آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سرقة الأدمغة.... بقلم/ سمير الأمير

  1. #1
    شاعر الصورة الرمزية سمير الأمير
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    62
    المشاركات
    227
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي سرقة الأدمغة.... بقلم/ سمير الأمير

    كثيرا ما أتساءل عن ماهية شعور سارقى الأعمال الأدبية والفكرية حين يرون أسماءهم منشورة إلى جوار أعمال لم يكتبوها. هل ينتابهم إحساس بالضآلة والدونية كونهم يعرفون أنهم يختبئون خلف الجدران العالية لأبنية شيدها غيرهم؟ أم هل يتوهمون كذباً واغتراباً أنهم أصحاب تلك الأعمال ومبدعوها؟ ربما كان الاحتمال الأخير صحيحاً فبعض هؤلاء لديه الاستعداد للتشبث بما انتحله من غيره أكثر من صاحب العمل الحقيقى الذى قد يخجل من أن يقول أن العمل المنشور باسم فلان هو عمله لأن هذا( الفلان) قد يكون قد حقق من الشهرة ما يمنحه حصانة تشبه تماما تلك الحصانة التى تمنع رجال الشرطة من ملاحقة اللصوص الذين أصبحوا أعضاء فى البرلمان،
    وفى فوضى النشر التى نعيشها فى الوطن العربى يصعب على المرء أن يجد الوقت لتأمل مسيرة كاتب معين لمعرفة إن كان ما يكتبه هو نتاج طبيعى لتطوره ومواقفه أم أنه أنتحله لكى يبدو عملاقا وكبيرا بغض النظر عن شعوره هو نفسه بد ونيته إن كان ثمة شعور لدى هذا النوع من البشر؟ وقد لاحظت أيضاً أن مهنة الكتابة قد أصابها ما أصاب جوانب الحياة الأخرى فى المجتمعات العربية من سيطرة لغير الموهوبين على منافذ النشر وهؤلاء فتحوا الطريق أمام منتحلى الأدب وسارقى الأعمال الفكرية لتحقيق الشهرة التى أعطتهم حصانة تجعل من مجرد اتهامهم أمرا بالغ الصعوبة( وعلى رأى المثل البيض الممش بيدحرج على بعضه"
    بل أحياناً ما تكون الشهرة كبيرة بحيث تبدو فضيحة السرقة مجرد غبار على مرآة لامعة لا يلبث أن يزول بفعل اللقاءات التلفزيونية والأحاديث الإذاعية والصحفية وسطوة الإعلام الذى يجعل من (البوصة عروسة) وأذكر هنا كيف كتب صحفى عن فضيحة انتحال عمل أدبى مشهور للشاعر كامل الشناوى من قبل نجم من نجوم الكتابة فى عصر الخصخصة السعيد وكانت المسألة فى غاية الوضوح لأن الكاتب كان يورد عبارة من كتاب كامل الشناوى ثم يورد العبارة المنتحلة للكاتب المسرحى والسيناريست المعروف فلا تجد اختلافا يذكر إلا من قبيل الاختلاف بين عبارة" فحملت همومى ورحلت حزينا" وعبارة" وحملت همومى ورحلت مكتئباً" وكان هذا الأمر مستمراً حتى نهاية كتاب السارق بمعنى أنه لم يكتف بأجزاء معينه بل جعله جشعه ينتحل الكتاب كله، كانت الصحيفة التى نشرت الفضيحة حكومية وبالتالى توقعت أن يثير المقال ضجة كبيرة ولكن الضجة التى تخيلتها لم تحدث إلا فى داخل أصحاب النفوس المريضة من أمثالى الذين يبحثون عن جنازة ليشبعوا فيها لطم ومازال الكاتب الهمام يتمتع بشهرة تجعلنى أخشى أن أذكر حتى أمام أمى أنه سارق لأعمال غيره لأن " أم سمير" تعتبره نموذجا كان ينبغى على ابنها -الذى هو أنا- أن يحذو حذوه ويصبح مشهورا مثلهً لكى يرفع رؤوسهم فى البلد، بل أنها اتهمتنى أنا بمحاولة التشهير به بدافع الحقد عليه وعلى شهرته مما جعلنى فى حيرة من أمرى إن كانت " الست دى أمى أم أمه ؟"
    و وربما كان لاتساع مساحة الوطن العربى الجغرافية ولامتداد الصحراء العربية بين المشرق العربى والمغرب العربى ولوجود قطيعة معرفية نسبية بين الجانبين أثره فى تسهيل مهمة بعض منتحلى الأدب من المشرقيين الذين يسطون على المقالات النقدية لإخوانهم المغاربة وقد أدهشنى أن أحدهم نقل مقالاً كاملاً لأكاديمى مغربى دون أن يكلف نفسه حتى عناء تغيير العنوان أو استبدال كلمة بأخرى لها نفس المعنى وذلك حرصاً منه على عدم إضاعة وقته الثمين فهو ينشر مقالا كل يوم وليس لديه الوقت حتى لإتقان عملية الانتحال.

    من المثير للسخرية أن بعض الأغبياء والحمقى من هؤلاء اللصوص قد وجد فى الانترنت مجالاً متسعاً للسطو على أعمال الآخرين المنشورة فى المواقع المختلفة ونشرها فى الصحف الورقية معتمدين على أن العدد الهائل للإصدارات اليومية والأسبوعية يجعل من الصعب على المحررين والقراء اكتشاف تلك السرقات لأنه لا أحد يتوقف لكى يشك فى أصالة ما يقدم له من أعمال نظراً لضيق الوقت وإلحاح الحاجة لملأ الصفحات التى تجاوز عددها فى الصحف أعداد السكان!!! ولكن الأمر أيضا له جانب مختلف تماما لأن الانترنت الذى جعل الإنتاج الابداعى والأدبى متاحاً أمام الجميع وبدا أنه سهل للصوص الأدب مهمتهم الجليلة! هذا الانترنت هو نفسه الذى سهل أيضاً للقلقين والمتشككين من أمثالى عملية التأكد من صدقية الأسماء المنشورة مع النصوص إذ يكفى أن تضع بعض عبارات من العمل الأدبى أو الفكرى على أى موقع بحث لتحصل فى ثوانى معدودة على نتيجة سلبية أو إيجابية بخصوص العمل الفكرى موضوع البحث، بل أن الأمر تطور فى الغرب إلى درجة أن هناك برامج ذكية مصممة خصيصاً لمقارنة النصوص ومن ثم اكتشاف اللصوص وتلك البرامج تستخدمها كبرى الصحف ودور النشر تجنباً لأخطاء تكلفها ملايين الدولارات لتعويض أصحاب الأعمال التى تم انتحالها حيث تؤخذ تلك القضايا فى الغرب على محمل الجد ولا يتم التسامح حيالها الأمر الذى يبدو مختلفاً فى بلادنا السعيدة، وقد حدث منذ سنتين أن استشرت كاتباً مشهورا فيم ينبغى علىّ فعله إذ كنت قد اكتشفت أن أحد معارفى من الكتاب يسطو على إبداعات الآخرين مما سبب لى أزمة نفسية جعلتنى أتشكك فى كثير مما أقرأه فما كان من الكاتب الكبير أن عنفنى قائلاً أن هذا أمراً لا يعنينى من قريب أو بعيد وأنه طالما لم يلحق بى ضرراً شخصياً فإن علىّ أن أدع الخلق للخالق وأن أقصى ما يمكننى فعله هو أن أنصح هذا المنتحل ألا يفعل ذلك مرة أخرى!
    إن الأمر جد خطير والدليل على ذلك أنه أصاب البحث العلمى فأصبحنا نسمع عن الأبحاث المسروقة فى الجامعة ولم لا؟ إذا كان أساتذة الجامعة فى أقسام اللغات الأجنبية يقومون بتصوير كتب النقاد الأجانب وبيعها للطلاب بعض وضع أسمائهم عليها دون أدنى خجل، فهل يمكن القول أن مجتمعاتنا لديها قابلية للتسامح مع الانتحال والغش أم أن الناس يعتبرونها قضية من قضايا الترف التى لا مجال للتركيز عليها فى ظل التداعى العام لقيم المجتمع وأسس الاجتماع على كافة الأصعدة؟


  2. #2
    مترجم / أستاذ بارز الصورة الرمزية معتصم الحارث الضوّي
    تاريخ التسجيل
    29/09/2006
    المشاركات
    6,947
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي

    الأخ الفاضل الأستاذ سمير
    الموضوع ذو شجون يا سيدي الكريم، وفي غياب الوازع الأخلاقي وانتشار السبل السهلة للحصول على المعلومات -كما تفضلت- فقد أصبح الوضع مزرياً، ومخجلاً في كثير من الأحيان.
    كاتب هذه السطور كان ضحية لعملية مماثلة، فقد ترجمتُ أحد الكتب في مطلع التسعينيات، وأرسلتُه إلى الناشر في دولة عربية مجاورة. مرّ حوالي شهر لم يصلني خبر، فاتصلتُ به هاتفياً للاستفسار، فأجابني بكلام جعلني أشك في الأمر.
    المهم، بعد حوالي شهرين وجدتُ ذات الكتاب المترجم على صفوف إحدى المكتبات، وقد وضع الناشر المحترم عليه اسم مترجم آخر، فلم أنتبه إلى نفسي وأنا أصرخ: يا أولاد الكلب! مما جعل موظفة المبيعات تنظر إليّ شذراً. أما حقوقي الأدبية والمالية فمن الله العوض.
    ليت هؤلاء الرعاع ينظرون نظرة تجرد وحياد مرة واحدة، إذا لاكتشفوا مدى فداحة هذا الخطأ الذي يعاقرونه ليل نهار.

    مودتي

    منتديات الوحدة العربية
    http://arab-unity.net/forums/
    مدونتي الشخصية
    http://moutassimelharith.blogspot.com/

  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/06/2007
    المشاركات
    360
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاستاذ الفاضل سمير الامير

    تحية وبعد



    كثيرة هي المواضيع الشيقة والخطيرة التي تطرح على مائدة الحوار ، ولكن قد يغفلها الضوء فتبقى حبيسة نبضها او رهينة الظروف 0

    والموضوع الذي تطرحه الآن في غاية الخطورة وقد شاركت بمداخلة مشابه للموضوع في مساحة اخرى بعنوان لا تعير ولا تستعير

    للاستاذة ريما الخاني وفيما يلي نص المشاركة



    http://arabswata.org/forums/showthre...7984#post97984



    اختي العزيزة ريما الخاني

    تحية طيبة وبعد

    اثناء تحليقي في المنتديات اثار اهتمامي تساؤل طرحه الاستاذ عامر العظم في زاوية الادب الساخر بخصوص الاسماء المستعارة وعندما عرّجت على موضوعك هذا فجّر فيّ اجابة السؤال ؛ سؤاله كان ما علاقة الاسماء بالابداع ؟!
    وسؤالك بمعنى هل يستطيع المرء استعارة الابداع ؟!

    سيدي ، سيدتي

    لا علاقة للاسماء بالابداع
    اقلامنا هي اسماؤنا 00 بصمة انتماؤنا 00 نزيف حروفنا 00 عزف اوتارنا 00 ريشة احلامنا 00 صرخة ضمائرنا 00 لسان عقلنا 00 بوّابة عبورنا 00 فضاء حضورنا 00 قناديل معبدنا 00 خارطة دمائنا 00 لغة دهشتنا 00 هي صوت المسافات
    وجواز سفرنا 0 اذن ، لماذا الاسماء هنا !!
    كتبت مرّة من حق حارس المعبد ان يشّك في كل زهرة تنمو بظله
    ومن حق الكاتب ان يشك في كلّ الكلمات المفخخة وان كانت في طرود معطرة
    فعندما يستهدف الكاتب ويستدرج ليدافع عن تحولات لغته فهذا يعني التشظي والانكسار
    من اراد ان يستعير نصا او كلمة كأنما يستعير نبضا او خلية من جسد الآخر لان الكتابة كما اسلفت نزيف وبصمة
    قد ينجح المرء باستعارة نصوص تحت غطاء الاسماء المستعارة لبعض الوقت وقد يخدع البعض كل الوقت لكنه لن يخدع الكل كل الوقت وفقا للمقولة السائدة
    فمن يسرق الاقلام والنصوص ويحترف لصوصية |التبني | قد يوهم بأنه حاز على الاعجاب ولكن سرعان ما يكتشف امره فيسقط للقاع 00 اتدرون لماذا ؟ لان خطاه واهنة لزجة خائفة متسللة تتسلق في انعدام الثبات وانعدام المسؤولية وفي انعدام الضمير وفي مثل هذه الفوضى يختلّ ميزان الكسب والخسارة الا ان ديناميكية التواصل تكشف التحولات وترصد المتغيرات لتسقط الخطى اللزجة في اول هاوية 0

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اختكم بتول

    اغتنم ركعتين زلفى الى الله
    اذا كنت فارغا مستريحا
    واذا هممت بالنطق بالباطل
    فاجعل مكانه تسبيحا
    فاغتنام السكوت افضل من
    خوض وان كنت بالكلام فصيحا
    (عبد الله بن المبارك)


    و ا ت ا

    وجود ارقى تواصل انقى

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •