كلنا عرب وأعراب وأعاريب

الأعاريب جمع أعراب والأعراب جمع عرب والعرب جمع عربي


قال تعالى في سورة التوبة:

الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الأعراب أشدُّ جحودًا لتوحيد الله، وأشدّ نفاقًا، من أهل الحضر في القرى والأمصار. وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك، لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير, فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق الله.

وقال تعالى:
وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)

قال أبو جعفر: ومن الأعراب من يصدِّق الله ويقرّ بوحدانيته، وبالبعث بعد الموت، والثواب والعقاب,

قال الراغب: العرب ولد إسماعيل، والأعراب جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكان البادية، وقيل في جمع الأعراب: أعاريب. والأعرابي في التعارف صار اسما للمنسوب إلى سكان البادية.

وتبين هذه الآيات أن الأعراب مثلهم مثل غيرهم من الناس ينقسمون إلى أهل بر وأهل شقاء وجفاء، ويبين الله سبحانه وتعالى أن سكان البادية منهم المؤمن ومنهم الكافر والمنافق، وأنهم إذا كفروا ونافقوا كانوا أشد كفرا ونفاقا من غيرهم من الكفار والمنافقين، لكونهم أقسى وأجفى بسبب بعدهم عن المدنية والحضارة.

وذلك لأن أفعل التفضيل تدل على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة. فالله سبحانه وتعالى يشير إلى أن كفر أهل البادية يكون (بسبب جفائهم) أشد من كفر أهل المدن، لكنه ينفي تعميم هذه الصفة مستثنيا بقوله: " وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ".

لذلك لا يصح تعميم صفة الكفر والنفاق على الأعراب لأنهم مثلهم مثل غيرهم فيهم البر وفيهم الشقي.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي