Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
صناعة الوعي السياسي - الصفحة 3

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 45 من 45

الموضوع: صناعة الوعي السياسي

  1. #41
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أعزائي الأكارم،

    بقي حلقتان لإنهاء موضوع "صناعة الوعي السياسي"، وإن شاء الله سيتم الانتهاء من هذا الموضوع خلال يومين.

    بوركتم


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  2. #42
    عـضــو الصورة الرمزية عباس النوري
    تاريخ التسجيل
    24/10/2006
    العمر
    69
    المشاركات
    136
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أ.د. محمد اسحق الريفي
    نائب الرئيس لشؤون الأرض المحتلة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أن موضعك قيم ويعطي دفعة نوعية للتدارس والبحث والنقاش، لكن أطرح سؤالاً أتمنى الحصول على الإجابة مع شكري وتقديري.

    السؤال: من يصنع الوعي السياسي الإسلامي، أهم بعض علماء المسلمين المشحوذين الذين يزرعون الفتن والأحقاد…ويكفرون بعض المسلمين…أم علماء المسلمين الذي يزرعون المحبة والود من أجل التقارب والتواد والتآخي.

    ثم لماذا لا نلاحظ الزخم المطلوب من المثقفين للوقوف أمام الأفكار التكفيرية وثقافة قطع الرؤوس، وقطع النسل.

    كيف لك ولبقية الأخوة الأساتذة الأفاضل الدعوة للوعي السياسي لمجابهة المخاطرة الأجنبية الاستعمارية وفينا أصل المشكلة وأسباب الحقد والكراهية…وأساس التخلف والعيش في العصور المظلمة.
    في الرابط أدناه أسألة أتمنى الاجابة عنها وشكرا
    http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=27782


    تقبل فائق تقديري وأحترامي

    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين

  3. #43
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    الأخ الكريم الأستاذ عباس النوري،
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    شكرا لك على مرورك الكريم وأسئلتك المهمة.

    لا شك أننا نعيش في عصر مليئ بالفتن، فتن كقطع الليل المظلم، وهي فتن صنعناها بأنفسنا، لأننا ابتعدنا عن منهج الإسلام، بوسطيته وحنيفيته، وفرطنا وأفرطنا. والعلماء يتحملون نصيباً كبيراً من المسؤولية عما لحق بنا من هوان وما أصابنا من فتن، فنسبة كبيرة من علماء الأمة فضلوا الدوران في فلك السلطة على القيام بتوعية الأمة والأخذ بيدها نحو التحرير والنهضة. وأخذ عدد كبير من العلماء يسطحون الدين ويقزمونه في شعائر وأمور أخرى بعيدة عن جوهر الدين، وقد وجد هؤلاء العلماء ما يشجعهم على ذلك، وهي الفضائيات العربية التي تهدف إلى إفراغ الإسلام من جوهره، وتحويل المسلمين إلى حمائم تقبل التعايش بسلام مع من يذبحها.

    والكثير من هؤلاء العلماء أصبحوا يستنكفون الحديث عن ذروة سنام الإسلام وهو "الجهاد في سبيل الله" في الوقت الذي نحن أحوج الناس إليه للدفاع عن أمتنا ضد الغزو والاحتلال والعدوان. وفي المقابل، يتدافع العديد من هؤلاء العلماء في طريقهم إلى حضور مؤتمرات أمريكية التمويل والأهداف، كمؤتمرات "حوار الأديان" و "تحالف الحضارات" و "تزيين صورة الولايات المتحدة" المقززة... وهكذا.

    لست مع التكفيريين الذين ينشغلون بتكفير المسلمين، ولا أأبه قط بمن يشتغل من (العلماء المسلمين) بتكفير المسلمين وتعميق خلافاتهم وزيادة تنازعهم، فلا يهمني غير أن أدافع عن الإسلام وتوحيد الأمة وتأكيد وسطية النهج الإسلامي، دون إفراط أو تفريط.

    من هذا المنطلق، أرى أن مسؤولية صناعة الوعي السياسي تقع على كل واحد منا بحسب ما حباه الله عز وجل من عقل وعلم ومكانة اجتماعية وإمكانيات تساعده على ذلك، ولا بد لنا من العمل على توعية المسلمين دون انتظار أوامر من أي أحد، وبغض النظر عن تقاعس أصحاب مهمة توعية المسلمين.

