قرد ورجل كان يعيشان فى احدى القرى وكان الرجل يخرج كل يوم الى الحدائق والاماكن العامة وارصفة الشوارع

ويصحب القرد معه ليؤدى بعض الحركات والرقصات فيتجمع المارة والمتنزهين فيلقون عليهم بعض الفواكه والحلوى

والنقود , على ذلك كان يعتاش الرجل , ولكن القرد لم تتق له هذه الحياه ليكون اضحوكة بين يدى بنى البشر

وتذكر حياته الاولى وهو ينعم بالحرية والركض بغير رقيب ولا يتصنع ليرضى صاحبه , واشتهى ان يقتطف الموز

وجوذ الهند .

فحدث صاحبه بأن يصطحبه الى السوق فهناك الناس مجتمعين والخيرات وفيرة وسيعود بناتج كثير ومرضى ,

فراقت هذه الفكرة الرجل وما ان بزغ الفجر حتى هيأ نفسه والبس القرد قبعته وخرج ير كض حتى لا يتأخر عن السوق ,

وما ان وصلوا حتى بدأ القرد يقدم عروضه فتحلق المتفرجين واجزلوا العطاء , ولما انتهى العرض , همس القرد فى

أذن صاحبه بأن يذهب ليتسوق ويتركه يرتاح بعض الوقت , وما ان اقفى الرجل حتى بدا القرد بالركض بعيدا وغاب

عن النظر , فاذا به بحمار يركض ويتلفت خلفه فناداه القرد : يا حمار توقف اننى اريد المساعدة , توقف الحمار

وسأل القرد : ما بك ؟ فأجابه لا اقدر على متابعة المسير فأن فى قدمى شوكة , وقفز القرد على ظهر الحمار

وانطلق الحمار يعدوا مسرعا , توقف بعد مدة ليلتفط انفاسه فأنتهره القرد ووخزه فى ظهره قائلا : جى , فهنا

استشاط الحمار وأخد ينهق وأجاب القرد أنما جعلنى اترك صاحبى واهرب هو معاملته السيئة وقوله لى بأستمرار :

جى .. حا , وانا احرث وانقل الأثقال ولا أكف عن العمل ولا ابالى , فأنا حمار ولكن محترم فطيب القرد خاطره

وقال له الفرج قريب وسنأخد حقنا .. وتابعوا المسير , فاذا بدجاجة تعترض طريقهم وتلح عليهم مساعدتها

فانتهرها الحمار قائلا: ماذا تريدين فقالت : أريد أن أبيض واخاف أن تقع البيضه على الارض فتنكسر , فنظر

الحمار الى القرد بطرف عينه , فصعدت الدجاجه الى القرد ووضعت البيضه بين كفيه وحرك الحمار أذنيه وقال

وهو ينهق لا تتمادى يا صاحبي القرد المشكله ليس هنا ولكن كيف يخرج القرد من البيضة .

تابع الحمار السير والقرد يركب على ظهره والدجاجة في حضن القرد , فاذ بهم يسمعون أنين ياتي من خلف أحدى

الشجر , فنزلت الدجاجة فرأت عصفور ينزف من جناحه , فأمسكت قطعة قماش وضمدت جرح العصفور , سأله

القلرد ما به فأجابه : أن أحدى الصيادين أصابه بسهم بجناحه ولكنه تمكن من الهرب , وأخذ يلعن ويسب بني البشر

وألتحق بقافلة المتذمرين من الأنسان , ووصلوا الى أحدى الغابات وجلسوا يتداولون الامر بينهم , فخطب بهم

القرد وقال لهم :أن ما ينغص علينا عيشنا ويكدره هو هذا الانسان اللعين المتغطرس ونحن بني الحيوان نتعب ونشقى

حتى نوفر له العيش الطيب والنوم الدافيء وهو لا يكلف نفسه أن يراعي ظروفنا ويوفر لنل لقيمات بسيطه وعلى ذلك لا

يحافظ على شعورنا , فلابد أن نثأر من بني الانسان أنه هو سبب النكبات والويلات ولم يكفه حقده الاسود بأثارة

الحروب التي تقتل وتشرد بني جلدته , بل لاحقنا بأغتيال الرقعه الخضراء وتدشينها أماكن للسكن والاستجمام

واذا نحن بني الحيوان لم نوقفه عند حده سيقضي علينا وعلى جنسنا , فلابد القضاء على الأنسان وجشع بني البشر

فتحمس الجميع وأنضم اليهم كل حيوانات الغابة وطيورها يحملون العصي والمطارق والحجارة وقضبان الحديد وكل ما

يصادفهم من عيدان وأخشاب واخذوا يدقون الارض بحوافرهم ويصرخون :

يا أمة الحمير والبهائم

يا أمة الدجاج والأرانب

غدا جديد .. غير بعيد

لأمة ترفض أن .. تموت

الموت للأنسان , الموت للأنسان

عدونا .. الوحيد

والمجد للحيوان , المجد للذيول والقوائم .


بقلم / عبد الرحمن الكرد