أهل القلم من الجزائر في ضيافة أدباء الأردن

نشاط مكثف ومتميز
نقل الخبر -حفيظة طعام-عن الاديب الجزائري عز الدين جلاوجي


بدأ الوفد الجزائري نشاطه الأول بالأردن يوم الأحد 16 مارس وكانت البداية من جامعة فيلاديلفا وهي جامعة خاصة ومتميزة لها وزنها العلمي والمعرفي حيث حظي الوفد باستقبال خاص ومتميز من قبل أسماء ثقيلة في المشهد الادبي العربي على رأسهم الدكتور محمد عصفور عميد كلية الآداب والفنون والدكتور حسن عليان رئيس قسم اللغة العربية والشاعر الكبير عزالدين المناصرة والدكتور الباحث محمد عبيد الله وكذا الشاعر حكمت النوايسة وغيرهم.

وقد جمعته المناسبة بنخبة من الاساتذة والطلبة حيث قدم الدكتور عبد الحميد هيمة تعريفا برابطة أهل القلم ونشاطاتها ثم تحدث عن المشهد الشعري الجزائري منن خلال مراحله المختلفة قبل الثورة وبعدها ثم المشهد الشعري المعاصر في مرحلة الثانينيات والتسعينيا مركزا على أهم الملامح التي ميزت تلك التجربة

بعدها تناول الكلمة الاديب والروائي عزالدين جلاوجي فعرض للمشهد الروائي الجزائري انطلاقا من الحمار الذهبي لابوليوس إلى حكاية العشاق في الحب والاشتياق لمحمد بن ابراهيم وصولا إلى رضا حوحو فعبد الحميد بن هدوقة ثم الطاهر وطار وواسيني ثم انتقل إلى الجيل الذي تلاهم ممثلا على الخصوص في محمد مفلاح ومحمد زتيلي وساري والزاوي.

ثم انتقل إلى الجيل الحالي فتحدث عن تجارب مفتي بشير وشوار وزهرة ديك وحسينة موساوي وحميد عبد القادر وخلص إلى الحديث عن تجربته الخاصة من خلال أعمالية الروائية وخاصة سرادق الحلم والفجيعة وراس المحنة والرماد الذي غسل الماء

ثم فتح المجال للنقاش الذي كان حارا ودسما وانتهى اللقاء بتوصية للإكثار من تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تجمع الادباء الجزائريين بإخوانهم ادباء الأردن تدعيما لأواصر التواصل الثقافي والأدبي بين القطرين الشقيقن.

في المساء كان اللقاء مع نخبة من الادباء في مقر رابطة الكتاب والادباء الأردنيين عرض فيه الدكتور عبد الحميد هيمة للمشهد الأدبي الجزائري شعره ونثره مركزا على أهم خصائصه ومميزاته وتطوره عبر الأجيال.

بعدها تناول الكلمة الاديب الروائي عزالدين جلاوجي الذي تحدث عن تجربته الإبداعية الروائية على الخصوص ابتداء من المناهل الأولى التي شكلت هذه التجربة من الطفولة فعالم المدرسة وانتهى عند أهم خصائص تجربته الروائية بالنسبة للروائيين الجزائريين عموما ولجيله على الخصوص

وانتهى اللقاء بنقاش عام مع كتاب وادباء الاردن تم التطرق فيه لجملة من القضايا تخص راهن الادب الجزائري وواقع المثقف العربي وموقفه من قضايا الساعة ورهاناتها.

وقد حظيت نشاطات وفد رابطة أهل القلم لتغطية واسعة من وسائل الإعلام الاردنية.


ناقدان يستعرضان المشهد الأدبي في الجزائر منذ فترة ما بعد الاستعمار إلى الآن

نشر: 18/3/2008 الساعة .GMT+2 ) 00:28 a.m )


عزيزة علي

عمان- قال الناقد د. عبدالحميد هيمة إن الشعب الجزائري عانى من ويلات الاحتلال الفرنسي حقبة طويلة من الزمن، مبينا أن ذلك كان له أثر خطير على الثقافة، واللغة العربية.

ولفت هيمة في الندوة، التي نظمتها لجنة النقد في رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس، أنه كان من المفروض بعد استرجاع السيادة الوطنية في العام 1962 أن يستتبع ذلك نشاط كبير للحركة الأدبية.

واستدرك أن الجميع تفاجأ بذلك الصمت الرهيب الذي خيم على الأصوات الإبداعية وجعلها تتوارى شيئا فشيئا، وتستسلم للركود الذي أصاب الحياة الثقافية، مؤشرا على ذلك بالسنوات بين عامي (1962-1968).

وبين د. هيمة في الندوة التي جاءت تحت عنوان "المشهد الأدبي العربي في الجزائر"، وشارك إلى جانبه الروائي والناقد عز الدين جلاوجي، وأدارها الناقد والشاعر د. محمد عبيدالله، أن فترة الصمت كانت طويلة، منوها إلى أن الجميع كان يتوقع من جيل الرواد مواصلة عطاءاتهم ليسجلوا إنجازات ما بعد الاستقلال بروح متأنية وبأدوات فنية مكتملة.

وأشار إلى أن المراقب للحركة الأدبية في تلك الفترة يلاحظ أن أولئك الشعراء انسحبوا من الساحة الأدبية أو كادوا، مؤشرا إلى بعض أسباب الغياب بانصراف الشعراء الرواد إلى استكمال دراساتهم العليا وتوجههم إلى الأبحاث الأكاديمية، والانشغال بالتدريس.

وأضاف أنهم "آثروا تحمل أعباء تكوين الأجيال الصاعدة، كما حدث مع د. أبي القاسم سعدالله، وانعدام الجمهور المتذوق للشعر بسبب الظروف الاستعمارية" لافتا إلى "قلة القراء للشعر العربي، لأن اللغة العربية كانت جد محدودة".

ونوه هيمة إلى أن الدافع الذي كان يحفز الشعراء على قول الشعر ويلهب مشاعرهم في فترة الثورة قد زال باسترجاع الحرية، معتبرا أن الشاعر فقد عنصر التحدي بعد انهزام الخصم "وهو المستعمر الفرنسي الذي كان الشاعر الجزائري يكتب ليتحداه ويعبر عن صموده، وصمود شعبه".

وتناول هيمة مرحلة السبعينيات في الجزائر التي ظهرت فيها الاتجاهات الشعرية منها: الشعر العمودي والحر والمنثور أي "النثر"، منوها إلى أن أهم ملامح الشعر في مرحلة الثمانينيات والسبعينيات هو "اعتماد البناء الدرامي في القصيدة من أجل قصيدة تصور حركة الواقع، وتتفاعل معه والانتقال من الغنائية إلى الدرامية نتيجة الشعور بالاحباط بسبب الانحراف عن مبادئ الثورة"، مشيرا بذلك إلى التناقض بين الشاعر والواقع وميل بعضهم إلى التناقض داخل السياق.

وأشار إلى أن الشعر الجديد لم يتح له أن يظهر قبل العام 1954، معتبرا أنه ارتبط أساسا بمعركة التغير التي طرأت على الحياة في الجزائر، لافتا إلى شعور الأدباء بالحاجة إلى شكل جديد يعبر عن هذا التطور الذي حدث بعد أن تفتحت الأذهان والعقول، وحاجة المجتمع إلى الجديد باستمرار كما هي سنة الحياة في نموها وتطورها.

من جهة أخرى قال الروائي والناقد عز الدين جلاوجي :"لا أزعم أن لي تجربة أدبية ولكن كونت مسارا أدبيا صغيرا أحاول أن أضيف إليه باستمرار وإصرار".

ونوه جلاوجي إلى المنابع الأولى التي نهل منها وهي أحضان جده الذي كان يسرد عليه الحكايات وقصص التراث.

وأشار إلى دور القرآن الكريم في تقنيته إلى جماليات وأبجديات اللغة العربية والسرد، بالإضافة إلى قراءاته لعيون السرد العربي والغربي القديم والحديث.

وأضاف جلاوجي "لقد حاولت كثيرا أن احدث التميز في الرواية الجزائرية وأن أكون إضافة لنفسي بالأساس ثم لتجربة الرواية الجزائرية"، مشيرا إلى أن اهتمامه الآن منصب على الانشغال على اللغة لإيمانه أن "النص لغة في الأساس".