Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
فتاوى شيعية تحرم سب الصحابة - الصفحة 3

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 244

الموضوع: فتاوى شيعية تحرم سب الصحابة

  1. #41
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    ا.د.سعيد صلاح النشائى
    نعم هذا مايجب علينا أن نحمله هما على عاتقنا ونسعى له كأدباء ومفكرين وعلماء وكل انسان قادر على أن يقول كلمة توحد المسلمين والعرب والمضطهدين والمواجهين في العالم للامبريالية والصهيونية والامريكيين النهابين
    كل الشكر والتقدير لمداخلتك المفيدة
    تحياتي


  2. #42
    عـضــو الصورة الرمزية وليد الروساء
    تاريخ التسجيل
    15/02/2007
    المشاركات
    245
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    [COLOR="Blue"]{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

    لا شك أن الوحدة الإسلامية هدف نبيل ، ولكن وفي هذه المرحلة، يجب على مستوى النخبة والمحققين من طلبة العلم ، أن يضعوا التحيز جانباً ويطرحوه ويأخذوا بالنقول الثابته والأدلة القطعية
    ثم إن من تمام العدالة أن تنقل ما يقوله الآخر بلا زيادة ولا نقصان ، ولا تحريف ولا تنقيص وأن نتجرد للحوار و أن تتناقش في الأمور التي تمنع الوحدة والسؤال الكبير هو : " على إي أساس نتحد؟"

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

    لذى فإنني سأحول رأب الصدع وجمع الآصرة بالشيعة بكل أطيافهم، جعفرية ، إمامية ، كرامية، إثناعشرية، الخ من السلسلة الذهبية الرهيبة، فأقول لهم.

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

    ما تقولون في قول أبي الحسن ( الإمام موسى الكاظم وهو المعصوم السابع عند القوم ) الذي رواه
    روى الكليني أنه قال : ( لـو مـيزت شيـعتي لما وجـدتهم إلا مرتدين ) . الروضة من الكافي ( 8 / 228 ). هذه الرواية تدل على أن أئمة القوم لعنوا شيعتهم ، وليس الناصبة أو المجسمه أو الجبت والطاغوت أو البقرة أو أو أو أو ... هؤلاء هم علماء الشيعة. إذا:

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

    السؤال :

    لم هذا التحامل العظيم من أئمة الشيعة ضد مريديهم؟ ولا شك أننا نعلم أن أعلم الناس بالناس الصقهم لهم؟

    س 2. هل يوجد نص مماثل يصف فيه عالم من علماء السنة ، أتباعه بهذا الوصف؟ أين المصدر؟

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}



    مسألة تحريف القرآن اختلف فيها علماء الشيعة إلى ثلاث طوائف جمهور الشيعة ، بعض الشيعة ، القلة من الشيعة

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

    الجمهور: قالوا بالتحريف.

    القلة : قالوا بنفي التحريف وتكفير من قال به.

    <><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><> <><><><><><><><><><><><><><><><><><><>
    "]<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><><> <><><><><><><><><><><><><><><><><><><>[/
    علماء القول الأول:
    هم كثرة لا جامع لهم و هم و عليهم قام دين الرافضة فمنهم ، الكليني وشيخه القمي ونعمة الله الجزائري والطبرسي والمفيد والمجلسي والكاشاني والنوري الطبرسي والبحرانيين الثلاثة والعياشي والأردبيلي



    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}


    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}
    علماء القول الثاني:
    الشريف المرتضى ( ت 436 هـ ) ( وهذا كالمستجير من الرمضاء بالنار) ففر من التشيع للاعتزال وفيه قال أبن حزم: ( ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أن القرآن مبدَّل فيه زيد فيه ما ليس فيه ونقص منه كثير ، حاشا علي بن الحسين ( المرتضى علم الهدى ) وكان إمامياً يتظاهر بالاعتزال ، ومع ذلك فإنه كان ينكر هذا القول ويكفِّر من قاله ) .

    أبو القاسم الرازي
    أبو يعلى الطوسي ( ت 463 هـ )
    الأميني في ( الغدير )
    - ومحمد هادي معرفة في ( صيانة القرآن عن التحريف )
    شرف الدين ؟! العاملي ( ت 1381 هـ )
    أبو القاسم الخوئي ( ولد 1317 هـ )
    الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ( 1228 هـ )
    شرف الدين العاملي ( ت 1381 هـ )
    الأميني

    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}



    السؤال الثاني : من من الشيعة كفر هؤلاء الغلاة في قولهم؟


    {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{} {}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}


    يجدر التنبيه إلى مسألة مهمة:

    لإجل ان متأخري الشيعة تفطنوا لشناعة ما ذهبوا إليه ، فقد قام بعضهم لإنه رآي إجماع المسلمين على انتفاء التحريف ، فقام (( تقيـــــــية)) و اعلن عدم التحريف، ونقول له : ما هو موقفك من علمائك الذين تأخذ منهم وتتعبد بما أورثوه من علم؟؟؟؟ من قال بالتحريف هل يؤتمن في بقية نقولاته؟؟؟
    [/COLOR]



    وليد الروساء
    اللسانيات النظرية

    [ و ما من كاتب الا سيبلى ... و يبقى الدهر ما كتبت يداه ]

    waleedalrowsa@hotmail.com
    .

  3. #43
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ : وليد الرؤوساء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد الروساء مشاهدة المشاركة


    عهدتك ، أيتها الفاضلة الحعفرية أعدل القوم، في ردودكِ لذى فإنني أوجه الكلام لكِ فأقول، في شأن ما خالفتِ عادتك هذه المره. فأقول:


    1. لما لا تترضون عن من ارتضاهم الرسول صلى الله عليه وسلم خليفته، وصاحبيه أقصد الشيخين أبا بكر وعمر؟ ؟؟؟
    أتمنى أن تكون لا حظت أني كلما ذكرت أحدا منهم قلت رضي الله عنه وأعتقد أن من يحرم مسبتهم لابد أن يقول رضي الله عنهم

    2. قلت : (ياأخي لسنا كفارا حتى تدعونا للهداية ) والله قال لنبيه "يا أيها النبي أتق الله" ، وقال للذين آمنوا :" يا أيها الذين أمنوا آمنوا" فهل ينفي ذلك التقوى عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟ ، والإيمان عن المؤمنين؟؟؟؟ أم أنه من ناحية الزيادة في التقوى والزيادة في الإيمان؟ ،
    هنا النية بقلب الشاعر كما يقول المثل وعلى كل حال سأعتبر نيتك طيبة
    نفس الأمر أنا أسأل الله لكم زيادة الهداية، وإن كان فيكم زيغ أن يهديكم منه، فإن الهداية تبعيضية ، فالبعض عنده جزئها ، عشرها ، نصفها ، كلها... الخ.

    3. من الأدب أن أقرأ كل شيئ قلتيه، فلا تشقي عن قلبي أنني لم أقرأ.
    قل ذلك لأني لا حظت تفسيركم لما كتب انه تحريف للقرآن الكريم وأحببت أن أوضح ذلك

    4. قلت : (أنتم تأتون بمقاطع توافق هواكم للهجوم على الشيعة ) السؤال : هل نقلنا كذباً ؟ ؟ ؟ أم زورنا عليكم شيئاً؟.؟؟ قلنا ما قلتكم في كتبكم بدون تقية ، فقط
    لا لم تكمل ماقيل في كتبنا لتكون الحقيقة واضحة أن القصد من الرواية ليس تحريف القرآن

    5. فإن قلتِ (بدون تقية ) إن الجعفرية يؤمنون بالقرآن الذي بين أيدينا، أنه هو القرآن الكمال بلا زيادة ولا نقصان، فأنتم حينذاك شاركتم السنة في (العقيدة في القرآن ). ونفيتم عنه شبهة المعتزلة من أنه مخلوق غير منزل والله يقول :" تنزيل الكتاب لا ريب فيه" ،وهو أيضاً لم يحرف ولم يبدل .
    طبعا أنا قلت في كل مرة أن عقيدتنا مع الأخوة السنة والجماعة لا تختلف بالقرآن الكريم
    الاختلاف بالتفسير ليس أكثر وقد اختلف العلماء أغلبهم فيما بينهم في التفسير ولو اختلافا بسيطا


    6. فإن قلت ذلك ، فدعيني أكمل سلسلتي التي ابتدأتها عن (الشيعة ) لا (الجعفرية) الذين قالوا بتحريف القرآن. وإن قلت أن هؤلاء ليسوا شيعة فإنني ألتمس منك نعتاً أو إسماً أسميه غير الشيعة، لإن الشيعة أجمعوا على إمامة هؤلاء في الدين، وصدروهم ، وجعلوهم مراجع، بل إن البعض قال بعصمتهم كما هو عامة الرعاع من الشيعة...
    أعود وأجزم أن أي مسلم جعفري لا يمكن أن يقول بتحريف القرآن الكريم ابدا وأقسم بالله العظيم رب السموات والأرض على هذا
    ومن يقول بتحريف القرآن ليس مسلما جعفريا


    7. قلتِ : (فقرآننا هو قرآن أهل السنة والجماعة ) فلم تشذون أنتم عن الجماعة؟؟؟ لم لا تلحقون بالركب ، ولا تغرقوا ؟

    بماذا يا أخي نشذ عن الجماعة بحب آل بيت محمد واعتبارهم مراجع دينية لنا وقدوة لنا
    إذا كان هذا شذوذنا فمرحبا وأهلا به
    إن الأيات القرآنية والأحاديث النبوية تطلب من كل المسلمين حب آل بيت رسول الله
    8. مع العلم أنها قطقة فرعية تقنية، ولكنني أُكد على أهميتها ، إذا ذكرتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقولي ((صلى الله عليه وسلم ) ) ولا تكتفي بـ )، وإن كان ذلك إثقالاً على صويبعاتكِ فإن الله سيأجرك. وإذا ذكرتم الصحابة رضي الله عنههم فقولوا ( رضي الله عنه) ولا تقولوا ( رض) فــــرض مبعنى الكسر المضاعف في الرأس فهل أنتم تدعون على الصحابة بإن ترض رؤوسهم؟؟
    أخي الكريم أذكر أني ولا مرة رمزت لـ صلى الله عليه وآله وسلم بــ ص ولا لرضي الله عنه بـ رض ولا لعليه السلام بـ ع كما ذكرت وعد لكل أمحاوراتي فإذا وجدتها قل لي


    9. يجب أن تعلمين أيتها الجفعرية أن الله قال في محكم التنزيل: ({لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } ) لذا فإنني اسألك : هل تؤمنين كما في أصول المذهب عندكم بسورتي ( الولاية والنورين ) وأنهما من القرآن؟
    ماهي سورة الولاية والنورين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أعرف آية الولاية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ) سورة المائدة 55 وقد جاء تفسير هذه الآية بأنها نزلت بعلي بن أبي طالب عليه السلام
    10. بعد عرضكِ أيتها الجعفرية ، يتبين أنك تأخذين عن من لم يفقه العربية ولذى فإنني سأسوق لك معنى الـ (السبعة الأحرف ) فاضبطيها واعرفيها، وإياك ممن يسأل عن دم البعوضة وهو متلطخ بدم أبن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، آلا ساء هذا من ورع.

    حاصل معنى (السبعة الأحرف ) ومدارها على الأقوال التالية عند العلماء:


    _ أ _

    المعنى الأول :
    أن المراد سبعة أوجه من المعانى المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعال وهلم

    من تبنى القول:
    سفيان بن عيينة وعبدالله ابن وهب وأبو جعفر محمد بن جرير والطحاوى

    أبرز الأدلة للقول :
    وأبين ما ذكرفى ذلك حديث أبى بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده، فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده. حتى بلغ سبعة أحرف فقال: اقرأ فكل كاف شاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل.

    العلة من القول:
    كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش وقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط واتقان الحفظ،


    إضافة:
    وقد قال الطحاوى والقاضى والباقلانى والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة فى أول الأمر، ثم نسح بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة. وقد جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور بإتباعهم

    مثال آخر:
    ألزم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، وأمضاه عليهم،
    مثال ثالث:
    كان عمر رضي الله عنه ينهى عن المتعه فى أشهر الحج (( قلت: أنتبه هذه ليست تمتع الشيعة الجنسي ولكنه التمتع بالعمرة إلى الحج)) وذلك لئلا تقطع زيارة البيت فى غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يبيح التمتع، فترك فتياه اتباعًا لأمير المؤمنين وسمعًا وطاعة للأئمة المهديين.
    فيما يخص زواج المتعة ومتعة الحج فهذا موضوع آخر
    القرآن الكريم لم ينسخ آية المتعة (قال الله سبحانه : فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم في ما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما.


    ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : حلال أمتي حلال إلى يوم القيامة وحرامهم حرام إلى يوم القيامة

    المعنى الثاني:

    أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر، قال الخطابى : وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما فى قوله. أي أن القرآن نزل بلسان قريش وغيرها من قبائل العرب كلسان تغلب وتميم وغيرها ... فالله تعالى قال: قرآنا عربياً ولم يقل قرشيا.
    واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولاً واحداً يعنى حجازها ويمنها، وكذا قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر ، قال: لأن لغة غير قريش موجودة فى صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز، وقال ابن عطية : قال ابن عباس : ما كنت أدرى معنى فاطر السماوات والأرض حتى سمعت أعرابيا يقول لبئرابتدأ حفرها: أنا فطرتها.

    من قال بالقول الثاني:
    أبو عبيد ، واختاره ابن عطية

    القول الثالث:

    إن لغات القرآن السبع منحصرة فى مضر على اختلاف قبائله خاصة، لقول عثمان أن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر ابن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما ينطق به الحديث فى سنن ابن ماجه وغيره .

    القول الرابع:

    أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء منها :


    1. ما لاتتغيرحركته ولاتتغيرصورته ولا معناه، مثل (ويضيق صدرى) ويضيق

    2. ومنها ما لا تتغيرصورته ويختلف معناه، مثل (فقالوا ربنا باعد- وباعد- بين أسفارنا)

    3. وقد يكون الاختلاف فى الصورة والمعنى بالحرف، مثل ننشزها وننشرها

    4. أوبالكلمة مع بقاء المعنى مثل (كالعهن المنفوش- أو- كالصوف المنقوش)

    5. أو باختلاف الكلمة وإختلاف المعانى، مثل (وطلح منضود- وطلع منضود)

    6. أو بالتقدم والتأخر: مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق- أو - سكرة الحق بالموت)

    7. أو بالزيادة، مثل (تسع وتسعون نعجة- أنثى- وأما الغلام فكان كافرأوكان أبواه مؤمنين- فإن الله بعد اكراههن لهن غفور رحيم).




    القائلين به : الإمام الباقلاني


    القول الخامس:

    أن المراد بالأحرف السبعة معانى القرآن، وهى:
    1. أمر،
    2. ونهى
    3. ووعد،
    4. ووعيد،
    5. وقصص،
    6. ومجادلة،
    7. وأمثال،

    قال ابن عطية: وهذا ضعيف لأن هذه لاتسمى. حروفا، وأيضا فالاجماع أن التوسعة لم تقع فى تحليل حلال، ولا فى تغييرشىء من المعانى، وقد أورد القاضى الباقلانى فى هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هى التى أجاز لهم القراءة بها.

    الثمرة:

    ولقد أجمع المسلمون فى هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن الأئمة القراء السبعة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا فى ذلك مصنفات،واستمر الاجماع على الصواب، وحصل ما وعد الله من حفظه الكتاب.

    كل ماذكرته نعرفه جيدا وأعتقد أني ذكرت ماقلته عن معنى السبع أحرف
    السؤال: لم أيها الشيعة تصرون على تحريف القرآن وتخوضون فيما لا تعلمون ، وتسمون القرآئات تحريف؟؟؟
    عدنا لهذا السؤال الذي أجبنا عليه سابقا ومع ذلك سأعود للاجابة

    أعود وأجزم أن أي مسلم جعفري لا يمكن أن يقول بتحريف القرآن الكريم ابدا وأقسم بالله العظيم رب السموات والأرض على هذا
    ومن يقول بتحريف القرآن ليس مسلما جعفريا

    لفته : في تعنت أهل العراق من الشيعة :

    (انظروا إلى أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم )


    يا أخي لم يقتل أهل العراق أبن بنت رسول الله
    هم لم ينصروه كما وعدوه لأن الجيش الذي أرسله يزيد ابن معاوية كبير جدا وقد أحاط بهم من كل الجوانب
    لقد قتل جيش يزيد كل أقارب رسول الله من بني هاشم الذين كانوا مع الحسين عليه السلام وهم ثمانون رجلا من بني هاشم
    وهذه حقيقة تاريخية
    قال البخارى رحمه الله:حدثنا ابراهيم بن موسى ، أنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال وأخبروني يوسف بن ماهك قال: إنى عند عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها اذ جاءها عراقى فقال: أى الكفن خير؟ قالت ويحك ما يضرك؟ قال ياأم المؤمنين أرينى مصحفك، فقالت: لم؟ قال: لعلى أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أية قرأت قبل؟ إنما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس الى الاسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شىء نزل: لا تشربوا لقالوا لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا، لقالوا لاندع الزنا أبدًا.لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإنى لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وانا عنده، قال:فأخرجت له المصحف فأملت عليه آى السور.
    والمراد من التأليف ههنا- ترتيب سوره، وهذا العراقي سأل أولا عن أي الكفن خير أو أفضل، فأخبرته عائشة رضى الله عنها أن هذا مما لا ينبغى أن يعتنى بالسؤال عنه ولا القصد له ولا الاستعداد، فإن فى هذا تكلفا لاطائل تحته، وكانوا فى ذلك الزمان يصفون أهل العراق بالتعنت
    فى الاسئلة، كما سأل بعضهم عبدالله بن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر : انظروا إلى أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا لم تبالغ معه عائشة رضى الله عنها فى الكلام لئلا يظن أن ذلك أمر مهم،
    يا أخي لم يقتل أهل العراق أبن بنت رسول الله
    هم لم ينصروه كما وعدوه لأن الجيش الذي أرسله يزيد ابن معاوية كبير جدا وقد أحاط بهم من كل الجوانب
    لقد قتل جيش يزيد كل أقارب رسول الله من بني هاشم الذين كانوا مع الحسين عليه السلام وهم ثمانون رجلا من بني هاشم


    11. قلت ، ورب الكبعة وسقتِ كلام ينسف كل معتقدكم : (عندما تحدثت في المقال السابق عن بشرية اللغة التي تجلت فيها الكلمات الإلهية) أليس كلام الله لفظه ومعناه من عند الله؟ اللهم بلا، لذى فكيف تطيب أنفسكم أيها الجعافرة أن تقولوا ب بشرية اللغة التي تجلت بها الكلمات الإلهية ، ونحن أهل السنة نعتقد أن القرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77- 80 ، وقال : ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) السجدة/ 1، 2 ، وقال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الزمر/ 1. وهو من جملة كلامه ، الذي هو صفة من صفاته ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف
    لا لايمكن أن نقول كلمات الله بشرية ولم نقل القرآن مخلوق أين ومتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أتمنى قراءة ما أكتب بتأني



    قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " انتهى.

    طبعا وهذا ما نؤمن به


    12. قلت أيتها الجعفرية وطاب لك أن تنقلي كلام من قال (فمشكلة النص القرآني ) ، ونقلتِ (وعموما لست أدري كيف تكون لغة القرآن إلهية مع الاختلافات المهولة التي وجدت في تراث المسلمين حوله ) والسؤال الإنكاري : """ما لكم لا ترجون لله وقارا؟؟؟"
    هذا اتهام باطل باطل نحن من يوقر الله بكل ماتعنيه الكلمة 13. الف الف مبروك ، فكل شبهاتكم الواهية التي راجت عندكم ، حول تحريف القرآن قد أفاد منها الأقباط والنصارى واليهود أيما فائدة... ولكن في هذا تثبيت للمؤمن وبلاء للمنافقين القائلين بالتحريف.

    14. ولكن مع أن هذه الشبهات هي ولله الحمد أوهى من بيت العنكبوت مع ذلك فإنني سأتجشم بيت العنكبوت لإفضة لا يسلك مرة أخرى: فأقول

    شبة: ( حك المعوذتين من المصحف)

    أ- أن من ساق الآثار لم يوفق في ذكرها وعزوها لقائلها وهو ( زر بن حبيش ) ولم يرد في أي من الأحاديث تصريح صريح بقول من أبن مسعود، وإنما قيلت كلها على لسانه رضي الله عنه.
    القرآن الكريم اختلف فيه المفسرون فيما بينهم وهناك الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المعتمدة من طائفة ما ضعيفة لا سند لها إلا منهم فقط

    ب- لا يوجد حديثٌ البته في : (عن زر عن ابن مسعود انه قال : الخ... وساق الحديث)

    ج- هذا الحديث هو في الحقيقة تفسير واستنتاج لما فهمه كل من زر و سفيان ان ابن مسعود رضي الله عنه {ظن} انهما ليستا قرآنا.

    د. والعلة في ظن أبن مسعود رضي الله عنه أنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في الصلاة. ومعلوم أن الصحابي قد يفوته من الرسول صلى الله عليه سلم شيئ من العلم، فيعلم أحدهما الآخر كما فعل الكبير عبد الرحمن بن رواحة على جلالة قدره وعمره ، بالتعلم من الصغير ولكنه العالم عبد الله بن عباس.

    و. وقد ساق النووي في شرح المهذب وابن حزم في المحلي و فخر الرازي في أوائل تفسيره و الباقلاني قد اجمعوا علي ان هذه الاحاديث (( اي أحاديث مسند الأمام أحمد)) شاذة ((في المتن أقصد و ليس السند طبعا

    ي. لم ينقل عن أحدٍ من القراء العشر ولا واحد منهم القول بإنكار المعوذتين والقراء السبعة هم ابي عمرو البصري وعاصم بن ابي النجود وحمزة بن حبيب الزيات وعلي بن حمزة الكسائي ويعقوب بن اسحاق الحضرمي وخلف بن هشام البزار. فلم يذكر عن واحد منهم انه أنكر المعوذتين مع العلم أن أسانيد التلقي للقرائات السبع كلها تسند لابن مسعود رضي الله عنه.

    ذ. لم يرد نص واحد صريح ، يذكر فيه الصحابي الجليل إنكاره للمعوذتين.

    ج. قال القرطبي رحمه الله أن ابن مسعود رضي الله عنه كان قارئاً لم يكن حافضاً كزيد بن ثابت وغيره. ومعلوم لدى أهل العلم والنقل أن ابن مسعود قد أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم فقط ( 70) سورة بينما أخذ زيد القرآن كاملاً.

    ويتفرع من المسألة مسائلا منها:

    @ - ومنه أنه من كمال عدالته رضي الله عنه لا يورد في مصحفه إلا ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم فمثلاً رتب سور القرآن في مصحفه البقرة ثم النساء ثم آل عمران و ذلك لأن النبي صلي بهم في قيام الليل بهذا الترتيب.
    @@- هل يشك الشيعة في عدالة ابن مسعود وغيرته على دين الله؟ إذاً فلم لم ينكر على بقية الصحابة الذين عندهم مصاحف ألا يكونوا مسحوا المعوذتين؟ لم لم يقم عليهم الإنكار ، ويأمرهم بمسح السورتين وحكهما من مصاحفهم؟؟ أليس الحق حق للجيمع والباطل باطل للجميع؟
    طبعا الاسلام الجعفرية لايشكون بعدالة ابن مسعود رضي الله عنه وهو من قال بأن علي عليه السلام رتب القرآن كما نزل على رسول الله

    @@@- والحقيقة بعد ذلك تتبين يا رعاكم الله أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يحك فقط (( عناوين أو إن شئت أسماء السور )) وكان يقول : " لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه" فكان يكره أن تسمى السور بسورة كذا ، وسورة كذا من الإصطلاحات التي يصطلحها الناس فيعتقد أنها جزء القرآن. لذى فإنه أمر بحك الاسم وليس حك السورة

    ومن @@@@- السابق يتبين بطلان وتعسف من قال إن الحك هنا للسورة والدليل أنه لم يرد عنه رضي الله عنه قوله: " حكوا قل اعوذ برب الفلق الخ...، أو حكوا قل أعوذ برب الناس الخ...

    @@@@@- وقد نقل عن صاحب كتاب (مناهل العرفان ) أن بن مسعود رضي الله عنه رأي الإسم في غير موضعه فأمر بحكه أو حكه وهذا من باب فساد الترتيب، وهو وارد أن يسهو الإنسان ويخطء.

    @@@@@@- وقد حكى الرازي أنه قال بالإنكار في ذلك ابتداءاً ، ولكنه لما تواترت لديه الثقات بالنقل رجع.

    ^ ^ ^ الخلاصة:

    ليس هناك دليل واحد علي إنكار ابن مسعود لسورة الملك ، أو البقرة أو المعوذتين سواء عند البخاري أو غيره


    تخريج المسألة : ان يقال أن مما سبق طرحه يتبين لنا أحتمالان هما:

    1- إما شذوذ متن الحديث و هذا في حديث مسند الإمام أحمد
    2- إما شذوذ تأويله


    . 15 يا تلك ، تورعي من النقل من كتب الفكاهات والنكت والأدب إن كانت المسألة تتعلق بأمر القرآن والسنة ، لذى فكتب التاريخ وكتب اللغة لشوقي ضيف لا يعتد بها في أمور الشريعة.

    نحن نعتمد الأحاديث المتواترة عن أهل البيت عليهم السلام وأهل الثقة من الصحابة رضي الله عنهم وهناك أحديث كثيرة متفق عليها بين المذاهب الخمسة والجماعة 16. الحديث :
    عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ اتى الحارث بن خزمة بهاتين الايتين من اخر سورة براءة ‏{‏لقد جاءكم رسول من انفسكم‏}‏ الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال‏:‏ من معك على هذا‏؟‏ قال‏:‏ لا ادري والله اني اشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها‏.‏ فقال عمرو‏:‏ انا اشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ثم قال‏:‏ لو كانت ثلاث ايات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من القران فضعوها فيها فوضعتها في اخر سورة براءة‏.‏

    قال صاحب : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، رواه احمد وفيه ابن اسحاق وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات
    وقد أجمع أهل العلم كما ساقه ابن حجر أن ترتيب القرآن وقف، وليس اجتهاد من عندهم.

    قال صاحب الإتقان في علوم القرآن ساق عن مكي مكي رحمه الله ، أنه قال :‏ ترتيب الايات في السور بامر من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يامر بذلك في اول براءة تركت بلا بسملة‏.

    وبه قال القاضي ابو بكر في الانتصار‏:‏ ترتيب الايات امر واجب وحكم لازم فقد كان جبريل يقول‏:‏ ضعوا اية كذا في موضع كذا‏.


    وقال ايضاً‏:‏ الذي نذهب اليه ان جميع القران الذي انزله الله وامر باثبات رسمه ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله هوهذا الذي بين الدفتين الذي حواه مصحف عثمان وانه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه ز ان ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ورتبه عليه رسوله من اي السور لم يقدم من ذلك مؤخر ولا منه مقدم وان الامة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب اي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها كما ضبطت عنه نفس القراءات وذات التلاوة وانه يمكن ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره وان يكون قد وكل ذلك الى الامة بعده ولم يتول ذلك بنفسه‏.

    وقال البغوي في شرح السنة‏:‏ الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القران الذي انزله الله على رسوله من غير ان زادوا اوانقصوا منه شيئاً خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ا قدموا شيئاً واخروا اووضعوا له ترتيباً لم ياخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن اصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القران على الترتيب الذي هو الان في مصاحفنا بتوقيف جبريل اياه على ذلك واعلامه عند نزول كل اية ان هذه الاية تكتب عقب اية كذا في سورة كذا فثبت ان سعى الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فان القران مكتوب في اللوح المحفوظ في اللوح على هذا الترتيب انزله الله جملة الى السماء الدنيا ثم كان ينزله مفرقاً عند الحاجة‏.



    ‏.

    شبهة الداجن ، قد اشبعها الإخوة طرحاً حتى بانت لكل ذي ناظرين باصرتين ، ومن يعمي الله فلن تجدي معه الكلمات ولا النقولات.

    وخلاصة كلام الجعافرة الجدد أنهم ، وبتواطئ مع لغويي المستشرقين يشككون في النص القرآني ولكن هيهات هيهات ... حكم الله في كتابه فقال:

    " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافضون"

    لذى فعودوا يا مشككين أدراجكم فقد كفيتهم ، وفيهم يقول الأول :

    دع المكارم لا ترحل لبغيتها ******واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي!!

    أعتقد أن وفيت بما ذكرت ونحن لا نشكك ولا نؤمن لابزيادة ولا نقصان وقد أقسمت على ذلك وأعود وأكرر القول الله أعلم بنا منكم
    تحياتي


    وللحديث الجعفري بقية .

    6.


  4. #44
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل : بشير الشعيبي
    نعم معك حق وأشكرك من كل قلبي على وجهة نظرك السامية
    تحياتي لك


  5. #45
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ وليد الرؤوساء : هل بعد أن أقسمت بالله العظيم أنه ليس هناك مسلما جعفريا واحدا يقول بتحريف القرآن ولا حتى أنه قول بشر فلماذا لاتصدق إن ماتستشهد به ليس حقيقيا وقد بين عدم صحة إحدى روايتكم فلماذا كل هذا التعنت
    هداك الله يا أخي
    تحياتي


  6. #46
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الدكتور عبد الرزاق محمد جعفر
    هذا والله هو الكلام المفيد وقد أصبت لب الحقيقة
    كل الشكر والتقدير لك على مداخلتك الرائعة
    تحياتي


  7. #47
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ : عزيز العرباوي
    نعم لقد تابعت سلسلة مقالاتك التي تدعوبها إلى التقريب بين المذاهب وناقشت البعض منها
    وأعرف جيدا أنك مقتنع أن هناك افتراءات كثيرة ليس هدفها إلا اشعال الفتن الطائفية
    أشكرك أخي الكريم ولك تحياتي


  8. #48
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    441
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    العقيدة هي ما يعتقده الإنسان

    وهي أهم شيء في الدين

    وهي كالأعمدة للبيت, فإن كانت العقيدة فاسدةً انهارت الأعمدة وانهار البيت على من فيه.

    أما الأمور الفقهية, كوضع اليد اليمنى على اليسرى أو إسبال اليدين في الصلاة مثلاً, فهي تفاصيل تخضع للنص ومن ثم الاجتهاد.




    نقول للأخت الكريم مريم: (نحن نتناقش في العقيدة), فتقول: (دعونا من العقيدة, فلا خلاف بيننا في العقيدة, بل هو خلاف في الأمور الفقهية كتأخير الإفطار في رمضان مثلاً).

    نقول للأخت الكريم مريم: (نحن نتكلم عن أعمدة الدين), فتقول: (مالنا وللأعمدة, فلنتحدث عن السقف).



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
    وقد ذكرت ذلك أن الخليفة عثمان رضي الله عنه جمع قرآنا والخليفة علي عليه السلام جمع قرآنا وقد قال علي عليه السلام أني جمعت القرآن كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي ترتيب آياته كما نزلت
    واعتمد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه ويقال أن قرآن علي سيظهر مع المهدي عليه السلام والله أعلم وبهذا



    قال تعالى: {الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} يوسف51.



    أظهرت لنا الأخت مريم عقيدتها في القرآن الكريم.

    قالت أن سيدنا عثمان رضي الله عنه جمع قرآناً وأن سيدنا علياً رضي الله عنه جمع قرآناً, أي أن هناك قرآنين.


    لماذا اعتمد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرآن الذي جمعه سيدنا عثمان رضي الله عنه؟

    لماذا لم يعتمد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرآن الذي جمعه بنفسه, والذي تقولين أنه جمعه على ترتيب آياته كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    لماذا أخفى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه القرآن الذي جمعه, ولماذا سيتأخر ظهوره إلى وقت ظهور المهدي؟



    أليس هذا خيانة للأمانة؟

    أليس هذا خيانة للأمة؟




    قُلتِ: (ويقال أن قرآن علي سيظهر مع المهدي عليه السلام).

    فمن يقول هذا؟ إن ذكركِ لهذا القول يعني أنكِ تُصديقينه.



    الأمة الآن أمام مشكلة هائلة, فيجب علينا أن نؤمن بقرآنين, قرأنٍ موجودٍ بين أيدينا, وآخر سيظهر عند ظهور المهدي.



    قالت الأخت الكريمة مريم عدة مرات أننا لا نعلم شيئاُ عن عقيدة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية (الرافضة), لكننا نعلم باعتقادكم هذا من عدة مصادر, فليس غريباً علينا أن نسمع مثل هذا الكلام.


    لا بد لنا أن نوضح للأخت الكريمة مريم أن المصحف الذي بين أيدينا جمعه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حروب الردة, أي بعد 6 أشهر تقريباً من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ممن شارك في جمعه.

    ولما تولى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة, أمر بنسخ المصحف الذي جمعه سيدنا أبو بكر الصديق 7 نسخ, وأرسله إلى الأمصار.

    ما لا تعلمه أُختنا مريم - للأسف الشديد - أن القرآن الكريم الذي نزل على سبعة أحرف بلهجات العرب محفوظ في الصدور قبل السطور, يحفظه حفاظ أهل السنة والجماعة مشافهة (أي يسمعه الشخص عن شخصٍ آخر ثم يحفظه على يديه ويُجيزه في ذلك). حفاظ القرآن المجازون يحفظون القرآن الكريم بكل القراءات أو بعضها أوبإحدها (وهن 14 قراءة بين صُغرى وكُبرى) بالتواتر وبالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فمنهم (في زماننا هذا) من يكون بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم (20) حافظاً ومنهم (24) حافظاً, ومنهم أكثر من ذلك, ويحرص أكثر الحفاظ على الحصول على أكثر من إجازة. ولا يوجد خلاف بين حفاظ القرآن من أهل السنة والجماعة من أقصى الغرب الغربي إلى أقاصي أندونيسا على حرفٍ واحد من القرآن الكريم الذي بين أيدينا, بل هم متفقون عليه كله, ولذلك واجه المستعمرون مشكلة كبيرة عندما أرادوا طباعة قرآن محرف, لأنهم اصطدموا بمشكلة وجود أعداد كبيرة من حفاظ القرآن الكريم لا يأخذون القرآن إلا مشافهة عن شيخٍ حافظ لديه إجازة.


    وما لا تعلمه أختنا الكريمة مريم - للأسف الشديد - أن جزءاً كبيراً من الحديث النبوي الشريف ما يزال محفوظاً مشافهة في صدور حفاظ حديث أهل السنة والجماعة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (رجلٌ عن رجلٍ عن رجلٍ عن رجلٍ ............ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم), وأن أهم حُفاظ الحديث المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمننا هذا موجود في الهند.




    هذه هي النعمة التي أنعمها الله على هذه الأمة.

    وليست هذه الميزة لأحدٍ من الأمم, أو لأحدٍ من الملل.


    وهذا مصداق قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر9.

    [align=center]وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

    أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار .. وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث .. وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص .


    ناقش الأفكار, لا الأشخاص. [/align]



    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #49
    كاتب ومترجم الصورة الرمزية حازم ناظم فاضل
    تاريخ التسجيل
    03/06/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    152
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الاخت الفاضلة مريم
    لقد وجه الى بديع الزمان سعيد النورسي اسئلة عديدة فيما يخص النزاع بين الصحابة الكرام وعدم استقرار الخلافة في آل البيت الكرام وتأخر خلافة الامام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه ، ومن هذه الاسئلة ادرج هنا قسماً منها عسى الله ان ييسر في قابل الايام نشر القسم الآخر .
    لكم مني ألف تحية وسلام .

    (1) إن علياً ( رضي الله عنه ) كان أحرى بالخلافة وأولى بها، فهو ذو قرابة مع النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، وذو شجاعة نادرة خارقة، وذو علم غزير.. فلماذا لم يُقدَّموه في الخلافة؟ ولماذا اضطربت أحوال المسلمين في عهده؟.

    [B]الجواب:[/B] لقد قال قطب عظيم من آل البيت: كان الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قد تمنّى أن يكون عليّ هو الخليفة، ولكن أُعلِم من الغيب أن إرادة الله غير هذا، فتخلى عن رغبته تبعاً لما يريده الله سبحانه وتعالى.
    وفيما يأتي حكمةٌ واحدة مما تنطوي عليه إرادة الله تعالى في هذا الأمر:
    كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أحوج إلى الإتفاق والإتحاد بعدما ارتحل النبي (صلى الله عليه وسلم ) إلى الرفيق الأعلى، فلو كان عليّ ( رضي الله عنه ) قد تولّى الخلافة، لكان هناك احتمال قوي أن تثير أطواره المتسمة بعدم مسايرة الآخرين واستقلالية آرائه مع زهده الشديد وبسالته النادرة واستغنائه عن الناس فضلاً عن شجاعته الفائقة، فتحرِّك - هذه المزايا - عرق المنافسة لدى كثير من الأشخاص والقبائل، فتنجم الفرقة بين صفوف المسلمين، مثلما حدث في عهد خلافته من حوادث وفتن.
    أما سبب تأخر خلافة عليّ ( رضي الله عنه ) فإن أحد أسبابه هو ما يأتي:
    لقد هبّت أعاصير الفتن في أوساط أمة الإسلام التي تضم أقواماً متباينة في الفكر والتي يحمل كلٌّ منها بذور الفرقة إلى ثلاث وسبعين فرقة - مثلما أخبر بذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم )- فكان ينبغي وجود شخصية قوية فذة، مهيبة الجانب، ذات شجاعة فائقة وفراسة نافذة ونسب عريق أصيل من أهل البيت ومن بني هاشم، كي يَثْبُت أمام هذه الفتن. فمثل هذه الشخصية الفذة، كانت تتمثل في علّي ( رضي الله عنه )، فثبت فعلاً أمام تلك الأعاصير الهوجاء.. ولقد أخبره الرسول (صلى الله عليه وسلم )بذلك أنه سيحارب في سبيل تأويل القرآن كما حارب هو (صلى الله عليه وسلم ) في سبيل نـزوله . ثم إنه لولا علي ( رضي الله عنه ) لربما كانت سلطنة الدنيا تعصف بالأمويين وتفتنهم كلياً، وتزلّهم عن الصراط السوى، ولكن لأنهم كانوا يرون إزاءهم علياً وآل البيت، فقد حاولوا أن يبلغوا شأوهم ويوازوهم في مكانتهم لئلا يفقدوا منـزلتهم في نظر الأمة، فاضطر أغلبُ رؤساء الدولة الأموية إلى حضّ اتباعهم على القيام بحفظ حقائق الإيمان ونشرها وصيانة أحكام القرآن والإسلام رغم أنهم لم يفعلوا شيئاً بأنفسهم، لذا نشأت في ظِل دولتهم مئات الألوف من العلماء المحققين المجتهدين وأئمة الحديث والأولياء الصالحين والأصفياء والعاملين، فلولا كمالات يتصف بها آل البيت وصلاحهم وولايتهم لله لزلّ الأمويون وابتعدوا كلياً عن طريق الصواب، كما آل إليه أمرهم في أواخر أيامهم، وكما حدث في أواخر أيام العباسيين.


    (2)لماذا لم تستقر الخلافة في آل البيت، علماً أَنهم كانوا أَحق بها؟
    الجواب: إن سلطنة الدنيا خدّاعة، بينما أهل البيت مكلفون بالحفاظ على حقائق الإسلام وأحكام القرآن. وينبغي لمن يتسلم زمام الخلافة إلاّ تغره الدنيا، كأن يكون معصوماً كالنبي، أو يكون عظيم التقوى عظيم الزهد كالخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز والمهدي العباسي لئلا يغتر. فسلطنة الدنيا لا تصلح لآل البيت، إذ تنسيهم وظيفَتهم الأساس؛ وهي المحافظة على الدين وخدمة الإسلام. وخلافة الدولة الفاطمية التي قامت باسم آل البيت في مصر، وحكومة الموحدين في أفريقيا، والدولة الصفوية في إيران، كل منها غدت حُجة على ان سلطنة الدنيا لا تصلح لآل البيت. بينما نراهم متى ما تركوا السلطنة، فقد سعوا سعياً حثيثاً وبذلوا جهداً منقطع النظير في خدمة الإسلام ورفع راية القرآن.
    فان شئت فتأمل في الأقطاب الذين أتوا من سلالة الحسن (رضي الله عنه)، ولاسيما الأقطاب الأربعة، وبخاصة الشيخ الكيلاني. وان شئت فتأمل في الأئمة الذين جاءوا من سلالة الحسين (رضي الله عنه)، ولاسيما زين العابدين وجعفر الصادق وأمثالهم.. فكلٌ من هؤلاء قد أصبح بمثابة مهدي معنوي، بدّدوا الظلم والظلمات المعنوية بنشرهم أنوار القرآن وحقائق الإيمان، واثبتوا حقاً أنهم وارثو جدهم الأمجد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    (3)ما حكمة تلك الفتنة الدموية الرهيبة التي أصابت الأمة الإسلامية في عصر الراشدين وخير القرون، حيث لا يليق بأولئك الأبرار القهر ونـزول المصائب وأين يكمن وجه الرحمة الإلهية فيها؟
    الجواب: كما أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف في الربيع تثير كوامن قابليات كل طائفة من طوائف النباتات وتكشفها فتنثر البذور وتطلق النوى، فتتفتح أزهارها الخاصة بها، ويتسلم كلٌّ منها مهمته الفطرية، كذلك الفتنة التي أبتلي بها الصحابةُ الكرام والتابعون رضوان الله عليهم أجمعين، أثارت بذور مواهبهم المختلفة، وحفّزت نُوى قابلياتهم المتنوعة، فأنذَرتْ كلَّ طائفةٍ منهم وأَخافتهم من أن الخطر مُحدقٌ بالإسلام، وان النار ستنشب في صفوف المسلمين؛ مما جعل كلَّ طائفة تهرع إلى حفظ الدين والذود عن حياض الإيمان، فأخذ كلٌ منهم على عهدته مهمةً من مهمات حفظ الإيمان وجمع شمل الإسلام، كلٌ حسب قابليته، فانطلق بكل جدٍ وإخلاص في هذا السبيل. فمنهم من قام بحفظ الحديث النبوي الشريف، ومنهم من قام بحفظ فقه الشريعة الغراء، ومنهم من قام بحفظ العقائد والحقائق الإيمانية، ومنهم من قام بحفظ القرآن الكريم.. وهكذا انضوت كلُّ طائفة تحت مهمةٍ وواجب من الواجبات التي يفرضها حفظ الإيمان وصيانة الإسلام، وسَعَتْ في سبيل أداء مهمتها سعياً حثيثاً، فتفتحت من البذور التي نشرتها تلك الأعاصير الهوجاء العنيفة في الأرجاء، زهورٌ بهيجة بألوان زاهية شتى في عالم الإسلام، حتى غدا العالم الإسلامي رياضاً يانعة بالورود والرياحين. إلاّ أنه - للأسف - ظهرت بين تلك الرياض البديعة أشواكُ أهل البدع أيضاً. وكأن يد القدرة الإلهية قد خضَّتْ ذلك العصر بجلال وهيبة، وإدارته بشدة وعنف، فأَثارت الهِمم وألهَبتْ المشاعر لدى أهل الهمة والغيرة، فبعثت تلك الحركة المنطلقة عن المركز؛ كثيراً من أئمة المجتهدين والمحدّثين والحفاظ والأصفياء والأقطاب الأولياء إلى أنحاء العالم الإسلامي وأَلجأَتهم إلى الهجرة. وهيّجت المسلمين شرقاً وغرباً وفتحت بصيرتهم ليغنموا من كنوز القرآن وخزائنه .


  10. #50
    عـضــو الصورة الرمزية عباس النوري
    تاريخ التسجيل
    24/10/2006
    العمر
    69
    المشاركات
    136
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أفكار بالية إيرانية تدعم الإرهاب

    المتمسك بالدين وأي كان قديم أم حديث من الصعب أن يغير وجهت إيمانه لسببٍ أو آخر. إلا البعض الذين يعدون في صف خلاف القاعدة القانونية أو يسمى (بالنشاز). والنشاز لا يمكن أن يعمم إلا حالة فريدة في التاريخ وهذا ما حدث في الدولة الصفوية. والقصة باختصار أن الملك كان في حالة عصبية فطلق زوجته ثم ندم، ولم يجد طريقة شرعية لإعادتها كزوجة. لكون أن أكثر الإيرانيين ينتهجون المذهب السني. وقد حاول بعد سؤاله بحيلة شرعية لكي تبقى زوجته زوجة شرعية وكان لديه أحد المقربين قد طلب منه الأمانة على حياته لكي يعلمه ماذا يفعل فأعطاه الأمان. فقال له الرجل أن المذهب الوحيد الذي يسمح لك بأن تبقيها زوجةً لك هو المذهب الشيعي…فقبل بذلك وبعدها جمع العلماء في صفٍ واحد وطلبَ منهم أن يغيروا مذهبهم من المذاهب السنية للمذهب الشيعي وإلا من يعترض يقتل. فلم يمر فترة طويلة حتى حول إيران لدولة شيعية وبدأ الصراع بينها وبين الدولة العثمانية مما ترك أثراً كبيراً على مكونات الشعب العراقي لتداول احتلالهما للعراق وما عاناه الشعب العراقي من قتل وظلم ومأساة وأثار تلك الحروب ما زالت متأصلة في تكوين الشخصية العراقية…وما تتواجد من رواسب الأحقاد التي تطفو بين حين وحين ويستغلها أعداء العراق أثر في كثير مما يجري في العراق.

    وهنا لا أقصد الأعداد الكبيرة من المثقفين الذين ينتمون لديانات مختلفة ومذاهب متنوعة لكنهم يلتقون دون أن يهزهم الخلافات التاريخية أو العقائدية. وأن أكثر الشعوب المتقاتلة بين طوائفها حين لقائهم وجمعهم بسبب الهجرة والتهجير تراهم متحابين في الدولة المستضيفة والسبب أن الجميع يخضعون لقانون واحد ولمنهج نظام يحمي حقوق الجميع.

    ولا أريد أن أقلل من شأن الأحداث التاريخية القديمة والحوادث في زمن الخلفاء أو الفترة التي تلتها، وخصوصاً الحكم الأموي والعباسي وما أدى لتقل أولاد الرسول والمحبين والمناصرين لآل بيت الرسول محمد صل الله عليه وآله وسلم وأصحابه الميامين. ومن الطبيعي أن التاريخ حافل بالثورات المتعددة لأخذ ثارات الأمام الحسين عليه السلام من السلطة آنذاك. والسؤال هل نستمر في طلب الثارات وتجديد الجراح والمساهم في الكوارث لأن لدينا معتقد وحث على الكره والحقد والقتل.

    ليس هناك صراع بين مذهبين مختلفين فحسب، بل الصراع بين المذهب الواحد لخلافات فقهية تحول لتكفير طرف. وكذلك الصراع داخل المذهب الشيعي الواحد، فالطرف الموالي للأسلوب الشيعي الإيراني مخالف للطرف الذي يرى أن أسلوب شيعة العراق هو الأفضل. لكن ليس هذا الذي أود الحديث عنه…فحديثي له علاقة بسبب الإرهاب وأسباب الإرهاب بالخصوص ما يحدث من قتل بين الأطراف التكفيرية فهم متعددي الجوانب والجنسيات وليس له ارتباط لدولة معينة أو مذهب معين. وكما أنه معروف لدى العامة والخاصة بأن أصعب هذه الأطراف هم المعتقدين بالوهابية المتطرفة ولا أقصد بالسلفيين المعتدلين…المعتدلة متواجدين في كل دين ومذهب مثلما للمتعصبين تواجد…ويتعدى الدين والمذهب فالتعصب في الأيديولوجيات الفكرية السياسية وكثير من القوميات. ولهذا الموضوع نقاش ومحاور كثيرة.
    الضغط الكبير أن التكفيريين فقط من الطرف السني، والحديث عن التكفيريين من الطرف الشيعي قليل لأسباب كثيرة…وإن حاول بعض الأطراف بيان ذلك لكنهم أسكتوا أو وضعوا في صف الأعداء.

    التكفيريين من الطرف السني لماذا يكفرون الشيعة…هل هناك أسباب يعتمدون عليها أم غضبهم وحث مناصريهم لقتل الشيعة نابع من فهم خاطئ للمذهب الشيعي أم أنهم وجدوا ما يدل على ذلك في بعض كتب الشيعة. كثير مما يعرضوه كأسباب يجوز لهم قتل الشيعة لم تكن مقنعة أبداً وفي واقع الأمر ليس هناك أي سبب مهما كبر أن يعطي حق قتل الآخر لأنه يتبنى مذهب مخالف أو يدين بدين آخر غير الدين الإسلامي. ولا أعرف من له الحق أن يكون وصي على البشرية ليجبرهم على تبني دين أو مذهب معين…فلجميع الأطراف علماء ومجتهدين وأناس وصلوا لدرجة قناعة معينة يجعلهم المضي فيما هم عليه من إيمان أو كفر.

    كما أن بعض المغالين في الطرف السني فهناك مغالين في الطرف الشيعي. وهذا الطرف يجر الآخر ليرتكب جرائم باسم الدين والمذهب. وهذه الحالة ليست بجديدة ولم يكن المجتمع الإسلامي منفرد بها دون بقية المجتمعات. فلقد تقاتل المسيحيون فيما بينهم والمجازر كثيرة يذكرها التاريخ…وحتى أن تاريخنا المعاصر يوضح هذا الأمر خصوصاً في بريطانيا مع أنها تعتبر من الدول المتحضرة والمتطورة منذ قرون.

    السؤال الذي يحيرني – من له الحق أو أي طرف قد حصل على تخويل رباني بأن يجازي الآخرين بسبب عقيدتهم مع أن الدين الإسلامي آخر الأديان السماوية وأحدثها لم يشر في مكانة معينة أن التغيير والدعوة يجب أن يمارس من قبل الناس بالقوة والقتل. العالم الإسلامي يعيش أكثره تحت ضل القوانين الوضعية والقوانين المزدوجة المتناسقة مع الشرع الإسلامي، وحتى الدول التي تبين أن تشريعها مستمد من الشرع الإسلامي فوضع الحق في إقرار الجزاء بيد السلطة المنتخبة أو السلطة المالكة أو الدكتاتورية أو المتنوعة…فلم يعطي الحق لأي رجل دين أن يكون حاكماً وقاضياً يحكم بالشرع الإسلامي. وليس هناك أي أحكام جزاء ضد أي اعتقاد مذهبي معين حتى في أكثر الدول تعصباً مثل السعودية وإيران أن نجد قانوناً يحارب الانتماء الديني أو الاعتقاد المذهبي. إذن أين الخلل؟ فأنا أحاول تحريض الكتاب بجميع اتجاهاتهم المتعصبة والمتنورة أن يبدئوا بالبحث حول تشخيص الحالة وإيجاد الخلل من أجل التحاور للتوصل إلى عدد من الحلول، لكي يبدأ الضغط على أصحاب القرار للتخلص من الرواسب والسموم القاتلة للفكر الإنساني.

    أن من واجب دولة القانون النظر في الكتب التي تأجج الفرقة وتحث الأطراف للخلاف ليأخذ حد التكفير والقتال. أن أي تعامل بأي أمر يقضي للعقاب خارج قانون الدولة يجب أن يعد من الجرائم مهما كان بسيطاً، وذلك لقطع الطريق أما تدهور الحالة وتسربها للآخرين. أن إعادة النظر في جميع الكتب الموجودة ومحاولة تصحيحها على أساس نبذ كل أنواع التكفير أو الحث على التكفير وثقافة القتل. ومثل هذا الأمر بحاجة لقانون يحد من انتشار هذه الأفكار الإجرامية.
    نسمع بالمؤتمر الإسلامي العالمي، ونسمع بلجان التقارب بين المذاهب لكن الأفكار السامة منتشرة ومؤثرة دون الحد منها. ولا أتصور أن وضع قانون يحد من حق الطبع والرأي وما إلى ذلك من حقوق الإنسان في التعبير عن رأيه. لأن مفهوم الحقوق تتوقف عند حقوق الآخرين، وأن أي تطفل أو تجاوز على اعتقاد الآخرين يعد تجاوز على حقوقهم وبالتالي منافي لضوابط حقوق الإنسان.

    والأمر الثاني أن بعض الإيرانيين يحملون ضغائن وأحقاد قديمة جداً لم تنقح وترجع تاريخها لما بعد تحويل الإيرانيين من عبدة الشمس والنار لمسلمين في عهد الخليفة الثاني عمر أبن الخطاب (رض). وهذا الحقد ترجمه البعض في كتب تتداول بين الشيعة وتنتشر الأفكار لتأخذ منحى عدائي بين المذهبين.

    أنني أخاطب المعتدلين من المذهبين في العراق بأن يشرعوا بعملية تشكيل لجان التحقيق والتنقيح للكتب من الجانبين ورفع كل ما يشير للعداء والكراهية. فالكتب ليست كالقرآن المجيد لا يأتيه الباطل أبداً، بل هي من صنع البشر الخطاء من دون إدراك أو من قبل الذين يبثون السموم لقتل الشعوب. أنا متأكد من صعوبة الأمر لما يحتاج من وقت طويل وجهود كبيرة، وقبل كل ذلك يحتاج لقرار شجاع وتقبل الأطراف. وما سيقابله من تحدي كبير. لكنني أتصور بأن القيادات السياسية التي تعمل من أجل دولة حديثة لديها من الإمكانيات والقدرات والقرارات المؤثرة.
    هذا إذا كنا نريد بناء دولة حديثة والتغيير يأتي من الجذور وليس التغيرات السطحية غير الثابتة التي سرعان ما تتغير حكومة تذهب جهودها عبر الرياح.

    الدول التي تقدمت وتطورت وضعت جانباً جميع المعتقدات وتمسكت بالعهد المجتمعي وجعلت القانون فوق كل شيء مع أن شعوبها احتفظت بالقديم أرث حضاري ليس من أجل التمسك به للتشهير أو إجبار الآخرين لإتباعه، بل من أجل الانتباه لمخاطره وتجنب أخطائه.
    المخلص
    عباس النوري
    20080406

    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين

  11. #51
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ شيزر علوان
    نعم أإظهرت عقيدتي بالقرآن الكريم وقلت بوضوح أن قرآن المسلمين الجعفرية هو نفس قرآن المسلمين السنة لا تحريف فيه ولا زيادة ولا نقصان
    أما ماحدث بالنسبة لاعتماد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه وعدم قبول قرآن علي بن أبي طالب عليه السلام فهذه سياسة الدولة الأموية
    وفي كل الأمور يا أخي نقول الله أعلم لأن كل الأحداث التريخية ينفيها البعض ويؤيدها البعض وطالما هناك اختلاف بها فالله أعلم بها منا جميعا
    من ناحية أننا نؤخر الافطار
    فنحن نعتمد الآية القرآنية
    ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ، ثم أتمّوا الصيام الى الليل )
    والليل في تفسير المسلمين الجعفرية هو في تعيين المغرب بأنّه يصدق عند ذهاب وزوال الحمرة المشرقيّة عن قمّة رأس الإنسان نحو الأفق .
    وتوضيحه أنّ كلمة «الليل» لا تعطي معنى مجرّد سقوط قرص الشمس في الأفق الغربي ـ كما عليه أهل السنة ـ وهذا واضح لمن راجع كتب اللغة في هذا المجال , فانّ كلمة «الليل» تحتوي في مفادها على الظلمة والسواد وهذا لا يجتمع مع فتوى العامّة
    ولا بأس أن نشير هنا بأنّ الفخر الرازي قد ذكر في تفسير الآية وجود رأي أو آراء من أهل السنة كانت ترى مصداق «الليل» موافقاً لما تتبنّاه الشيعة في المقام (التفسير الكبير 5/275)
    نعم كتاب الله عز وجل لايمسه إلا المطهرون وهنا كلمة المنس لا تعني اللمس تعني الفهم والتفسير الصحيح لكلمات الله عز وجل
    ونحن نؤمن أن الأئمة من آل بيت رسول الله عليهم السلام مطهرون كما قال الله عز وجل عنهم ( ويطهركم تطهيرا )
    أما ما يتعارض وع كتاب الله عز وجل وأحاديثه فهو مجرد تأويل
    وآية الله عزوجل( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) نعم لقد حفظه الله في عقول ونفوس أهل العلم وهم أولياء الله الصالحين وأئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين وهذا ما اتفق عليه العلماء وأولهم الشافعي رضي الله عنه الذي قال فيهم الكثير من الأشعار والأقوال التي تصفهم بأنهم ذوي علم غزير وفضل كبير
    تحياتي لك


  12. #52
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ حازم فاضل
    أشكرك على مداخلتك
    لقد اختلفت الأراء في خلافة علي عليه السلام وأنه أولى بها من غيره

    وقريش التي حاربترسول الله وتساءلت في البداية لماذا الرسول في بني هاشم وأصرت على عدائها له إلى يوم فتح مكة
    صراحة لم يعجبها أن تكون الرسالة والخلافة ببني هاشم
    بينما حديث الغدير الذي قال فيه الرسول أن الخليفة من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام والذي هنأ به أبو بكر وعمر رضي الله عنهما علي قائلين: بخ بخ لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولى كل مسلم ومسلمة

    وقد صرح بتواتر حديث الغدير جماعة من علماء السنة كما اعترف باجماع اهل السنة بصحة ونذكر جزء من هذه الأحاديث : وهي :
    1- أبو الفضل شهاب الدين محمود الالوسي البغدادي ، عن ابن عباس . قال : نزلت الايه ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل من ربك .....) في علي بن ابي طالب (ع) حيث امر الله سبحانه ان يخبر الناس بولايته ......إلى أخر الحديث فقال الرسول ( ص) من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه ) / روح المعاني : 4 / 282 / طبعة دار الفكر / بيروت.
    2- أبو الحسن علي بن احمد الو احدي النيسابوري عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الايه ( 67 / من سورة المائدة ) يوم الغدير خم في علي بن أبي طالب ( ع) / أسباب النزول : 115 / طبعة المكتبة الثقافية / بيروت .
    3- ونقل الحاكم في الجزء الثالث من المستدرك هذه الرواية وهي .......حيث قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ) المستدرك للحكيم : ج3 ص 109 .
    4- في صحيح مسلم ج 2 ص 362 طبعة مصر عيسى الحلبي وهذه الروية هي ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) .
    5- الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي / قال : لما شاع قوله (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه في سائر الأمصار وطار في جميع الأقطار ....) في السيرة الحلبيه /3/302 ...
    .........وهناك الكثير من الروايات والأحاديث ولكن اكتفي بهذا القدر ..وفقط اذكر بعض المصادر وهي
    1- مسند احمد بن حنبل : 4/ص 281 ، 368 طبعة بيروت .
    2- القسلاني / شرح المواهب أللدنية /7/13/الطبعة الأزهر / القاهرة .
    3- المتصور بالله : هداية العقول إلى غاية السؤول في علم الاصول : 2/ 45 طبعة صنعاء / اليمن .
    4- الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة /64/طبعة القاهرة .....وهناك الكثيرون منهم ...
    حتى أن البعض روى أن الصحابي أنس بن مالك اعترف بخلافة علي بن أبي طالب وهو على فراش الموت
    ******
    ومع ذلك عندما طلبت قريش أن يكون أمرهم شورى بينهم واختاروا أبو بكر الصديق رضي الله عنه
    لم يعترض الامام علي عليه السلام
    وعندما اختار أبو بكر الصديق رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا لم يعترض الامام علي عليه السلام
    والخليفة عمر بن الخطاب اختار ستة ليختاروا خليفة من بيينهم
    أيضا لم يعترض علي بن أبي طالب عليه السلام
    كل الشكر والتقدير لك
    تحياتي




    تحياتي لك


  13. #53
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الاستاذ : عباس النوري
    كل الشكرعلى مداخلتك التي تطالب بها بالعتدال بين الطرفين وايجاد الحلول للتوافق في العراق الحبيب بين السنة والشيعة
    لكن أحب أن أقول أنه يجب أن لا نتهم الآخرين بأنهم حاقدين إلا من خلال أفعالهم وإيران دولة متمسكة بالاسلام فعلا
    وبمحاربة الصهيونية والامريكان علنا وفعلا وبدعم المقاومات الاسلامية في لبنان وفلسطين
    وتسعى للتطور ولتكون أقوى دولة ممانعة للامبريالية
    فلنرحب بها ونشكرها على مواقفة المشرفة أكثر من كثير من الدول العربية والاسلامية
    كل الشكر والتقدير لك
    تحياتي


  14. #54
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أتحفتنا الأخت مريم العلي بما قاله المرجع الشيعي فضل الله في الصحابة وهنا نؤكد على أن الخلاف بينهم مختلق كالإمامة والنص والبداء والغيبة والرجعة والطينة وغيرها من المعتقدات التي تشيب الؤوس من هولها جميعها من صنائع الزنادقة والتي يعتبرها الشيعة الإمامية أصلاً من أصولهم ويغرر هؤلاء الزنادقة الذين يبغون في الأمة الفرقة والخلاف ، بأولئك الأتباع الذين تعطلت ملكة التفكير عندهم بعدما شحنت نفوسهم بما يسمى "محن آل البيت" و"خدرت" عقولهم بما يقال لهم من ثواب كبير ينتظرهم بمجرد حب آل البيت، غرر هؤلاء الزنادقة بأولئك الأتباع وقد اعترفت كتب الشيعة بكثرة الكذب على أهل البيت، حتى قال جعفر الصادق- كما تروي كتب الشيعة -: ".. إن الناس أولعوا بالكذب علينا.." بحار الأنوار: 2/246. وكانت مصيبة جعفر أن "اكتنفه - كما تقول كتب الشيعة - قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم.." انظر: رجال الكشي: ص 208-209، بحار الأنوار: 25/302-303 ولذلك قال بعض أهل العلم: "لم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته" منهاج السنة: 4/143. صدق فيهم قول إمامهم - كما تعترف بذلك كتبهم -: "لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا" رجال الكشي: ص 307

    ولا ننسى أن نسجل وقوفنا مع المرجع ونشد على يديه وندعوه لمواصلة جهوده لإعادة الشيعة الإمامية للصف الإسلامي ونستهجن الحملة التي تقودها الحوزات العلمية المتطرفة والتطاول عليه بسبب هذه الفتوى فالعلاقة الحميمة بين آل البيت وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بادية للعيان ، واضحة الأثر عند كل منصف ، وقد استفاضت الآثار عنهم بهذا الأمر ؛ سواء عند أهل السنة أو الشيعة ، ولقد جاء في كتب الشيعة: "عن ابن حازم قال: قلت لأبي عبد الله.. فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد صلى الله عليه وسلم أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا" أصول الكافي: 1/65، بحار الأنوار: 2/228.
    والصحابة ليسوا بحاجة لمثل هذا بعد ثناء الله ورسوله، ولكن نستشهد بذلك لبيان أنهم أعرضوا حتى عما جاء عن أئمتهم في كتبهم، الموافق لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، واتبعوا روايات الكذابين عن الأئمة، والتي اعترفت بكذبهم كتب الشيعة نفسها على رأس هؤلاء الرجال الذين تميزوا بكثرة الرواية عندهم جابر الجعفي، قال الحر العاملي: "روى سبعين ألف حديث عن الباقر - عليه السلام - وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روي بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر" وسائل الشيعة: 20/151. .
    إذاً فجابر يأخذ المرتبة الأولى في الرواية من ناحية العدد، وإذا لحظنا أن مجموع أحاديث كتبهم الأربعة لم تبلغ سوى (44244) أعيان الشيعة: 1/280. ، أدركنا ضخامة ما رواه جابر الجعفي، وأن رواياته تأخذ النصيب الأكبر في المدونات الشيعية، فهو أحد أركان دينهم.
    ولكن جاء في رجال الكشي - أصل كتب الرجال عندهم - عن زرارة بن أعين قال: "سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن أحاديث جابر؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل عليّ قط" رجال الكشي: ص 191 . فالإمام الصادق هنا يكذب مما يزعمه جابر من روايته عنه وعن أبيه.. فكيف إذاً يروي هذا العدد الضخم من الأحاديث عمن لم يلتق به، أو لم يلتق به إلا مرة واحدة مع أنه صرح بالسماع والتحديث؟!

    ومثل جابر الجعفي، زرارة بن أعين واعتبروه أحد الرجال الستة - من أصحاب أبي جعفر، وأبي عبد الله - الذين أجعمعت العصابة على تصديقهم انظر: معجم رجال الحديث: 7/219 ، وله روايات كثيرة في كتب الشيعة وثقه شيوخهم كالطوسي الفهرست: ص104، رجال الطوسي: ص 201، 350. ، والنجاشي رجال النجاشي: ص 132، 133 ، وابن المطهر رجال الحلي: ص 76 ، وغيرهم
    ذكر الخوئي مجموع رواياته في كتبهم الأربعة فقال: "وقع بعنوان زرارة في إسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربعة وتسعين مورداً، فقد روى عن أبي جعفر - عليه السلام -، ورواياته عنه تبلغ ألفاً ومائتين وستة وثلاثين مورداً، وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله - عليهما لسلام.." الخوئي/ معجم رجال الحديث: 7/247 .
    ومع هذا قال أبو عبد الله : "ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع عليه لعنة الله" رجال الكشي: ص 149. وقال: ".. زرارة شر من اليهود والنصارى، ومن قال: إنّ مع الله ثالث ثلاثة" وقال: "إن الله نكس قلب زرارة.." رجال الكشي: ص 160، وذكر روايات أخرى في ذمه ، ونقل الكشي أن أبا عبد الله لعنه ثلاثاً رجال الكشي:: ص 149-150. فهذا هو زرارة كما تصفه كتب الشيعة نفسها، ومع ذلك يقول كبير شيوخهم في هذا العصر صاحب كتاب المراجعات بأنه قد استفرغ الوسع والطاقة في البحث فلم يجد شيئاً في ذمه، فهل يخفى عليه ذلك أم أن في التقية متسعاً لأن يقول ما يشاء ولا أحد ينكر عليه؟!
    وكيف يذهب شيوخ الشيعة إلى توثيق زرارة مع هذا التجريح، وهذا التكفير واللعن الذي صدر عن "المعصوم" في اعتقادهم.. والذي يتفق في روايته الكشي، وشيخ الطائفة الطوسي .

    إلا أن الشيعة الـــغــــلاة – هداهم الله – لم يعجبهم هذه العلاقة الحميمة بين الفئتين ، فراحوا يفترون الأكاذيب والأباطيل التي تصور تلك العلاقة بغير صورتها الحقيقية حتى أن الممقاني - أكبر شيوخهم في علم الرجال في هذا العصر يقول : إن ما يعتبر غلواً عند الشيعة الماضين أصبح اليوم من ضرورات المذهب " تنقيح المقال: 3/23، وراجع ما ذكره محب الدين الخطيب في ذلك في حاشية المنتقى : ص 193

    فهم يجعلون الكذب والضلال دليل العدالة، وعدوا برهان العدالة أمارة على الكذب فانظر وتعجب.. ويوثقون الكليني الذي أخرج أساطير "تحريف القرآن" وأوسع لها في كتابه الكافي، ولذلك قال عنه الكاشاني في تفسيره الصافي انظر: تفسير الصافي: 1/52، ط: الأعلمي بيروت، وص: 14 ط: المكتبة الإسلامية طهران. ، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب انظر: فصل الخطاب: ص 30 وما بعدها (النسخة المطبوعة). ، ومحمود النجفي الطهراني في قوامع الفضول انظر: قوامع الفضول: ص 298. ، بأنه كان يقول يتحريف القرآن.

