بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يقترح الأستاذ عامر العظم فكرةً ما, فإنه عملياً مؤمنٌ بها, ويسعى لتحقيقها, بغض النظر عن نتائج التصويت, لأنه إنسان عملي, وصواب فكرة تأسيس (وكالة واتا لتوظيف المترجمين) لا خلاف عليه.
لكن لا بد لإنجاح هذه الوكالة من فهم واقع سوق العمل وتحدياته. هناك عرض وطلب, وهناك إجحاف كبير في رواتب المترجمين, وقد دخلت الجمعية - فيما أعلم - في العديد من المعارك مع العديد ممن بخس المترجمين حقوقهم.
برأيي, يجب على واتا دراسة تجارب ناجحة مثل موقع (بروز), وتوفير قاعدة بيانات عن المترجمين, يُصنف فيها المترجمون عدة تصنيفات (حسب اللغة, حسب البلد, حسب المنطقة, حسب الاختصاص, حسب الخبرة, ..الخ), بحيث يستطيع أرباب العمل اختيار ما يناسبهم, وأختلف مع الأستاذ الدكتور محمد إياد فضلون في أن تتقاضى الجمعية أي أجرٍ, فالمعلوم أن مثل هذه المواقع تبدأ مجانية أو شبه مجانية, ثم قد تصبح بعض خدماتها بعد مدة من الزمن (بعد أن تثبت فعاليتها) مدفوعة.
أما إذا أرادت (وكالة واتا لتوظيف المترجمين) التميز, فلا بد من إخضاع المتقدمين لمجموعة من الاختبارات المدروسة لقياس قدراتهم, ثم تقوم الجمعية بتصنيف المترجمين إلى مستويات. عندئذٍ يمكن لأرباب العمل اختيار المترجمين إما من قاعدة البيانات العامة, أو الاتصال المباشر بإدارة الوكالة للحصول على أفضل الكفاءات, ويمكن أن تكون هذه الخدمة مدفوعة منذ البداية (خدمة التوصيات).
لا بد لوكالة واتا لتوظيف المترجمين منذ البداية أن توضح أن لها معايير محددة تراعيها, ولا بد لرب العمل من أن يفهم أن هذه الوكالة تضع مصلحة المترجم قبل مصلحة رب العمل, وتهتم بضمان حقوق المترجم, وإلا وُضع رب العمل في القائمة السوداء (لمدة محددة حسب نوع الإساءة وحجمها).
يجب أن يكون موقع (وكالة واتا لتوظيف المترجمين) منفصلاً كلياً عن موقع (الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب), وذلك للتركيز على مهنية الوكالة.
تنحصر الإعلانات التجارية التي تُقبل في (وكالة واتا لتوظيف المترجمين) على الشركات والمؤسسات والجهات التي تطلب مترجمين, وذلك للتركيز على مهنية الوكالة.
يجب أن تظهر (وكالة واتا لتوظيف المترجمين) وكالةً مهنية احترافيةً لا فكرية, بعكس (الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب) التي تجمع بين الاثنين, لأن صاحب العمل يبحث عن المهنية والاحتراف أولاً وآخراً.
هذه بعض التأملات, نضعها بين يدي أهل الحل والعقد وأهل الخبرة.
وفقنا الله وإياكم والمسلمين جميعاً لما يُحب ويرضى
المفضلات