Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الأدب وتقمص الشخصيات... (رؤية نفسية) !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الأدب وتقمص الشخصيات... (رؤية نفسية) !

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الأدب وتقمص الشخصيات... (رؤية نفسية) !


    أن تصوير الكاتب أو الكاتبة لشخصية بمثل جنسه أو جنسها ممكن أن تكون عملية "تقمص" وهي عملية يؤدي من خلالها الكاتب "لا شعوريا" دور البطل وكأنه هو بكل معنى الكلمة عندما يمر بمثل موقف البطل…

    أما أن يرسم كاتب ما، شخصية مخالفة لجنسه، فيبدوا لي أنها عملية "إسقاط" وهي لا شعورية أيضا في جزء كبير منها … إذ يقوم الكاتب بإسقاط مشاعره الخاصة وأمنياته وما يريده ان يكون للجنس الآخر بدون ان يعي انه يريد ذلك! ... ويوظف في ذلك المعرفة الناتجة عن التجربة أو التعليم الأكاديمي أو امتلاكه لأدوات الكتابة وقدرته في توظيف تلك الأدوات.

    ولتوضيح ذلك أكثر؛
    رجل يتمنى ان يقول شيئا ما، أو يتبنى سلوكا معينا بشأن امرأة كأن تكون زوجته مثلا، غير أن اعتبارا أو أكثر يمنعه لفعل ذلك على ارض الواقع، فيقوم باختراع شخصيات تفي بغرضه، فيضع شخصية الزوج، ثم يتقمص تلك الشخصية فيقول على لسانها كل ما يريد أن يقوله، وربما يطور الحوار بالاتجاه الذي يجعل البطل يمارس السلوك الذي يتمنى، كأن يكون ذلك السلوك عدوانيا أو عتابا أو يطلب منها ما لا يستطيع ان يطلبه هناك في الواقع!

    ثم يرسم شخصية الزوجة وقد يُسقط على لسان تلك الشخصية ما يتمنى أن تقوله زوجته له، او ما يتمنى أن تبرر له، أو ما يتمنى ان تقوم به من استجابات إزاءه، أو مع شخص معين او جماعة معينة او دور تقوم به او مهمة يحب ان تؤديها هي وهكذا ... وكأنه يقول هكذا قولي يا زوجتي وهكذا تصرفي معي أو مع الآخرين او مع أولادك أو داخل الحرم الزوجي وما الى ذلك …أو قد تكون المرأة حبيبة، فسيخترع البطلة التي تجسد دور حبيبته ، فيقول لها ما يريد براحته لا لوم ولا عتب ولا خوف ولا حرج، وسيقول على لسانها كل ما يتمناه منها لنفسه او لها او كل ما يتعلق بذلك ، وكأنه يقول هكذا قولي او تصرفي يا حبيبتي أو يا أمي أو يا معلمة اطفالي أو يا مربية ابني أو أي شخصية تهمه في ارض الواقع.

    مثال آخر؛ كأن يشعر الكاتب بالشك إزاء شخص معين، كأن يكون الشك مثلا بإخلاص صديق، أو بأخوّة أخ، أو بإخلاص جماعة من المواطنين لوطنهم، أو قد يشك بحب زوجته له، وقد يتطور هذا الشك إلى أنها قد تكون لها علاقة بشخص آخر -وان كان ينكر هو على مستوى الوعي كل ذلك – إلا أنه سيحول اعترافه بما يشك من خلال إسقاط شكوكه على شخصية يرسمها بقلمه لتجسد من يريد ان يصب عليه حميم شكه! ولا أحد سيلومه على ذلك وأولهم نفسه!!! فيرسم شخصية الصديق غير المخلص كما تمُلي عليه الفكرة المكبوته في عقله إزاء صديق غير مخلص من وجهة نظره، وسيعطيه حوارا يجعله أهلا لهذه الشكوك ! وستزيد من قناعته هو بشكه على انه في محله ، وقد ينهي استمتاعه باللعبة فيقوم باختراع شخصية تؤخذ له ثأره من ذلك الصديق! بان يعطيه دورا يحب الكاتب ان يؤديه هو، فينطلق هنا بما يريد ان يقوله لذلك الصديق من عتاب ولوم وربما من سب وشتائم وكل مايجثوا على صدره من كلام، وقد يرسم بقلمه شخصية اخرى تأخذ له بثأره عمليا! لينال الصديق بذلك النهاية التي يستحق، حتى وان كانت الموت ... وكل ذلك طبعا سيحصل ويحقق الراحة للكاتب في انه قال ما يريد، وحصل ما تمناه، وبدون أي إحساس بالذنب او الحرج أو الخوف من عاقبة او لومٍ من احد او كل ما يتحمله الموقف من عواقب على ارض الواقع .... !

    ودعونا نعُطي مثالا إضافيا؛ كأن تريد كاتبة أن تبرر خيانتها الزوجية ، فهي لا تريد ان تعترف أمام نفسها بالخيانة لان ذلك سيسبب لها صراعات كثيرة قد تؤدي بها الى احتمالات تتراوح ما بين النبذ لنفسها او الإصابة بالاضطراب النفسي ... خاصة وانها امرأة ترفض عل مستوى الشعور حالة الخيانة ...
    فستلجأ لأسلوب التبرير في كتاباتها، وكلنا يعرف ان التبرير عبارة عن كذبات يخترعها من يريد ان يُطمْئِن نفسه، ومحاولة لا شعورية لتهدئة الصراع الملتهب في داخل منظومته النفسية لكي يرتاح هو وليس سواه ... خاصة إذا كانت ممن ينصت لصوت الضمير واذا كان صوته قاسي عليها! وبالوقت ذاته تعيش

    حالة استسلام لحاجة معينة تلح عليها ! هنا سيكون الصراع قائما وسيحتاج الى حل عاجل منها ... وستحله بالكتابة المناسِبة لحالتها، كأن تكتب قصة تدور حول زوج مقصر نحو زوجته، وتنسج الدور المناسب لذلك الزوج مما يجعله مرفوض ومنبوذ وغير مقبول من أي انسان يقرأ القصة، وهي بذلك تمهد "لا شعوريا طبعا" لدخول الشخص البديل في الصورة بحيث يكون دخوله مقبولا من القارئ أو بالحقيقة من قبل ضميرها !!! فتعطيه الحوار او السلوك المناسب بحيث تجعل الرافضين للخيانة جملة وتفصيلا يصفقون لها، بل وقد يقول لها البعض بالفم المليان إنه هو، وهو، وهو زوجك، هو كل أسباب خيانتك ثم يصفق لها ... ! سواء أكان ذلك عن طريق التعليقات اذا كانت تكتب على شبكة الانترنيت او من خلال أساليب اخرى ان كانت تنشر عن طريق اخر ... فسيكون هذا الاسلوب قد برر لها وساعدها في تجاوز محنة الصراع وستستمر بحبها الجميل الذي زينه لها ذلك التبرير.

    وبهذا تعد الكتابة تنفيس لكل الصراعات المكبوتة في العقل الباطن للكاتب ليحرر عقله منها وبالتالي سينجوا من احتمال اصابته باي اضطراب نفسي قد ينتج من تلك الصراعات.

    على ان الكثير من الادباء يستخدمون "التخيل" كعملية عقلية شعورية في رسم شخصياتهم في القصة. ولا تخلوا من تدخلات اللاشعور التي تتخلل ذلك التخيل وعملية الاسقاط بالتحديد ... كأن يتخيل مشكلة معينة بين زوج وزوجته ... يتمنى الكاتب ان تتصرف المرأة إزاءها بهكذا أسلوب لحل المشكلة من خلال سلوكها في القصة… وهو نوع من الوعظ غير المباشر والتوجيه مستند على التفكير والتجربة! أكثر ما أدهشني في هذه النقطة بالتحديد فكر الروائي العالمي "ارنست همنغواي " في روايته "جريمة البيت المهجور … حيث تخيل كيف على المرأة تتصرف بحكمة وبتعقل عندما تكتشف أن زوجها يعرف امرأة أخرى غيرها… وجسد ذلك الخيال بأروع ما يمكن بشخص البطلة التي استطاعت أخيرا أن تعيد زوجها محبا لا عنوة….



    * استخدام الأدب القصصي والتمثيل في العلاج النفسي



    يتبع



    *

    عيني على وطني!

  2. #2
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    أختي واستاذتي
    نوريه العزيزة
    اولا دراسه قيمه لما يعتلج الكاتب من هواجس تدفعه للابداع وماالابداع إلا ارهاصات وردات فعل واقعيه تدفعه لاسقاطات جذورها الواقع المعاش اولا ومن ثم تستجيب لنفسه الإنسانيه وتجد لها قبولا او رفضا تقييما ذاتيا يخصه
    ولكن هنا لابد من ملاحظة هو ان الكاتب احيانا يهدف لرسم حالة اجتماعيه منفصله عن نفسه تماما
    وهنا يظهر الإبداع الحقيقي هل هو أعطاها أبعادها الواقعيه؟
    أظن ان فن القصه يحتم عليه ألا يكون حكواتي او راويه فقط...
    وأن مساحة الإبداع المهمه ستجعله يقدم مزيجا ربما لاعلاقة له بواقعيه ماراى ليضخم حاله شاذة او غير منسجمه مع الحقيقة القويمه...مثلا
    وبما أنه يرسمه بقلمه..فمن الطبيعي ان يضيف من نفسه الإنسانيه بصمات ولكن على ألأا يفرض على القارئ قناعاته وهذا المطب الذي يقع فيه معظم الكتاب

    اعتذر على الإطاله
    وأتابع معك استاذه

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  3. #3
    كاتب الصورة الرمزية سمير الشريف
    تاريخ التسجيل
    08/02/2007
    المشاركات
    225
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد

    دكتورة نورية.......................
    تعمق علمي رصين
    ومتابعة أكاديمية رصينة.....
    لا ينقصها الا إعطاء الجانب التطبيقي فسحة خلال تحليلك الرائع...
    أعرف أنك لم تقولي كل شيىء بعد ، ولكنني اذكرك لتظل الصورة ناصعة ودليلا على عمق التناول والاخلاص للموضوع,,,,,,,,,,,
    شكرا لهذا التميز ,,,,,,,,,,,

    كلما اتسعت الفكره ضاقت العبارة

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    ولكن هنا لابد من ملاحظة هو ان الكاتب احيانا يهدف لرسم حالة اجتماعيه منفصله عن نفسه تماما
    وهنا يظهر الإبداع الحقيقي هل هو أعطاها أبعادها الواقعيه؟
    نعم عزيزتي، وقد تطرق الموضوع لذلك، وانقل لك منه الاقتباس الآتي:

    "على ان الكثير من الادباء يستخدمون "التخيل" كعملية عقلية شعورية في رسم شخصياتهم في القصة. ولا تخلوا من تدخلات اللاشعور التي تتخلل ذلك التخيل وعملية الاسقاط بالتحديد ... كأن يتخيل مشكلة معينة بين زوج وزوجته ... يتمنى الكاتب ان تتصرف المرأة إزاءها بهكذا أسلوب لحل المشكلة من خلال سلوكها في القصة… وهو نوع من الوعظ غير المباشر والتوجيه مستند على التفكير والتجربة! أكثر ما أدهشني في هذه النقطة بالتحديد فكر الروائي العالمي "ارنست همنغواي " في روايته "جريمة البيت المهجور … حيث تخيل كيف على المرأة تتصرف بحكمة وبتعقل عندما تكتشف أن زوجها يعرف امرأة أخرى غيرها… وجسد ذلك الخيال بأروع ما يمكن بشخص البطلة التي استطاعت أخيرا أن تعيد زوجها محبا لا عنوة…."




    أظن ان فن القصه يحتم عليه ألا يكون حكواتي او راويه فقط...
    وأن مساحة الإبداع المهمه ستجعله يقدم مزيجا ربما لاعلاقة له بواقعيه ماراى ليضخم حاله شاذة او غير منسجمه مع الحقيقة القويمه...مثلا
    وبما أنه يرسمه بقلمه..فمن الطبيعي ان يضيف من نفسه الإنسانيه بصمات ولكن على ألأا يفرض على القارئ قناعاته وهذا المطب الذي يقع فيه معظم الكتاب

    عندما يصبح الكاتب مجرد سارد لحدث فلن نستطيع ان نسمي ذلك أدبا ، ولن يكون فيه اي ابداع، فكل شخص يستطيع ان يسرد الاحداث كما هي ! لكن الابداع يكمن فيما يعطيه الكاتب منه شخصيا من خلال النص. ومن حقه ان يعطي قناعاته الشخصية، وللمتلقي أن يقبلها أو يرفضها !



    شكرا لمرورك العزيز ريما وتحياتي لك ....

    عيني على وطني!

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    ولكن هنا لابد من ملاحظة هو ان الكاتب احيانا يهدف لرسم حالة اجتماعيه منفصله عن نفسه تماما
    وهنا يظهر الإبداع الحقيقي هل هو أعطاها أبعادها الواقعيه؟
    نعم عزيزتي، وقد تطرق الموضوع لذلك، وانقل لك منه الاقتباس الآتي:

    "على ان الكثير من الادباء يستخدمون "التخيل" كعملية عقلية شعورية في رسم شخصياتهم في القصة. ولا تخلوا من تدخلات اللاشعور التي تتخلل ذلك التخيل وعملية الاسقاط بالتحديد ... كأن يتخيل مشكلة معينة بين زوج وزوجته ... يتمنى الكاتب ان تتصرف المرأة إزاءها بهكذا أسلوب لحل المشكلة من خلال سلوكها في القصة… وهو نوع من الوعظ غير المباشر والتوجيه مستند على التفكير والتجربة! أكثر ما أدهشني في هذه النقطة بالتحديد فكر الروائي العالمي "ارنست همنغواي " في روايته "جريمة البيت المهجور … حيث تخيل كيف على المرأة تتصرف بحكمة وبتعقل عندما تكتشف أن زوجها يعرف امرأة أخرى غيرها… وجسد ذلك الخيال بأروع ما يمكن بشخص البطلة التي استطاعت أخيرا أن تعيد زوجها محبا لا عنوة…."




    أظن ان فن القصه يحتم عليه ألا يكون حكواتي او راويه فقط...
    وأن مساحة الإبداع المهمه ستجعله يقدم مزيجا ربما لاعلاقة له بواقعيه ماراى ليضخم حاله شاذة او غير منسجمه مع الحقيقة القويمه...مثلا
    وبما أنه يرسمه بقلمه..فمن الطبيعي ان يضيف من نفسه الإنسانيه بصمات ولكن على ألأا يفرض على القارئ قناعاته وهذا المطب الذي يقع فيه معظم الكتاب

    عندما يصبح الكاتب مجرد سارد لحدث فلن نستطيع ان نسمي ذلك أدبا ، ولن يكون فيه اي ابداع، فكل شخص يستطيع ان يسرد الاحداث كما هي ! لكن الابداع يكمن فيما يعطيه الكاتب منه شخصيا من خلال النص. ومن حقه ان يعطي قناعاته الشخصية، وللمتلقي أن يقبلها أو يرفضها !



    شكرا لمرورك العزيز ريما وتحياتي لك ....

    عيني على وطني!

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير الشريف مشاهدة المشاركة
    دكتورة نورية.......................
    تعمق علمي رصين
    ومتابعة أكاديمية رصينة.....
    لا ينقصها الا إعطاء الجانب التطبيقي فسحة خلال تحليلك الرائع...
    أعرف أنك لم تقولي كل شيىء بعد ، ولكنني اذكرك لتظل الصورة ناصعة ودليلا على عمق التناول والاخلاص للموضوع,,,,,,,,,,,
    شكرا لهذا التميز ,,,,,,,,,,,

    الاديب عميق الرؤية "سمير الشريف"

    شكرا لتسديداتك الثمينة ................

    وبارك الله بك .

    عيني على وطني!

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير الشريف مشاهدة المشاركة
    دكتورة نورية.......................
    تعمق علمي رصين
    ومتابعة أكاديمية رصينة.....
    لا ينقصها الا إعطاء الجانب التطبيقي فسحة خلال تحليلك الرائع...
    أعرف أنك لم تقولي كل شيىء بعد ، ولكنني اذكرك لتظل الصورة ناصعة ودليلا على عمق التناول والاخلاص للموضوع,,,,,,,,,,,
    شكرا لهذا التميز ,,,,,,,,,,,

    الاديب عميق الرؤية "سمير الشريف"

    شكرا لتسديداتك الثمينة ................

    وبارك الله بك .

    عيني على وطني!

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    استخدام الأدب القصصي والتمثيل في العلاج النفسي

    يعد هذا الموضوع ، واقصد موضوع تقمص الشخصيات الواقعية "التمثيل" مثل "تقمص شخصية المدير في العمل، أو دور الزوجة أو دور الصديق أو غيره … من الأساليب العلاجية الناجحة في علم النفس إذ تعطي أكبر فرصة للإنسان لتفريغ كل ما يريد قوله أو فعله بشأن الشخصيات التي يتأثر بها من جهة، ومن جهة أخرى ليعرف المعالج ما يريد معرفته بشأن ما يدور في خالج مريضه تجاه أناس معينين يخمن أن لهم صلة بمشكلته" . فمثلا: يقول للزبون –ان جاز التعبير بدلا عن المريض- وفي هذه الحالة يكون العلاج جماعيا، إما ان تكون الجماعة كلها تحتاج للعلاج وتشترك مع بعضها، أو أن هناك مجموعة متخصصة ومُدربة لعلاج الاشخاص بالتمثيل: فهنا يطلب من الزبون الذي يعتقد الطبيب ان لديه مشكلة مع زوجته مثلا: ان يمثل دور الزوج امام ممثلة تأخذ دور شخصية الزوجة في قصة موجهة لهذا الغرض، يرى المعالج ان القصة تناسب موقف الزبون الذي يعاني منه مع زوجته، إلا انه يعطي الحرية الكافية للزبون ان يختار الحوار الذي يرغب... فإذا كان المعالج يرى من خلال الطريقة التي فحص بها الزبون نفسيا، سواء عن طريق المقابلة او عن طريق الاختبارات المناسبة، او عن طريق التقرير الذاتي، او من تقارير المقربين أو غيره ، فيصل الى مؤشر ان سبب اضطراب الزوج شكه بزوجته، الا انه –أي الزوج- لا يريد ان يعترف مع نفسه صراحة بذلك، لاعتبار او اكثر من وجهة نظره هو، كأن يكون مثلا انه يخشى ان تكون شكوكه صحيحة ! مما قد يدفع به الى الجنون، لانه من المستحيل عنده ان زوجته تعمل شيئا مريبا، حتى وإن ظهرت أمامه بعض المؤشرات التي تأسست عليها شكوكه، لا لشيء إلا لأنها زوجته! او ان ذلك مستحيل لان المجتمع سينبذه، وسيسخر منه الأصدقاء، وسيستصغره الأهل، وسيتعقد أطفاله، ويكونوا محل نبذ الأطفال الآخرين ، ويتبعها في دماغه الف "سـ" و "سـ" ! وبما انه لا يريد ان يعترف جهرا انه يشك، ويرى المعالج ان هذا الشك يجثم على عقله ويسيطر عليه ويشل تفكيره وحركته ويعبث بتوازنه النفسي، وعليه، ينبغي تحرير ذلك العقل من هذه الفكرة المكبوتة وإظهاره الى السطح أي الى مستوى إدراك او شعور الزبون، وهنا تصبح هذه الفكرة مسيطَر عليها من قبل الشخص المضطرب بعد أن كانت هي المسيطرة عليه، وهذه العملية تسمى عملية تحرير العقل.
    عودا الى الموقف التمثيلي كيف يخدم هذه الحالة؛ يكون السيناريو معدا لهذه الحالة بالتحديد... إذ يدور حول مشكلة المضطرب كما يراها المعالج، وكل ذلك بالتاكيد يتم ترتيبه بدون ان يشعر الزبون المقصود بالموقف كله. فيطلب منه ان ياخذ دور الزوج في مسرحية ليروا مدى موهبته بالتمثيل. يطلب من البطلة الزوجة ان تقوم بالتصرفات المحتملة لزوجته نفسها كما يزعم هو من خلال فحص المعالج له مع بعض التحويرات التي تموه عليه خطة العلاج. ثم تبدأ المسرحية، ويطلب منهم البدء بأداء أدوارهم، ولا ننسى انه مسبقا اعطي الصلاحية بالتصرف بالحوار ... هنا سيُسقط الزبون كل ما يكبته من مشاعر بشأن هذا الموقف، سيقول مالم يستطع ان يقوله في الواقع، وسيقوم بالتصرفات التي يخشى ان يقوم بها هناك .. فتراه ينفعل ويغضب ويندمج بالدور ، كأن يثور مثلا ويقول للبطلة –الزوجة- انت خائنة، انت لا تحبينني، أنتِ عار علي، أنا نادم لأنني اخترتك ، أنتِ لا تصلحين أُما لأطفالي، وقد يتطور انفعاله إلى تصرفات عدوانية أو قد يستخدم العنف معها بالضرب او تكسير ما يرى أمامه ... وقد يتطور انفعاله الى ان ينهار ويبكي ... وهنا، سيصحوا على نفسه ويرتاح لأنه قد فرّغ كل شحناته الجاثمة على عقله، والتي جعلت منه إنسانا مضطربا ...
    أو عندما يكون الشخص المضطرب بسبب الاب او الام او المدير في العمل او الاطفال او بسبب الحالة المادية او بسبب فشل علاقاته الاجتماعية او العاطفية وهكذا فان الادوار التمثيلية ستكشف عن الكثير مما كبت في العقل الباطن والذي سيظهر جليا امام الشخص المضطرب ذاته.
    في الواقع تفيد كثيرا هذه الطريقة في العلاج عندما يلاقي المحلل صعوبة كبيرة في أن يجعل الزبون يحرر عقله مما كبت فيه .








    *
    *
    *

    عيني على وطني!

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية نورية العبيدي
    تاريخ التسجيل
    17/08/2007
    المشاركات
    110
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    استخدام الأدب القصصي والتمثيل في العلاج النفسي

    يعد هذا الموضوع ، واقصد موضوع تقمص الشخصيات الواقعية "التمثيل" مثل "تقمص شخصية المدير في العمل، أو دور الزوجة أو دور الصديق أو غيره … من الأساليب العلاجية الناجحة في علم النفس إذ تعطي أكبر فرصة للإنسان لتفريغ كل ما يريد قوله أو فعله بشأن الشخصيات التي يتأثر بها من جهة، ومن جهة أخرى ليعرف المعالج ما يريد معرفته بشأن ما يدور في خالج مريضه تجاه أناس معينين يخمن أن لهم صلة بمشكلته" . فمثلا: يقول للزبون –ان جاز التعبير بدلا عن المريض- وفي هذه الحالة يكون العلاج جماعيا، إما ان تكون الجماعة كلها تحتاج للعلاج وتشترك مع بعضها، أو أن هناك مجموعة متخصصة ومُدربة لعلاج الاشخاص بالتمثيل: فهنا يطلب من الزبون الذي يعتقد الطبيب ان لديه مشكلة مع زوجته مثلا: ان يمثل دور الزوج امام ممثلة تأخذ دور شخصية الزوجة في قصة موجهة لهذا الغرض، يرى المعالج ان القصة تناسب موقف الزبون الذي يعاني منه مع زوجته، إلا انه يعطي الحرية الكافية للزبون ان يختار الحوار الذي يرغب... فإذا كان المعالج يرى من خلال الطريقة التي فحص بها الزبون نفسيا، سواء عن طريق المقابلة او عن طريق الاختبارات المناسبة، او عن طريق التقرير الذاتي، او من تقارير المقربين أو غيره ، فيصل الى مؤشر ان سبب اضطراب الزوج شكه بزوجته، الا انه –أي الزوج- لا يريد ان يعترف مع نفسه صراحة بذلك، لاعتبار او اكثر من وجهة نظره هو، كأن يكون مثلا انه يخشى ان تكون شكوكه صحيحة ! مما قد يدفع به الى الجنون، لانه من المستحيل عنده ان زوجته تعمل شيئا مريبا، حتى وإن ظهرت أمامه بعض المؤشرات التي تأسست عليها شكوكه، لا لشيء إلا لأنها زوجته! او ان ذلك مستحيل لان المجتمع سينبذه، وسيسخر منه الأصدقاء، وسيستصغره الأهل، وسيتعقد أطفاله، ويكونوا محل نبذ الأطفال الآخرين ، ويتبعها في دماغه الف "سـ" و "سـ" ! وبما انه لا يريد ان يعترف جهرا انه يشك، ويرى المعالج ان هذا الشك يجثم على عقله ويسيطر عليه ويشل تفكيره وحركته ويعبث بتوازنه النفسي، وعليه، ينبغي تحرير ذلك العقل من هذه الفكرة المكبوتة وإظهاره الى السطح أي الى مستوى إدراك او شعور الزبون، وهنا تصبح هذه الفكرة مسيطَر عليها من قبل الشخص المضطرب بعد أن كانت هي المسيطرة عليه، وهذه العملية تسمى عملية تحرير العقل.
    عودا الى الموقف التمثيلي كيف يخدم هذه الحالة؛ يكون السيناريو معدا لهذه الحالة بالتحديد... إذ يدور حول مشكلة المضطرب كما يراها المعالج، وكل ذلك بالتاكيد يتم ترتيبه بدون ان يشعر الزبون المقصود بالموقف كله. فيطلب منه ان ياخذ دور الزوج في مسرحية ليروا مدى موهبته بالتمثيل. يطلب من البطلة الزوجة ان تقوم بالتصرفات المحتملة لزوجته نفسها كما يزعم هو من خلال فحص المعالج له مع بعض التحويرات التي تموه عليه خطة العلاج. ثم تبدأ المسرحية، ويطلب منهم البدء بأداء أدوارهم، ولا ننسى انه مسبقا اعطي الصلاحية بالتصرف بالحوار ... هنا سيُسقط الزبون كل ما يكبته من مشاعر بشأن هذا الموقف، سيقول مالم يستطع ان يقوله في الواقع، وسيقوم بالتصرفات التي يخشى ان يقوم بها هناك .. فتراه ينفعل ويغضب ويندمج بالدور ، كأن يثور مثلا ويقول للبطلة –الزوجة- انت خائنة، انت لا تحبينني، أنتِ عار علي، أنا نادم لأنني اخترتك ، أنتِ لا تصلحين أُما لأطفالي، وقد يتطور انفعاله إلى تصرفات عدوانية أو قد يستخدم العنف معها بالضرب او تكسير ما يرى أمامه ... وقد يتطور انفعاله الى ان ينهار ويبكي ... وهنا، سيصحوا على نفسه ويرتاح لأنه قد فرّغ كل شحناته الجاثمة على عقله، والتي جعلت منه إنسانا مضطربا ...
    أو عندما يكون الشخص المضطرب بسبب الاب او الام او المدير في العمل او الاطفال او بسبب الحالة المادية او بسبب فشل علاقاته الاجتماعية او العاطفية وهكذا فان الادوار التمثيلية ستكشف عن الكثير مما كبت في العقل الباطن والذي سيظهر جليا امام الشخص المضطرب ذاته.
    في الواقع تفيد كثيرا هذه الطريقة في العلاج عندما يلاقي المحلل صعوبة كبيرة في أن يجعل الزبون يحرر عقله مما كبت فيه .








    *
    *
    *

    عيني على وطني!

  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية سرجون محمد
    تاريخ التسجيل
    18/07/2007
    العمر
    79
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/]
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


  11. #11
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    اشكر اهتمامك اختاه
    ومعك فيما تبع من نص
    ونتابع معك

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  12. #12
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: الأدب وتقمص الشخصيات... (رؤية نفسية) !

    تم الإضافة للموضوع من جهتنا للاطلاع:
    http://www.omferas.com/vb/showthread...928#post174928

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •