إلى الدكتور العزيز محمد فؤاد: لم ألمز ولم أغمز، بل وجهت اتهاماً في منبر حر، لآن ما يجري ف العراق لا يمكن السكوت عنه، وإليك هذه المقالة وهي واحدة من مئات المقالات التي تكتب يومياً، لتصور فضائع العنف الطائفي، وهي ليست دليلاً على كلامي حسب، بل تدعونا جميعاً إلى أيقاف السب والشتم والحقد، وقد فتح الموقع الكريم الباب لمعالجة هذه الظاهرة الشاذة، أما التفريق بين الموضوع العام والخاص فهل تدمير العراق أمر خاص لكي لا نناقش ما آل إليه الوضع فيه من جراء هذه الظاهرة ومن يقف وراءها؟ حسناً اقرأ المقالة:
نزيف العقل العراقي ... و ... مؤسـسات الإبادة الجماعية في العراق
الدكتور عماد خدوري- موقع أبو تمام
.
This is an Arabic version of the previous posting "The Iraqi Brain Suction", April 1, 2008.
.
ـ"لقد ادَّت سياسات الإحتلال الى ما يلي :ـ
ـ لقيَ ما لا يقلّ عن 345 من المدرسين واساتذة الجامعات في جميع انحاء العراق مصرعهم (هذه قائمة بالإنكليزية بالأسماء التي تم توثيقها لحد الآن و قائمة أقدم بالعربية) على أيدي جهات ما زالت هويتها تثير الشك القريب من اليقين في أنها بدواعي الإنتقام والتصفية المقصودة فى حملة منظَّمة من الاغتيالات، ويمثل هؤلاء النخبة جميع التخصصات العلمية والاكاديمية. ولقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية مؤخراً بأنها احتجزت اكثر من 6000 شخص من المشتبه فيهم بتهمة اغتيال الاكاديميين والعلماء و قد حُكم علي 600 منهم بالاعدام ، وإن احد المشتبه فيهم قد إعترف بقتل 60 من قائمة العلماء والاساتذة . ومع ذلك، فان وزارة الداخلية العراقية تتوقف عن تقديم اي توضيح عن إنتماءات هؤلاء المتهمين ولا عن المحرّضين او الذين يقفون وراءهم.ـ
ـ ومن المقدر ان 2000 من الاطباء العراقيين قد قتلوا، وأن نصف الـ 34000 من الاطباء المُسجلين في عام 2003 قد غادروا البلاد، كما وإن تسعون في المائة من 180 من مستشفيات العراق الكبيرة تفتقر الى المواد الاساسية. وأثناء تولي جماعة مقتدى الصدر شؤون وزارة الصحة سقطت الوزارة في مستنقع الفساد والعنف الطائفي حيث تحوّل العديد من المستشفيات الى مراكز اعتقال سرية يُمارس فيها التعذيب والقتل بطريقة منهجية على ايدي فرق الموت الطائفية.ـ
ـ إعترفت وزارة الداخلية العراقية بأن اكثر من 9000 من موظفي الخدمة المدنية، بما فيهم من موظفين رفيعي المستوى في مكتب رئيس الوزراء، قد قدموا شهادات جامعية مزوّرة تم شراؤها من السوق المحلية.ـ
ـ توقّف اكثر من 800,000 من تلاميذ المدارس (22 في المائة من فئة ذلك العمر) عن الالتحاق بالتعليم الابتدائي، وإن حوالي نصف الذين يكمّلون التعليم الابتدائي فقط يتابعون تعليمهم الثانوي. كما ان اكثر من 220,000 طفل عراقي، والذين رافقوا أهلهم في اللجؤ الى البلدان المجاورة، هم الآن محرومين من حقهم في التعليم بسبب الظروف المادية أو العقبات الإدارية في الهجرة.ـ
ـ لقد إنهارت معظم الخدمات العامة فعلياً منذ عام 2006، حيث إن حوالي أربعون في المائة من الموظفين العراقيين المهرة قد غادروا البلد طالبين اللجوء أو الهجرة.ـ
...
ما ينبغي اعتباره شرعياً وباصرار دائم هو ماذا تُدين به الولايات المتحدة الى العراق بعدما تسبب بوِش بأكثر من مليون قتيل عراقي، وعشرة اضعاف هذا العدد من الجرحى والمنكوبين خلال خمس سنوات من اراقة الدماء بدون هوادة و أدى الى نزوح 5,000,0000 من العراقيين من الذين إقتُلعوا من أرضهم أوشُردوا من ديارهم، وقد إضطر نصفهم إلى الفرار من وطنهم، علماً ان 65 ٪ منهم من النساء والاطفال، و إن 80 ٪ من الأطفال هم أقل من سن 12 سنة؟ إن هذه الاعداد تكوّن ما مجموعه 10 مليون عراقي من اصل عدد السكان الذي يوازي حوالي 27 مليون. أن مصطلح "مؤسسات الإبادة الجماعية" يطابق تماماً وصف هذه المأساة الانسانية."ـ
نزيـف العـقل العـراقي
ـ30 آذار 2008
.
.
ـ"ان عملية الإبادة الجماعية بواسطة المؤسـسات هي عملية تكتل كثيفة لغزو عسكري يقوده رجال اعمال حيث يُقدم الاهالي الى المذابح من اجل غنائم يجنيها الغُزاة. أن عملية الابادة الجماعية بواسطة المؤسـسات يتجاوز الحقد الاعمى وقتل المدنيين الابرياء إذ أنه يُنفّذ بصورة رئيسة من اجل الوصول الى السلطة و الإستحواذ على الموارد الطبيعية والنفوذ الأقليمي استطاعت الشركات الاجنبية التي تكسب ارباحا وازدهاراً أثناء الحروب (تجار الحرب) ان تحقق مواقع قوة لها في العـراق دون ان تتعرض للمسـاءلة. ثم ان شـركات الامن الخاصة والتي إنتشرت بصورة ملحوظة في العراق لا تجد دافعاً لأن تعمل للسلام او ان تحول دون الابادة الجماعية - وان كان ذاك من ضمن اختصاصها.ـ
لقد اصبح ترهيب الأهالي وقتلهم هو مصدر رزق لهم، كما انه يحرم اطفال العـراق الجائعين من لقمة العيش. اصبحت الحرب علينا مصدر رزق لهم!ـ
..
لقد تمَّ، وما يزال، توزيع الموارد الطبيعية العراقية وبعثرتها بين أعتى الشركات، فيما يُخصص القدر الضئيل جدا من الربح نحو اعادة بناء العراق. وهذا هو تماماً مفهوم مؤسـسات الابـادة الجماعية."ـ
مؤسـسات الإبادة الجماعية في العراق
ـ18 أذار 2008
المفضلات