Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
القول في أن الأمر بين الكاف والنون ...

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35

الموضوع: القول في أن الأمر بين الكاف والنون ...

  1. #1
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    القول في أن الأمر بين الكاف والنون ...

    قال تعالى
    إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
    (يسن 82)

    وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.

    وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".

    وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".

    وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:

    لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
    واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
    إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
    ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
    ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
    لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
    لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون

    لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.

    فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".

    وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.

    كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل العلامة منذر أبو هواش،

    أقدر لك اهتمامك بالموضوع والجهد الطيب الرائع الذي بذلته في تبيان الأمر، خاصة ما تفضلت بنقله عن الشيخ العلامة محمد بن عثيمين.

    وأتفق معك في أن رأي الشيخ بن عثيمين فيه نظر من حيث أنه يرتب تنفيذ أمر الله عز وجل على قول كلمة كن، أي أن هناك ترتيباً زمنيا، ولكن كما تفضلت فإن أمر الله عز وجل بفعل شيء لا يحتاج إلى زمن، فالزمن لا وجود له إلا في حسابات المخلوقات فقط.

    أما بالنسبة لأبيات الشعر التي ذكرتها في معرض استدلالك على صحة العبارة، فأعتقد أن ذلك البيت هو مصدر العبارة موضع النقاش، وقد قال لي أحد الشعراء المحليين (الغزيين) أن هذا البيت من الشعر ليس للصحابي الجليل علي رضي الله عنه، وبحثت سريعاً في الإنترنت واتضح لي أنه لعبدالله بن المبارك.

    لا أزال أعتقد بخطأ تلك العبارة لعدة أسباب: ليس للعبارة أي سند من الأحاديث الشريفة، وليس لها أي سند من القرآن الكريم الذي الأولى بنا أن نلتزم التعبير الوارد فيه حول قدرة الله عز وجل، ولا يوجد أي دليل عقلي ولغوي على صحة تلك العبارة.

    ماذا يوجد بين حرفي الكاف والنون؟ فإن كان الأمر يتعلق بكلمة كن فلا يوجد بين الكاف والنون أي شيء، أي يوجد العدم فقط، فكيف يكون أمر الله موجداً في هذا العدم؟ لأن الحديث هنا هو عن أمر الله عز وجل وليس عن زمن تنفيذ أو حدوث الأمر. وأعتقد أن القول بأن هذا العدم يشير إلى عدم وجود زمن بين توجيه الله عز وجل الأمر لشيء كي يحدث وبين حدوث هذا الشيء، فهذا الأمر يحتاج إلى دليل لغوي وشرعي.

    أنا ملتزم بالتعبير الذي ورد في القرآن الكريم لأنه صادر من رب العالمين.

    والله تعالى أعز وأجل وأعلى وأعلم.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  3. #3
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ ...

    بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ ...

    أخي الأستاذ الدكتور محمد الريفي،

    أما بالنسبة لأبيات الشعر موضوع البحث فهي موجودة في الموسوعة الشعرية، وقد اختلف في نسبتها حيث نسبت في الموسوعة نفسها وفي الوقت نفسه إلى كل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه من العصر الإسلامي، وعبد الله بن المبارك من الفترة الأموية العباسية، ومحمود الوراق من الفترة العباسية. علما بأني وجدت أن عبارة "بين الكاف والنون" قد وردت أيضا في شعر منسوب إلى الشاعر المغربي الأندلسي لسان الدين بن الخطيب إذ يقول:

    وَردَّنِي لِبِلاَدِي شَاكِراً لَكُمُ *** بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ

    وأيا كان قائل هذه العبارة، فهي بدلالة هذه الأبيات الشعرية اللغوية التراثية واستنادا إليها عبارة عربية بليغة سليمة من الناحية اللغوية، فضلا عن استنادها إلى الآيات القرآنية، وتناسبها مع بلاغتها، واتفاقها مع معانيها.

    قولنا أمره بين الكاف والنون مثل قولنا أمره مع الكاف والنون، وهذا يعني لا يمكن لزمان أن يفصل بين أمر الله والكينونة.

    دمتم بكل خير، والله أعلم،

    منذر أبو هواش

    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76 :

    وبهذه المناسبة أود أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون : ( يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم ، والصواب : ( يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً ، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون ؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً.

    وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون). إن قوله: (فيكون) تفريع على قوله (يقول) وليس جزاء لقوله تعالى (كن)، لأن الكون بعد الفاء، هو نفس الكون المأمور به لا جزاءه المترتب عليه، وتوهم أنه جزاء لذات الطلب أو ملكوت مع الطلب مدفوع، بأنه لو صح لوجب أن ينصب مع أنه مرفوع.
    تفسير (كُنْ فَيَكُونُ)

    هذا التعبير ورد في آيات عديدة منها الآية 47 و59 من سورة آل عمران، والآية 73 من سورة الأنعام، والآية 40 من سورة النحل والآية 35 من سورة مريم، والآية 82 من سورة يس،و غيرها، والمراد منها الإِرادة التكوينية لله تعالى وحاكميته في الخليقة.

    المقصود من جملة (كُنْ فَيَكُونُ) ليس هو صدور الأمر اللفظي «كُنْ» من قبل الله تعالى، بل المقصود تحقق إرادة الله سبحانه حينما تقتضي إيجاد شيء من الأشياء، صغيراً بحجم الذّرة كان، أم كبيراً بحجم السماوات والأرض، بسيطاً كان أم معقداً، دون أن يحتاج في ذلك الإِيجاد إلى أية علّة اُخرى، ودون أن تكون هناك أية فترة زمنية بين الإِرادة والإِيجاد.

    لا يمكن للزمان أن يفصل بين أمر الله والكينونة، ولذلك فإن الفاء في جملة «فَيَكُون»، لا تدل على تأخير زمني كما هو الحال في الجمل الاُخرى، بل إنها تدل فقط على التأخير في الرتبة (الفلسفة أثبتت تأخر المعلول عن العلة، وهذا التأخر ليس زمنياً، بل في الرتبة

    ليس المقصود أن الشيء يصبح موجوداً متى ما أراد الله ذلك، بل المقصود أن الشيء يصبح موجوداً بالشكل الذي أراده الله.

    على سبيل المثال، لو أراد الله أن يخلق السماوات والأرض في ستة أيّام، لكان ذلك، دون زيادة أو نقص، ولو أراد أن توجد في لحظة واحدة لوجدت بأجمعها في لحظة واحدة، فذلك تابع لكيفية إرادته ولما يراه من مصلحة.

    ولو شاء الله أن يبقى الجنين في رحم أمه تسعة أشهر وتسعة أيّام ليطوي مراحل تكامله، لما زادت هذه المدة وما نقصت. أمّا لو شاء أن يطوي هذا الجنين مراحل تكامله خلال لحظة واحدة لحدث ذلك قطعاً، لأن إرادته علّة تامّة للخليقة، ولا يمكن أن توجد فاصلة بين العلة التامة ووجود المعلول.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أخي الفاضل الدكتور منذر أبو هواش،

    إذا خيرني أحد بين العبارة "أمره بين الكاف والنون" وبين "يقول له كن فيكون" فسأختار الثانية، وهذا أحوط في جميع الأحوال. بقي أن أعبر عن رأيي بأن نفاذ أمر الله عز وجل ليس له علاقة بالكاف ولا بالنون، فأمر الله عز وجل لا هو بينهما ولا معهما ولا بعدهما.

    مع خالص الود والاحترام والتقدير


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  5. #5
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    حول العلاقة بين أمر الله والكاف والنون ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل الدكتور منذر أبو هواش،

    إذا خيرني أحد بين العبارة "أمره بين الكاف والنون" وبين "يقول له كن فيكون" فسأختار الثانية، وهذا أحوط في جميع الأحوال. بقي أن أعبر عن رأيي بأن نفاذ أمر الله عز وجل ليس له علاقة بالكاف ولا بالنون، فأمر الله عز وجل لا هو بينهما ولا معهما ولا بعدهما.

    مع خالص الود والاحترام والتقدير


    أخي الأستاذ الدكتور محمد الريفي،

    وأما قولك: " إذا خيرني أحد بين العبارة "أمره بين الكاف والنون " وبين " يقول له كن فيكون " فسأختار الثانية " فهو من البدهيات التي لا يختلف عليها مسلمان، وذلك لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، وكلام الله فوق كل كلام، وما ظننت أن إيمان مسلم يصح إن هو لم يؤمن أولا بهذه البدهية ...!

    لكنني أعتقد أن الحظ قد جانبك، وأن العبارة قد خانتك، وأنك لم تكن موفقا إذ قلت: " نفاذ أمر الله عز وجل ليس له علاقة بالكاف ولا بالنون، فأمر الله عز وجل لا هو بينهما ولا معهما ولا بعدهما " ...!!!

    فكيف - بالله عليك - تنفي العلاقة بين أمر الله والكاف والنون (كن) بكل هذه البساطة والسرعة ...؟ وبكل هذه الثقة وهذا الاعتداد بالنفس ... وقد ربط الله بينهما بشكل واضح صريح ومتكرر وفي أكثر من آية ...؟

    ليست لدي أية شكوك في إخلاصك أو في سلامة نواياك ... لكنني أعتقد يا أخي أنك كنت متسرعا ... وأنك لم تكن دقيقا بما يكفي ...

    ودمت بكل خير ... وبالله المستعان ...

    منذر أبو هواش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
    الأخت الفاضلة حنان الآغا،
    الأخت الفاضلة هبة اللحام،


    سعدت بمروركما، فبارك الله فيكما.

    لا أدري لماذا يحاول بعض الناس استخدام تعبيرات لم ترد في القرآن الكريم، فقد ورد في القرآن الكريم تعبيراً واضحاً لا شبهة فيه:

    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117

    {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47

    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59

    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73

    {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40

    {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }مريم35

    {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82

    {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }غافر68

    بعد كل هذه الآيات الكريمة، لماذا نحاول أن نأتي بتعبير آخر غير التعبير الذي ارتضاه الله عز وجل ؟!!

    لذلك يكفي أن نقول "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" دون محاولة إعادة صياغة...

    والله تعالى أعلم

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل السيد منذر أبو هواش،

    الآية الكريمة {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} معناها أن الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان كما أراد وفي الوقت الذي يريد وبالكيفية التي أرادها، فنفوذ أمر الله عز وجل ليس مترتباً على قوله كلمة "كن" ولا على الكلمة ذاتها، وبالتالي ليس لنفوذ أمر الله وقضائه ومشيئته أي علاقة بحرفي كلمة "كن"، فالمعنى هنا مجاز والمقصود به أن يفهم الناس أن قدرة الله عز وجل لا حدود لها.

    ومن الخطأ أن يعتقد بعض الناس أن الله كلما أراد أن يخلق شيئاً أو يقضي شيئاً يقول "كن", لأن ذلك يخالف التوحيد، فالآية الكيمة أعلاه ليس معناها ما يظن الناس، فالاعتقاد بأن الله يتكلم مثلنا بالحرف بالكاف والنون يناقض التوحيد, فالله عز وجل لا ينطق مثلنا، ولو كان كذلك لصار مِثلاً لنا، فالله ليس كمثله شيء، وإنما معنى هذه الآية أن الله إذا أراد إيجاد شئ يوجده بلا مشقة وبلا تعب, مثلما أن قول "كن" لا مشقة علينا فيه, فخلق الله للأشياء ليس صعباً عليه بل هين عليه سبحانه وتعالى, وما أراد الله إيجاده يوجد بلا مشقة ولا تعب ولا تأخر عن الوقت الذي أراد الله.

    مع كل الود والاحترام والتقدير


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  7. #7
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    المجاز والكناية ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة

    فالمعنى هنا مجاز والمقصود به أن يفهم الناس أن قدرة الله عز وجل لا حدود لها.
    أخي الأستاذ الدكتور محمد الريفي،

    لقد نقلت لك بأعلاه تفسير جملة (كُنْ فَيَكُونُ) الذي يبين أن القصد من العبارة "ليس هو صدور الأمر اللفظي «كُنْ» من قبل الله تعالى، بل المقصود تحقق إرادة الله سبحانه حينما تقتضي إيجاد شيء من الأشياء، صغيراً بحجم الذّرة كان، أم كبيراً بحجم السماوات والأرض، بسيطاً كان أم معقداً، دون أن يحتاج في ذلك الإِيجاد إلى أية علّة اُخرى، ودون أن تكون هناك أية فترة زمنية بين الإِرادة والإِيجاد".

    ولا أعتقد أننا قد نختلف على المعنى المقصود من الآيات الكريمات، ولا أعتقد أن أيا منا يجهل هذه الحقائق المفيدة، لكنني أردت ايصال حقيقة أن المجاز والكناية موجودان في العبارة المأثورة عن السلف - من دون أن يعترض عليها عالم من العلماء في أي وقت مضى - مثلما هما موجودان في الآيات الكريمات، وأعتقد أن رسالتي قد وصلتك بشكل ما إذ إنك قلت أخيرا: "فالمعنى هنا مجاز والمقصود به أن يفهم الناس أن قدرة الله عز وجل لا حدود لها".

    لذلك أكتفي هنا بهذا القدر، وأقف عند هذا الحد، وأشكرك على صبرك ومتابعتك، وعلى هذا الحوار الجميل الهادئ.

    لك مودتي ومحبتي، وبالله التوفيق ...

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل الدكتور منذر أبو هواش،

    أعتقد أننا الآن متفقون على كل شيء حول هذا الموضوع الذي فتح شهيتي للتعلم منكم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سعدت كثيراً بحوارك الرائع واستفدت كثيراً من علمك، وسأحرص دائماً على الاستفادة من خبرتكم وعلمكم، ولا سيما في مجال اللغة العربية، وأشكرك جزيلاً على سعة صدرك.

    ودمتم ذخراً للأمة وفخراً لواتا


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  9. #9
    أستاذ كرسي القراءات القرآنية بكلية الآداب بالرباط و بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الصورة الرمزية الدكتور التهامي الهاشمي
    تاريخ التسجيل
    19/07/2007
    العمر
    87
    المشاركات
    130
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    تحية و احتراماً
    و بعد ، لقد سعدت كثيراً و أنا أقرأ الحوار الذي دار بينكم حول العبارة الإلاهية " كن فيكون ".

    إلا أن الأمر أعقد مما يقال هنا . لما ذا ؟


    الحديث الذي دار بينكم ليس كما قلتم { ما جاء في القرآن من كذا و كذا } بل و جب أن نقول:" ما ورد في رواية كذا و كذا .." لأن رواية هشام و ابن ذكوان عن ابن عامر الشامي و هما روايتان متواترتان يتعبد بهما لأنهما وصلتا إلينا، و الحمد لله، بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ بمعنى أنهما نقلتا إلينا عنه عليه الصلاة و السلام بواسطة جماعة عن جماعة عن جماعة يستحيل تولطؤهم على الكذب.
    أقول : لا يمكن أن نقدر فيهما ما نقدره و نحن نستشهد بما في رواية حفص التي يقرأ بها القرآن إخوان في المشرق. لأن ابن عامر الشامي يقرأ الآيات الآتية كما يلي:

    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونَ } البقرة117


    {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونَ }آل عمران47


    {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونَ }النحل40


    {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونَ }مريم35


    {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونَ }يس82


    {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونَ }غافر68


    قرأ ابن عامر الشامي قوله تعالى { فَـيَـَـكـُـونَ } في المواضع الستة أعلاه بالنصب.
    بقراءة ابن عامر هذه يكون قــولـــــه تعالى " فـَيـَكـُون َ " جواب أمر { كـُــنْ }.
    و قد اندرج مع ابن عامر الشامي في قراءته لـــ { فـَـيـَـكـُـونَ } بالنصب الإمام الكسائي الكوفي في موضعين اثنيْنِ ؛ في النحل و في يس .
    بهذه الرواية يحتج من يقول : إن الأمر ينجز بعد الأمر كله. و لا يمكن أن نستبعد هذا ما دام هولاء ينطلقون من رواية قرآنية متواترة.

    أما القراء الآخرون غير ابن عامرفيقرأون هذه المواضع الستة أعلاه بضم نـون { فـَـيـَـكـُـونُ } و يقرأونه كلهم حتى ابن عامر و الكسائي بنفس الشكل أيْ بضم النون في الموضعَيْن الباقيَيْنِ الآخريْن و هما:

    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59

    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73

    بهذا الضبط أي بضم النون في قوله تعالى { فـَـيــَـكـُـونُ } يكون التقدير " فهو يكونُ " و على هذا نعتبر قوله : { فــَــيـَــكـُــونُ } خـبـراً لمبْتـَدَإ محذوف .

    لهذا نعتبر كل التقديرات التي قدمها الإخوان مقبولــة و هذا من جمال و روعة أســرار آيات الله الكريمة,
    و هذا يعزز ما نقوله دائماً و قد سبق أن قلناه لإخاننا رواد { واتــا } سابقاً في مناسبة أخرى و هو:


    Les Versets canoniques sont toujours polysémiques

    الآيات القرآنية متعددة المعاني على الدوام


  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/10/2007
    المشاركات
    55
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    وأمرة بين الكاف والنون >>> وما بينهما هو عينهما (كـــ كن ــــــن) , فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون, الله سرمدي الذات والصفات, والحروف محدثة والله لا يتكلم بها , لكن القرآن عندما نزل من أعلا علا الصفا صار حروفاً , بيد أن كلمة الله أزلية فالله لا يبدأ الكلمة ولا ينهيها .


    محبتي


  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد شريم مشاهدة المشاركة
    وأمرة بين الكاف والنون >>> وما بينهما هو عينهما (كـــ كن ــــــن) , فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون, الله سرمدي الذات والصفات, والحروف محدثة والله لا يتكلم بها , لكن القرآن عندما نزل من أعلا علا الصفا صار حروفاً , بيد أن كلمة الله أزلية فالله لا يبدأ الكلمة ولا ينهيها .


    محبتي

    الأستاذ خالد شريم،

    هل من الممكن أن تفسر لي العبارتين "ما بينهما هو عينهما" و "فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون"!

    وبارك الله فيك


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  12. #12
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد شريم مشاهدة المشاركة
    وأمرة بين الكاف والنون >>> وما بينهما هو عينهما (كـــ كن ــــــن) , فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون, الله سرمدي الذات والصفات, والحروف محدثة والله لا يتكلم بها , لكن القرآن عندما نزل من أعلا علا الصفا صار حروفاً , بيد أن كلمة الله أزلية فالله لا يبدأ الكلمة ولا ينهيها .


    محبتي

    الأستاذ خالد شريم،

    هل من الممكن أن تفسر لي العبارتين "ما بينهما هو عينهما" و "فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون"!

    وبارك الله فيك


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية د. محمد اسحق الريفي
    تاريخ التسجيل
    05/06/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد شريم مشاهدة المشاركة
    وأمرة بين الكاف والنون >>> وما بينهما هو عينهما (كـــ كن ــــــن) , فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون, الله سرمدي الذات والصفات, والحروف محدثة والله لا يتكلم بها , لكن القرآن عندما نزل من أعلا علا الصفا صار حروفاً , بيد أن كلمة الله أزلية فالله لا يبدأ الكلمة ولا ينهيها .


    محبتي

    الأستاذ خالد شريم،

    هل من الممكن أن تفسر لي العبارتين "ما بينهما هو عينهما" و "فهذا الكون من عرشه إلى فرشه هو ما بين الكاف والنون"!

    وبارك الله فيك


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .
    .

    إنما الأعمال بالنيات

  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي عبدي اطعني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    قال تعالى
    إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
    (يسن 82)

    وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.

    وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".

    وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".

    وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:

    لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
    واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
    إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
    ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
    ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
    لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
    لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون

    لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.

    فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".

    وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.

    كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فضيلة الدكتور منذر ابو هواش دام مسددا
    تحياتي وامنياتي لكم بالموفقية .
    اود ان ارى تفسيركم لهذا الحديث القدسي الذي لربما يرتبط من قريب او بعيد ما ذهبتم إليه وهو قوله تعالى في الحديث القدسي : عبدي اطعني تكن مَثَلي تقل للشيء كن فيكون .
    كلمة مثلي بفتح الميم وفتح الثاء .وليس كما يلفضها البعض مثلي بكسر الميم وسكون الثاء .
    وفي بعض الروايات جاء : يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون.
    دمتم مسددا .


  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي عبدي اطعني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    قال تعالى
    إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
    (يسن 82)

    وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.

    وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".

    وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".

    وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:

    لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
    واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
    إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
    ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
    ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
    لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
    لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون

    لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.

    فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".

    وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.

    كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فضيلة الدكتور منذر ابو هواش دام مسددا
    تحياتي وامنياتي لكم بالموفقية .
    اود ان ارى تفسيركم لهذا الحديث القدسي الذي لربما يرتبط من قريب او بعيد ما ذهبتم إليه وهو قوله تعالى في الحديث القدسي : عبدي اطعني تكن مَثَلي تقل للشيء كن فيكون .
    كلمة مثلي بفتح الميم وفتح الثاء .وليس كما يلفضها البعض مثلي بكسر الميم وسكون الثاء .
    وفي بعض الروايات جاء : يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون.
    دمتم مسددا .


  16. #16
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي عبدي اطعني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
    قال تعالى
    إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
    (يسن 82)

    وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.

    وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".

    وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".

    وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:

    لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
    واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
    إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
    ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
    ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
    لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
    لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون

    لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.

    فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".

    وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.

    كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فضيلة الدكتور منذر ابو هواش دام مسددا
    تحياتي وامنياتي لكم بالموفقية .
    اود ان ارى تفسيركم لهذا الحديث القدسي الذي لربما يرتبط من قريب او بعيد ما ذهبتم إليه وهو قوله تعالى في الحديث القدسي : عبدي اطعني تكن مَثَلي تقل للشيء كن فيكون .
    كلمة مثلي بفتح الميم وفتح الثاء .وليس كما يلفضها البعض مثلي بكسر الميم وسكون الثاء .
    وفي بعض الروايات جاء : يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون.
    دمتم مسددا .


  17. #17
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
    (يونس 69)

    فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
    (البقرة 79)


    الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي

    لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.

    لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.

    إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟

    لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.

    وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.

    إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.

    قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.

    أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  18. #18
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
    (يونس 69)

    فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
    (البقرة 79)


    الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي

    لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.

    لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.

    إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟

    لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.

    وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.

    إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.

    قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.

    أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  19. #19
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    لا إله له التصرف إلا الله ...

    قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
    (يونس 69)

    فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
    (البقرة 79)


    الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي

    لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.

    لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.

    إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟

    لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.

    وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.

    إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.

    قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.

    أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  20. #20
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اشكركم استاذي العزيز إنما كان قصدي من السئوال هو الاحاطة به من جوانبه ، وقد ورد شبيه ذلك عن ابي هريرة كما في قوله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري كتاب احاديث الانبياء
    وروى الطبراني في الكبير عن أمامة: يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وعقله الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإن استنصرني نصرته، وأحب ما تعبدني به النصح لي).
    ودمتم


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •