إغواءات الرؤيا
غالية خوجة
سديم ٌ عظيم ٌ
تفجّـرَ بيني و بين القصيدة
فأينَ يَـبابي ؟
(1) ـ لهب الشعر
أغمض ِ الجرحَ قليلا ً
كي تـَـراني ..
وقعَ الغائبُ مني
فتداعى أقحواني ..
كيف للظلّ بأنْ
يسرقَ ناري ؟
يمسكَ البغتة ََ مِنْ شعـْـلتـِـها
ثم َّ ,
يرمي أرجواني ؟
خطوة ُ الخطـْـفة ِ ضاقتْ
خاتم ُ البرِّ يبابٌ
جسدي النبع ُ
فقولي
يـَـتـُـهَـا الأرض ُ :
إلى أيِّ فضاء ٍ
سوفَ يبقى
لهبُ الشعر ِ
سماءً لجنوني ؟
***
(2) ـ قلق الكينونة
يَـتـُـها الرؤيا ,
ترتعشين َ .. , أراك ِ
و لا
يسمعُـني نبضـُـك ِ ..
مت ُّ
و جئت ِ
بأسراب ِ الغيم ِ لدفـْـني ..
هل أيقظك ِ
عراءٌ وحشيٌّ ؟
أمْ
أنكِ لم تجدي
غيرَ
زمرّدة ٍ في الماءِ تغني ؟
لا ,
بلْ ,
وجدتـْـك ِ حواسي و هيَ
تطل ُّ من الأبدية ..
يَتـُـها الرؤيا
أبصرتُ
ثلوجاً سوداءَ ,
و لوحات ٍ للوطن ِ الهارب ..
أبصرتُ :
كلاماً
فرَّ من المجزرة ِ
و شِـعراً ,
في تابوتي ..
أبصرتـُـك ِ
/ و أنا
أرفعُ رأسي من جوفِ الأعشاب ِ ,
تدورين َ ورائي
و تقولينَ :
ـ لماذا
أغريتِ الأرواحَ بآخر ِ مَـحْـو ٍ ؟
أغويتِ الكينونة َ
حتى
صارت أنت ِ ؟
لماذا و أنا غائبة ٌ
تصطادين َ عبورَ الرعشة ؟
يَتـُـها الرؤيا ,
حوّلتـُـك ِ و أنا
أُمسكُ بالظلِّ
و ألعبُ بالأشكال ِ
و أمحو الريحَ
من الريح ِ إلى
مجهول ٍ تقرؤهُ النار ُ
و يسكنُ في خطواتي ؟
***
(3) ـ صلاة الفضاء
بعيداً .. ,
تغيبُ الظلال ُ
و تنمو الجراحُ على زنبقة ْ ..
بعيداً ,
/ قـُـبيلَ البكاء ِ ,
أطِـلُّ على وجهِ أمي
لأُبصرَ
فـُـلـْـك َ القصيدةِ في مقلتـَـيْها
و أعلو
إلى
روحِـها المطـْـلـَـقة ْ ..
بعيداً ,
أحاورُ نـَـزْفي
و بينَ يديها ,
أطيلُ غناء َ الندى و المحار ..
هي الحلمُ في خافِـفـَـيَّ
و ترجيع ُ بوْح ِ السماء ..
سأذكرُ
/ و الياسمينُ اختفى بيننا ,
كيفَ من نورها
أوقدتْ طيفـَـه ُ فاستوى
داهشاً
مثلَ رمْـح ِ البهاء ..
سأذكر ُ
كيف الحكايا التي شاغلتـْـني مديداً
تصير ُ
قناديلَ عطر ٍ ,
و حُـبٍّ ,
و ماءْ ..
هي الصحوُ
في غيهبِ الحبِّ
ورداً تهبُّ
و ورداً ,
تغيبُ ..
و حين َ .. أزفُّ ابتهالي إليها
تكلـّـم ُ فيها الجوارحُ
ما
خبّـأتـْـه ُ نصوصُ الفضاء ..
***
(4) ـ موسيقا الملكوت
و مِـنْ أين َ أبدأ ُ ناري ؟
تهيمُ الجبالُ كنبع ٍ مهاجر ْ ..
و بيني و بيني ,
أظلُّ بحوراً تمورُ
و تسألُ موجي :
لماذا على الأرض ِ
ينمو الجنون ُ ؟
لماذا
سرابٌ ينامُ ؟
و ماءٌ يموتُ ؟
سَـبَـاني سؤالي
و عدتُ إليَّ
لأجْـلـُـو غيابي :
جليدي يشف ُّ
و جمري يموج ُ
حدوسي شظايا
و نبضي رياح ..
فـَـمِـنْ أيِّ لحن ٍ
عبرْتَ السكونَ ,
يضيئكَ شِـعري ..
و مِـنْ أيِّ معنىً
قرأتَ المطرْ ,
تـَـراكَ الجراح ..
أ ليسَ
وراءَ الغيوم ِ ,
غموضٌ ,
يُـناغم ُ نزْفَ الشموس ِ ؟
وضوحٌ ,
يباغتُ سحْـرَ الحواس ؟
***
(5) ـ حرائق الموج
طرقَ الفضاءُ منازلي
و رمَى رنينـَـكَ بالصباح ْ ..
عيناك َ ,
كلُّ الشعر ِ
فاقرأْ :
" غادرَ الشعراءُ من متردّم ٍ "
و سعى إليكَ الأوفياء ْ ..
عيناكَ ,
ما
قالت تلاوينُ السماء ْ
اقرأْ
تنزّلَ فيكَ مزمورُ الوطن ْ
هي سورتي
استرقتْ
نفيرَ العشب ِ قبلَ أوانه ِ
خرجتْ على ما كان َ
و اجتثـّـت ْ من النار ِ الزمن ْ ..
لِـلـَّـيلكيِّ .. أنا ..
غباري أوَّل ُ الطوْفان ِ
أجسادي .. صهيلـُـك َ
رغبتي ,
قمح ٌ .. بغيمِـك َ
و ارتعاشُ خرافتـَـيْـن ْ ..
قمرٌ منَ النعمان ِ
شكـْـل ُ قصيدتي
مطرٌ .. بلون ِ ذهولنا
شجرٌ يطيرُ بنشـْـوَتـَـيْـن ْ ..
لأصابعي ,
شهُـبٌ تفر ُّ إليك َ
كمْ .. زهدي تعالى فيك َ
فاجترح َ السحابُ أنوثتي .. ؟
إقرأ ْ إذاً
طـَـلـْـع َ النخيل ِ ,
و فتنة َ الصخر ِ التي اغتسلت ْ
بأزهار ِ الخيام ْ ..
سنزف ُّ زنبقة َ الرغام ْ
سنزف ُّ
مَـنْ ذرفتْ قذيفتـُـها
جراحات ِ السلام ْ ...
************
المفضلات