صرح الرئيس عباس بما يلي: "لا يجوز أن يقع الشعب الفلسطيني ضحية بين الصواريخ الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية" شيء مخجل بل مواقف قاتلة يا فخامة الرئيس.



بداية نقول هل أنت من جزر الهنولولو ، وهل أنت خارج المشهد أم داخله وهل من الحكمة أن يساوي رئيس سلطة بين المقاومة المشروعة لشعبه وممارسات الاحتلال !!!، وهل المقاومة هي السبب في الحركة الواسعة للاستيطان في الضفة الغربية ! ، وهل المقاومة هي السبب في الاجتياحات والحصار المتكرر لقطاع غزة يمكن أن يكون التساؤل الأخير اجابته واضحة ولأن غزة أخر خندق صامد أمام أطماع إسرائيل وهي خط المواجهة مع كل مخططات وبرامج التنازل عن الحقوق والكرامة الفلسطينية بل الكرامة العربية .



لايجوز يا فخامة الرئيس أن تفرق بين الشعب الفلسطيني وأبناءه المقاومين ولأن المقاومة هي خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني ، كان الأجدر أن تذكر العالم بالمصيبة التي أحلت بشعب أمن منذ 60 عام في ذكرى أليمة على كل فلسطيني 15 أيار طرد من وطنه وإذ بالرئيس الفلسطيني يحاول أن ينتزع شرعية المقاومة من شعبها ، حقيقة يا فخامة الرئيس مللنا من تصريحاتكم المشبوهة التصريح تلو التصريح ، ويبدو أن الرئيس الفلسطيني ماعاد لديه من الأوراق المتسترة بل أصبح تصريحاته تنم عن ما يدور في عقله من أفكار سوداوية بحق المقاومة والمقاومين والشعب الفلسطيني ولن يكون هذا التصريح الأول ولا التصريح الاخير لنهج امتهن التفريط وامتهن زرع بذور الشك والريبة في ممارسات المقاومة وأداءها .



في ذكرى 15 أيار يذهب الرئيس الفلسطيني إلى أمريكا لمقابلة القاتل بوش ومجرم الحرب وعدو الشعوب والأمة العربية في تلك الذكرى التي يذهب بها الرئيس الفلسطيني تاركا ً خلفه جرائم الاحتلال التي ترعاها أمريكا ويرعاها بوش وليس غريبا ً أن بذهب الرئيس الفلسطيني في تلك المناسبة ليلتقى مع رجل أعطى وعد بلفور 2 للعدو الصهيوني مشرعا ً الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية ، هذا الرئيس الذي تجاوب معه الرئيس الفلسطيني كما تجاوب مع مخططي ومنفذي عمليات القتل والتدمير والاحتلال للأرض الفلسطينية في الكيان الصهيوني من خلال مفاوضات توفر الامن والغطاء لهذا الكيان.



ربما الرئيس كارتر كان هادفا ً في زيارته لفلسطين ومقابلة رجال المقاومة في تلك الذكرى التي تحدث عنها كارتر في كتاباته بأن ما يحدث للشعب الفلسطيني هو تطهير عرقي وتطهير تاريخي من قبل العصابات الصهيونية وهو الرئيس الذي تحدث بجراءة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وهذا ما لم يقله الرئيس الفلسطيني الذي منح الأمن للكيان الصهيوني من خلال أوسلو ومن خلال تنفيذ خطة دايتون بلير في الضفة ، ربما كان يقصد الرئيس كارتر عندما وقف خاشعا ً أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات بأن ما فقده الشعب الفلسطيني من خلاله قيادته والنظام الرسمي العربي من احترام للمقاومة ولرجل المقاومة والكوفية الفلسطينية المعبرة عن ذلك أعطاه كارتر للشعب الفلسطيني والمقاومة من خلال انحناءه أمام ضريح الرئيس عرفات وطلب لقاءه مع رجال المقاومة الفلسطينية .



الرئيس الأمريكي المخضرم " كارتر " يعلم علم اليقين أن القرار بيد المقاومة والسلام والحرب بيد المقاومة وليس بيد التفريطيين .



إذا الجائز عند كارتر غير جائز عند الرئيس الفلسطيني ومن هنا نقول ماهو الجائز غير المقاومة يا فخامة الرئيس ، وهل كل ما قدمتموه أعفى الشعب الفلسطيني في الضفة من اجتياحات الاحتلال وممارسة القتل والتدمير والتوسع وهل من يقاتل دفاعا ً عن أرضه يساوي في ممارساته ما يمارسه الاحتلال ، منطق غريب وعجيب يدل على انسلاخ سياسي وسلوكي يخرج عن خيارات الشعب الفلسطيني .



الصواريخ وحملة الرئيس الفلسطيني عليها هي مجرد مبرر ولأن الصواريخ هي النقطة الاعتراضية أمام مزيد من التنازلات وهي التي تعكر صفو اللقاءات العبثية بل لقاءات الصداقة والوعود بين الرئيس الفلسطيني وأولمرت .



بالمناسبة نجد أنفسنا أمام محطات تفكير امام اللقاءات التي يجريها الرئيس الفلسطيني مع رئيس وزراء الاحتلال اولمرت ، فما بعد كل لقاء يتعرض شعبنا في غزة والضفة إلى حملة عدوانية يمارسها الاحتلال ضد أطفال الشعب الفلسطيني ونساء الشعب الفلسطيني فهذه هدية أولمرت للرئيس الفلسطيني ما حدث في البريج صباح هذا اليوم وما حدث في جنوب غزة وما حدث في الشجاعية وفي جباليا وما حدث في مدن وقرى الضفة الغربية ، لم يمضي على الاجتماع أكثر من 48 ساعة بين أولمرت والرئيس الفلسطيني وإذ بالدبابات الإسرائيلية تقوم بإجتياحاتها لحدود غزة وتضرب بقذائفها الحجر والبشر .



إذا كان يفكر الرئيس الفلسطيني أن واقع غزة سيعود كما كان سابقا ً فهو واهم وإذا كان يعتقد الرئيس الفلسطيني أن عجلة الزمن تعود للخلف فهو واهم ، وإذا كان يعتقد أن الدبابات الإسرائيلية واجتياحاتها لغزة سترفعه مسيدا ً ليبسط قوى حكومة فياض عليها فهو واهم أيضا ً " فهل ينتظر الرئيس الفلسطيني أن يدخل غزة كظاهرة الجلبي والجعفري والمالكي " فإن استطاع الرئيس الفلسطيني أن يضع شخصية المالكي في الضفة فلن يستطيع أن يضعها في غزة ، وغزة لن تعود لحكم فئة الفساد والتفريط .



معركة تخوضها المقاومة الآن وفي ساعة كتابة هذا المقال ليست مقاومة الجياع فقط ومقاومة الحصار فقط بل هي مقاومة من أجل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، أما تصريحات الرئيس الفلسطيني فأصبحت تصريحات لا يتأثر بها الشعب الفلسطيني ولأن مآربها مفهومة ، وليعلم الرئيس الفلسطيني أن المقاومة الفلسطينية واطلاق الصواريخ التي حاول أن يشكك فيها ، ماهي الا مقاومة تفرض نفسها على كل ميادين ساحة العمل المقاوم والمواجهة للعدوان الصهيوني فآليات عمل المقاومة تطورت وتجاوزت الصواريخ ، فمنذ انابولس واللقاءات المتتابعة فيمابعد بين الرئيس عباس ورئيس وزراء الاحتلال



شهد خط المواجهة تصعيد بين قوى الاحتلال على حدود غزة والمقاومة الفلسطينية وجها ً لوجه وأثبتت المقاومة جدارتها في مواجهة الاحتلال في شرق جباليا وفي الشجاعية وفي البريج وفي رفح وفي خانيونس كما تثبت المقاومة جدارتها في جنين ونابلس والخليل وكل مدن الضفة .



شعب حي لا يموت ...شعب مقاوم لن ينهزم .. وسؤال أخير وماذا بعد يا فخامة الرئيس ، ماذا بعد قصة الصواريخ ؟؟ ، وماذا ستصرح عن المواجهات الحادثة الآن وجها ً لوجه بين جنود الاحتلال والمقاومة في غزة ؟
بقلم/سميح خلف