    وقال أبو زهرة: فإن من هذا اعتقاده فليس من أهل القبلة - الإمام الصادق: ص 440.
    ومع ذلك يقول ابن المطهر الحلي بأنه من أوثق الناس في الحديث وأثبتهم رجال الحلي: ص 45. . بينما يعدون القول بالقياس - والذي هو من مبادئ الفقه الإسلامي - قدح في الرجل عندهم تترك روايته من أجله رجال الحلي : ص 145.
    فانظر كيف يوثقون الكفار، ويردون روايات المسلمين ، صرح ابن المطهر الحلي بأن "الطعن في دين الرجل لا يوجب الطعن في حديثه" رجال الحلي : ص 137. ، فإذا كانت هذه بعض مقاييسهم فما حال رجالهم ؟ لخص الطوسي أحوال رجالهم باعتراف مهمّ أجراه الله سبحانه على لسانه، يقول الطوسي: "إن كثيراً من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة - ومع هذا يقول: إن كتبهم معتمدة -" الفهرست: ص 24-25. فكأن المهم عندهم تشيع الرجل ولا يضر بعد ذلك انتحاله لأي مذهب فاسد.

    نعيد ونقول أن الشيعة الـــغــــلاة لم يعجبهم هذه العلاقة الحميمة بين الفئتين ، فراحوا يفترون الأكاذيب والأباطيل التي تصور تلك العلاقة بغير صورتها الحقيقية ولكن فاتهم في غمرة هذه الأكاذيب أن ينتبهوا إلى أن كتبهم المعتمدة ، وآثارهم المتصلة بآل البيت حافلة بتوثيق تلك العلاقة الحميمة !!
    وهذا ما لا يستطيعون له دفعًا ؛ إلا أن يقولوا قولتهم المشهورة إذا أعيتهم الحقيقة بأن ( هذا من باب التقية ) !! ولا أدري ممَ يتقي أئمة آل البيت الأبطال الشجعان باعترافهم !

    يقول شيخهم نعمة الله الجزائري: "ولما جلس أمير المؤمنين - عليه السلام - على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا؛ لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه، كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى، وكما لم يقدر على إجراء المتعتين متعة الحج ومتعة النساء.. وكما لم يقدر على عزل شريح عن القضاء، ومعاوية عن الإمارة" الأنوار النعمانية: 2/362 .
    فثبت بنقل الفريقين أن أمير المؤمنين لم يفارق إجماع الأمة، وأن الإمامية قد خالفت سريته حينما وضعت لنفسها مبدأ مخالفة الأمة، فليست له بشيعة، وليس لها بإمام.

    أن علياً - رضي الله عنه - لم يشذ عن الصحابة، بل إنه كما يقول شيخهم الشريف المرتضى: "دخل في آرائهم، وصلى مقتدياً بهم، وأخذ عطيتهم، ونكح سبيهم، وأنكحهم، ودخل في الشورى" المرتضى/ تنزيه الأنبياء: ص 132.

    والسؤال ما ذا يقول الشيعة الإمامية الجعفرية أصحاب الإنتظار عن هذه الروايات التي سوف نوردها من كتبهم بعد هذه الأيات المباركة والتي أثنى الله بها على صحابة رسول الله ؟.

    قال تعالى :- في وصف آل بيت محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام بأنهم
    ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .

    وقال تعالى : ﴿والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّات تجري تحتها الأنْهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم﴾

    وقال تعالى: ﴿لقد تاب الله على النّبيّ والمهاجرين والأنصار الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تاب عليهم إنّه بهم رءوف رحيم﴾.

    وقال تعالى: ﴿محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد الله الّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا﴾.

    وقال تعالى: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير﴾. فقوله: ﴿وكلاًّ وعد الله الحسنى﴾ يشمل جميع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ورضي عنهم أجمعين.

    وقال تعالى: ﴿والّذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرة ورزق كريم﴾.

    مدح علي رضي الله عنه للصحابة :


    يقول - رضي الله عنه -:( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فما أرى أحداً يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب) [نهج البلاغة ص143 دار الكتاب بيروت 1387ه‍ بتحقيق صبحي صالح، ومثل ذلك ورد في "الإرشاد" ص126].

    وهاهو يمدح أصحاب النبي عامة، ويرجحهم على أصحابه وشيعته الذين خذلوه في الحروب والقتال، وجبنوا عن لقاء العدو ومواجهتهم، وقعدوا عنه وتركوه وحده، فيقول موازناً بينهم وبين صحابة رسول الله:( ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا: ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً، ومضياً على اللقم، وصبراً على مضض الألم، وجداً في جهاد العدو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما: أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوئا أوطانه. ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم، ما قام للدين عمود، ولا اخضر للإيمان عود. وأيم الله لتحتلبنها دماً، ولتتبعنها ندماً) .
    ["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي صالح ص91، 92 ط بيروت].


    ويذكرهم أيضاً مقابل شيعته المتخاذلين، ويأسف على ذهابهم بقوله:( أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً، بعض هلك وبعض نجا، لا يبشرون بالأحياء ولا يعزون عن الموتى، مرة العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك إخواني الذاهبون، فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم) .["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي صالح ص177، 178].

    ويمدح المهاجرين من الصحابة في جواب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فيقول:( فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم ) .["نهج البلاغة" ص383 بتحقيق صبحي صالح].


    ويقول أيضاً:
    ( وفي المهاجرين خير كثير تعرفه، جزاهم الله خير الجزاء) .["نهج البلاغة" ص383 بتحقيق صبحي صالح].

    كما مدح الأنصار من أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام بقوله :
    ( هم والله ربوا الإسلام كما يربي الفلو مع غنائهم، بأيديهم السباط، وألسنتهم السلاط) .["نهج البلاغة" ص557 تحقيق صبحي صالح].


    ومدحهم مدحاً بالغاً موازناً أصحابه ومعاوية مع أنصار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :( أما بعد! أيها الناس: فوالله لأهل مصركم في الأمصار أكثر من الأنصار في العرب، وما كانوا يوم أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين صغير مولدها، وما هما بأقدم العرب ميلاداً، ولا بأكثرهم عدداً، فلما آووا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونصروا الله ودينه، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وتحالفت عليهم اليهود، وغزتهم اليهود والقبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجردوا لنصرة دين الله، وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن والسهل [وأقاموا] قناة الدين، وتصبروا تحت أحلاس الجلاد حتى دانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم العرب، ورأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه، فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب) .
    ["الغارات" ج2 ص479، 480].
    ويروي المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه:
    ( أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله في هؤلاء) .["حياة القلوب للمجلسي" ج2 ص621].

    ويمدح المهاجرين والأنصار معاً حيث يجعل في أيديهم الخيار لتعيين الإمام وانتخابه، وهم أهل الحل والعقد في القرن الأول من بين المسلمين وليس لأحد أن يرد عليهم، ويتصرف بدونهم، ويعرض عن كلمتهم، لأنهم هم الأهل للمسلمين والأساس ، فيقول :
    (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى) .
    ["نهج البلاغة" ج3 ص7 ط بيروت تحقيق محمد عبده وص367 تحقيق صبحي].


    آل البيت يمدحون الصحابة :

    وهاهو علي بن الحسين الملقب بزين العابدين - الإمام المعصوم الرابع عندالشيعة ، وسيد أهل البيت في زمانه - يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول:
    ( فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الحق عليك، وكانوا من ذلك لك وإليك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ، ومن كثرة في اعتزاز دينك إلى أقله، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا جهتهم، لو مضوا إلى شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام بهداية منارهم مكانفين وموازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم" [صحيفة كاملة لزين العابدين ص13 ط الهند 1248ه‍].

    ويقول الحسن العسكري - الإمام الحادي عشر عند الشيعة - في تفسيره:( إن كليم الله موسى سأل ربه : هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله: يا موسى! أما عملت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع صحابة المرسلين كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المرسلين والنبيين) .[تفسير الحسن العسكري ص65 ط الهند، وأيضاً "البرهان" ج3 ص228، واللفظ له].
    وكتب بعد ذلك في تفسير الحسن العسكري ( إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين) .
    [تفسير الحسن العسكري ص196].
    ولأجل ذلك قال جده الأكبر علي بن موسى الملقب بالرضا - الإمام الثامن عند الشيعة - حينما سئل "عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ، وعن قوله عليه السلام: دعوا لي أصحابي:؟ فقال: هذا صحيح) .[نص ما ذكره الرضا نقلاً عن كتاب "عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق تحت قول النبي: أصحابي كالنجوم ج2 ص87].


    وإليكم ما قاله ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وابن عم علي رضي الله عنه عبد الله بن عباس - فقيه أهل البيت وعامل علي رضي الله عنه - في حق الصحابة:
    ( إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال: ] رحماء بينهم [ الآية، قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك، وأزال رؤوسه ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها) .
    ["مروج الذهب" ج3 ص52، 53 دار الأندلس بيروت].

    ويروي محمد الباقر رواية تنفى النفاق عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتثبت لهم الإيمان ومحبة الله عز وجل كما أوردها العياشي والبحراني في تفسيريهما تحت قول الله عز وجل:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )

    عن سلام قال: كنت عند أبي جعفر، فدخل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله بقاك وأمتعنا بك، إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، وتهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرة يصعب عليها الأمر ومرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا، ووجلنا، نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا، هذا من خطوات الشيطان. ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنكم تذنبون، فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً لكي يذنبوا، ثم يستغفروا، فيغفر الله لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما تسمع لقوله:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ) وقال:( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )["تفسير العياشي" ج1 ص109، و "البرهان" ج1 ص215].

    وأما ابن الباقر جعفر الملقب بالصادق فإنه يقول: ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير) . ["كتاب الخصال" للقمي ص640 ط مكتبة الصدوق طهران].

    موقف أهل البيت من أبي بكرالصديق:
    يقول علي بن أبى طالب رضي الله عنه وهو يذكر بيعة أبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( عند انثيال الناس - أي انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب - على أبى بكر، وإجفالهم إليه ليبايعوه: فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر، فبايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت "كلمة الله هي العلياولو كره الكافرون " ، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر، وسدد، وقارب، واقتصد، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً) .
    ["الغارات" ج1 ص307 تحت عنوان "رسالة علي عليه السلام إلى أصحابه بعد مقتل محمد بن أبي بكر"].

    ويذكر في رسالة أخرى أرسلها إلى أهل مصر مع عامله الذي استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري:
    ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو. أما بعد! فإن الله بحسن صنعه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام ديناً لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرسل إلى عباده و خص من انتخب من خلقه، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم [ به ] من الفضيلة أن بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - [ إليهم ] فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض، وأدّبهم لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما [ لا ] يتفرقوا، وزكاهم لكيما يتطهروا، فلما قضى من ذلك ما عليه قبضة الله [ إليه ، فعليه ] صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد. ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين عملاً بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهما الله) .
    ["الغارات" ج1 ص210 ومثله باختلاف يسير في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، و"ناسخ التواريخ" ج3 كتاب2 ص241 ط إيران، و"مجمع البحار" للمجلسي].

    ويقول أيضاً وهو يذكر خلافة الصديق وسيرته :
    ( فاختار المسلمون بعده (أي النبي صلى الله عليه وسلم) رجلاً منهم، فقارب وسدد بحسب استطاعة على خوف وجد) .
    ["شرح نهج البلاغة" للميثم البحراني ص400].

    يقول علي والزبير بن العوام رضي الله عنهما : ( وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) .["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].

    ومعنى ذلك أن خلافته كانت بإيعاز الرسول عليه السلام.
    وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه قال هذا القول رداً على أبي سفيان حين حرضه على طلب الخلافة كما ذكر ابن أبى الحديد :
    ( جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام، فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلاً ورجلاً، فقال علي عليه السلام: طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئاً، لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه ) .["شرح ابن أبي الحديد" ج1 ص130].


    ولقد كررّ هذا القول ومثله مرات كرات، وأثبتته كتب الشيعة في صدورها ؛ وهو أن علياً كان يعدّ الصديق أهلاً للخلافة، وأحق الناس بها، لفضائله الجمة ومناقبه الكثيرة حتى حينما قيل له قرب وفاته بعد ما طعنه ابن ملجم : ألا توصي؟ قال:
    ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن قال ( أي صلى الله عليه وسلم ) : إن أراد الله خيراً فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم) . ["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص372 ط النجف] وهذه الرواية مع بعض الروايات تنسف عقيدة الشيعة في الإمامة .

    وأورد مثل هذه الرواية شيخ الشيعة المسمى "علم الهدى" في كتابه الشافي : ( عن أمير المؤمنين عليه السلام لما قيل له: ألا توصي؟ فقال: ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) . ["الشافي" ص171 ط النجف].


    فهذا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يتمنى لشيعته وأنصاره أن يوفقهم الله لرجل خيّر صالح كما وفق الأمة الإسلامية المجيدة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لرجل خيّر صالح هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه إمام الهدى، وشيخ الإسلام، ورجل قريش، والمقتدى به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما سماه سيد أهل البيت زوج الزهراء رضي الله عنهما كما رواه السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه ( أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم) .["تلخيص الشافي" ج2 ص428].


    وقد كرر في نفس الكتاب( أن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر) ، ولم لا يقول هذا وهو الذي روى :
    "إننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصدّيق وشهيد"
    ["الاحتجاج" للطبرسي].
    فهذا هو رأى علي رضي الله عنه في أبي بكر.
    فالمفروض من القوم الذين يدعون موالاته وبنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم ومعتقداتهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورفقائه.


    رأى أهل البيت في أبي بكرالصديق:

    قال ابن عباس وهو يذكر الصديق:
    ( رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً، وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً) .
    ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].
    ويقول الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند الشيعة، والذي أوجب الله اتباعه عليهم حسب زعمهم - يقول - وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال - : ( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) .
    ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].
    وكان الحسن يوقر أبا بكر وعمر كثيرًا ، إلى حد أنه جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما لما تنازل له ( أنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين) .["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].

    وأما الإمام الرابع للشيعة : علي بن الحسين بن علي ، فقد روي عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم
    (الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
    (الحشر:8) ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9) ؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم ( يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا ) (الحشر:10) ( أخرجوا عني فعل الله بكم ) ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].


    وأما ابن زين العابدين محمد بن على بن الحسين الملقب بالباقر - الإمام الخامس المعصوم عند الشيعة - فسئل عن حلية السيف كما رواه علي بن عيسى الأربلي في كتابه "كشف الغمة":
    (عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة ) . ["كشف الغمة" ج2 ص147].

    ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان" عن علي بن إبراهيم، قال:
    حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وأنظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الصديق ) . ["البرهان" ج2 ص125].


    ويروي الطبرسي عن الباقر أنه قال:( ولست بمنكر فضل أبى بكر، ولست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر) .
    ["الاحتجاج" للطبرسي ص230 تحت عنوان "احتجاج أبي جعفر بن علي الثاني في الأنواع الشتى من العلوم الدينية" ط مشهد كربلاء].

    وسئل جعفر الصادق عن أبى بكر وعمر: ( يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة ) . ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].


    وروى عنه الأربلي أنه كان يقول:( لقد ولدنى أبو بكر مرتين) .["كشف الغمة" ج2 ص161]. وهذه الرواية التي ذكرها فضل الله
    لأن أمه : أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر وأمها (أي أم فروة) أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.["فرق الشيعة" للنوبختي ص78].

    ويروي السيد مرتضى في كتابه "الشافي" عن جعفر بن محمد أنه كان يتولاهما، ويأتي القبر فيسلم عليهما مع تسليمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم .["كتاب الشافي" ص238، أيضاً "شرح نهج البلاغة" ج4 ص140 ط بيروت].

    ويقول إمام الشيعة المعروف بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم عندهم - وهو يسرد واقعة الهجرة : ( أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن ) .["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].


    وهاهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب شقيق محمد الباقر وعم جعفر الصادق الذي قيل فيه: كان حليف القرآن"
    فهاهو زيد يسأل عن أبى بكر وعمر ما تقول فيهما ؟ قال: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله ) فلما سمع الشيعة منه هذه المقالة رفضوه، فقال زيد: رفضونا اليوم، ولذلك سموا بالرافضة..["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمام زين العابدين"].

    ويقول سلمان الفارسي رضي الله عنه – وهو ممن تعظمهم الشيعة - : إن رسول الله كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه.["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89].


    خلافة أبي بكرالصديق:


    وبعد ما ذكرنا أهل بيت النبي وموقفهم وآرائهم تجاه سيد الخلق بعد أنبياء الله ورسله أبي بكر الصديق رضي الله عنه نريد أن نذكر أنه لم يكن خلاف بينه وبين أهل البيت في مسألة خلافة النبي وإمارة المؤمنين وإمامة المسلمين، وأن أهل البيت بايعوه كما بايعه غيرهم، وساروا في مركبه، ومشوا في موكبه، وقاسموه هموم المسلمين وآلامهم، وشاركوه في صلاح الأمة وفلاحها، وكان علي رضي الله عنه أحد المستشارين المقربين إليه، يشترك في قضايا الدولة وأمور الناس، ويشير عليه بالأنفع والأصلح حسب فهمه ورأيه. ويتبادل به الأفكار والآراء، لا يمنعه مانع ولا يعوقه عائق، يصلي خلفه، ويعمل بأوامره، ويقضي بقضاياه، ويستدل بأحكامه ويستند، ثم ويسمي أبناءه بأسمائه حباً له وتيمناً باسمه وتودداً إليه.
    وفوق ذلك كله يصاهر أهل البيت به وبأولاده، ويتزوجون منهم ويزوجون بهم، ويتبادلون ما بينهم التحف والصلات، ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين ، وكل ذلك مما روته كتب الشيعة – ولله الحمد - .
    فقد استدل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على صحة خلافته وانعقادها كما يذكر وهو يردّ على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أمير الشام بقوله :( إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى) .
    ["نهج البلاغة" ص366، 367 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح].
    وقال: ( إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار) .["ناسخ التواريخ" ج3 الجزء2].


    وهذا النص واضح في معناه، لا غموض فيه ولا إشكال بأن الإمامة والخلافة تنعقد باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص، وخاصة في العصر الأول باجتماع الأنصار والمهاجرين، فإنهم اجتمعوا على أبي بكر وعمر، فلم يبق للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، كما ذكرنا قريباً روايتين عن علي بن أبى طالب في الغارات للثقفي بأن الناس انثالوا على أبي بكر، وأجفلوا إليه، فلم يكن إلا أن يقر ويعترف بخلافته وإمامته.
    وهناك رواية أخرى في غير "الغارات" تقر بهذا عن علي أنه قال وهو يذكر أمر الخلافة والإمامة: (رضينا عن الله قضائه، وسلمنا لله أمره …. فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي إذ الميثاق في عنقي لغيري) .
    ["نهج البلاغة" ص81 خطبة 37 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح].
    ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق، وبايعه كما بايعه المهاجرون والأنصار، والكلام من فيه وهو يومئذ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ولا يتقي الناس، ولا يظهر إلا ما يبطنه لعدم دواعي التقية حسب أوهام القوم، وهو يذكر الأحداث الماضية فيقول:
    ( فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر، فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث … فتولى أبو بكر تلك الأمور وسدد ويسر وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله جاهداً ) .
    ["منار الهدى" لعلي البحراني الشيعي ص373، أيضاً "ناسخ التواريخ" ج3 ص532].
    ولأجل ذلك رد على أبي سفيان والعباس حينما عرضا عليه الخلافة لأنه لا حق له بعد ما انعقدت للصديق .
    وكتب إلى أمير الشام معاوية بن أبى سفيان :
    (وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت ، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله، وجزاهم الله بأحسن ما عملا) .[ابن ميثم شرح نهج البلاغة ط إيران ص488].

    وروى الطوسي عن علي أنه لما اجتمع بالمهزومين في الجمل قال لهم :( فبايعتم أبا بكر، وعدلتم عني، فبايعت أبا بكر كما بايعتموه …..، فبايعت عمر كما بايعتموه فوفيت له بيعته ….. فبايعتم عثمان فبايعته وأنا جالس في بيتي، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان، فما جعلكم أحق أن تفوا لأبى بكر وعمر وعثمان ببيعتهم منكم ببيعتي) .["الأمالي" لشيخ الطائفة الطوسي ج2 ص121 ط نجف].

    وينقل الطبرسي أيضاً عن محمد الباقر ما يقطع أن علياً كان مقراً بخلافة أبي بكر، ومعترفاً بإمامته، ومبايعاً له بإمارته كما يذكر أن أسامة بن زيد حب رسول الله لما أراد الخروج انتقل رسول الله إلى الملأ الأعلى
    ( فلما ورد الكتاب على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبى طالب (ع) فقال: ما هذا ؟ قال له علي (ع) : هذا ما ترى، قال أسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم) .["الاحتجاج" للطبرسي ص50 ط مشهد عراق].


    ولقد أقر بذلك شيعي متأخر وإمام من أئمة القوم هو محمد حسين آل كاشف الغطاء بقوله:
    ( وحين رأى – أي علي - أن الخليفة الأول والثاني بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجيوش وتوسيع الفتوح، ولم يستأثروا ولم يستبدوا بايع وسالم) .["أصل الشيعة وأصولها" ط دار البحار بيروت 1960 ص91].

    ويروي ابن أبي الحديد أن عليًا والزبير قالا بعد مبايعتهما أبي بكر :( وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي) .["شرح نهج البلاغة" لأبي أبي الحديد ج1 ص132] ] ج1 ص134، 135]..

    إقتداء علي بالصديق في الصلوات وقبوله الهدايا منه:
    ولقد كان علي رضي الله عنه راضياً بخلافة الصديق ومشاركاً له في معاملاته وقضاياه، قابلاً منه الهدايا، رافعاً إليه الشكاوى، مصلياً خلفه، عاملاً معه ، محباً له، مبغضاً من يبغضه.

    فقد ذكرنا قبل أن علياً قال للقوم حينما أرادوه خليفة وأميراً: وأنا لكم وزيراً خير لكم منى أميرا.["نهج البلاغة" ص136 تحقيق صبحي صالح].

    يذكرهم أيام الصديق والفاروق حينما كان مستشاراً مسموعاً، ومشيراً منفذاً كلمته . كما يروي اليعقوبي الشيعي في تاريخه وهو يذكر أيام خلافة الصديق
    ( وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشارو جماعة من أصحاب رسول الله، فقدموا وأخروا، فاستشار علي بن أبى طالب فأشار أن يفعل، فقال: إن فعلت ظفرت؟ فقال: بشرت بخير، فقام أبو بكر في الناس خطيباً، وأمرهم أن يتجهزوا إلى الروم ) .
    ["تاريخ اليعقوبي" ص132، 133 ج2 ط بيروت 1960م].
    وفى رواية ( سأل الصديق علياً كيف ومن أين تبشر؟ قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن! يسرّك الله) .
    ["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158 تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
    ويؤيد ذلك عالم الشيعة محمد بن النعمان العكبري الملقب بالشيخ المفيد حيث بوّب باباً خاصاً في كتابه "الإرشاد" لقضايا أمير المؤمنين عليه السلام في إمارة أبي بكر.ثم ذكر عدة روايات عن قضايا علي في خلافة أبي بكر، ومنها
    ( أن رجلاً رفع إلى أبي بكر وقد شرب الخمر، فأراد أن يقيم عليه الحد فقال له: إني شربتها ولا علم لي بتحريمها لأني نشأت بين قوم يستحلونها ولم أعلم بتحريمها حتى الآن ، فارتج علي أبي بكر الأمر بالحكم عليه ولم يعلم وجه القضاء فيه، فأشار عليه بعض من حضر أن يستخبر أمير المؤمنين عليه السلام عن الحكم في ذلك، فأرسل إليه من سأله عنه، فقال أمير المؤمنين: مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به على مجالس المهاجرين والأنصار ويناشدانهم هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم أو أخبره بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فإن شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحد عليه، وإن لم يشهد أحد بذلك فاستتبه وخلّ سبيله، ففعل ذلك أبو بكر فلم يشهد أحد من المهاجرين والأنصار أنه تلا عليه آية التحريم، ولا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فاستتابه أبو بكر وخلى سبيله وسلم لعلي (عليه السلام) في القضاء به) .["الإرشاد" للمفيد ص107 ط إيران].

    وكان علي يمتثل أوامره كما حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة الطغاة، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة الإسلام والمسلمين، فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش، وأمر علياً والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحراس، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم.["شرح نهج البلاغة" ج4 ص228 تبريز].


    وللتعاطف والتوادد والوئام الكامل بينهما :كان علىّ وهو سيد أهل البيت يتقبل من أبي بكر الهدايا دأب الأخوة المتحابين ؛ كما قبل الصهباء الجارية التي سبيت في معركة عين التمر، وولدت له عمر ورقية ، حيث قالت كتب الشيعة
    ( وأما عمر ورقية فإنهما من سبيئة من تغلب يقال لها الصهباء سبيت في خلافة أبى بكر وإمارة خالد بن الوليد بعين التمر) .
    ["شرح نهج البلاغة" ج2 ص718، أيضاً "عمدة الطالب" ط نجف ص361].
    ( وكانت اسمها أم حبيب بنت ربيعة) . ["الإرشاد" ص186].

    وأيضاً منحه الصديق خولة بنت جعفر بن قيس التي أسرت مع من أسر في حرب اليمامة وولدت له أفضل أولاده بعد الحسنين :محمد بن الحنفية.
    ( وهى من سبي أهل الردة وبها يعرف ابنها ونسب إليها محمد بن الحنفية) .["عمدة الطالب" الفصل الثالث ص352، أيضاً "حق اليقين" ص213].

    كما وردت روايات عديدة في قبوله هو وأولاده الهدايا المالية والخمس وأموال الفيء من الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وكان علي هو القاسم والمتولي في عهده على الخمس والفيء ، وكانت هذه الأموال بيد علي، ثم كانت بيد الحسن، ثم بيد الحسين، ثم الحسن بن الحسن، ثم زيد بن الحسن.["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحدد ج4 ص118].

    وكان يؤدي الصلوات الخمس في المسجد خلف الصديق، راضياً بإمامته، ومظهراً للناس اتفاقه ووئامه معه.
    ["الاحتجاج" للطبرسي 53، أيضاً كتاب سليم بن قيس ص253، أيضاً "مرآة العقول" للمجلسي ص388 ط إيران].


    مساعدة الصديق في تزويج علي من فاطمة:


    وكان للصديق مَنّ على عليّ رضي الله عنهما حيث توسط له في زواجه من فاطمة رضي الله عنها وساعده فيه، كما كان هو أحد الشهود على نكاحه بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يرويه أحد أعاظم الشيعة ويسمى بشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي
    ( عن الضحاك بن مزاحم أنه قال: سمعت علي بن أبى طالب يقول: أتاني أبو بكر وعمر، فقالا: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له فاطمة، قال: فأتيته، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك، ثم قال: ما جاء بك يا علي وما حاجتك؟ قال: فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي، فقال : يا علي! صدقت، فأنت أفضل مما تذكر، فقلت: يا رسول الله! فاطمة تزوجنيها) .
    ["الأمالي" للطوسي ج1 ص38].
    وأما المجلسي فيذكر هذه الواقعة ويزيدها بياناً ووضوحاً حيث يقول:
    ( في يوم من الأيام كان أبو بكر وعمر وسعد بن معاذ جلوساً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذاكروا ما بينهم بزواج فاطمة عليها السلام .فقال أبو بكر: أشراف قريش طلبوا زواجها عن النبي ولكن الرسول قال لهم بأن الأمر في ذلك إلى الله - ونظن أنها لعلي بن أبي طالب - وأما علي بن أبي طالب فلم يتقدم بطلبها إلى رسول الله لأجل فقره وعدم ماله، ثم قال أبو بكر لعمر وسعد: هيا بنا إلى علي بن أبي طالب لنشجعه ونكلفه بأن يطلب ذلك من النبي، وإن مانعه الفقر نساعده في ذلك.فأجاب سعد : ما أحسن ما فكرت به، فذهبوا إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام …… فلما وصلوا إليه سألهم ما الذي أتى بكم في هذا الوقت؟ قال أبو بكر: يا أبا الحسن! ليس هناك خصلة خير إلا وأنت سابق بها …… فما الذي يمنعك أن تطلب من الرسول ابنته فاطمة؟ فلما سمع عليّ هذا الكلام من أبي بكر نزلت الدموع من عينيه وسكبت، وقال: قشرت جروحي ونبشت وهيجت الأماني والأحلام التي كتمتها منذ أمد، فمن الذي لا يريد الزواج منها؟، ولكن يمنعني من ذلك فقري واستحي منه بأن أقول له وأنا في هذا الحال ... الخ ) .
    ["جلاء العيون" للملا مجلسي ج1 ص169 ط كتابفروشي إسلامية طهران، ترجمة من الفارسية].

    ثم وأكثر من ذلك أن الصديق أبا بكر هو الذي حرض علياً على زواج فاطمة رضي الله عنهم، وهو الذي ساعده المساعدة الفعلية لذلك، وهو الذي هيأ له أسباب الزواج وأعدها بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي الطوسي : أن علياً باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول، ثم قبضه رسول الله من الدراهم بكلتا يديه، فأعطاها أبا بكر وقال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، أردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه، فحضروا السوق، فكانوا يعرضون الشيء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبي بكر، فإن استصلحه اشتروه... حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع، وحمل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين كانوا معه الباقي.
    ["الأمالي" ج1 ص39، أيضاً "مناقب" لابن شهر آشوب المازندراني ج2 ص20 ط الهند، أيضاً "جلاء العيون" فارسي ج1 ص176].

    بل إنالصديق ورفاقه كانوا شهوداً على زواجه بنص الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه كما يذكر الخوارزمي الشيعي والمجلسي والأربلي( أن الصديق والفاروق وسعد بن معاذ لما أرسلوا علياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتظروه في المسجد ليسمعوا منه ما يثلج صدورهم من إجابة الرسول وقبوله ذلك الأمر، فكان كما كانوا يتوقعون، فيقول علي: فخرجت من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا لا أعقل فرحاً وسروراً، فاستقبلني أبو بكر وعمر، وقالا لي: ما وراءك؟ فقلت: زوجني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته فاطمة …… ففرحا بذلك فرحاً شديداً ورجعا معي إلى المسجد فلما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله، وإن وجهه يتهلل سروراً وفرحاً، فقال: يا بلال! فأجابه فقال: لبيك يا رسول الله! قال: اجمع إلي المهاجرين والأنصار، فجمعهم ثم رقي درجة من المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: معاشر الناس إن جبرائيل أتاني آنفا وأخبرني عن ربي عز وجل أنه جمع ملائكته عند البيت المعمور، وكان أشهدهم جميعاً أنه زوج أمته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن أبى طالب، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك) .
    ["المناقب" للخوارزمي ص251، 252، أيضاً "كشف الغمة ج1 ص358، أيضاً "بحار الأنوار" للمجلسي ج10 ص38، 39، أيضاً جلاء العيون" ج1 ص184].

    ولقد استشار عمر عليا في الخروج إلى غزو الروم فقال له:( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردأ للناس ومثابة للمسلمين) .
    ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص193].

    ويكتب ابن أبي الحديد تحته شرحاً :( أشار عليه السلام أن لا يشخص بنفسه حذراً أن يصاب فيذهب المسلمون كلهم لذهاب الرأس، بل يبعث أميراً من جانبه على الناس ويقيم هو في المدينة، فإن هزموا كان مرجعهم إليه ) .
    ["شرح نهج البلاغة" ج2 جزء8 ص369، 370].
    فمن يقرأ هذه الخطبة يتبين له الحب المتدفق من علي للفاروق والحرص على شخصه وحياته، والرجاء والتمني لبقائه في الحكم والخلافة ذخرا للإسلام والمسلمين رغم أنوف المبغضين والطاعنين فيه، ثم الجدير بالذكر أن الفاروق رضي الله عنه كان مصمماًعلى المسير إلى المعركة بنفسه والمرتضى علي رضي الله عنه كان يعرف ذلك، ومع ذلك أراد منعه قدر المستطاع لما كان يراه سبباً لعز الإسلام ومجده وشموخه، وأن لا يمسه سوء حتى لا تنقلب على الإسلام ودولته قالة ولا تدور عليهم الدائرة، وأكثر من ذلك أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان يريد أن ينيب عنه في العاصمة الإسلامية علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، فكانت فرصة ذهبية ليأخذ علي زمام الأمور ويسترد الحقوق الموهومة التي يزعم الشيعة أنها سلبت!! ولكنه رضي الله عنه لم يفعل ليتأكد لك أيها القارئ أنه لم يكن بينهما سوى الحب والود ، لا كما يزعم الشيعة هداهم الله .

    و لما استشار عمر عليا في الشخوص لقتال الفرس بنفسه منعه من ذلك وقال له:( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة. وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعدّه وأمدّه، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده، ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه ، فإن انقطع النظام تفرق الخرز وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً. والعرب اليوم، وإن كانوا قليلاً، فهم كثيرون بالإسلام، عزيزون بالاجتماع! فكن قطباً واستدر الرحا بالعرب، وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك.إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا اقتطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك، وطمعهم فيك. فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين، فإن الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره. وأما ما ذكرت من عددهم، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة ) .
    ["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي ص203، 204 تحت عنوان "ومن كلام له (أي علي) عليه السلام وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه"].

    وأيضاً أشار بذلك إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب –رواه المجلسي في "بحار الأنوار" عن محمد الباقر " ["بحار الأنوار" ج4 كتاب السماء والعالم]



    فإن دعاء الرسول لا بد له أن يقبل. فقد نبّه سيد أهل البيت بأن الفاروق ليس كواحد من الناس، بل إنه قطب، وعليه يدور رحى الإسلام والعرب المسلمين، فلولا القطب ليس للرحى أن تدور، وأنى لها ذلك؟ ولذلك يلح عليه بقوله: فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتفضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها: لأنهم يعرفون أن الفاروق هو الأصل، فإن استؤصل لا يبقى للفرع أثر، وأنه القطب، فإن كسر تنكسر الرحى ولا تدور.
    وكان علي رضي الله عنه يعتقد أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وكان يرى بأنه محدّث بأخبار الرسول، ولذلك لم يكن يخالف سيرته وعمله حتى وفي الأمور الصغيرة والتافهة، وقد نقل الدينوري الشيعي أنه لما قدم الكوفة (قيل له: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله، لأن عمر بن الخطاب كان يبغضه، ولكني نازل الرحبة، ثم أقبل حتى دخل المسجد الأعظم فصلى ركعتين، ثم نزل الرحبة ) .["الأخبار الطوال" لأحمد بن داؤد الدينوري ص152].


    وكذلك لما تكلم في رد فدك أبى أن يعمل خلاف ما فعله عمر، فهذا هو السيد مرتضى يقول:
    ( فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في رد فدك، فقال: إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر ) .
    ["كتاب الشافي في الإمامة" ص213، أيضاً "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد].


    وننقل هنا روايات ثلاث تأييداً لهاتين الروايتين نقلناها من كتب القوم.


    الأولى : عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنه قال:
    لا أعلم علياً خالف عمر، ولا غيّر شيئاً مما صنع حين قدم الكوفة"
    ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج2 ص85].


    والرواية الثانية "أن أهل نجران جاءوا إلى علي يشتكون ما فعل بهم عمر، فقال في جوابهم: إن عمر كان رشيد الأمر، فلا أغير شيئاً صنعه عمر"
    ["البيهقي" ج10 ص130، "الكامل" لابن أثير ج2 ص201 ط مصر، "التاريخ الكبير" للإمام البخاري ج4 ص145 ط الهند، "كتاب الخراج" لابن آدم ص23 ط مصر، "كتاب الأموال" ص98، "فتوح البلدان" ص74].


    والرواية الثالثة أن علياً قال حين قدم الكوفة: "ما كنت لأحل عقدة شدها عمر"
    ["كتاب الخراج" لابن آدم ص23، أيضاً "فتوح البلدان" للبلاذري ص74 ط مصر].


    وما كان كل هذا إلا لأنه يراه رجلاً ملهماً حسب إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، ورجلاً مسدداً يدور معه الحق أينما دار.

    وأورد ابن أبي الحديد :
    ( أن الفاروق لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي دخل عليه ابنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فقال ابن عباس: فسمعنا صوت أم كلثوم (بنت علي رضي الله عنه) : واعمراه، وكان معها نسوة يبكين فارتج البيت بكاء، فقال عمر: ويل أم عمر إن الله لم يغفر له، فقلت: والله! إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار ما قال الله تعالى:
    ( وإن منكم إلا واردها )
    إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين وسيد المسلمين تقضي بالكتاب وتقسم بالسوية، فأعجبه قولي، فاستوى جالساً فقال: أتشهد لي بهذا ياابن عباس؟ فكعكعت أي جبنت، فضرب عليّ عليه السلام بين كتفي وقال: اشهد، وفى رواية لم تجزع يا أمير المؤمنين؟ فوالله لقد كان إسلامك عزاً، وإمارتك فخراً، ولقد ملأت الأرض عدلاً، فقال: أتشهد لي بذلك يا ابن عباس! قال: فكأنه كره الشهادة فتوقف، فقال له علي عليه السلام: قل: نعم، وأنا معك، فقال: نعم) .
    ["ابن أبي الحديد" ج3 ص146، ومثل هذا في "كتاب الآثار" ص207، "سيرة عمر" لابن الجوزي ص193 ط مصر].
    وأكثر من هذا أن علياً - وهو الإمام المعصوم الأول عند القوم - كان يؤمن بأن عمر من أهل الجنة لما سمعه من لسان خيرة خلق الله محمد المصطفى الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، ولأجل ذلك كان يتمنى بأن يلقى الله بالأعمال التي عملها الفاروق عمر رضي الله عنه في حياته، كما رواه كل من السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد:
    ( لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم ) .
    ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران].

    وقدوردت هذه الرواية في كتب السنة بتمامها .


    وأما ابن أبي الحديد فيذكر:(طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر بعد، فقيل: يا أمير المؤمنين! الصلاة، فرفع رأسه وقال: لاها الله إذن، لا حظ لامرئ في الإسلام ضيع صلاته، ثم وثب ليقوم فانبعث جرحه دماً فقال: هاتوا لي عمامة، فعصب جرحه، ثم صلى وذكر، ثم التفت إلى ابنه عبد الله وقال: ضع خدي إلى الأرض يا عبد الله! قال عبد الله: فلم أعجل بها وظننت أنها إختلاس من عقله، فقالها مرة أخرى: ضع خدّي إلى الأرض يا بني، فلم أفعل، فقال الثالثة: ضع خدّي إلى الأرض لا أم لك، فعرفت أنه مجتمع العقل، ولم يمنعه أن يضعه هو إلا ما به من الغلبة، فوضعت خدّه إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خارجة من أضعاف التراب ، وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه، فأصغيت أذني لأسمع ما يقول فسمعته يقول: يا ويل عمر وويل أم عمر إن لم يتجاوز الله عنه، وقد جاء في رواية أن علياً عليه السلام جاء حتى وقف عليه فقال: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى) .["شرح النهج" لابن أبي الحديد ج3 ص147].

    لقد شهد علي رضي الله عنه:( إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر) .["كتاب الشافي" ج2 ص428].


    وقال فيه وفي أبي بكر في رسالته:
    ( إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم) .["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428].

    وأيضا روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر) .
    ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].

    هذه الرواية رواها عليّ عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد رواها عن علي ابنه الحسن رضي الله عنهما.



    مدح أهل البيت للفاروق :

    يقول ابن عباس رضي الله عنهما :( رحم الله أبا حفص كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومنتهى الإحسان، ومحل الإيمان، وكهف الضعفاء، ومعقل الحنفاء، وقام بحق الله صابراً محتسباً حتى أوضح الدين، وفتح البلاد، وآمن العباد) .
    ["مروج الذهب" للمسعودي الشيعي ج3 ص51، "ناسخ التواريخ" ج2 ص144 ط إيران].
    وقد بالغ في مدحه سائر أهل البيت كما مرعند ذكر الصديق رضي الله عنه.ولقد أورد الكليني في كتاب "الروضة من الكافي أن جعفر بن محمد - الإمام السادس المعصوم لدى الشيعة - لم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضاً، فيقول صاحبه المشهور لدى القوم أبو بصير:
    كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرّك أن تسمع كلامها؟ قال: فقلت: نعم، قال: فأذن لها. قال: وأجلسني على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما (أي أبى بكر وعمر) فقال لها : توليهما، قالت : فأقول لربي إذا لقيته : إنك أمرتني بولايتهما؟ قال : نعم.
    ["الروضة من الكافي" ج8 ص101 ط إيران تحت عنوان "حديث أبي بصير مع المرأة"].

    فهذا هو جعفر الصادق الذي جعلوا مذهبهم على اسمه، وشريعتهم على رسمه، حيث سموا أنفسهم جعفريين، ومذهبهم الجعفري، لا يكتفي بتولى أبي بكر وعمر، بل يأمر أتباعه أيضاً بتوليهما، فرحمة الله عليهم جميعاً، ورحمة ربنا على من يمتثل أمره وأمر آبائه في ولاية أبى بكر الصديق وعمر الفاروق وغيرهما من أصحاب النبي صلوات الله وسلامه ورضوانه عليهم أجمعين.

    تزويج علي ابنته أم كلثوم من عمر (رضي الله عنهم جميعًا)


    ولأجل هذه المحبة والعلاقة الحميمة بينهما : زوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنته التي ولدتها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم من الفاروق رضي الله عنه حينما سأله الزواج منها ؛ رضى به ، وثقة فيه ، وإقراراً بفضائله ومناقبه، واعترافاً بمحاسنه وجمال سيرته، وإظهاراً للعلاقات الوطيدة الطيبة والصلات المحكمة المباركة ما يحرق قلوب الحساد ، ولقد أقر بهذا الزواج كافة أهل التاريخ والأنساب وجميع محدثي الشيعة وفقهائهم ومكابريهم ومجادليهم وأئمتهم المعصومين حسب زعمهم :
    يقول المؤرخ الشيعي أحمد بن أبي يعقوب في تاريخه تحت ذكر حوادث سنة 17 من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    ( وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت علي، وأمها فاطمة بنت رسول الله، فقال علي: إنها صغيرة! فقال: إني لم أرد حيث ذهبت. لكني سمعت رسول الله يقول: كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري، فأردت أن يكون لي سبب وصهر برسول الله، فتزوجها وأمهرها عشرة آلاف دينار) . [تاريخ اليعقوبي ج2 ص149، 150].

    وأقر بهذا الزواج أصحاب الصحاح الأربعة الشيعية أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في كافيه
    وروى أيضاً عن سليمان بن خالد أنه قال :
    سألت أبا عبد الله عليه السلام - جعفر الصادق - عن امرأة توفي زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها أو حيث شاءت؟ قال : بلى حيث شاءت، ثم قال : إن علياً لمّا مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته.
    ["الكافي في الفروع" كتاب الطلاق، باب المتوفى عنها زوجها ج6 ص115، 116، وفي نفس الباب رواية أخرى عن ذلك، وأورد هذه الرواية شيخ الطائفة الطوسي في صحيحه "الاستبصار"، أبواب العدة، باب المتوفى عنها زوجها ج3 ص353، ورواية ثانية عن معاوية بن عمار، وأوردهما في "تهذيب الأحكام" باب في عدة النساء ج8 ص161].
    وهناك رواية أخرى رواها الطوسي عن جعفر - الإمام السادس عندهم - عن أبيه الباقر أنه قال:
    ( ماتت أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر، وصلي عليهما جميعاً ) .["تهذيب الأحكام" كتاب الميراث، باب ميراث الغرقى والمهدوم، ج9 ص262].
    وذكر هذا الزواج من محدثي الشيعة وفقهائها السيد مرتضى علم الهدى في كتابه "الشافي" [ص116] وفى كتابه "تنزيه الأنبياء" [ص141 ط إيران]،وابن شهر آشوب في كتابه "مناقب آل أبي طالب" [ج3 ص162 ط بمبئى الهند]والأربلي في "كشف الغمة في معرفة الأئمة" [ص10 ط إيران القديم]وابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" [ج3 ص124]ومقدس الأردبيلي في "حديقة الشيعة" [ص277 ط طهران]
    والقاضي نور الله الشوشتري الذى يسمونه بالشهيد الثالث في كتابه "مجالس المؤمنين" [ص76 ط إيران القديم، أيضاً ص82].
    ويقول وهو يذكر المقداد بن الأسود: ( إن النبي أعطى بنته لعثمان، وإن الولي زوج بنته من عمر) . ["مجالس المؤمنين" ص85].
    وأيضاً ذكر هذا الزواج في كتابه "مصائب النواصب" [ص170 ط طهران]، وأيضاً ذكره نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية" والملا باقر المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" [باب أحوال أولاده وأزواجه ص621 ط طهران]،
    والمؤرخ الشيعي المرزا عباس علي القلي في تاريخه ["تاريخ طراز مذهب مظفري" فارسي، باب حكاية تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب] وغيرهم ممن يبلغ عددهم حد التواتر، ولا ينكر ذلك إلا مكابر أوجاهل .

    ولقد استدل بهذا الزواج فقهاء الشيعة على أنه يجوز نكاح الهاشمية من غير الهاشمي، فكتب الحلّي في شرائع الإسلام
    ( ويجوز نكاح الحرة العبد، والعربية العجمي، والهاشمية غير الهاشمي) .["شرائع الإسلام" في الفقه الجعفري للحلي، كتاب النكاح، المتوفى 672].

    وكتب تحت هذا شارح الشرائع زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني ( وزوج النبي ابنته عثمان، وزوج ابنته زينب بأبي العاص بن الربيع، وليسا من بني هاشم، وكذلك زوّج علي ابنته أم كلثوم من عمر، وتزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان فاطمة بنت الحسين، وتزوج مصعب بن الزبير أختها سكينة، وكلهم من غير بني هاشم ) .["مسالك الأفهام" شرح شرائع الإسلام، باب لواحق العقد ج1].

    ونريد أن نختم الكلام في هذا الموضوع برواية ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي: قال :
    ( إن عمر بن الخطاب وجه إلى ملك الروم بريداً، فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيباً بدنانير، وجعلته في قارورتين وأهدتهما إلى امرأة ملك الروم، فرجع البريد إليها ومعه ملء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر وقد صبت الجواهر في حجرها، فقال : من أين لك هذا؟ فأخبرته فقبض عليه وقال : هذا للمسلمين، قالت : كيف وهو عوض هديتي؟ قال : بيني وبينك، أبوك، فقال علي عليه السلام : لك منه بقيمة دينارك والباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله ) .["شرح نهج البلاغة" ج4 ص575 ط بيروت 1375ه‍].

    إكرام الفاروق أهل البيت واحترامه إياهم:


    ولم تكن هذه العلاقات من طرف واحد ، بل كل الأطراف كانوا معتنين بهذه العلاقات ؛ فكان الفاروق يجل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما كان يجل أهل بيته هو، وكان يحترمهم ويقدمهم في الحقوق والعطاء على نفسه وأهل بيته، ولقد ذكر المؤرخون قاطبة أن الفاروق لما عيّن الوظائف المالية والعطاءات من بيت المال قدّم على الجميع بني هاشم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاحترامه أهل بيته عليه الصلاة والسلام.
    فها هو اليعقوبي يذكر ذلك بقوله :
    ( ودون عمر الدواوين، وفرض العطاء سنة 20، وقال : قد كثرت الأموال فأشير عليه أن يجعل ديواناً، فدعا عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل، و جبير بن مطعم بن نوفل بن عبد مناف [وكلهم أقرباء علي]، وقال : اكتبوا الناس على منازلهم وابدأوا ببني عبد مناف، فكتب أول الناس علي بن أبي طالب في خمسة آلاف، والحسن بن علي في ثلاثة آلاف، والحسين بن علي في ثلاثة آلاف ، ولنفسه أربعة آلاف .. وكان أول مال أعطاه مالاً قدم به أبو هريرة من البحرين مبلغه سبعمائة ألف درهم، قال (يعنى الفاروق): اكتبوا الناس على منازلهم، واكتبوا بني عبد مناف، ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه، ثم أتبعوهم عمر بن الخطاب وقومه، فلما نظر عمر قال : وددت والله أني هكذا في القرابة برسول الله، ولكن ابدأوا برسول الله ثم الأقرب فالأقرب منه حتى تضعوا عمر بحيث وضعه الله ) .
    ["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص153 ط بيروت].

    وأما ابن أبي الحديد فقال :( لا بل أبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، و بأهله، ثم الأقرب فالأقرب، فبدأ ببني هاشم، ثم ببني عبد المطلب ثم بعبد شمس ونوفل، ثم بسائر بطون قريش، فقسم عمر مروطاً بين نساء المدينة، فبقي منها مرط حسن، فقال بعض من عنده :
    أعط هذا يا أمير المؤمنين ابنة رسول الله التي عندك - يعنون أم كلثوم بنت علي عليه السلام - فقال : أم سليط أهديه فإنها ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تزفر لنا يوم أحد قرباً ) .["نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص113، 114].

    ولقد ثبت أن الفاروق كان يقدر ويكرم أهل البيت، ويكن لهم من الاحترام ما لا يكن للآخرين، حتى أهل بيته وخاصته .
    وذكر أن ابنة يزدجرد كسرى إيران أكبر ملوك العالم آنذاك لما سبيت مع أسارى إيران أرسلت مع من أرسل إلى أمير المؤمنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الفاروق رضي الله عنه، وتطلع الناس إليها وظنوا أنها تعطى وتنفل إلى ابن أمير المؤمنين والمجاهد الباسل الذي قاتل تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوات عديدة، لأنه هو الذي كان لها كفوا، ولكن الفاروق لم يخصها لنفسه ولالابنه ولا لأحد من أهل بيته، بل رجح أهل بيت النبوة فأعطاها للحسين بن علي رضي الله عنهما، وهى التي ولدت علي بن الحسين رضي الله عنه الذي بقي وحيداً من أبناء الحسين في كربلاء حياً وأنجب وتسلسل منه نسله .
    ولقد ذكر ذلك نسابة شيعي مشهور هو ابن عنبة وقال :(إن اسمها شهربانو قيل : نهبت في فسخ المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليه السلام ) . ["عمدة الطالب في أنساب أبي طالب" الفصل الثاني تحت عنوان عقب الحسين ص192].

    كما ذكر ذلك محدث الشيعة المعروف في صحيحه الكافي في الأصول (أصول الكافي)، عن محمد الباقر أنه قال :
    ( لما قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت : أف بيروج باداهرمز، فقال عمر : أتشتمنى هذه وهمّ بها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ليس ذلك لك، خيرها رجلاً من المسلمين وأحسبها بفيئه، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام، فقال لها أمير المؤمنين : ما اسمك؟ فقالت : جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين : بل شهربانويه، ثم قال للحسين : يا أبا عبد الله! لتلدن لك منها خير أهل الأرض، فولدت على بن الحسين عليه السلام، وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام : ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس. وروي أن أبا الأسود الدائلي قال فيه :وإن غلاماً بين كسرى وهاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم) .["الأصول من الكافي" ج1 ص467، ناسخ التواريخ ج10 ص3، 4].

    وقبل ذلك ساعد أباه علياً في زواجه من فاطمة رضي الله عنهما .(و كان الفاروق يأخذ غلة فدك ويدفع إليهم منها ما يكفيهم، ويقسم الباقي) .["شرح نهج البلاغة" لابن ميثم ج5 ص107، أيضاً "الدرة النجفية" ص332، وابن أبي الحديد أيضاً].

    ومن إكرامه وتقديره لأهل البيت ما ذكره ابن أبي الحديد عن يحيى بن سعيد أنه قال : ( أمر عمر الحسين بن علي أن يأتيه في بعض الحاجة فلقي الحسين عليه السلام عبد الله بن عمر فسأله من أين جاء؟ قال : استأذنت على أبي فلم يأذن لي فرجع الحسين ولقيه عمر من الغد، فقال : ما منعك أن تأتيني؟ قال: قد أتيتك، ولكن أخبرني ابنك عبد الله أنه لم يؤذن له عليك فرجعت، فقال عمر : وأنت عندي مثله؟ وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم) .
    ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص110].
    وكان يقول في عامة بني هاشم ما رواه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي أنه قال :
    ( قال عمر بن الخطاب : عيادة بني هاشم سنة، وزيارتهم نافلة ) .["الآمالي" للطوسي ج2 ص345 ط نجف].

    ونقل الطوسي والصدوق أن عمر لم يكن يستمع إلى أحد بطعن في علي بن أبي طالب ولم يكن يتحمله، ومرة( وقع رجل في علىّ عليه السلام بمحضر من عمر، فقال : تعرف صاحب هذا القبر؟ - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - لا تذكر علياً إلا بخير، فإنك إن آذيته آذيت هذا في قبره ) .
    ["الآمالي" للطوسي ج2 ص46، أيضاً "الآمالي" للصدوق ص324، ومثله ورد في مناقب لابن شهر آشوب ج2 ص154 ط الهند].

    حب آل البيت ومبايعتهم للفاروق :

    وكان أهل بيت النبوة يتبادلون معه هذا الحب والتقدير والاحترام، ولم يستمعوا ولم يصغوا إلى من يتكلم فيه، أو يطعنه بطعنة، أو يعرّض به بتعريض، بل تبرؤا ممن فعل هذا، وأنكروا عليه .
    وأكثر من ذلك كافئوه على احترامه لهم وتقديره بهم حتى أعطوه ثمرة من ثمار النبوة، وزوّجوها منه، وأطاعوه، وأخلصوا له الوفاء والطاعة، وناصحوه، وشاوروه بأحسن ما رأوه، واستوزرهم فرضوا، وأنابهم فقبلوا نيابته، وجاهدوا تحت رايته، ولم يتأخروا في تقديم النصيحة له وما يطلب منهم وفق الكتاب والسنة، وبذلوا له كل غال وثمين .
    فها هو علي بن أبي طالب يقر بذلك في رسالته التي أرسلها إلى أصحابه بمصر بعد مقتل محمد بن أبي بكر عامله على مصر، فيقول بعد ذكر الأحداث التي وقعت عقب وفاة الرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه :
    ( فتولى أبو بكر تلك الأمور …… فلما احتضر بعث إلى عمر، فولاّه فسمعنا وأطعنا وناصحنا - ثم يمدحه حسب عادته أنه لا يذكره إلا ويبالغ في مدحه – وتولى عمر الأمر، وكان مرضي السيرة، ميمون النقيبة ) .
    ["الغارات" للثقفي ج1 ص307، والنقيبة هي النفس].
    أي لم نتأخر في بيعته، ولم نبخل بالسمع والطاعة والمناصحة، لأن سيرته كانت طيبة، ونفسه كان ميموناً مباركاً، ناجحاً في أفعاله، مظفراً في مطالبه.
    ولقد أثبت هذا الطوسي في أماليه حيث يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
    ( فبايعت عمر كما بايعتموه، فوفيت له بيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة، ودخلت حيث أدخلني ) .["الأمالي" للطوسي ج2 ص121 ط نجف].

    فبايعه علي بن أبي طالب، وسمع له، وأطاعه، وناصحه، ورضي بما أمر به، ودخل اللجنة التي جعلها لانتخاب الخليفة ، وكان وزيره ومشيره وقاضيه، وعمل بمشورته دون غيره كما ذكر اليعقوبي المؤرخ الشيعي :
    ( إن عمر شاور أصحاب رسول الله في سواد الكوفة، فقال له بعضهم : تقسمها بيننا، فشاور علياً، فقال : إن قسمتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء! ولكن تقرها في أيديهم يعملونها، فتكون لنا ولمن بعدنا. فقال : وفقك الله! هذا الرأي ) .["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص151، 152].

    وكذلك وردت الروايات الكثيرة في المسائل القضائية أن عمر يرجح قضاء علي ، ولقد بوب شيخ الشيعة المفيد باباً مستقلاً بعنوان "ذكر ما جاء من قضاياه في إمرة عمر بن الخطاب" وأورد تحته قضايا مختلفة كثيرة حكم فيها عمر بقضاء علي رضي الله عنهما، ومنها :
    ( أن عمر أتى بحامل قد زنت فأمر برجمها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : هب أن لك سبيلاً عليها أي سبيل لك على ما في بطنها ؟ والله ؟ فقال عمر : لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو ولا تزر وازرة وزر أخرى تعالى يقول: الحسن ، ثم قال : فما أصنع بها؟ قال : احتط عليها حتى تلد، فإذا ولدت ووجدت لولدها من يكفله فأقم عليها الحد، فسرى بذلك عن عمر وعول الحكم به على أمير المؤمنين عليه السلام ) .["الإرشاد" ص109].

    وأيضا ذكر المفيد :
    أن عمر استدعى امرأة كانت تتحدث عندها الرجال، فلما جاءها رسله فزعت وارتاعت وخرجت معهم فأملصت ووقع إلى الأرض ولدها يستهل ثم مات ، فبلغ عمر ذلك فجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن الحكم في ذلك فقالوا بأجمعهم : نراك مؤدباً، ولم ترد إلا خيراً، ولا شيء عليك في ذلك ، وأمير المؤمنين عليه السلام جالس لا يتكلم في ذلك، فقال له عمر : ما عندك في هذا يا أبا الحسن؟ فقال : قد سمعت ما قالوا : قال : فما عندك؟ قال : قد قال القوم ما سمعت، قال : أقسمت عليك لتقولن ما عندك، قال : إن كان القوم قاربوك فقد غشوك وإن كانوا ارتاؤا فقد قصروا الدية على عاقلتك لأن قتل الصبى خطأ تعلق بك ، فقال : أنت والله نصحتني من بينهم والله لا تبرح حتى تجري الدية على بني عدي ، ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام .
    ["الإرشاد" ص110].
    وأيضاً ( عن يونس عن الحسن أن عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها، فقال له أمير المؤمنين عليه وحمله وفصاله ثلاثون السلام : إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك ، إن الله تعالى يقول: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم ويقول جل قائلاً: شهراً فإذا تمت المرأة الرضاعة سنتين، وكان حمله وفصاله ثلاثين شهراً، كان الرضاعة الحمل منها ستة أشهر، فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك فعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عنه إلى يومنا هذا ) .
    ["الإرشاد" ص110].
    وأيضاً :( إن امرأة شهد عليها الشهود أنهم وجدوها في بعض مياه العرب مع رجل يطأها ليس ببعل لها، فأمر عمر برجمها وكانت ذات بعل، فقالت : اللهم إنك تعلم أني بريئة، فغضب عمر وقال : وتجرح الشهود أيضاً ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ردوها واسألوها فلعل لها عذراً، فردت وسئلت عن حالها فقالت : كان لأهلي إبل فخرجت في إبل أهلي وحملت معي ماء ولم يكن في إبل أهلي لبن وخرج خليطنا وكان في إبله لبن، فنفذ مائي فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أمكنه من نفسي فأبيت، فلما كادت نفسي تخرج أمكنته من فمن اضطر غير باغ ولا عادنفسي كرها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الله أكبر فلما سمع ذلك عمر خلى سبيلها) . فلا إثم عليه ] " الإرشاد " ص 312[ .فعمل الفاروق في جميع هذه القضايا بقضاء عليّ، ونفّذ ما قاله لأنه كان يقول حسب رواية شيعية :( علي أقضانا ) .["الأمالي" للطوسي ج1 ص256 ط نجف].

    أفبعد هذا يمكن القول بأن علياً كان يخالف عمر رضى الله عنهما، أو كان بينهما شيء؟!وهل يتصور أن شخصاً لا يعترف ولا يقرّ بولاية أحد وخلافته ثم يشترك معه في الشورى وفي المسائل المهمة والنوائب الملمة، ويبدي رأيه الصائب، ويؤخذ بقوله ويقضى به بين الناس، وينفذ قضاؤه ؟!

    وأكثر من ذلك : أن عليًا كان ينوب عنه في الحكم والحكومة أحيانًا ؛ حيث أنابه عمر سنة 15 من الهجرة لما استمد أهل الشام عمر على أهل فلسطين فشاور أصحابه فمنعه علي، وقال له :
    لا تخرج بنفسك، إنك تريد عدواً كلباً، فقال عمر : إني أبادر بجهاز العدو موت العباس بن عبد المطلب ، إنكم لو فقدتم العباس لينقض بكم الشر ، كما ينتقض الحبل".فشخص عمر إلى الشام.( وإن علياً عليه السلام هو كان المستخلف على المدينة ) .["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج2 جزء 8 ص370].

    ولقد ذكر المؤرخون أن الفاروق رضي الله عنه أناب عليًا رضي الله عنه ثلاث مرات في الحكم على عاصمة المؤمنين : سنة 14 من الهجرة عندما أراد غزو العراق بنفسه. وسنة 15 عند شخوصه لقتال الروم. وعند خروجه إلى أيلة سنة 17 من الهجرة .
    [انظر : "البداية والنهاية" لابن كثير ج7 ص35 وص55 ط بيروت، وأيضاً "الطبري" ج4 ص83، وص159 ط بيروت].


    ولأجل ذلك قال علي رضي الله عنه لما عزموا على بيعته:

    ( أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) .

    [نهج البلاغة ص136 تحقيق صبحي].

    يشير بذلك إلى وزارته أيام الصديق وأيام الفاروق رضي الله عنهم.ولأجل ذلك كان يقاتل هو وبنوه وأهله وذووه تحت راية عمر، ويقبلون منه الغنائم والهدايا والجواري والسبايا، ولو لم تكن خلافته حقاً لما كان القتال تحت رايته جهاداً، ولم يكن الجواري والإماء جوارياً وإماءً، ولم يجز قبولها والتمتع بها، وقد ثبت هذا كله كما ذكرناه سابقاً .
    ومن ذلك ما روى الشيعة أن الحسن بن علي سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام قاتل تحت لواء الفاروق، وجاهد أيام خلافته وتحت توجيهاته وإرشاداته في الجيش الذي أرسل إلى غزو إيران ويقولون : إن في أصفهان مسجداً يعرف بلسان الأرض!‍ ولقد سمي بهذا الاسم لأن الحسن لما جاء إلى أصفهان أيام خلافة عمر بن الخطاب مجاهداً في سبيل الله غازياً وفاتحاً لهذه البلاد مع عساكر الإسلام نزل في موضع هذا المسجد فتكلمت معه الأرض – كما يزعمون - فسميت هذه البقعة لسان الأرض لتكلمها معه .[انظر : "تتمة المنتهى" للعباس القمي ص390 ط إيران].

    موقف أهل البيت من عثمان رضي الله عنه:


    وأما ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم وعديل علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام الذي حمل راية الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل وفتح على المسلمين مدناً جديدة وبلاداً واسعة شاسعة وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء بعد هجرتهم إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه كما اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
    ولم تكن إمداداته هذه ومساعداته لعامة المسلمين ومصالحهم, مثل تجهيز جيش العسرة وغيرها فحسب ، بل كان خيراً، جواداً، كريماً، منفقاً الأموال وناثرها ،حتى على الخاصة كما كان على العامة .
    وهو الذي ساعد عليًا في زواجه، وأعطاه جميع النفقات كما يقر بذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه:
    ( إني لما تقدمت إلى رسول الله ) طالباً منه زواج فاطمة قال لي : بع درعك وائتني بثمنها حتى أهيئ لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما، قال علي : فأخذت درعي فانطلقت به إلى السوق فبعته بأربع مائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان، فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال : يا أبا الحسن! ألست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم مني؟ فقلت : نعم، قال : فإن هذا الدرع هدية مني إليك، فأخذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله فطرحت الدرع والدراهم بين يديه، وأخبرته بما كان من أمر عثمان فدعا له النبي بخير ) .
    ["المناقب" للخوارزمي ص252، 253 ط نجف، "كشف الغمة" للأربلي ج1 ص359، و"بحار الأنوار" للمجلسي ص39، 40 ط إيران].
    ولأجل ذلك كان ابن عم رسول الله عبد الله بن عباس يقول:
    ( رحم الله أبا عمرو (عثمان بن عفان) كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة ، سباقاً إلى كل منحة، حبيباً، أبياً، وفياً : صاحب جيش العسرة، خِتن رسول الله ) .
    ["تاريخ المسعودي" ج3 ص51 ط مصر، أيضاً "ناسخ التواريخ" للمرزه محمد تقي ج5 ص144 ط طهران].
    وقد أشهده رسول الله فيمن أشهدهم على زواج علي من فاطمة حيث يروي الشيعة عن أنس ( أنه قال له عليه الصلاة والسلام :
    انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان ….. وبعددهم من الأنصار، قال : فانطلقت فدعوتهم له، فلما أن أخذوا مجالسهم قال ….. إني أشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال من فضة ) .
    ["كشف الغمة" ج1 ص358، أيضاً "المناقب" للخوارزمي ص252، و"بحار الأنوار" للمجلسي ج10 ص38].
    ويفتخر الشيعة بأن رسول الله زوج عليًا إحدى بناته ، وأدخله بذلك في أصهاره وأرحامه، وهذا الذي جعلهم يقولون بأفضليته وإمامته وخلافته بعده،
    فكيف بمن زوجه رسول الله ابنتين من بناته ؟!وهو عثمان رضي الله عنه ، حيث تزوج رقية بنت النبي بمكة، وبعد وفاتها زوجه رسول الله ...و ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنها ، كما يقر ويعترف بذلك علماء الشيعة أيضاً، فها هو المجلسي يذكر ذلك في كتابه "حياة القلوب"نقلاً عن ابن بابويه القمي بسنده الصحيح المعتمد عندهم بقوله : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد له من خديجة القاسم، وعبد الله الملقب بالطاهر، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة، وتزوج علي من فاطمة، وأبو العاص بن ربيعة من زينب، وكان رجلاً من بني أمية ، كما تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم وماتت قبل أن يدخل بها، ثم لما أراد الرسول خروجه إلى بدر زوّجه من رقية ) .
    ["حياة القلوب" للمجلسي ج2 ص588 باب 51].

    وأورد الحميري رواية عن جعفر بن محمد عن أبيه قال :( لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة: القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وفاطمة وزينب، فتزوج علي عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبو العاص بن ربيعة وهو من بني أمية زينباً، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانها رقية ) .
    ["قرب الإسناد" ص6، 7].
    وروى مثل هذه الرواية العباس القمي في "منتهى الآمال" عن جعفر الصادق، والمامقاني في "تنقيح الرجال"["المنتهى" ج1 ص108، "التنقيح" ج3 ص73].

    وأقر بذلك الشري حيث كتب :( وما كان عثمان دون الشيخين صحبة ولا سابقة، فهو من المسلمين الموقرين، وهو صهر الرسول مرتين، تزوج ابنة الرسول رقية، وولد له منها ولد، عبد الله توفي وعمره ست سنين وكانت أمه توفيت قبل وفاته، وزوجه النبي بنته الثانية أم كلثوم، فلم تلبث أم كلثوم معه طويلاً وتوفيت في أيام أبيها ) .
    [كتاب "أمير المؤمنين" لمحمد جواد الشيعي تحت عنوان علي في عهد عثمان ص256].
    ولقد ذكر المسعودي تحت ذكر أولاده :( وكل أولاده من خديجة خلا إبراهيم وولد له صلى الله عليه وسلم القاسم، وبه كان يكنى وكان أكبر بنيه سناً، ورقية وأم كلثوم، وكانتا تحت عتبة وعتيبة ابني أبى لهب (عمه) فطلقاهما لخبر يطول ذكره فتزوجهما عثمان بن عفان واحدة بعد واحده ) .["مروج الذهب" ج2 ص298 ط مصر].

