كانت في كل دعوى تبدأ باستنتاج متفق عليه من قبل ، قد أملاه عليها تعصبها لرأيها ، ويختار هؤلاء شهودهم حسب الاستنتاج الذي يقصدون أن يصلوا إليه مبدئيا وإذا تعذر عليهم الاختيار العرفي للشهود عمدوا إلى اقتطاع أقسام من الحقيقة التي شهد بها الشهود الحاضرون ، ثم فصلوها عن المتن ، أو تأولوا الشهادات بروح غير علمي، من سوء القصد ، من غير أن ينسبوا قيمة ما إلى عرض القضية من وجهة نظر الجانب الآخر.
وهكذا يتصل الزمن الغابر بالزمن الحاضر ، فيظهر لنا سلمان رشدي وتسلميه نسرين وغيرهم من صحف ونشرات ورسوم كاريكاتيرية ، في إساءات متكررة متعمدة يحتضنها الغرب ويقف خلفها داعما لها بكل قواه ولكن من بين ركام الحقد هذا يظهر البعض من مثقفي أوربا رافعا صوته ضد كل ما هو مسيء لحضارة كانت السبب في نهضتهم أمثال الأمير تشارلز الذي يقول وبكل صراحة : إذا كان هناك كثير من الفهم في الغرب لطبيعة الإسلام ، فإن هناك أيضا قدرا كبيرا من الجهل للدين الذي تدين به ثقافتنا وحضارتنا للعالم الإسلامي .. إن الإسلام ساعد على نشوء أوربا الحديثة . إنه جزء من ميراثنا الخاص ، وليس جزءا منفصلا . والأكثر من هذا أن الإسلام يمكنه أن يعلمنا اليوم طريقة للفهم والحياة في عالم أصبحت فيه المسيحية أفقر في ذلك لأنها خسرت .
ويقول الكاتب الفرنسي جاك بيرك حينما يقرء كتاب سلمان رشدي الساخر ضد نبي الإسلام ، فيقول : قرأت ( الآيات الشيطانية) بتمعن ويجب أن أقول لك إنني كنت حانقا ، مع أنني في سني هذا لم يعد يصدمني شيء ، كنت حانقا من كتاب يقدم صورة كاريكاتورية عن نبي الإسلام تظهره وسيط الفحشاء ولوطيا ، وتجعل من نسائه عاهرات وغير ذلك . وهو كتيب يثير الاشمئزاز ولا يستحق سمة الأدب ، إضافة إلى ذلك إنه يسعى إلى الاستفزاز .. يقول بيرك : لننتقل لحظة إلى الديانات الأخرى ، ولنتذكر حالة الضيق التي عانى منها جزء من الرأي العام الكاثوليكي عقب عرض فيلم سكورسيزي ( الإغراء الأخير للمسيح ) والذي لم يكن فيلما لائقا ، إذ نرى فيه المسيح متزوجا . وفي كل حال لا شيء يثبت لنا في النصوص أن المسيح لم يكن متزوجا . ولنفترض أن ( النبي ) موسى رُسم كاريكاتوريا ، في قصة ، مدير بيت دعارة ، ماذا ستكون ردة فعل إخواننا اليهود ؟ أظن أن كاتبه سيلاحق عندئذ بتهمة معاداة السامية ولن يخطئهم أحد .
وعلى قول جاك بيرك : هل تجرأ أوربا بكل فنانيها ورساميها وكتابها وديمقراطيتها وحرية تعبيرها أن تمس رمزا يهوديا واحدا ؟؟ .
وهذا ما رأيناه عيانا في المسرحية التي عرضت على مسارح المانيا العام الماضي حيث كان الممثل المسرحي يضع أمامه ثلاث رؤوس ملطخة بالدماء : رأس بوذا ورأس عيسى ورأس محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ولم يكن من بينها رأس موسى !!!!!
أخي المسلم مرورك في هذا الوقت امام السفارة الدانماركيه أو حتى النظر إلى جدرانها سيصيبهم بالرعب على غرار المثل القائل : يكاد المريب أن يقول خذوني .