المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
الحيادية والتجرد من الأفكار المسبقة مطلب أساسي في البحث العلمي، ولكن في قضايا ومصير الأمة فالانحياز إلى الحق واجب وطني . ولكن ليس معنى ذلك أن أنحاز لبعض المتعصبين المغامرين من أمتي ( الإسلامية أو العربية ) لمجرد أنهم يرفعون شعارات قومية أو إسلامية . هؤلاء أعطوا المبررات للهجوم على أمتنا الإسلامية، وعلى الإسلام وسيدنا ونبينا محمد . صبية ترتكب جرائم في حق نفسها وأمتنا وتعطي للعدو بوش وللصهاينة كل المبررات الحمقاء لمهاجمتنا وإلصاق تهمة الإرهاب بنا . ما عائد خطف الطائرات وتفجيرها في الحقب الماضية ؟ سوى أن كل عربي يدخل أي مطار ترفع فيه درجات الاستعداد . ما العائد من احتلال الكويت عام 1991 جريمة 11سبتمبر؟ ، مع يقيني أن كل من قام بهذه العمليات الغبية استخدم من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية . كانوا أدوات تنفيذ بدون وعي أو روية . أتمنى أن أزيل إسرائيل وامريكا من الوجود ولكن كيف ، ومتى ؟ . لم نجن سوى هزيمة منكره لجيوشنا عام 67 م وضياع سيناء والجولان وجنوب لبنان ومزارع شبعا، واحتلال فلسطين كلها ثم احتلال العراق كلها وجزيرة العرب بأسرها, ومصادرة الإرادة العربية، والحلم العربي الذي نستميت لإحيائه في نفوس الشباب بشرط ألا نكرر حماقات الماضي . لابد أن نقصي العاطفة والهبات العشوائية ، وأن نحكم العقل والمنطق وأن نسأل أنفسنا وماذا بعد ؟ كما يفعل اليهود بنا . كل شيء مخطط ومدروس عندهم ونحن رد فعل . لابد أن نمسك بالمبادرة وعدونا نضعه في مكان رد الفعل فيتصرف بحمق وهوجائية فيقع في الخطأ فنصيده ونعريه أمام الرأي العام العالمي . نمارس التقية ويتوارى ما يرفضه العالم إلى حين . نمارس المنطق بوعي وحنكة ولكن بكل أسف أن الحكمة والمنطق وحب الوطن مفقود عند حكامنا ومستشاريهم أعداء شعوبهم . أنه الغباء وضيق الأفق وحب الذات والذهب واكتنازالأموال والانغماس في الشهوات ووله النفوس المريضة بالنساء وترف المتعة . وحسبي الله ونعم الوكيل على من بغى وتكبر وتجبر واكتنز الذهب والفضة وحرم أهله وقضية أمته من عائد أمواله، وانغمس في الترف وأبطرته النعمة . حتى هذا الدعاء والأمنيات لن تجدي فلابد من محاربة هؤلاء جميعا واسقاطهم أولا .
أحمد الشافعي
أستاذنا الكريم: أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
هذا ماورد نصاً بالإقتباس في مداخلتكم
وأعتذر مسبقاً للخلاف البين بين ما أوردته وما نراه من حقائق للآتي:
[/COLOR]. لابد أن نقصي العاطفة والهبات العشوائية ، وأن نحكم العقل والمنطق
1- وأنا أكتب مداخلتي هذه أسمع في الجزيرة (الوحيدة المتاحة لدينا) نبا تمديد عقد شركة بلاك ووتر في العراق، فهل لازلتم تقترحون العقلانية على النحو الذي ذكرتموه؟ وماذا يفعل من تدهس له هذه المليشيات القانونية (وفق التشريع الأميركي) قريبا أو صديق؟ هل يظل يضرب رأسه في الحائط بحثا عن العقلانية وتهدئة للعاطفة؟ لا أظن.
الحيادية والتجرد من الأفكار المسبقة مطلب أساسي في البحث العلمي،
2- الذي تتحدث عنه هنا أستاذي الكريم هو مجال البحث العلمي التجريدي، وهو لا ينسحب على البحث في المجالات الإنسانية. ولماقع من جراء ذلك النوع من الأبحاث سوى التوصل إلى نتائج جامدة لا تتوافق مع الطبيعة الإنسانية. وماحصيلة تلك العلوم التي توصف بالعلوم الإنسانية إلا وبالا على الفكر الإنساني، وتفسيرات لا تنتمي إلى الطبيعة الإنسانية وانما إلى التوجهات الشاذة لفرويد وماركس وماكس فيبر وداروين، ومن على شاكلتهم أو من يسيرون على دربهم من المقلدين والمبهورين. فما يطلق عليه بالعلوم الإنسانية هو محاولات بشرية فاشلة للحيادية وعزل أنماط من السلوك مختبرياً وهو ما لا يصح في مجال البحث الإنساني الذي يميزه أن متغيراته لا تخضع للمقاييس المعملية التي يعبر عنها دائما بعبارة (مع ثبات العوامل الأخرى). ومن الثابت أن التجرد من الأفكار الأخرى فكرة غير صائبة في مجال الإنسانيات، فهل تجرد فرويد من شذوذه أو ماركس من عدائه للرأسمالية أو داروين من عنصريته؟ الحيادية أستاذي الكريم ليس لها مجال في الفكر الإنساني، الذي لو تمتع يبالحيادية لكان ممكنا للإنسان أن يسن قانون حياته وأن يكون إلاهياً مقدساً. إن فكرة الحيادية الفكرية هذه هي امتداد للأفكار اللاهوتية الكنسية، والتي هي امتداد بدورها لفكرة أنصاف الآلهة الوثنية التي لطخت الفكر الكنسي في عصور الظلام. ففكرة الحيادية ليست موضوعا هينا يمكن تبسيطه في سطر أو سطرين، بل هي فكرة تفصل بين الفكر الشرقي المتدين المعترف بعدم توافر الحيادية إلا للخالق، إذ هي فكرة من نسيج الكمال. وليس لنا أن نسترسل فيها هنا كثيرا.
ولكن ليس معنى ذلك أن أنحاز لبعض المتعصبين المغامرين
3- سيدي الفاضل، يجب أن نفصل بين الحركات العفوية الناتجة عن ظلم قاس وقع على بعض الأفراد (ولا يجب أن نلومهم على رد فعلهم الإنساني والرافض للظلم والملفت لأنظار العالم)، والحركات المنظمة طويلة النفس ذات الإستراتيجية المرجعية. والمشكلة في عمليات تفجير الطائرات والعمليات الإستشهادية والفدائية ليس هو حدوثها، وإنما في أنها تحدث في محيط خلافي بين طائفتين احداهما عقلانية باردة والأخرى انفعالية ملتهبة، ولا ينتج عن هذا اللقاء بين البارد والملتهب سوي تصاعد الأبخرة وضياع جزء كبير من المحتوى المائي الممثل للخليط المجتمعي المائع الذي نعايش تفاعلاته. ويجب أيضا أن نميز بين الأحداث المفتعلة والتي يتم إلصاقها بالمسلمين (مثل حادثة البرجين الشهيرة) بهدف تأليب العالم الغربي على الإسلام والمسلمين لمصلحة الصهيونية العالمية التي تجد من المسلمين المعوق الرئيسي للسيطرة الصهيونية على مقدرات العالم.
هؤلاء أعطوا المبررات للهجوم على أمتنا الإسلامية، وعلى الإسلام وسيدنا ونبينا محمد . صبية ترتكب جرائم في حق نفسها وأمتنا وتعطي للعدو بوش وللصهاينة كل المبررات الحمقاء لمهاجمتنا وإلصاق تهمة الإرهاب بنا .
4- من هلاء الذين تشير إليهم؟ إن كنت تشير إلى بن لادن وطالبان وحماس والقسام والحركات والتنظيمات الجهادية فذلك خطأ. والإرهاب شىء مشروع بل ومندوب لكف أيدي العدو عن الأبرياء. وماذا تتوقعون لو لم يكن هناك إرهاب؟ وهل صعدت الصهيونية على أكتاف العالم بغير إرهاب قادة أوربا وأميركا والعرب، وتدبير الإغتيالات والإنقلابات والمحاكمات والتصفيات لهم ومن يتجرأ على المساس بالمصالح الصهيونية؟
وهل حصلت الصهيونية على وعد بلفور والمساندة المحمومة من الغرب إلا لرغبة الغرب في التخلص من حثالة اليهود المتعفنة في أحياء تآمرية خاصة بكل بلدان أوربا؟ هل كان الصهيونيون عاقلون جداً في إرهاب العالم بينما المسلمون عصبيون ومتهورون ولا عقلانيون؟ هل كانت الإنتفاضة الفلسطينية حمقاً وتهوراً وقرارا فلسطينيا (غبياً)؟ إن التاريخ يشير إلى أن التخلص من الإحتلال العسكري لم يكن ليتم بالعقلانية المفرطة واستجداء مشاعر المحتل الإنسانية. بل بالتضحية وإرهاب العدو وإعلامه بأنه لن يعيش عيشة هانئة على أرض الوطن. وكلما ازداد العدو فجورا يجب أن تزداد المقاومة سخونة، وأن تنتقل من مستوى إلى آخر بتغييرات نوعية تذهل العدو. ويجب أن يتجاوب جمهور الغرب ما لم يتجاوب قادته. ولن يكون ذلك بأن نضرب رؤوسنا في حائط العقلانية.
ما عائد خطف الطائرات وتفجيرها في الحقب الماضية ؟ سوى أن كل عربي يدخل أي مطار ترفع فيه درجات الاستعداد . ما العائد من احتلال الكويت عام 1991 جريمة 11سبتمبر؟ ، مع يقيني أن كل من قام بهذه العمليات الغبية استخدم من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية [/COLOR].
5- هل تتوقع سيادتكم ألا تكون هناك خسائر ومضايقات واعتداءات على حقوق الإنسان؟ ولماذا نكترث أساسا بالعربي الذي ترفع حالة الإستعداد لقدومه؟ ولماذا يسافر إلى دول تعادي الإسلام والمسلمين أساسا ويترك بلاده للمحتل؟ ولماذا لا نكترث بالثكالى واليتامى والمأسورين في بلادنا؟ هل تضع بعض المضايقات في مطارات الغرب مقابل الحرية والكرامة للمسلمين والعرب؟ وأما احتلال الكويت فهو قصة أخرى. ولكن جريمة 11 سبتمبر الأميركية فلا تخصنا يا سيدي. الذي يخصنا فيها أننا يتم عقابنا من قِبل الجناة، وأننا لا نجرؤ على البوح بعدم قناعتنا (مع وجود أدلة عقلانية دامغة ترفض ذلك) بتورط بن لادن ورفاقه. لن نكون مثقفين بحق ما دمنا لا نتخذ قرارا فاصلا حول مدى علاقة بن لادن بذلك. لقد نشرت مقالة حول ذلك أرجو منكم مناقشتها وهى باسم " عابر سبيل". لم ولن أذهب إلى أميركا، ولست مخابراتي ولا حتى مسئول طيران. ولكن لدى عقل. وهذه دعوة إلى كل العقلانيين إلى تحديد موقفهم من أكبر خدعة إعلامية في التاريخ المعاصر. لن تتوحد قوانا مالم تتوحد رؤانا. وحتى لو افترضنا جدلا (وجدلا فقط) تورط بن لادن ورفاقه في ذلك، فلماذا نهاجمه ولا نهاجم العصابة التي اسقطت آلاف الأطنان من القنابل على فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان؟ هل مات خمسة آلاف؟ ليكن، فلقد مات منا أكثر من خمسة ملايين (وإني والله لعلى يقين بأن القاتل واحد، سواء للخمسة آلاف أميركي أو للخمسة ملايين مسلم).
لم نجن سوى هزيمة منكره لجيوشنا عام 67 م وضياع سيناء والجولان وجنوب لبنان ومزارع شبعا، واحتلال فلسطين كلها ثم احتلال العراق كلها وجزيرة العرب بأسرها, ومصادرة الإرادة العربية،
6- لم تكن هزيمتنا في حرب 67 وضياع سيناء (التي عاد جلها) والجولان وجنوب لبنان ومزارع شبعا إلا نتيجة الإنقسامات والخيانات من بني جلدتنا وممن لم يسعوا إلى الحرب إلا عنوة وبدفع من ضمير المجتمع الإسلامي العربي. وليس لحد أن يصور ضرورة هزيمتنا في كل مرة، حيث إن هذه نظرة انهزامية تكاد تقترب من العمالة (حاشاكم). ولماذا لم تشر أخي الكريم إلى حرب العاشر من رمضان (73)، ولماذا لم تشر إلى هزيمة الصهيونية العالمية في حرب لبنان الأخيرة؟ ولماذا لم تشر إلى سحل مرتزقة الصهيونية العالمية في غزة ودحرهم؟ هل تعرف حجم غزة مقابل حجم من لم يدخلوا الحرب بعد؟ هل تعتقد أن الصهيونية العالمية يمكنها أن تكسب الحرب إن ما كان لمن تصفهم بالعصبية واللاعقلانية القرار؟ هل تخيلت للحظة مثلاص أن ذلك الرجل الموقر الثابت اسماعيل هنية هو صاحب قرار الجيوش الإسلامية العربية؟ هل قارنت بين بوش في مملكته الواسعة وهنية في مكانته المرموقة؟ وهل من العقلانية أن من يسب الرسول عليه الصلاة والسلام ويجرح كرامة أكثر من ثلث سكان العالم لا تتم حتى محاكمته ويتصلف قادة بلاده ولا يعتذرون، بينما من يجرح إحساس اليهود الذين لا يتعدون واحد بالمائة من عدد المسلمين، ولا نصف بالمائة من سكان الأرض، يتهم بمعاداة السامية (التي نحن أساسا منها) ويساق إلى السجن أو تحرق دار النشر لكتبه أو يقتل أو يُختطف؟ هل كتبتم عن ذلك في أوربا ووصفتموه باللاعقلانية؟ أليسوا أولئك من تصفهم بالعقلانية؟
ألا يعتبر ذلك بمثابة إظهار الصهيونية العالمية بالحكمة والعدل بينما المسلمين بالتطرف والعصبية؟
والحلم العربي الذي نستميت لإحيائه في نفوس الشباب بشرط ألا نكرر حماقات الماضي
7- وأما بالنسبة للحلم العربي، فنرجو استبداله بالحلم الإسلامي. ألستم معي أنه لا وجود للقومية العربية وأن الإنتماء للإسلام هو الذي جعل من العرب قوماً ذوى أهمية في التاريخ؟ هل ضعنا وضاع حقنا إلا عندما نسينا انتماءنا للإسلام واتبعنا العصبية وحاربنا إخواننا في الدين من الترك الذين دافعوا عنا وعن الإسلام لأكثر من سبعة قرون؟ وهل عزتنا إلا في الإسلام، فدعوها رعاكم الله، فإنها منتنة.
نحن نجلكم عن كل ذلك، ولكم تصويب موقفكم إحقاقا للحق.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
المفضلات