السلام عليكم ورحمة الله يا زملائي الأعزاء،،،
قرأت في بعض الصحف المصرية مؤخرًا عدد كبير من الإعلانات عن فرص عمل للمترجمين المصريين للعمل في بعض دول الخليج:
وعندما ذهبت إلى بعض من هذه المقابلات، اندهشت مما يلي:
1) الراتب الذي يحدده صاحب العمل زهيد جدًا يكاد لا يكفي من يعيش في تلك البلاد (بمعنى أنه عند احتساب تكاليف السكن والمواصلات والمعيشة وخلافه) يكاد يكون الراتب لا يكفي على الإطلاق.
2) مواعيد العمل تزيد عن 10 ساعات وبدون أجر إضافي.
3) طريقة المعاملة (من بعض أصحاب شركة التوظيف المصريين وبعض أصحاب العمل) فيها كثير من الصلف.
4) إقبال شديد من بعض المترجمين المصريين (وأقول بعض المترجمين وليس الكل) على هذه العروض وقبولها بغض النظر عن الشروط أو القيود التي تُفرض عليهم. اعتقادا منهم أن بعد فترة ما يمكنهم تغير هذا الوضع متناسين بذلك نظام الكفيل المعمول به في معظم دول الخليج.
5) وجود بعض غير المتخصصين (كالأخوة المحاسبين وخلافه) يريدون الحصول على وظيفة المترجم هذه بأي طريقة كانت.
6) وجود خريجين جدد وخصوصا من جامعات الأقاليم لديهم استعداد لقبول أي عقد بأي سعر كان (أرجو ألا يُساء تفسير هذا الأمر، فأنا أكن لكل زملائي كل تقدير واحترام أيا كانت جامعاتهم ( ولكن هذا ملاحظة شخصية فقط ولا تقلل من شأن أي زميل).
إن أصحاب شركات التوظيف يستغلون عدم دراية بعض المترجمين المصريين (وأقول بعض المترجمين وليس الكل) بتكاليف المعيشة في دول الخليج. وبناء عليه يقومون بتحديد رواتب قليلة بالنسبة لمن يعمل في الخليج وتبدو في الوقت نفسه كبيرة لبعض المترجمين الذين يعملون في مصر.
لا يكتشف من يقبل مثل هذه العروض حقيقة ما قبله إلا بعد أن يكون قد سافر من مصر والتحق بالعمل في تلك الدولة وفوجئ بالكارثة التي تورط فيها.
إن وضع المهنة في مصر يجعل بعض المترجمين المصريين (وأقول بعض المترجمين وليس الكل) يقبلون بأي شروط مجحفة وهم بذلك يضرون أنفسهم ومهنتهم وزملائهم في المهنة.
إنني أرجو من زملائي المترجمين على اختلاف خبراتهم ألا يقبلوا أي عرض للسفر للعمل في دول الخليج قبل أن يمعنوا النظر فيما يلي:
وإليكم زملائي بعض الأسئلة التي يجب الإجابة عليها بوضوح شديد قبل السفر:
- كم تبلغ تكلفة الإيجار الشهري للمسكن في تلك الدولة التي ستسافر إليها؟ - بالعملة المحلية لتلك الدولة
- كم تبلغ تكلفة المواصلات في الشهر؟ - بالعملة المحلية لتلك الدولة
- كم تبلغ تكلفة الاتصالات بالأهل في مصر؟ - بالعملة المحلية لتلك الدولة
- ما هي تكاليف المعيشة هناك من الطعام والشراب؟ - بالعملة المحلية لتلك الدولة
- هي سيكفل لك صاحب العمل تأمين طبي؟ وما هي حدوده؟
- هل تذاكر الطيران مشمولة في العقد لك ولأسرتك أم لا؟
- ما هو نظام الكفيل المعمول به في تلك الدول وما هي حدوده وشروطه.
ثم احسب بعد ذلك زميلي العزيز التكلفة الإجمالية لهذه البنود وأضف إليها مستوى معين من الادخار فلابد أن يكون للغربة ثمن في نهاية الأمر.
ثم احذر زميلي العزيز : أن تقوم باحتساب أي تكلفة أو ادخار بأي عملة غير العملة المحلية لتلك الدولة التي تعتزم السفر إليها. فهذا خطأ يقع فيه الكثير من الزملاء عندما يحسبون تكاليف معيشتهم ومسكنهم بعملة بلادهم المحلية (أقصد الجنيه المصري) وليس بعملة البلاد التي يعملون فيها.
ولنأخذ مثلا على سبيل المثال هذا العرض لكي أوضح لكم وجهة نظري
1) مؤسسة مالية في الإمارات تطلب مترجم خبرة 6 سنوات
2) الراتب الذي تعرضه: 12 ألف درهم إرماراتي (شملا السكن وتذاكر السفر والتأمين))
تعالوا نحسب سويا هذا العرض:
أ) السكن (حجرة وصالة) تتراوح من 5 إلى 6 ألاف درهم إماراتي في الشهر
ب) تكاليف الأكل والمعيشة لأسرة مكونة من زوج وزوجة حوالي 3 ألآلف درهم
ت) تكاليف المواصلات حوالي ألف ونصف درهم
يعني لن يتبقى من العرض شي يذكر...
وبعد زملائي العزيز أدعو الله لكم بالتوفيق والنجاح.
أخوكم
محمد عبد المعز
المفضلات