    مع خالص التحية والاحترام.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  4. #44
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    (11)
    أهمية المنتديات الحوارية في صناعة الوعي السياسي

    تكلمنا في الحلقة السابقة عن أهمية صناعة الوعي السياسي في أوساط الشاب، لحمايتهم ممن يحاولون سلخهم عن الأمة وهدم ثقافتهم الإسلامية وإقناعهم بتبني نمط الحياة الأمريكية التي تتناقض مع هويتنا الإسلامية ولا تصلح للحياة الإنسانية. ولا يقتصر وجود الشباب في المدارس والجامعات ونوادي الرياضة وغيرها من الأماكن الحقيقية، فهناك نسبة كبيرة من الشباب يتواجدون في العالم الافتراضي الذي أوجدته التطبيقات العديدة للإنترنت وعلى رأسها الشبكة العنكبوتية.

    وأصبحت المنتديات الحوارية تحظى باهتمام بالغ من الشباب من كلا الجنسين، وكثير من هؤلاء الشباب وصل إلى حد الإدمان في ارتياده لهذه المنتديات الحوارية، ومما يؤسف له أن نسبة كبيرة من هذا المنتديات الحوارية تساعد على أمركة الشاب وتحقيق مرامي أعداء الأمة بإبعادهم عن جادة الصواب وصرف اهتمامهم إلى الأمور التافهة التي ترتبط غالباً بالعاطفة الجياشة التي يتسم بها الشباب والغرائز الجنسية، لذلك كان لزاماً علينا اقتحام أوساط المنتديات الحوارية والذود عن أجيالنا الشابة وتوعيتها سياسياً حتى تصبح أدوات بناء وتنمية وتطوير ونهضة لا معاول هدم للحياة الإسلامية في مجتمعاتنا الإسلامية.

    وتتميز المنتديات الحوارية الهادفة التي تهتم بتربية الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم عن غيرها من الأوساط التي يتواجد فيها الشباب بأمور عدة، منها:

    1- التواصل بلا حدود جغرافية وسياسية وأمنية بين شباب الأمة حيثما كانوا وفي كل الأوقات والظروف.
    2- إتاحة الفرصة للحوار والنقاش بين فئات عديدة من أبناء الأمة بغض النظر عن الجنس والسن والخلفيات الثقافية والسياسية والتعليمية.
    3- تلاقح أفكار أبناء الحركات الإسلامية الفاعلة على الساحة الإسلامية والعالمية والوصول إلى انسجام فكري وأفكار إبداعية في أغلب الأحيان.
    4- جمع الأخبار التي تهم الأمة والأحداث الساخنة من جميع الدول وفي كل الأوقات وتوفير مداولتها ونقاشها بيسر وفعالية.
    5- مناقشة الأحداث الساخنة ومتابعة الأخبار المهمة أولا بأول من قبل جميع الراغبين في الحوار ومن زوايا عديدة تساعد على تحليل هذه الأحداث وتداعياتها بعمق وتفسيرها بصورة صحيحة واستخلاص العبر والدلالات منها.
    6- القيام بحملات منظمة لحشد الرأي العام العربي والإسلامية ومناصرة القضايا الإسلامية وممارسة الضغط على أصحاب الأفكار الهدامة وجماعة الاستبداد السياسي والعابثين بمصير شعوبنا.

    ولا شك أن هناك مزايا أخرى عديدة لهذه المنتديات، ولكن الاستفادة منها تعتمد على القائمين على إدارة المنتديات والأعضاء الذين يشاركون فيها، ولا شك أن تواجد الدعاة والمثقفين والسياسيين والعلماء والأكاديميين في هذه المنتديات يساعد على تشكيل وعي الأعضاء والزائرين ويسهم إلى حد كبير في تلافي سلبيات هذه المنتديات ومفاسدها الكثيرة.

    صناعة الوعي السياسي في المنتديات الحوارية


    نتحدث في هذا الموضوع عن صناعة الوعي في المنتديات الحوارية السياسية الهادفة والبناءة والإيجابية، ونقصد بذلك المنتديات الحوارية التي تتميز بالجدية وتهدف إلى نصرة الحق وأهله والتصدي للباطل وأهله، أما المنتديات الحوارية التي تتسم بالبعد عن الأخلاق الإسلامية وسوء الأهداف والمنهج والوسيلة، فهي منتديات ساقطة ولا تستحق أن يزورها مسلم يمارس الدعوة ويسعى إلى تشكيل وعي الناس.

    وفيما يلي نقاط مهمة يجب الأخذ بها عند التعامل مع المنتديات الحوارية السياسية:

    1- التركيز على ترسيخ المبادئ والقيم لدى الأعضاء ونشر الأفكار وإقناع الأعضاء بها على أساس تقديم البرهان والدليل.
    2- ربط الأعضاء بالغاية الأساسية لكل مسلم، وهي نيل مرضاة الله عز وجل من خلال الدفاع عن الإسلام والمسلمين ونشر الإسلام ودعوة الناس إلى الخير.
    3- تقديم مادة علمية وتربوية وإيمانية من خلال المواضيع المنشورة لضمان تشكيل وعي الأعضاء ومساعدتهم على تكوين رؤى ثاقبة ووجهات نظر صحيحة بعيدا عن العاطفية والانفعال وردات الفعل.
    4- ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة والتعاون والتطوع والعمل الجماعي المنظم والمبادرة إلى النشاط والتفكير الإبداعي والإيجابية في التعامل مع كافة القضايا والأحداث.
    5- نشر ثقافة الوحدة بين المسلمين والاهتمام بقضايا الأمة المصيرية من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا وتحليل الأحداث.
    6- ربط الأحداث والقضايا بعضها ببعض لتشكيل الصورة الحقيقية الكاملة للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وأوضاع الشعوب العربية والإسلامية.
    7- الاهتمام بالدورات التثقيفية ودورات التوعية السياسية والتي يتم فيها التفاعل بطرق مختلفة بين الأعضاء والقائمين على هذه الدورات لإثراء النقاش وتحقيق أهدافها.
    8- التنسيق بين المنتديات الحوارية السياسية التي تتقاطع فيما بينها بالأهداف وذلك من خلال نشر المواضيع القيمة في كل هذه المنتديات واستضافة الدعاة والعلماء والمفكرين فيها.
    9- العمل في هذه المنتديات من خلال فريق عمل ينشئه الأعضاء الذين يثقون ببعضهم البعض ليشدوا من أزرهم ويساهموا في إنجاح المواضيع والدورات.
    10- الربط بين هذه المنتديات وبين الأنشطة في العالم الواقع حتى لا تكون هذه المنتديات مجرد وسيلة للتفريغ العاطفي والتسلية وإضاعة الوقت.

    العمل بفعالية في المنتديات الحوارية السياسية

    تُعد منتديات الإنترنت وسيلة إعلامية مهمة تستحوذ على اهتمام الكثيرين من الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والفكرية والفئات العمرية، وقد زاد انتشار استخدام هذه المنتديات في أوساط الشباب. وللمنتديات الحوارية السياسية أهمية خاصة، فهي أداة جيدة للاتصال بالجماهير، وبيئة للتنظير السياسي والتوعية، ومن خلالها يمكن استطلاع الآراء والمواقف، كما أنها توفر أداة فعالة في التصدي للأفكار والدعوات الهدامة والشائعات.

    وتعتمد فعالية المنتديات الحوارية السياسية على الطريقة التي يتبعها العضو في النقاش والحوار وطرح القضايا والمواضيع والأفكار، وهناك طرق عديدة تؤدي بمن يتبعها إلى تحسين أدائه وزيادة فعاليته والاستفادة من وقته وجهده. وفيما يلي وصف للطرق السائدة بين الأعضاء:

    الطريقة العشوائية
    حيث يدخل العضو إلى المواضيع ويتنقل بينها دون أن يكون له هدف محدد من النقاش والحوار غير التسلية وإضاعة الوقت، وفي هذه الطريقة يُجر العضو بسهولة إلى مواضيع لها عناوين جذابة وملفتة للانتباه وتحتوي على نوع من المبالغة، كتلك التي تبدأ بكلمة "عاجل" أو "مهم جدا" ... وهكذا، أو تلك التي يتسم عنوانها بنوع من الغرابة والإثارة والعنف.

    الطريقة الموضوعية
    وفي هذه الطريقة يدخل العضو إلى الموضوع على أساس محتواه وارتباطه باهتمامات العضو وأهدافه، وغالبا ما يهتم أصحاب هذه الطريقة بالقضايا السياسية الساخنة والأحداث الميدانية المهمة والمواضيع السياسية والفكرية.

    الطريقة العنقودية
    وفي هذه الطريقة يتم تتبع أحد الأعضاء وقراءة كل مشاركاته ومواضيعه، وذلك بهدف الاستفادة من أفكار هذا العضو وتشجيعه وإبداء التأييد والدعم له، أو بهدف مهاجمة العضو والتصدي لأفكاره وآرائه وإهدار وقته في جدل لا يفيد وإنهاك قواه.

    الطريقة الاستطلاعية
    وفيها يحاول العضو التركيز على المواضيع الساخنة من خلال متابعة شريط المواضيع الساخنة والمواضيع المثبتة، وهي طريقة جيدة لمن يرغب في استطلاع الآراء وقراءة الأفكار ومتابعة الأحداث والقضايا الساخنة التي تنال اهتمام الأعضاء.

    الطريقة الانعزالية
    وفيها يكتفي العضو بنشر مواضيعه والرد على مشاركات غيره من الأعضاء ومناقشتهم في أفكارهم وآرائهم دون قراءة مواضيع الأعضاء الآخرين ومناقشتهم ومحاورتهم. وغالبا ما يستخدم هذه الطريقة أصحاب الأقلام والنخب السياسية والفكرية، ولا ينشط في المنتديات الحوارية غير عدد قليل منهم.

    الطريقة المهجنة
    وفيها يقوم العضو باختيار أي تشكيلة من الطرق السابقة بحسب أهدافه ومزاجه وظروفه.

    وحتى يحقق العضو الأمثلية في الاستفادة من المنتديات الحوارية السياسية لا بد أن يعمل على بصيرة ويحدد له استراتيجية تتضمن: أهدافه من العمل في المنتديات، والطريقة التي تساعده في تحقيق أهدافه، وبعض القواعد التي يجب أن يتبعها لتفادي المشاكل و الوقوع في "الثقوب السوداء" (الحوار مع أعضاء سيئين يهدفون إلى استهلاك طاقتك الفكرية ووقتك وجهدك وسلامة عقلك).


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  5. #45
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    (12)
    المساهمة في عملية التغير المنشود

    التغيير هي عملية ملازمة للإنسان الذي لا يمكن له أن يصنع مستقبلاً أحسن ولا يطور نفسه أو ينميها دون هذه العملية، كما لا يمكن للجماعات البشرية من تحقيق أهدافها الجماعية إلا من خلال عملية التغيير، وهي عملية مستمرة باستمرار الحياة الإنسانية.

    عملية التغيير في أي مجتمع تبدأ بتغيير الأفراد، عملية التغيير على المستوى الفردي تبدأ من النفس، يقول الله سبحانه وتعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}الرعد11. فالتغيير سواء أكان سلبياً أم إيجابياً يبدأ من النفس البشرية.

    والأمة الإسلامية تعاني من ضعف بعد قوة ومنعة، وتمزق وفرقة بعد وحدة واجتماع، واحتلال لأراضيها بعد نفوذ دام قروناً من الزمن، ونقمة بعد نعمة، والتغيير السلبي هو كل سبب مصائب أمتنا، يقول الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأنفال53، والتغيير الإيجابي الذي ننشده هو الطريق الوحيد لإعادة مجد الأمة وهيبتها لتكون قادرة على تبليغ رسالة الإسلام وخلافة الأرض.

    مفهوم التغيير
    التغيير لغة: ورد في المعجم الوسيط أن غيَّر الشيء أي بدل به غيره، أو جعله على غير ما كان عليه.
    التغيير اصطلاحاً: التحول من حال أو واقع معين إلى حال أو واقع آخر منشود في فترة زمنية محددة.

    ولذلك فإن عملية التغيير تتضمن استخدام الإمكانيات البشرية والمادية والسياسية بكفاءة وفاعلية وإيجابية للتحول من الواقع الذي نعيش فيه إلى الواقع الذي ننشده بأقل تكلفة وجهد وتضحيات وأقصر وقت.

    مجالات التغيير
    وهناك مجالات للتغيير على المستويين الفردي والجماعي، وأهمها:
    1- تغيير المبادئ والقيم
    2- تغيير السلوك والتعامل مع الآخرين
    3- تغيير الثقافة السائدة في المجتمع
    4- تغيير القناعات ووجهات النظر والاتجاهات
    5- تغيير سياسي
    6- تغيير اقتصادي
    7- تغيير اجتماعي
    8- تغيير تربوي
    9- تغيير فكري
    10- تغيير بيئي

    مبررات التغيير
    هناك مبررات كثيرة للتغيير أهمها:
    1- تردي أحوال الأمة وتعرض شعوبنا للقمع والاستبداد السياسي
    2- تسلط أنظمة حكم دكتاتورية شمولية على الشعوب واحتكارها للسلطة
    3- الفساد الذي يستشري في مجتمعاتنا وفي الأنظمة السياسية والإدارية والتعليمية والاقتصادية
    4- احتلال العديد من البلاد العربية والإسلامية عسكرياً أو بطرق أخرى عديدة
    5- عجز الأمة عن مواجهة التحديات التي تستهدف وجودها
    6- عجز الأمة عن أداء رسالتها والقيام بواجباتها
    7- الوصول إلى واقع أحسن من واقعنا الحالي السيئ
    8- الإصلاح والتطوير والتنمية والتحديث بما يتلاءم مع التقدم المادي والإداري والحضاري للإنسان.

    التغيير المنشود
    هو التغيير الذي يحقق للفرد كرامته ويضمن له حقوقه الإنسانية والقانونية والسياسية ويتيح له فرصة المشاركة السياسية الفاعلة لإصلاح المجتمع وتطويره وتنميته، والتغيير المنشود هو التغيير الذي يعيد للأمة الإسلامية كرامتها وعزتها وهيبتها ويحرر أوطانها وشعوبها ويمكنها من أداء رسالتها الربانية ويعيد لها مكانتها الريادية بين الأمم، فالتغيير الذي ننشده هو الذي يؤدي إلى نهضة الأمة.

    مسؤولية التغيير
    التغيير مسؤولية فردية وجماعية، ولا يمكن للتغيير أن يتحقق دون العمل الجماعي المنظم، وبما أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن العمل الجماعي لتحقيق التغيير المطلوب واجب على كل مسلم، ولهذا فإن على كل مسلم أن يبادر بالانخراط في أي عمل جماعي أو بالانتماء إلى الحركات الإسلامية الفاعلة على الساحة العربية والإسلامية والتي تسعى لتحقيق التغيير المنشود.

    مستلزمات التغيير
    لا يمكن للتغيير أن يتحقق دون وجود أحزاب وحركات إسلامية تتبنى هذا التغيير المنشود وتضع من أجل تحقيقه الاستراتيجيات والخطط والبرامج وآليات المتابعة والتقويم، ولا يمكن أن يتحقق هذا التغيير المنشود دون التقاء كل المعنيين بعملية التغيير في إطار إسلامي موحد ينسق الجهود ويوحد المواقف ويجمع الطاقات ويضع مرجعية إسلامية عالمية موحدة لكل من يريد المساهمة في تحقيق التغيير المنشود والوصول إلى الأهداف، كما لا بد من وجود قيادات تتميز برؤية ثاقبة وقوة إرادة وحكمة وثبات لقيادة الأمة وتوجيهها، والعلماء المسلمون هم أكثر الناس أهلاً لهذه القيادة.

    صفات رواد التغيير
    1- الإيمان بالتغيير والحماس له
    2- الثقة بالنفس القائمة على أساس توفر العلم والمعرفة والمهارات والكفاءات
    3- المبادرة والشجاعة والإقدام وعدم الخوف
    4- حب التحدي والتنافس والمغامرة والمخاطرة
    5- الحزم وعدم التردد
    6- القدرة على الإقناع والتأثير الإيجابي على الآخرين وقيادتهم
    7- القدرة على فهم مشاكل الأمة وتحديد الثقافات السائدة والظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا
    8- القدرة على وضع حلول معقولة للمشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية
    9- القدرة على تكوين رؤية ثاقبة واستشراف المستقبل وفهم التاريخ
    10- القدرة على التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج والآليات
    11- الواقعية وعدم الوقوع تحت سيطرة الخيال أو الوسائل الفاسدة والأهداف غير العملية.
    12- القدرة على جمع المؤيدين واستقطابهم في صفوف العاملين لتحقيق التغيير
    13- القدرة على التصدي للمقاومين لعملية التغيير بالإقناع والحكمة والبصيرة

    ولا شك أن صناعة الوعي السياسي تهدف أساساً إلى التغيير الذي ننشده من خلال تغيير الأفراد وتوحيد الأمة وإيجاد رواد التغيير وتوحيد جهودهم، لذلك فالمساهمة في صناعة الوعي السياسي هي حقيقة مساهمة في الوصول إلى التغيير المنشود ومساعدة للأفراد والجماعات على أداء واجباتهم والقيام بمسؤولياتهم.

    وبهذا نكون قد انتهينا من هذه الدورة "صناعة الوعي السياسي" وإلى لقاء في دورة أخرى إن شاء الله، وأسأل الله أن يجزي عني خيراً كل من تفاعل مع موضوعات هذه الدورة وساهم في إثراء النقاش وفتح آفاقاً جديدة للتفكير والإبداع، وأشكر بشكل خاص كل من ساهم في جمع حلقات هذه الدورة وتنظيمها.

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائدنا ورسولنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •