النواصب عشرةٌُ أربعة منها تنصب بنفسها
وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوباً أو جوازاً ؛
(أن ولن وإذن وكي) أربعة تنصب بنفسها:
1- أن : يعجبني أن تضربَ، أن حرف مصدري ونصب والفعل المضارع يعجبني منصوب بها ،
وسميت أن حرفاً مصدرياً لأنها تُؤول مع ما بعدها بمصدر والتقدير يعجبني ضربك.
2- لن : لن يقوم زيدٌ فلن: حرف نفي ونصب واستقبال لأنها تصير معناه مستقبلاً.
3- إذن : إذن أكرمَك في جواب منْ قال لك : أزورك غداً ، فإذن حرف جواب وجزاء ونصب ، وأكرمَ فعل مضارع منصوب بإذن وسميت حرف جوابٍ لوقوعها في الجواب ، وجزاءٍ لأن ما بعدها جزاء لما قبلها ، ونصب لأنها تنصب الفعل المضارع ، ولنصبها شروط تطلب من المطوّلات ؛
4- كي : جئت كي أقرأَ، إذا كانت اللام مقدرة قبلها أي لكي أقرأ،
فتكون مصدرية بمعنى أن، وأقرأ فعل مضارع منصوب بها،
1- (لام كي) (لام التعليل)
لام كي (لام التعليل) وما بعدها ليست ناصبة بنفسها بل
النصب بأن مضمرة بعدها جوازاً (لأن)
نحو: جئت لأقرأَ (فاللام حرف جر للتعليل)
وأقرأ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعدها ،
قيل لها لام كي لإفادتها التعليل مثل كي، ولأنها قد تدخل على كي (لكي).
وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (الأنفال 8)
"ليحق": اللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد اللام.
هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (إبراهيم 52)
"ولينذروا به": اللام للتعليل، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا، والمصدر المؤول مجرور تقديره: (وللإنذار) (ولأن ينذروا به) (وللعلم) (ولأن يعلموا).
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (يوسف 52)
"ذلك ليعلم": مبتدأ، واللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل جوازا، والمصدر المؤول مجرور متعلق بالخبر، والتقدير: (ذلك كائن للعلم) (ذلك لأن يعلم).
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (يوسف 21)
منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد لام التعليل، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بفعل مقدر أي: (فَعَلْنا ذلك لتعليمه).
2- (لام الجحود)
أي النفي، والنصب بأن مضمرة وجوباً بعدها، وضابطها أن يسبقها كان المنفية بما أو يكن المنفية بلم ،
نحو :{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم}(سورة الأنفال، من الآية 33).
و:{لَم يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ}(سورة النساء، من لآية 137).
فيعذبَ ويغفرَ منصوبان بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود.
3- (حتى)
سواء كانت بمعنى إلى نحو: {حتَىَّ يَرْجِعَ إليْنا موسى}(سورة طه، الآية91)
أو بمعنى لام التعليل نحو قولك للكافر : أسلم حتى تدخل الجنة أي لتدخل ،
فيرجعَ ويدخلَ كل منهما منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى .
4- 5 - (الجواب بالفاء و الواو) يعني الفاء والواو الواقعتين في الجواب ،
وليست الفاء والواو ناصبتين بأنفسهما بل النصب بأن مضمرة وجوباً بعدهما ،
والمراد من وقوعهما في الجواب وقوعهما في المواضع التسعة المشهورة.
الأول منها: الأمر
نحو : أقبل فأحسنَ إليك
فأحسن منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء الواقعة في جواب الأمر ،
وإن قلت : وأحسن كانت الواوُ واوَ المعيةِ ،
فالنصب بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية الواقعة بعد الأمر .
الثاني النهي
نحو: لا تضرب زيداً فيغضبَ أو : ويغضبَ ،
فيغضبَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النهي .
لا ترتكبْ معصيةً فتندمَ فعل منصوب بأنْالمضمرة وجوباً لأن إظهارها مع الفعل غير ممكن (فأن تندم) رغم إمكانية تقديرهما بمصدر (فيكون ندم).
وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (الشعراء 156)
والفاء في "فيأخذكم" للسببية، والفعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم مَسٌّ لها فأَخْذٌ لكم بعذاب.
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال 46)
"فتفشلوا": الفاء سببية، والفعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكم تنازع ففشل.
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة 188)
"وتدلوا بها": الواو للمعية، والفعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الواو، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق، التقدير: لا يكن أكلٌ للأموال وإدلاء بها.
وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (البقرة 35)
"فتكونا": الفاء سببية، والفعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف اسم "تكون"، والمصدر المؤول من "أنْ" وما بعدها معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق أي: لا يكن منكما قُرْبٌ فكَوْن.
الثالث الدعاء
نحو : ربِّ وفقني فأعملَ صالحاَ أو وأعملَ صالحاً.
فأعملَ منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الدعاء ؛
والفرق بين الدعاء والأمر أن الأمر طلب من الأعلى إلى الأدنى والدعاء طلب من الأدنى إلى الأعلى .
الرابع الاستفهام
نحو : هل زيدٌ في الدار فأذهبَ إليه أو: وأذهب إليه ،
فأذهب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الاستفهام .
فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (الأعراف 53)
الفاء في "فيشفعوا" سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على "شفعاء" أي: فهل لنا شفعاء فشفاعة منهم لنا.
قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (الأنعام 148)
"فتخرجوه" سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام المتقدم أي: هل عندكم من علم فإخراجه لنا؟
مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 11)
فيضاعفه": الفاء للسببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق أي: أثمة قرضٌ لله فمضاعفة منه لكم؟
الخامس العَرْضُ
نحو : ألا تنزِلُ عندنا فتصيبَ خيراً أو: وتصيب خيراً ،
فتصيب منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد العَرْض.
السادس التحضيض
نحو : هلاَّ أّكرَمْتَ زيداً فيشكركَ أو : ويشكرَك ،
فيشكر منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التحضيض ،
والفرق بين العرض والتحضيض هو الطلب بحث وإزعاج .
السابع التمني
نحو: ليتَ لي مالاً فأحجَ منه أو: وأحجَ منه
فأحج منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد التمني.
الثامن الترجي
نحو : لعلي أراجع الشيخَ فيفهمَني المسألةَ أو: ويفهمَني،
فيفهم منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد الترجي.
التاسع النفي
نحو : ما تأتينا فتحدَثَنا أو: وتحدثَنا،
فتحدثنا منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء أو الواو الواقعتين بعد النفي .
6- (أو)
يعني أن من النواصب للفعل المضارع أو، لكن بأن مضمرة وجوباً بعدها
نحو : لأقتُلَنَّ الكافِرَ أو يسلمَ أي إلا أن يسلمَ
فيسلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلا،
وقد تكون بمعنى إلى
نحو : لألزمنَّك أو تقضيَني حقي أي إلى أن تقضيني حقي ،
فتقضيَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلى.
أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً (الإسراء 68)
"أو يرسل": منصوب بأن مضمرة جوازا بعد عاطف، مسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل، التقدير: (أو أن يرسل) (إلا أن يرسل) (أو إرسال).
المفضلات