    هذا ولقد شهد بذلك علي بن أبي طالب أيضاً ، حيث قال مخاطبًا عثمان :(وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بالعمل منك، وأنت أقرب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا) .
    ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص234].
    هذا وقد أنزله رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة الفؤاد كما رووا عنه أنه قال :
    ( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد ) .
    ["عيون أخبار الرضا" ج1 ص303 ط طهران].
    ولقد مدحه جعفر الصادق بقوله :( ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن علياً صلوات الله عليه وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ) .
    ["الكافي في الفروع" ج8 ص209].
    ويبين جعفر أيضاً مقام عثمان بن عفان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقته فيه، ونيابته عنه ، وإخلاص عثمان للنبي عليه السلام والوفاء والإتباع له ، كما يبين إحدى الميزات التي امتاز بها عثمان دون غيره، وهي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى يديه لعثمان، وبيعته بنفسه عنه، وذلك في قصة صلح الحديبية حيث يقول :
    ( فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرج فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم وكانت المناوشة، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان، وقال المسلمون : طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطفت بالبيت؟ فقال : ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطف به، ثم ذكر القصة وما فيها ) .
    ["كتاب الروضة من الكافي" ج8 ص325، 326].
    فهل هناك طاعة فوق هذه الطاعة ؟! حيث دخل الحرم ولم يطف بالبيت لأن سيده ومولاه رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يطف به .
    وذكر مثل ذلك المجلسي في كتابه "حياة القلوب" قال :
    ( لما وصل الخبر إلى رسول الله بأن عثمان قتله المشركون. قال الرسول : لا أتحرك من ههنا إلا بعد قتال من قتلوا عثمان ،فاتكأ بالشجرة، وأخذ البيعة لعثمان.. ثم ذكر القصة بتمامها ) .["حياة القلوب" ج2 ص424 ط طهران].

    مبايعة علي لعثمان رضي الله عنهما :

    وكان علي يرى صحة إمامته وخلافته لاجتماع المهاجرين والأنصار عليه ، وكان يعد خلافته من الله رضي ، ولم يكن لأحد الخيار أن يرد بيعته بعد ذلك، أو ينكر إمامته حاضراً كان أم غائباً ؛ كما قال في إحدى خطاباته رداً على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما :
    ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ) .
    ["نهج البلاغة" ص368 تحقيق صبحي].
    وكان أحد الستة الذين عينهم الفاروق ليختار منهم خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، ولما بايعه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد ما استشار أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار، ورأى بأنهم لا يريدون غير عثمان بن عفان رضي الله عنه بايعه أول من بايعه، ثم تبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
    ( فأول من بايع عثمان عبد الرحمن بن عوف ثم علي بن أبي طالب ) .
    ["طبقات ابن سعد" ج3 ص42 ط ليدن، أيضاً "البخاري" باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان].
    ويذكر ذلك علي رضي الله عنه بقوله :
    ( فبايعتم عثمان فبايعته ) .
    ["الأمالي" للطوسي ج2 الجزء18 ص121 ط نجف].
    وكان من المخلصين الأوفياء له، مناصحاً: مستشاراً، أو قاضياً ، كما كان في خلافة الصديق والفاروق، ولقد بوب محدثو الشيعة ومؤرخوها أبواباً مستقلة ذكروا فيها أقضية علي في خلافة ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين.
    ولقد ذكر المفيد في "الإرشاد" تحت عنوان "قضايا علي في زمن إمارة عثمان" عدة قضايا حكم بها علي ونفذها عثمان رضي الله عنه فيقول :
    ( إن امرأة نكحها شيخ كبير فحملت، فزعم الشيخ أنه لم يصل إليها وأنكر حملها، فالتبس الأمر على عثمان، وسأل المرأة هل افتضك الشيخ؟ وكانت بكراً قالت : لا، فقال عثمان : أقيموا عليها الحد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن للمرأة سمين سم للمحيض وسم للبول، فلعل الشيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سم المحيض، فحملت منه، فاسأل الرجل عن ذلك؟ فسئل، فقال : قد كنت أنزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الحمل له والولد ولده، ورأى عقوبته على الإنكار فصار عثمان إلى قضائه بذلك وتعجب منه ) .["الإرشاد" ص122، 113 ط مكتبة بصيرتي قم ، إيران].

    وأيضا ( إن رجلاً كانت له سرية فأولدها ثم اعتزلها وأنكحها عبداً له ثم توفي السيد فعتقت بملك ابنها لها وورث ولدها زوجها، ثم توفي الابن فورثت من ولدها زوجها فارتفعا إلى عثمان يختصمان تقول : هذا عبدي ويقول : هي امرأتي، ولست مفرجاً عنها، فقال عثمان : هذه مشكلة ، وأمير المؤمنين حاضر ، فقال عليه السلام : سلوها هل جامعها بعد ميراثها له ؟ فقالت : لا، فقال : لو أعلم أنه فعل ذلك لعذبته، اذهبي فإنه عبدك، ليس له عليك سبيل، إن شئت أن تسترقيه أو تعتقيه أو تبيعه فذلك لك ) .
    ["الإرشاد" ص113].
    وروى الكليني عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال :( إن الوليد بن عقبة حين شهد عليه بشرب الخمر قال عثمان لعلي عليه السلام : اقض بينه وبين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر ، فأمر علي عليه السلام فجلد بسوط له شعبتان أربعين جلدة ) .
    ["الكافي في الفروع" ج7 ص215 باب ما يجب فيه الحد من الشراب].
    وقد ذكر اليعقوبي :( أن الوليد لما قدم على عثمان، قال : من يضربه؟ فأحجم الناس لقرابته وكان أخا عثمان لأمه، فقام عليّ فضربه ) .
    ["تاريخ اليعقوبي" الشيعي ج2 ص165].
    ولا يكون هذا الفعل والعمل إلا ممن يقرّ ويصحّح خلافة الخليفة، ويتمثل أوامر الأمير، ويشارك الحاكم في حكمه، وكان علي بن أبي طالب وأولاده، وبنو هاشم معه، يطاوعون الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
    ويدل على ذلك قول علي رضي الله عنه لما أراده الناس على البيعة بعد استشهاد الإمام المظلوم ذي النورين رضي الله عنه
    ( دعوني والتمسوا غيري … وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ) .
    ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص136].

    ذو النورين وعلاقاته مع أهل البيت:


    قبول عبد الله بن عباس الإمارة على الحج سنة 35 .["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص176].

    وكان عثمان يهدي إليهم الغنائم والهدايا ، كما كان يبعث إليهم الجواري والخدام.ولقد نقل المامقاني عن الرضا - الإمام الثامن عندهم - أنه قال :
    ( إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد ابن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين ) .
    ["تنقيح المقال في علم الرجال" للمامقاني ج3 ص80 ط طهران].
    فكان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما، وهما كذلك ، ويشهد لهذا أنه لما حوصر من قبل البغاة، أرسل عليّ ابنيه الحسن والحسين وقال لهما :
    ( اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحداً يصل إليه ) .
    ["أنساب الأشراف" للبلاذري ج5 ص68، 69 ط مصر].

    بل اشترك علي رضي الله عنه أول الأمر بنفسه في الدفاع عنه ( فقد حضر هو بنفسه مراراً، وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه وابن أخيه عبد الله بن جعفر ) . ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج10 ص581 ط قديم إيران].

    ( وانعزل عنه بعد أن دافع عنه طويلاً بيده ولسانه فلم يمكن الدفع ) .["شرح ابن ميثم البحراني" ج4 ص354 ط طهران]. و( نابذهم بيده ولسانه وبأولاده فلم يغن شيئاً ) . ["شرح ابن أبي الحديد" تحت "بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر"].

    وقد ذكر ذلك نفسه حيث قال :( والله لقد دفعت عنه حتى حسبت أن أكون آثما ) .["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص286].

    ( ومانعهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة ….. وجماعة معهم من أبناء الأنصار فزجرهم عثمان، وقال : أنتم في حل من نصرتي ) .
    ["شرح النهج" تحت عنوان محاصرة عثمان ومنعه الماء].
    وجرح فيمن جرح من أهل البيت وأبناء الصحابة الحسن بن علي رضي الله عنهما وقنبر مولاه .
    ["الأنساب" للبلاذي ج5 ج95، "البداية" تحت "قتلة عثمان"].
    ولما منع البغاة الطغاة عنه الماء خاطبهم عليّ بقوله :( أيها الناس! إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، إن فارس والروم لتؤسر فتطعم فتسقي، فوالله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم ) .
    ["ناسخ التواريخ" ج2 ص531، ومثله في "أنساب الأشراف"، للبلاذري ج5 ص69].
    وقال المسعودي :( فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد الله، وطلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بما ذكرنا، فصدوهم عن الدار، فرمى من وصفنا بالسهام، واشتبك القوم، وجرح الحسن، وشج قنبر، وجرح محمد بن طلحة، فخشي القوم أن يتعصب بنو هاشم وبنو أمية، فتركوا القوم في القتال على الباب، ومضى نفر منهم إلى دار قوم من الأنصار فتسوروا عليها، وكان ممن وصل إليه محمد بن أبي بكر ورجلان آخران، وعند عثمان زوجته، وأهله ومواليه مشاغل بالقتال، فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيته، فقال : يا محمد! والله لو رآك أبوك لساءه مكانك، فتراخت يده، وخرج عنه إلى الدار، ودخل رجلان فوجداه فقتلاه، وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه، فصعدت امرأته فصرخت وقالت: قد قتل أمير المؤمنين، فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما من بني أمية، فوجدوه قد فاضت نفسه رضي الله عنه ، فبكوا، فبلغ ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فاسترجع القوم، ودخل علي الدار، وهو كالواله الحزين وقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير ) .
    ["مروج الذهب" للمسعودي ج2 ص344 ط بيروت].
    ثم كان هو وأهله ممن دفنوه ليلاً، وصلوا عليه كما يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي :( فخرج به ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطاً من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه ) .
    [شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص97 ط قديم إيران وج1 ص198 ط بيروت].


    فهذا هو ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه صهر رسول الله وحبيبه في الدنيا والآخرة، وحبيب أهل البيت وابن عمهم وعمتهم، وقريبهم، يحبهم ويحبونه كصاحبيه الصديق والفاروق ،كما بيناه من كتب الشيعة أنفسهم، ومن المصادر الأصلية الموثوقة المعتمدة لديهم بذكر الصفحات والمجلدات.



    أسماء الأعلام من أهل البيت من العلويين والهاشميين
    الذين تسمُّوا بأسماء الصحابة رضوان الله عليهم


    أبو بكر بن علي بن أبي طالب:قتل مع الحسين في كربلاء، وأمه ليلي بنت مسعود النهشلية، ذكره: الإرشاد للمفيد ص 248 – 186، تاريخ اليعقوبي في أولاد علي، ومنتهى الآمال للشيخ عباس القمي 1/261 وذكر أن اسمه محمداً وكنيته أبو بكر قال: و ( محمد يكنى بأبي بكر) 1/544، وبحار الأنوار للمجلسي 42/120.

    أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
    قتل مع عمه الحسين في كربلاء، ذكره: الشيخ المفيد في قتلى كربلاء في الإرشاد 248، وتاريخ اليعقوبي في أولاد الحسن، ومنتهى الآمال لعباس القمي 1/544 في استشهاد فتيان بني هاشم في كربلاء.

    أبو بكر علي زين العابدين:
    كنية علي زين العابدين بن الحسين هي أبو بكر وذكر ذلك العديد من علماء الشيعة الإمامية، راجع الأنوار النعمانية للجزائري.

    أبو بكر علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق:
    كانت كنية علي الرضا أبو بكر ذكر ذلك: النوري الطبرسي في كتابه النجم الثاقب في ألقاب وأسماء الحجة الغائب قال: (( 14- أبو بكر وهي إحدى كُنى الإمام الرضا كما ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين.

    أبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
    ذكره صاحب أنساب الأشراف ص 68 قال: (( ولد عبد الله بن جعفر. . . وأبا بكر قُتِلَ مع الحسين وأمهم الخوصاء من ربيعة. . . ))، وذكره خليفة بن خياط في تاريخه ص 240 في تسمية من قُتِلَ يوم الحرة من بني هاشم.

    عمر رضي الله عنه:

    وممن اسمه عمر:
    عمر بن الأطرف بن علي بن أبي طالب:
    أمه أم حبيب الصهباء التغلبية من سبي الردة، راجع: سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري الشيعي ص 123 في نسب عمر الأطرف، ومنتهى الآمال لعباس القمي 1/261 قال: (( عمر ورقية الكبرى التوأمان )) وبحار الأنوار للمجلسي 42/120.

    عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
    أمة أم ولد استشهد مع عمه الحسين في كربلاء، راجع: عمدة الطالب لابن عنبه هامش ص 116، تاريخ اليعقوبي ص 228 في أولاد الحسن.
    وقال اليعقوبي في تاريخه (( وكان للحسن ثمانية ذكور وهم. . . وزيد. . . وعمر والقاسم وأبو بكر وعبد الرحمن لأمهاتٍ شتى وطلحة وعبد الله. . . )).

    عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين:
    أمة أم ولد ولقب بـ الأشرف، لأن عمر الملقب بـ الأطرف، وهو عمر بن علي بن أبي طالب، راجع: الإرشاد للمفيد ص 261، عمدة الطالب لابن عنبه ص 223، ولقب بالأشرف لأنه من حسيني وحسنية أما عمر الأطرف أخذ بطرف واحد هو الأب علي بن أبي طالب.

    عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
    ذكر اسمه محمد الأعلمي الحائري في تراجم أعلام النساء تحت ذكر اسم بنت الحسن بن عبيد الله بن جعفر الطيار.. ص 359.

    عمر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق:ذكره ابن الخشاب في أولاد موسى الكاظم.
    قال ابن الخشاب: (( عشرون ابناً زاد فيهم عمراً وعقيلاً وثماني عشرةَ بنتاً )) راجع: تواريخ النبي والآل لمحمد تقي التستري.


    عثمان بن علي بن أبي طالب:
    قُتِلَ مع الحسين في كربلاء وأمة أم البنين بنت حزام الوحيدية ثم الكلابية، راجع الإرشاد للمفيد ص186 – 428، أعيان النساء للشيخ محمد رضا الحكيمي ص 51، تاريخ اليعقوبي في أولاد علي، منتهى الآمال 1/544، التستري في تواريخ النبي والآل ص115 في أولاد أمير المؤمنين.

    عثمان بن عقيل بن أبي طالب:
    ذكره البلاذري في أنساب الأشراف ص70 قال: (( ولد عقيل مسلماً... وعثمان )) .

    عائشة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق:
    هي من بنات موسى الكاظم وذكر ذلك الكثير من علماء الشيعة أنفسهم بما فيهم الشيخ المفيد نفسه في الإرشاد ص 303، وعمدة الطالب لابن عنبه هامش ص 266، والأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري 1/380.
    قال في الأنوار النعمانية 1/380 (( وأما عدد أولاده فهم سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى: الإمام علي الرضا و... و ... و ... وعائشة )).
    إن كان هناك خلاف في عدد أولاده لكن الذي لا خلاف فيه أن له ابنة اسمها: عائشة، قال أبو نصر البخاري (( ولد موسى من ثمانية عشر ابناً واثنتين وعشرين بنتاً )) سر السلسلة العلوية ص 53.
    وأورد التستري في تواريخ النبي والآل سبع عشرة بنتاً هًن (( فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ورقية ورقية الصغرى وحكيمة وأم أبيها وأم كلثوم وأم سلمة وأم جعفر ولبانة وعلية وآمنة وحسنة وبريهة وعائشة وزينب وخديجة )) تواريخ النبي والآل 125 – 126.

    عائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق:
    قال العمري في المجدي: (( ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق يقال له الخواري، وهو لأم ولد ثماني نسوة وهي: حسنة وعباسة و عائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة ( أي الصغرى ) وأسماء وزينب وأم جعفر... )) سر السلسلة العلوية ص 63 الهامش الذي كتبه المحقق.

    عائشة بنت علي الرضا بن موسى الكاظم:
    ذكرها ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت قال: ولد الرضا خمسة بنين وابنة واحدة هم محمد القانع والحسن وجعفر وإبراهيم والحسين، والبنت اسمها عائشة. تواريخ النبي والآل ص 128.

    عائشة بنت علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا:ذكرها الشيخ المفيد في الإرشاد ص 334 قال: (( وخلف من الولد أبا محمد الحسن ابنه هو الإمام من بعده والحسين ومحمد وجعفر وابنته عائشة... )).

    طلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
    ذكره اليعقوبي في تاريخه في أولاد الحسن ص 228، والتستري في تواريخ النبي والآل ص 120.

    معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
    هو أحد أولاد عبد الله سماه باسم معاوية بن أبي سفيان ولمعاوية هذا عقب راجع: أنساب الأشراف ص60 – 68، وعمدة الطالب لابن عنبه ص 56..
    [/size]

    لماذا لا نجد شيعياً واحداً وما أكثرهم في (واتا) سخر قلمه ولو بمقال واحد للدفاع عن عرض رسول الله وصحابته
    ومن العجب أن بعضهم نجده يتكلم عن الرسوم المسيئة للرسول في بضعة أسطر وإذا به يتحول ليجعل ثلثي مقالته في الطعن بعلماء أهل السنة ووصمهم بالتكفيريين ، يتكلم عن الرسوم المسيئة للرسول وفي نفس الوقت يتغاضى عن ما سطرته كتبهم من الطعن في زوجته وحبيبته الحميراء .
    فهل يلتقي النقيضان .


    وأنظرو إلى ردود الشيعة الإمامية الجعفرية حيال هذا المقال ليتضح من خلالها موقفهم من الصحابة


    هل سوف يسعى الشيعة الغلاة بالضغط لإغلاق هذه الصفحة كما تم إغلاق صفحات أخرى بتحريض منهم ؟


    ولكم مني كل التحيات ،،،

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

  15. #55
    عـضــو الصورة الرمزية مها دحام
    تاريخ التسجيل
    13/06/2007
    المشاركات
    450
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
    الاستاذ : عباس النوري
    لكن أحب أن أقول أنه يجب أن لا نتهم الآخرين بأنهم حاقدين إلا من خلال أفعالهم وإيران دولة متمسكة بالاسلام فعلا
    فلنرحب بها ونشكرها على مواقفة المشرفة أكثر من كثير من الدول العربية والاسلامية
    كل الشكر والتقدير لك
    تحياتي

    هذا رد على هذين السطرين و ما تفضلت به الأستاذه مريم بشكر الدولة الفارسية على ما تقوم به وما تكرمت به انه افضل بكثير من الدول العربية اولا احب ان اقول نحن نعتز بعروبتنا وحتى اذا لم تفعل الدول العربية شئ تجاهنا فتبقى دول عربية منا وبنا على الاقل لا يوجد الخبث والمكر التي تكنه لنا هذه الدوله الفارسية تجاه العراق الذي كان في الماضي يتصدى لها ولكن سيبقى يتصدى لها والتي ساهمت وبشكل خفي بأحتلال العراق . المهم هذا تعليق السيد اية الله فضل المالكي على ما تقوم به هذه الدوله الفارسيه في العراق وهو منقول
    العروبة العروبة هو ما أقصده أستاذه مريم هل تفهميني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أعرف ان الموضوع هنا ليس له صلة ولكن شئت ان اوضح



    فهذا آية الله فاضل المالكي وهو مرجع شيعي عراقي ينتقد تدخل علماء من أصل إيراني بشؤون بلاده


    فتوى برفض مرجع غير عراقي
    "العمامة" تحكم العراق
    المالكي: لا يجوز فرض الحجاب




    المالكي: أترك قم إن استقبلتني أية دولة عربية

    دبي- حيان نيوف

    انتقد مرجع شيعي عراقي بارز، مقيم في مدينة قم الإيرانية، تدخل مراجع دينية إيرانية مقيمة في النجف في صياغة الوضع السياسي العراقي، داعيا "المعممين" المشاركين في حكومة العراق ومشاريع سياسية أخرى لخلع زيهم الديني إذا أرادوا الاستمرار بالعمل السياسي.

    ووصف المرجع آية الله الشيخ فاضل المالكي المراجع والعلماء من أصل إيراني وجميع الذين يتدخلون بالعملية السياسية العراقية وهم ليسوا عراقيين بأنهم "حمالة الحطب"، منتقدا أيضا الحملة ضد نساء البصرة ومعبرا عن رفضه لفرض الحجاب بقوة.



    وتكتسب تصريحات المالكي بخصوص نفوذ علماء شيعة من أصل إيراني في العراق أهمية خاصة، لكونه مقيماً في إيران أصلاً، حيث يدير "حوزة الثقلين"، كما أنه يعتبر نفسه المرجع الشيعي العراقي الوحيد المنفي في قم، وكونه "آية الله" أيضا.

    وكان الشيخ فاضل المالكي قد انتقد بشدة في بيان العمليات العسكرية في البصرة وقال إنها "انتهاك للحريات وحرب مفتوحة ضد العراقيين تنفذها الحكومة"، ووصف ما يحدث في جنوب العراق بأنه "انتفاضة ضد الفساد والاحتلال".


    فتوى برفض مرجع غير عراقي

    وفي حديث خاص مع "العربية.نت" من مقر إقامته في قم الإيرانية، أرجع العلامة الشيخ المالكي موقفه المنتقد والمعارض للحكومة العراقية لكون الموقف الشرعي من العملية السياسية في العراق لا تحدده مراجع عراقية الأصل.

    وقال : "أنا هنا في إيران، وأرى أنهم لا يسمحون لأي مرجع حتى لو كان أعلم علماء العالم أن يتدخل في شؤونهم الداخلية والسياسية. نحن في العراق نقول لهم لا تتدخلوا بشؤوننا الداخلية تجنبا للحساسيات والاختراقات ولأن المرجع ابن البلد أفهم بشؤون بلده".

    وأضاف "بصراحة أفتي بأنه لا يجوز لمرجع غير عراقي الاصل أن يتدخل في الشأن السياسي العراقي سواء كان في قم أو في النجف، ووجوده في النجف لا يعني أنه عراقي".

    وتساءل: هل من الإنصاف أن يسمح لعلماء غير عراقيين في النجف أن يتصرفوا في الشأن السياسي والفتوى، بينما لا يسمح للعراقي الاصيل أن يعلن رأيه وصوته. هؤلاء المراجع من أصل إيراني يصولون ويجولون في بلادنا، والسبب أنهم جزء من معادلة تم التفاهم عليها وفق أجندة إقليمية ودولية أن يكون هؤلاء الغطاء الشرعي لهذه العملية السياسية الخاطئة. وهم دخلوا للعراق من كل القنوات حتى الحوزة والدين.


    "العمامة" تحكم العراق

    وفي سياق متصل، وأى الشيخ المالكي أن العمامة هي التي تحكم العراق اليوم، موضحاً أنه يرى "ضرورة لعلماء الدين في الحكم- وإن كان هؤلاء المعممون اليوم في السلطة ليسوا علماء، بل فقط يحملون الزي الديني، لكن طالما يحملون زي العلماء، فالمفروض إما أن ينزعوا هذا الزي وإما أن يتنحوا عن هذين الموقعين. وعالم الدين لا يليق به أن يكون حزبيا ولا يليق به أن يكون حكوميا.

    وأكد المالكي أنه مقتنع بأن العراق "لا تصلح له حكومة دينية طائفية أبدا، ولا حكومة علمانية مضادة للدين، وإنما حكومة مدنية تقوم على معايير الاصالة العراقية والاعتدال".

    واعترف بأن الدين يرفع الآن في العراق شعارا لتصفية الحسابات، واستخدم بطريقة سيئة لتكميم الأفواه وتخدير الشعب وللترويج لقوائم معينة. واستطرد: "مثلا تم استخدام الفتوى بشكل سيء وتوظيف اسم المرجعية بوضع أشبه بنظام ولاية الفقيه وهو نظام لا يتحمله وضع العراق من خلال إقامة نظام محاصصة طائفية أساءت للدين واهل الدين، وهناك أحزاب نشأت وتربت وتسلحت في إيران لا تمثل الشعب العراقي الذي خدع بالشعارات الدينية".


    المالكي: لا يجوز فرض الحجاب

    وفي جانب آخر من الحوار، انتقد المرجع فاضل المالكي قتل النساء غير المحجبات في البصرة، قائلا "نبرأ من كل من يرتكب جريمة بحق المدنيين أيا كان دينهم ومذهبهم والاعتداء على النساء وعلى غير المحجبات لا يبيحه الدين ولا يجوز أصلا فرض الحجاب".

    وقال إنه المرجع الوحيد المنفي، مشيراً إلى أنه، في حال عودته للعراق، "سوف يتصدون لي والشهادة ستكون بدون فائدة.. وأنا معارض للحكم الحالي قدر معارضتي لنظام صدام السابق".

    وأشار إلى وجود أكثر من ألفي طالب علم عراقي في قم وهو ما يعتبره عددا كبيرا.
    ولكنه أشار إلى أنه يعيش في قم غريبا، مضيفا "لو استقبلتني دولة عربية كنت أترك قم".

    http://www.alarabiya.net/articles/2008/04/01/47737.html وهذا الرابط


  16. #56
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأخ جيفارا
    بعد كل ماقدمته حضرتك من أدلة في مدح صحابة رسول الله المنتجبين من كتب الشيعة وآل بيت رسول الله
    أقول لقد ظهر الحق وزهق الباطل في كل اتهام نتهم به في سب الصحابة المنتجبين الطيبين
    تحياتي لك


  17. #57
    عـضــو الصورة الرمزية مريم محمود العلي
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    المشاركات
    656
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأخت مها دحام
    لا وألف لا
    موقف مسلم أي كان وفي أي مكان كان من قضايانا بإخلاص أفضل ألف مرة من موقف عربي متخاذل وخائن
    وأعود وأكرر موقف ايران من قضايانا ودعمها للمقاومة أشرف بكثير من مواقف بعض الدول العربية المتخاذلة
    وما يحدث في العراق تتفاوت فيه صحة الأنباء ولا يمكن أن تكون إيران المسلمة إلا دولة داعمة للحق
    وغدا لناظره قريب
    تحياتي لك


  18. #58
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الصحابة المنتجبين


    نعم يا أخت مريم ظهر الحق وزهق الباطل ، نعم ظهر الحق وإتضح بجلاء موقفك وبدون تقية من صحابة رسول الله رغم الروايات التي تثبت المحبة بين الآل والأصحاب ، وظهر الحق في روايات الأئمة المذكورة أعلاه أن لا أصل للإمامة ولا أصل للنص ولا أصل للخلاف بين الصحابة وآل البيت .


    آمل أن توضحي لمثقفي واتا من هم (الصحابة المنتجبين) حتى يعلمون من هي مريم العلي (ثلاثة أم سبعة) كما هو في الروايات المسطرة في كتبكم ، ومن هم ؟ .

    وهل أبو بكر وعمر وعثمان رض الله عنهم من الصحابة المنتجبين ؟

    ولك مني كل التحيات ،،،

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

  19. #59
    عـضــو الصورة الرمزية سمير سالم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2007
    العمر
    62
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    [QUOTE=مريم محمود العلي;197335][size=5][color=#8B0000]

    أي



    فيـا حميـرا سـبّـك مـحـرم لأجل عين ألف عين تكرم








    • هلا تكرمنا سماحة السيد بذكر أسماء لعلماء شيعة كبار متقدمين ومتأخرين تخلو تقريراتهم من الوقيعة في الصحابة الكرام، كي نستشهد من جهة بها على من يسبون الصحابة وكي نشهرها من جهة أخرى تجاه من يرفضون ولا يرون التقارب من السنة؟
    - أنا لا أتحدّث عن أسماء، بل عن مبادئ. ونحن عندما نقرأ كتاب المراجعات للسيد شرف الدين أو كتب السيد محسن الأمين أو السيد مرتضى العسكري فإننا نجد أنّهم ينطلقون بلغة علمية سليمة.
    تجاوز هذه المرحلة


    ان التقريب بين المذاهب ( بين الشيعة والسنة ) لان المذاهب السنية ليست بحاجة الى تقريب فليس بينهم اختلاف
    انما هو خلاف له مسوغاته يثري الفقه الاسلامي ولا يعيبه. انما الخلاف بين الشيعة والسنة هو خلاف جوهري
    اساسي لا يمكن تجاوزه ومن قال غير ذلك، فاما ذات اطلاع سطحي لاصول ومصادر كلا الفريقين، او هو مجامل
    وما كانت المصائب الا من جراء هؤلاء المجاملين .
    ان التقريب بين الشيعة والسنة هو حاجس كل مسلم غيور على دينه . فهذا الاختلاف كثيرا ما يؤرق العاملين
    المخلصين لتصحيح كل اعوجاج الامة الاسلامية والعربية.
    اذا لم تكن النوايا صادقة من التقريب والتصحيح ننتهي الى نهايات اذا لم تكن مأساوية ،تكون اسوأ من الوضع الذي بدأنا
    منه. واول وايرز دلائل الخداع والتقية هو عدم الوضوح وعدم الصدق.
    ان انتقاد حادثة تاريخية، هي ساطقة من اساسها لايعني ان الشخص صار سلفيا كما ذكر الزميل الصحفي.
    ان الكلام على فحوى حوار الشيخ فضل الله كثير ولكن الذي اود الوقوف عنده . في معرض جوابه على هذا السؤال ( هلا تكرمنا سماحة السيد بذكر أسماء لعلماء شيعة كبار متقدمين ومتأخرين تخلو تقريراتهم من الوقيعة في الصحابة الكرام، كي نستشهد من جهة بها على من يسبون الصحابة وكي نشهرها من جهة أخرى تجاه من يرفضون ولا يرون التقارب من السنة؟)
    قال: ( أنا لا أتحدّث عن أسماء، بل عن مبادئ. ونحن عندما نقرأ كتاب المراجعات للسيد شرف الدين أو كتب السيد محسن الأمين أو السيد مرتضى العسكري فإننا نجد أنّهم ينطلقون بلغة علمية سليمة. ).
    وانا ساقف مع كتاب المراجعات وهو اول كتاب ذكره السيد فضل الله على انه يخلو من شتم الصحابة وانه ينطلق بلغة علمية.
    للتعريف السريع لكتاب المراجعات لعبد الحسين شرف الدين، فعنوان الكتاب كذب من اساسه،
    بعد وفات الامام سليم البشري رحمه الله، بفترة خرج شرف الدين بكتاب زعم انه رسائل متبادلة بينه وبين الشيخ البشري رحمه الله يظهر فيه البشري كتلميذ صغير جاهل ( وحاشاه ) وانه يحير بين اسئلة واجوبة شرف الدين محشورة باكاذيب مفتراة على كتب الاحاديث السنية يجهلها البشري رحمه الله في حين ان أي شاب سني مثقف يستطيع افحام السيد عبد الحسين ولكن يزعم ان البشري يقف حائرا ويسلم بصوابية عبد الحسين. واقبح الكذب كما تعلمون هو الكذب على الميت لانه لا يستطيع الدفاع عن نفسه. وقد رد كثير من الاخوة على هذا الكتاب وبينوا اكاذيبه في مئات المواضع وبحت ذلك يحتاج الى مجلدات،

    ولكني اريد فقط ان اتناول كذب السيد شرفالدين فيما يتعلق بمصادره والذي اعتبره السيد فضل الله من الكتب العلمية الرصينة وانه يخلو من الطعن في الصحابة.
    ذكر عن ابي هريرة رضي الله عنه ((هذه دراسة لحياة صحابي روى عن رسول الله فأكثر حتى افرط، وروت عنه سائر صحاح الجمهور، وسائر مسانيدهم فاكثرت حتى افرطت ايضاً..) وقال:(..واما حديثه فقد امعنا النظر فيه كماً وكيفاً فلم يسعناـ شهد الله ـ الا الانكار عليه في كل منها واي ذي رويّة مُتجَرِّد مُتحَرِّر يطمئن الى هذه الكثرة لا يعدلها المجموع من كل ما حدَث به الخلفاء الاربعة... وكيف تسنّى لأمّي تأخر اسلامه فَقَلَّت صحبته ان يَعِيَ عن رسول الله (ص) ما لم يعه السابقون الاولون من الخاصة واولي القربى ونحن حين نحكم الذوق الفنّي والمقياس العلمي نجدها لا ‘يُقرّان كثيراً مما رواه هذا المفرط في إكثاره وعجائبه ، فالسنّة ارفع من ان تحتضن اعشاباً شائكة وخز بها ابو هريرة ضمائر الأذواق الفنية، أدمى بها تفكير المقاييس العلمية ان يُشوِّه بها السنّة المُنزَّهة ويسيء الى النبي (ص) وامته) عبد الحسين شرف الدين / ابو هريرة / 5
    وحمل شرف الدين واسرف القول والطعن في ابي هريرة في حديث الذباب( اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه ثم لينزعه فان في احدى جناحيه داء وفي الاخرى شفاء) البخاري /3073 باب اذا وقع الذباب

    ونسي او تناسى ان هذه الرواية مذكورة في اهم مصادره (اذا وقع الذباب في أناء أحدكم فليغمسه فيه فان في إحدى جناحيه شفاء وفي الآخر سُمّاً لانه يغمس جناحه المسموم في الشراب ولا يغمس الذي فيه شفاء فاغمسوها لئلا يضرَكم) مستدرك الوسائل/16 /328، بحار/ 61/ 312، طب الائمة /106، مكارم الاخلاق / 152 أي علمية هذه ؟
    وحمل شرف الدين على ابي هريرة لاكثاره في الرواية فقد روى ابو هريرة
    رضي الله عنه ( 5537 ) رواية مع المكرر واذا خذفنا المكرر يزيد قليلا على اربعة الاف. وهو يعتبر مقلا جدا عند رواة الشيعة.
    وذكر الخوئي ان جابراً روى سبعين الف رواية عن الباقر وروى مئة واربعين الف حديث والظاهر انه ما روى احد بطريق المشافهة عن الائمة-ع- اكثر مما روى جابر ) معجم رجال الحديث ترجمة جابر الجعفي، خاتمة وساءل الشيعة/ 151
    عن محمد بن مسلم قال:..سألت ابا جعفر عن ثلاثين الف حديث وسألت ابا عبد الله عن ستة عشر الف حديث)رجال الكشي/ 163
    والعجيب انه في معرض دفاعه عن أحد رواتهم وهو ابان بن تغلب قال( فمنهم ابو سعيد ابان بن تغلب القارئ الفقيه المحدَث المفسر الأصولي اللغوي المشهور كان من أوثق الناس لقى الائمة الثلاثة فروى عنهم علوماً جمة وأحاديث كثيرة وحسبك انه روى عن الصادق خاصة ثلاثين ألف حديث) عبد الحسين شرف الدين/ المراجعات /712 مراجعة 110
    ان عبد الحسين المُتحَرِّر المُتجَرِّد على حَدِّ زعمه أنكر على أبي هريرة روايته خمسة آلاف حديث واعتبره مُفرطاً وجعله سبباً لذمه بينما اعتبر الإكثار الخارج عن المعقول والإفراط المخل بالقياسات العلمية والمخدش للاذواق الفنية، مدحاً عند جماعته، اذ اعتبر من مفاخر ابان بن تغلب انه روى عن الصادق وحده ثلاثين الف حديث، فكم تكون العدد اذا اضفنا اليه ما رواه عن الامامين الآخرين الذين روى عنهما ايضا، واذا علمنا ان ابان وجابر ومحمد بن مسلم وغيرهم من المفرطين هم من اهل الكوفة وان ائمتهم عاشوا في المدينة المنورة وبينهما اكثر من الف كيلومتر وكلها صحراء مقفرة في وقت كان الانتقال على الدواب يتبين مصداقية عبد الحسين وامثاله في الحكم على الرجال.
    واذا علمنا ان جعفر الصادق انكر ان جابرا دخل عليه وانه لم يدخل على ابيه الباقر غير مرة
    عن زرارة قال:سألت ابا عبدالله-ع- عن احاديث جابر فقال ما رأيته عند ابي قط الا مرة واحدة وما دخل علي قط) رجال الكشي: / 192
    ونرجع الى كذب شرف الدين على اتباعه وعلى مصادره
    يقول عبد الحسين شرف الدين عن هشام بن الحكم (ورماه بالتجسيم وغيره من الطامات مريدوا إطفاء نور الله من مشكاته حسدا لأهل البيت وعدوانا) المراجعات ، المراجعة (110) 390.
    وقال أيضا ( ولم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم اليه كما أننا لم نجد أثرا لشيء مما نسبوه إلى كل من زرارة بن أعين ومحمد إبن مسلم ومؤمن الطاق وأمثالهم مع إننا قد إستفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك وما هو إلا البغي والعدوان والإفك والبهتان ) المراجعات ص 391 –392.

    واذا كان عبد الحسين واسلافه عجزوا عن ايجاد شيء مما يشين هؤلاء رغم انه
    استفرغ الوسع والطاقة وان من يرمي هؤلاء بشيء فهو يريد اطفاء نور الله. فنحن ندلك وعلى لسان ائمتك ومن مصادرك على ما عجزت عنه.
    عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني قال: قلت لابي الحسن موسى بن حعفر-ع- ان هشام بن الحكم زعم ان الله جسم ليس كمثله شيء ..فقال قاتله الله اما علم ان الجسم محدود والكلام غير المتكلم معاذ الله ابرأ الى الله من هذا القول) الكافي ج1/ص 106 ،التوحيد للصدوق ص 100
    عن ابراهيم بن محمد الخزار ومحمد بن حسين قالا: دخلنا على ابي الحسن الرضا-ع- فحكينا له ان محمداً رأى ربه في صورة الشاب الموفق في سن ابناء ثلاثين سنة وقلنا ان هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون انه اجوف الى السرة والبقية صمد فخر ساجداً ثم قال سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك فمن اجل ذلك وصفوك) الكافي/ج1/ص 101 باب النهي عن التشبيه

    عن محمد بن حكيم قال وصفت لابي ابراهيم-ع- قول هشام بن سالم الجواليقي وحكيت له قول هشام بن الحكم انه جسم فقال ان الله تعالى لا يشبهه شيء ، أي فحش او خنا اعظم من قول من يصف خالق الاشياء ، الجسم او الصورة ..) الكافي ج1/ص 105 ،التوحيد للصدوق 99.
    وعن محمد بن فرج الرفجي قال: كتبت الى ابي الحسن –ع- عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة، فكتب-ع- دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان) الكافي ج1/ص 105 ،التوحيد للصدوق ص 97
    اقول لشرف الدين من الذي رمى هشام بن الحكم بالتجسيم اليس الامام الي ترى فيه العصمة، وفي اوثق مصادرك فمن الذي يريد اطفاء نور الله في مشكاته؟
    اهذا هو الاسلوب العلمي يا سيد فضل الله؟
    نحن من حرصنا للوحدة نصدق أية بادرة ولكن المشكلة دائما اننا نستغفل، فهنا يروج فضل الله لكتب يطعن في الصحابة ويكثر الكذب والتقية، فبمجرد انه انتقد حادثة تاريخية ساقطة من اساسها، قال له الاخ الصحفي كاني اقف امام عالم سلفي.
    اضن اننا يجب علينا ان نتعامل بحذر مع علماء الشيعة فيما يتعلق بالتقريب،
    وغاية ما نطلب من عندهم هو التعايش بسلم وود.


  20. #60
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    46
    المشاركات
    441
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    إن أسلوب الحوار الذي تتبعه لأخت الكريم مريم محمود علي - للأسف الشديد - هو نموذج مؤسف لأسلوب اللف والدوران الذي يتبعه الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في حواراتهم.





    قالت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9):


    وقد ذكرت ذلك أن الخليفة عثمان رضي الله عنه جمع قرآنا والخليفة علي عليه السلام جمع قرآنا وقد قال علي عليه السلام أني جمعت القرآن كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي ترتيب آياته كما نزلت واعتمد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه ويقال أن قرآن علي سيظهر مع المهدي عليه السلام


    ذكرت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9) المبينة أعلاه أن هناك قرآنين, قرآناً جمعه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (مع أننا شرحنا لها أن من جمع القرآن هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه, لا سيدنا عثمان), وقرآناً جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. لكن سيدنا علي بن أبي طالب - لأسباب مجهولة لم تُطلعنا عليها - لم يعتمد القرآن الذي تعب هو في جمعه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل اعتمد قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. لكنها بشرتنا بأن القرآن الذي جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سيظهر عند ظهور المهدي.

    سألناها عدة أسئلة:

    لماذا لم يعتمد سيدنا علي بن أبي الطالب القرآن الذي جمعه هو كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    لماذا اعتمد قرآن سيدنا أبي بكر الصديق؟

    أليس هذا خيانة للآمانة (وحاشا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يخون الأمانة)؟



    كالعادة, لم تُجاوب الأخت الكريم مريم على أسئلتنا, ولكنها, كعادة المحاورين من الشيعة, التفت على السؤال, فقالت:



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة

    أظهرت عقيدتي بالقرآن الكريم وقلت بوضوح أن قرآن المسلمين الجعفرية هو نفس قرآن المسلمين السنة لا تحريف فيه ولا زيادة ولا نقصان
    أما ماحدث بالنسبة لاعتماد قرآن الخليفة عثمان رضي الله عنه وعدم قبول قرآن علي بن أبي طالب عليه السلام فهذه سياسة الدولة الأموية

    قالت الأخت الكريمة مريم في المشاركة رقم (9) أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعتمد القرآن الذي تعب هو في جمعه كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل اعتمد قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ثم تعود في المشاركة الثانية الموضحة أعلاه فتلقي باللائمة على الدولة الأموية, وكما هي عادة الإمامية الاثنا عشرية, تصير الدولة الأموية شماعةً جاهزةً لكل مشاكل الأمة, وهي بذلك تتهرب من الإجابة عن سؤالي عن سبب اعتماد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قرآن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وعدم اعتماده للقرآن الذي جمعه.

    ألم تقولي - أختي الكريمة مريم - في نفس المشاركة رقم (40):


    وآية الله عزوجل( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) نعم لقد حفظه الله في عقول ونفوس أهل العلم وهم أولياء الله الصالحين وأئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين


    كيف يكون أئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين قد حفظوا القرآن, وتقولين في الوقت نفسه أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعتمد القرآن الذي جمعه بنفسه, بل اعتمد القرآن الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

    وإذا افترضنا جدلاً أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد جمع قرآناً, فلماذا لم يعلمه لأهل بيته الأطهار ولأتباعه - وهم في ذلك الوقت مئات الآلاف.

    ولو افترضنا جدلاً أن الدولة الأموية هي التي ساهمت في اعتماد مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه, فمعنى ذلك أن المصحف الكامل الذي جمعه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه اختفى إلى حين ظهور المهدي, ومعناه أن قوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) لم يتحقق, ولن يتحقق إلا بظهور المهدي.




    تناقض في تناقض في تناقض




    ألم يقل سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).

    تمام الدين يعني تمام كل شيء فيه.

    يعني تمام نزول القرآن, وتمام حفظه, وتمام فهمه, وتمام تلاوته, وتمام أحكامه.

    إذاً لا حاجة لنا بالقرآن الذي تقولين أنه سيظهر مع المهدي. لأن وجود قرآن المهدي معناه عدم تمام الأحكام الشرعية, ومعناه عدم تمام الدين, وهذا مناقض للآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).



    إن الإيمان بأن القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الصحيح دون زيادة أو نقصان أو تحريف يقتضي بالضرورة عدم وجود قرآنٍ غيره, لا سابقاً ولا لاحقاً, فمن أمن بوجود قرآن آخر, أو تتمة للقرآن الذي بين أيدينا, فقد خالف عقيدتنا بالكلية, ولا لقاء بيننا البتة.



    أخيراً, اتبعت الأخت الكريمة مريم أسلوباً معروفاً عن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية, وهو أسلوب الحيدة.



    شرحت لنا الأخت الكريمة مريم لماذا يؤخر الشيعة الإمامية الإثنا عشرية الإفطار, وأخذ هذا الشرح من ردها على مداخلتي أغلب مشاركتها, مع أني لم أسئلها عن ذلك, بل أني قلت لها في مقدمة كلامي أن هذه أمور فقهية ثانوية لا نريد النقاش فيها, بل نُريد التركيز على أمور العقيدة.



    يعتمد المحاورون الشيعة هذا الأسلوب لكي ينسى محاورهم الموضوع الأساسي ويتشتت تركيزه, فيتخلصون بذلك من الإحراج, وينتقلون إلى نقاشات يرون أن لهم الحجة فيها.



    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

    اللهم أرنا الباطل باطلاً باطلاً وارزقنا اجتنابه

    اللهم آمين

    [align=center]وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

    أصحاب العقول الكبيرة يناقشون الأفكار .. وأصحاب العقول المتوسطة يناقشون الأحداث .. وأصحاب العقول الصغيرة يناقشون الأشخاص .


    ناقش الأفكار, لا الأشخاص. [/align]



    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

موضوع مغلق
صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •