الانفجار في وجه الحصار ونصرة الأسرى الأحرار
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
في يوم الأسير الفلسطيني
"الانفجار في وجه الحصار ونصرة الأسرى الأحرار"
قضية الأسرى على سلّم أولويات المقاومة وكافة الخيارات مفتوحة لتحريرهم من قلاع القهر الصهيوني
شعبنا الفلسطيني المحاصر.. أمتنا العربية والإسلامية..
يأتي يوم الأسير الفلسطيني في السابعة عشر من أبريل لهذا العام، وشعبنا يرزح تحت حصار خانق لم تشهده بشرية على وجه الأرض، حيث يقبع أكثر من مليون ونصف المليون مواطن محاصراً داخل حدود قطاع غزة، وأكثر من أحد عشر ألفاً من الأطفال والنساء والمرضى والعلماء ونواب المجلس التشريعي أسرى في السجون الصهيونية، يتعرضون لممارسات قاسية من القهر والإذلال، ذاقوا فيها شتى صنوف العذاب؛ من عزل انفرادي امتد سنوات طويلة للعديد منهم؛ وموت بطيء لمئات المرضى جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد؛ وانتهاك حرمات الأطفال وتهديدهم للارتباط مع المخابرات الصهيونية.
وتجاوز المحتل الصهيوني بإرهابه كافة القوانين والأعراف الدولية فاختطف نواب الشرعية، وزج بهم في غياهب السجون تعطيلاً لعمل المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب، مما منعهم من ممارسة دورهم في خدمة شعبهم وقضيته العادلة سعياً منه لكسر إرادة شعب بأكمله وإرغامه التنازل عن ثوابته وحقوقه الفلسطينية.
شعبنا الفلسطيني الأبي.. أمتنا العربية والإسلامية..
إن ما ذكر عن معاناة الأسرى والأسيرات الأبطال، ليس إلا غيضٌ من فيض مما يتعرضون له في قلاع القهر الصهيوني وأقبية التعذيب الهمجي، فالحديث الممزوج بالألم والغضب يطول ويطول، والمعاناة أكبر من ذلك بكثير. فقد نالت من أجسادهم وحشية وإرهاب المحققين، وأوقعتهم ما بين شهيدٍ ومعاق ومريض، وطفل رضيع معتقل أبصر على عتمة الزنازين حيث وضعته أمه الأسيرة مقيدة الأيدي والأقدام بالأصفاد على أسرة الموت في ظروف مأساوية صنعتها ذئاب بشرية فقدت آدميتها وأدنى المشاعر تجاه الحالات الإنسانية للأسيرات في زنازين القهر والإرهاب، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان واتفاقية جينيف الرابعة.
ومن المفارقات العجيبة قيام الأجهزة الأمنية لـ "قيادة المقاطعة" في رام الله وبإشراف الإدارة الأمريكية بإكمال دور الاحتلال الصهيوني في ملاحقة أبناء المقاومة في الضفة المحتلة، فتعتقل المئات منهم وتزج بهم في سجونها الغير شرعية، وتعذب وتشبح وتجلد وتمتهن كرامة المعتقلين كما يفعل الاحتلال بالآلاف من أبناء شعبنا الأسرى، وتقتل منهم تحت التعذيب حيث استشهد الشيخ المجاهد "مجد البرغوثي" في أقبية تحقيق مخابرات المقاطعة، ليدفعوا ثمن مقاومتهم إلى جانب إخوانهم الأسرى في سجون الاحتلال.
إننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفي يوم الأسير الفلسطيني نؤكد على ما يلي:
أولاً: قضية أسرانا وأسيراتنا الأبطال على سلّم أولوياتنا، وكافة الخيارات مفتوحة أمام رجال المقاومة الفلسطينية المجاهدة وعلى رأسهم كتائب الشهيد عز الدين القسام، لتحريرهم من سجون الاحتلال مهما كلف ذلك من ثمن وبذل للأنفس.
ثانياً: نناشد المجتمع الإسلامي والعربي والدولي والبرلمانات والمؤسسات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر لتبني قضية الأسرى والعمل على فضح الانتهاكات بحقهم في سجون الاحتلال، وبذل الجهود من أجل ضمان الإفراج العاجل عنهم.
ثالثاً: ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط والأمة العربية والإسلامية للتكافل مع أهالي الأسرى ورعايتهم للتخفيف من معاناتهم وفاءً للأسرى المجاهدين وتضحياتهم خلف قضبان الأسر، فمن خلف مجاهداً في أهله كان له أجراً مثل أجره.
رابعا: نناشد المؤسسات الإعلامية الدولية والعربية، لإعطاء قضية الأسرى أهمية كبيرة، وتفعيل قضيتهم ومعاناتهم في المنابر الإعلامية بكافة مسمياتها وأنواعها، وفضح الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم أمام شعوب العالم.
خامساً: نطالب "قيادة المقاطعة" في رام الله إطلاق سراح المعتقلين في سجونها، والتوقف عن ملاحقة أبناء المقاومة والتحقيق معهم وتسليم المعلومات المجانية عن خلاياها للاحتلال عبر التنسيق الأمني الذي يوجه طعناته الغادرة في ظهر المقاومة ورجالها.
سادساً: نطالب "سلطة المقاطعة" في رام الله وقف مفاوضاتها العبثية التي تجريها مع حكومة الإرهاب الصهيوني في الوقت الذي تمارس فيه الإجرام وترتكب المجازر وتفرض الحصار على أبناء شعبنا وتعتقل الأطفال والنساء والشيوخ يومياً وتدعي سعيها لإحلال ما يسمى بالسلام في المنطقة.
ختاماً: إلى أسرانا وأسيراتنا الأبطال في زنازين القهر الصهيوني.. يا من تقبضون على جمر الوطن وتتشوقون للحرية..
أنتم نبض الشعب الفلسطيني، وشعلته المنيرة التي جاهدت من أجل شعبها وأمتها العربية والإسلامية، ودفاعا عن كرامتها وقدسها ومقدساتها, اصبروا وما صبركم إلا بالله، اصبروا صبر الواثق بالفرج مهما ادلهمّت الخطوب، وأظلمت الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا، وإننا سنبقى على عهد الوفاء لكم حتى كسر قيدكم، فكونوا على ثقة بنصر الله القريب.
والله اكبر ولله الحمد
وانه لجهاد نصر أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ـ فلسطين
الأربعاء، 10 ربيع الثاني، 1429هـ، الموافق، 16.04.2008
رد مع اقتباس
المفضلات