ضوابط الأوزان للنبهاني.. في مدح الرسول الأعظم

[سليمان أبو ستة]

حلت علينا بالأمس الذكرى العطرة لمولد المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ونحن في حال لا نحسد عليه إذ تجاسرت وتكالبت علينا، من كل جانب، قوى الشر والبغي والطغيان، قدرنا الله على التصدي لها ومحوها ، إنه مجيب الدعاء.
وبينما كنت بالأمس أقلب في الموسوعة الشعرية، وأتصفح ديوان الشيخ يوسف النبهاني، وجدت له أبياتا على مختلف بحور الشعر ، ذكرتني بما يستعمله طلاب علم العروض في تذكر الأوزان بضوابط من النظم لعل أشهرها ضوابط الشهاب الخفاجي التي جعل في كل بيتين منها اقتباسا قرآنيا نحو قوله في بحر الوافر:
غرامي في الأحبة وفرته *** وشاة في ألأزقة راكزونا
مفاعلتن مفاعلتن فعولن *** إذا مروا بهم يتغامزونا
والشيخ يوسف النبهاني ( 1850 م – 1932 م) من قرية إجزم قرب حيفا ، تعلم في الأزهر الشريف وتولى القضاء في مناطق كثيرة من فلسطين وما حولها، وكان متصوفا وله في التصوف ورجاله كتب معروفة. غير أن لم أكن أعلم أن له كتابا في العروض ما دام قد تصدى لشرح هذا العلم بوسائل شراح هذا العلم، ولذلك سألت أخي الأستاذ بشير بركات حول هذا الموضوع ، وله حول الشيخ النبهاني كتاب ألفه قبل عشر سنوات، أن يستقصي لي من واقع مؤلفات الشيخ هذه المسألة.
وضوابط الشيخ النبهاني ، مع أنها تنحو منحى ضوابط الخفاجي ، إلا أنه جعلها تقتصر على مديح سيد الخلق ، ولذلك كانت مناسبة لنا لعرضها في هذه الأيام المباركة ، ولتكون إسهاما منا ، ولو قليلا ، في التصدي لمن (مروا بنا يتغامزونا)..

[سليمان أبو ستة]

ضوابط الأوزان للنبهاني


البحر الطويل:

أجَل لَيسَ لِلهادي الشَفيعِ مُماثِلُ *** هُوَ البَحرُ لَم يَعرِف لَهُ قَطُّ ساحِلُ
فعولن مفاعيـلن فعولُ مفاعـلُ *** طَويلُ نِجادِ السَـيفِ أروَعُ باسِـلُ

البحر المديد:

أيَّدَت خَيرَ الوَرى مُعجِزاتُ *** كُلُّها آياتُها بَيِّناتُ
فاعلاتن فاعلن فاعلاتُ *** ومَديدٌ حُكمُها دائماتُ

البحر البسيط:

لِلمُصطَفى مِلَّةٌ دانَت لَها المِلَلُ *** وشَرعُهُ أشرَقَت مِن نورِه السُبُلُ
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلُ *** بَحرٌ بَسيطٌ بِهِ بَحرُ الوَرى وَشَلُ

البحر الوافر:

عَلِمـتُ اللهَ لَيسَ لَهُ مَثيلُ *** وأنَّ مُحَـمَّداً نِـعمَ الرَسـولُ
مفاعَلتن مفاعلَتَن فعولُ *** بِوافِرِ نورِهِ اتَّضَحَ السَبيلُ


البحر الكامل:

بِمُحَمَّدٍ نورُ المَعارِفِ شامِلُ *** لَولاهُ ما عَرَفَ الفَضائلَ فاضِلُ
متَفاعلن متفـاعلن متَفاعـلُ *** كَمُلَت صِفاتُ عُلاهُ فهوَ الكامِلُ

البحر الهزج:

أتى المُختارَ تَنزيلُ *** بِهِ قَد جاءَ جِبريلُ
مفاعيلن مفاعيلُ *** فإهزاجٌ وتَرتيلُ

البحر الرجز:

خَيرُ الوَرى طُرّاً وأعلى أفضَلُ *** نَبـيـُّنا الـمُــدَّثِّرُ المُــزَّمِّلُ
مسـتفعـلن مسـتفعـلن مسـتفعـلُ *** بِرَجَزي في مَدحِه أبتَهِلُ

البحر الرمل:

طَيبة طابَت وهاتيكَ الجِهاتُ *** شَـمَـلَتها بِالنَبيِّ الـبَرَكــاتُ
فـاعلاتن فـاعلاتن فـاعلاتُ *** رَمَلاً سارَت إلَيها اليَعمُلاتُ

البحر السريع:

ما تَحتَ تَهديدِ العِدا طائلُ *** نَبيُّنا الهادي لـنا كـافِلُ
مستفعلن مستفعلن فاعلُ *** وهوَ سَريعٌ خَيرُهُ شامِلُ

البحر المنسرح:

خَيرُ الوَرى بِالكَمال مُشتَمِلُ *** بِفَضلِهِ الجَمِّ يُضرَبُ المَثَلُ
مسـتفعلن مفعُـلاتُ مفتعِلُ *** مُنسَـرِحُ الجـودِ لَيسَ يَنعَقِلُ

بحر الخفيف:

مِن هُدى المُصطَفى استَفادَ الهُداةُ *** واستَنارَت بِنورِهِ النَيِّراتُ
فــاعلاتــن مُـتفعِ لــن فــاعــلاتُ *** بِخَفيفٍ أمداحُـهُ راجِحاتُ

بحر المضارع:

عُلا طهَ شامِخاتُ *** عَلى الزُهرِ عالياتُ
مفـاعيلُ فـاعِلاتُ *** بِنــورٍ مُضـارِعاتُ

بحر المقتضِب:

شَرعُ طهَ مُكتَمِلُ *** وَهوَ عَدلُ مُعتَدِلُ
مفعُلاتُ مـفـتعِلُ *** لا اقتِضابُ لا عِلَلُ

بحر المجتث:

أئمةُ الشِركِ ماتوا *** بِسَيفِ طهَ وفاتوا
متفع لن فاعلاتُ *** جُثَّت بِه النائباتُ

بحر المتقارب:

سَما فَوقَ هامِ السَماءِ الرَسولُ *** دَنا فَتَدَلّى فَتَمَّ الوُصولُ
فعولن فعولن فعولن فعول *** تَقارَبَ حَيثُ نأى جِبرَئيلُ
( وفي موضع آخر من الديوان: دنا فتدلى فكان القبول)

بحر الخبب:

الفَضلُ تَقاسَمَهُ الرُسُلُ *** والكُلُّ بِأحمَدَ مُكتَمِلُ
فَعلن فَعلن فَعلن فَعِلُ *** وَلَهُ خَبَباً تَعدو الإبِلُ

[خشان خشان]

أخي وأستاذي الكريم

بعد إذنك وإذن واتا

http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=9906#post9906

شكرا لكما .

[سليمان أبو ستة]

للحظة ، حين نظرت في مداخلة أخي خشان، قلت في نفسي: لقد وقع المحظور وهاهو أخي يلفت انتباهي بكل الذوق إلى أنه سبق وأورد ضوابط النبهاني في موقعه. وأخذت أجمع في ذهني كل الحجج التي يمكن أن أتحجج بها تجنبا لهذا الانتهاك من قبلي، وكيف لم أشر إلى ان أحدا سبقني إلى نشر تلك الضوابط، ولا عذر في تلك الحجج التي ستكون واهية علما بأني ألم بموقع العروض الرقمي إلماما كلما سنح لي الوقت. وما كدت أنتهي من تلك الأفكار حتى فتح لي الرابط عن مكنونه لتقع عيناي، أول ما وقعتا منه ، على نفس العنوان الذي جعلته لموضوعي، وعندها قلت في نفسي ثانية ، لقد خربت ، فكيف أتحجج الآن بكلام من مثل توارد الخواطر الذي يتحججون به كثيرا، وعندها قررت أن أعترف أني نقلت الموضوع عن موقع أخي خشان، والله يلعن الشيطان الذي أغراني.. وسأقدم له اعتذارا حارا.
كان أخي عمر خلوف قد بعث لي على بريدي الألكتروني برابط لموقع نشر إحدى مشاركاتي ولم يكن اسمي مثبتا على الموضوع وبدلا منه كان اسم صاحبه "المحترف" وهو، بلا شك، يبدو محترفا في السلب والوقاحة ، ولم يكن هذا الموقع مما يشرفني أن أكتب فيه، وإلا لشكرتهم على ذلك النقل وقررت أن أخصص لهم من كل مشاركة لي نسخة أبعث بها إليهم.
كلام أخي خشان المؤدب بأخذ الأذن مني ومن واتا شجعني أن أخصص نسخا إضافية من كل مشاركة لي في واتا وغيرها وأن أبعث بها إلى موقع العروض الرقمي ، ولا أظن واتا ستمانع، فأنا لست أقل شأنا من الأستاذ فهمي هويدي الذي ينشر مقاله في عدة صحف في وقت واحد، ويقبض من كل صحيفة ما تيسر لها أن تدفعه له من أجر مضاعف، حتى إنه ، في آخر مقابلة حضرتها له على قناة الجزيرة، رفض أن يفصح لمحاوره عن عدد الملايين التي يتقاضاها من تلك الصحف التي تنشر كلامه المكرر.