Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

    (في الذكرى الخامسة لكارثة العراق )
    إلى متى يستمر الذل العربي ؟
    بقلم الباحث : عبدالوهاب محمد الجبوري
    إن ما يحصل اليوم في العراق من ماسي ودمار لا يمكن فصله عن محيطه ولا عن تاريخه بأي شكل من الأشكال .. ولو تصفحنا هذا التاريخ على عجل لعرفنا أن غزو المغول لبغداد وما تلاه من تدهور وانحطاط في الحضارة العربية وتاريخها لم يأت من دوافع أساسها الطموح المغولي الاستعماري لهذا البلد وغيره فحسب، بل تيسر له ذلك من خلال تفكك أركان الدولة العباسية وضعفها وتصارع القوى المجاورة للعراق آنذاك ضد القوى العربية للسيطرة على مقاليد الحكم فيها ، كما حققت الحملات الصليبية الاحتلالية اللاحقة للمنطقة أهدافها في ظل دويلات عربية متنازعة فيما بينها متحالفة مع الغزو الأوروبي، ويمكن سحب ذلك لاحقا على كافة المشاريع الاحتلالية الأوروبية وحديثا الأمير كية ..
    بهذا المعنى كان ضعف الأمة وتمزقها وتقاعسها عن الدفاع عن نفسها وتدهورها الاقتصادي وضعف إمكانياتها العسكرية وتشرذمها وتفرقها إلى شيع وأحزاب واحتراب فيما بينها ، كل ذلك مهد الأجواء وخلق الظروف المناسبة لانقضاض الأعداء عليها في ظل ثروات ترزح تحت أقدام أصحابها الغافلين عنها أو المبذرين لها .. وهنا استذكر قصة قصيرة من الأدب العبري اعتمدتها الصهيونية العالمية في توعية وتربية الأجيال اليهودية للاتعاظ من درسها وعبرتها ، تقول القصة ( أن ثعلبا مسك أرنبا واخذ يتفاخر بقوته وقبل أن يأكله قال له الأرنب : ليــس لأنك قوي مسكتني وتريد أن تأكلني ، بل لأني ضعيفة وواهنة) .. هكذا نجد عدونا الإسرائيلي يربي أبناءه على أن وهن اليهود وضعفهم يشكل أغراءً ( للعدو ) للانقضاض عليهم والنيل منهم .. من هنا راحت الصهيونية منذ مؤتمرها الصهيوني الأول عام 1897 تعد العدة وتحسب الحسابات لبناء ما أسمته ( الوطن القومي ) باعتماد مشروع صهيوني واسع يرتكز على تأسيس القوة العسكرية والأجهزة الأمنية والمنظمات الإرهابية المختلفة تحت هذا الغطاء أو ذاك وتأسيس إعلام موجه واستخدام الأدب العبري كأحد أسلحتها للترويج لأفكارها وتحقيق أهدافها وحث اليهود في مختلف أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي من الفلسطينيين لإقامة المستوطنات والبنى الارتكازية المختلفة التي تخدم هذا المشروع الاستراتيجي واستغلال القوى العظمى لدعمها إلى غيرها من الأساليب والوسائل الخبيثة ، ونحن هنا لا نريد أن نطيل في هذا الموضوع بقدر ما نأخذ منه المغزى والمعنى والعبرة حتى لو كان من عدونا ..
    أعود فأقول انه في سياق تطور الأحداث التاريخية ووقائعها المؤلمة على النحو المار ذكره ، جاء الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله وتدميره كدولة وحضارة ، نتيجة لظروف مشابهة إلى حد ما لظروف سقوط الدولة العباسية وتدميرها سواء أكان ذلك لعوامل داخلية أم خارجية قبل أن تكون طموحا أجنبيا وان كانت كذلك فعلا ، فالأنظمة العربية كانت – وما زالت - منشغلة كل بحالها ووضعها ومرتبطة بهذا الطرف الدولي أو ذاك تبعا لمصالحها ومصالحه على حد سواء دون الاهتمام جديا لما كان يحصل للعراق من تآمر وحصار وعدوان أمريكي مستمر عليه منذ العام 1991 وحتى احتلاله عام 2003 واستمرار تدميره إلى وقتنا هذا ، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لحل أزمته بمساعدة عربية أو دولية إلا بما عرفناه عنهم من شعارات ومؤتمرات من باب تسقيط الفرض وذر الرماد في العيون ، بل ويمكن القول دون تحفظ أن البعض من هذه الدول كان أكثر من فرحة بما حصل من دمار وخراب للعراق لدرجة انها ساعدت المحتل في تقديم تسهيلات لاحتلاله وتدميره ولولا هذه التسهيلات لما تمكنت الولايات المتحدة وتحالفها الدولي من احتلال العراق ..
    لقد مضت خمس سنوات منذ سقوط بغداد كانت كافية ولا شك لتقدم عينة عما يكون، وسيكون عليه مستقبل العرب، وليس العراق وحده.. فالغزو الأمريكي لم يسقط النظام الحاكم ، بل أسقط استقلال العراق كدولة ، وشرع في تفكيكه ككيان سياسي تاريخي راسخ الجذور والفروع ، وكمجتمع إنساني عريق في صناعة الحضارة والمدنية لذاته وللبشرية ..
    لقد وصف الاستعمار الأمريكي نفسه بأنه حامل وناشر للفوضي البناءة ، لكنه أثبت أيضا أنه حيثما تحل وحوشه، يحلّ الخراب والموت .. خمس سنوات مضت على تمادي الوحشية الأمريكية ، فكانت بمثابة إعادة تكثيف القرون الوسطي بكل فظائعها الدموية والسحرية والخرافية.. لم تبقَ ثمة وسيلة أو نظرية في علم (الأنثروبولوجيا) التخريبية ، المتفوقة في الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية ، إلا واتبعتها أجهزة الاحتلال في تمزيق النسيج الاجتماعي والبشري للشعب العراقي .. خمس سنوات من إقامة دولة الإرهاب الأعلى النموذجي ، لم يسجل الإعلام العالمي خلالها إلا أقل العناوين والكلمات والأرقام عن أهوالها وفظائعها غير المسبوقة في مسيرة المذابح الجماعية الكبري المشهودة في ظلام التاريخ قديمه وحاضره ..
    ولو أردنا تحليل الأسباب والمعطيات التي قادت إلى حصول هذه المأساة الكارثية والتي تفوق مأساة فلسطين وغيرها من ماسي شعبنا وامتنا ، لابد من استذكار سريع لحالة الدول العربية الهشة منذ ثمانينات القرن الماضي واندلاع الحرب العراقية الإيرانية إلى عجزها عن صياغة مفهوم واضح ومحدد للأمن القومي الواحد ، كما عجزت اتفاقيات الدفاع المشتركة فيما بينها عن دعم العراق في كل حروب رد العدوان عليه مثلما عجزت عن صيانة الحق الفلسطيني والدفاع عن لبنان والسودان وغيرها ، وتوزعت توجهاتها بين الشرق والغرب في استقطاب حاد بلغ حد القطيعة فيما بينها في فترات معينة ، فيما كانت المنافسة حادة بين أقطاب النظام العربي للحد من نهوض دولة على حساب أخرى، إذ تحولت العلاقات العربية – العربية من تنافس على توحيد أو قيادة العمل العربي المشترك والنهوض به، إلى صراع على قيادة توجهات المنطقة ومنع ظهور دول عربية منافسة تمتلك رصيدا من القوة العسكرية والاقتصادية قادرة على استقطاب الجماهير العربية وتوجهاتها نحو الحرية والاستقلال والكرامة وامتلاك ناصية العلم والمعرفة في كافة مجالات الحياة ..
    نخلص مما تقدم أن المسئول الأول عن احتلال العراق ومعاناته ، التي لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال وإقامة نظام وطني غير طائفي يضم كافة الأطياف العراقية دون استثناء بما فيها المقاومة العراقية ، هو الإرهاب الأمير كي والصهيوني والبريطاني ، إلا أن مسـؤولية أخرى تقع على المجتمع الدولي وعلى العرب أنفسهم ، ولا تتحدد المسؤولية هنا في تشتت كلمتهم وعجز قياداتهم فحسب ، بل في تقديم كل ما يسّر ذلك الاحتلال وسهل عليه غزوه للعراق ، ابتداءً من المشاركة في الحصار الظالم على شعب العراق عام 1991 والذي استمر 12 عاما وأودى بحياة مئات الألوف من أبنائه ، وتحطيم نهضته العلمية وقدراته العسكرية والاقتصادية التي كانت تشكل الاحتياط الاستراتيجي ، مرورا بحالة التدني التي بلغت ذروتها عندما سهلت مرور آلة الحرب الأمريكية المدمرة في الممرات المائية العربية ، رغم اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تعتبر العدوان على أي بلد عربي عدوان على الدول العربية كلها ، وهو ما يعطي الحق لأصحاب تلك الممرات بإقفالها في وجه الجيوش المعتدية ضد أي بلد عربي ، وتقديم الأراضي والمياه الإقليمية اللازمة لرسو تلك القوات وسفنها الحربية ومعداتها وتجهيزاتها ومدّها بكل أنواع الدعم الإداري والعسكري لغزو العراق واحتلاله ، وليس أخرها صمت الأعراب عما يحصل في العراق من دمار وتفتيت ومذبحة جماعية بحق شعب بكامله وتدخل دول أجنبية في شؤونه الداخلية دون تحريك أي ساكن لوضع حد لهذه الكارثة المأساوية ، إلى مواقف من سار على النهج الأمريكي من العراقيين وتأسيسهم لنظام طائفي ، ومحاولة البعض منهم طرح مشاريع لتقسيم البلد الواحد إلى كانتونات طائفية أو مذهبية أو عرقية ، وهذه مفارقة غريبة وسابقة خطيرة في تاريخ الأمم والشعوب ، إلى دعم الميليشيات المسلحة وفرق القتل على الهوية التي تسرح في طول البلاد وعرضها ، إلى نهب نفطها وخيراتها وانتشار الفساد فيها بشكل مخيف جعل من العراق يحتل المرتبة الثالثة بين بلدان العالم في هذا المجال ، إلى محاولات بعض البلدان العربية رفض استقبال المهجرين العراقيين أو وضع قيود عليهم ونسوا أو تناسوا شهامة أولئك العراقيين ودفاعهم عن قضايا أمتهم وتضحياتهم بالغالي والنفيس من اجلها إلى غيرها من المواقف التي يشهد عليها التاريخ و تشـهد عليها الجماهير العربية وحكامها ..
    وأخيرا نقول إن استمرار الصمت العربي عما يحصل هذه الأيام في العراق من مأساة وتأجيج لنيران الفتنة والتقسيم والقتل والتدمير والتهجير سيشكل كارثة ثانية للعرب والمسلمين بعد كارثة فلسطين وعندها لن ينفع الندم وسيلعن التاريخ وتحاسب الشعوب كل من يحمل صفة (أبو ر غال ) و(العلقمي ) طال الوقت أم قصر ..


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فدى المصري
    تاريخ التسجيل
    18/05/2008
    المشاركات
    370
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

    سلام عليكم

    تحليل شامل لما تتعرض إليه الأنظمة العربية من ممارسات ضاغطة سياسيا عبر هيمنة دول العظمى وتسلط النظام الصهيوني وفق جدليات اقليمية ومحلية ،

    ولكن الذي أُخذ بالقوة لا بد أن يسترد بالقوة
    ولا يمكن أن نعول على الأنظمة العربية كشرط للحصول على بناء الدولة العراقية ، إنما يكمن ذلك من خلال ارادة الشعوب والعمل بكل مصداقية على بناء دولة المؤسسات والأستقرار
    مع العلم ان الذي استفحل بهذا النظام من ممارسات يصعب التخلص منه بين ليلة وضحاها ، والتجربة اللبنانية خير دليل على ذلك رغم أن روح الطائف ما زال يعمل كطيف إستقرار داخلي .

    مع التحية تقبل مروري ، وتحية لمجهودك .

    نحو مجتمع ثقافي واعد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يتحرر الإنسان من تبعيته
    من عزلته ........ من وحدته نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    للتكامل الاجتماعي تحت سماء صافيةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نتوجه ........... لنعي ..........لنتوحد

  3. #3
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

    سلام عليكم

    تحليل شامل لما تتعرض إليه الأنظمة العربية من ممارسات ضاغطة سياسيا عبر هيمنة دول العظمى وتسلط النظام الصهيوني وفق جدليات اقليمية ومحلية ،

    ولكن الذي أُخذ بالقوة لا بد أن يسترد بالقوة
    ولا يمكن أن نعول على الأنظمة العربية كشرط للحصول على بناء الدولة العراقية ، إنما يكمن ذلك من خلال ارادة الشعوب والعمل بكل مصداقية على بناء دولة المؤسسات والأستقرار
    مع العلم ان الذي استفحل بهذا النظام من ممارسات يصعب التخلص منه بين ليلة وضحاها ، والتجربة اللبنانية خير دليل على ذلك رغم أن روح الطائف ما زال يعمل كطيف إستقرار داخلي .

    مع التحية تقبل مروري ، وتحية لمجهودك .


    بوركت فدى .. اجل ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ... والله اكبر


  4. #4
    مـشـرف الصورة الرمزية المهندس وليد المسافر
    تاريخ التسجيل
    16/01/2009
    المشاركات
    2,572
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: في الذكرى الخامسة لكارثة العراق / الى متى يستمر الذل العربي ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تحية طيبة
    أخي الدكتور الجبوري المحترم

    مما لاشك فيه أن من مسببات أحتلال العراق هو تقاعس الحكومات العربية عن ممارسة دورها المناط بها من خلال الدفاع عن العراق وأن لم يكن فعدم فتح حدودها لدخول القوات الغازية ،وبطبيعة الحال كان النظام السياسي والعسكري الأمريكي والصهيوني متابعا لكل الأختلالات في النظام العربي فتمكن أخيرا من فتح الثغرة التي أدت الى أحتلال العراق وهنا أسأل أين دور أيران الواضح من كل هذا فلم يذكر البحث أي ذكر لهذا التدخل فهل هو مقصود أم اسقط سهوا مع تقديري العالي.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أنشودة الغضب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    ثوروا يا أبناء الرافدين الغيارى،،، ثوروا يا أحفاد الحسين وأبطال ثورة العشرين،، فيومكم قادم لامحالة،،، يوم تنتصرون لأنفسكم من ظلم وجور المحتلين،،، يوم يواجه الخونة والعملاء مصيرهم المحتوم،، فقد بزغت شمس الحرية،، ولاحت جحافل التغيير بإنتظار يوم التحرير بإذن الله....
    {{إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان ، فتذكر قيم الرجولة ، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً}}


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •