هل اللغو من مكارم الأخلاق ...؟

جميل أن تتوقف كثيرا عند كلام الله سبحانه وتعالى، وأن تتفيأ ظلاله، وأن تتأمل في معانيه.

من أجل أن تقدر حجم النعمة التي أنت فيها عليك أن تعمل، وعليك أن تنظر من حولك، وعليك أن تقارن لكي تتأكد من صواب ما تعمل، ومن دقة ما تعمل، ومن جمال ما تعمل.

عليك أن تنظر من حولك لكي ترى المصائب التي يعيشها الناس من حولك، وترى الأخيار، وترى الأشرار، وترى الأذكياء وترى الحمقى، وترى الناجحين، وترى الفاشلين كذلك!

أنظر إلى محنة المؤمنين وهم يسارعون الخطى من أجل تجاوز اللغو والابتعاد عن مصادره، ثم انظر إلى الجانب الآخر، وتخيل حجم مصيبة الضائعين المصرين على ممارسة اللغو، والتمرغ في أوحاله!

عليك باستمرار أن تتمثل قول الله سبحانه وتعالى: "وإذا مروا باللغو مروا كراما" وذلك لكي لا تنسى ضرورة أن تكون حواراتك الشفوية أو الخطية مع أهل اللغو سريعة جدا، وقصيرة جدا.

لا يهمك إن كان محاورك من أهل اللغو سكرانا أو مخدرا أو حتى غائبا عن الوعي. وذلك لأن حوارك معه ينبغي أن يكون حوارا مختصرا بقدر الإمكان، وقصيرا بقدر المستطاع، وينبغي لحوارك أن لا يطول، وينبغي له أن ينتهي على وجه السرعة، وبلمح البصر حتى قبل أن يفيق محاورك المسكين من سكرته، وقبل أن يصحو من غفوته، وقبل أن يعود إلى رشده ووعيه.

الجيدون والسيئون، والخيرون والأشرار، والصالحون والطالحون موجودون في كل زمان، وفي كل مكان، وهم يتدافعون باستمرار، ويتغيرون باستمرار، فترى الصالح يصبح طالحا، وترى الطالح يصبح صالحا.

لذلك عليك أن لا تأسف على شيء، لأن هذه سنة الكون، ولأنه حكم الله يمضي في خلقه. إنه الاصطفاء الطبيعي الذي يخلص الأرض الطيبة من عناصر الشر والفساد والتلوث.

وقديما قالوا:

داء الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله

وقالوا أيضا:

إصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي