السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة
ولعلني وأنا أحدث منسوبي جمعيتكم الغراء هذه
أتقدم بجزيل شكري وامتناني لكم لإتاحة الفرصة لي ولغيري ممن يرجون لقاء ربهم بعمل صالح يسجل في صحائفهم ويكون سبباً لشفاعة سيد الخلق يوم القيامة
وأتقدم إليكم بمسودة لبيان باسم هذه الجمعية الفاضلة
وآمل أن تجدوا فيه بعض أربكم إن لم يكن جله
وسأركز فيه على أمر هام لم يسجله أي بيان آخر منذ إنطلاقة أولى حملات منع الحجاب الشرعي في فرنسا , وصولاً إلى ما يحدث في تونس في هذه الفترة
ألا وهو عدم تعارض الحجاب الشرعي مع أي من الشرائع السماوية الموجودة في أي بلد في العالم
أو بمعنى آخر
سيكون عدم وجود أي نص شرعي في أي ديانة سماوية بمنع الحجاب هو مرتكزي في البيان الذي لن يحمل طابعاً إسلامياً فحسب
بل وعلمياً ومنطقياً إلى أبعد درجات الحجة والبرهان
وإليكموه بلسان حالي
ولكم أن تغيروا فيه ما تجودنه أكثر مواءمة ومناسبة للهدف المنشود :
|
|
|
|
السلام على من إتبع الهدى
أما بعد
فإن جمعيتنا المسماة بالجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
وباسمها وباسم كل الشرفاء في هذا العالم
تناشد حكومة تونس المكرمة وجميع الحكومات و الهيئات و المنظمات والشخصيات والافراد في العالم أجمع
بممارسة الديمقراطية الحقيقية في السماح بممارسة الشعائر الدينية للديانات السماوية التي نزلت بها الكتب على رسل الحق والهدى
وإن روح هذه الديمقراطية التي تنادي بها جمعيتنا هو ما نؤكد على أنه صميم عقيدة كل البشر في هذا الكون باختلاف إنتماءاتهم ودياناتهم
فكما أن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة هو واجب ينبغي عليها الالتزام به في حياتها كبقية واجباتها من صلاة وصيام وزكاة في داخل دولة الإسلام أو خارجها
فإنه يجب أن يكون هذا الأمر حق تكفله الدولة , أي دولة , لأفرادها من منطلق الحرية والديمقراطية التي يستند إليها دستور تلك الدولة
لأنه وببساطة تامة تامة
لا مسوغ لمنعه ولا وجود لنص شرعي في أي ديانة سماوية بحظره على منسوبي تلك الديانة
أو على منسوبي الديانات الأخرى
فلا اليهودية تحظره على اليهود أو غيرهم
ولا المسيحية تحظره على المسيحين وغيرهم
فضلاً عن وجوبه في الإسلام فيما ينص عليه هذا الدين الحنيف
وهذا ما تداولته الإنسانية جمعاء على مر عصورها
ولم يكن يوماً من الأيام أي دعاة لعلمية أو علمانية ينادون بضده
فلا تكونوا أول من يبتدع هذه البدعة والضلالة
لأن وزرها و وزر من سيعمل بها واقعٌ على من سنها أول مرة
وإننا إذ نهيب بكل من سبق
فإننا نضع نصب عين الجميع حقيقة راسخة لدينا نحن أمة الإسلام
بأن ما أوجبه ديننا من واجبات فإنه لا حق لأي جهة في تغييره لأننا وبكل بساطة , نؤمن بحق الآخرين في ممارسة عقائدهم , ومن ذات المنطلق فإن لنا ذات الحق في ممارسة عقيدتنا وشعائرها بما لا يتعارض مع شعائر الآخرين ودياناتهم
فهو حق لنا كما أن لليهود حق في العطلة يوم سبتهم وللنصارى في آحادهم
وهذا ما ينص عليه قرآننا الكريم
كما تنص كتبهم السماوية على تلك الشعائر المذكورة
وإن هذا الدين الذي أوجب علينا الالتزام بأوامره والإنتهاء عن نواهيه قد أمرنا بألا تكون لمخلوق طاعة في معصية الخالق
ولذا فنحن نبث شكوانا إلى قلوب تعي
وعقول تدرك
وبصائر ترى
بأن من شأن منع الحجاب الشرعي أن يكون عاملاً في تفريق أبناء البلد الواحد
وتمزيق نسيج الحياة الاجتماعية بما يخالف شريعة الله التي شرعها بين الناس بمختلف مذاهبهم
لأنه حظر لحرية ممارسة الدين بغير حجة ولا برهان
بل ومخالفة لما أنزل الله بالنص الواضح والامر الصريح
( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفوراً رحيما ) ... الأحزاب
لا سيما وأن لبس الحجاب الشرعي لا يتنافى مع الحياة الاجتماعية في أي مكان في العالم
فضلاً عن معناه العظيم في ستر المرأة وحشمتها وصيانة عرضها من مظاهر العري والتحرش من قبل ضعاف النفوس الذين تثيرهم مناظر السافرات
وهذا مما لا شك فيه
هو البعد كل البعد عن روح الديمقراطية التي تنادون بها , وتسعون إلى تطبيقها , وتأملون لها الديمومة والاستقرار
ومن واجبنا نحو ربنا وديننا وأخواتنا في الله أن نبث هذه الدعوة للرجوع إلى الحق
فالحق أحق أن يتبع
والأمر جلي واضح , بين , ساطع كشمس تستقر في كبد السماء في وقت الهجيرة
( قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين ) ... الأنعام
وحسبنا الله وهو نعم الوكيل
( إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ) ... الأنعام
والحمد لله من قبل ومن بعد
والصلاة على محمد الأمين
وآله وصحبه أجمعين |
|
|
|
|
المفضلات