السلام عليكم ورحمة الله بركاته
شكرا أستاذي الفاضل محمد الريفي لطرحك السلبية للنقاش..
التعامل بإيجابية مع الطفل لا بسلبية من قبل الوالدين ومن ثم المحيط الخارجي للمدرسة والمجتمع والمؤسسات الناشطة في بيئته بتكوين الاتجاهات المختلفة للطفل ، من الطبيعي يكتسب الناس الكثير من الاتجاهات في بيوتهم التي يتلقون من خلال ما يستخدمه الوالدان من توجيهات وتعليقات على الموضوعات والقضايا المختلفة ، وما يلاحظه الطفل من نماذج في سلوك الوالدين يقتبسها الطفل وتصبح جزءاً منه فإذا ما كان الاتصال قوي مبني على ثقة الأهل وأطفالهم ، كان ذلك من محفزات صقل شخصيته وتعزيز القدرة للتجاوب والتفاعل المبكر قبل مجتمعه , ويعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة ، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب ، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به في هذا المجال ، وما يقدمانه من تعزيزات لأنماط من السلوك ، الدور الأول في تشكيل سلوك الفرد الراشد ، وعلى العكس حيث أن التجاهل لسلوك الطفل يؤثر في شخصيته كراشد مستقبلا تهز صورته أمام نفسه بفقدان الثقة ولا ينجع التعليم في كسر حالة الاضطراب والخجل لديه عند مواجهته للحياة العملية لا تفاعل ايجابي يبديه مع المجموعات أو الأفراد في بيئته لأنه يفتقر للمحفز والدعم النفسي أصلا , ونقس على ذلك السلوك مجتمعات بأكملها السلبية هي المعوق في دينامكية التفاعل عبر الوقائع والظروف والأحداث ألتي تقع من حولهم قد تعنيهم بالدرجة الأولى وتؤثر على شعوبهم اقتصاديا وعلميا وفكريا وتكون هي المتضررة بالمقام الأول ومن ثم أمة بأكملها بسبب التبلد وعدم الإحساس بروح جماعية اتجاه قضاياها بصورة ايجابية واضحة المعالم وهذا ما يحد من عطاء الفرد ويشل حركته كليا كونه يخشى العقاب والنقد غير الايجابي من قبل المحيطين له .
وخير مثال للسلبة المتجذرة حتى النخاع على مستوى المشاكل المتفاقمة بالوطن العربي دونما حل أو حسم في القرارات عند الطرح للقضايا تظل معلقة أو في أدراج المؤتمرات المنعقدة لا تبرح مكانها فالسلبية تولد الحروب وتقضي على همم فاقدة الإرادة وتحديد مصير شعوبها مع الأسف الشديد .
ودمتم بخير
المفضلات