أميركيات من أصل آسيوي يجربن حظهن على الحلبة السياسية الأميركية


على الرغم من أن الأميركيين المتحدرين من أصل آسيوي ظلوا جزءا فاعلا في المجتمع الأميركي لعدة أجيال، فإن المرأة الآسيوية الأميركية لم يكن لديها اهتمام كبير بالمشاركة في العملية السياسية الأميركية إلا في الآونة الأخيرة، وفقا للخبراء المهتمين بالموضوع.

وتقول ديبي وولش، مديرة مركز المرأة الأميركية والسياسة في جامعة روتغرز بولاية نيوجرسي إن الأميركيات اللاتي يتحدرن من أصول آسيوية يجربن حظهن في العملية السياسية الأميركية على استحياء.

ويفيد المركز أنه لا يوجد في الكونغرس الأميركي في دورته الـ110 سوى سيدتين من أصل آسيوي بين مجموع الأعضاء من الإناث البالغ عددهن 86 عضوا؛ ولا تخدم في المجالس التشريعية في الولايات سوى 30 سيدة آسيوية من أصل 1741 من المشرعات اللائي يخدمن حاليا في المجالس التشريعية على مستوى الولايات في عموم البلاد.

وأبلغت وولش موقع أميركا دوت غوف: "أعتقد أن الكثير من الآسيويات يعملن بجد؛ ولديهن مهن، وهو ما ينصب جل تركيزهن عليه. إذ ليس هناك الكثير من التشجيع على الانخراط في العمل السياسي، ولذا نحاول أن نحقق بداية هذا العمل."

ولمساعدة المرأة الأميركية الأسيوية على تعلم أساسيات الحكومات والعمل السياسي الأميركيين، أطلق المركز في العام 2007 برنامجا مدته يوما واحدا يدعى النجوم الصاعدة. وكان البرنامج يستهدف أساسا النساء اللائي يعشن في ولاية نيوجيرسي، وهذا البرنامج هو ملحق لبرنامج يدعى "جاهزون للترشح: تدريب النساء على خوض الحملات الانتخابية"، وهو برنامج غير حزبي يجريه مركز المرأة الأميركية كل عام من الأعوام العشرة المنصرمة، والمركز هو وحدة تابعة لمعهد يغليتون للسياسة في جامعة رتغيرز.

وقالت وولش "إن من الأشياء التي سمعناها من بعض الآسيويات المشاركات هو أنهن متحمسات جدا لأنها كانت المرة الأولى التي يشاهدن فيها نساء يشبهنهن منخرطات في العمل السياسي. وأنا أعتقد بأن ذلك يشكل أمرا بالغ الأهمية. إذ إنك إن لم تر أناس من أمثالك على الطاولة، فمن الصعب عليك أن تتخيل نفسك هناك."

* تعلم أساسيات بناء الجسور

وبإلهام جزئيا من نجاح البرنامج الذي مضى عليه خمس سنوات الخاص بالنساء اللاتينيات المعروف باسم "لاتينيات في الانتخابات"، سعت النساء الآسيويات الأميركيات من أجل الحصول على برنامج خاص بهن – على أن أيكون هذا البرنامج أكثر بساطة بكثير، بحسب أنغريد ريد، المحللة السياسية ومديرة مشروع نيوجيرسي، وهو عبارة عن مبادرة تهدف إلى تعزيز وتوسيع المساهمات المقدمة للولاية من قبل معهد إيغليتون روتغيرز للسياسة.

وتوفر ورش العمل التي يجريها برنامج النجوم الصاعدة نظرات عامة على العمل السياسي الأميركي وفي نيوجيرسي بالإضافة إلى مناقشات المائدة المستديرة التي يتم فيها إبراز نساء من الجالية الآسيوي ممن سبق وأن انخرطن في القيادة العامة بطرق مختلفة، كأن يكن قد انتخبن أوعين مسؤولات، أو عملن في الحملات الانتخابية أو التحقن بعضوية مجالس الإرادة في منظمات غير ربحية.

وبالنظر إلى الأهداف الطويلة الأجل، أبلغت ريد موقع أميركا دوت غوف: "إننا حين نظر إلى كيف يشارك المهاجرون في الحكومة – إنهم أولا ينظرون إلى الجاليات التي ينتمون إليها بالنسبة للغة والقضايا التي هي قضايا الجالية. وبمجرد أن يرتاحوا ويشعروا بالاطمئنان في هذا المحيط، فإن الأمر يتطلب الجيل المقبل حتى يبدأ فعلا في التفكير في أنه يمكن، بل وينبغي أن يلعب دورا على الساحة الأكبر. وهذا لا يحدث بين عشية وضحاها، ولذا فإننا سعداء فعلا أنهن قد تكاتفن معا وبدأن العملية."

ويشكل السكان المتحدرون من أصول آسيوية البالغ عددهم 14.9 مليون نسمة حوالى 5 في المئة من سكان الولايات المتحدة، طبقا لمكتب الإحصاء الأميركي. وتضم هذه الفئة المهاجرين الفلبينيين، والهنود الآسيويين، والفيتناميين، والكوريين واليابانيين.

وقالت لودي أسيس هيوز، مؤسسة الغرفة التجارية لأميركية الآسيوية ورئيسة مؤسسة التراث الفلبينية في نيوجيرسي "إن التصنيف هذا (آسيوي أميركي) تصنيف بالغ التعقيد حقا، ولكن حتى يتسنى لنا أن نتحد، ينبغي أن نعرف قضايا كل جالية من جالياتنا."

وأضافت هيوز، وهي نفسها فلبينية، في حديث أدلت به لموقع أميركا دوت غوف "أنه لم يعد بإمكاننا أن نكون فلبينيين؛ ولم يعد بإمكاننا أن نكون كوريين: علينا أن نكون جالية أميركية من أصل آسيوي."

* الولوج في عالم السياسة

ساعدت سيما سينغ، رئيس الغرفة التجارية الهندية الآسيوية في إطلاق برنامج النجوم الصاعدة وتولت رئاسته للسنتين المنصرمتين من عمره. وقالت إن التجربة قد حفزتها على جعل نفسها "حقل تجارب" من خلال الترشح لعضوية المجلس التشريعي عن الدائرة الرابعة عشرة في العام 2007.

وكان حاكم ولاية نيوجيرسي جون كورزين قد عين سينغ لمنصب مؤيد دافعي الضرائب، لتمثيل مستهلكي ولاية نيوجيرسي للخدمات العامة مثل الطاقة والمياه. ولكنها لم ترشح نفسها لمنصب منتخب.

وفي سباق العام 2007، خسرت سينغ الحملة الانتخابية لشاغل هذا المنصب الذي احتفظ به لمدة ثماني سنوات. ولكن الفوز لم يكن هدفها الوحيد.

وأبلغت موقع أميركا دوت غوف: "رشحت نفسي لأنني كنت أريد أن أفتح الباب أمام الأميركيين الآسيويين وأمهد لهم الطريق."

وقالت إنه على الرغم من أن العديد من الأميركيين الآسيويين قد مر عليهم فترة طويلة وهم يعيشون في الولايات المتحدة وكثير منهم يحمل الجنسية الأميركية – ولاسيما منهم النساء – فإنه لم يسبق لهم وأن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات. ولم يسجلوا أبدا للتصويت لأنهم لم يفهموا العملية السياسية.

وختمت سينغ، وهي من أصل هندي آسيوي، حديثها قائلة: "مع ترشحي، خرجت هؤلاء النسوة، ولأول مرة، للتصويت. حقيقة أنني كنت أسعى لهذا المنصب من المجتمع – لقد مثل ذلك حافزا لهن؛ فقد قمت بحشدهن وتحفيزهن على المشاركة".

المصادر: يو إس انفو : جين مورس