إن أسلوب الحوار الذي تتبعه لأخت الكريم مريم محمود علي - للأسف الشديد - هو نموذج مؤسف لأسلوب اللف والدوران الذي يتبعه الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في حواراتهم.
قالت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9):
وقد ذكرت ذلك أن الخليفة عثمان رضي الله عنه جمع قرآنا والخليفة علي عليه السلام جمع قرآنا وقد قال علي عليه السلام أني جمعت القرآن كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي ترتيب آياته كما نزلت واعتمد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه ويقال أن قرآن علي سيظهر مع المهدي عليه السلام
ذكرت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9) المبينة أعلاه أن هناك قرآنين, قرآناً جمعه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (مع أننا شرحنا لها أن من جمع القرآن هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه, لا سيدنا عثمان), وقرآناً جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. لكن سيدنا علي بن أبي طالب - لأسباب مجهولة لم تُطلعنا عليها - لم يعتمد القرآن الذي تعب هو في جمعه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل اعتمد قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. لكنها بشرتنا بأن القرآن الذي جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سيظهر عند ظهور المهدي.
سألناها عدة أسئلة:
لماذا لم يعتمد سيدنا علي بن أبي الطالب القرآن الذي جمعه هو كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لماذا اعتمد قرآن سيدنا أبي بكر الصديق؟
أليس هذا خيانة للآمانة (وحاشا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يخون الأمانة)؟
كالعادة, لم تُجاوب الأخت الكريم مريم على أسئلتنا, ولكنها, كعادة المحاورين من الشيعة, التفت على السؤال, فقالت:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم محمود العلي
أظهرت عقيدتي بالقرآن الكريم وقلت بوضوح أن قرآن المسلمين الجعفرية هو نفس قرآن المسلمين السنة لا تحريف فيه ولا زيادة ولا نقصان
أما ماحدث بالنسبة لاعتماد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه وعدم قبول قرآن علي بن أبي طالب عليه السلام فهذه سياسة الدولة الأموية
قالت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9) أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعتمد القرآن الذي تعب هو في جمعه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل اعتمد قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ثم تعود في المشاركة الثانية الموضحة أعلاه فتلقي باللائمة على الدولة الأموية, وكما هي عادة الإمامية الاثنا عشرية, تصير الدولة الأموية شماعةً جاهزةً لكل مشاكل الأمة, وهي بذلك تتهرب من الإجابة عن سؤالي عن سبب اعتماد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وعدم اعتماده للقرآن الذي جمعه.
ألم تقولي - أختي الكريمة مريم - في نفس المشاركة رقم (40):
وآية الله عزوجل( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) نعم لقد حفظه الله في عقول ونفوس أهل العلم وهم أولياء الله الصالحين وأئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين
كيف يكون أئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين قد حفظوا القرآن, وتقولين في الوقت نفسه أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعتمد القرآن الذي جمعه بنفسه, بل اعتمد القرآن الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وإذا افترضنا جدلاً أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد جمع قرآناً, فلماذا لم يعلمه لأهل بيته الأطهار ولأتباعه - وهم في ذلك الوقت مئات الآلاف.
ولو افترضنا جدلاً أن الدولة الأموية هي التي ساهمت في اعتماد مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه, فمعنى ذلك أن المصحف الكامل الذي جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه اختفى إلى حين ظهور المهدي, ومعناه أن قوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) لم يتحقق, ولن يتحقق إلا بظهور المهدي.
تناقض في تناقض في تناقض
ألم يقل سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).
تمام الدين يعني تمام كل شيء فيه.
يعني تمام نزول القرآن, وتمام حفظه, وتمام فهمه, وتمام تلاوته, وتمام أحكامه.
إذاً لا حاجة لنا بالقرآن الذي تقولين أنه سيظهر مع المهدي. لأن وجود قرآن المهدي معناه عدم تمام الأحكام الشرعية, ومعناه عدم تمام الدين, وهذا مناقض للآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).
إن الإيمان بأن القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الصحيح دون زيادة أو نقصان أو تحريف يقتضي بالضرورة عدم وجود قرآنٍ غيره, لا سابقاً ولا لاحقاً, فمن أمن بوجود قرآن آخر, أو تتمة للقرآن الذي بين أيدينا, فقد خالف عقيدتنا بالكلية, ولا لقاء بيننا البتة.
أخيراً, اتبعت الأخت الكريمة مريم أسلوباً معروفاً عن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية, وهو أسلوب الحيدة.
شرحت لنا الأخت الكريمة مريم لماذا يؤخر الشيعة الإمامية الإثنا عشرية الإفطار, وأخذ هذا الشرح من ردها على مداخلتي أغلب مشاركتها, مع أني لم أسئلها عن ذلك, بل أني قلت لها في مقدمة كلامي أن هذه أمور فقهية ثانوية لا نريد النقاش فيها, بل نُريد التركيز على أمور العقيدة.
يعتمد المحاورون الشيعة هذا الأسلوب لكي ينسى محاورهم الموضوع الأساسي ويتشتت تركيزه, فيتخلصون بذلك من الإحراج, وينتقلون إلى نقاشات يرون أن لهم الحجة فيها.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
اللهم أرنا الباطل باطلاً باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم آمين
المفضلات