التابوت....

--------------------------------------------------------------------------------

التابوت.....




المكان /وحدة اذاعية متنقلة تغطي احداث الحضور المبتث عبر الاثير لاشباح الغياب

الزمان /اتجاه العقارب يطارد الثواني في الزمن المعاكس

الشخصيات /اصوات مبحوحة ينتظرها سماسرة التمثيلية البرلمانية

العقدة / واقع غير ماسوف عليه


و تنطق الخرساء/ من منكم يتطوع لحرق كل الحروف الابجدية.. يصادر كل المسارد و المعاجم اللغوية ...من منكم بمقدوره اجتثات الالسنة ....او تكميم الافواه بعلامة قف ..ممنوع ..
ما احوجني ان اتلف باحة النطق من الدماغ ..باحة لم تسعف وظيفتها على تحرير الانسان من الاحتجاج ضد وسائل التغييب للحقوق الاساسية في الحياة ...الحق في الحياة ....هكذا ختمت كلمتها خلال ندوة حيث تمت استضافتها بالتلفزيون المحلي ...لكن في الصورة الاخرى كان الامر مختلفا اذ اخذ المذيع يترجم على طريقة الصم تنديدها الا ان المشاهد احيط علما ان اللغة لم تعد وعاء الفكر بينما معول الواقع فعل ينزع بالرفع و النصب و الجر للعناصر التراتبية في السياق
بكائيات رسمية تدغدع عروش النفاق
و يستمر النقل المباشر تغطية للاحداث......
و تنطق اخرى شبيهتها تستغيث اسماء حنطها الفراغ في الاثير
و اخرى تحمل طفلها تتحسس جسمه تشتم في قميصه رائحة الشهيد الذي سقط قربه فاسنده على كتفه صائحا اسعاف اسعاف....و سيارة الاسعاف تنتظر من يسعفها وقودا..
و ينطق الحصار بلسان الكفيفة...تقييما للارادات الفاعلة صنعا للقرار.....
كان نتيجة المذابح و المحارق التي طالت ابرياء مدينتها كفيلة على اثبات شاهد القوة كاداة قانونية تراعي بسطوتها نفوذها على تسطير القرار السياسي ...فتكلم الزناد نارا ...و الرشاشات جحيما ....و الدبابات طريقا الى محق الاخر ....بينما ذاك الذي اختار سلوك الوفاق...لغة السلم ....وملتزما بتفعيل اعداد خرائط الطريق اذ عبدت باصفار على يسار التصميم...خرائط تعبرها نفس الدبابات ذهابا و جيئة و بين الزمنين تشتعل القواميس و المعاجم بشتى اشكال التنديد ...جراء المشاهد المفجعة اتمروا و تآمروا على تطويع صور اخرى مع اي طارئ قد ينبري سواء بالاملاء او بالتجاهل ...و سقطت بذلك فرصة امتشاق الكلمة فعلا...
انهم اصحاب السيادة في مؤتمر الكلمة العازلة .. صنعوا كلمة بهرجت ما اجج في صدر المراة نار التنكر للغةالذلة و المسكنة و الخور.....
و حيث المدينة تلتقط موتاها كان العدو اللقيط المغتصب للارض و الانسان في اطار اعادة تهيئة المجال الحضاري لعاصمته تحديثا لمجلس الشعب حيث حاول شق مستودع اسفل بنائه فاذا بعمال الارض يعثرون على تابوث اشرفت السلطات المختصة على كشف ما بداخله فاذا هم يفاجؤون بوجود راية اهل الارض المسلوبة دلالة على وجود مقبرة جماعية ...كيف للارض ان تحرس ببسالة الاحياء مقاومة المحتل المدجج بأحدث آليات الدمار الحارقة للارض و الانسان وزحف الاموات تحت الثرىتحث الانتشار احتواء لخريطة الاجداد ...فصارت اجسادها حفريات شاهدة بمنطق الاستقراء الاداتي علميا عن حق مغتصب ولو رحل التاريخ خارج المدار......طمست الحقيقة الصادمة اعلاميا بفعل كلمة بربرية حروفها نار و دبابة ...و تستمر الحكاية ......
بحث المذيع عن المراة الغاضبة التي كانت رفقة نساء الغضب فلم يعثر لها الا على اثار اقدام حثت خارج حدود البلدة...فعلم من واقعتها ان الارض عقمت في انتظار عقر ما تبقى من وطن....




محمد القصبي



القصرالكبير

6/3/08