بسم الله الرحمن الرحيم


بيان تجمع شعراء بلا حدود حول العدوان على رسول الأمة وإمامها صلى الله عليه وسلم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ،
فلّما كان لكل أمّةٍ من الأمم رمزها الذي تحت رايته تنضوي ، وله بأرواحها تفتدي ، تدافع عنه حيّاً ، وتحفظ عهده ميتا ، وتَعُدّ كلّ إساءةٍ له أو انتقاصٍ من قدره إساءةً لثوابتها وقيمها وحضارتها وتاريخها وثقافتها .. ولمّا كان رمز أمّة الإسلام الأول هو : محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ منقذ البشرية، ومخرج الناس من عبوديّة العباد إلى عبادة رب العباد ، ولمّا كان كلّ استهزاءٍ به أو سخريةٍ منه بأية طريقةٍ من الطرق أو أية وسيلةٍ من الوسائل يُعَدُّ إساءةً وتعدّياً وتجاوزاً في حقّ أمةٍ بأكملها آمنت به ورأته إمامها وهاديها ومرشدها ورائد حضارتها ، والذي به بدأ تاريخُها المشرقُ رحلتَهُ إلى آفاق الدنيا ناشراً قيم العدل والسماحة وبناء الحياة وعمارة الأرض ، فإن ؛ تجمّع شعراء بلا حدود ـ وباسم الأدب والثقافة والفكر ـ ليعلن رفضه واستنكاره لكل ألوان الاستهزاء المقيت من رسومٍ وتصريحاتٍ وغير ذلك مما صدر من بعض مدعي الفن في الدينمارك ومن نهج نهجهم وارتضى سياستهم تلك تجاه رسول الأمة وهادي البشرية ـ صلى الله عليه وسلم ...
إن تجمّع شعراء بلا حدود ليهيب بأبناء الأمة كافة ، على مختلف اتجاهاتهم ومشاربهم ، أن ينتصروا لنبي الأمة بكل وسيلة ممكنة ، وألا يستخفوا بأي جهد في هذا السبيل مهما كان قليلا ، مؤمنين تمام الإيمان بأن أولئك العادون مهما صنعوا وكتبوا ورسموا وسخِروا فإنهم لن ينالوا ممن وعده الله بالعصمة من الناس حيّاً وميتاً حيث يقول تعالى:"والله يعصمك من الناس" [المائدة : 67]، ومتيقنين كذلك أن كلّ من انتهج هذا النهج أو سار في هذا الطريق فإنما يؤرخ لبداية مرحلة الزوال والاضمحلال والفشل الذريع في كل ما يستقبله في قابل الأيام على مختلف الأصعدة والمجالات ، مؤكدين على المقاطعة الاقتصادية كأقلّ رادعٍ يمكن لكل أبناء الأمة بمختلف طبقاتهم أن يفعلوه ، ولا تعارض أبداً مع كلّ تلك الأصوات المنادية بالحوار والمجادلة والمناظرة ، فكلّ الوسائل والطرق متاحةٌ ، ومشرعةٌ أبوابها .. ليطرق من شاء ما يشاء منها ، وليلج من أيّ بابٍ من أبوابها أراد ، نريد فقط ليتحرك كلٌّ على طريقته لنصرة نبيّ الأمة وإمامها الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليساهم ولو بالقليل في دفع الأذى عن جلال قدره ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويؤدي دوره الذي هو عليه مقتدرٌ ، ولا يكونن مع القاعدين ولا الخالفين ؛ فالصمت هنا عجز وهروب وموت همة وتخاذل سنسأل عنه .
إن التقاعس عن نصرة محمد صلى الله عليه وسلم ، مما لا يمحوه أسف ، ولا يسعه اعتذار ، ولا يحتمله استغفار ...

تجمع شعراء بلا حدود
17 صفر1429هـ
24 فبراير 2008م