آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محاولة لتوصيف الإقتصاد الماليزي المعاصر (1)

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي محاولة لتوصيف الإقتصاد الماليزي المعاصر (1)

    محاولة لتوصيف الإقتصاد الماليزي المعاصر (1)

    لا جرم أن مقارنة الإقتصاد الماليزي بأيٍ من اقتصادات العالم تعدُّ معضلة حقيقية أمام الباحث الإقتصادي. وتكمن المشكلة الة في كون أن ماليزيا قبيل 1970 تختلف تمام الإختلاف عن ماليزيا الآن، وربما اختلفت بنفس المنوال ماليزيا الآن عن ماليزيا 2020. هذا على مستوى النطاق الزمني، أما على مستوى مفردات العينة التي يتخيرها الباحث فإن المشكلة أعمق بكثير. فماليزيا الشرق آسيوية يصعب إلى حدٍ بعيد مقارنتها بأىٍ من دول شرق آسيا، سواء الجنوبية منها أم الشمالية. فهي دولة تختص بمكوناتٍ فريدة ومختلفة، حتى عن جارتيها الأساسيتين: اندونيسيا وتايلاند.

    فقلد يلحظ المهتمون بأمر هذا البلد الآسيويّ أنه رغم وجود عوامل تماثل بينه وبين اندونيسيا، الجارة الإسلامية الكبرى، من حيث تمازج الأجناس والخضوع لمتغيرات تاريخية متقاربة، والالتقارب الثيولوجي والأيديولوجي، وعوامل الجغرافيا والتضاريس، من غابات وأمطار وبيئة زراعية استوائية، وتعدد في مصادر الثروة. بيد أن اندونيسيا بعيدة جداً عن المقارنة بسبب الإختلاف الشاسع في حجم الإقتصاد وفي التشريح القطاعي للإقتصادين، وفي السياسات الحكومية المالية والنقدية (عارضت ماليزيا سياسات صندوق النقد الدولي خلال الأزمة المالية بينما استسلمت اندونيسيا لهذه السياسات ذات النتائج الكارثية)، وفي مستوى الوعى الشعبي بالتنمية، وفي مستوى العدالة الإجتماعية، والشفافية، وحجم القوى العاملة (حيث يبلغ المجتمع الإندونيسي يقارب عشرة أمثال المجتمع الماليزي من الناحية العددية).

    المقارنة إذن ستقتصر على الإنجازات النهائية والتي لا شك أن ماليزيا تتفوق فيها إلى حدٍ يجعل من المقارنة عملية ترفية غير ذات جدوى للطرفين. أما تايلاند، فهي تختلف عن ماليزيا في الناحية الإثنية، والثيولوجية اختلافاً بيناً. وسوف تكون المقارنة غير متسقة نظرا للإختلاف البين في مصادر الدخل، والتي تقرب ماليزيا بدرجة أعمق إلى اندونيسا عن تايلاند. حيث تتركز مصادر الدخل في كل من ماليزيا و اندونيسيا في المطاط والأخشاب وزيت النخيل، وفي تايلاند تتركز في الثروة السمكية والارز والجواهر. وتشترك كل من ماليزيا وتايلاند في السياحة والسيارات صناعات الإليكترونية كمصادر للدخل. وتعد ماليزيا محطة ترويج للمصنوعات اليدوية الأندونيسية والتايلاندية. وبينما تعاني كل من اندونيسيا وتايلاند من قلاقل سياسية وإثنية، فإن ماليزيا تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي، مع نجاحها في تحقيق قدر كبير من التناغم بين التقسيمان العرقية لمجتمعها وتوافر درجة كبيرة من الحرية السياسية والمشاركة في السلطة والوظائف الحكومية لغير الملايو.
    ونظراً لإدراك المحللين الإقتصاديين لصعوبة توصيف الإقتصاد الماليزي ارتكازاً على مقارنته بأحد الإقتصادات الشرق آسيوية، فقد كان التوجه السائد فيما مضى هو مقارنتها ببلدان استوائية، وليست بالضرورة آسيوية. وكانت غانا تمثل نموذجاً في غرب أفريقيا، قريباً (من الناحية الإقتصادية) من ماليزيا، حيث تشترك كلتاهما في اعتادهما (آنذاك) على تصدير المطاط، وكانت غانا في ذلك الوقت (أبان استقلال ماليزيا) تحقق دخلا للفرد أعلى من ماليزيا. غير أن ماليزيا بعد الإستقلال دخلت في مرحلة تمهيدية لم تلبث في 1970 أن دخلت في مرحلة تصاعدية لتدخل حقبة امانينات ببداية متعثرة قليلاً ثم المرحلة المهاثيرية (بقيادة زعيمها التاريخي: تـُـن مهاثير محمد 1981- 2003) لتصل إلى ذروة التسارع في معدل نمو الدخل القومي في منتصف التسعينات، وتتلقى صدمة مالية عنيفة، وتلاعب في أسواق المال الشرق آسيوية، لم تتمكن من تجاوزها تماما قبل انتصاف الحقبة الأولى من القرن الواحد والعشرين.


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية NAJJAR
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    537
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي محاولة لتوصيف الإقتصاد الماليزي المعاصر (1)

    محاولة لتوصيف الإقتصاد الماليزي المعاصر (1)

    لا جرم أن مقارنة الإقتصاد الماليزي بأيٍ من اقتصادات العالم تعدُّ معضلة حقيقية أمام الباحث الإقتصادي. وتكمن المشكلة الة في كون أن ماليزيا قبيل 1970 تختلف تمام الإختلاف عن ماليزيا الآن، وربما اختلفت بنفس المنوال ماليزيا الآن عن ماليزيا 2020. هذا على مستوى النطاق الزمني، أما على مستوى مفردات العينة التي يتخيرها الباحث فإن المشكلة أعمق بكثير. فماليزيا الشرق آسيوية يصعب إلى حدٍ بعيد مقارنتها بأىٍ من دول شرق آسيا، سواء الجنوبية منها أم الشمالية. فهي دولة تختص بمكوناتٍ فريدة ومختلفة، حتى عن جارتيها الأساسيتين: اندونيسيا وتايلاند.

    فقلد يلحظ المهتمون بأمر هذا البلد الآسيويّ أنه رغم وجود عوامل تماثل بينه وبين اندونيسيا، الجارة الإسلامية الكبرى، من حيث تمازج الأجناس والخضوع لمتغيرات تاريخية متقاربة، والالتقارب الثيولوجي والأيديولوجي، وعوامل الجغرافيا والتضاريس، من غابات وأمطار وبيئة زراعية استوائية، وتعدد في مصادر الثروة. بيد أن اندونيسيا بعيدة جداً عن المقارنة بسبب الإختلاف الشاسع في حجم الإقتصاد وفي التشريح القطاعي للإقتصادين، وفي السياسات الحكومية المالية والنقدية (عارضت ماليزيا سياسات صندوق النقد الدولي خلال الأزمة المالية بينما استسلمت اندونيسيا لهذه السياسات ذات النتائج الكارثية)، وفي مستوى الوعى الشعبي بالتنمية، وفي مستوى العدالة الإجتماعية، والشفافية، وحجم القوى العاملة (حيث يبلغ المجتمع الإندونيسي يقارب عشرة أمثال المجتمع الماليزي من الناحية العددية).

    المقارنة إذن ستقتصر على الإنجازات النهائية والتي لا شك أن ماليزيا تتفوق فيها إلى حدٍ يجعل من المقارنة عملية ترفية غير ذات جدوى للطرفين. أما تايلاند، فهي تختلف عن ماليزيا في الناحية الإثنية، والثيولوجية اختلافاً بيناً. وسوف تكون المقارنة غير متسقة نظرا للإختلاف البين في مصادر الدخل، والتي تقرب ماليزيا بدرجة أعمق إلى اندونيسا عن تايلاند. حيث تتركز مصادر الدخل في كل من ماليزيا و اندونيسيا في المطاط والأخشاب وزيت النخيل، وفي تايلاند تتركز في الثروة السمكية والارز والجواهر. وتشترك كل من ماليزيا وتايلاند في السياحة والسيارات صناعات الإليكترونية كمصادر للدخل. وتعد ماليزيا محطة ترويج للمصنوعات اليدوية الأندونيسية والتايلاندية. وبينما تعاني كل من اندونيسيا وتايلاند من قلاقل سياسية وإثنية، فإن ماليزيا تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي، مع نجاحها في تحقيق قدر كبير من التناغم بين التقسيمان العرقية لمجتمعها وتوافر درجة كبيرة من الحرية السياسية والمشاركة في السلطة والوظائف الحكومية لغير الملايو.
    ونظراً لإدراك المحللين الإقتصاديين لصعوبة توصيف الإقتصاد الماليزي ارتكازاً على مقارنته بأحد الإقتصادات الشرق آسيوية، فقد كان التوجه السائد فيما مضى هو مقارنتها ببلدان استوائية، وليست بالضرورة آسيوية. وكانت غانا تمثل نموذجاً في غرب أفريقيا، قريباً (من الناحية الإقتصادية) من ماليزيا، حيث تشترك كلتاهما في اعتادهما (آنذاك) على تصدير المطاط، وكانت غانا في ذلك الوقت (أبان استقلال ماليزيا) تحقق دخلا للفرد أعلى من ماليزيا. غير أن ماليزيا بعد الإستقلال دخلت في مرحلة تمهيدية لم تلبث في 1970 أن دخلت في مرحلة تصاعدية لتدخل حقبة امانينات ببداية متعثرة قليلاً ثم المرحلة المهاثيرية (بقيادة زعيمها التاريخي: تـُـن مهاثير محمد 1981- 2003) لتصل إلى ذروة التسارع في معدل نمو الدخل القومي في منتصف التسعينات، وتتلقى صدمة مالية عنيفة، وتلاعب في أسواق المال الشرق آسيوية، لم تتمكن من تجاوزها تماما قبل انتصاف الحقبة الأولى من القرن الواحد والعشرين.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •