كلمة الاحتفال بتكريم ذوي الشهداء من النواب
بسم الله الرحمن الرحيم
آذار 23، 2008
كلمة الاحتفال بتكريم ذوي الشهداء من النواب
في البداية نوجه تحية إجلال وإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وأرض 48 وفي الشتات ونؤكد لكل شعبنا ولذوي الشهداء أننا ماضون في درب الشهادة والمقاومة حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.
في هذا اليوم المبارك يتشرف المجلس التشريعي بتكريم ذوي الشهداء من نواب الشعب الفلسطيني ولعله من حسن الطالع أن يتزامن هذا التكريم مع الذكرى الرابعة لاستشهاد إمام الأمة الشيخ أحمد ياسين الذي قال (إن الشهادة هي عرسنا المنتظر وعندما يأتي هذا العرس يكون عيدا).
يأتي هذا التكريم وفاءً وتقديراً لنواب الشعب الفلسطيني الذين قدموا أبناءهم وأزواجهم وأشقاءهم وآباءهم في سبيل الله والوطن لتبقى فلسطين حرة عزيزة.
نواب الشعب الذين قدم بعضهم ثلاثة من أبنائه مثل خنساء فلسطين وبعضهم قدم اثنين مثل النائب عبد الفتاح دخان والنائب محمود الزهار وبعضهم قدم ابنه البكر أمثال النائب خليل الحية ومروان ابو راس ومحمد شهاب ومحمود العالول ومنهم من قدم أباه مثل النائب محمد فرج الغول ومنهم من قدم شقيقيه مثل النائب خليل الحية والنائب جمال نصار، والأخوة إسماعيل الأشقر ومشير المصري وفتحي حماد قدم كل منهم شقيقه وأما النائبات اللواتي قدمن أزواجهن في سبيل الله فهن النائب انتصار الوزير وسهام ثابت ومنى منصور.
وهنا نعبر عن تقديرنا واحترامنا لتضحيات المرأة الفلسطينية المجاهدة والمناضلة التي ساهمت في إشعال الانتفاضة ضد العدو الصهيوني.
إنها مفخرة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية بل مفخرة للبرلمان الفلسطيني أن يشارك نوابه فمنهم المعتقل، ومنهم المهدد بالاغتيال، ومنهم من قصف بيته استمراراً بهذا العطاء المتواصل حتى التحرير بإذن الله تعالى.
إنها رسالة للعالم فرغم الجراح أننا متمسكون بحقنا وبقدسنا وبقضيتنا العادلة وسنضحي بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن حقنا المغتصب، وهي رسالة للعدو الصهيوني أنك مهما عربدت وتغطرست وسلبت الأرض ودنست المقدسات وقتلت الأبرياء وحاصرت شعبنا بأكمله لن تنال من عزيمتنا ولن تكسر ارادتنا.
تحية إلى إخواننا المعتقلين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم رمز الشرعية د. عزيز دويك الذي نبارك له ( حفظه لكتاب الله) تحية إلى الأخت النائبة د. مريم صالح تحية إلى كل معتقلينا ونقول لهم إن المجلس التشريعي لن ينساكم وسيبقى الوفي لكم ولن يهدأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن إلا بتحريركم بإذن الله سبحانه وتعالى.
واسمحوا لنا في هذا المقام أن نعبر عن تقديرنا لقرار الأشقاء المصريين بالإفراج عن المعتقلين في السجون المصرية، ونطالبهم بالإسراع في الإفراج عن باقي المعتقلين.
إن الحصار الظالم من قبل الاحتلال على شعبنا وانتهاج سياسة العقوبات الجماعية التي تستهدف معاقبة الشعب الفلسطيني على خياراته الديمقراطية وتساوق البعض من أبناء جلدتنا وبكل أسف مع هذا النهج في استهداف متواصل للمجلس التشريعي بهدف تقويضه وإفشاله وسلب صلاحياته الدستورية بل ومحاولة فرض نوع الوصاية عليه من قبل مؤسسات معنية فقدت شرعيتها الانتخابية وخالفت الأنظمة واللوائح التي ينبغي أن تعمل بموجبها ودخلت في مرحلة الموت السريري منذ سنوات طويلة.
ورغم هذا كله فإننا مصممون على حماية مشروع المقاومة وكسر المؤامرة الاسرائيلية التي تهدف إلى تعطيل المجلس التشريعي فكان القرار باستمرا عقد جلسات المجلس .
وقد مثلت الجلسة التي عقدها المجلس التشريعي بنصاب مكتمل بعد استكمال التوكيلات بتاريخ 7/11/2007م، والتي حملت اسم جلسة الصمود والتحدي، محطة هامة في مسيرة المجلس التشريعي الفلسطيني، من حيث انتظام جلسات المجلس التشريعي وأعمال لجانه الدائمة على المستوى التشريعي والرقابي، فأَقر المجلس عدداً من مشاريع القوانين التي تؤكد على الحقوق والثوابت الوطنية بالقراءات المختلفة وتم إحالتها إلى رئيس السلطة الوطنية لإصدارها وأبرزها مشروع قانون حق العودة ومشروع قانون تحريم وتجريم التنازل عن القدس، كما وأقر المجلس قانوناً معدلاً لقانون الأحوال المدنية في إطار دوره في الدفاع عن الحقوق الدستورية للمرأة الفلسطينية وإنصافها، وأقر قانون القضاء العسكري بما ينسجم وأحكام نص المادة (101) فقرة (2) من القانون الأساسي المعدل.
إن خطوة المجلس التشريعي بعقد جلسة خاصة للتأكيد على دور المجلس في الحفاظ على مكونات النظام السياسي وترسيخ سيادة القانون والفصل بين السلطات والحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني والتصدي لجرائم الحرب الصهيونية ضد الإنسانية، فقد التأم المجلس التشريعي يوم الخميس الموافق 13/3/2008من تم خلالها تجديد انتخاب هيئة مكتب رئاسة المجلس التشريعي بالتزكية وبإجماع الأخوة أعضاء المجلس التشريعي الحضور ووفاءً لأسرانا البواسل وفي مقدمتهم نواب الشعب الفلسطيني المختطفين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم د.عزيز دويك وبهدف تفويت الفرصة على الاحتلال الصهيوني وسياسته الخبيثة التي تهدف إلى تقويض النظام السياسي الفلسطيني وسيرا على السوابق البرلمانية وقرارات المجلس التشريعي السابقة ولاسيما القرار 590/1/8 الصادر في الجلسة الإفتتاحية الأولى من الدورة الثانية بتاريخ 10/3/2003م ولآن المجلس هو سلطة مستقلة منتخبة وهو سيد نفسه أولا وأخيرا.
إننا ندعو شعبنا الفلسطيني وخاصة حركتي فتح وحماس للجلوس إلى طاولة المفاوضات على قاعدة الثوابت الوطنية واتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق واتفاق مكة نريد حواراً يوحد شعبنا نريد حواراً يحترم نتائج الانتخابات، وعليه فإننا نثمن عالياً الجهود العربية التي تسعى لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينين والتي كان أخرها جهود الأشقاء في اليمن والتي توجت بإعلان مبادئ.
ندعو بكل صدق وإخلاص إلى حوار جاد ومسؤول يعيد اللحمة ويوحد الصف للوقوف جنباً إلى جنب أمام الغطرسة الصهيونية.
وأخيراً فإننا نحيى المقاومة الباسلة في الضفة والقطاع تحية للمقاومة التي تضرب في العمق الصهيوني وتخترق أمنه الهش ، تحية للمقاومة في شمال القطاع التي صدت العدوان عن شعبنا هذا العدوان وأوقفت المحرقة الصهيونية في غزة والتي أدت لاستشهاد ما يزيد عن 130 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء ، ونطالب رئيس السلطة بوقف المفاوضات العبثية ونؤكد أن اليهود الذين ينتهكون في كل يوم حرمة المسجد الأقصى لا يريدون تهدئة ولا سلاماً مع الشعب الفلسطيني.
اليهود يريدون تهدئة مذله تضيع الحقوق والثوابت الفلسطينية ولذلك فإننا نوصي إخواننا المقاومين والفصائل جميعاً ألا يقبلوا بأي تهدئة مجانية إلا إذا كانت شاملة ومتبادلة ومتزامنة تهدئة تفك الحصار وتفتح الحدود تهدئة من خلال توافق فلسطيني فلسطيني يوحد الصف ويحافظ على الثوابت.
تحية لأرواح الشهداء
الشفاء العاجل لجراحنا البواسل والحرية لأسرانا البواسل.
رد مع اقتباس
المفضلات