آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 83

الموضوع: إجتثاث العقل العراقي

  1. #41
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp اخيرا اعترفوا..... انه النفط

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخيرا اعترفوا.. انه النفط

    عبد الباري عطوان
    07/07/2007


    عندما كنا نؤكد ان ارسال الولايات المتحدة الامريكية لاكثر من نصف مليون جندي الي الجزيرة العربية قبل سبعة عشر عاما لم يكن من اجل تحرير الكويت وانما للسيطرة علي منابع النفط واحتياطاته، كان هناك من يتهمنا بتأييد النظام الديكتاتوري في العراق، واحتلاله لهذا البلد العربي الضعيف. وعندما عارضنا الغزو الامريكي للعراق قبل اربع سنوات وحذرنا من مخاطره علي المنطقة، واجهنا الاتهامات نفسها وزادوا عليها القول باننا ندافع عن المقابر الجماعية وانتهاكات حقوق الانسان العراقي.
    كظمنا الغيظ، ولكننا لم نتخل عن قناعاتنا التي كوناها من خبرة ودراية واطلاع، فالموجة كانت عاتية، مدعومة باكثر من ملياري دولار امريكي ومحطات تلفزة، وصحف عملاقة جري توظيفها من اجل التضليل وليّ عنق الحقائق، وشيطنة النظام العراقي، لتسهيل الغزو والاحتلال.
    بالامس اعترف وزير الدفاع الاسترالي برنيدان نيلسون، وفي اول اقرار من نوعه، بأن تأمين النفط يمثل عاملا اساسيا لغزو العراق، والوجود العسكري الاسترالي في هذا البلد. واضاف نيلسون ان الحفاظ علي امن المصادر النفطية في الشرق الاوسط يمثل اولوية للحكومة في كانبيرا كما ان كيفية استمرار الامدادات النفطية اثرت علي تخطيطنا الاستراتيجي .
    الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وحليفه توني بلير وثالثهما جون هوارد رئيس وزراء استراليا ظلوا يؤكدون ليل نهار بان غزو العراق لم يكن من اجل النفط، وانما لتدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية ونشر الحريات وحقوق الانسان في المنطقة.
    الدراسات النفطية العالمية اكدت بأن معظم مصادر الطاقة العالمية ستنضب في العقدين القادمين، وستظل منطقة الخليج التي يوجد فيها ثلثا احتياطات النفط في العالم هي المنطقة الوحيدة في العالم كمصدر للطاقة، ولذلك من يضع يده علي صنبور النفط فيها يتحكم في العالم وأمنه واقتصاده.
    ففي عام 2020 سيرتفع استهلاك النفط من 75 مليون برميل يوميا مثلما هو عليه الوضع حاليا الي اكثر من 120 مليون برميل، الأمر الذي يعني حدوث ازمة عالمية ربما تتطور الي حروب، لان الطلب سيكون ضعف المعروض. والولايات المتحدة نفسها تستهلك 19% من مجموع امدادات الطاقة في العالم، ومن المتوقع ان يرتفع استهلاكها هذا اكثر من 55% في السنوات العشر المقبلة.
    واللافت ان هناك ثلاث قوي عظمي ناشئة ستنافس الولايات المتحدة في المستقبل هي الصين والهند واوروبا، والقاسم المشترك بين هذه القوي الثلاث هو اعتمادها بشكل اساسي علي النفط المستورد من الخارج.
    فالصين التي تتراوح فيها معدلات النمو الصناعي بين 17 ـ 20% يزيد استهلاكها من الطاقة بنسبة سبعة في المئة سنويا، والهند بنسبة خمسة في المئة.
    الدراسات تشير الي ان احتياطات النفط العالمية (شركة بي بي البريطانية) تقدر حاليا بحوالي 1.2 تريليون برميل ومن المتوقع ان تنضب في فترة بين 40 ـ 80 عاما، ويقع 62% من هذه الاحتياطات في منطقة الشرق الاوسط. وستكون هذه المنطقة هي الوحيدة في العالم كمصدر اساسي للطاقة مع العام 2025.
    احتياطات النفط العراقي المثبتة عالميا تقدر بحوالي 120 مليار برميل، وهناك من يقول بان الرقم الحقيقي هو 220 مليار برميل لان هناك مناطق شاسعة في العراق لم تشهد اي عمليات تنقيب بسبب القيود التي كان يفرضها النظام السابق، والحرب التي كانت تشنها الدول الغربية ضده بسبب قراره بتأميم النفط العراقي.
    واذا تأملنا بنود قانون النفط الجديد الذي تعرضه حكومة السيد نوري المالكي علي البرلمان لإقراره هذا الاسبوع فان اول ما يصدم الانسان فيه هو انهاء سيطرة شركة النفط العراقية علي ثمانين بئرا نفطية، وحصر مسؤوليتها في 18 بئرا فقط، وتوزيع 62 بئرا باقية علي شركات النفط الاربع العملاقة وهي امريكية وبريطانية في الاساس.
    الاخطر من ذلك ان هذا القانون الذي اعدته الادارة الامريكية وخبراؤها يعطي هذه الشركات سلطات واسعة للتنقيب عن النفط في مختلف انحاء العراق، وادارة اي حقول جديدة تكتشفها ودون ان يكون للشركة الحكومية العراقية النفطية اي نصيب او دور.
    ولذلك لم يكن مستغربا ان تصدر هيئة علماء العراق فتوي رسمية بتحريم هذا القانون، أو المصادقة عليه من قبل النواب، لان هذا يعتبر تفريطا بالثروة الوطنية الأبرز في البلاد، ووضعها تحت سيطرة شركات النفط الاجنبية مثلما كان عليه الحال قبل التأميم.
    القوات الامريكية لم تحتل العراق وتطيح بنظام البعث من اجل انصاف الشعب العراقي، وتحسين ظروفه المعيشية، وصيانة حقوقه الانسانية، وانما من اجل السيطرة علي النفط، ومنع وجود اي قوة عربية او اسلامية يمكن ان تهدد النفوذ والهيمنة الامريكيين علي منطقة الخليج العربي.
    النفط العراقي يتعرض للنهب في وضح النهار، وآباره هي الوحيدة في العالم التي لا توجد عليها عدادات تحصي كميات الضخ والتصدير، واكدت الدراسات الامريكية ان حوالي 300 الف برميل تسرق يوميا وتذهب الي خزائن الميليشيات العراقية التابعة للائتلاف الحاكم في بغداد.
    المصيبة ان الاحزاب والشخصيات العراقية التي تواطأت مع المخطط الامريكي لتشريع احتلال بلادها، وبعضها كان وما زال يرفع راية الاسلام للأسف، هي التي تسعي حاليا من اجل تمرير واعتماد قانون النفط العراقي الجديد في البرلمان واطلاق يد الشركات النفطية الاجنبية لتفعل ما تشاء بثروة البلد الوطنية ولعشرات السنوات المقبلة.
    الشعب العراقي غارق في حربه الاهلية الطائفية التي اغرقه الاحتلال واعوانه في مستنقعها، ومعظمه يفكر بالهرب طلبا للنجاة، اما البعض الآخر فيقف ساعات امام محطات الوقود لملء خزان سيارته، ويعاني من انقطاع الكهرباء والماء، وينتظر اخبارا مفجعة يوميا حول وفاة قريب او عزيز.
    النفط كان السبب الرئيسي لغزو العراق، والنفط ايضا سيكون السبب الرئيسي لأي عدوان امريكي جديد علي ايران، لان ايران حسب وجهة النظر الامريكية ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه الرئيس العراقي صدام حسين عندما اراد تطوير اسلحة دمار شامل، يمكن ان تشكل تهديدا للهيمنة الامريكية علي المنطقة، وتفتح المجال امام النفوذ الصيني والهندي والروسي، وتعمل علي تأسيس تحالف يعزز القوة العربية في مواجهة اسرائيل.


  2. #42
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    Impp ظاهرة المدارس الطينية خطر يهدد عملية التعليم في الديوانية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ظاهرة المدارس الطينية خطر يهدد عملية التعليم بالديوانية
    الديوانية - اصوات العراق 08 /03 /2008 الساعة 19:15:37



    ذكر مدير إعلام مديرية تربية الديوانية، السبت، أن المحافظة تعاني من كثرة المدارس المبنية من الطين، مبينا أن هناك 81 مدرسة من هذا النوع في عموم المحافظة وهي تشكل خطرا على سلامة الطلبة، فيما حذر باحث اجتماعي من آثارها السلبية على عملية التعليم والتحصيل العلمي لدى طلبتها في قرى المحافظة.
    وأوضح عبد الكاظم الاسدي، للوكالة المستقلة للأنباء( أصوات العراق) أن " سبب زيادة المدارس الطينية هو كثرة الطلبات المقدمة إلى مديرية التربية من أهالي المناطق التي لا توجد فيها مدرسة فيها أو قريبة منها."
    وبين الاسدي آلية فتح مدرسة جديدة مبنية من الطين والأكواخ في بعض المناطق، لاسيما النائية منها قائلا أن "المديرية تطلب من الأهالي تقديم أسماء طلبة لا يقل عددهم عن 45 طالبا في المرحلة الواحدة والتنازل عن قطعة ارض لا تقل عن دونمين من احد الأهالي لكي يتم إنشاء مدرسة في قريتهم."
    وأضاف "عندما تتوفر الشروط القانونية في إنشاء مدرسة فان مديرية التربية تطالب الأهالي ببناء أكواخ للإدارة وصفوف بعدد الطلبة ومراحلهم وتقوم مديرية التربية بتوفير الكادر التعليمي والأثاث ( رحلات ،سبورات ، أثاث الإدارة ) وفي السنة الثانية عندما تحقق النجاح هذه المدرسة تكون مديرة التربية ملزمة باعتماد هذه المدرسة وتثبت في هذا المكان."
    وأشار إلى إن هناك بعض المدارس، التي تم استغلال أبنية حكومية أخرى لغرض إشغالها من قبل الطلبة واستخدامها كمدرسة ، وقال"مثلا في قضاء الشامية (25كم غرب الديوانية) قد تم استغلال مخزن للجمعيات الفلاحية كمدرسة وفي قضاء عفك استغلت بناية لمديرية الزراعة."
    وحول عدد مدارس المحافظة والأبنية المدرسية، بين الاسدي أن " عدد البنايات في محافظة الديوانية 550 بناية مدرسية وان عدد المدارس هو 850 مدرسة ( رياض أطفال ، ابتدائية ، متوسطة ، إعدادية ، معاهد معلمين ) ."
    وأضاف " لذا ترى في بعض البنايات ثلاث أو مدرستين بدوام ثلاثي أو ثنائي وهذا يتسبب بإرباك كبير ومؤثر على انتظام الدوام ومستوى التعليم في تلك المدارس."
    وطالب وزارة التربية ومجلس المحافظة في حل مشكلة البنايات المدرسية وبأقرب وقت ممكن.
    من جانبه، قال حاكم الخراعي رئيس لجنة الاعمار في مجلس محافظة الديوانية لـ (أصوات العراق) أن " على وزارة التربية الإسراع في بناء 99 مدرسة بحاجة إلى بنايات جديدة ( 74 مدرسة طينية ، و25 مدرسة ايلة للسقوط بما يقدر حوالي 25000 طالب وطالبة) ."
    ولفت إلى إن "هذا الرقم قياسي بالنسبة إلى محافظات العراق الأخرى، وعلى وزارة التربية الإسراع في بناء واعمار هذه المدارس التي تشكل خطرا كبيرا على طلابها وكوادرها."
    وحسب آخر إحصائية لوزارة التربية فان عدد المدارس المشيدة بمادة الطين في عموم العراق هو 1012 مدرسة، وان هذه المدارس تضم 113594 طالبا وطالبة و7079 من الملاكات التعليمية.
    وجاء في الإحصائية التي أعلنت عنها الوزارة العام الماضي أن توزيع المدارس جاء بواقع 234 في ذي قار و190 مدرسة في صلاح الدين و128 في واسط و122 مدرسة في الموصل و68 مدرسة في كركوك و63 مدرسة في ميسان و62 مدرسة في الديوانية و45 مدرسة في بغداد و32 مدرسة في الرمادي و28 مدرسة في ديالى و19 مدرسة في البصرة و16 مدرسة في بابل فيما سجلت محافظة النجف اقل عدد من المدارس الطينية وفيها مدرسة واحدة.
    ويبدو من الإحصائية أن عدد المدارس الطينية في الديوانية قد تزايد من 62 مدرسة العام الماضي إلى 81 مدرسة حاليا بحسب ما أعلن عنه مدير إعلام تربية المحافظة الاسدي ، رغم كشفه عن أنه " ضمن خطة العام 2008 أحيلت 12 مدرسة طينية للبناء وهي قيد التنفيذ."
    وأقترح الخزاعي على وزارة التربية وعلى الحكومة اللجوء إلى البناء الجاهز من اجل ضمان سرعة التنفيذ ، فضلا عن كونها غير مكلفة، حسب قوله.
    مواطنون من أهالي القرى التي يوجد فيها مدارس مبنية من الطين ابدوا معاناتهم من بعض النواقص في تلك المدارس على الرغم من استعدادهم لتبني بناء هذا النوع من المدارس.
    المواطن حسن الفتلاوي من سكنة قضاء عفك ( 30 كم جنوب شرق الديوانية ) قال لـ (أصوات العراق) أن "مديرية التربية قد وافقت على إنشاء مدرسة طينية سميت بمدرسة (الخزرج المختلطة) عام 2006 وعدد طلابها 75 طالب موزعين على ثلاثة صفوف وكادر تعلمي من أربعة معلمين ومدير للمدرسة ."
    ويشكو الفتلاوي وهو متبرع بقطعة ارض المدرسة من إن "مديرية التربية لم توفر سوى الرحلات، وان المدرسة تعاني من عدم وجود عمال خدمة أو حارس ليلي حيث يقوم أهالي المنطقة بحراستها ليلا."
    فيما قال المواطن سعيد الجبوري من ناحية المهناوية (30كم شمال غرب الديوانية ) أن "أهالي منطقة الكوام ( منطقة نائية ) قد قدموا طلبا إلى مديرية تربية الديوانية للموافقة على إنشاء مدرسة."
    وتبنى تلك المدارس عادة من مادة اللبن الطينية وأحيانا قليلة من البلوك، فضلا عن الأكواخ المبنية المعدة للهيئة الإدارية من القصب أو الخيام، وهي تفتقر إلى جوانب الحماية من الرياح أو الأمطار، لاسيما في فصل الشتاء.
    وأضاف الجبوري إن "الأهالي مستعدين لبناء هذه المدرسة وقد تم توفير الشروط اللازمة لإنشاء المدرسة من ناحية عدد الطلاب وقطعة الأرض وان الأهالي يرجون من مديرية التربية في العام القادم الموافقة على إنشاء المدرسة."
    وحول تأثير هذا النوع من المدارس على البيئة التعليمية والطالب يقول الباحث الاجتماعي محمد سلطان أن هناك "تأثيرات نفسية على كل من الكادر الطلابي والتعليمي في تلك المدارس، فضلا عن قلة الاهتمام بالجانب الصحي الذي تفتقر إلى خدماته المنطقة التي يقع فيها المدرسة."
    وأضاف "في هذه المدارس لا يوجد ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا مراوح ولا مدافئ، حيث إن الصفوف تبقي في ظلام دامس عند بداية الدوام الثنائي أو عند تلبد السماء بالغيوم، إضافة إلي الخوف من العوامل الجوية المختلفة فحين تهب الرياح العالية والأمطار يعيش الطلبة في حالة هلع خوفا من سقوط سقوف أو سقوط الأمطار لأن السقوف من القصب، فكل هذه العوامل تسبب تأثيراً نفسيا سيئا لدي الطلبة."
    وأشار إلى إن الظروف غير المناسبة هذه تعكس آثارها سلبيا على مستوى التحصيل الدراسي والعلمي لدى الطالب، وليس من المبالغة إذا قلنا إنها قد تخلق جيلا غير متعلما في ظل هذه الظروف إذا ما استمر الحال هكذا دون علاج."
    وتقع مدينة الديوانية ، مركز محافظة الديوانية ، 180 كم جنوب العاصمة بغداد.


  3. #43
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العراق يخسر شط العرب لصالح إيران

    د. عبدالوهاب حميد رشيد Tuesday 11-03 -2008
    تتفق نخبة البصرة على أن زيارة الرئيس الإيراني محمود نجاد إلي بغداد تتطلب استغلالها لحل المسائل الحدودية المعلقة بين العراق وإيران. هذه الزيارة التي بدأت يوم السبت- أول زيارة لرئيس إيراني إلى العراق منذ الثورة الإسلامية الإيرانية العام 1979.
    يشكل الممر المائي- شط العرب- معلمة جوهرية للاقتصاد العراقي باعتباره الممر البحري الوحيد لوصول السفن إلى موانئ البصرة، علاوة على أن شط العرب يوفر مياه الري لمزارع أشجار النخيل على سواحل الجانب العراقي.
    يتوحد نهرا دجلة والفرات في مدينة القرنة (400 كم جنوب بغداد) ويشكلان الممر المائي شط العرب الذي يتدفق جزئياً داخل الأراضي العراقية، لكن الجزء الأعظم والأكثر أهمية مشاركة إيران والعراق لسواحله.
    يخسر العراق سنوياً، حسب المصادر الحكومية- مائة دونم (1 دونم= 1000م2) لصالح الجانب الإيراني. إن الانحراف في الممر المائي الناجم عن التغيرات التي تحصل في هذا الممر المائي لشط العرب، تقود إلى تغيرات في موقع خط الحدود (خط منتصف شط العرب- خط ثالويغ Thalweg line.)
    ذكر باسم الموسوي- عضو مجلس محافظة البصرة- لأصوات العراق VOI: "أهملت مجالس وزراء العراق منذ الغزو/ الاحتلال العام 2003 وحتى اليوم الاعتداءات الإيرانية على حدود العراق. ومن الناحية العملية لم تتخذ إجراءات متبادلة لمعالجة المشاكل الحدودية مع إيران." وأضاف "إن التأخير في تنفيذ اتفاقية مع إيران لتشخيص الحدود المائية لشط العرب، خلقت المشاكل الحدودية القائمة، بخاصة بعد تجميد اتفاقية الجزائر للعام 1975."
    في 6 مارس العام 1975 ومن خلال وساطة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بين العراق- ممثلاً بنائب الرئيس صدام حسين وبين إيران- ممثلاً بشاه إيران محمد رضا بهلوي، تم توقيع اتفاقية الجزائر بين الطرفين. تضمن الاتفاق على أن يصبح جزء من شط العرب تحت السيادة الإيرانية مع تحديده وفق خط ثالويغ (منتصف الممر المائي لشط العرب.)
    أدى تجميد اتفاقية الجزائر إلى تجاوزات إيرانية بالعلاقة مع خط ثالويغ، وتغطية أعمال التهريب من إيران إلى العراق بإشراف سلطات الحدود الإيرانية. يُضاف إلى ذلك الممارسات العدوانية الإيرانية ضد قواتنا الحدودية والشرطة البحرية،" حسب الموسوي. أضاف الموسوي "يجب أن تكون الحدود المائية لشط العرب واحدة من أولويات الحكومة العراقية لأن هذه المسألة يمكن أن تحمل معها مشاكل مستقبلية للعراق إذا ما بقي الوضع القائم على حاله."
    حاتم عبدالأمير- سياسي بصراوي مستقل- أخبر VOI بقوله "على الحكومة العراقية تفعيل المفاوضات مع إيران بالعلاقة مع القضايا الحدودية، بخاصة شط العرب أثناء زيارة أحمدي نجاد إلى بغداد لأن هذه القضية تتحدى مستقبل العلاقات العراقية الإيرانية. إن مناقشة مسألة الحدود على أعلى المستويات سوف تساعد كلاً من العراق وإيران على معالجة مشاكل واختلافات كثيرة في هذا المجال، وتسهل مهمة بلوغ نتائج مرضية لكلا الطرفين."
    وأضاف عبدالأمير "تُركز الجهود الدبلوماسية الإيرانية العامة على استمرار التغيرات في ممر شط العرب، وتحاول تصوير الحدود المائية على أنها غير معروفة،" مؤكداً على "أن هناك محاولات إيرانية لوضع اسم جديد لشط العرب: Arvan Rud بالفارسية... وهذا التوجه يعكس نوايا إيران بالهيمنة على الممر المائي بكامله، ومن ثم السيطرة على الموانئ التجارية والموانئ النفطية العراقية."
    وفي هذا السياق، يرى سعد الخالدي- ناشط بصراوي في NGO "هناك تحسن ملموس في العلاقات العراقية الإيرانية تمثلت في الوفود والعناصر الرسمية الإيرانية التي تزور العراق. وهذه الظاهرة ترجح رغبة إيران بالمبادرة لمعالجة قضية شط العرب."
    ذكر الخالدي أن إبقاء مشاكل الحدود مجمدة دون الوصول إلى حدود جوهرية ستؤثر سلباً على كل من الجانب الاقتصادي والظروف الأمنية في البصرة والعراق عموماً. "إن زيارة الرئيس الإيراني تأتي بعد عقود طويلة من عدم التواصل، وتدعم العلاقات القوية الحالية بين العراق وإيران،" موضحاً بقوله "أتصور أن معالجة المسائل الحدودية في ظل هذه العلاقات ستبرهن على حسن نوايا إيران لإقامة علاقات متينة مع العراق على أساس احترام سيادة العراق."
    كشف القائد البحري علي حسين "تآكل الساحل الأيمن (العراقي) لشط العرب على مسافة 6.5 كم وبمعدل 3.5 م. وهذا يولد خسارة للعراق بحدود 100 دونم سنوياً لصالح إيران طالما تقود عملية التآكل هذه إلى تحرك خط منتصف شط العرب باتجاه الأراضي العراقية،" مؤكداً "أن الممر المائي لشط العرب هو الممر المائي الوحيد الذي يقود السفن نحو الموانئ العراقية."
    وأضاف "إذا ما استمرت الحالة على هذا الوضع فإن موانئ النفط العراقية (البصرة وخور العمية) سوف تصبح في يوم ما مع الجانب الإيراني وعندئذ لن يبقى للعراق مدخل مائي نحو البحر."
    مممممممممممممممممممممممممـ

    Iraq is losing Shatt Al-Arab to Iran,(Voices of Iraq),uruknet.info, Basra, Mar 2, 2008.
    ________________________________________
    تم طباعة هذه المادة من موقع الركن الأخضر
    http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=11589

    |


  4. #44
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أي «صبر استراتيجي» في العراق؟

    كاظم الشبيب * - « صحيفة عكاظ » - 18/01/2008م - عدد القراءات « 182 »
    عندما يتحدث بعض الخبراء الغربيين عن أزمات المنطقة، يصدمون أهلها بطريقة بحثهم، وكأنهم يتعاملون مع معامل ومختبرات حيوانية، لا مع بشر، وبلدان لها تاريخ طويل من الحضارات التي سادت العالم، أو كأنهم يتعاطون مع مصانع وخطوط إنتاج خاصة بهم، لا مع منطقة ينبغي مراعاتها وتنميتها لما فيها من مصالح إستراتيجية لهم. الأغرب قبول بعض أبناء وساسة هذه المنطقة بهذا السلوك من باب الواقعية السياسية والانبهار بساسة الغرب والتماشي مع متطلبات العولمة الاقتصادية.
    من هؤلاء الخبير العسكري أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي كتب تقريرًا بعد جولة له في العراق، من 17 إلى 25 يوليو 2007، بعنوان" The tenuous case for strategic patience in Iraqـ الوضع الهش للصبر الإستراتيجي في العراق" في أغسطس2007، جاء فيه: «في ضوء عدم وجود خيارات جيدة للولايات المتحدة، وعدم واقعية الانسحاب السريع من العراق..
    يبقى أن يحقق العراق تقدمًا يسمح للقوات الأمريكية النجاح في بعض المجالات، مما يمهد لـ(الصبر الإستراتيجي) للأمريكيين في حال أقدمت الحكومة العراقية على استغلال فرص التقدم التي تحققت مؤخرًا ـ التضييق على القاعدة في الأنبار واستعداد العشائر للتعاون مع الحكومة العراقية وتحرك الفريق الأمريكي في بغداد لمواكبة التقدم العسكري سياسيًا واقتصاديًا.
    وأن الحظ والعشائر قد عوضا فشل الإستراتيجية العسكرية الأمريكية»... وبعد أن ذكر المخاطر التي تتطلب تحركًا أمريكيًا لمعالجتها، يقول: «لأن الفرصة سانحة وتشجِّع على الصبر الإستراتيجي، مع وجود ضرورة لتحرك الحكومة العراقية في الأشهر المقبلة لمواكبة إستراتيجية الصبر الإستراتيجي بجدية بعيدًا عن التشريعات التي لا تتبعها أفعال حقيقية.
    وبخلاف ذلك ستخسر الحكومة العراقية شعبها والشعب الأمريكي والكونغرس»!! المستقبل العربي ع10/2007. ما لم يقله التقرير بصراحة، ولكن يستخلصه المتابع مجموعة من النقاط، منها: 1ـ خيار الانسحاب الأمريكي من العراق غير وارد في المرحلتين القصيرة والمتوسطة. 2ـ فشل الإستراتيجية العسكرية الأمريكية. 3ـ خسران العراقيين حكومة وشعبًا، ما لم يواكبوا استراتيجية الصبر الأمريكي الإستراتيجي في العراق. 4ـ الصبر الإستراتيجي يعني استمرار التواجد الأمريكي في العراق لأمد طويل جدًا.
    أسئلة كثيرة تستثير المُطالع للتقرير، مثل: أين مصلحة العراق وشعبه في نظرية الصبر الإستراتيجي؟ من سيصبر على من؟ الصبر على ماذا؟ على حساب من سيكون الصبر؟ من الخاسر الأكبر؟ من المستفيد الأول والرابح الأكبر؟ وبقدر ما تكون الإجابات سهلة وبسيطة، إلا أن هكذا تقارير تبتعد عنها تعمدًا، لأن إجابات الخبراء الذين يكتبونها لن تكون مُرضية لشعوب المنطقة على الأغلب.
    لا شك من أن الهدف من هكذا تقارير تعمل لتصبَّ في خدمة الأفكار العمومية لواشنطن وتعديل الخطوات اللاحقة لتواكب متطلبات تصحيح تحسين صورة أمريكا في المنطقة، خاصة في الفترة المتبقية من عمر حكومة الجمهوريين في البيت الأبيض.
    وتكمن المشكلة في غياب المنطق والمنهج الموضوعييْن في التعاطي مع شؤون المنطقة. بل يدفع ذلك لاستمرار السياسة الأمريكية الخارجية باستخفاف مع مصالح المنطقة وسكانها. فالصبر الإستراتيجي المقصود هنا ذلك الصبر الذي يعزز سياسة ما يسمى بخط الاعتدال في المنطقة لمواجهة خط المواجهة والمقاومة وإضعافه.
    من أجل ألا تكتوي المنطقة بنيران الأحداث المتسابقة في محيطها ـ العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين وباكستان ـ ينبغي لساستها ومفكريها والمعنيين فيها عدم الانجرار وراء كل ما يصدر من الآخرين من تقارير، مع الاهتمام بمطالعتها، ولكن من مشاكل منطقتنا الكبرى غياب التقارير والدراسات المتخصصة التي تنبع وتقوم على تبني مصالحها وتستهدف تنميتها، فتشخِّص وتصف أوضاعها وبالتالي تتجه لتفعيل الأدوار التنفيذية للمعنيين في كل بلد.
    كاتب سعودي «أم الحمام»
    فاكس الدمام 8330138-03
    ص.ب 2421 الدمام 31451
    ________________________________________


  5. #45
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الأولى :

    شهادة محامي الدفاع عن الأيام الأخيرة في حياة صدام حسين يرويها لـ « صحيفة الجزيرة » :
    جنرال أمريكي التقى صدام وساومه على إخراجه من العراق بعد وقفه للمقاومة

    بيروت - عبدالكريم العفنان:

    أكدت السيدة بشرى الخليل عضو هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين ان محاكمة الرئيس كانت شكلية وفاقدة للشرعية الدولية، مشيرة إلى أن الجانب الأمريكي كان يتعجل في تنفيذ حكم الإعدام ليساهم في انفجار الحرب الأهلية على نطاق واسع في العراق، غير أنها رأت أن إعدام صدام حسين كان خطأ استراتيجيا أمريكيا يعادل خطأها في احتلال العراق، مشيرة إلى أن الرئيس كان سيلعب (دورا كبيرا في إعادة ترتيب وضع المنطقة) بحسب تعبيرها.
    جاء ذلك في حوار أجرته (الجزيرة) مع بشرى الخليل عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. فإلى نص الحوار :
    * ما هي الدوافع التي وقفت وراء انضمامك لفريق الدفاع عن الراحل صدام حسين؟ وهل ثمة علاقة مع النظام السابق في العراق قبيل بدء رحلة الدفاع ؟
    - دعني أؤكد أنه ليس لي أية معرفة سابقة بالرئيس الراحل قبل الاحتلال، كما أنني لست بعثية، ولكن من خلال وجودي كعضو في لجنة المتابعة الدولية لرفع الحصار عن العراق تعرفت إلى معظم القادة العراقيين ماعدا الرئيس، وما دفعني للتطوع للدفاع عنه هو: أولا لأنه رئيس عربي وثانيا لأنه رفض أن يتنحى عن منصبه عندما طلب منه الأمريكيون ذلك، وبرأيي لو قبل التنحي لكانت الأمة العربية قُدمت على طبق من ذهب للأمريكيين. والسبب الثالث هو أنه أطلق شرارة المقاومة.
    أما كيفية حصول الأمر فهي كالتالي: عندما سمعت خبر إعلان اعتقال الرئيس صدام حسين، أرسلت رسالة إلى إحدى الفضائيات العربية أبين فيها أن لهذا الرجل جميلين في عنقي وهما: رفضه التنحي وإطلاقه شرارة المقاومة، بعدها اتصلت بابنته السيدة رغد، وعملت مع عدد من المحامين العرب على تأسيس هيئة للدفاع عن الرئيس بعد أن نظمت لنا عائلته وكالة بذلك.
    وأعتقد أن موقفي هذا هو الموقف الطبيعي لكل عربي حر تجاه قائد عربي وقف ضد العدوان الأمريكي على الأمة، ومن لا يجيد المواجهة في ساحة المعركة يمكن أن يجيدها في ساحة المحكمة.
    * لكن هناك من اتهم فريق الدفاع بالسعي وراء النجومية ؟
    - أنا في الأساس نجمة ومعروفة من قبل المحكمة، كما أني أعتقد أنه ليس ثمة عاقل يعرض حياته للخطر من أجل القليل من الشهرة، أضف إلى ذلك أنني من عائلة شيعية عريقية تحوي عددا من القيادات والمراجع الدينية، ولك أن تتخيل حجم التحدي الذي واجهته عندما قررت الدفاع عن الرئيس صدام حسين، في ظل الحساسية الموجودة بين الشيعة والنظام العراقي بشكل عام، كما أنني كنت مرشحة لمنصب وزاري في لبنان عن الطائفة الشيعية، لكنني مع ذلك ضحيت بكل هذه الأمور عندما اخترت منهجا مغايرا لتوجهات الطائفة التي أنتمي إليها وقبلت الدفاع عن الرئيس الراحل.
    * كيف تقيمين مسيرة الدفاع عن الرئيس الراحل منذ بدء محاكمته وحتى لحظة إعدامه؟.
    - كان هناك اشتباك يومي مع الأمريكيين ورموز المحكمة لأنهم أرادوها محكمة شكلية، الغاية منها إعدام الرئيس صدام حسين وإضفاء بعض المشروعية على هذا الإعدام، على أن التهم الموجهة للرئيس تمحورت حول توقيعه بحكم صلاحياته الدستورية كرئيس للجمهورية على حكم إعدام جماعة الدجيل، وقد ظهر زيف هذه المحكمة جليا من خلال تشديد العقوبة على السيد طه ياسين رمضان ورفعها إلى الإعدام، رغم أنه لا علاقة له بتاتا بقضية الدجيل، حتى أن اسمه لم يرد في المستندات الخاصة بهذه القضية.
    وكنت قدمت رؤيتي حول موضوع الدفاع عن الرئيس صدام، وتتضمن تشكيل هيئة للدفاع من مكتب أمريكي أو أوروبي على مستوى كبير من الأهمية، إضافة إلى عدد من المستشارين الكبار من جامعات العالم وبعض المحامين العرب المتمرسين في المحاكم الدولية، بحيث نكوّن نحن - كمحامين متطوعين - هيئة إسناد سياسي وإعلامي ومعنوي.
    وأعتقد أن الأمور لو جرت على هذا النحو لما تم إعدام الرئيس صدام حسين، لأن هيئة الدفاع كانت ستدفع بالإدارة الأمريكية للتدخل لتعطيل المحكمة، بعد كشفها أمام الرأي العام الأمريكي للدور التي تقوم به القوات الأمريكية لتغيير أهداف المحكمة ومنهجها وجعلها ذات طابع ثأري للنيل من الرئيس صدام حسين.
    وفي جميع الأحوال علينا أن نعترف أن مستوى هيئة الدفاع كان متواضعا جدا من حيث الخبرة القانونية والفهم السياسي للقضية ولا يرقى لمستوى هذه المحاكمة التاريخية، حتى أن البعض كان يرافع لأول مرة، ودليل ذلك أن فريق الدفاع لم يستفد من طرد المحامي سامي كلارك من جلسة إصدار الحكم لخلق مشكلة (مخاصمة قضاة) وفضح عدم التزام المحكمة بالأصول القانونية.
    * لماذا لم تسيروا في اتجاه تشكيل هيئة دفاع أمريكية، إذا كان ذلك سيجنب الرئيس الراحل حكم الإعدام؟
    - في الحقيقة كان الأمر يتطلب ميزانية كبيرة تتجاوز 5 ملايين دولار، والسيدة رغد لم تستطع تأمين هذا المبلغ، رغم أنها وفرت مكتبا لهيئة الدفاع في عمان، كما وفرت للمحامين العراقيين ملاذا آمنا بعد تعرض خمسة منهم للقتل.
    * متى كان أول لقاء لك مع الرئيس الراحل؟ وما طبيعة الحديث الذي جمعك به؟
    - اللقاء الأول كان في 11 آذار - مارس عام 2006، وأخبرته حينها أني أول من تطوع للدفاع عنه، وأن دافعي لذلك كان قراره بعدم التنحي عن السلطة وإطلاقه مشروع المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، وقبل خروجي اقتربت منه قائلة: (أريد أن أعرفك بنفسي أكثر، أنا شيعية وخالي هو العلامة محمد تقي الفقيه وجدي هو الزعيم الديني لشيعة لبنان لمدة 30 عاما، فبدا الارتياح الكبير على وجهه لأنه يعلم مدى تأثير هذا على إبعاد تهمة الطائفية عنه بعد أن حاول البعض إلصاقها به، رغم أنه كان يعتبر الطائفية عارا، بل كان يخجل من كلمة سني أو شيعي ).
    * ما هي معلوماتك عن الحفرة التي عثر فيها على الراحل؟
    - هذه الحفرة موجودة في أكثر من مزرعة، لكن الرئيس لحظة اعتقاله لم يكن فيها، بل كان يتهيأ لصلاة المغرب عندما داهموا المزرعة التي تقع في منطقة الدور، واستخدموا غازات تحدث شللا مؤقتا أفقدته القدرة على الحركة.
    * من وشى بالرئيس ؟
    - لست متأكدة من اسم الشخص، ولكنه فعل ذلك طمعا بالجائزة، وعلى الأغلب هو صاحب المزرعة الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة بعد أن استلم مبلغ 25 مليون دولار.
    * خلال لقاءاتكم بالرئيس، هل حدثكم عن المقاومة ؟
    - نعم، كان يوجه رسائل من خلالنا للمقاومين، وحتى في الجلسة الأخيرة التي لم يسمح له بالحديث بها شدد كثيرا على أهمية المقاومة، وحذر الشعب العراقي من الحرب الأهلية ودعاهم بالمقابل إلى محاربة الاحتلال الأمريكي في العراق، موجها تحياته إلى قادة المقاومة وخاصة عزت الدوري .
    * ما الذي تحفظينه من أحاديث مع الرئيس الراحل؟
    - حين التقيته لأول مرة أخبرته أنني وجدت خلال زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية بعد الجلسة الأولى للمحكمة، أن الصحافة الأمريكية مشغولة بجملة قالها الرئيس للقاضي وهي: (أنا لم آت إلى المحكمة لكي أزيح حكم الإعدام عني، لأن الإعدام عندي لا يساوي (كندرة) أي عراقي، فعلق قائلا: (قرار الإعدام هذا اتخذته في حياتي منذ محاولتي اغتيال عبد الكريم قاسم).
    * ثمة روايات غير أكيدة تقول انه حاول الانتحار؟
    - أشك بصحتها، لأن الرئيس كان مؤمنا وملتزما، ولا يمكن أن يفكر بالانتحار وهو يعلم أنه محرم شرعا.
    * هل التقى الرئيس بمسؤولين أمريكيين ؟
    - في إحدى زياراتنا له سألته عن صحة الأخبار التي أوردتها بعض الصحف العربية حول لقائه بالرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، لكنه نفى ذلك، قلت: (ولا رامسفيلد)، فأجاب: (ولا رامسفيلد، زارني فقط جنرال أمريكي ساومني على إخراجي من العراق لقاء توجيه دعوة للمقاومة بالتوقف).
    * هل طلب مقايضة لقاء خروجه من المعتقل أو التخفيف من عقوبة الإعدام ؟
    - أبداً، الرئيس صدام حسين من المستحيل أن يطلب ذلك، بدليل أنه وصف طلب الجنرال الأمريكي بالخسيس.
    * كيف تفسرين مسألة استبدال القاضي رزكار أمين بالقاضي رؤوف رشيد؟ وما تقييمك لدور الادعاء العام؟
    - لأن القاضي رزكار أمين متمرس ولديه مستوى عال من الأخلاق المهنية، كما أننا سمعنا مؤخرا أنه وصل إلى مرحلة بات فيها مقتنعا ببراءة الرئيس صدام في قضية الدجيل ولا يستطع إصدار حكم بالإدانة ضده. أما القاضي رؤوف رشيد فكان يحاول إثبات شخصيته القوية عن طريق تكرار طرده للرئيس والمحامين من قاعة المحكمة، وكذلك فعل القاضي خليفة في قضية الأنفال.
    أما بالنسبة لدور الادعاء العام فهو بالأصل خصم قانوني، كما أن الأستاذ جعفر الموسوي تجاوز حدود (الخصومة القانونية) لأكثر من مرة، حيث استجوب الرئيس حول مستند يتعلق بتوقيعه على حكم الإعدام لجماعة الدجيل بعد يومين من صدوره، في محاولة منه لإيهام الناس بأن صدام حسين كان يتعجل في إعدامهم، وتناسى مرسوم تنفيذ الإعدام الذي صدر بعد مرور تسعة أشهر على صدور الحكم.
    * لماذا أعدم الرئيس الراحل بهذه السرعة ؟
    - أعتقد أن الجانب الأمريكي كان مستعجلا لتنفيذ حكم الإعدام لأن بوش كان وعد بتنفيذه قبل نهاية عام 2006، علما أنه كان من المفترض أن يؤجل التنفيذ مدة 30 يوما ليأخذ الحكم صفة الثبات بحسب نص القرار، غير أن الجانب الأمريكي والعراقي فسّرا القرار بوجوب تنفيذ الحكم خلال 30 يوما، وقد نشأ هذا الخطأ في التفسير لأن قانون المحكمة وضع أساسا باللغة الإنكليزية كان على المحكمة أن تلتزم بالترجمة العربية، كما أن الجانب الأمريكي كان يتعجل في تنفيذ حكم الإعدام ليساهم في انفجار الحرب الأهلية على نطاق واسع في العراق، وهذا ما يفسر تسريب الشريط والمشاكل التي حصلت بعد الإعدام، غير أني أعتقد أن إعدام الرئيس صدام حسين كان خطأ استراتيجيا أمريكيا يعادل خطأها في احتلال العراق، لأن الرئيس كان سيلعب دورا كبيرا في إعادة ترتيب وضع المنطقة.
    * هل انتهى عمل هيئة الدفاع ؟
    - حلّت السيدة رغد فريق هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل، لكنني شخصيا موكلة من قبل السيد طه ياسين رمضان والسيد طارق عزيز، وأعمل الآن على تحريك المنظمات الدولية من أجل إقناع الجانب الأمريكي بعدم تسليم رمضان للجانب العراقي الذي بدا للعالم أن حكم الإعدام الذي أصدره بحق الرئيس كان ذا طابع ثأري ومخالفاً للقانون.
    * ما صحة تعرضك لمحاولة اغتيال ؟
    - لقد تعرضت للتهديد في لبنان من قبل شخص مرتبط بجهات عراقية، لكن جهاز المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني المكلف بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ألقى القبض عليه وتمت محاكمته، كما وصلتني معلومات مؤخرا تؤكد هدر دمي من قبل شيخ عراقي يدعى جلال الدين الصغير تابع لإحدى الجهات المشاركة في الحكم.
    * هل كان تسليم الرئيس صدام حسين إلى الحكومة العراقية قانونيا ؟
    - أعتقد أن الجانب الأمريكي أخطأ في تسليم الرئيس إلى الجانب العراقي، لأن ذلك مخالف لاتفاقية جنيف الثالثة التي تمنع تسليم أسرى الحرب إلى دولة تحوي عقوبة إعدام، إلا إذا صدر حكم ضده من محكمة دولية مختصة وحيادية يؤكد ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، لكن المحكمة العراقية ليست حيادية كما أنها فاقدة للشرعية وبالتالي لا يمكن الاستناد إلى حكمها في تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الرئيس صدام حسين.
    * طالما أن المحكمة غير قانونية.. لماذا واصلتم دفاعكم ؟
    - كان لابد من التواجد في هذه المحكمة، على الأقل من أجل كشف انتهاكاتها وفضحها للرأي العام، وقد تم طردي من المحكمة بشكل تعسفي لأني كشفت التجاوزات التي حدثت فيها وخاصة التدخل الأمريكي في قراراتها، وبالمناسبة نظم الرئيس صدام حسين قصيدة تفاخر فيها بعروبتي بعد إبرازي للانتهاكات التي ارتكبها الأمريكيون في سجن أبو غريب.
    * كيف انعكست تصريحات السياسيين العراقيين على أجواء المحكمة ؟
    - هؤلاء لا يصرحون فقط، بل يعطون الأوامر للمحكمة، فمثلاً في إحدى جلسات محكمة الأنفال خاطب أحدهم الرئيس بكلمة (ديكتاتور) ما دفع القاضي العامري للقول بأن الرئيس ليس ديكتاتورا، وموقف القاضي كان قانونيا لأن الرئيس لا يحاكم بتهمة الديكتاتورية لعدم وجود حكم ضده في هذا الشأن، ولكن في اليوم التالي أدان رئيس الحكومة القاضي وتم استبداله بقاض آخر.
    * ما حقيقة الرسائل التي نقلت حول موقف الراحل صدام حسين وطه ياسين رمضان من الانشقاق الذي أصاب البعث مؤخراً؟
    - في الحقيقة، لقد كلفت بسؤال الرئيس عن حقيقة بعض الرسائل التي كانت تنقل باسمه إلى بعض القيادات العراقية، فأجاب بأنه لم يرسل سوى رسالة واحدة لعزت الدوري، لكنه ترك تقدير الأمور له لأنه أدرى بحقيقة الوضع منه.
    أما ما جرى في المؤتمر القطري الذي عقد بعد اعدام الرئيس الذي قال منظموه انهم مباركون من الرئيس الراحل، مستندين إلى رسالة زعموا أن الرئيس طلب من طه ياسين رمضان أن يكتب رسالة بخط يده فيها تأييد صريح لهم، لكن رمضان وطارق عزيز أدانا الأمر واعتبرا الأمر انشقاقا مشينا للحزب، رغم أن رمضان أكد أن بعث رسالة بخط يده - بطلب من الرئيس - إلى محمد يونس الأحمد الذي دعا إلى المؤتمر، يطلب إليه فيها أن يسلم المسؤولية للرجل الأعلى منه (أي عزت الدوري) وأن يبقى على صلة معه، وأشار رمضان أن الرئيس برر طلبه بخشيته من انشقاق محمد يونس الأحمد لأن هذا الأمر سيسيء للحزب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق.


  6. #46
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة الثانية
    رئيس هيئة الدفاع عن صدام حسين لـ(الجزيرة ) :
    مسؤول إيراني قدم لفريق الدفاع 100 مليون دولار مقابل نسب (حلبجة) لمجاهدي خلق

    * عمان - عبد الكريم العفنان :

    كشف الأستاذ خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين عن الضغوط السياسية والأمنية والإقليمية التي واجهها عمل الدفاع طيلة فترة المحاكمة بدءا بالمغريات المادية التي قدمها مسؤول إيراني رفيع المستوى مرورا بالتدخلات السياسية لمسؤولين عراقيين بمجرى المحكمة وانتهاء باستهداف فريق الدفاع من قبل الميليشيات المسلحة في العراق. كما أوضح الدليمي في حديثه لـ ( الجزيرة ) حقيقة الحفرة التي عثر بداخلها على الرئيس الراحل وأكد على أن الرواية نسيج هوليودية بامتياز لأن صدام لحظة إلقاء القبض عليه لم يكن داخل الحفرة.
    واتهم الدليمي الذي التقى الرئيس أكثر من 140 مرة الإدعاء العام بالطائفية وعدم النزاهة مؤكدا أن هيئة الدفاع أعطت ما بوسعها وقدمت الكثير من الأدلة والبراهين لإثبات براءة االراحل صدام حسين ورفاقه لكن ذلك لم يؤثر في قرار المحكمة لأنه سياسي بامتياز بدليل إجبار القاضي رزكار أمين على الاستقالة ليحل مكانه القاضي رؤوف رشيد الذي لا يمت للقضاء بصلة لاسيما وأنه محكوم بالإعدام لأكثر من مرة حسب الدليمي.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:


    * شُكلت هيئة الدفاع برئاستكم كيف تم ذلك؟ وما الدوافع التي وقفت وراء تصديكم لهذه المهمة ؟
    - بداية لا بد أن أوضح بأن هيئة الدفاع لم تكن وليدة الصدفة بل تم تأسيسها وفق المصالح الوطنية وليس وفق مصالح ذاتية هدفها الشهرة.
    عندما يتعرض الوطن للاعتداء أو الخطر يجب أن يهب كل أبنائه لنجدته كل حسب اختصاصه وهيئة الدفاع تطوعية لم تقبل سنتاً واحداً من أحد كما تدعي حكومة بغداد مهمتها الدفاع عن حقوق العراقيين قيادة ومعتقلين آخرين بمهنية وإنسانية. وعندما انتخبت رئيساً لهيئة الدفاع قدمت أوراقي للحصول على الوكالة الجزائية ولم يسمح لي في وقتها اللقاء بالرئيس للبحث حول التفصيلات القانونية وهو أمر مخالف للنصوص القانونية العراقية إلا أنني أرفقت الوكالة الجزائية وأرسلتها عبر نقابة المحامين العراقية التي أعطتها إلى القوات الأمريكية ووصلتني الوكالة بذات الطريقة، وتم تحديد موعد اللقاء في 16-12-2004 والتقيت الرئيس الراحل كأول محام يلتقيه، وكان اللقاء ذا طابع خاص وحميم لأنني لم ألتقيه طيلة حياتي وتخلل هذا اللقاء أسرار وحكايات كثيرة والتزامات لا أزال أصونها وعرفت في هذا اللقاء كيف سقطت بغداد بيد الاحتلال وعرفت حينها هل كان يتوقع الرئيس الراحل سقوط بغداد؟ وهل كان يراهن على الموقف الدولي؟ وعرفت الطريقة التي اعتقل بها هل كانت وشاية وما علاقته بالمقاومة وأين كان يوم 9-4-2003.

    * هذه التساؤلات التي طرحتها لا تقدم للقارئ ما ينتظره منك دون توضيح ؟
    - أنا حريص على أن يطلع القارئ على كل التفاصيل والحقائق التي تم تشويه وتزوير معظمها، وسأعرض كل هذه الحقائق في مذكراتي التي سأنشرها في الوقت المناسب. ولعل التساؤل الكبير هل الصور التي عرضت على التلفزة العالمية تعود للرئيس أو شبيهه؟ وهل الذي قابلته أنا كما أثير في وسائل الإعلام هو الشبيه؟ وهل التقى الرئيس بمسؤولين أمريكيين كبار؟ وهل قدمت له عروض لمساومته؟ وهل طلب منه إيقاف المقاومة؟ في هذه المذكرات سأنشر قصة الحصان وقصة الدراجة النارية وقصة الزورق وقصة المزرعة وما علاقته بالمقاومة التي تعتبر الأسرع والأقوى في العالم ؟.

    * ما هو تقييمك لرحلة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين؟ وهل كنت تتوقع نتائج أفضل من التي خرجت بها؟
    - عندما يختار المرء القيام بعمل ما فعليه أن يكون بعيد المدى في حساباته وفي رحلة الدفاع عن الرئيس الراحل عرفنا مسبقا أن النتيجة خاسرة من الناحية المهنية والعملية. لكن من الشجاعة أن يستمر المحامي في إكمال المهمة الإنسانية التي ارتضاها لنفسه وكنت على ثقة من نجاح مهمتي في نواحي أخرى ليس من حيث النتيجة بل من حيث التأثير في المحيط العراقي والعربي والدولي وهذا ما جعل هيئة الدفاع تنجح في النتيجة المهنية على مدى ثلاث سنوات وأعطت كل ما بوسعها.

    * هناك من يخالفكم الرأي على الأقل من الناحية المهنية؟
    - لو أتي بأي محام مهما امتلك من قدرات مهنية لا يمكن له أن يأتي بغير هذه النتيجة لأن قرار الإعدام وضع سلفاً قبل غزو العراق. ومنذ أن خططت الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق وارتكبت جريمة الاعتداء على مبدأ القانون واستخدمت قانون القوة وليس قوة القانون واعتدت على المنظومتين القانونية والدستورية للدولة العراقية في سابقة خطيرة في العرف الدولي لأن العدوان غير شرعي لذا أقول ان الرحلة مليئة بالمصاعب والآهات وأمتع ما في الرحلة أننا كنا نجلس إلى (القائد التاريخي) صدام حسين.

    * إذاً متعة الرحلة كانت فقط الجلوس إلى الرئيس الراحل للاستماع إليه لاسيما أنكم وكما أسلفت تعرفون نتيجتها ؟
    - متعة الرحلة كانت في الاطلاع على مكامن الراحل الكبير وعلى إنسانيته التي كانت تغيب عن أذهان الكثيرين لكن الصعوبة كانت عندما نواجه عدواً بسلاح غير الذي يواجهنا به، كنا نواجههم بقوة القانون ولكنهم كانوا يواجهوننا بقانون القوة وشريعة الغاب.

    * البعض كان يرى أن فريق الدفاع ذهب بعيداً في تسييس المحكمة لأنه لم يوفر الحجج القانونية والأدلة الكافية في الدفاع عن الرئيس الراحل؟
    - أحترم الرأي الآخر لكني أؤكد للمشككين في قدرات هيئة الدفاع أن القضية برمتها قضية سياسية والمحكمة لا تستند على أي مسوغ قانوني ولا العدوان على العراق يعتمد على مسوغ قانوني لكن الغزو الأمريكي للعراق جارٍ تحت ذرائع سياسية وما قامت به الولايات المتحدة بعد 9-4-2003 من احتلال لم يكن قانونيا، وتأسيس المحكمة العراقية جاء على أساس باطل، ولم نجد في هيئة الدفاع ما يمت للقانون في هذه المحكمة وحاولنا منذ اليوم الأول توجيه المحكمة إلى الجهة القانونية لكننا لم نستطع لأن هذه المحكمة مصممة شكلاً ومضموناً وفقا لإطار سياسي وليس قانوني، على سبيل المثال جاؤوا بشهود أسموهم شهود الإثبات كانوا صبية لا يعتد القانون بشهاداتهم حتى على مستوى الاستئناس، لكن هيئة الدفاع أتت بشهود فجروا أكثر من مفاجأة حيث أثبتوا أن هناك أكثر من 36 شخصاً على قيد الحياة ضمن الـ148 من ضحايا الدجيل وبينهم زميل ( محامي ) يعمل في محافظة صلاح الدين، وهناك مخالفة تضاف إلى حزمة المخالفات القانونية التي ارتكبتها المحكمة حين أودعت شهود الدفاع في السجن وكان يفترض على القاضي ألا يقدم على هذه الجريمة لأنه ليس من صلاحية هذه المحكمة أن تبت في طبيعة الشهادة التي يتقدم بها الشاهد سواء كانت في قائمة الزور أو خارجها، كان على القاضي رؤوف رشيد وفقاً لقانون أصول المحاكمات الجزائية ولقانون العقوبات العراقية إما أن يأخذ بهذه الشهادة كلاً أو جزءاً أو لا يأخذ بها وإذا ما وجد خرقاً فاضحاً فعليه أن يحيل هذا الشاهد أو ذاك إلى قاضي تحقيق خارج ولاية هذه المحكمة، إذاً المحكمة سياسية ولا بد أن نواجه هذه المحكمة بذات السلاح ولكننا لم ننس الجانب القانوني وقدمنا من الأدلة والبراهين ما يكفي لبراءة الرئيس ألف مرة، وهيئة الدفاع لم تقصر وقامت بالجانب القانوني لو كانت المحكمة قانونية والدليل أنه لم يعتد بمرافعاتنا ولم يتم استلامها إلا قبل دقائق من تلاوة حكم الإعدام الذي أتى به ( جون نيغروبونتي ) كذلك لم يعتد باللوائح التمييزية التي سلمت قبل تسعة أيام وتم طرحها جانبا.

    * برأيكم ما هي الاعتبارات القانونية التي وقفت وراء استبدال قاض مكان آخر؟
    - هذا ما يؤكد الطابع السياسي للمحكمة، لأن السلطة التنفيذية كانت تتدخل بشكل سافر غير منطقي أدى إلى إجبار القاضي رزكار محمد أمين على الاستقالة لأنه حي الضمير، كذلك أبعدت السلطة التنفيذية القاضي سعيد الهماشي وأتوا بالقاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي لا يمت للقضاء بصلة ولا يمتلك مواصفات المحامي المثالي وهو مصاب بأمراض عقلية وصدرت بحقه أحكام عام 1969 وعام 1972 و1998 وهو من بلدة ( حلبجة ) التي ضربتها القوات الإيرانية بغاز ( السيانيت ) الذي لا يمتلكه العراق وهو لا يصلح لأن يكون قاضياً عادلاً ويمكث الآن في أحد فنادق إيران الفخمة!.

    * إذاً التعجيل في الحكم يخفي وراءه صفقة سياسية؟.
    -التعجيل في حكم الإعدام جاء ضمن صفقة إيرانية أمريكية مترافقة مع أجندة سياسية داخلية ولا علاقة لعملية ( الإعدام ) بها من الناحية القانونية. لقد خالفوا كل القوانين حتى التي وضعوها فيما يتعلق بقانون المحكمة ذاتها وكذلك المادة 266 من أصول المحاكمات الجزائية التي تراعي انتظار هيئة الدفاع بأن تتقدم بطلب لتصحيح القرار التمييزي ولذلك وقتوا التصديق على قرار الإعدام يوم الأربعاء حيث يليه يوم الخميس عطلة للمحاكم وأعدم الرئيس الراحل في صبيحة يوم الجمعة في أقدس أيام المسلمين حيث يجتمع أكثر من مليوني حاج في البيت الحرام وهنا تبرز العقدة الصفوية الفارسية بوضوح. كذلك اغتالوا حق الدفاع ولم يعطونا فرصة وفق المادة 270 من قانون أصول المحاكمات الجزائية وفق الفقرات (1، 2، 3، 4) لوجود أحياء ضمن الدعوة التي زعموها- ومن الأدلة والبراهين التي أكدت كيدهم وكذبهم إخفاؤهم اضبارة الدعوة وكان من الواجب عليهم وفق القاعدة 42 من قواعد إجراءات وجمع الأدلة على المدعي العام وجوباً أن يقدم أدلة الإثبات وأدلة التجريم- وما قدمه المدعي العام هو أدلة تجريم مزورة ولم يقدم أي دليل للبراءة.

    * سربت معلومات عن محاولة بعض القوى استمالة فريق الدفاع لصالحها من خلال تقديمها مغريات لثنيها عن استكمال مهمتها؟ ما صحة ذلك؟.
    - فيما يخص المغريات التي قدمت لفريق الدفاع فقد أوفدنا عام 2005 ثلاثة محامين عرب إلى فرنسا وأُخبرونا بأن أحد أركان السفارة الإيرانية في باريس عرض عليهم 20 مليون دولار مقابل عدم التحدث عن موضوع ( حلبجة ) وفي حالة الاضطرار ينسب استخدام الغازات السامة ( غاز السيانيت ) إلى منظمة مجاهدي خلق، وأن نقول إن حلبجة ضربت بغاز الخردل وهذا فيه أكثر من دس وعندما رفض محامو الدفاع هذا العرض رفع المبلغ إلى 100 مليون دولار وهذا الأمر رفضته هيئة الدفاع لأن القضية ليست للمساومة أو المتاجرة ولا بد من كشف الحقائق كاملة.

    * هل تتوقعون تنفيذ أحكام جديدة تطال بقية رموز النظام العراقي السابق؟
    - لدي يقين بأن جميع الموجودين من أعضاء القيادة في المعتقل سيتم تصفيتهم بطرق مختلفة. قبل يومين أخبرني أحد الأخوة من الدجيل بأن محمد عزاوي الشخص الذي تم زجه في هذه المحكمة من أجل إعطائها صبغة قانونية تم حقنه بإبرة سامة وهو الآن يصارع الموت.

    * ما هي طبيعة العقبات التي واجهت عمل هيئة الدفاع؟
    - الشهية الصفوية لاستهداف العراقيين مفتوحة من خلال عمليات التهجير اليومي التي تتعرض لها بغداد والبصرة والقتل على الهوية الذي تقوم به الميليشيات بإمرة الحكومة، والدليل دفعت هيئة الدفاع خمسة من أعضائها شهداء اغتالتهم ميليشيات الحكومة ( فيلق بدر وجيش المهدي ) والمخابرات الإيرانية. طلبنا من الجانب الأمريكي والأمم المتحدة الضغط للتحقيق ووعد الجعفري حينذاك شخصياً بالتحقيق ولم يحقق مطلقاً في هذه الجرائم، والذين يقومون بتخويف المحامين وقتلهم كانوا يجلسون في الطابق العلوي من المحكمة، وهم من أقطاب الحكومة، ويتم استهداف المحامين على أساس كفاءتهم وشجاعتهم. ومن الأمور التي اعترضتنا خلال ثلاث سنوات من عمل هيئة الدفاع تعرضت لـ13 محاولة اغتيال من قبل الميليشيات الحكومية.

    * هل كان الرئيس حين ألقي القبض عليه في بزته العسكرية؟
    - لم يكن الرئيس في لباسه العسكري حين ألقي القبض عليه لذا هو قانونياً مختطف وتم اعتقاله اعتقالا جزافيا نددت به المنظمات الدولية.

    * ماذا عن قصة الحفرة التي ظهر فيها الرئيس الراحل وكأنه اتخذها مكانا آمنا يصعب الوصول إليه؟
    - هناك فبركة أمريكية واضحة ويبدو أنهم استفادوا من القصص التي ينسجوها في مدارس هوليود لاسيما وأن الجيش الأمريكي أثبت في هذه العملية أنه مدرسة هوليود الأساسية بل تفوق عليها في نسج هذه الأفلام.

    * كيف تصف لنا حال الرئيس الراحل في آخر لقاءاتك به؟
    - الرئيس ومنذ اللقاء الأول معه كانت معنوياته عالية جداً ويحرص على رفع معنوياتنا داخل المحكمة وحين نكون في حالة توتر إزاء خروقات المحكمة كنا نستمد منه قوتنا لأنه كان متألقاً رابطاً للجأش ومؤمناً بقدره ومؤمناً بإرادة الله وأكثر ما كان يهمه أن يطلع العالم على الحقائق التي زورها الاحتلال ورموزه في العراق.

    * ماذا عن أصعب المواقف التي مر بها الرئيس الراحل خلال فترة محاكمته؟
    - فترات التحقيق كانت صعبة جداً لاسيما وأن جميع القضاة والمدعين العامين تم تعيينهم على أساس طائفي ومذهبي وكانوا يستفزون الرئيس كثيراً. هذه لحظات عسيرة لاسيما في مراحل التحقيق من عام 2005.

    * كم مرة التقيت الرئيس؟
    - التقيت الرئيس أكثر من 140 لقاء بينها لقاءات بمفردي مع الرئيس وأخرى بوجود زملائي أعضاء هيئة الدفاع ولكنني لم ألتقه في آخر لقاءين يومي 26-28-12-2006 قبيل إعدامه لأنني تلقيت طلباً من الجانب الأمريكي بعدم الذهاب إلى بغداد بحجة وجود مخاوف على حياتي.

    * لوحظ وجود حساسية خلال التعاطي القانوي بين فريق الدفاع من جهة والمدعي العام ورئيس المحكمة من جهة أخرى، كيف تصف هذه العلاقة؟ وهل ثمة فارق بين القاضيين رزكار أمين ورؤوف رشيد؟
    - القاضي رزكار محمد أمين كان يحترم الجميع ورجلاً مهنياً وهو من الأكراد المشهود لهم تاريخياً بدماثة الخلق وحب العراق وتربطنا به علاقة احترام ومهنية، ولكن القاضي رؤوف رشيد وضع نصب عينيه معاداتي لكسر إرادة هيئة الدفاع والتأثير سلباً على الرئيس الراحل ورفاقه. وكانوا يقصدون استفزازنا من خلال ارتكابهم للمخالفات القانونية داخل المحكمة، الادعاء العام لم يكن خصماً نزيهاً وكان ينظر إلى فريق الدفاع بطائفية ويتوعد بعض المحامين من خلال الحركات التي كنا نشعر بها وكان متحيزاً بشكل مبالغ فيه.

    * أشرتم إلى أن الرئيس الراحل كان معتقلاً في المنطقة الخضراء؟
    - كان الراحل يحتجز في أحد قصوره بضواحي بغداد وبعيداً عن معسكر ( كروبر ) وكان اللقاء الأول لي معه في قصره، أما اللقاءات الأخرى فكانت في معسكر كروبر أو في المحكمة أثناء انعقاد الجلسات.

    * كيف كان الرئيس يتابع المجريات السياسية في العراق والمنطقة؟
    - في المقابلة الأولى لم يكن الرئيس على علم بما يجري خارج حدود غرفته وفي الزيارات اللاحقة تم إدخال بعض الصحف التي لاحقها مقص الرقيب داخل المعتقل رغم أنها تابعة للحكومة انتهاكا لاتفاقية جنيف وقوانين حقوق الإنسان واستجابت القوات الأمريكية لطلبنا لكن بعد فترة من مطالبتنا وأدخلوا له صحيفتين ( الصباح والشرق الأوسط ) وهذه الصحف يلاحقها مقص الرقيب وهي داخل المعتقل وكان يقول لي: عندما أقرأ صحيفة الصباح أفهم ما يدور فيها بالعكس وحين تذكر الصحيفة ( إرهابيو الرمادي ) ضربوا القوات الأمريكية يعني أن هناك مقاومة، وفي المكان الذي كان يعتقل فيه يسمع الانفجارات وأزيز الرصاص، والجانب الإنساني كان غير متوفر كلياً في المعتقل، وتعرض لضغوط نفسية من قبل الجانبين الأمريكي والمحكمة لكنه بالرغم من ذلك كان صلباً ولم يتأثر بهذه الضغوط وطالبنا من اللحظات الأولى بـ( جهاز راديو ) وتم إيصال المذياع لكنه أيضاً تعرض للفلترة ولا يبث سوى إذاعة المؤتمر واعترضنا مرة أخرى وفلتروه على راديو سوا وفيما بعد فلتروه على وكالة الأنباء العراقية وتم سحب الجهاز قبل يومين من اغتياله لكي لا يسمع بنبأ إعدامه، وكنا ننقل له ما يدور على الساحة الإعلامية لأننا كنا نؤمن معه أن المعركة سياسية وإعلامية وكنا نقرأ له مقالات المعارض العراقي السابق الصحفي علي الصراف ( رسالة اعتذار إلى دكتاتور رائع ) وفرح بها كثيراً وكنا نزوده ببعض الكتب الدينية والمصاحف وبعض الكتب ذات الصلة بالتراث العربي واللغة العربية.

    * هل تم استلام كل المتعلقات الشخصية التي تعود للرئيس الراحل؟
    - تم استلام كل المتعلقات الشخصية من قبل المحامي المخول بذلك وتم تسليمها لعائلته دون نقص بما في ذلك المصحف والملابس التي كان يرتديها لحظة اغتياله.

    * كيف كان ينظر إليك الرئيس الراحل؟
    - نظرة الأب لابنه والأخ لأخيه لقد قال ذات يوم واصفا إياي: الحمد لله الذي أكرمني مكان عدي وقصي بك يا خليل إن مكانتك داخل نفسي عالية وكبيرة وثقتي بك ليس لها حدود.. لقد منحني ثقة عالية أقلها أن لا يمنح أي محام وكالة عنه مشترطا موافقتي أولا ناهيك عما قاله عني من أبيات شعر رائعة من تأليفه وثقته العالية بي في أمور كثيرة.

    * بعيدا عن السياسة ما هي أبرز مخالفات المحكمة من الناحية القانونية؟
    - مخالفة المادة 285 من قانون أصول المحاكمات الجزائية ( أ، ب ) المادة 286 والمادة 288 التي تنص على أن حكم الإعدام لا ينفذ إلا بمرسوم جمهوري وكان يتوجب عليهم إخبار المحامي لحضور عملية الإعدام. وقانون المحكمة الذي لا نعترف به اشترط أن يوقع مجلس الرئاسة ( رئيس الجمهورية ونوابه ) على مرسوم الإعدام لكن ذلك لم يحدث وحاول رئيس الوزراء تدارك الموقف بإرساله كتابا يحمل رقم 545 تاريخ 28-12-2006 إلى القاضي مدحت محمود وهو رئيس أعلى سلطة قضائية في العراق يطلب منه تخويله بتوقيع حكم الإعدام لكن هذا القاضي المهني رفض عملية الإعدام وطلب أن تصادق هيئة الرئاسة بالإجماع قبل تنفيذ الإعدام وإلا فإن تنفيذ الحكم سيكون غير قانوني وغير دستوري ولهذا أنا أسميها عملية اغتيال وفقاً للدستور العراقي.
    ولا بد من الإشارة أيضا إلى مخالفة صريحة تتعلق بحبل المشنقة إذ إن النص القانوني يؤكد على صنع الحبل من مادة الحرير أو البريسم حتى لا يؤذي الجسم لأن المقصود من الإعدام قانونياً إفقاد الشخص لحقوقه في الحياة لكن عملية التمثيل والتشويه التي تم بها الإعدام عملية غير قانونية، وتم صنع الحبل في إيران من مادة الخيزران أو الليف الخشن بسمك لا يتناسب مع طول وقامة ووزن الرئيس الراحل لأنه يجب أن يكون هناك توافق بين سمك الحبل وقامة الشخص ووزنه أثناء الإعدام، كان طول الحبل 41 قدما وقام جندي أمريكي من أصل يهودي بقطع قدمين والمقصود بهذه العملية أن يكون بقدر عدد الصواريخ التي استهدف بها الرئيس الراحل إسرائيل، وحاولوا إرباكه في اللحظات الأخيرة لعدم تمكينه من النطق بالشهادة كما تم تسليم جثة الرئيس إلى الميليشيات وتعريضها للركل الذي فسره لاحقاً مستشار الأمن القومي ( كريم شهبور ) موفق الربيعي حين قال : ( ان الرقص على الجثة هي من عادة العراقيين ) لكني أؤكد له أن الرقص على الجثة عادة فارسية وليست من عادة العراقيين وتذكرنا بمقتل العباس حين علقوا رأسه بالسهام. فضلا عن المخالفات التي لا تعد ولا تحصى لهذه المحكمة.

    * طالما كنتم غير مؤمنين بالمحكمة لماذا واصلتم دفاعكم حتى اللحظة الأخيرة؟
    - بما أن المحكمة سياسية والنتيجة معروفة سلفاً كان علينا أن نثبت للعالم أجمع حقيقة هذه المحكمة وهذا متفق عليه بيننا وبين الرئيس الراحل ولذلك فإن المحامين المتطوعين تجشموا الصبر والمخاطر للدفاع عن الحق مهما كانت طبيعة المحكمة والأهم كيف يمكننا أن نتعرف على أخطاء المحكمة ونحن بعيدون عنها، ولولا وجودنا داخل المحكمة لما تعرف العالم على هذه المغالطات القانونية ووجودنا داخل المحكمة لا يعني شرعيتها، وإجراءات المحكمة لا يمكن لأي شخص أن يوقفها من الناحية القانونية لأنها سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالقانون.
    كلمة أخيرة.. تحية إلى الشعب السعودي وقيادته الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نذكر بإجلال مواقفه العربية ولا أنسى الزملاء المحامين السعوديين الذين آزرونا طيلة فترة المحكمة، كما نوجه التحية لكل الشعوب العربية التي قدمت الكثير لخدمة القضايا المصيرية ولكل الخيرين في الإنسانية وألف تحية لزملائي فرسان هيئة الدفاع.


  7. #47
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثالثة

    نقيب المحامين الأردنيين وعضو هيئة الدفاع لــ ( الجزيرة ) :
    صدام رفض أن تزوره ابنته رغد خوفاً من تحرش الجنود الأمريكيين بها

    * عمان - عبدالكريم العفنان :
    شدد صالح العرموطي نقيب المحامين الأردنيين وعضو هيئة الدفاع عن صدام على أن محاكمة الرئيس العراقي الراحل كانت سياسية وليست قانونية.
    وقال إن الدفاع ضُيق عليه كثيراً ولم يسمح بتمثيل صدام ومنعنا نحن من المرافعة والحديث بقرار من رئيس المحكمة (الجزيرة) زارته في مكتبه بعمان وأجرت معه الحوار الآتي :
    * ما هي الدوافع التي وقفت وراء تنطحك لمهمة الدفاع عن الرئيس صدام؟
    - أولاً : كلمة تنطح لي تحفظ عليها، ثانياً : نحن لسنا مراهقين سياسيين، كما أن موقفنا للدفاع عن الرئيس الشرعي للبلاد هو موقف وطني وعروبي وإسلامي، لأنني أعتقد أنه واجب علينا لكبرياء الأمة العربية والإسلامية أن نقف في مواجهة الاحتلال الأمريكي والمشروع الصهيوني.. وبالتالي لو أردنا شهرة لما تعرضنا للاغتيال والتهديد أكثر من مرة.. ويشرفني أنه ( صدام ) وقّع لي وكالة خاصة باسمي وأنا أفخر بذلك، وبالتالي نحن نقف في مواجهة الاحتلال وعنصرية بوش الذي ضرب شعبنا بأسلحة محرمة دولياً واغتصب الأعراض في سجن أبوغريب في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي.
    * كيف تقيّم أداء الدفاع خلال المراحل التي مرت بها عملية الدفاع عن الرئيس الراحل؟
    - الدفاع ضُيق عليه كثيرا ولم يسمح بتمثيل الرئيس صدام حسين، كما اغتيل خمسة من زملائنا كان آخرهم الزميل خميس العبيدي الذي شوهت صورته بطريقة مشينة، ومنعنا نحن أيضا من المرافعة والحديث بقرار من رئيس المحكمة الذي أشك بصحته العقلية، كما منع المحامون العرب من ذلك وهذا يتعارض مع قانون نقابة المحامين العراقيين وقانون اتحاد المحامين العرب، وبالتالي ضيق على هيئة الدفاع التي حُرمت من الحصول على الملفات الموجودة وقرار الإحالة ومحاضر الجلسات، كما حرموا من استخدام الأدلة التي يمتلكونها، وبذلك لم يكن هناك محكمة ولا قانون بدليل أن محكمة العدل الدولية في لاهاي قالت (إن أي تشريعات أو انتخابات أو محاكم تنشر في ظل الاحتلال فهي باطلة) ، لذلك لا يمكن أن نعتبر هذه المحكمة شرعية، وأود الإشارة إلى أن المحامين بذلوا كل ما يستطيعون للدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين.
    * هناك من يقول إن فريق الدفاع حاول تسييس القضية لأنه لم يتوفر لديه السند القانوني الكافي للدفاع عن الرئيس الراحل؟
    - هذا الكلام غير صحيح لأن القضية بالأساس سياسية وليس لها أي بعد قانوني ولو اتبع الجانب القانوني لما تم الإعدام، لأن هناك حكم إعدام بحق 148 شخصا صادر عن المحكمة القضائية وصادق على الحكم رئيس أعلى سلطة قضائية ثم قام الرئيس بالتصديق على هذه الأحكام، وبالتالي ليس لها أي بعد قانوني لأنه ثبت عدم وجود قضية وكان يتوجب عدم النظر فيها لوجود حكم قضائي، وما استنكار الناس للحكم المخالف للأعراف والمواثيق الدولية إلا دليل على وجود محكمة غير عادلة فقدت الحيادية، كما أن رئيس المحكمة كان أحد شروط تعيينه أن يكون كارهاً لحزب البعث فكيف سيكون حكما وخصما في نفس الوقت، أضف إلى ذلك أن بوش صادق في ولاية تكساس الأمريكية على 153 حكم إعدام، ما معنى أن يصادق بوش على 153 حكم إعدام بينما يحظر على الرئيس صدام الذي ثبت تعرضه للاغتيال بتقارير وشهود أن يقوم بذلك.
    * ما تفسيرك للحساسية التي تمت بين فريق الدفاع من جهة وفريق الادعاء العام والقاضي رؤوف رشيد من جهة أخرى؟
    - الحساسية بين الطرفين تعود لكون المحكمة غير شرعية، كما أن المحكمة كان يديرها المدعي العام وكانت المخابرات الأمريكية تحدد متى تكون المحكمة سرية أو علنية ولم تكن تبث بشكل مباشر، وبالتالي لم تكن هناك حساسية بقدر ما كان هناك هيمنة من قبل الادعاء العام على المحكمة وعلى هيئة القضاء أيضاً.
    * ما الفرق بين القاضي رؤوف رشيد والقاضي رزكار محمد أمين؟
    - رؤوف رشيد لا يصلح أن يكون قاضياً والقوات الأمريكية هي التي كانت تدير المحكمة بدليل أن المخابرات الأمريكية وأعضاء السفارة كانوا يتابعون الجلسات، كما أن القاضي رؤوف تم تفتيشه وهو رئيس محكمة من قبل القوات الأمريكية وبالتالي لا استقلالية لوجوده، أضف إلى ذلك أن رؤوف كان محكوما عليه بمؤبد مرتين لكن الرئيس صدام عفا عنه، وكان في الأصل رئيس لجنة التعويضات في منطقة الأنفال، أما رئيس المحكمة السابق رزكار فيسجل له انسحابه عندما شعر بالضغوط عليه وكان الرئيس صدام ممتنا له على ذلك.
    * ما هي مآخذكم على المدعي العام؟
    - لم يكن محايدا أبدا، ويجب أن يحال إلى نقابة المحامين لمحاكمته لأنه خرق القانون والأعراف، وبالتالي لا يمكن أن يمثل الوجه الحقيقي للقضاء العراقي، وأعتقد أن ما جرى هو وصمة عار في تاريخ القضاء العراقي.
    * ما هي أبرز الضغوط التي واجهت فريق الدفاع خلال رحلة الدفاع عن الرئيس صدام حسين؟
    - كنا نذهب إلى المطار ولا نستطيع السفر بسبب الإجراءات الأمنية، ثم نتعرض في المطار أيضاً إلى ضغوط وقنص، وتم حصارنا في الأماكن التي نقيم بها من قبل القوات الأمريكية ولم نستطع التحرك أو الدخول على الرئيس صدام إلا بموافقتهم، لكن بالنسبة لي لم يعرض عليّ أي رشاوى، بالعكس فإن وجودي أزعجهم كنقيب للمحامين الأردنيين وأصبح صدام بيني وبين رئيس المحكمة في الجلسة الأولى وتم اتخاذ قرار بعدم مشاركتي في حضور الجلسات.
    * كم مرة التقيت بالرئيس الراحل؟ وما هي الموضوعات التي تحدثتم بها؟
    - التقينا أكثر من خمسة لقاءات، وكان الرئيس يتحدث في أمور الأمة والمقاومة ونبض الشارع العراقي وما يجري على الساحة العربية والإسلامية، لكنه ترفع عن تناول الجوانب الشخصية في حياته لأنه كان يملك عزيمة، كما كان يكتب الشعر والرواية ويقرأ القرآن، ومنعت عنه جميع وسائل الإعلام حتى الرسائل التي كان يرسلها الصليب الأحمر تظل فترة طويلة حتى تصله، وكان متأكداً من صدور حكم الإعدام ضده.
    * هل تتذكر شيئاً من أشعار الرئيس؟
    - لا لأني لا أحفظ الشعر.
    * هل أخذتم أغراضه الشخصية بعد وفاته؟
    - كنا موعودين باستلامها لكن للأسف وضعت القوات الأمريكية يدها عليها حتى كتاب الله مزقوه.
    * ما مدى صحة الحفرة التي اعتقلوا فيها الرئيس؟
    - الحفرة ليس هي الأساس الذي تم بموجبه الاعتقال، لأن الرئيس الراحل كان يقود المقاومة ويتنقل بين البيوت فداهموه في أحد البيوت في بغداد، وبالتالي الصورة التي ظهر بها قديمة جدا ولا تمثل الحقيقة.
    * بما أن الحفرة كانت مسألة وهمية، من وشى به؟
    - لا أملك أي معلومات حول ذلك.
    * كيف كانت معنويات الرئيس خلال فترة اعتقاله؟
    - معنوياته وإرادته وإيمانه بالله كان قويا جدا، وكان يشد من عزيمتنا لأن أحد المحامين السودانيين بكى عندما رآه، ولم يتحدث بأمور شخصية حتى عندما طلبت منه أن تزوره رغد ( ابنته ) رفض خوفاً من أن يتحرش بها الجنود الأمريكيون.
    * هل كان لديه أي وصية قبل وفاته؟
    - المعلومات التي لدي بأنه لم يوصِ بأحد وإنما كان همه الأمة، وقال حرفياً : ( لقد قدمت لأمتي الكثير الكثير فليعذرني شعبي وأمتي إذا قصرت بحقهم ) ، وعندما قلت له ما رأيك بالزعماء العرب قال: ( الزعماء العرب كالأم عندما تكبر هل يملك ابنها إلا مناداتها بالصفات الجميلة والمحببة إلى القلب والعقل ).
    * هل انتابك الخوف على حياتك؟
    - أنا قلت من اليوم الأول الأعمار بيد الله وهذا واجب على كل محام عربي أن ينتصر لقضاياه في ظل الغطرسة الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية، وأعتبر ذلك واجبا دينيا ووطنيا وإسلاميا، وأعتقد أننا استطعنا أن نصل إلى قلوب الناس بفضل ما قدمناه.


  8. #48
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الرابــعة :

    عضو هيئة الدفاع عن صدام.. المحامي التونسي أحمد الصديق لــ ( الجزيرة ) :
    غرض المحكمة التشفي والانتقام وإنهاء خصم سياسي للاحتلال


    * عمان - عبد الكريم العفنان :

    أبرز الضغوط التي واجهناها انعدام الأمن والبحث عن الأدلة والتعرف على هوية الشهود أوضح المحامي التونسي الدكتور أحمد الصديق عضو هيئة الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين أن فريق هيئة الدفاع واجه ضغوطا سياسية وأمنية داخل وخارج المحكمة عرقلت عمله وقال في حديث لـ (الجزيرة) : وجدنا صعوبات في الاستماع والتعرف على هوية الشهود حتى نعرف إذا كانوا محل طعن أم لا، ولم نتمكن من الانتقال إلى المحكمة أو دخولها والتعاطي مع كتابتها... وهذا كله كان مستحيل لأن الوصول إلى مقر المحكمة كان مخاطرة أقلها المغامرة بالحياة..كما أشار الصديق إلى الأثر السلبي الذي عكسته تصريحات السياسيين العراقيين على أجواء المحاكمة لاسيما تصريحات رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم ورئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري ورأى أن حكم الإعدام بحق صدام حسين هو قرار سياسي ويصنف قانونيا على أنه اغتيال..
    وفيما يلي نص الحوار:
    * كثيراً ما شككتم في شرعية المحكمة الجنائية العراقية العليا.. ما الحجج والأدلة على عدم شرعيتها طالما أن كادرها عراقي صرف؟
    - الطابع السياسي للمحاكمة لا يتوقف على هوية وآلية اختيار كادرها لكن إنشاء المحكمة هو غير شرعي, وعندما لا يكون المنبت شرعيا يعني أن السبب وراء إحداثها لا علاقة له بالواقع. عادة تنشأ المحاكم لإقامة العدل وإنصاف الضحايا والقصاص من المجرمين أو لفضّ النزاعات التي يمكن أن تنشأ بين الفرقاء في أي مجتمع بشري منظم. والطرف الوحيد المخول لإقامة هذه المحاكم ووضع أنظمتها وآلية اختيار قضاتها هو ( المشرّع ) أي الطرف المخوّل حسب النظام الدستوري للدولة أن ينشئ هذه المحاكم. وما يثير التساؤل هو: هل أنشئت المحكمة الجنائية العراقية العليا التي حُدّدت لها مهمة وحيدة وهي محاكمة ما يسمى برموز النظام السابق في العراق لإقامة العدل؟ بالتأكيد لا لعدة أسباب: أبرزها أن هذه المحكمة أنشئت بقرار من المحتل الأمريكي بتاريخ 14-12- 2004 بنص صادر عن سلطة الاحتلال بزعامة ( بول بريمر ) وهنا أسأل: ما علاقة بول بريمر بإنشاء المحاكم في العراق؟.. اتفاقية جنيف خولت للسلطة المحتلة أن تقيم محاكمات في إطار محدود جداً يتحدد بثلاثة عناصر: أولاً: أن يكون إنشاء تلك المحاكم ضرورة قصوى لحفظ النظام. ثانياً: أن تنشأ تلك المحاكم من أجل محاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم في النزاع المسلح الذي أدى إلى وقوع الإقليم تحت الاحتلال. ثالثاً : أن تكون القوة المحتلَّة مضطرّة لإنشاء تلك المحكمة حتى تقاضي جنودها إذا ارتكبوا جرائم.
    غير هذه الحالات الثلاثة فإن القوة المحتلة غير مخولة قانونياً لإنشاء المحاكم في أي اتفاقات دولية وللتذكير فإن بريمر حل كيان الدولة العراقية بأمر من ثلاث صفحات وهو ما تسبب في تفكيك بنى الدولة العراقية بدءً من حل الجيش وعزل آلاف القضاة والتحريف والتفجير والنهب الذي وقع تحت عيون الاحتلال فأصبح العراق إقليم بلا أجهزة بلا دولة.. ومن ضمن هذه الإجراءات الجهاز القضائي العراقي ثم يأتي ( بريمر ) ليقيم على أنقاضه محكمتين الأولى: المحكمة الجنائية المركزية والثانية : المحكمة الجنائية العراقية العليا.
    وقد جوبه تشكيل المحكمة الجنائية العليا بالاستنكار والتنديد من المنظمات الدولية ذات الصلة لأنه كان هناك شك كبير حول شرعية هذه المحكمة من حيث السلطة التي أنشأتها وكان لا بد من تدارك هذا الأمر من خلال العملية السياسية في العراق التي رأس جوقتها ( بريمر ) انتهت إلى مجلس وطني عراقي أصدر القانون رقم (10) لعام 2005 على أنه قانون صادر من سلطة عراقية شرعية وحرة!... إذاً كل النصوص التي شرّعت المحكمة أو أنشأتها أو وضعت نظامها القانوني هي نصوص باطلة أساساً. وحتى هذا القانون اللاشرعي الذي وضعوه لم يحترموه... نحن لم نعترف بشرعية المحكمة وحضرنا جلسات المحكمة لنبين للعالم أن المحكمة غير شرعية ولكننا فوجئنا بخروقات لا توصف من طرد للمحامين وتهديد للشهود وحجب الوثائق ومنع المتهمين من التحدث إلى محاميهم وضرب للمتهمين أمام أعين القضاة كما حصل مع الراحل ( برزان إبراهيم الحسن ) وكل ما كان مطلوبا من هذه المحكمة أن تكون غطاءاً مسرحياً لقرار اتخذ سلفاً بتشويه صورة النظام العراقي من خلال سماع الشهادات التي تشبه العروض المسرحية التي لم يتوفر فيها الشروط القانونية في الأنفال والدجيل، والغرض الثاني من المحكمة اتخاذ قرار بإنهاء المتهمين جسدياً وقتلهم لأنه لا يمكن لنا أن نسمي قرار الإعدام الصادر بالحكم. هذه هي المحكمة الجنائية العراقية وهذه هي الحالات التي وقعت والتي ستقع مستقبلاً ولا علاقة لها بالقانون وغرضها الوحيد الانتقام والتشفي وإنهاء خصم سياسي للاحتلال وقد تكفل عملاء الاحتلال في العراق بإنجاز هذه المهمة.

    * أبرز الضغوط التي واجهتموها خلال مسيرة الدفاع؟
    - أبرز العقبات انعدام الأمن في العراق... والبحث عن الأدلة أو محاورة موكلينا لنعرف أين تقع الحقيقة. وجدنا صعوبات في الاستماع والتعرف على هوية الشهود حتى نعرف إذا كانوا محل طعن أم لا، ولم نتمكن من الانتقال إلى المحكمة أو دخولها والتعاطي مع كتابتها... وهذا كله كان مستحيل لأن الوصول إلى مقر المحكمة كان مخاطرة أقلها المغامرة بالحياة.. ولقد خسرنا في فريق الدفاع خمسة آخرهم كان الزميل خميس العبيدي؛ فقط لأن وجوههم ظهرت بالتلفزة وقبلوا بالدفاع عن المتهمين.. كان الدفاع عرضة للقتل وعلقت بوسترات كبيرة في مدينة الثورة وفي النجف تبرز عليها صورنا وأسماؤنا محامون عراقيون وعرب وأجانب وعليها عنوان عريض اقتلوا هؤلاء المجرمين؟.
    كان هناك انعدام لأي فرصة يمارس الدفاع من خلالها دوره الحقيقي. وبعد تدخلات كثيرة وفر الأمريكان لنا حماية حيث كانوا يأخذوننا من مدرج المطار إلى المحكمة ويتبجحون أمام المنظمات الدولية بأنهم يبذلون عشرة آلاف دولار في كل مرة نأتي فيها إلى المحكمة.
    كذلك كان الادعاء العام يعرض علينا من الوثائق ما يشاء ويخفي ما يشاء.. والمفروض عندما يكون هناك خلاف مع الادعاء العام بحكم تقابل المهام والوظائف فإن القاضي هو الذي يفصل لكن ما شهده العالم من وقائع المحكمة يثبت العكس.. بداية عندما كان القاضي هادئاً ومنصفاً وغير متعجل أُقيل وعينوا بدلاً عنه قاضيا أشبه بجلاد وجزار يصرخ ويسب ويشتم، تتوفر فيه كل الصفات إلا صفة (القاضي) ، إذاً أي دور يمكن أن يقوم به الدفاع عندما يكون الحَكَم هو الخصم... هذا القاضي ( رؤوف رشيد عبد الرحمن ) صرح قبل شهر ونصف من توليه المحكمة في برنامج على القناة الثانية الفرنسية شاهده الملايين يقول بالحرف ( نحن لا نحاكم شخصاً أو زعيماً أو رئيساً نحن نحاكم فكراً ونهجاً وعقيدة ) .
    إذاً لهذا القاضي موقف مسبق من نهج صدام حسين وفكره وعقيدته وبرأيي فإن هذا القاضي أتى ليحاكم تاريخ العراق ممثلاً في شخص الرئيس الراحل صدام حسين ... وحين تعرض برزان الحسن للضرب أمامه أنكر وطرد المحامية بشرى الخليل وصالح العرموطي ولهذا السبب انسحبنا من المحكمة.

    * البعض اتهمكم أنكم تحاولون تسييس الأدلة لعدم توفر الأدلة لديكم ؟
    - هذا الاعتقاد لا معنى له ونذكّر الجميع بأن صدام حسين ليس صاحب ( بسطة ) هذا رئيس العراق أي أن صفته السياسية تعطي مسحة سياسية لهذه المحاكمة وقد حرصنا في هيئة الدفاع أن ننأى بدفاعنا ودفوعنا ولوائحنا عن كل ما هو سياسي... لكن التصريحات الكثيرة والمتلاحقة بدءاً من رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم مروراً بالدكتور الجعفري وليث كبة وصولاً إلى أصغر مسؤول سياسي أو حزبي في العراق هي التي سيّست المحاكمة.عندما نقول إن حياتنا مهددة ولا يمكننا الوصول إلى محاكمة نتيجة للفوضى والقتل اليومي يقول القاضي رؤوف رشيد أنتم تهينون الشعب العراقي؟. برأيي هذه مهزلة.. بالعكس حتى مداخلات الرئيس صدام حسين قانونية عدا تدخل واحد سياسي وأعتقد كان ذلك التدخل من حقه عندما وجه نداء للشعب العراقي بعد تفجيرات مراقد الأئمة في سامرّاء حتى لا ينغمس العراقيون في الفتنة... نحن وموكلونا كنا أكثر الناس تمسكاً بالقانون وهم كانوا أكثر الناس بعداً عن القانون.

    * ما طبيعة الحديث الذي كان يدور بينكم وبين الرئيس الراحل؟
    - دعني أبدأ بالحديث عن جانب ربما لا يعرفه الآخرون عن الرئيس الراحل.. كان الراحل يتعامل مع المسألة بهدوء بالغ وثقة بالنفس وإيمان شديد ولديه يقين أن هذه المحاكمة كان مفترضاً أن تنصب للخونة الذين باعوا العراق وحولوه إلى مسرح للاقتتال والتشفي والانتقام ولم يكن مهموماً بنفسه على الإطلاق وكان همه وانشغاله الحال التي وصل إليها العراق بعد أن أصبح القتل على الهوية، وكان متواضعاً جداً في تعامله معنا ومستمعا جيدا ومطيلا للنقاش بشكل هادئ كريم النفس ولديه ثقافة قانونية أبهرنا بها.

    * آخر مرة التقيت بها الرئيس الراحل؟
    - في الـ 26-12-2006 قابلنا الرئيس ودام اللقاء حوالي ثلاث ساعات ونصف.. وكان هادئاً مكثراً للنكات واستمع إلينا حوالي ساعة ونصف في عرض قانوني عن آخر التطورات وقد كنا بصدد انتظار صدور قرار الهيئة التمييزية والرئيس في ذلك اللقاء لم يكن متفائلاً أو متشائماً وقال سلمت أمري إلى الله وهؤلاء حتى وإن اخذوا قراراً بنقض الحكم الذي صدر عن القاضي رؤوف فإن هذا القرار سياسي وإذا أيدوا القرار يبقى الأمر سياسياً... يعني أن العامل الذي يتحكم في قرار المحكمة لا علاقة له بالعدل والقانون بل سياسي بامتياز .

    * هل ألمحتم للراحل من خلال أحاديثكم معه إلى تدخل دول إقليمية في الشؤون العراقية؟
    - كان على دراية بالتدخل الإيراني لاسيما أنه في الفترة الأخيرة يسمع محطات الراديو ويقرأ بعض الصحف بشكل متأخر نسبياً ويطلع من خلالها على العصابات والمليشيات التي تحمل بصمة إيرانية.

    * كيف تصف لنا شعوركم عند اللقاء بالرئيس الراحل؟
    - في كل لقاء مع الرئيس يكون الموقف كبيرا هذا صدام حسين وبغض النظر عن موقفنا من سياسته وتاريخه كان له مكانة خاصة في نفوسنا كان مستمعا جيدا خلافا لما يقولون ودائماً كان يتحلى بالهدوء.وبعض الأحيان يحتد النقاش بيننا في فريق الدفاع أمامه ويحاول كل طرف منا أن تسير الأمور وفق رغبته، فيتدخل الراحل ويقول: لا يجب أن تتعبوا من الجدل والنقاش لأنه لا يمكننا الوصول إلى القرار الصائب إلا من خلال النقاش, ولم نلاحظ عليه مسحة حزن إلا بلقاء 17-7 إثر تفجير المرقدين وكان عنده خوف كبير من اشتعال حريق لا يستطيع أحد إطفاؤه ولهذا السبب أصر في المحكمة أن يوجه خطاب للشعب العراقي.

    * هل حدثكم الراحل عن كيفية تلقيه خبر مقتل أولاده؟
    - حدثنا الراحل أنه كان في مكان ناءٍ لا وجود فيه لراديو أو تلفزيون خلال فترة الاختفاء وجاء إليه شيخ العشيرة الذي يعرف بمكان تواجده وقال له لدي خبر مهم فأجاب الراحل ما هو الخبر؟ فقال : (عدي قتل) فأجابه : (عفية) ، ثم قال: (قصي قتل) فقال له بالعامية العراقية: (هم عفية) ، وأضاف : ( ومصطفى قتل) حينها قال الراحل: الحمد لله أن أعطى الله صدام حسين ذرية يقاتلون ولا يستسلمون وأولادي ليسوا بأفضل من آلاف العراقيين الذين يستشهدون دفاعاً عن العراق.

    * البعض يقول إن الرئيس كان ميالاً لسماع الطرائف السياسية ؟
    - كان يحب أن يسمع النكات السياسية لاسيما عن المتخاذلين في جو من المزاح لا التشفي وكان يفرح كثيراً حين يسمع أن معارضيه وبعض المُلاحَقين في عهده يقفون ضد الاحتلال.


  9. #49
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    ها انا اقدّم نفسي فداء.. ولا تحقدوا ولا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا
    صدام في وصيته الاخيرة مخاطبا الشعب العراقي
    20/10/2007

    القدس العربي :حصلت القدس العربي علي نسخة من وصية كتبها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وسلمت مع مقتنيات اخري الي ابنة الرئيس العراقي الكبري رغد صدام وفق مصدر مخول من عشيرة الرئيس الراحل.وتناولت الوصية التي كتبت بتاريخ 26 كانون الاول (ديسمبر) اي قبل ثلاثة ايام من اعدامة والتي خاطب بها الشـــعب العـــراقي دعوته للشعب بعدم حمل الاحقاد والضغائن ومعرفة العدو الحقيقي الذي اضر بالشعب العراقي مذكرا اياه (الشــعب) قائلا
    وعلي هذا الاساس كنتم ترفلون بالعز والامن في الوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، بلون العراق العظيم الواحد.. اخوة متحابين، ان في خنادق القتال او في سفوح البناء.. وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد، وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم بالفرقة
    وفيما ياتي النص الكامل للوصية



    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لناصدق الله العظيم
    ايها الشعب العراقي العظيم.. ايها النشامي في قواتنا المسلحة المجاهدة.. ايتها العراقيات الماجدات.. يا ابناء امتنا المجيدة.. ايها الشجعان المؤمنون، في المقاومة الباسلة.كنتُ كما تعرفوني في الايام السالفات، واراد الله سبحانه ان اكون مرّة اخري في ساحة الجهاد والنضال علي لون وروح ما كنا به قبل الثورة مع محنة اشد واقسي.ايها الاحبة ان هذا الحال القاسي الذي نحن جميعاً فيه وابتُلي به العراق العظيم، درس جديد وبلوي جديدة ليعرف به الناس كلٌ علي وصف مسعاه فيصير له عنواناً امام الله وامام الناس في الحاضر وعندما يغدو الحال الذي نحن فيه تاريخاً مجيداً، وهو قبل غيره اساس ما يُبني النجاح عليه لمراحل تاريخية قادمة، والموقف فيه وليس غيره الامين الاصيل حيثما يصحُ، وغيره زائفاً حيثما كان نقيض... وكل عمل ومسعي فيه وفي غيره، لا يضيّع المرء الله وسط ضميره وبين عيونه معيوب وزائف، وان استقوي التافهون بالاجنبي علي ابناء جلدتهم تافه وحقير مثل اهله، وليس يصح في نتيجة ما هو في بلادنا الا الصحيح، امّا الزبدُ فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض، صدق الله العظيم.ايها الشعب العظيم.. ايها الناس في امتنا والانسانية.. لقد عرف كثير منكم صاحب هذا الخطاب في الصدق والنزاهة ونظافة اليد والحرص علي الشعب والحكمة والرؤية والعدالة والحزم في معالجة الامور، والحرص علي اموال الناس واموال الدولة، وان يعيش كل شيء في ضميره وعقله وان يتوجّع قلبه ولا يهدأ له بال حتي يرفع من شان الفقراء ويلبي حاجة المعوزين وان يتسع قلبه لكل شعبه وامته وان يكون مؤمناً اميناً.. من غير ان يفرّق بين ابناء شعبه الا بصدق الجهد المبذول والكفاءة الوطنية.. وها اقول اليوم باسمكم ومن اجل عيونكم وعيون امتنا وعيون المنصفين اهل الحق حيث رفت رايته.ايها العراقيون.. يا شعبنا واهلنا، واهل كل شريف ماجد وماجدة في امتنا... لقد عرفتم اخوكم وقائدكم مثلما عرفه اُهيله، لم يحن هامته للعُتاة الظالمين، وبقي سيفاً وعلما علي ما يحبُ الخُلّص ويغيظ الظالمين.اليس هكذا تريدون موقف اخوكم وابنكم وقائدكم..؟! بلي هكذا.. يجب ان يكون صدام حسين وعلي هكذا وصف ينبغي ان تكون مواقفه، ولو لم تكن مواقفه علي هذا الوصف لا سمح الله، لرفضته نفسه وعلي هذا ينبغي ان تكون مواقف من يتولّي قيادتكم ومن يكون علماً في الامة، ومثلها بعد الله العزيز القدير.. ها انا اقدّم نفسي فداء فاذا اراد الرحمن هذا صعد بها الي حيث يامر سبحانه مع الصدّيقين والشهداء. وان اجّل قراره علي وفق ما يري فهو الرحمن الرحيم وهو الذي انشانا ونحن اليه راجعون، فصبراً جميلاً وبه المستعان علي القوم الظالمين.ايها الاخوة.. ايها الشعب العظيم.. ادعوكم ان تحافظوا علي المعاني التي جعلتكم تحملون الايمان بجدارة وان تكونوا القنديل المشع في الحضارة، وان تكون ارضكم مهد ابي الانبياء، ابراهيم الخليل وانبياء آخرين، علي المعاني التي جعلتكم تحملون معاني صفة العظمة بصورة موثقة ورسمية، فداء للوطن والشعب بل رهن كل حياته وحياة عائلته صغاراً وكباراً منذ خط البداية للامة والشعب العظيم الوفي الكريم واستمر عليها ولم ينثن.. ورغم كل الصعوبات والعواصف التي مرت بنا وبالعراق قبل الثورة وبعد الثورة لم يشأ الله سبحانه ان يُميت صدام حسين، فاذا ارادها في هذه المرة فهي زرعه.. وهو الذي انشاها وحماها حتي الآن.. وبذلك يعزّ باستشهادها نفسُ مؤمنة اذ ذهبت علي هذا الدرب بنفس راضية مطمئنة من هو اصغر عمراً من صدام حسين. فان ارادها شهيدة فاننا نحمده ونشكره قبلاً وبعداً.. فصبراً جميلاً، وبه نستعين علي القوم الظالمين.. في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم.. ومنها ان تتذكروا ان الله يسر لكم الوان خصوصياتكم لتكونوا فيها نموذجاً يُحتذي بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الاخوي فيما بينكم.. والبناء الشامخ العظيم في ظل اتاحه الرحمن من قدرة وامكانات، ولم يشأ ان يجعل سبحانه هذه الالوان عبثاً عليكم، وارادها اختباراً لصقل النفوس لصار من هو من بين صفوفكم ومن هو من حلف الاطلسي ومن هم من الفرس الحاقدين بفعل حكامهم الذين ورثوا ارث كسري بديلاً للشيطان، فوسوس في صدور من طاوعه علي ابناء جلدته او علي جاره او سدّل لاطماع واحقاد الصهيونية ان تحرّك ممثلها في البيت الابيض الامريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الانسانية والايمان في شيء.. وعلي اساس معاني الايمان والمحبّة والسلام الذي يعزّ ما هو عزيز وليس الضغينة بنيتم واعليتم البناء من غير تناحر وضغينة وعلي هذا الاساس كنتم ترفلون بالعز والامن في الوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، وبخاصة بعد ثورتكم الغراء ثورة تموز المجيدة عام 1968، وانتصرتم، وانتم تحملونها بلون العراق العظيم الواحد.. اخوة متحابين، ان في خنادق القتال او في سفوح البناء.. وقد وجد اعداء بلدكم من غُزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفاة وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدوكم.. فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد، وفي ظنهم خسئوا، ان ينالوا منكم بالفرقة مع الاصلاء في شعبنا بما يضعف الهمّة ويوغر صدور ابناء الوطن الواحد علي بعضهم بدل ان توغر صدورهم، علي اعدائه الحقيقيين بما يستنفر الهمم باتجاه واحد وان تلوّنت بيارقها وتحت راية الله اكبر، الراية العظيمة للشعب والوطن... ايّها الاخوة ايها المجاهدون والمناضلون الي هذا ادعوكم الآن وادعوكم الي عدم الحقد، ذلك لان الحقد لا يترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل، ولانه يعمي البصر والبصيرة، ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الاصح وتجنّب المنحرف ويسدّ امامه رؤية المتغيرات في ذهن من يتصور عدواً، بما في ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود عن انحرافها الي الطريق الصحيح، طريق الشعب الاصيل والامة المجيدة.. وكذلك ادعوكم ايها الاخوة والاخوات يا ابنائي وابناء العراق.. وايها الرفاق المجاهدون.. ادعوكم.. ان لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا، وفرّقوا بين اهل القرار والشعوب، واكرهوا العمل فحسب، بل وحتي الذي يستحق عمله ان تحاربوه وتجالدوه لا تكرهونه كانسان.. وشخوص فاعلي الشر، بل اكرهوا فعل الشر بذاته وادفعوا شرّه باستحقاقه.. ومن يرعوي ويُصلح ان في داخل العراق او خارجه فاعفوا عنه، وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل، لان الله عفو ويحب من يعفو عن اقتدار، وان الحزم واجب حيثما اقتضاه الحال، وانه لكي يُقبل من الشعب والامة ينبغي ان يكون علي اساس القانون وان يكون عادلاً ومنصفاً وليس عدوانياً علي اساس ضغائن او اطماع غير مشروعة.. واعلموا ايها الاخوة ان بين شعوب الدول المعتدية اناسا يؤيدون نضالكم ضد الغزاة، وبعضهم قد تطوع محامياً للدفاع عن المعتقلين ومنهم صدام حسين، وآخرون كشفوا فضائح الغزاة او شجبوها، وبعضهم كان يبكي بحرقة وصدق نبيل، وهو يفارقنا عندما ينتهي واجبه.. الي هذا ادعوكم شعباً واحداً اميناً ودوداً لنفسه وامته والانسانية.. صادقاً مع غيره ومع نفسه
    صدّام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة
    الثلاثاء 6 ذو الحجة 1427/26 كانون الاول -ديسمبر


  10. #50
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    العراق والانتصار السريع
    التاريخ: 18-3-1429 هـ
    الموضوع: [05] الأزمــة الـعــراقـيــة
    اليا كارمنيك

    في 20 مارس 2003 شنت القوات الأميركية عملية حرية العراق بدعم الحلفاء. وكان الهجوم هو نموذج الحرب الخاطفة الكاسحة.حيث تم الاستيلاء على بغداد في 9 ابريل وانتهت المرحلة العسكرية من العملية بالاستيلاء على مدينة تكريت موضع رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 15 ابريل.لكن الحرب لم تنته عند ذلك.بل انه وكما اظهرت الاحداث التالية فان تسريح القوات المسلحة العراقية والاطاحة بالنظام كانت مجرد البداية لصراع طويل.


    تعد مقولة صن تزو-"عندما تدخل معركة اسع الى انتصار سريع"-هي افضل نصيحة للقوات الأميركية في العراق غير ان هذا الانتصار تاخر كثيرا.
    يمكن تقييم الاحداث في العراق من زوايا مختلفة.فعلى الصعيد التكتيكي تغوص واشنطن في مستنقع حرب عصابات ممتدة والتي كبدت التحالف حتى الآن اكثر من 4 آلاف قتيل (في البيانات الرسمية) وفي تقديرات مختلفة من الف الى 3 الاف قتيل من العاملين في شركات عسكرية خاصة او المرتزقة بشكل واضح.
    كما انه من الصعب ايضا تقييم الضحايا المدنيين العراقيين.فاقل التقديرات تقترب من 90 الفأ وان كان من 200 الف الى 220 الفا هو رقم اكثر واقعية(وهو ما يمثل نحو 0.8% من اجمالي عدد سكان العراق البالغ 26 مليون نسمة في 2006.)
    تستحق الناحية المالية للحرب اشارة خاصة.يعتقد جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل وكبير الاقتصاديين في البنك الدولي سابقا بشكل عام ان الولايات ستكون قد انفقت 3 تريليونات دولار على هذه الحرب؛ وسوف يخسر العالم نفس المبلغ.غير ان خسائر البعض تعني مكاسب لغيرهم،حيث في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الأميركية اموالا على الحرب،فان بعض الشركات تحقق ارباحا من هذه الاموال كما هو الحال بالنسبة لارتفاع اسعار النفط.
    نهاية هذا الصراع لا تلوح في الافق.حيث يتم شن حرب الغام مكثفة في شوارع العراق.ولا تمر قافلة حلفاء واحدة دون انفجار.واصبحت الالغام الارضية مشكلة كبيرة لدرجة ان القوات الجوية الأميركية تستخدم قاذفاتها الاستراتيجية بي-1بي في كسح الالغام النائية.وتتدفق الاسلحة والذخيرة بحرية عبر حدود العراق الطويلة والصعب السيطرة عليها،في الوقت يزيد فيه الاحتلال المستمر مقومات التعبئة لحركة المقاومة.
    حققت الولايات المتحدة بعض اهدافها-الاطاحة بنظام صدام حسين وسيطرة الشركات الأميركية على المستودعات النفطية.ومرة اخرى فان ارتفاع اسعار النفط تحقق لها ارباحا ضخمة،ويزكيها بشكل كبير عدم الاستقرار الاقليمي.
    ولفهم النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب التي مضى عليها 5 سنوات علينا ان نستحضر للذاكرة ما هي الاهداف التي كانت منشودة من ورائها من قبل اولئك الذين شنوها(بغض النظر عن تقديم الديمقراطية والبحث عن اسلحة الدمار الشامل).وفي هذا الصدد فان ذلك سيكون عمل تخميني جراء نقص المعلومات.
    ثمة اسباب للافتراض ان الولايات المتحدة كانت تريد بسط سيطرة سياسية وعسكرية على المنطقة،الامر الذي من شأنه ان يسمح لها بالقيام باي عملية هناك. ويمكن ان تكون سوريا او ايران الهدف الاكثر احتمالا.ولا يتضح في اي وضع يمكن للواشنطن ان تستخدم القوة ضد ذلك البلدين،غير انها حققت حاليا تحصينات ملائمة كبيرة بجوار البلدين. فمع الاخذ في الاعتبار لقواعد القوات الجوية الأميركية في المنطقة والانتقال الحر للمجموعات الهجومية المتمركزة على حاملات الطائرات الأميركية في منطقة الخليج والبحر المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب كما سوف يسمح المسرح العراقي للولايات المتحدة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في فترة زمنية محدودة.
    من الصعب توقع ماذا سيكون عليه مستقبل العراق،غير انه من الممكن رصد عدد من السيناريوهات المحتملة.من غير المحتمل في الغالب ان تحاول واشنطن تحقيق مصالحة عسيرة عن طريق قمع حركة المقاومة.أولا،ان عناصر المقاومة لا يمكن هزيمتها إلا عن طريق ساسة وعسكريين يكون لديهم ارادة كافية(ان لم تكن شدة) لهذا الغرض.وهناك قليل جدا من هؤلاء باقين في البلدان والذين يصنفون في العادة على انهم "أعداء الديمقراطية."ثانيا،ان الولايات المتحدة لا تريد بشكل واضح احلال الاستقرار في العراق وسوف تحتفظ بصراع مستدام فيه.
    من المحتمل بشكل كبير القيام بالحرب بايدي عراقية،على غرار ما فعلت في فيتنام الجنوبية.حيث بغية التقليل من خسائرها والتخفيف على قواتها لصالح مهام اكثر اهمية،فانها يمكن ان تنقل التبعة الرئيسية للحرب الى القوات العراقية التي تم تشكيلها مؤخرا.
    في السبعينات ادت الحرب بيد الفيتنامين الى سقوط سريع لسايجون وانتصار هانوي.وبالاخذ بعين الاعتبار لحرب اهلية قائمة في الواقع في العراق،فان ذلك يمكن ان يدفع فقط الى مزيد من الفوضى ويسفر ضم كلي او جزئي من قبل ايران. والولايات المتحدة على وعي بهذا الخطر غير ان عدم شعبية الحرب يمكن ان تفرض على الرئيس المقبل او خليفته سحب القوات من العراق.
    بغية تجنب هذه العواقب،يمكن ان تقرر واشنطن ان تتبع السيناريو الثالث وهو شن حرب على ايران.ومن غير المحتمل ان يكون احتلال ايران هو الهدف،بل لان ذلك يمكن ان يضعف حرب العصابات في العراق وتصبح غير ذات اهمية مقارنة بما يمكن ان يحدث في ايران.مع ذلك فانه اذا دمرت واشنطن أو الحقت اضرارا بالغة بالقوات المسلحة الايرانية والبنية التحتية والصناعة في هجوم جوي مكثف،فان ذلك يمكن ان يجعل ادعاءات ايران بالزعامة الاقليمية غير واقعية لفترة طويلة قادمة من الزمن.
    من غير الممكن توقع المدى الذي يمكن ان تستغرقه حرب العراق،غير انه من الواضح حتى الان انه لا توجد أي دواعي للامل بان الاطاحة بصدام حسين سوف تجعل المنطقة أكثر امنا.حيث لم يعزز انهيار عالم القطبية الثنائية في مطلع التسعينات الامن العالمي.

    اليا كارمنيك
    معلق عسكري في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص بـ(الوطن).





    أتى هذا المقال من ICAWS
    http://www.icaws.org/site

    عنوان الرابط لهذا المقال هو:
    http://www.icaws.org/site/modules.ph...icle&sid=12141


  11. #51
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سنة الغزو السادسة: انقلاب السحر علي الساحر - صبحي حديدي
    2008-03-21 القدس العربي


    السويدي هانس بليكس، الرئيس السابق (والأخير، كما يتوجّب القول) للجنة الأمم المتحدة التي كُلّفت بمراقبة وتدقيق وتفتيش الأسلحة العراقية قبيل الغزو الأمريكي للبلد واحتلاله، في مثل هذه الأيام من العام 2003، لا يفوّت سانحة تخصّ هذا الغزو دون الغمز من قناة البيت الأبيض، وأحياناً هجاء الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه. وبالأمس، في الذكري الخامسة، نشر الرجل تعليقاً وجيزاً في صحيفة الـ غارديان البريطانية، كان عنوانه بمثابة اختصار بليغ لما يظنّ الرجل أنه بدء ومآل ذلك الغزو: حرب الحماقة المطلقة !
    وهو يبدأ بالقول إنّ غزو العراق كان مأساة، للعراق، وللولايات المتحدة، وللعالم، وللحقيقة، وللكرامة الإنسانية ؛ ثمّ يردف علي الفور، لأنه يعلم مثل الجميع مضمون الذريعة المكرورة التي لم يتوقف بوش عن اقتباسها في تجميل حصيلة الحرب، أيّ التخلّص من نظام صدّام حسين: لو لم تُجْهز عليه الحرب، فإنه أغلب الظنّ كان سيصبح نسخة من القذافي أو كاسترو؛ يواصل قهر شعبه، ولكنه لا يشكّل تهديداً للعالم . أمّا الملفّ الذي يعني بليكس مباشرة، بقدر ما يعني العالم بأسره في الواقع، والشارع الأمريكي في طليعة المعنيين، فهو أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الحرب الأولي. وفي هذا الصدد يقول بليكس: لم يكن وارداً أن تفلح حكومات التحالف في بيع الحرب إلي برلماناتها علي أساس أية ذريعة أخري (...) ولهذا فإنّ المسؤولية عن الحرب تقع علي عاتق الذين شنّوها وهم يعرفون ما يعرفونه في آذار (مارس) 2003 .
    المقصود، بالطبع، هو أنهم كانوا يعرفون العكس تماماً: أنّ العراق كان خالياً من هذه الأسلحة، نووية كانت أم كيماوية؛ وأنّ 700 عملية تفتيش، في أكثر من 500 موقع، لم تسفر عن ايّ دليل يثبت وجود تلك الاسلحة؛ وأنّ عقود شراء أوكسيد اليورانيوم، التي قال بوش أمام الكونغرس إنّ العراق أبرمها مع النيجر، كانت زائفة ومفبركة، كما برهنت السنوات القصيرة اللاحقة... ومع ذلك، يتابع بليكس، فضّلت قوي التحالف استبدال إشارات الاستفهام بإشارات التعجّب ؛ أي، في صياغة أخري من عندنا: وضعت جانباً خيار المزيد من البحث وطرح الأسئلة، واختارت التلفيق والتزييف والتضخيم، بقصد التهويل والترهيب والتبرير.
    ولأنّ هذا السيناريو يمكن أن يتكرّر اليوم ضدّ إيران، ولكن مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة هذه المرّة، فإنّ استذكار بعض تفاصيل السيناريو قد تكون ذات مغزي في هذه الأيام بالذات، حين تستأثر بالمغزي تلك الأرقام الرهيبة المفزعة التي استولدتها هذه الحرب: بين 600 ألف ومليون قتيل عراقي، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، و3990 قتيلاً في صفوف جنود الإحتلال الأمريكي، و175 في صفوف البريطانيين، وعشرات الآلاف من الجرحي، وكلفة مالية تقارب الـ 600 مليار دولار (5000 مليار، حسب تقديرات جوزيف ستيغلتز). وفي أواسط كانون الأول (ديسمبر) 1999، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1284، جري استبدال هيئة التفتيش الخاصة المعروفة باسم الـ UNSCOM، والتي ترأسها ريشارد بتلر وقبله رولف إكيوس، بهيئة أخري تتضمن الإشراف والتحقق والتفتيش، سُمّيت الـ UNMOVIC، ترأسها هانس بليكس. وكان الاسم الأول أيسر نطقاً من الاسم الثاني، وكانت وظائف الهيئة السابقة أوضح... أو هكذا خُيّل للعالم طيلة عقد كامل من الزمن تقريباً. وأمّا حين طوي النسيان صورة المفتّش الأوّل بتلر، مثلما طوي من قبل صفحة سلفه المفتش المؤسس إكيوس، فإنّ العالم اكتشف سريعاً أنّ المهمّة لم تكن يسيرة في الأساس، ولكنها لم تكن عسيرة أيضاً! لا هذه ولا تلك، والحكمة الذهبية الوحيدة كانت مواصلة اللعب في الوقت الضائع، ومواصلة الحصار من أجل الحصار وحده.
    وكان بليكس قد شغل موقع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طيلة الأعوام 1981 ـ 1997، وفي عهده المديد ذاك وقعت حرب الخليج الثانية، واكتشف العالم الحرّ أنّ العراق كان موشكاً علي إنتاج قنبلة ذرية من النوع الذي لا يُبقي ولا يذر. آنذاك تحوّلت الوكالة، بل تحوّل بليكس نفسه، إلي كبش فداء: كيف تغافلت الوكالة إلي هذا الحدّ عن البرنامج العراقي السرّي؟ أين كانت أطقم الوكالة؟ ماذا كان السيد بليكس يفعل؟ وماذا نفعل في المستقبل لتفادي تكرار حالة العراق؟
    ويُسجّل للرجل أنه صمد كما تصمد الجبال الرواسي، بل واستغلّ الحكاية لكي ينتزع من العالم الحرّ اعترافاً صريحاً بأهمية دور الوكالة، الأمر الذي عزّز موقعها وميزانياتها وطرائق عملها. وهكذا صالت الوكالة وجالت ضدّ كوريا الشمالية، ثم انتزعت من مجلس الأمن الدولي تفويضاً بالحقّ في اعتماد تقنيات أكثر تطوراً وتعقيداً (التفتيش المفاجيء، الحصول علي عيّنات من التربة والمياه والنبات) أنّي ومتي شاءت، في طول العالم وعرضه... باستثناء الدولة العبرية بطبيعة الحال. فهذه الدولة ليست بعدُ ضمن صلاحيات الوكالة، لأنها في الواقع ما تزال فوق عشرات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي بصدد هذه أو تلك من أنماط خرق الشرعة الدولية.
    كذلك يُسجّل للرجل أنه تعرّض علي الدوام لحملات انتقاد شديدة، إذْ كان مناصراً لمبدأ تعميم واستخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية، الأمر الذي جعله يغضّ الطرف عن طموح الدول العالمثالثية (إيران، العراق، الهند، الباكستان) إلي إطلاق برامج علمية لتوفير تلك الطاقة. والطريف أنّ تلك الحملات جاءت من الدوائر الأمريكية (وهو أمر مفهوم)، ومن الدوائر الصهيونية (وهو الأمر العجيب لأنّ نووية الدولة العبرية ليست البتة سلمية)، وأخيراً إكيوس والطلائع الأولي من الـ أونسكوم ، ثمّ بتلر والطلائع الثانية.
    وقبيل عملية ثعلب الصحراء ، عام 1998، حين قصفت واشنطن بغداد ردّاً علي ما قيل إنه محاولة عراقية لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، لاحظ المراقبون للسياسة الأمريكية بروز مؤشرات تقول إن الإدارة بدأت تدرك حدود المضيّ إلي أبد الآبدين في اجترار خطاب سياسي ـ قانوني مستوحي من الإتكاء علي نظام الـ أونسكوم ، خصوصاً حين يتوجّب تحويل ذلك الخطاب إلي مبرّر للإبقاء علي الحصار، بل وتوجيه ضربات عسكرية للعراق. وتناقل هؤلاء، ومعهم خبراء البيت الأبيض أيضاً، تقديرات تقول إن منظمة بتلر ضُخّمت أكثر مما ينبغي، أو نُفخت حتي المدي الأقصي الذي ليس بعده من مآل آخر سوي الإنفجار. المتفائلون منهم قالوا إنّ المنظمة تآكلت، إذا لم تكن قد نُفخت بإفراط، ولم تعد أمثولتها قادرة علي إنتاج واستهلاك وإعادة إنتاج الماضي. والنتيجة، تالياً، سيّان: لا مآل سوي الإنفجار.
    كذلك أقرّ هؤلاء الخبراء ـ بل وردد معهم رؤساء من أمثال بيل كلينتون ـ أنّ هذه المنظمة أنتجت الكثير بالفعل، وحقّقت بالوسائل السلمية ما عجزت الجيوش والقاذفات وحاملات الطائرات عن تحقيقه في غمار الحرب الضروس. وإذا وضعنا جانباً آلاف، أو عشرات آلاف، الصواريخ التي كانت ستعبر الخطوط الحمراء المقدسة المرسومة بين الدولة العبرية والعالم الخارجي بأسره، فإننا سنتذكّر تلك المحرّمات الكبري التي ظلّت كفيلة بإشعال الفانتازيا القيامية في الغرب: 21 منشأة معدّة لأغراض نووية (سلمية أو عسكرية)، 400 ألف لتر من العوامل الكيماوية القابلة للاستخدام في إنتاج مختلف الأسلحة الكيماوية، نحو مليوني لتر من المواد الأخري المكمّلة للعوامل الكيماوية.
    أكثر من ذلك، تذكّر هؤلاء الخبراء أنّ منظمة الـ أونسكوم ما كانت ستفلح في تدمير هذه المحرّمات لولا تعاون السلطات العراقية وموافقتها علي قيادة المفتشين إلي العرائن ذات التمويه الممتاز، الذي أعمي بصر طائرات الـ أواكس والتكنولوجيا الإلكترونية المعقدة التي يتباهي البنتاغون بفضائلها. وحدث هذا التعاون قبل وقت طويل من التعاون الآخر الذي انخرط فيه العراقيون الأقربون، من أصهار ومستشارين ومرافقين شخصيين. وفي جميع الأحوال، من الثابت اليوم أنه لم تسجّل سابقة واحدة تدلّ علي نجاح الـ أونسكوم في تفكيك لغز لم يكن العراقيون راغبين في تفكيكه... هكذا ببساطة! وكان استبدال الـ أونسكوم بالـ الأنموفيك هو الحلّ السحري لمواجهة هذا كلّه، وكذلك لتقديم المزيد من البراهين علي فشل المجتمع الدولي في تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية، سلمياً ومن غير حرب. وفي الحقبة إياها، وبعد استقالته المدوية رغم أنه كان أشهر مفتّشي الـ أونسكوم ، أصدر سكوت ريتر كتابه الثاني، الحرب علي العراق ، مفنداً الذرائع التي أخذ جورج بوش الابن يحشدها في تبرير شنّ الحرب علي العراق:
    ـ لا توجد رابطة بين صدام حسين و القاعدة ؛
    ـ إمكانيات العراق الكيميائية والبيولوجية والنووية دُمّرت في السنوات التي أعقبت حرب الخليج؛
    ـ المراقبة عن طريق الأقمار الصناعية كانت، وما تزال، قادرة علي كشف أيّ مراكز جديدة لإنتاج الأسلحة في العراق؛
    ـ الحصار منع العراق من الحصول علي المواد المكوّنة لصنع الأسلحة؛
    ـ فرض تغيير النظام بالقوّة لن يجلب الديمقراطية للعراق؛
    ـ عواقب حرب أمريكا علي العراق خطيرة للغاية علي الشرق الأوسط، وقد تشعل حرباً نووية.
    وباستثناء إشعال حرب نووية، ما الذي تبيّن اليوم أنه كان مغلوطاً في تقديرات ريتر؟
    هل تصلح هذه السوابق، من فشل الـ أونسكوم إلي تعطيل الـ أنموفيك وصولاً إلي تأثيم البرادعي، في الحيلولة دون تلفيق ذرائع مماثلة قبيل غزو إيران، مثلاً، إذا اتخذ بوش قراراً كهذا؟ الأيام كفيلة بالإجابة، غير الإدارة كانت عازمة علي غزو العراق، عاد المفتشون أم لم يعودوا، وجري تجريد البلد من السلاح أم لا. وكان بوش بحاجة إلي هذه المغامرة العسكرية (التي يقول، اليوم أيضاً، إنها كانت نبيلة وضرورية وعادلة ) لأسباب ذاتية تخصّ إنقاذ رئاسته الأولي ومنحها المضمون الذي شرعت تبحث عنه بعد مهزلة إعادة عدّ الأصوات في فلوريدا، والتالي صناعة ـ وليس فقط تقوية ـ حظوظه للفوز بولاية ثانية. وكان بحاجة إلي هذه الحرب لأنّ مصالح الولايات المتحدة تقتضي شنّها، لثلاثة أسباب ستراتيجية علي الأقلّ: 1) تحويل العراق إلي قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة وحيوية، تخلّص أمريكا من مخاطر بقاء قوّاتها في دول الخليج، وما يشكّله هذا الوجود من ذريعة قوية يستخدمها الأصوليون لتحريض الشارع الشعبي ضدّ الولايات المتحدة، وتشجيع ولادة نماذج جديدة من القاعدة وأسامة بن لادن؛ و2) السيطرة علي النفط العراقي، التي تشير كلّ التقديرات إلي أنه الآن يعدّ الإحتياطي الأوّل في العالم، أي بما يتفوّق علي المملكة العربية السعودية ذاتها؛ و3) توطيد درس أفغانستان علي صعيد العلاقات الدولية، بحيث تصبح الهيمنة الأمريكية علي الشرق الأوسط، ومعظم أجزاء العالم في الواقع، مطلقة أحادية لا تُردّ ولا تُقاوم.
    ولقد كُتب الكثير في وصف انقلاب السحر علي الساحر الأمريكي، ولعلّ من الدالّ أن يقتبس المرء توصيف باراك أوباما: هذه الحرب، الأطول من الحربين العالميتين الأولي والثانية، والأطول من الحرب الأهلية الأمريكية، جعلت أمريكا أقلّ أماناً، وأضعفت نفوذها في العالم، وزادت من قوّة إيران، وعزّزت حركة طالبان وكوريا الشمالية وتنظيم القاعدة ... ما لم يقله أوباما هو أنّ هذه هي الحال الكلاسيكية التي أخذت تنتهي إليها جميع حروب الإمبراطورية الأمريكية المعاصرة، بوصفها أسوأ مَن يستخدم الجبروت العسكري، وبالتالي أردأ مَن يتعلّم دروس التاريخ.

    ہ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس


    أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية تسبب ملاحقة قانونية


  12. #52
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أبعاد المخطط الصهيوني - الأمريكي لتصفية العلماء العراقيينمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية
    صحيفة أخبار الخليج البحرينية 28/4/2004

    لم يكن خافياً الدعم الواضح الذي تلقته الولايات المتحدة من "إسرائيل" في الحرب التي شنتها ضد العراق، سواء كان ذلك من خلال التقارير التي أمدها بها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حول القدرات المزعومة للنظام العراقي السابق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل والتي ثبت خطؤها وزيفها، أو من خلال المساعدة الفعلية بجنود ومعدات حربية إسرائيلية، فضلاً عن تدريب الجنود الأمريكيين على أساليب ووسائل قمع المقاومة العراقية بنفس الطريقة التي تستخدمها تل أبيب مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

    وقد نالت "إسرائيل" العديد من المكافآت نظير هذا الدعم بدءاً من تخلصها من التهديد المزعوم لنظام صدام، وحصولها على نصيب وافر من الكعكة العراقية في شكل عقود إعادة الإعمار، كما استطاعت أن تعيد الحديث عن إمكانية إحياء خط أنابيب «حيفا- كركوك» للحصول على النفط، وربما المياه العراقية، ناهيك عن تمكنها من إبعـاد أنظـار العالم عن الجـرائم الـتي تـقـوم بـها في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قتل وهدم وتشريد. وفيما يبدو فإن المصالح الأمريكية - الإسرائيلية تقابلت في نقطة التقاء أخرى، وهي تفريغ العراق من العلماء والخبراء في مجال الأسلحة الكيماوية والجرثومية، ومن المثقفين والفنيين وفقًا لخطة منهجية منظمة عن طريق إغرائهم للعمل في أمريكا وذلك لتحقيق عدد من الأهداف:

    أولها: منع العراق الجديد من إعادة بناء قدراته في مجال الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية بعد أن وصل إلى درجة كبيرة من التقدم في هذين المجالين.

    وثانيها: منع وصول هؤلاء العلماء إلى أي من الأقطار العربية أو الإسلامية التي قد توظفهم لإنتاج أسلحة دمار شامل في برامج سرية جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرار تهديد العراق لجيرانه ولإسرائيل.

    وثالثها: معرفة المصادر التي استقى منها هؤلاء العلماء خبراتهم لتجفيفها ولإشاعة الذعر في نفوس العلماء العرب الآخرين بألا يفكروا في الاقتراب من مجالات البحث التي ترى واشنطن أنها محظورة عليهم.

    ويقوم هذا المخطط على عدد من المحاور الأساسية، وهي:

    المحور الأول: تدمير البنية التحتية العراقية المتطورة التي سعى العراق لبنائها منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي مستفيداً بقدراته المالية التي وفرت له التكاليف الباهظة لامتلاك الأسلحة المتطورة، والدعم الأمريكي والغربي له في ضوء علاقات التحالف التي كانت قائمة بينهما آنذاك، بيد أنه مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة وتحول العراق كما قيل إلى مصدر تهديد للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، بدأ التفكير من جانب كل من تل أبيب وواشنطن في البحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها وأد هذا المشروع وتدميره نهائياً قبل أن يتطور، ففي يونيو 1981 نجحت تل أبيب في إجهاض البرنامج النووي العراقي عندما قامت بقصفه وتدميره ثم تمكنت واشنطن من استصدار مجموعة من القرارات غير المسبوقة من مجلس الأمن لتدمير هذه البنية ونزع أسلحة العراق عقب حرب الخليج الثانية، ومع تولي إدارة بوش الابن مقاليد الحكم في 2001، استغلت هذه القضية كمبرر لإعلان الحرب ضد العراق، وبعد سقوط بغداد في التاسع من أبريل عام 2003 أكدت مصادر علمية عراقية عديدة أن الحرب وعمليات النهب والسلب التي أعقبتها دمرت أكثر من 70% من المعامل والأجهزة داخل الجامعات العراقية ومراكز البحث العلمي، التي خسرت حتى الآن جهود أكثر من 1300 شخص من حملة الماجستير والدكتوراه أي نحو 8% من إجمالي عدد الأكاديميين البالغ 15500 شخص.

    المحور الثاني: ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين والعرب العاملين في برامج التسليح العراقية، فمنذ بدء البرنامج النووي العراقي عملت "إسرائيل" على تعقب العلماء العرب الذين كانت لهم صلة بتطوير هذا البرنامج، وهو ما حدث مع عالم الذرة المصري «أمين يحيى المشد» الذي استعين به كحلقة وصل مع مؤسسة الطاقة الذرية في فرنسا ولكن عناصر من الموساد الإسرائيلي استطاعت اغتياله في باريس أثناء مهمة له هناك في صيف عام 1980. وقبيل الحرب ضد العراق أكد المراقبون أنه رغم كون النفط هو العامل الأساسي الذي يحرك هذه الحرب فإن استهداف العلماء العراقيين كان عاملاً مهماً أيضاً، وهو ما عبر عنه البريجادير جنرال «فينسنت بروكس» من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر قبل شهرين من الحرب عندما تحدث عن أهمية العلماء العراقيين بالنسبة للولايات المتحدة قائلاً: «إن واشنطن لها أهداف أخرى غير الإطاحة بصدام، على الأخص مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل»، كما عبر عن ذلك بوضوح «جاك بوت» رئيس بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق قبل الحرب حين قال: «يجب أن نحدد ما إذا كانت توجد قدرات نووية في العراق أم لا؟ وبالنسبة لي فإن ذلك يشمل العقول والأسلحة». كما تحدث العديد من الدوائر داخل أمريكا عن ذلك أيضاً، فقد دعا «جون بي ولفثال» - عضو برنامج حظر انتشار الأسلحة النووية بمؤسسة «كارينجي» ومستشار سابق لسياسات منع الانتشار النووي في وزارة الطاقة الأمريكية - إلى استقطاب علماء العراق، مذكراً بما حدث بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث تعاونت الولايات المتحدة وأوروبا واليابان على إغراء علماء الأسلحة السوفييت لضمان عدم قيامهم ببيع خبراتهم أو أي مواد تحت تصرفهم كسباً للرزق، وأوضح أنه يمكن تبني نفس الحل في العراق فبدلاً من تعقب الخبراء يجب منح غالبيتهم عفواً عاماً رسمياً مقابل تعاونهم، وفي أكتوبر 2002 كتب «مارك كلايتون» في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» يحذر من العقول المفكرة التي تقف وراء المخزون العراقي من الأسلحة، وقدم لائحة بأسماء علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة وقال: «إن هؤلاء العلماء والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية؛ لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة»، ودعا المفتشين الدوليين إلى ضرورة إيجاد هؤلاء الأشخاص إلى جانب مهمتهم في البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.

    وقد اتخذت واشنطن العديد من الإجراءات لتحقيق هدفها في تفريغ العراق من علمائه قبل إعلان الحرب عليه، فقد أصرت على تضمين قرار مجلس الأمن رقم (1441) الذي صدر عام 2002 فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنييه حتى لو تطلب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلح العراقية، وفي مطلع عام 2003 أقر الكونجرس الأمريكي قانون «هجرة العلماء العراقيين» والذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات «ذات مصداقية» بشأن برامج التسلح العراقية تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

    وبعد نجاحها في احتلال العراق وإسقاط نظامه وضعت القوات الأمريكية العلماء العراقيين في بؤرة اهتمامها، فسارعت بالحصول على قوائم بأسمائهم، خاصة الذين ساهموا في برنامج التسلح العراقي، من لجان التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تعاقبت على العراق قبيل الحرب، وقد وجه العلماء العراقيون بعد سقوط بغداد رسالة استغاثة عبر الإنترنت حملت عنوان «علماء الأمة المهددة» طلبوا فيها من كل الجهات العربية المعنية العمل على إنقاذهم من عمليات المداهمة والتحقيق والاعتقال التي تنفذها ضدهم قوات الاحتلال، كما أكدوا أن القوات الأمريكية تطالب علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات بشكل خاص بتسليم ما لديهم من وثائق وأبحاث علمية وأنها تضغط عليهم بوسائل عديدة سواء من خلال تحديد إقامة بعضهم في بيته ووضع حراسة على منازلهم، ومنع آخرين من الذهاب إلى أعمالهم.

    وفيما يبدو فإن الخطة الأمريكية عملت على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار من بين عدة بدائل هي إما العمل داخل بلادهم شريطة التزامهم بعدم تقديم خبراتهم إلى دول معينة تحددها واشنطن، وقد أعدت الخارجية الأمريكية في هذا الصدد خطة حملت اسم «مبادرة رعاية العلوم والتكنولوجيا والهندسة في العراق» فاقت ميزانيتها 20 مليون دولار من أجل توظيف العلماء العراقيين في أبحاث سلمية داخل العراق، وإما إغراء هؤلاء العلماء بالعمل في الولايات المتحدة نفسها مع منحهم حق الإقامة فيها، وقد أكدت مصادر علمية رفيعة المستوى في العراق أن ثمة مفاوضات تدور مع الكثير منهم لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية، كما عرض على العديد منهم السفر إلى "إسرائيل"، والعمل في جامعاتها ومعاملها التي تتسم بدرجة عالية من التطور والتقدم التكنولوجي والعلمي، والحصول منها على درجات علمية، وقد استجاب بعضهم بالفعل لمثل هذه الدعوات وعلى رأس هؤلاء الدكتور كنعان مكية رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بوسطن الأمريكية والمحاضر في العديد من الجامعات الأوروبية، وطاهر لبيب أستاذ علم الفيزياء النووية، ومحمود أبو صالح المتخصص في التكنولوجيا.

    وقد اتضحت خطة "إسرائيل" بشأن التطبيع مع العراق في المجال العلمي بشكل كبير بعد سقوط بغداد، فمنذ ذلك التاريخ وحتى يوليو الماضي فقط عقدت في "إسرائيل" 25 ندوة وحلقة نقاشية حول العراق، وقد حظيت هذه الندوات باهتمام كبير من المسئولين الذين حرصوا على حضور بعضها مثل «إيهود أولمرت» وزير التجارة والصناعة وسليمور لفنتز وزيرة التعليم، و«تومي لبيد» وزير العدل، و«يوسف برتيسكي» وزير البنية التحتية و«يهودديت تأوت» وزيرة البيئة وغيرهم من المسؤولين السياسيين وحتى العسكريين الذين دعموا هذا التوجه، كما دعمها مفكرون إسرائيليون عديدون فعلى سبيل المثال أكد «يهودا بن دافيد» أستاذ علم الاجتماع في الجامعة العبرية أن «مسألة التطبيع مع العراق يجب أن توضع في أولى مهام الحكومة»، كما أشار «كوهين أولمرت» أستاذ الأدب العربي في ذات الجامعة إلى «ضرورة منح أكبر عدد من العلماء والمفكرين العراقيين المناصب المهمة حتى يصبحوا مدينين لإسرائيل بالجميل والعرفان». ولعل هذا ما يفسر الترحيب الشديد الذي يقابل به أي أستاذ أو عالم عراقي يزور "إسرائيل"، فقد استقبل أكثر من 4000 طالب و150 أستاذاً جامعياً «كنعان مكية» لدى وصوله مطار بن جورويون في تل أبيب، كما تم منحه درجة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة تل أبيب، كما منح إياها طاهر لبيب ولكن في مجال تخصصه، بينما منح محمود أبو صالح درجة الماجستير في العلوم التكنولوجية من معهد وايزمان للعلوم. أما من يرفض من العلماء العراقيين التعامل مع هذه الخيارات السابقة فإن المصير غامض، وكانت مصادر عديدة قد حذرت من مخططات تهدف إلى اغتيال النخبة العراقية من أصحاب «الياقات البيضاء» على حد تعبير الناطق باسم قوات الاحتلال في العراق الجنرال «مراك كيميت» الذي كشف مؤخراً عن حملة واسعة من الاغتيالات جرت في العراق واستهدفت الطبقة المتعلمة، مشيراً إلى أن عددهم بلغ منذ مايو الماضي ما يقرب من 1000 مواطن عراقي. وكانت رئيسة مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد «هدى النعيمي» قد اتهمت جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يوم 28/3/2004 بالوقوف خلف سلسلة الاغتيالات وعمليات التصفية التي تستهدف علماء ومدرسين في جامعات العراق المختلفة، مشيرة إلى أنه قام بالفعل باغتيال ما يقرب من 100 عالم وخبير عراقي حتى الآن، وأضافت أن ثمة عروضاً إسرائيلية ربما قدمتها تل أبيب إلى هذه الطائفة، والتي تمثل النخبة العراقية، بعد احتلال البلاد بمساعدة أطراف خارجية للعمل في جامعاتها أو التعرض للاغتيال، بهدف تفريغ هذا البلد من العلماء وأصحاب الكفاءات العلمية.

    وفي فبراير الماضي أكدت أوساط علمية عراقية أن ما يقرب من 2400 من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية قد اتخذت من العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى مقراً لها لتنفيذ سلسلة من عمليات الخطف والاغتيال والتفجيرات، وهو نفسه ما حذر منه جنرال فرنسي متقاعد في 8 أبريل 2003 عندما أكد أن عناصر من وحدات الكوماندوز الإسرائيلي دخلوا الأراضي العراقية بعد سقوط نظام صدام مباشرة في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا وراء برامج التسلح العراقية التي أرعبت "إسرائيل" لفترات طويلة، وعددهم ما يقرب من 3500 عالم عراقي من بينهم 500 اشتغلوا في تطوير مختلف الأسلحة. وقد وصل عدد العلماء الذين تمت تصفيتهم جسدياً منذ سقوط بغداد وحتى الآن 10 علماء، آخرهم الدكتور «غائب الهيتي» الأستاذ في الهندسة الكيماوية في جامعة بغداد الذي اغتيل يوم 16/3/2004 أثناء عودته من عمله، وذلك بعدما تلقى رسائل تهديد بالقتل إذا لم يترك عمله في الجامعة، ومن قبله الدكتور «مجيد حسين علي» الأستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد والمتخصص في مجال بحوث الفيزياء النووية وخاصة مجال الطرد الذري، الذي يعتبر أساس علم الذرة.

    ولم تقتصر التصفيات الجسدية على علماء الكيمياء والفيزياء والرياضيات وحدهم بل توسعت لتضم مجالات أخرى، فالدكتور «عبداللطيف المياحي» مساعد مركز دراسات الوطن العربي في بغداد اغتيل يوم 19/1/2004 بعد يوم واحد من ظهوره في إحدى القنوات الفضائية العربية مدافعاً عن أهمية إجراء انتخابات مبكرة في العراق، وقد أشار «هاني إلياس» الأمين العام للرابطة الوطنية لأكاديميي ومثقفي العراق، إلى «أن معظم حوادث الاغتيال التي تمت في العراق تأتي في إطار الانتقام الثأري أو تصفية الحسابات، ذلك أن القتلى هم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين ممن يشهد لهم بالخلق والسمعة، كما أنهم يشتهرون بإقبالهم على خدمة أبناء مجتمعهم».

    على أية حال فإن مخطط استهداف النخبة العراقية بوجه عام وعلماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات بشكل خاص له تداعيات خطيرة منها:

    1 - أن السعي الأمريكي - الإسرائيلي إلى تصفية العراق من علمائه هو سلسلة تستهدف تفريغ العراق من علمائه وعقوله التي هي أساس تقدمه وتطوره، وهو أمر ليس بجديد فقد اغتال الموساد الإسرائيلي من قبل العالمة المصرية في مجال الأبحاث النووية «سميرة موسى»، والخبير النووي الدكتور «يحيى المشد»، والآن فإن علماء العراق بين خيارين إما الانضمام إلى الجامعات والمعامل الأمريكية أو الإسرائيلية وإطلاق الوعود بعدم تقديم المساعدة لدول أخرى وإما التعرض للحبس أو عمليات التصفية.

    2 - أن محاصرة العلماء العراقيين واستقطابهم، سيمنع الدول العربية الأخرى من الاستفادة من خبراتهم الكبيرة كل في مجال تخصصه، كما أنه سيمنعهم من إفادة العراق ومن المعروف أن النظام السابق اهتم بهذه النخبة وأنفق عليها؛ إذ أن تكلفة تأهيل كل شخص من حملة شهادة الدكتوراه في الخارج هي 240 ألف دولار كما أشارت التقديرات، ولهذا وبمجرد سقوط بغداد هرب عدد من هؤلاء العلماء إلى الدول المجاورة وخاصة سوريا خوفاً من الاستهداف الأمريكي لهم، وقد نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» في عددها الصادر يوم 6/5/2003 نقلاً عن أحد المسؤولين بالحكومة الأمريكية أنه يعتقد أن عدداً من علماء الأسلحة البيولوجية العراقيين فروا إلى سوريا من بينهم «رحاب طه» المتخصصة في «الحرب الجرثومية»، وحذرت الإدارة الأمريكية دمشق بعد ذلك، وقد نجحت القوات الأمريكية في اعتقال بعض العلماء منهم «هدى صالح مهدي عماش» خبيرة «بكتيريا الجمرة الخبيثة»، بينما سلم بعضهم نفسه طواعية إلى القوات الأمريكية خشية القتل كما حدث مع المستشار العلمي للرئيس المخلوع الفريق عامر السعدي، وقد تبعه الدكتور «جعفر ضياء الدين» الذي يعتبر الأب الروحي للبرنامج النووي العراقي.

    3 - يكرس المخطط السابق التفوق الاستراتيجي لإسرائيل على الدول العربية المحيطة بها، ويساعدها في ذلك ازدواجية المعايير التي تتميز بها الإدارة الأمريكية، وخاصة في التعامل مع ملف أسلحة الدمار الشامل؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بوش بكل الطرق والوسائل بدءاً من المفاوضات مروراً بالضغوط والتهديد بفرض عقوبات وانتهاءً بشن حرب ضد الدول التي ترفض التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها أو تسعى لامتلاكها، فإنها تغض الطرف عما تمتلكه "إسرائيل" من ترسانة نووية تعدت 250 رأساً نووياً، فضلاً عن أسلحتها الكيماوية والجرثومية.

    4 - أن تجريد العراق ومن ورائه بقية العالم العربي، من إمكانياته العلمية والمعرفية من شأنه أن يؤدي إلى مصادرة مستقبل التنمية في المنطقة بعد تصفية رأس المال «البشري والمعرفي» لبلدانها، ووفقاً لتقرير منظمة العمل العربية الصادر في شهر نوفمبر 2003، فإن العالم العربي يسهم بـ30% من الكفاءات المهاجرة بين البلدان النامية، فيما تستحوذ كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا على 75% من الكفاءات العربية المهاجرة.

    إن مخططات استهداف العلماء العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص يعد أمراً بالغ الخطورة، لكونه عاملاً آخر من العوامل التي تسهم في ترسيخ الضعف والوهن العربي مقابل التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي في كافة المجالات، وهذا يحدث تحت مرأى ومسمع الدول العربية ومؤسساتها الثقافية والعلمية دون محاولة الوقوف في وجه هذه التحديات، وردع الدول التي تقف خلف هذه المخططات.


  13. #53
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هل ظلم الرئيس جورج بوش حين كنوه بالأحمق؟ ـ

    بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم ـ دمشق

    Wednesday, 26 September 2007
    أخبار العرب/ كندا
    وقد يتبادر إلى ذهن البعض,ألم تتجنى الجماهير على الرئيس جورج بوش حين نعتوه بالحمق, وكنوه بالأحمق؟
    ولكي نترك لهذا البعض أن يحكم بنفسه دون تأثير من أحد. لابد أن نذكرهم بما هم يعرفونه جيدا عن صفات ومواصفات وطبيعة الأحمق.فقد عرف الحكماء الأحمق , فقالوا عنه: الأحمق من نظر في عيوب الناس فأنكرها عليهم , وأحتكرها لنفسه لتكون أهم صفاته . فقلب الحمق وراء لسانه, ورأس ماله الكذب والمكر والخديعة. صحبته شؤم. من مزاياه العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والخيانة والظلم والتجبر,وانعدام الضمير, وقلة الوجدان. إذا احتل مكانا رفيعا, يصير كأنه في قمة جبل, فيرى الأشياء صغيرة من حوله, والآخرون يرونه أصغر وأصغر. وقد وردت في اللغة العربية أكثر من 45 مرادفة لكلمة الحمق, منها: رقيع,مائق, خطل,أخرق,هجهاجة, هلباجة,خرف, مأفون, مأفوك, أعفك,داعك, فقاقة,خوعم, رطيء, هجرع, هجأة ,هبنك, هبنق, أهوج, هبنقع, باحر, ذهول, جعبس, معضل. وقد قال الحكماء في الأحمق:
    1. الأحمق: ضال مضل,سريع الغضب بدون معنى أو سبب, يرغي ويزبد وينذر ويتهم بدون حجة, ويهدد ويتوعد, ويكاد من غيظه أن ينفجر كما ينفجر المرجل,يعطي في غير محل العطاء, ويبخل في محل العطاء, يتكلم في غير نفع ومنفعة,وحتى بدون تفكير وبكل ما هب ودب, يتبع كلامه قسما وحلفا, ويثق بكل من لا يعرف أو يجرب أو غير أهل للثقة, لا يميز صديقه من عدوه , يضع السر عند من لأهل له, ويفشي السر بدون سبب, ومتوهم انه أعقل الناس, وربما توهم انه نبي. إذا تكلم عجل,وإذا حدث وهل, وإذا أستنزل عن رأيه نزل, إذا استغنى بطر,وإن افتقر قنط,وإن مزح فحش,وإن سئل بخل,وإن سأل ألح, وإن ضحك بكى وخار,لا يفقه قولا ولا يحسن القول ,إن أونس تكبر, وإن أوحش تكدر,وإن أستنطق تخلف, وإن ترك تكلف,مجالسته مهينة, ومعاتبته محنة,ومحاورته تغر, وموالاته تضر, ومقاربته عمى, ومقارنته شقا. إذا قربته تكبر, وإذا أقبلت عليه اغتر, وإذا أحسنت إليه أساء إليك ,وإذا أبعدته تكدر, وإذا أعرضت عنه اغتم, وكلما رفعت من قدره درجة انحط من قدرك عنده درجة. وإذا ظلمته أنتصف منك, وإذا أنصفته ظلمك, وهذا منتهى الحمق.
    1. وقد ورد في الأمثال الكثير عن الأحمق. منها:
    1. قول الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:أربعة الحذر والابتعاد عنهم واجب, وهم: الأحمق يريد أن ينفعك فيضرك. والبخيل يبعد عنك أحوج ما تكون إليه. والكاذب كالسراب يقرب عليك البعيد, ويبعد عليك القريب.والفاجر يبيعك بالتافه, والفاجر إذا أتمنته خانك,وإذا صحبته شانك.
    2. تجنبوا المزاح ,فإن حمقه تورث ضغينة. (عمر بن عبد العزيز)
    3. من الحمقى أهل السلاطة والوقاحة, الذين يذمون في المغيب والمشهد. وكذلك العيابون الذين يمسكون في المشهد عن المدح , ويذمون في المغيب.
    4. من الحمق أن تبخل على نفسك,إن كنت تجهل لمن تدخر. ( مثل لاتيني)
    5. من الحمق مصادقة العاقل للأحمق. لأن العاقل سيصبح خادم الأحمق. لأنه إذا كان فوقه لم يجد من مداراته بدا ,وإن كان دونه لن يجد من احتماله بدا.
    6. حين تكون الجهالة نعيما , من الحماقة أن تكون حكيما. (مثل إنكليزي)
    7. الأحمق كطائر الوقواق ليس لديه سوى أغنية واحدة هي الحمق. (مثل إنكليزي)
    8. من الحمق مناقشة أو جدال الأحمق أو مسامرته,لأن عليك تحمل إجاباته. (مثل ألماني)
    9. من الحمق أعطاء الأحمق خنجرا,لأنك سوف تصبح قاتلا. (مثل روسي)
    10. الحكمة طبع فطري, والحمق طبع مكتسب. (مثل روسي)
    11. من الحمق مرافقة الأحمق في السفر,لأن السفر يجعل من الأحمق أشد سوءا. (مثل صيني)
    12. إذا بلغك أن الأحمق استفاد من عقله فلا تصدق. (أبن إسحاق)
    13. من الحمق الرهان, لأنك ستجد في كل رهان أحمق ولص أيضا. (مثل بلجيكي)
    14. من أكبر الأخطاء ممازحة الأحمق.
    15. من الحمق مصاحبة الأحمق,لأنه يزين لك فعله, ويود أن تكون مثله. (مثل عربي)
    16. تجنب الغضب وأحذره وابتعد عنه.لأنه الباب الذي تدخل منه الحماقة. (مثل عربي قديم)
    17. من الحمق ,إراقة ماء وجهك عند من لا ماء في وجهه.
    18. الأحمق يعطش وهو في الماء. (مثل تنزاني)
    19. أحمق الرجال هو ذاك الذي يخلط بين عمله ونزواته.
    20. وشاعر قال: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعييت من يداويها
    21. حتى الأحمق عندما يصمت يعد حكيما. (سقراط)
    22. المال ستار العيوب. والأحمق يخفي حماقته وراء الذهب. (جاك جان روسو)
    23. من الحمق إضاعة الوقت مع أناس لا يعرفون كيف يبددون أوقاتهم الخاصة , فيعمدون إلى وقت سواهم لكي يبددوه على غير جدوى. ( برنارد شو)
    24. الحماقة أن تقنع سواك بكل ما تؤمن به أنت. (أورليوس)
    25. المزعج هو من يصر على أن يعطى الانتباه,وهو يتحدث عن شيء سخيف.
    26. العاقل يفدي صحته بماله, بينما الأحمق يفدي ماله بصحته.
    27. قالوا: ليت المؤذي يظل كسولا, ويبقى الأحمق صامتا.
    28. وقالوا: من زادته التجارب عمى على عماه, وسوءا على سوئه, فهو من الحمقى المختومين. لأن التجارب تنمي المواهب, وتمحو المعايب, وتزيد من حدة البصر والبصيرة, وتجعل الحليم حليما, والجاهل متعلما , والمتعلم عالما, والعاقل حكيما, والحكيم فيلسوفا, وقد تشجع الجبان, وتسخي البخيل, وقد تقسي قلب الرحيم , وتلن قلب قاسي القلب.
    29. ويقول جورج سيراك عن الحماقة: الحماقة هي الاعتقاد بأنه ليس في وسع الناس الاستغناء عنا, بينما الحكمة هي معرفة الاستغناء عن الناس.
    • طرق التعامل مع الأحمق: أختلف الناس في الطرق والأساليب الواجب أتباعها مع الحمق. فقالوا:
    1. الابتعاد عن الأحمق وتجنبه.وصى لقمان أبنه قائلا: يا بني لا تعاشر الأحمق وإن كان ذا جمال, وانظر إلى السيف ما أحسن منظره وأقبح أثره.

    ـــ والشاعر يقول:
    تجنب الأحمق ذا الفضيحة وإن بدت منه لك النصيحة
    قرة عين الأحمق الحماقة كل فتى ملائم أخلاقــــــه

    2. معاداة الأحمق. وعبر عنها أبو العلاء المعري بقوله:

    عداوة الحمق أجدى من صداقتهم فأبعد من الناس تأمن شرة الناس.

    3. عدم معاتبة الأحمق. وعبر عنه الشاعر بقوله:

    وليس عتاب الناس للمرء نافعـــا إن لم يكن للمرء لب يعاتبــــــه.

    4. الحذر من الأحمق. وقال صالح عبد القدوس:

    المرء يجمع والزمــــــــان يفرق ويظل يرقع والخطـــــوب تمزق
    ولأن يعادي عاقل خير لــــــــه من أن يكون لـــــه صديق أحمق
    فأربأ بنفسك أن تصادق أحمقـا إن الصديق على الصديق مصدق
    وزن الكلام إذا نطقت فإنمــــا يبدي عقـــول ذوي العقل المنطق
    ومن الرجال إذا استوت أخلاقهم من يستشار إذا أستشـــــير فيطرق
    أحــــــــذر الأحمق أن تصحبه إنمـــــا الأحـمق كالثوب الخـرق
    كلمــــا رقعته من جـــــــــانب حركته الريــــــح وهنا فأنخرق
    كحمــــار السوق إن أقضمته رمح النــــاس وإن جـــاع نهق
    وإذا جالســــته فــي مجـلس أفســد المجــلس منه بالخــرق
    وإذا عــاتبته كي يرعــــوي زاد شـرا وتمادى في الحـمق
    عجبــا للنــاس في أرزاقهم ذاك عطشان وهذا قد غـرق

    5. التحامق مع الأحمق: وواصل بن عطاء يقول:

    ألا رب قول قد جرى من ممازح فساق إليه الموت في طرف الحبل
    وإن مزاح المـرء في غير حينه دليل على فرط الحـماقة والجــهل
    تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم ولا تلقهم بالعقل إن كنت ذا عقـل
    فإن الفتى ذا العقل يشقى بعقله كمــا كان قبل اليوم ذوو الجـهل

    • والبعض يرى في الأحمق مدعاة للعجب. عبر عنه بعض الشعر بهذه الأبيات:

    1. قول بشار بن برد: ما ضر أهل الحمق ضعف الكد أدرك حظا من سعى بجهد.
    2. وآخر يقول: مولاي إني رأيت الدهر ذا عجب لا يستقيم لذي فضل على سنن
    يقصي الذكي ويدني كل ذي حمق أو فاسد صالح للجل والرسن
    مازال طبعا يعــادي كل ذي فطن كأنه حقا عليه بغضة الفطن.

    والحماقة دائما عواقبها الندامة , لأن سفه وطيش الأحمق , وتطاوله على من هم أعظم شأنا منه, وظنه بنفسه على أنه عالم وهو جاهل,يصعب عليه العلم والتعلم والتعليم, ويفخر بفضله وأفضاله,وهو لم ولن يكن بذي فضل, ويريد من الناس أن يفخروا فيه ويشيدوا به ويمدحوه, وهو أسوأ الناس على الإطلاق. وما حصد أحمقا في حياته سوى الهزيمة والخزي والعار. وهو من يشوهه تاريخه و شخصه , ويشوه صورة بلاده إن تسلل إلى سدة المسئولية والقرار. وعندها الويل لبلاده من سؤ ما جنته يداه, وما أقترف من أفعال, وما سخر من إمكانياتها في طريق العدوان والإجرام والضلال والجور والفساد والإرهاب. ومن يزن ويقيس أفعال وتصرفات الرئيس بوش على ما ذكر أعلاه, منذ تسلمه زمام الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سبعة أعوام,ولولايتين وحتى الآن, ويتذكر قراراته وتصرفاته وسلوكه وممارسته.سيصل إلى قناعة مفادها:, إن الرئيس جورج بوش ونائبه ومن يؤيدهم من الحزب الجمهوري.وإدارته وصقوره ومحافظيه الجدد المتصهينيين, ما هم سوى حمقى متخمين بكل صنوف الحماقات.والجماهير والشعوب في كل مكان تسأل وتلح في السؤال. كيف تمكن هؤلاء الحمقى من التسلل والسطو على إدارتها, وعلى مراكز القرار؟ وآما آن الأوان للولايات المتحدة الأمريكية, أن تتخلص من هؤلاء الحمقى,الذين يبددون أموالها ومواردها وميزانياتها, ويهدرون دماء بنيها وأرواح الأبرياء في كل مكان, ويعيثون فسادا في الأرض.ويشوهون تاريخها وسمعتها ويمرمطونها في الهزيمة والذل والعار, ويعفرون وجها في التراب, ويسخرون قواتها المسلحة, وأجهزتها الأمنية لتكون أشبه بعصابات تفعل ما تفعله أسوأ العصابات من جرائم وإرهاب وممارسات يندى لها خجلا جبين الإنسانية,و ومحرما من كل الأديان؟.
    وأشد ما يحزن الشعوب والجماهير في كل مكان.وجود أنظمة ورؤساء, وشخصيات,وزعماء بعض فصائل المعارضات, الذين مازالوا يتحالفون مع هؤلاء الحمقى, ويفاخرون بصداقاتهم لهم, ويطنبون في مدحهم, ويشكرونهم على أفعالهم النكراء, ويتناسون أن هؤلاء هم من يقودون حملة الإساءة على الرسل والأنبياء, وهم من أصدروا الأوامر بتدنيس القرآن الكريم , وإجبار السجناء والجنود والحراس على التبول والبراز عليه. وهذا مما يغضب الله العلي العظيم.وأنهم هم من هتك قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان,حين حددوا لوائح بطرق تعذيب المعتقلين واغتصابهم والتي ليس لها مثيل عبر التاريخ. وهم سبب كل ما حل ويحل بالعالم من متاعب وبلاء وويلات.وأن حلفائهم وأحبابهم والمعجبون بهم من الخونة والعملاء في العراق وفلسطين وكل مكان مهزومين مثلهم,وليسوا بأحسن حالا منهم في أي حال من الأحوال,فقد انتهجوا جميعا أفعال سلوكا, واقترفوا أفعالا, وأدلوا بتصريحات, وألقوا بالمواعظ والخطب, والتي تثبت بالدليل القاطع أنهم حمقى ومجرمين وقتلة ولصوص وإرهابيين وفاسدين وخونة وعملاء زرعتهم الصهيونية و حزب الليكود في إسرائيل لتدمير بلادهم والولايات المتحدة الأمريكية. ودليل ذلك سيطرة اليهود الإسرائيليين على مكاتب ديك تشيني بمعرفة ودراية ورضا وموافقة وتخطيط منه.وكأنه يعتبر نفسه صهيوني إسرائيلي قبل أن يكون أمريكي, وربما يرى في صهيونيته وإسرائيليته ما تشرفه وتشرف أسرته بأكثر من جنسيتهم أمريكية. وترك ديك تشيني الحبل على الغارب وبكامل الحرية لهؤلاء الإسرائيليين التحكم بالقرار الأمريكي. وأساليب تنفيذه, وفق ما يرضي نتنياهو وأولمرت واليمين المتطرف والأحزاب الدينية الإسرائيلية. ولكل مازال يرى في الإدارة الأمريكية خيرا , ويثق فيها, ويتيه في حبها, ويعشقها, ويخلص لها, ويتحالف معها, وينضوي معها في حروبها العبثية على ما يسمى بالحرب على الإرهاب. أو كل من يتكل عليها,ويعتمد عليها لتنصره وتدعمه في تحقيق حلمه وحلم معارضته في القفز إلى السلطة, أو حلم موالاته في البقاء والتشبث بالسلطة التي سطا عليها بغفلة من الجماهير أثر حادث أليم. أو من يعتمد عليها لتعيد حقوق شعبه, أو أن تضغط على إسرائيل, أو من يظن أنها ستبوح له بقتلة والده وغيرهم ممن اغتالتهم يد الغدر, أومن يظن أنه بذلك يضمن حكمه, وكل ما يصبوا إليه, بتذلله لبوش أو تشيني أو للحيزبون رايس أثناء لقاءاتهم, أو الحج لزياراتهم وعقد الاجتماعات معهم. وهم يتجاهلون م!
    ا يعانيه
    العراقيين والفلسطينيين والأفغان, على أيدي قوات العدوان والاحتلال الأمريكي وجيش إسرائيل الصهيوني, من أعمال قتل واغتيال وتعذيب وخطف واغتصاب وتهجير وتدمير وإرهاب. وما عاناه لبنان وشعبه, من إرهاب ومجازر وتدمير للمنازل والملاجئ على رؤؤس من فيها خلال عدوان إسرائيل أعوام 1987و 1982و 2006م. ويتجاهلون مجازر مدارس بحر البقر وصبر وشاتيلا وجنين والعامرية والرمادي والفلوجة والموصل والنجف وقانا 1ـ2, وغيرها من المجازر التي فاقت وحشية النازية والفاشية بآلاف المرات. ويتناسون المعتقلين والمخطوفين في السجون الأمريكية والإسرائيلية,والذين يساموا من قبل جلاديهم سؤ العذاب. ويتعاموا ويصموا عن الإساءات التي ينتهجها جورج بوش وصقوره ومحافظيه الجدد المتصهينيين ضد الأديان والأنبياء والرسل وخاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين,حين يدعي أنه نبي, وأن ما يفعله هو تنفيذ لأمر الله . ونذكرهم بقول الله تعالى في محكم آياته بالآيتين من سورة الأنعام:( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن فال سأنزل مثل مآأنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ــ الآية93) والآية( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ـــ الآية 129). ونقول لهم بالفم المليان:هنيئا للحمق والحماقة والحمقى بالأحمق الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته ومحافظيه الجدد المتصهينيين وصقوره وعشاقهم ومحبيهم وخلانهم وحلفائهم وأصحابهم ومريديهم أجمعين.
    الخميس 27/9/2007م
    العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
    البريد الإلكتروني:
    burhank45@yahoo.com
    bkburhan@maktoob.com
    bkriem@gmail.com


  14. #54
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    تصريح الناطق الإعلامي لدائرة التوجيه المعنوي الميداني
    للمقاومة الوطنية العراقية المسلحة.. بمناسبة انعقاد القمة العربية في دمشق العروبة

    شبكة البصرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
    صدق الله العظيم
    يا أبناء امتنا العربية
    يا ابنا العراق النشامى
    انقل لكم تحية القيادة العليا للجهاد والتحرير وبجميع فصائلها المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية وهم يحيونكم بتحية الجهاد والتحرير من أرض العراق والأمة أرض الجهاد المُقدس بوجه المحتلين الأميركان والبريطانيين والصهاينة مدعومين بالتغلغل والنفوذ الايراني الذي قدمَ التسهيلات للاحتلال الأميركي وكان عاملاً أساسياً من عوامل إدامته عبر مشاركة أجندته وأهدافه الخبيثة في السعي المحموم لتقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية وتأجيج الاقتتال الطائفي والعرقي.. بل وأعتمدوا على عميلهم المُزدوّج المالكي لتأجيج الصراع حتى بين أبناء الطائفة الواحدة فراحَ هذا الصغير القزم يذهب الى الموصل مرة والى البصرة مرة أخرى لكي يكون طرفاً أساسياً في تسعير الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد بل والطائفة الواحدة.. وبذلك فأن مجازر الموصل وبغداد وديالى والبصرة وكربلاء والديوانية.. وغيرها من محافظات العراق هي من تنفيذ حكومة المالكي العميلة لأسيادهم الأميركان والإيرانيين.

    أيها الأخوة الأعزاء
    لقد نهضت المقاومة العراقية المُجاهدة بواجبها المقدس في مجابهة الاحتلال الأميركي ووقف إجتياحه للأمة العربية وأقطارها الواحد تلو الأخر عبر مشروعهم المقبور سيء الصيت (الشرق الأوسط الكبير) الذي قبّرهَ إخوتكم المجاهدون في العراق الى غير رجعة.. وحموا بقية أقطار الأمة من الاجتياح.. ولا غرابة في القول ان المقاومة العراقية بروح العرب والمسلمين أجمعين هي التي أفشلت المشروع الأميركي الذي كان يستهدف الأقطار العربية كلها.

    إخوتي الأكارم
    كنا نتأمل في قمة العام الماضي وقبله من القمم الى مساندتكم المادية والمعنوية لأخوتكم مجاهدي العراق الذين رفعوا رؤوسكم عالياً ولكن ومع شديد الأسف وبالرغم من قولة الحق التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر قمة الرياض في العام الماضي عندما قال (ان العراق يتعرض لاحتلال أجنبي غير مشروع). ومع هذا فأنكم استقبلتم العميل (جلال الطالباني) الذي عمل جاهدا لطمس هوية العراق العربية والاسلامية والذي سمى الاحتلال تحريراً وتبارك وتسبح بحمد المجرم بوش بكرةً وأصيلاً.. ونذُكركم هذه المرة،، بأنكم ستستقبلون ممثل الاحتلال الأميركي - الايراني الأخر العميل المالكي أو من ينوب عنه وقد أوضحنا لكم دورهم المُشين في ذبحَ العراقيين وتشجيع الاقتتال الطائفي فيما بينهم وإتفاقه المُعلن مع المجرم بوش لرهن إرادة العراق وثروته واستباحه أرضه من قبل القوات الأميركية الغازية لآجال زمنية طويلة تتجاوز العقود من السنين.. والأحرى بكم والأجدى بكم طرد هذا الخائن العميل المجرم.. فهو لا يستحق الجلوس على كرسي العراق الذي هو ملك الشعب العراقي واستحقاق مقاومته الباسلة الممثل الشرعي الوحيد له.. هذه المقاومة الباسلة التي تدخل عام مجابهتها السادس للاحتلال والمُحتلين تذود عن حمى الأمة العربية وحياض الوطن العربي الكبير وتحمي الذمار والديار وكل مقومات وجود الأمة ونهضتها الجديدة.. وقدمت مليون و 300 ألف شهيد في معاركها المقدسة بوجه العدوان الأميركي - الأطلسي - الصهيوني الايراني وبوجه قوات الاحتلال الغازية من كل حدَب وصوب.. فراحَ المجرم بوش وفي ذكرى عدوانه الخامس على العراق وبعد إبلاغه ببلوغ عدد قتلاه الـ 4000 قتيل و 30000 ألف جريح بأرقامهم الأميركية الرسمية الكاذبة، يُبرر عُدوانه وإحتلاله بذات الأكاذيب والذرائع الواهية التي أطلقها عشية العدوان وراحَ يحث الأميركان وعملائهم على مواصلة الاحتلال.. لأنه بات يُدرك ان مأزقه الخانق يطبق على إدارته المجرمة وعلى جنوده ومرتزقته في العراق، وان نصر المقاومة المجاهدة آت لا ريب فيه.. ولقد أستثمر منافسو حزبه في المهرجانات التحضيرية للانتخابات الأميركية هزيمته في العراق، لإسقاطه وإسقاط حزبه الجمهوري، بل راحوا يعلنون صراحة وجهاراً بان تردي الوضع الاقتصادي الأميركي هو بسبب نصر المقاومة العراقية وخذلان وهزيمة الجيش الأميركي الغازي.

    يا أبناء العراق
    ويا أبناء امتنا العربية
    لقد راحت أميركا جراء هزيمتها المُنكرة تظهر الحرص كذباً على العرب وراحت تحاول جَرهم الى ميادين صراعها وما جولات المجرمين بوش وديك تشيني ورايس في الأقطار العربية إلا سعياً لخدمة مخططات أميركا في دعم الكيان الصهيوني واستثمار نتائج مؤتمر (أنا بوليس) والإعلان عن الانحياز السافر للكيان الصهيوني وتهديد الفلسطينيين بان يكفوا عن مقاومتهم وإلا خسروا (حلم الدولة الفلسطينية) كما عَبر بوش وديك تشيني.. كما انهم أخذوا يتدخلون حتى في مؤتمرات قمتكم العربية ويهاجمون سوريا العربية ومارسوا ضغوطاتهم الواضحة لإضعاف التمثيل العربي في القمة والذي وصَل ادنى مستوياته الرسمية في تاريخ القمم العربية فهم غير مرتاحين لعقد القمة العربية في دمشق الحضارة والعروبة والإسلام، لان سوريا ترفض الخضوع للمخططات الأميركية واملاءاتها.. ولن ترهبها بوارجهم في البحر الأبيض المتوسط وقصف المواقع السورية بغية إضعاف مقاومة سوريا ولبنان وفلسطين للكيان الصهيوني.
    أخوتي الأعزاء
    أعُيد تذكيركم بجهاد إخوتكم في العراق وبضرورة طردكم للعميل المالكي ممثل أميركا وإيران في المؤتمر أو من يمثله وان تدعو ممثلي المقاومة العراقية المجاهدة لحضوره..
    (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)
    وبارك الله جهد الخيرين مُنكم الذين رفدوا المقاومة المجاهدة ولو بكلمة طيبةٍ والذين آووا اللاجئين والمهاجرين والمهجرين من أبناء شعبكم العراقي فلهم في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ولهم من أخوتهم المجاهدين.. خير الدعاء وأن يجزيهم الله خير جزاء.. فقد قال الجليل تعالى في محكم كتابه العزيز
    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
    وسيمضي المجاهدون في العراق كنز الإيمان وجمجمة العرب وقاعدة الحضارة منذ سومر وأكد وبابل وأشور ومعارك الفتح العربي والإسلامي وحتى يومنا هذا.. وحتى يقضي الله بنصره المُبين وفوز المجاهدين العظيم ولينصرن الله من نصره وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

    الناطق الإعلامي
    لدائرة التوجيه المعنوي الميداني
    للمقاومة الوطنية العراقية المسلحة
    21 ربيع الاول 1429
    28اذار2008
    شبكة البصرة
    الاحد 23 ربيع الاول 1429 / 30 آذار 2008
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


  15. #55
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    حرب باردة في أروقة القمة وأخرى ساخنة على الارض
    شبكة البصرة
    محسن خليل
    قبل يوم من انعقاد القمة العربية في دمشق أعلن عن تغَّيب 8 زعماء عرب، ولم تحسم ثلاث دول مستوى تمثيلها، في محاولة للادعاء بفشل قمة دمشق قبل ان تنعقد... هذا الاسلوب في التعامل مع قمة دمشق يعيد الى الاذهان كما حصل في مرات كثيرة سابقة أجواء حرب باردة تخوضها أنظمة معينة ضد أخرى، ضاربة بعرض الحائط قرارات مؤتمراتها الداعية الى تغليب المصلحة القومية العليا وتعزيز العمل العربي المشترك بين الدول العربية، ودافعة بخلافاتها السياسية والاختراق الخارجي لسياسات بعضها الى الواجهة.. في كل المنظمات الاقليمية تنعقد القمم وبين اعضائها من الخلافات والاختلافات الكثير، ومع ذلك، لا ينزلق أعضاؤها في دائرة العمل الكيدي، بل يجتمعون حسب المواعيد المقررة ويتفقون على ما يتوافقوا عليه ويؤجلوا ما اختلفوا عليه،ألا القمة العربية فهي الوحيدة من بين المنظمات الاقليمية الدولية التي تتحول أجتماعاتها الى حرب باردة وجبهات متصارعة تصل الى حد تعطيلها اوأرجاء عقدها أو أفشالها..
    هناك وهم كبير يهيمن على عقلية معظم الانظمة العربية، ويعتبر أحد العوامل الاساسية المسؤولة عن شلل القمة العربية، الا وهو الفصل الكامل بين أمن الانظمة والامن الوطني (القطري) والامن القومي العربي (الامن الجماعي)،والاعتقاد بأمكانية تحقيق أمن النظام بمعزل عن الامنَّين الآخرين والاستعاضة عن الامن العربي الجماعي بعلاقات تحالف أو صداقة أو تبعية مع دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانية وحتى (أسرائيل) بالنسبة للبعض،وثمن هذه العلاقة معروف ونتائجها معروفة.. تخسر هذه الانظمة أمنها وتفرط بالامن الجماعي العربي،وتنعزل عن شعوبها وتصبح أكثر هشاشة ازاء الضغوط الخارجية فتسقط في الحلقة المفرغة.. مزيد من التبعية يؤدي الى مزيد من خلخلة أمن الانظمة، وهذه الاخيرة تدفع الى مزيد من التبعية..
    في الخمسينات والستينات عندما كانت بنية النظام العربي تميل لصالح قوى التحرروالثورة العربية كانت الجامعة أقرب الى نبض الشارع العربي وأكثر تمسكاً بالحقوق العربية ولم تكن انظمة التبعية آنذاك تتجرأ على ممارسة تصرفات مشبوهة أو اتخاذ مواقف يشم منها رائحة النفوذ الاجنبي، أما اليوم فقد تغيرت بنية النظام العربي لصالح انظمة مرتبطة بقوى اجنبية تمكنت أن تفرض سياساتها ومواقفها على العمل العربي المشترك في ظل غياب مركز عربي قوي ومؤثر اقليميا ودوليا، مثلته مصر في الخمسينات والستينات، والعراق في الثمانينات.
    ان قمة دمشق هي قمة الحرب الباردة بين تيارين سائدين في المنطقة.. تيار المقاومة والاستقلالية والمشروع القومي العربي، وتيار الاعتدال كما يسمى.. تيار الاعتدال يريد افشال القمة العربية لتعميق عزلة سوريا عن النظام العربي الرسمي وتفعيل القرارات الامريكية المتخذة ضد ها مثل قانون محاسبة سوريا، وتمكين سلطة محمود عباس في رام الله وقوى 14 آذار في لبنان من الامساك بمقاليد السلطة فيهما تمهيداً لفرض تسويات يريد الكيان الصهيوني لها ان تنهي المقاومة بصورة نهائية لكي ينفتح الطريق أمامه لتصفية القضية الفلسطينية والجولان السوري المحتل كليا.
    الموقف السوري المعلن ليس ضد التسوية وهو مؤيد لمبادرة السلام العربية، ويسعى لأستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني بشأن الجولان،ولكنه يتمسك بتسوية تعيد ارضه المحتلة وتقيم دولة فلسطينية في الضفة والقطاع،ويحرص على تفعيل دور الجامعة العربية لحل الازمة اللبنانية، غير أن مسار المواقف السياسية لتيار الاعتدال حمل سوريا مسؤولية تعثر الحل في لبنان واشترط عليها أن تحسم مسألة أنتخاب رئيس لبنان كشرط لمشاركة فاعلة في قمة دمشق،وبخلافه سوف تنعقد قمة ينقصها الوفاق ويغيب عنها الاتفاق وتفشل في إخراج لبنان من أزمته وقد تفجر الخلافات العربية ـ العربية بعد القمة...
    موقف تيار الاعتدال من قمة دمشق تحكمه اعتبارات الحرب الباردة ضد سوريا، وهي حرب تحرض عليها الولايات المتحدة و(أسرائيل)،رغم أن سوريا لم تشذ عن الاجماع العربي في قمة الرياض2007 سواء أزاء قضية (السلام) والمبادرة العربية للسلام أو ازاء القضايا الفلسطينية والعراقية والسودانية، وكانت مع التوافق في قراراتها. ومن المتوقع
    جداً ان قمة دمشق لن تخرج بأكثر مما خرجت به قمة الرياض أو القمم التي سبقتهما بشأن جدول الاعمال، كما ان قراراتها سيكون شأنها شأن قرارات القمم السابقة، قرارات ورقية لن تجد سبيلها الى التنفيذ... هكذا هي آلية العمل العربي المشترك تحت هيمنة تيار (الاعتدال).. واي متابع للقمم العربية يستغرب لماذا كل هذا التهويل والاهتمام بالقمم العربية والجميع يعرف أنها تؤخر ولا تقدم في أي ملف أو قضية تتناولها. مبادرة السلام العربية، مبادرة صنعاء لحل الازمة بين فتح وحماس، مبادرة الجامعة العربية لحل الازمة اللبنانية، اللامبادرة لمعالجة الاحتلال الامريكي للعراق، صورية قرارات القمة أزاء قضايا السودان والصومال.. هذه ملفات أساسية يتم تداولها في السياسة العربية الرسمية بوصفها ملفات مفجرة للتناقضات والخلافات بين تياري الدول العربية (تيار الاعتدال) و(تيارالاستقلال)،ولكنها في القمم السابقة حظيت بتوافق الجميع عليها ولم ينفذ منها شيء، حتى مبادرة صنعاء لحل أزمة حماس وسلطة عباس والتي تعول قيادة اليمن على تبنيها من قمة دمشق،ثمة من يعمل خارج القمة على قبرها ومصمم على تصفية حماس ونزع سلاحها بأي ثمن،والاتفاقيات الاخرى مثل أتفاق مكة تستخدم لكسب الوقت للأنقضاض على حماس متى حانت الفرصة.. الحل العربي غير مسموح به لا بالنسبة لحماس ولا بالنسبة للبنان وسبق أن اعتمدت هذه الصيغة أو الشعار في معالجة دخول العراق الى الكويت عام 1990 وانتهت بفضل القمة العربية الى تأييد وتوفير اغطية العدوان الامريكي على العراق في 1991 و 2003 مع ان فرصة الحل العربي والتسوية السياسية آنذاك كانت كبيرة جدا ورحب بها العراق.
    حماس يجب أن تضرب هذه هي المبادرة الوحيدة المسموح بها في غزة والضفة.. وكل ما سيصدر عن قمة دمشق حتى لو تمت صياغته بيد خالد مشعل نفسه،سيبقى حبيس الورق الذي كتب عليه أما على الارض فالمطلوب رأس حماس؟
    أذن لماذا كل هذا الاهتمام من الدول العربية بقمة دمشق والقمم التي سبقتها؟؟ قد يكون الاعتبار المعنوي هو ما تفكر فيه القيادة السورية وكذلك تيار الاعتدال...حرب باردة في أروقة القمة، وتناقضات وتوافقات على الورق، ومواقف معبر عنها في قرارات قمة لا تلامس الارض بصرف النظر عن قوتها وضعفها.. كل هذا يجري والجميع يعرف أن الحرب الباردة الحقيقية والحرب الساخنة تخاض على الارض.وأن نتائج الارض هي التي تقرر من الذي سيفوز ومن الذي سيخسر.. والفوز والخسارة معيارهما الاقتراب أو الابتعاد من جماهير الامة العربية وقواها الحية الفاعلة والفوز بثقتها..
    القمة العربية الحقيقية ستكون في الميدان.. وهي ليست في حل الازمة اللبنانية وتتويج السنيورة زعيما مطلقا للبنان أوفي تتويج حزب الله زعيما مطلقا للبنان،فسواءً مرر هذا الخيار أو ذاك لن تتغير بنية الوضع الجيبوليتيكي في المنطقة،ولن يتهشم الكيان الصهيوني والهيمنة الامريكية على المنطقة العربية. أن ما يحسم الملفات ويهيء لقمة عربية حقيقية هو صمود ونجاح المقاومة الفلسطينية في كل فلسطين، وما يحسم الملفات هو نجاح المقاومة العراقية في أستنزاف قوات الاحتلال الامريكية والحكومة التي أنشأتها في العراق.. الحرب الباردة في قمة دمشق هي حرب بالوكالة نيابة عن اطراف معروفة وهي لا تحسم شيء، لأن الحسم يجب أن يكون في ميادين المعارك الساخنة في العراق وفلسطين.. ومن المستحيل أن يجد الملف اللبناني حله بأي أتجاه قبل حل الملف العراقي، وكل المؤشرات تقول أن المقاومة العراقية أنهكت أمريكا في العراق، وأوصلت الحالة المعنوية لقواتها الى حافة الانهيار،أما حكومة الاحتلال وعمليتها السياسية فقد انهارت اصلا ولم يبق منها الا ظلال لا تلبث أن تذوي هي الاخرى عاجلا أو آجلا.. الحسم في العراق قادم على أيدي المقاومة العراقية، وعندها فقط يمكن حسم الملفات الاخرى المطروحة على القمم العربية..
    شبكة البصرة
    الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


  16. #56
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الإعتراف.. هو الحقيقة الناصعة التي تفرض نفسها كمحصله!شبكة البصرة
    حكمت ناظم
    • الأعتراف بالمقاومة الوطنية العراقية.. ضرورة موضوعية.
    • الأقطار العربية جميعها.. محكومة بهذه الضرورة.
    • المقاومة الوطنية.. أسقطت كل الإطروحات والذرائع المشبوهه.
    • الأقطار العربية جميعها.. عليها أن تعيد النظر بحساباتها.


    بعد خمس سنوات من القهر والقتل والتشريد والتدمير، تعلن المقاومة الوطنية العراقية بالملموس إنتصارها على أبشع إستعمار عرفته البشرية في تاريخها الأسود، بالرغم من التعتيم والتقييد والتآمر وأساليب التفتيت والتقزيم، التي برع فيها المحتلون الأمريكيون والبريطانيون والإسرائيليون والإيرانيون، على حدٍ سواء، وفي كل مراحل الصراع القاسي على أرض العراق الطاهرة. تعلن المقاومة الوطنية إنتصارها بالإرقام والحقائق على الأرض، وليس بالتوهيمات والفبركات والتضخيمات، التي تؤشر عمق الواقع المزري للإحتلال سياسياً وعسكرياً وتعبوياً ومعنوياً، وعمق الواقع المأساوي الذي أوجده الإحتلال في العراق.
    خمس سنوات أفرزت حقائق مرعبة لا يستطيع أحد أن يغمض عينيه، لأن الصورة باتت مجسمه أمام العالم، كل العالم شرقه وغربه، وما يخصنا على وجه التحديد الأقطار العربية التي ظلت تنظر الى المقاومة الوطنية العراقية بعين واحدة يشوبها الرمد، كما تنظر الى شعب العراق المقاوم وكأنه فئات متشرذمة تتقاتل في ما بينها مذهبياً ولا يهما أوضاع الوطن، وإنها تسكت على الإحتلال وتقبل ببرلمانه الأعرج ودستوره الأفلج الذي يخالف حقائق التاريخ وحقائق وحدة العراق أرضاً وشعباً وحضارة عربية إسلامية شامخة.. والإحتلال نراه يختفي خلف تلك الإطروحات ويدفع بشكل فاضح من يستطيع أن يعاونه في رسم تلك الصورة المشوشة من خلال العين العربية المأزومة بالرمد والصديد المقرف.
    لا أحد يستطيع أن يتغاضى، بعد خمس سنوات من الموت والقهر والتشريد، عن جرائم الإحتلال وعمق المأساة التي حلت بالعراق وشعب العراق.. لا أحد من الأنظمة العربية في النظام العربي الرسمي يستطيع أن يلوي الحقائق ويقول كما يقول المحتلون – أن شعب العراق قد تحرر.. وإن شعب العراق لم يسبح بالدم جراء الإحتلال وأعوانه.. وإن شعب العراق لم يشرد في الخارج والداخل.. وإن دولة العراق لم تدمر عمداً وبسبق الإصرار.. وإن دولة العراق لم تسرق وتنهب بوضح النهار.. وإن لصوص النفط، ولصوص الآثار، ولصوص المخطوطات والمكتبات، ولصوص المصانع المدنية والعسكرية لم يشاركوا في جرائم اللصوصية عبر الشمال ومنها الى ايران.. ولا أحد يستطيع أن يقول أن ايران لم تتدخل بالعراق، وإنها عاثت به وبشعبه قتلاً وتدميراً وتشريداً على الهوية، وإن نفوذها بات يتهدد في تفجير الداخل البحريني، والداخل الكويتي، والداخل السعودي، والداخل الإماراتي واليماني واللبناني والسوري والمصري حتى المغرب الذي تمكن من تفكيك خلية مهدوية زرعها مراسل (المنار) في سلا- الرباط.
    العالم بات يدرك أن أمريكا سفينة غارقة لا محاله، سياسياً قبل كل شيء، ومالياً، وعسكرياً وأخلاقياً، وإن إطروحاتها كلها قد تهاوت، وذرائعها قد تساقطت، وإدعاءاتها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان قد إفتضحت، وذراعها القوية في العراق قد لويت بفعل المقاومة الوطنية العراقية البطلة.
    العالم كله بات يدرك، أن أمريكا قد أفرغت شحنتها في القتل والتدمير في أفغانستان والعراق وفشلت، وهي الآن، تتوسل تركيا على إرسال المزيد من الدعم العسكري الى أفغانستان، وتتوسل الدول العربية على إرسال سفرائها الى بغداد لإنقاذ حكومتها العميله من مصيرها المحتوم، وتتوسل من تراه صاغراً لعقد مؤتمرات " المصالحة " البائسة علٌها تستطيع أن تخدع العالم بأن الصراع بين فئات الشعب العراقي سياسياً ومذهبياً، ولا علاقة للإحتلال بهذا الصراع، وهي فاعل خير يدعو للمصالحة وما على الدول العربية وجامعتهم العتيدة سوى التجاوب في هذا المرمى الذي يصب في خانة المحتل الغازي.
    قبل خمس سنوات، والإحتلال في بدايات زخمه الدموي، وإطروحاته الفاشية (أنت معي أو ضدي)، ربما كان العالم مرعوباً من بطش رعاة البقر وهراواتهم الثقيلة التي يلوحون بها في كل وسائلهم القذرة، ومن هذا العالم أقطارنا العربية، التي قبلت، خلافاً لميثاق الجامعة العربية، وخلافاً للثوابت القومية، أن يحتل مقعد العراق الشرعي، لصوص المنطقة الخضراء، وهم لا يمثلون شعب العراق، وإن صفتهم التمثيلية هي إحتلالية مقيتة وسافرة.. كان يفترض أن يظل المقعد الشرعي للعراق شاغرا حتى التحرير، لا بل تشغله المقاومة الوطنية العراقية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي بكل فصائله وأطيافه الوطنية.. كان ينبغي أن لا ترسل الأقطار العربية، وهي دول مستقلة وذات سيادة، ممثلين عنها الى العراق المحتل فاقد السيادة، والعراق عربي مسلم، وهو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.
    الأقطار العربية أخطأت حين قبلت أن تؤسس تمثيلاً سياسياً في دولة عربية تحت الإحتلال، كما أخطأت في أن تستقبل ممثلي الإحتلال في عواصمها، لأنهم لا يمثلون الشعب العراقي.. كما أن الجامعة العربية أخطأت حين قبلت أن يحتل الإحتلال مقعد العراق الشاغر، وأخطأت حين فتحت لها مكتباً في بغداد، وأخطأت حين تبنت دعوات الإحتلال العقيمة الى " المصالحة " وهي تدرك أن المصالحة تتم بين فريقين وطنيين، وليس بين فريق وطني وآخر عميل جاء مع الإحتلال ويعمل في إطار أجندته الإستعمارية. الأقطار العربية وجامعتهم، بعد فشل المشروع الأمريكي الأستعماري في العراق، عليها أن تستدرك قبل فوات الأوآن، وتعيد النظر في مواقفها وتعاملاتها التي تتجاهل من خلالها مشروع المقاومة الوطنية العراقية الجاهز للتطبيق بعد زوال الإحتلال، وتمد وسائل التجسير والدعم بمختلف أوجهه، ويقع في مقدمة هذا الدعم فتح قنوات إتصالات إعلامية رسمية، والإمتناع عن أي صيغة تمثيلية دبلوماسية أو سياسية متبادلة في ظل الإحتلال، وسحب الإعتراف بالموقع التمثيلي في الجامعة العربية، لعدم قدرة الحكومة المنشأة من الإحتلال على تمثيل الشعب العراقي، فضلاً عن عدم شرعية من يحتل مقعد العراق الدائم في الجامعة العربية هو في الأساس فاقد للشرعية التي يتأسس عليها التمثيل المتبادل.
    الدول ورؤساؤها لا يقبلون أوراق إعتماد تمثيلية لحكومات تحت الإحتلال فاقدة السيادة، والذين تقبلوها قد أخطأوا في موقعين، الأول : أن قبول أوراق الإعتماد لا يتم إلا في إطار سيادي وليس في إطار إحتلالي، وهو الأمر الذي يظهر إشكالية التعارض الفاضح بين التشريع الداخلي للدولة المضيفة ودستورها، وبين الفعل الذي إنتهت اليه حالة القبول بالتمثيل المتبادل. والثاني: أن قبول أوراق الإعتماد التمثيلية تأتي نتيجة لحالة الإلتفاف على القوانين والتشريعات الدستورية والفبركات القانونية من جهة، والرضوخ للضغوط السياسية الأجنبية بإقامة العلاقات الثنائية التمثيلية غيرالمتكافئة وغيرالمتطابقةلا في الإستقلال الوطني ولا في السيادة الوطنية، وتحت ظروف الإحتلال القسرية التي يتعرض لها شعب العراق من جهة أخرى.. وتلك حالة مخزية تماماً وشاذه واقعياً ومنطقياً، يتعذر تبريرها أبداً.
    ومن أجل إحترام الدولة لسيادتها، وإحترامها لأستقلالها، وإحترامها لشعبها، وهي المعايير الأساس التي عليها يبنى قرار بناء العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، تقتضي الحالة الواقعية مع شعب العراق المقاوم الآتي :
    أولاً- الإسراع في مد جسور التواصل السياسي والإعلامي مع المقاومة الوطنية العراقية بإعتبارها الممثل الشرعي للشعب العراقي بكل أطيافه وشرائحه وقومياته ومذاهبه وفصائله المقاومة المسلحة.. لأن مشروع الإحتلال بمجمله قد فشل ولن تقوم له قائمه، فيما تفرض المقاومة الوطنية العراقية مشروعها المتكامل في بناء الدولة العراقية وإحلال الأمن الأجتماعي فيها على وفق القوانين والأعراف وبصيغ إحقاق العدل والإنصاف والمساواة، ووضع حدٍ للتجاوزات والإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب العراقي، وقدرة هذا المشروع على إدارة دفة الدولة العراقية بما يتلائم مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة، وأحكام ميثاق جامعة الدول العربية.
    ثانياً - الأمتناع عن إرسال أو فتح سفارات في بغداد أو إستقبال سفراء الإحتلال في عواصم بلدانها، لتعارض ذلك مع الحالة القانونية والدستورية التي لا تجيزالتعامل بالمثل، في ظل ظروف الإحتلال.
    ثالثاً – سحب أو تجميد الإعتراف بالحالة التمثيلية للعراق المحتل في الجامعة العربية، حتى زوال الإحتلال وظهور حكم وطني يتولى مهامه التمثيلية والأعتبارية ليصار الى تثبيت الأعتراف الواقعي والأعتراف القانوني.
    رابعاً – تنشيط منظمات المجتمع المدني والإتحادات الجماهيرية العربية على التواصل مع نظيراتها من تنظيمات وطنية عراقية مناهضة للإحتلال، من أجل تجسير المسافات والعلاقات مع شعب العراق الذي هو بأمس الحاجة للعون والدعم والإسناد.
    خامساً – تذليل العقبات الأجرائية على دخول المواطنين العراقيين والمقيمين منهم ضيوفاً لدى البلدان العربية، وتقديم العون لهم وعدم مضايقتهم، لأن شعب العراق لن ينس وقفة الشعب العربي، كما لن ينس مواقف الحكومات العربية.. لأن الأحتلال زائل حتماً، وما هي إلا مسألة وقت لن يطول كثيراً.
    المشروع الأمريكي قد سقط، وسقوطه بات مدوياً على كل الصعد سواء كانت سياسية وإقتصادية وستراتيجية وأخلاقية أو مكانة وهيبة دولية، ولا عذر لمن يضع رأسه في رمال الحقائق الدامغة، أو من يصرعلى رؤية الحقائق بعين واحدة مملوءة بالقيح.. الواقع الحقيقي الراهن في العراق، ليس حركة اللصوص والخارجين على القانون من الجهلاء والدهماء والرعاع، هؤلاء دائما موجودون في كل زمان ومكان حيث يحدث فراغ الأمن. ولا شراذم أحزاب ايران المتهالكه ومليشياتها الدمويه.. الواقع الحقيقي الراهن يتمثل بالوجود المقاوم، وبحركة المقاومة الضاربة، وبمنهجيتها وستراتيجيتها السياسية والعسكرية والتعبوية والإعلامية.. هذا الواقع ليس مجموعة الغوغاء في برلمان الطائفية، ولا مجموعة المرتزقة الذين يدورون حول دكاكين الأحزاب الطائفية التي لا تعترف بالوطن.. الواقع الراهن هو القوة الحقيقية التي أجبرت الأحتلال وحكومته العميلة على الإختباء خلف أسوار المنطقة الخضراء.. منذ خمس سنوات، يختبئون خلف كتل السمنت المسلح خوفاً ورعباً من الشعب العراقي وقيادته المقاومه.. ما يظهر على السطح في المنطقة الخضراء ليس سوى فقاعات ستنفجر قريباً بزوال الأحتلال، ولن يبقى سوى الشعب العراقي العظيم وقيادته الوطنية البطلة المؤمنة بالله والشعب والوطن!!
    30/3/2008
    شبكة البصرة
    الاثنين 24 ربيع الاول 1429 / 31 آذار 2008
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


  17. #57
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    قواعد اللعبة.. معرفتها لم تعد حكراً على أحد!
    شبكة البصرة
    حكمت ناظم
    • المصالح هي التي تحتكم المواقف.. علينا أن ندرك ذلك دائماً.
    • قواعد اللعبة الإيرانية- الأمريكية.. لم تعد رجماً بالغيب.
    • مأزق اللاعبان الإقليمي والدولي.. بارز للعيان.
    • وما هو على السطح.. لا يمثل الغاطس.


    على مسرح الصراع والتنافس، وما بينهما، تتحرك القوى السياسية وتتعامل وتتقاطع أو تتناحر ربما بطريقة تحكمها قوانين الصراع، وقوانين الحركة وطريقة التعاطي مع الأحداث في ضوء رؤيتها السياسية، وثمة حيزاً مع ذلك للمقاربة وللمناورة، وإستخدامات أوراق الضغط بالقدر الذي يؤمن حركتها في التقدم والتراجع المحسوب. وأحياناً يكون الصراع دون تداخل، وأحياناً أخرى تتداخل الخنادق، وكل طرف يحاول أن يثير الغبار في وجه الآخر، فيمسي الجو مغبراً فيزيد من عتمة الموقف. ومن المحتمل أن تكون إحدى القوى ورقة ضاغطة بالكامل لجهة أجنبية دون شروط لخطواتها، ولم يكن ذلك من باب الغرابه.
    قلت في مقالات سابقة نشرتها البصرة المناضلة على التولي (1/2 و 24/5 و 2/12/2007) أن الصدر وتياره وجيشه غير النظامي قد إستُغلوا أبشع إستغلال من لدن الحكيم ومجلسه الأعلى وفيلقه (بدر)، كما إستغله المالكي وحزب (الدعوة) الذي نكث بتعهداته ونكلَ بالصدر وتياره العائم في فضاءات ليس فيها من قرار، وهو الآن يضع رقبة الصدر تحت المقصله، بمباركة المرجعية السيستانية، والمرجعية الحائرية التي تنصلت هي الأخرى عن فتاوى الصدر السياسية العبثية وغير المتوازنة، ثم يتم التنصل والتراجع والحوار، ولفلفة الموقف وعفى الله عما سلف.!!
    أستُغلَ الصدر وتياره الهلامي ببشاعة في تنفيذ أجندة المجلس والدعوة، وهي أجندة إيرانية في القتل والتصفيات الجسدية على الهوية وإثارة موجة من العنف الطائفي والتشريد والفرز المذهبي الجائر.. وكان الحكيم (بدر) والمالكي (الدعوة) يختفون خلف مشهد القتل الدامي ويلعبون بأداتهم المهيئة أساساً للقتل والسلب والنهب. وكل ذلك يحدث في إطار ما يسميه أحمد الجلبي بـ (البيت الشيعي)،والحقيقة إنه ليس بيتاً إنما (الفندق الشيعي)، والفرق واضح بين البيت وبين الفندق،الذي سيرحل الغرباء عنه مرغمين الى حيث جاءوا!
    إندفع الصدر وتياره وجيشه تحت تأييد الحكيم ومن خلفه الأحتلال وبمباركة من ايران لخلق واقع دموي عسير رسمته الأستخبارات الأيرانية. والهدف من ذلك ضرب عصفورين بحجر.. فقد إستخدمت ايران الصدر أولاً كرأس حربة طائفية في القتل والتدمير، وكأداة فرز طائفية للتشريد على طريق التقسيم لإبتلاع جنوب العراق في النهاية. كما إستنزفت ايران الصدر وجيشه ثانياً، وتلاعبت به ووضعته تحت رحمة تصفيات حكومة الأحتلال وتصفيات قوات الأحتلال في آن واحد.. وقائد التيار يقبع في طهران وتحت وصايتها.!!
    المعروف أن حكومة الأحتلال هي(المجلس الأعلى والدعوة) وهما جهتان ايرانيتان وجوداً وهويه.. إيران هي من يستخدم الصدر وجيشه رغم كونه في الأئتلاف، ورغم كونه من الشيعه، لسببين، الأول : يتعلق بالمرجعية والصراع من أجل السيطرة عليها، ولأن الصدر وأتباعه لا يعترفون بمرجعية ولاية الفقيه، ويتقاطعون حول الأحقية المرجعية العربية في العراق بالضد من المرجعية السيستانية و(الحائرية) الفارسيتين. والسبب الثاني : هو أن ايران الدولة القومية الفارسية، وليس الملالي، من يقرر المصالح الإيرانية ويسعى من أجل بلوغها حيثما وجدت، ولا يهمها الجهة التي تستخدمها.. ايران تتعاون مع امريكا في العراق وحكومة الأحتلال هي منها واليها، ومع ذلك فأن هنالك أجندة ايرانية ترى في الضغط الدموي الذي تستخدمه في العراق، يحقق لها إنفراجاً حيال ملفها النووي، ويُيسر لها حركتها، ويوفر لها الزمن، ويخفف لها تنفيذ أهدافها.
    الصدر، يفتقر الى المرجعية وتعوزه المعرفة السياسية. وتياره هامشي يتحرك بهوجائية وهمجية. وجيشه يعوزه الضبط والربط. التشكيل هذا هلامي يجمع عناصر متحلله في معظمها متحدرة من أوساط معدمة ورثه- وليس ذلك عيباً-، يتعذر وصفها بالجيش، لأن الجيش نظام وإنضباط وعقيدة وقييم وإطار وطني جامع.. والإشكالية في هذا الأمر، ليس لدى هذا التيار مشروع سياسي يستند الى فكر وطني محدد، وليس لديه أساس عقيدي ورؤية موضوعية وطنية مستقبلية.. فهو جاهل في السياسة، وجاهل في معرفة طبيعة العلاقات الوطنية التي يتطلبها واقع العمل الوطني، ويعوزه عنصر الثبات على المواقف، وتلك إشكالية كبرى في ساحة العراق على وجه الخصوص.. مرة يصطدم بقوات الإحتلال ثم يتراجع ويسلم أتباعه سلاحهم أو يبيعونه.. ومرة يدخل في اللعبة السياسية ويداهن الإحتلال بتجميد فعاليات جيشه حيال قوات الإحتلال، والحقيقة أن إيران هي التي تقول له (جمد) فعاليات جيشك، في الوقت الذي يعمل الحكيم (بدر) والمالكي(الدعوة) على خرق تيار الصدر وشرذمته الى مجاميع تبعاً للدراسة الأمريكية التي أقرت (إحتواء) الشيعه العرب المناهضين للإحتلال وتفكيكهم الى مجاميع ثم شرذمتهم. هذا التكتيك الأستراتيجي للدراسة لم ينفذه الإحتلال لوحده إنما بالتعاون مع إيران، والسبب الرئيس، هو أن كليهما يريدان تطبيق ما إتفقا عليه حول (تهدئة ألوضع الأمني في العراق) لكي ينجح المشروع الأمريكي، وتنجح أهداف الدولة الإيرانية في العراق وفي المنطقة.. تستخدم ايران الصدر وتياره في التصعيد والإستنزاف، وتمده بمختلف الأسلحة ومنها الصواريخ والراجمات الصغيرة والعبوات الناسفه الخ. لا تضحي إيران بورقة ضاغطة مهمة في ساحة مهمة ومعقدة تبني لها آمالاً جيو- ستراتيجية لمشروعها التوسعي، إلا إذا ضمنت أهدافاً جرى الإتفاق بشأنها.
    يقول مستشار المالكي " كلما شعرت ايران بضغوط أمريكية شديدة عليها، فأنها تجعل من العراق ساحة للرد، الأمر الذي يعني أن شعب العراق يدفع دماء نتيجة لهذا الرد "!!، وهذا الرأي يمثل إزدواجية السياسة التي تتبعها ايران على ساحة العراق. لقد أشارت مجلة (The Nation) في تقريرها الأخير" أن إيران إستغلت الفراغ السياسي في العراق وأكدت وجودها السري والعلني فيه.. وإن لعبة الشطرنج بالوكالة بين أمريكا وإيران تدور في العراق، إذ أن نتيجة الأحتلال لم تؤد لولادة حكومة مواليه لواشنطن ولكن مرتبطة بطهران " وأضافت " الغريب أن أمريكا تعرف أن الحكيم و(بدر) له علاقة وثيقة ومعروفة مع ايران ".

    الهدنة.. والتصعيد.. وتصفية الحسابات
    اصطدم الصدر بأمريكا في جنوب العراق، ثم تراجع ليستقر على رأي معارضة سلمية في (البرلمان) وفي (الشارع).. ولم يستطع أن يحسم أمره بين الأثنين. (البرلمان) معناه الأمريكان، و(الشارع) معناه مع الجماهير الرافضة للأحتلال، أما بقاءه هنا وهناك، فتلك حالة ضياع وإطالة أمد الإحتلال. لماذا الهدنة مع المحتل؟ من يرسم أهداف الهدنة، الصدر أم ايران؟ سيما وإن من يدعم الصدر هي ايران التي تدفع به الى التصعيد، وهي التي تضغط عليه في هدنة مع المحتل الغازي تبعاً لمقياس علاقاتها مع هذا المحتل.. المصالح الأيرانية دائماً هي في المقدمة، وهي دائماً على حساب العراق وشعب العراق.
    قلت، أن ايران تدعم الحكيم (بدر)، وتزود الصدر (جيش المهدي) بمختلف أنواع الأسلحة، صواريخ، وراجمات صغيرة، وقاذفات، وهاونات، وعبوات ناسفة. مليشيات المهدي في البصرة تقاتل جيش وشرطة الإحتلال بقيادة المالكي مدعوم من الجيش الأمريكي وطيرانه العسكري، ولم تتمكن هذه القوة من كسر(جيش المهدي) المدعوم بعناصر(فيلق القدس) الإيرانية التي تدفقت من عدد من منافذ الحدود الجنوبية المتاخمة لأيران، من أجل الإسناد وفرض ((الأمر الواقع)) على الأرض وإملاء الشروط لأقتسام النفوذ والمصالح.. بيد أن الحالة الشعبية العامة المناهضة للآحتلال قد إستُنفِرَت للمواجهة وإنهاء حالة الإحتلال بصيغة، عود ثقاب قد يشعل السهل كله.. وهذا ما يحدث في جنوب ووسطه على وجه التحديد.
    من أين جاء تسليح (جيش المهدي)؟ قيل إنه مسروقات مخازن جيش العراق الوطني، وهذا صحيح، ولكن الكثير من الأسلحة سُلِمتْ والكثير منها بيعت، إلا أن الحديث من هذه الأسلحة كان قد تسرب من عنابر إيران الى مقابر الجنوب لأغراض الدولة الفارسية.
    كان الإيرانيون وعلى طاولة المفاوضات في بغداد قد عرضوا إمكانية إيران معاونة الأمريكيين في ما أسموه (تهدئة الوضع الأمني في العراق).. ثم باشروا بتقوية حكومة المنطقة الخضراء التابعة لهم بسلسلة من وسائل الدعم شملت (إنشاء بنك، تقديم قرض، عقد صفقات تجارية، إنشاء سكك حديد تربط الجنوب بإيران، إنشاء مطار في النجف ألخ) حتى بات النفوذ الأيراني في كل زاوية من زوايا العراق، فضلاً عن دعم المليشيات بالسلاح والتدريب وبالعسكريين والأستخباريين.. وهذا تأسيس أيضاً على الأرض!!
    ومن هنا، فقد كان العرض الأيراني بتهدئة الوضع الأمني في العراق مدعوم بإجراءات وتأسيسات معروفة ومعلنة.. فهل أن الأمريكيين لم يدركوا ذلك؟ المؤكد إنهم يتابعون عن كثب كل خطوة.. فهم يدعمون حكومة المالكي، والأيرانيون يدعمونها أيضاً، ومن هذا المدخل يأتي التوظيف المشترك للمصلحة المشتركة، ولكن المهم ماذا بعد ذلك؟، فوزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس)، يعرف طبيعة الهدنة وحيثيات خرقها ولماذا؟ كما يعرف (مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، فضلاً عن (كروكر) و (حسن كاظمي قمي) السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد، نقاط الألتقاء ونقاط التقاطع التكتيكي وأدوات الضغط.
    يعرض الأيرانيون عدم إعتراضهم على ما يسمى بالأتفاقية العراقية- الأمريكية طويلة الأمد، ويعربون عن دعمها وإنجاحها.. والهدف إنهم يريدون إنجاح حكومة المالكي الموالية لهم. والعرض الأيراني هذا يكشف أولاً: تناقض إطروحات إيران وأتباعها وسياساتها الإعلامية ومن يطبل ويزمر ورائها، برحيل قوات الإحتلال والإنسحاب من العراق والمنطقة.. لأن الأتفاقية تؤسس وجوداً عسكرياً أمريكياً في العراق لأمدٍ بعيد.. كما يكشف ثانياً: الرغبة الأيرانية الفارسية المستميتة في السيطرة واقعياً على جنوب العراق الغني بالنفط لأعتبارات جيو- ستراتيجية إيرانية تحدد من خلالها النظرة الشاملة الى المنطقة بمجملها.. والمهم في هذه الأستراتيجية الأيرانية هذه ((التأسيس على الأرض، لأن الأمريكيين راحلون في النهاية، والإيرانيين باقون في الجوار)).!!
    لا أدخل في مفردات الخروقات والتشرذم الذي لحق بمليشيات (جيش المهدي)، وتلك التحركات العشوائية الهمجية التي تحكم سلوكه، والتجميد والتمديد والتراجع وفتوى عدم التعرض لقوات الإحتلال ثم فتوى الدفاع عن النفس.. إنما التساؤل المهم، لماذا التصعيد في جنوب العراق في هذا الظرف؟ ولماذا رد حكومة المنطقة الخضراء العنيف على هذا التصعيد، ودعم الأمريكيين لهذا الرد؟ هل بات ولاء حكومة المالكي للأمريكان، وهل باتت على النقيض من النفوذ الأيراني في العراق؟ وهل النفوذ الأيراني يقتصر على (الصدر) وجيشه الذي يفتقر الى أبسط مقومات الجيش؟!
    في خضم التصعيد والتمترس خلف مواقع قتالية، تأتي دعوة (الصدر) الى الحوار مع الحكومة التي تعتبرهم خارجين على القانون و (التغاضي عن ذكر الصفة الطائفية لهذا الجيش أو التيار).. إنهم خارجون عن القانون فحسب.!! ماذا يخفي المالكي من هذا الطرح.. هل يريد أن يقول للأمريكين إنه عازم على إرساء دولة القانون إستجابة لضغوطهم وتنفيذاً لمخطط (تقليم) أظافر من يعرقل المشروع الأمريكي من عناصر ما يسمى بالإئتلاف، وضرب من يناهض الإحتلال ويضر بمشروعه البائس؟
    ما الذي يريده الصدر، هل يريد مقاتلة الأمريكيين، فأذا كان ذلك صحيحاً فليحسم أمره ويقترب من مقاومة الشعب الوطنية؟ وهل يريد أن يناور، فهو ورقة غير مضمونة بيد إيران تدفع به متى شاءت الى (البرلمان) تارة والى (الشارع) تارة أخرى؟
    الكثير من هذه الأسئلة يعرفها (غيتس، ومايك مولن، وكروكر، وحسن كاظمي قمي)، كما أن هنالك ملفات كثيرةعرضها الإيرانيون على الأمريكيين وبسخاء تؤكد إلتزام طهران بالتعاون الكامل مع الوجود العسكري الإستخباري الأمريكي في العراق وفي المنطقة على جميع الصعد، مقابل أن تمنح واشنطن طهران هامشاً من الحركة والمناورة على الصعيد الأقليمي والدولي.
    وهنا.. علينا أن نفسر معنى الحركة والمناورة، هل هي النفوذ الذي تريده طهران في العراق والمنطقة، ليس أكثر، لأن الساحة الدولية لا تسمح لمن هب ودب بالحركة عليها وعلى تخومها بحرية، سوى للحيتان وأسماك القرش، أما الأسماك فهي منزويه في مجاميع بعيدة، ومع ذلك لا تسلم من الفك القاتل. إذاً، أن إيران تريد الإعتراف بنفوذ في العراق والمنطقة.. العراق بركة نفط، والمنطقة تعوم على النفط مع شبكة مصالح دولية يصعب التلاعب بها بستراتيجيات إقليمية.. والأمريكيون في سياساتهم الخليجية محكومون بمبدأ كارتر الذي يحتكر نفط الخليج العربي، كما يحتكر النفوذ، ولا مجال للإنابة بعد أن دخلوا مرحلة التصادم المباشر.. فهل يستجيب الأمريكيون لمطلب إيران في الحركة والمناورة؟
    الإغراء الأيراني المصاحب لعرض التعاون الكامل مع الأمريكيين على الأمد البعيد، هو التعهد بتأجيل تخصيب اليورانيوم لفترة عامين، مع موافقة طهران على مراقبة برنامج إيران النووي من فرق التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية (IAEA)، فضلاً عن إلتزام طهران الكامل بضمان تمرير قوانين عدة في (البرلمان) العراقي تصب في صالح واشنطن عبر كتلتي الأئتلاف الشيعي والتحالف (الكردستاني)!!
    والذي يسيل له لعاب الإحتلال، ضمان((قانون النفط والغاز)) وضمان((الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد بعيد)). أما ما يسيل له لعاب إيران هو((قانون المحافظات والأقاليم))،الذي يؤسس حالة التقسيم التي تنتهي بإبتلاع إيران لجنوب العراق!!، وما عدا ذلك من قوانين تتعلق بإسقاط الديون الإيرانية المترتبة على العراق، وإيقاف طهران وحرسها الثوري وإمداداتها العسكرية واللوجستية للمليشيات الموالية لها.. هذا يعد إعتراف إيراني بدعمها للمليشيات الموالية لها عسكرياً ولوجستياً، وما نتج عن ذلك من إنتهاكات وقتل وتدمير وتخريب وتشريد، تتحمل إيران المسؤولية الكاملة قانونياً وإعتبارياً وتاريخياً.
    الموضوع الإيراني هو أكبر وأبعد من تصورات آنية وعابرة لعلاقات يشوبها التوتر.. كل ذلك على السطح، التوتر والتنافس والتصعيد ما بين أمريكا وإيران.. أما الغاطس فهو المهم، الأمريكيون يدركون هذا الغاطس، والأيرانيون يعملون بـ (تقيه) معروفة ومكشوفة للعراقيين قبل غيرهم.. بيد أن الأمريكيين تهمهم مصالحهم، وإن الأيرانيين تهمهم مصالحهم الفارسية قبل كل شيء أيضاً، إلا أن حدود المصالح ليست مثل حدود (الفتاوى) التي يطلقها المعممون بتقية، فطن اليها الأمريكيون متأخرين. وإذا كان الأيرانيون يريدون أن يقولوا للأمريكيين ها أنتم أمام ((الأمر الواقع))، ومحمود أحمدي نجاد جاء الى بغداد ليؤكد هذا الأمر(بهدوء) الحالة الأمنية، وهو يحمل ملفات تضم سخاء المانح وإغراءات من يريد أن (يُقَشْمر) الآخر- أي يضحك على ذقن الآخر- في لعبة قواعدها مكشوفة إلا على السذج.
    الأيرانيون يعانون في الظروف الراهنة : من فعاليات المقاومة الوطنية الإيرانية المسلحة التي تصاعدت في كل مكان على أرض ايران. وهي فعاليات معارضه مسلحة تتقدمها المقاومة العربية المتصاعدة في الأحواز العربية، فضلاً عن منظمة (بيجاك) الكردية الأيرانية المسلحة، ومنظمة مجاهدي خلق وجناحها العسكري للمجلس الوطني للمقاومة الأيرانية، ومعارضات ساخنة من الآذريين والتركمان وغيرهم من القوميات.. هنالك تحرك سياسي واسع النطاق بين أوساط الطلاب وشرائح الشعب الأيراني تعارض حكومة الملالي قد إتخذت مستوى حاداً في تحديها لسلطة القمع الإيرانية، بلغت حد تمزيق وحرق صور محمود أحمدي نجاد وصور على خامنئي علانية في الشوارع. التذمر صاخب في كل مكان في ايران، وعديد الكفاءات الفكرية والعلمية قد غادرت ايران الى الخارج، و(البازار) يعاني من أوضاع مزرية والكساد والركود الأقتصادي والبطالة مستشرية، رغم إرتفاع أسعار النفط.. وتداخل رجال (الدين) في هذه الأسواق التجارية على أساس (البزنز) وعلى رأسهم رفسنجاني. نعم.. رجال الدين معظمهم لديهم شركات ومساهمات تجارية في البازار، إنهم دجالون بإمتياز ومغلفون بالتقيه.. والطلاب والجامعات تعاني من إضطهاد إطلاعات الإستخبارية، والشعب العربي في الأحواز يواجه بصلابة وشجاعة حالات الفصل العنصري والقمع الوحشي وحملة الإعدامات في الساحات العامة وعلى أعمدة النور وسلاسل الرافعات.. والأكراد الأيرانيون يحملون السلاح ويقاتلون في مناطق وجودهم، وعند تخوم السليمانية وقراها الحدودية، التي تعرضت حتى الآن الى قصف الجيش الإيراني وطيرانه الحربي، دون أن يحرك العميلان الكرديان جلال الطلباني ومسعود البرزاني ساكناً، فيما يلوذ الأمريكيون دعاة حقوق الأنسان بصمت القبور.!!
    الحالة الداخلية في إيران مزرية ومتهتكة على مستوى علاقة الملالي مع القوميات الأخرى، وعلى مستوى علاقة الملالي مع الديانات الأخرى- حتى اليهود الإيرانيون بدؤا يتسربون الى خارج إيران- كما أن هذه الأوضاع قد وضعت القيادة الإيرانية في دائرة الإحراج، ووضعت مؤسسة الملالي الطائفية في (قم) أيضاً في دائرة الإحراج، لكونها تدعي الأسلام وتمارس الفصل العنصري مع القوميات الأخرى المتعايشة مع الفرس المتسلطون.. وتدعي الأسلام وتقمع من يطالب بالمساواة والحرية بين أوساط العرب والأكراد والآذريين والتركمان وغيرهم.. وتدعي الأسلام وتزود مليشيات القتل الطائفية في العراق بالأسلحة للعبث بأمن الشعب العراقي العربي المسلم.. وتدعي الأسلام وتمارس إسلوب تفتيت الأسلام من خلال الدعاة الى التشيع- السياسي في المنطقة لشق وحدة المسلمين، في ظروف الهجمة الصهيونية والإمبريالية على العرب المسلمين.!!
    القيادة الأيرانية تمارس إزدواجية مقيتة في الفقه الطائفي، والفقه السياسي في آن، فهي بهذا السلوك قد وضعت نفسها في دائرة المشاكل والإحراجات والمعارضات والثورات المسلحة على أرض فارس، من الأحواز الى الشمال، ومن الغرب الإيراني الى شرقه. هذا الواقع الراهن الذي يحيط بالقيادة الإيرانية الطائفية التي لم تنسجم مع جيرانها، ولم تستطع أن تحقق بيئة مستقرة تحتاجها المنطقة، بات مصدراً خطيراً من مصادر التوتر والإحتقان فيها.. فهي مأزومة من الداخل، ومأزومة في الخارج لسلوكها السياسي- الطائفي ولإزدواجيتها الباطنية في التعامل، فهي حيال هذا الواقع، كما هو حال الإحتلال الذي يعيش التأزم في الداخل وفي الخارج ايضاً.. وهذا يعني أن الإحتلالان الأمريكي والأيراني للعراق مأزومان، رغم توافقهما في جوانب وتقاطعهما في جوانب أخرى تكتيكية.. فبدلاً من أن تكف ايران عن التدخل الخارجي لتنصرف الى وضعها الداخلي، نراها تغوص بوحل الداخل والخارج، كما هو حال أمريكا.. وكل ذلك يحصل على حساب العراق وشعب العراق!!
    والتساؤل في هذا المعنى، لماذا تريد طهران إسقاط مضامين النصوص الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483/2003 وخاصة مضامين الفقرتين 39 و 41 من القرار المذكور؟! والإجابة ليست حكراً على (روبرت غيتس) وزير الدفاع الأمريكي و(مايك مولن) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، و(كروكر) السفير الأمريكي في بغداد ونظيره الإطلاعاتي(حسن كاظمي قمي)، إنما للمقاومة الوطنية العراقية عيون تراقب، وعقول تدرك وتفسر اللعبة في ضوء قواعدها، كما تعرف الى أين يصل الغاطس!!
    30/3/2008
    شبكة البصرة
    الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


  18. #58
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    التاريخ :3/1/1429 هـ آراء ومقالات
    محمد جمال عرفة

    الفرار من العراق.. هل يكون عنوان 2008؟

    لأن عام 2006 انتهى بقناعة أمريكية بضرورة الانسحاب من العراق، ولكن عبر طرح خطة لجلب مزيد من القوات الأمريكية لضرب معاقل المقاومة العراقية وتنظيم القاعدة، ثم البدء في سحب غالبية القوات، فقد شهد عام 2007 ظهورًا واضحًا لمعالم خطة أمريكية للانسحاب بشقيها العسكري والإستراتيجي في صورة إعادة ترتيب للتحالفات والخطط الأمريكية الداخلية سياسيًّا وعسكريًّا، وكذا أنماط التعامل مع دول الجوار.
    مؤشرات سياسية وعسكرية
    ولأن العقبة الكبرى كانت هي المقاومة العراقية ومعها تنظيم القاعدة، فقد سعت الخطة الإستراتيجية الأمريكية خلال هذا العام –بالتعاون مع حكومة المالكي- لتفتيت الصوت السني في البلاد عبر ابتداع فكرة "مجالس الصحوة" التي تتألف من مجالس من أفراد عشائر سنية في عدد من المناطق العراقية، وتتعاون مع القوات الأمريكية في قتال عناصر القاعدة، خصوصًا في محافظتي الأنبار وديالي (شمال شرق بغداد)، وذلك بالتوازي مع محاولات لتحجيم دور القوى الشيعية المناهضة، خصوصًا مجموعة "الصدر" وإفساح المجال لمشاركة سنية أكبر في الحكومة.
    أيضًا لأن المشكلة الأمريكية الأخرى كانت ضمان عدم قفز قوى خارجية على العراق والتأثير فيه بما يضر النفوذ الأمريكي، فقد شهد ذات العام 2007 محاولات دبلوماسية أمريكية مكثفة لضمان تحييد هذه القوى -خصوصًا إيران– حسبما ظهر في مؤتمري دول الجوار في تركيا ثم العراق، وكان هذا تنفيذًا اضطراريًّا لتوصيات لجنة بيكر/ هاميلتون بشأن الحوار الأمريكي مع طهران ودمشق لضمان استقرار نسبي في العراق يسمح بسحب القوات الأمريكية التي تقترب خسائرها من 3 آلاف قتيل.
    أما المستقبل السياسي فيبدو من وجهة النظر الأمريكية يتراوح ما بين فيدرالية عراقية تضم الأقاليم ذات الكثافة الشيعية والسنية والكردية مع مساحة حرية إقليمية لكل إقليم، أو تقسيم هذه الأقاليم في حالة صعوبة العيش سويًّا وتصاعد المخاوف من حرب أهلية تمتد آثارها المدمرة لدول الجوار، خصوصًا دول الخليج ذات الوجود الشيعي، وهو ما تخشاه واشنطن لحاجتها لاستقرار مناطق نفوذها في الخليج لضمان تدفق النفط، خصوصًا أن أي اضطراب في الأجواء السياسية يزيد من رفع أسعار النفط العالمية بصورة خيالية بعدما فاق السعر 100 دولار للبرميل.
    وما يزيد من الضغوط على إدارة بوش لتنفيذ هذه الإستراتيجية الخاصة بسحب القوات الأمريكية، ووضع ترتيبات لضرب المقاومة وتحجيمها عبر تنشيط الصدام بين المقاومة الداخلية وتنظيم القاعدة لضرب السنة بعضهم ببعض، هو قيام الكونجرس عقب سيطرة الديمقراطيين عليه باتباع إستراتيجية جديدة تقوم على مبدأ "الاستنزاف البطيء" لإدارة بوش ولوزارة الدفاع "البنتاجون" من أجل إنهاء الحرب في العراق، عن طريق رفض تخصيص الأموال المطلوبة من كليهما لدعم العمليات في كل من العراق وأفغانستان.
    من ذلك مثلاً إعلان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في 6 نوفمبر الماضي أمام اجتماع المؤتمر الحزبي الديمقراطي إستراتيجية جديدة تقوم على إجراءات تنهي الحرب في العراق بحلول ديسمبر عام 2008، مع ترك العدد الكافي من الجنود وقوات المارينز لمواجهة الإرهابيين وتدريب قوات الأمن العراقية وحماية القواعد الأمريكية، ومنها موافقة النواب الديمقراطيين يوم 7 نوفمبر على مشروع قانون للإنفاق العسكري بدون تخصيص أي أموال إضافية لحرب العراق!.
    أما المخصصات الإضافية التي يطلبها البنتاجون لحربي العراق وأفغانستان والتي تبلغ 196 مليار دولار حتى 30 سبتمبر 2008، فإن الديمقراطيين رفضوا تمريرها لحين ظهور معالم خطة أمريكية واضحة لإدارة بوش للانسحاب من العراق؛ ولهذا طرح الكونجرس خططًا بديلة لتمويل جزئي للحرب بـ50 مليار دولار للعمليات العسكرية في العراق، يرتبط بأهداف محددة وفترة زمنية معينة تبلغ أربعة أشهر فقط، قال إنها ستستخدم لتمويل "بداية إعادة انتشار فوري للقوات خارج العراق سيحصل خلال عام، وحماية الجنود والدبلوماسيين والتصدي لتنظيم القاعدة وتقديم دعم محدود لقوات الأمن العراقية".
    وجاء الإلحاح على سحب القوات وسط تزايد أعداد الجنود القتلى، حيث بلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الأمريكي خلال العام الراحل 898 جنديًّا؛ لتفوق بذلك حصيلة خسائر عام 2004 عندما فقد جيش الاحتلال الأمريكي 849 جنديًّا وفق التقديرات العراقية والأمريكية.
    حيث شهد النصف الأول من العام 2007، ارتفاعًا في حصيلة القتلى الأمريكيين، سقط منهم: 83 قتيلاً في يناير، و81 في فبراير، و81 في مارس، و104 في إبريل، و122 في مايو، و101 في يونيو، وفي شهر يوليو، حيث بلغت محصلة خسائر جيش الاحتلال الأمريكي البشرية 79 جنديًّا، ثم 84 في أغسطس، و65 في سبتمبر، و40 في أكتوبر، و36 في نوفمبر.
    مجالس الصحوة وضرب المقاومة
    جاء ظهور دور مجالس الصحوة العراقية (السنية) المساند لقوات الاحتلال الأمريكية ضد عمليات تنظيم القاعدة بصورة جلية في أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش مع عبد الستار أبو ريشة الذي شكّل أول هذه المجالس (اغتالته القاعدة في هجوم بسيارة مفخخة بعدها بأيام)؛ ليكشف عن أن تجربة مجالس الصحوة باتت هي أهم إنجاز عسكري للقوات الأمريكية في العراق بعد أن فشلت كل الخطط الأمريكية في احتواء المقاومة.
    وليس صحيحًا أن مجالس الصحوة التي شكلت في عدة محافظات سنية فقط وبدعم أمريكي مباشر تمثل قوة كبيرة، كما أنها تلقى معارضة ليس فقط من قبل تنظيم القاعدة (الذين يمثل العراقيون 95% منه)، وإنما تعارضها أعلى هيئة سنية عراقية، وهي "هيئة علماء المسلمين" التي وصفتها بأنها "مشروع أمريكي لتقويض المقاومة"، وقالت: إن هدفها هو تفتيت الصوت السني والمقاومة العراقية، فضلاً عن أنها تتعاون مع القوات الأمريكية في قتال عناصر القاعدة والمقاومة معًا، خصوصًا في محافظتي الأنبار وديالي.
    وقد قلّل الشيخ حارث الضاري رئيس الهيئة -في حوار أخير مع قناة الجزيرة الفضائية– من قوتها، وقال: إن "ما يسمى بالمجالس وجودها بسيط، ولو ذهبت لوجدت أن العملية مكبرة ومفبركة إعلاميًّا، وما ذُكر من أمن أنّ سببه هو قلة العمليات القتالية ضد الاحتلال في بعض المناطق ومنها الأنبار، فقلّة هذه العمليات اعتُبرت أمنًا، وسبب قلة العمليات ذلك يعود إلى بعض الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت من قبل تنظيم القاعدة ضد أبناء الشعب في منطقة الأنبار وفي غيرها، فغضب عليها البعض واستُغلّ هذا الأمر من قبل الولايات المتحدة ومن يعاونها، فاجتمع الناقمون مع من يريدون أن يعملوا بأجر أو بآخر فتجمعوا، ورجال القاعدة انسحبوا إلى أماكن معينة!".
    وقد سعت القوات الأمريكية لاستخدام هذه المجالس لضرب المقاومة العراقية، سواء تلك الفصائل التي تعمل بشكل منفصل أم تلك التي تنخرط ضمن تنظيم القاعدة، ودعمها والسعي لضمها ضمن قوات الجيش والشرطة العراقية التي يمثل الشيعة أغلبها، حيث طرحت فكرة تخصيص 6% من هذه القوات لمجالس الصحوة مع تسليحها، ثم 20%، بيد أن القوى الشيعية تتحفظ على أي دور لهذه المجالس برغم اعترافها أنها حجّمت عمليات المقاومة بنسبة النصف في الأنبار وديالي؛ لأنها تخشى أن يتضخم دورها مستقبلاً وتشكّل جيشًا سنيًّا يعارض النفوذ الشيعي المسيطر على شئون البلاد.
    ويزيد من قلق القوى الشيعية أن هذه المجالس وصل عدد مسلّحيها -وفق الجيش الأمريكي- إلى 72 ألف مقاتل؛ ولهذا قلّصت الحكومة نسبة ضمّ عناصرها إلى قوات الأمن إلى 20% فقط، وطالب زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم بوضعها تحت سلطة الحكومة.
    تسارع خطط الانسحاب
    ومن الواضح أن تحويل واشنطن اهتمامها المكثف تجاه الكتلة الشيعية في الحكم إلى الكتلة السنية، والسعي للتعاون مع قبائل سنية في بعض المدن ومدها بالسلاح، وفي الوقت نفسه تضييق الخناق على زعيم التيار الصدري (الشيعي) وقواته الذين يشكو السنة من مجازرها ضدهم، فضلاً عن توقيع اتفاقيات طويلة الأمد مع الحكومة العراقية الحالية لضمان وجود عسكري (قواعد دائمة) وإمدادات نفطية على مدى بعيد، من المؤشرات على قرب تسريع الانسحاب والفرار من العراق.
    فالمؤشرات تظهر أن هناك خططًا أمريكية متسارعة تجري في العراق ليس من أجل تحقيق نصر عسكري كما يزعم الرئيس بوش، وإنما من أجل تحقيق "تحول سياسي" في العراق، استعدادًا لإعلان جدول زمني للانسحاب النهائي -مع بقاء قواعد خصوصًا في شمال العراق–، وأنه من أجل هذه الخطوة المقبلة بدأت خطط تكثيف الضغط على رئيس الوزراء المالكي؛ كي يفتح المجال أمام تلبية بعض مطالب العشائر السنية كمحاولة لإقناع المقاومة السنية بوقف القتال.
    والمؤشرات تؤكد أيضًا أن هذه الخطة الأمريكية التي ركزت على تمشيط مدن عراقية سنية في محاولة أخيرة لإضعاف "الجيش الإسلامي" و"القاعدة"، وكذا ضرب بعض مصادر قوة التيار الصدري، استهدفت بصورة أكبر السعي لإقرار سلسلة قوانين وتعديلات سياسية ترضي السنة بصورة ما، وبما يسهل الانسحاب الأمريكي في ضوء ضغوط الكونجرس ذي الأغلبية الديمقراطية لوضع جدول زمني للانسحاب في العام الجديد 2008.
    ويبدو أن تصاعد هذه الضغوط الداخلية في أمريكا ضد إدارة بوش والمطالبة بالانسحاب أدى لإنعاش الخطط القديمة التي طرحها خبراء لتقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية.
    انظر: الخطة الأمريكية الجديدة للفرار من العراق!
    الانسحاب بات هو الحل بالتالي، والجدال يدور حول التوقيت وتهيئة الظروف المناسبة له، فإدارة بوش تحرص على أن يكون الانسحاب "منظمًا"، لا يهدر كرامة الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يضمن الحدّ الأدنى من العملية السياسية في العراق، وبالمقابل يصرّ الكونجرس والسياسيون على الانسحاب الآن؛ لأن كل شهر يمرّ على القوات الأمريكية هناك يكلف أمريكا 100 جندي قتيل على الأقل، ويكلف الخزانة مليارات الدولارات، فعلى حد قول هاري ريد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي: "زيادة عدد القوات لا ينفع بشيء و6 أشهر فقط تعني 600 قتيل و60 مليار دولار"، كما أفادت دراسة للكونجرس أن الكلفة الإجمالية لما يسمى "الحرب على الإرهاب" -أي الغزو- قد تصل إلى 1400 مليار دولار بحلول العام 2017!!.فهل يكون عام 2008 هو عام الفرار الأمريكي من العراق؟


  19. #59
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    "الورقة العراقية " تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
    هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز
    في الانتخابات البرلمانية الفنلندية الأخيرة ، التي أعلنت نتائجها في العاصمة هلسنكي ، يوم 16 آذار من هذا العام ، والتي تجري في البلاد كل أربع سنوات ، وتنافس فيها 19 حزبا وقائمة انتخابية ، لأشغال اكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان البالغة 200 مقعدا ، ظل التنافس قائما ما بين الأحزاب السياسية التقليدية ، والتي تعرف بالأحزاب الكبيرة أو أحزاب الحكومة. وأمام ملل الناخب الفنلندي من حصول تغيير جدي في سياسة البلاد وتشابه برامج الأحزاب السياسية على صعيد السياسة الداخلية ، فجميعها كانت تنادي بالمزيد من فرص العمل والاستقرار الاجتماعي ، وصيانة الأسرة ومراجعة السياسة الضريبية ، وجد حزب الوسط (المزارعين سابقا ) ، في الأزمة العراقية ، حيث تصاعد حينها تهديد الولايات المتحدة بغزو العراق ، ورقة رابحة ، لعبها بمهارة وقادته إلى النصر، إذ تقدم بشكل ملحوظ على بقية الأحزاب بنيله على نسبة 24,7% ( +2,4) من الأصوات التي أهلته للحصول على 55 مقعدا ، بزيادة 7 مقاعد مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 1999 . أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، والذي ظل ولدورتين انتخابيتين سابقتين يقود الحكومة ، ونجح في تشكيل حكومات ائتلاف وطني، سميت بحكومات ( قوس قزح ) لانها ضمت غالبية الأحزاب الفنلندية الأساسية من اليمين واليسار، فنال 24,5% (+1,6) والتي أهلته للحصول على 53 مقعد ، متقدما بثلاث مقاعد فقط قياسا بانتخابات 1999. اما الخسارة والتراجع فكان من نصيب بقية أحزاب حكومة قوس قزح، خصوصا حزب الائتلاف الوطني (يمين) ، وهو أهم حليف للديمقراطي الاجتماعي في الحكومات السابقة وخصوصا في دعمه لسياساته الأوربية ، إذ حصل على نسبة 18,5 (- 2,5) وأهلته للحصول على 40 مقعد وبخسارة 8 مقاعد قياسا بانتخابات عام 1999. اما النصر الذي حققه حزب الوسط في الانتخابات الأخيرة ، وهو حزب يعمل من مواقع يمين الوسط ، والذي أهله لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة ، فقد جاءه أساسا من اللعب بما سمي في وسائل الإعلام الفنلندية بـ "الورقة العراقية " ، ففي مناظرة تلفزيونية ، وعلى الهواء مباشرة ، خلال الحملات الانتخابية ، فاجأت زعيمة حزب الوسط ، السيدة "أنيلي ياتينماكي " ، رئيس الوزراء السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، السيد " بافو ليبونين " ، والمعروف كسياسي ذي خبرة ، بأنها تعرف الكثير عن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي " جورج ديبليو بوش " ، والذي عقد في واشنطن ، في 9 /12/ 2002 . وتحدثت زعيمة حزب الوسط عن ما سمته وعود بافو ليبونين للرئيس الأمريكي بضمان مساندة فنلندا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأيضا حملتهم العسكرية على العراق . واتهمت أنيلي ياتينماكي ، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي السيد بافو ليبونين بتوريط فنلندا بالموافقة على سياسة الحرب الأمريكية ، وبشكل مخالف لسياسة فنلندا الخارجية السلمية ، وموقفها الذي يجب ان ينسجم مع سياسات الاتحاد الأوربي ، والداعي إلى حل الأزمة العراقية من خلال الأمم المتحدة وبالطرق السلمية. وفي الأيام التالية تسربت معلومات إلى الصحافة المحلية عن وثيقة رسمية سرية حول اجتماع رئيس الوزراء بافو ليبونين مع الرئيس الأمريكي جورج ديبليو بوش الذي كان يعقد لقاءات واجتماعات مع قادة العديد من الدول الأوربية في سعي من الولايات المتحدة الأمريكية لكسب اكبر عدد ممكن من الحلفاء لحربه المنتظرة ضد العراق ، وذكرت التقارير الصحفية وطبقا للوثيقة السرية ان الرئيس الأمريكي مدح فنلندا كشريك جيد للولايات المتحدة في مواقفه من الحرب ضد العراق . وفي الوقت الذي كانت فيه شوارع العواصم والمدن الأوربية تلتهب تحت أقدام المتظاهرين ضد الحرب ، ومن ذلك المدن الفنلندية الأساسية ، دفعت هذه المعلومات بالعديد من الأحزاب الفنلندية لمهاجمة السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي الاجتماعي ، وبالتالي أدى كل ذلك إلى انفضاض الناخبين عن تأييده ، مما ترك أثره على نتائج الانتخابات ، وحقق حزب الوسط فوزا مشهودا . ووفق القوانين البرلمانية الفنلندية شكل حزب الوسط الحكومة الجديدة ، والتي دخل فيها الحزب الديمقراطي الاجتماعي شريكا ، وتولت السيدة أنيلي ياتينماكي منصب رئيس الوزراء الفنلندي ، لتكون بذلك أول سيدة فنلندية تتولى هذا المنصب ، وبالمناسبة فان فنلندا هي من البلاد الأوربية التي تشغل النساء فيها نصف المقاعد الوزارية هذا ناهيك عن كون رئيسية الجمهورية هي امرأة ، هذا من غير العدد المتميز من النساء عضوات في البرلمان الفنلندي . وتبعا للأسس الديمقراطية والشفافية في المعلومات وحرية الصحافة التي تضمنها قوانين البلاد ، لم تُترك زعيمة حزب الوسط أنيلي ياتينماكي تهنأ بمقعد رئاسة الوزراء طويلا ، إذ راحت وسائل الإعلام تتابع قضية حصولها على الوثائق السرية ، وتسريبها الى الصحافة وتوظيفها في التلاعب بمشاعر الناخبين ، واعتماد أساليب غير قانونية للحصول على المعلومات واستخدامها في العملية الانتخابية. وراح الحزب الديمقراطي الاجتماعي يواصل الدعاية والحديث عن التزام قادته بقوانين الدولة والسياسة الفنلندية الخارجية المحايدة . وسرعان ما كشفت الصحافة الفنلندية ان الوثائق الرسمية السرية تم تسريبها من ديوان رئاسة الجمهورية ووصلت إلى رئيسة حزب الوسط التي وظفتها في حملتها الانتخابية . وفور نشر هذه المعلومات تبنى حزب الائتلاف الوطني ، والذي كان اكبر المتضررين في الانتخابيات البرلمانية الأخيرة ، عملية دعوة البرلمان لمسائلة رئيسة الوزراء وأجراء التحقيقات الرسمية اللازمة من قبل الجهات المختصة. واستطاعت الجهات الرسمية بعد سلسلة من التحقيقات ان تحدد مصدر تسرب المعلومات ، وتبين انه مستشار رئيسة الجمهورية القانوني ، الذي اعترف للشرطة السياسية بفعلته ، ولكنه أنكر ما تردد من كونه عضوا في حزب الوسط ، فأقيل فورا من منصبه لعدم أمانته. واستمر البرلمان في طلب مسائلة رئيسة الوزراء أنيلي ياتينماكي التي راحت في بداية الأمر تحاول التخفيف من الأمر والتصريح بأنها قدّمت وجهة نظر المعارضة في ذلك الوقت ، وان من حق المواطن ان يعرف كل المعلومات ، وبأنّها شعرت أن خطر نشوب الحرب في العراق كان قد ترك تأثيره على مشاعر كل الفنلنديين ، وان تصرفها كان للمحافظة على موقف الحياد الذي عرفت به فنلندا. لكنها وأمام ثبوت الأدلة بحصولها على الوثائق بشكل غير شرعي، وأمام البرلمان الفنلندي الذي عقد جلسة خاصة للاستماع لافادتها اعترفت بحصولها عليها واستخدامها مثلما كان ، وقدمت اعتذارها لرئيسة الجمهورية ، ولكنها مع ذلك حاولت المناورة وأشارت إلى ان الوثائق وصلتها عن طريق الفاكس وانها لم تطلبها أو تسعى أليها. ولم يكن جوابها مقنعا للكتل البرلمانية ولا للشارع الفنلندي الذي تابع القضية وراح في استطلاعات الرأي يعبر عن غضبه ويتهمها بالكذب المباشر. وفي تعليق مباشر لرئيسة الجمهورية السيدة تاريا هالونين (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) أشارت إلى حق كل مرشح أثناء حملة الانتخابات في استخدام المعلومات المناسبة ولكن وفقا للطرق القانونية والشرعية ، وبينت ان سلوك رئيسة الوزراء كان مخالفة قانونية وسياسية واضحة ، وكان هذا إشارة صريحة إلى موقف رئاسة الجمهورية المؤيد للأصوات المتصاعدة والتي تطالب باستقالة رئيسة الوزراء ، بسبب خرقها للقوانين الفنلندية ، وحصولها على وثائق رسمية سرية بشكل غير قانوني وظفتها بشكل اضر بموقف منافسيها ونتائج الانتخابات . وفي ساعة متأخرة من مساء 18 حزيران ، بعد شهرين من تشكيلها للحكومة ، قدمت أنيلي ياتينماكي ، رئيسة حزب الوسط ، استقالتها لرئيسة الجمهورية ، التي أعلنت ذات المساء عن قبولها ، وكلفتها بالاستمرار بممارسة مهامها حتى اختيار حكومة جديدة. ولتفادي نشوب أزمة سياسية جرت حالا مفاوضات طاحنة خلف الكواليس مارس فيها حزب الائتلاف الوطني ضغوطا متعددة لكن حزب الوسط استطاع ان يحافظ على تشكيلة الوزارة ذاتها وتم الاكتفاء بمجيء "ماتي فانهانينين " وهو واحد من ابرز قادة حزب الوسط ليشغل موقع رئيس الوزراء ، وحضي بموافقة رئيسة الجمهورية . ولم تنتهي مصاعب السيدة أنيلي ياتينماكي من جراء استخدامها "الورقة العراقية " ، إذ تصاعدت الأصوات داخل حزبها تنتقدها لما سببته من أزمة سياسية في البلاد وانحسار في شعبية الحزب ، وصارت مادة مفضلة لرسوم الكاريكاتير والبرامج الساخرة لحد يمكن القول صار يرثى لها ، ولحد توقع بعض المحللين انها ستبادر للاعتزال السياسي ، ولكنها بدلا من ذلك قامت بجولة في المدن الفنلندية للمساهمة المباشرة في تلميع صورتها أمام أعضاء حزبها ، الذي وبطلب من قاعدته هيأ لعقد مؤتمر جديد . وفي الخامس من تشرين الأول 2003 ، عقد المؤتمر وسط ترقب شديد من الشارع الفنلندي ، ورغم خطابها اللين الذي حاولت فيه استرضاء مندوبي الموتمر تم التصويت بالإجماع بعزلها عن قيادة الحزب وبنفس الوقت تم انتخاب وأيضا بالاجماع ماتي فانهانينين زعيما للحزب ، وفي خطاب الوداع الذي بدت فيه منكسرة على عكس ما عرف عنها من الظهور بمظهر المرأة الحديدية ، اتهمت أنيلي ياتينماكي الحزب الديمقراطي الاجتماعي بانه كان وراء عزلها وان قادة هذا الحزب وبرسالتهم المكتوبة التي طالبوا باستقالتها هددوا حزبها بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا لم تقدم على ذلك ، وبانها في الوقت الذي نجحت في ايصال حزبها إلى النصر لكنها صارت كبش الفداء وتركت وحيدة تتلقى مصيرها . وهكذا لم تكن نتيحة اللعب بالنار العراقية الاطاحة بها فقط من رئاسة الوزارة التي لم تهنأ بها طويلا ، بل واجهزت على مستقبلها السياسي .
    يا ترى هل يتعظ البعض من ذلك ؟!


  20. #60
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/04/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الديمقراطية الأمريكية.. أين هي؟!
    شبكة البصرة
    بقلم: السيد زهره

    • 935 كذبة.. لكنها لا تكفي لمحاسبة بوش وزمرته
    • لهذا.. ليس من حقهم إعطاؤنا دروسا عن الديمقراطية والحرية
    • هكذا كان الاعلام الامريكي شريكا كاملا لبوش في كل جرائمه
    • الحرية عندهم هي للنخبة وجماعات المصالح وليست للراي العام
    • كاتب امريكي : لن نستعيد كرامتنا وديمقراطيتنا مالم يحاكم هؤلاء


    كما نعلم، فان الادارة الامريكية واركانها، وكذلك الزمرة التابعة لها من الكتاب والباحثين في مراكز الابحاث الامريكية، دأبوا طوال السنين الماضية على ان يلقوا علينا المحاضرات عن الديمقراطية الامريكية، وكيف ان القيم الديمقراطية هي قيم امريكية عظيمة، وكيف يجب علينا نحن في الدول العربية والاسلامية ان نتعلم منهم وان نحذو حذوهم على هذا الطريق.
    لن نتحدث هنا عن الوجه الاجرامي البشع لـ «الحرية والديمقراطية« الامريكيتين في بلد مثل العراق.. لن نتحدث عن القتل والابادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبت جميعها تحت دعاوى الحرية.. لن نتحدث عن جرائم التنكيل بأبسط حقوق الانسان بل كرامته في ابوغريب وجوانتنامو وغيرهما.
    لن نتحدث عن هذا الوجه البشع للديمقراطية الامريكية. سنتحدث عن الديمقراطية في داخل امريكا نفسها من زاوية محددة.
    من اكبر الدروس التي يلقونها على اسماعنا ان اكبر فضائل الديمقراطية وقيمها وخصوصا في امريكا، انها كفيلة بأن تكشف اخطاء الحاكم او المسئول، وتضمن حسابه على هذه الاخطاء.
    بالطبع، هذه قيمة عظمى للديمقراطية بالفعل. ان يحاسب الحاكم او المسئول عن اخطائه او خطاياه. لكن لنتأمل هذا الذي سنعرض له. ومن حقنا بعد ذلك ان نتساءل: واين اذن هي الديمقراطية الامريكية؟
    ***

    الكذابون
    معروفة هذه الدراسة التي اجريت مؤخرا ورصدت اكاذيب الرئيس بوش واركان ادارته في الفترة التي سبقت غزو واحتلال العراق. هذه الدراسة اعدها الاستاذان تشارلز لويس ومارك سميث من مركز «بابليك انتجريتي«.
    الدراسة رصدت ووثقت كل التصريحات والبيانات الكاذبة التي ادلى بها الاركان الكبار لادارة بوش في فترة ما قبل الغزو. النتيجة التي توصلت اليها الدراسة ان اركان ادارة بوش وعلى رأسهم بوش نفسه ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية رايس التي كانت مستشارة للأمن القومي ورامسفيلد وزير الدفاع ووزير الخارجية باول.. هؤلاء ادلوا بـ 935 تصريحا وبيانا كاذبا عن العراق.
    هذه الاكاذيب تعلقت بصفة خاصة بموضوعين اساسيين هما، امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل، وعلاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة. وهما كما نعلم المبرران الاساسيان اللذان تم تقديمهما تبريرا لشن العدوان على العراق. طبعا معروف اليوم ان كل ما كانوا يقولونه عن امتلاك العراق لاسلحة دمار وعن علاقته بالقاعدة كان اكاذيب فاضحة. الدراسة وثقت كما قلنا كل هذه الاكاذيب بالتاريخ والمناسبة.
    تشير الدراسة الى ان بوش مثلا ادلى بـ 232 تصريحا وبيانا كاذبا عن اسلحة الدمار العراقية، و28 تصريحا كاذبا عن علاقته بالقاعدة. وباول كان نصيبه 244 تصريحا كاذبا عن اسلحة الدمار و10 عن العلاقة مع القاعدة. ورايس كان نصيبها 56 تصريحا كاذبا وتشيني.48 وعلى هذا النحو تسجل الدراسة نصيب باقي اركان الادارة من الاكاذيب.
    والدراسة لا تكتفي بإيراد احصاءات بعدد الاكاذيب وحسب، وانما توثق نصوص الكثير من هذه الاكاذيب. وعلى سبيل المثال فقط في 26 اغسطس 2002، اعلن ديك تشيني: «الامر ببساطة انه لا يوجد ادنى شك في أن صدام حسين الان يمتلك اسلحة دمار شامل. ولا يوجد ادنى شك في انه يكدس هذه الاسلحة كي يستخدمها ضد اصدقائنا وضد حلفائنا وضدنا«.
    وفي أواخر سبتمبر 2002، قال بوش في خطابه الاذاعي للأمة: «ان النظام العراقي يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية وهو يعيد بناء منشآته كي يمتلك المزيد منها. وهو بحسب الحكومة البريطانية بمقدوره ان يشن هجوما بيولوجيا او كيماويا في خلال 45 دقيقة فقط من اعطاء الاوامر.. هذا النظام يسعى لامتلاك قنبلة نووية وهو بمقدوره ان يصنع قنبلة في خلال عام«.
    وهناك طبعا العرض المهزلة الذي قدمه كولن باول في 5 فبراير عام 2003 في مجلس الامن عن «الادلة« المزعومة لامتلاك العراق اسلحة الدمار.
    وعلى هذا المنوال، تسجل الدراسة باقي اكاذيب اركان الادارة الامريكية.
    ***

    .. وأي ثمن؟
    هذا الذي سجلته الدراسة الامريكية من اكاذيب فاضحة لجأ اليها اركان الإدارة الامريكية لتبرير غزو واحتلال العراق هو امر اصبح معروفا للعالم كله بعد كل الحقائق التي تكشفت بعد الغزو. كل ما في الامر ان الدراسة وثقت هذه الاكاذيب. لنلاحظ في شأن هذه الاكاذيب الجوانب الخطيرة التالية:
    أولا: انهم حين رددوا هذه الاكاذيب وروجوا لها على هذا النطاق الواسع جدا، لم يفعلوا ذلك على سبيل السهو او الخطأ غير المقصود، او لأنهم كانوا لا يعلمون الحقيقة. هم كانوا يكذبون ويعرفون جميعا انهم يكذبون. ليس هذا فحسب، بل انهم كما اتضح بعد ذلك لم يترددوا في فبركة الادلة والوقائع المزعومة كي يبرروا اكاذيبهم. لنتذكر انه في ذلك الوقت، قبل الغزو، كانت كل تقارير بعثات التفتيش الدولية في العراق عن اسلحة الدمار المزعومة تؤكد في تقاريرها انها لم تعثر على أي ادلة تؤكد امتلاك مثل هذه الاسلحة. وقد تكشف بعد ذلك كما نشر على نطاق واسع انه حتى اجهزة المخابرات الامريكية نفسها كانت تؤكد ان العراق لا يمتلك اسلحة دمار، وانه لا علاقة له بتنظيم القاعدة. لكن الادارة الامريكية ببساطة تكتمت على كل المعلومات المتاحة لديها بهذا الخصوص ومضت في اكاذيبها، بل اخرست كل الاصوات التي كانت تريد كشف هذه الاكاذيب.
    باختصار، فان اكاذيب الادارة الامريكية هذه هي من النوع الذي ينطبق عليه مقولة اكاذيب «مع سبق الاصرار والترصد« بالتعبير القانوني.
    ثانيا: معنى هذا انهم بهذه الاكاذيب على هذا النطاق ارتكبوا جريمة بحق الرأي العام الامريكي. فهم بهذا تعمدوا تضليل الرأي العام الامريكي وخداعه حول خطر غير موجود، وحول «حقائق« لا وجود لها. فعلوا هذا بالطبع كي يضمنوا تأييد او تعاطف الرأي العام الامريكي مع خططهم العدوانية تجاه العراق.
    ثالثا: والاخطر من كل هذا هو النتائج التي ترتبت على هذه الاكاذيب وعلى شن العدوان على العراق بناء عليه. واي نتائج؟.. أي كوارث مروعة ترتبت على ذلك؟.. أي ثمن فادح؟ لقد ترتب على ذلك تدمير بلد عربي بالكامل وتشريد اهله وقتل اكثر مليون ونصف مليون من ابنائه واغراقه في الفوضى الطائفية. ولسنا بحاجة الى اي تفصيل هنا. بل ترتب على ذلك نتائج كارثية لأمريكا والامريكيين انفسهم باعتراف الامريكيين. ليس فقط الاكثر من اربعة الاف قتيل ولا الاموال الرهيبة التي اهدرت، ولكن دفعت امريكا كلها ثمنا من سمعتها ومصداقيتها في العالم التي اصبحت في التراب
    ***

    أين الديمقراطية؟
    السؤال المهم بالطبع الذي لا بد ان يثيره كل ما ذكرناه هو: واين اذن الديمقراطية الامريكية وآلياتها من كل هذا؟
    لماذا فشلت آليات الديمقراطية الامريكية بداية في فضح هذه الاكاذيب في حينها، ومن ثم الحيلولة دون وقوع جريمة غزو واحتلال العراق بكل ما ترتب عليها من كوارث؟
    وهناك تساؤل اهم: واخطر من هذا؟ أين هي آليات الديمقراطية الامريكية بعد كل ما تكشف من اكاذيب ومن حقائق ومن خداع وتضليل للرأي العام الامريكي وسوق امريكا كلها الى هذه الكارثة؟
    لقد اتضحت ابعاد هذه الاكاذيب تماما بما لا يقبل أي مجال للشك. وفي نفس الوقت، اصبحت النتائج الكارثية لها حديث الامريكيين والعالم كله. إذن، اين آليات المحاسبة الديمقراطية هنا؟ لماذا لا تضمن هذه الآليات محاسبة جورج بوش واركان ادارته عن هذه الاكاذيب، وعن الجرائم التي ارتكبوها بناء على ذلك؟
    هذا التساؤل يصبح اكثر الحاحا خصوصا اذا لاحظنا انه منذ ما قبل الغزو، وبعد الغزو خصوصا، وحتى اليوم، فان قوى كثيرة في امريكا لم تكف في يوم من الايام عن المطالبة بمحاسبة ومحاكمة جورج بوش واركان ادارته على ما ارتكبوه من جرائم بحق امريكا والشعب الامريكي. وهناك مثلا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم حملات نشطة تطالب بتنحية وعزل بوش ونائبه تشيني خصوصا بسبب هذه الجرائم.
    ويبقى التساؤل مطروحا: اين آليات المحاسبة التي تضمنها الديمقراطية؟ لماذا لم نر لها وجودا في امريكا؟
    لسنا هنا بصدد الاجابة تفصيلا عن هذا التساؤل، ولكن نشير فقط بسرعة إلى ما يلي: كان مفترضا ان يكون الكونجرس الامريكي بداهة، وباعتبار انه يعبر نظريا عن ارادة الشعب الامريكي، هو ساحة الحساب والعقاب لبوش واركان ادارته على اكاذيبهم وما ارتكبوه بحق الشعب. لكن الامر هنا كما نعلم انه بالنسبة للحزبين المهيمنين على الكونجرس، الجمهوري والديمقراطي، فانه في نهاية المطاف الفوارق بينهما فيما يتعلق بالنوازع والاطماع الاستعمارية في الخارج هي فوارق ضئيلة جدا لا تكاد ترى. بعبارة اخرى، فان هذه النوازع والاطماع هي في نهاية المطاف في الكونجرس اكبر بكثير واقوى بكثير من الديمقراطية ومن آليات المحاسبة والعقاب التي من المفروض انها تكفلها.
    هذا جانب. الجانب الآخر الذي يعلمه الجميع انه في الحياة السياسية الامريكية عموما، فان مصالح القوى والجماعات النافذة، او ما يسمى بـ «اللوبيات« هي ايضا اقوى واكبر واكثر نفوذا من الديمقراطية ومقتضياتها. ينطبق هذا على جماعات المصالح الاقتصادية العسكرية او ما يسمى بالمجمع العسكري الاقتصادي وايضا ينطبق على جماعات المصالح السياسية كنفوذ اللوبي الاسرائيلي في امريكا مثلا.
    هذا بالنسبة لحساب ومعاقبة هؤلاء رسميا. لكن ماذا عن محاسبتهم على مستوى الرأي العام؟ ينقلنا هذا مباشرة الى جانب آخر في الديمقراطية الامريكية. وايضا نبحث عنه ولا نجده. أعني جانب حرية الاعلام ومسئوليته.
    ***

    الاعلام.. مجرم أيضا
    دور الاعلام الامريكي في كل عملية غزو واحتلال العراق منذ ما قبل الغزو حتى يومنا هذا هو موضع جدل واسع جدا في امريكا. وفي خلال السنوات الماضية صدرت كتب كثيرة وعشرات الدراسات والابحاث التي تتناول هذه القضية من كل زواياها. واستطيع ان الخص لك عزيزي القارئ هذا الجدل في فقرات قصيرة.
    هناك اجماع اليوم على الاقل في اوساط الخبراء والمختصين المحترمين على ان الاعلام الامريكي كان شريكا كاملا لادارة بوش في كل اكاذيبها وفي كل الجرائم التي ارتكبتها بناء على ذلك. اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى المؤثرة، وبالاخص الصحف ومحطات التليفزيون الكبرى، هي التي روجت لكل هذه الاكاذيب، وهي التي مكنت ادارة بوش من خداع وتضليل الرأي العام، وهي التي اعدته لتقبل جريمة الغزو والاحتلال. اجهزة الاعلام الامريكي هذه، وعن عمد تام، تجنبت أي محاولة للتحقق من كل هذه الاكاذيب، ولاطلاع الرأي العام على الحقيقة.
    ولا يتعلق الامر هنا بصعيد الاخبار والتحقيقات الصحفية فقط، وانما بمستوى الرأي والتحليل ايضا. حجبت اجهزة الاعلام الامريكية عن عمد كل الاراء والمواقف الناقدة لمواقف الادارة الامريكية وافسحت المجال واسعا جدا لكل المؤيدين لهذه الهجمة الاستعمارية.
    أشير هنا، على سبيل المثال فقط، الى دراسة ممتازة اعدها الدكتور ديبا كومار، استاذ الصحافة والاعلام الامريكي. الدراسة عنوانها «الاعلام والحرب والدعاية: استراتيجيات ادارة المعلومات خلال حرب العراق«. في هذه الدراسة يحلل بالتفصيل هذا الدور الذي لعبته اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى في خدمة المشروع الاستعماري لادارة بوش وفي خداع وتضليل الرأي العام الامريكي. يعرض تفصيلا مثلا كيف تعمدت الصحف ومحطات التليفزيون الكبرى حجبت الآراء المعارضة للحرب ولمواقف ادارة بوش، وكيف انها بالتالي حرمت الرأي العام من معرفة الحقائق.
    وهو يشرح تفصيلا مثلا كيف تبنت اجهزة الاعلام، مع استثناءات قليلة جدا، كامل وجهة نظر ادارة بوش. وكيف ان الاستراتيجية الاساسية التي اتبعتها هي استراتيجية، الحذف والتجاهل، أي حذف وتجاهل أي اخبار او قصص اخبارية، او آراء ومواقف تتعارض او لا تتماشى مع ما تريد ادارة بوش الترويج له.
    لماذا فعل الاعلام الامريكي هذا؟ لماذا كان على هذا النحو كما قلنا شريكا كاملا لادارة بوش في كل اكاذيبها وكل جرائمها؟
    كل خبراء الاعلام في امريكا لديهم تفسير رئيسي واحد هو، ان اجهزة الاعلام الامريكية الكبرى هذه هي في النهاية مملوكة لعدد محدود من الملاك والنخب الاقتصادية والسياسية، وهي تعبر عنهم وعن مصالحهم لا عن مصالح الرأي العام الامريكي.
    والذي يعنيه هذا ببساطة ان حرية الاعلام الامريكي، على الاقل في قضايا حاسمة كهذه، هي في نهاية المطاف اكذوبة اخرى من اكاذيب الديمقراطية والحرية في امريكا.
    ***

    أود ان انهي هذا الحديث بمقتطفات قصيرة للكاتب الامريكي ديفيد كريجر، في مقال كتبه ونشره منذ ايام، تتعلق بهذه القضية بالذات، قضية المحاسبة الغائبة لهؤلاء المجرمين التي تعجز الديمقراطية الامريكية عن تأمينها.
    يقول: لقد تم الزج بنا في حرب غير مشروعة على العراق لخمس سنوات.. ومع هذا لا محاسبة. لم يعد هناك ادنى مجال للشك في ان قادتنا كذبوا علينا.. ومع هذا، لا محاسبة. أكثر من اربعة آلاف من الجنود الامريكيين قتلوا.. ومع هذا لا محاسبة. أكثر من مليون عراقي، اغلبيتهم الساحقة من المدنيين قتلوا في الحرب.. ومع هذا لا محاسبة. اكثر من 4 ملايين عراقي تم تشريدهم.. ومع هذا لا محاسبة.
    والكاتب يمضي على هذا النحو معددا جرائم ادارة بوش بحق الشعب الامريكي، الى ان يقول:
    «المحاسبة تعني ان يحاسب ويعاقب هؤلاء المسئولون عن هذه الحرب غير القانونية التي تنتهك القانون الدولي. المحاسبة تعني ان يحاكم الذين ارتكبوا هذه الجرائم.. ان يحاكم بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس وباول والاخرون. المحاسبة لا تعني الاكتفاء بفضحهم وانما تقديمهم للعدالة. هذه قضية اساسية اذا كان لنا ان نستعيد كرامتنا وديمقراطيتنا«.
    هذا بالنسبة اليهم في امريكا. أما بالنسبة الينا، فاننا نقول لهم باختصار: هذه هي ديمقراطيتكم نبحث عنها ولا نعثر لها على اثر. هذه هي حرية الاعلام عندكم وقد تحولت الى عبودية لأبشع القوى ولأفظع النزعات العنصرية الاستعمارية. فأبسط شيء اذن، عليكم ان تكفوا نهائيا عن اعطائنا دروسا وحكما ومواعظ عن الديمقراطية والحرية.
    شبكة البصرة
    الثلاثاء 25 ربيع الاول 1429 / 1 نيسان 2008
    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •