تفصيل ما دار بين حماس و كارتر ما لم تنشره وسائل الإعلام

كارتر وعد باستمرار الإتصالات ومشعل يرفض الإعتراف بإسرائيل والتقاء نائب اولمرت وتهدئة من جانب واحد


حصلت "الحقائق" على أكبر قدر ممكن من التفاصيل لما جرى في اللقاء غير المسبوق بين رئيس اميركي أسبق وقادة حركة "حماس" في دمشق ، قبل أن تعلن في العاشرة والنصف من صباح يوم (الإثنين) النتائج بشكل رسمي، وعلى نحو متزامن من قبل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في دمشق، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من القدس.

المعلومات التي حصلت عليها "الحقائق" تؤكد أن كارتر طرح على مشعل ورفاقه في المكتب السياسي خمس قضايا رئيسة هي التهدئة، تبادل الأسرى، فتح المعابر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، طلب ايلي يشاي نائب رئيس وزراء اسرائيل التقاء مشعل، واعتراف "حماس" بإسرائيل والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد.

وفي التفاصيل تقول المصادر أنه تمت مناقشة القضايا كما يلي:

أولاً: التهدئة. طلب كارتر في هذا الشأن أن توقف "حماس" وقف إطلاق النار والصواريخ لمدة شهر من قبيل ابداء حسن النوايا, على أن تلتزم اسرائيل بوقف النار من جانبها بعد انقضاء الشهر.

وقد رد مشعل بأنه سبق لـ "حماس" أن خاضت مثل هذه التجربة من قبل، واستمر وقف اطلاق النار من جانبها لعدة اسابيع، دون أن تلتزم اسرائيل، التي واصلت القيام بعمليات القصف والتدمير. وقال نحن لا نستطيع قبول ما هو دون التهدئة المتبادلة والمتزامنة.

ثانياً: اطلاق سرح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإبرام صفقة تبادل أسرى. وقد تمسك وفد "حماس" برئاسة خالد مشعل بموقف الحركة السابق وهو الذي سبق ابلاغه للمصريين، ويقضي بإطلاق اسرائيل سراح ما بين 1400 إلى 1500 أسير فلسطيني مقابل اطلاق سرح الجندي الأسير، ودون شروط من جانب اسرائيل مثل رفضها اطلاق سراح من تسميهم بالملطخة ايديهم بالدم الإسرائيلي. وسبق لـ "حماس" أن تقدمت بواسطة مصر بقائمة من 400 إسم لأسرى فلسطينيين ليطلق سراحهم كمرحلة اولى، من بينهم عدد من النساء والأطفال.

والأسرى الذين ادرجت اسماءهم في هذه القائمة هم من الذين حكمتهم اسرائيل بالسجن المؤبد، ومن بينهم مروان البرغوثي أمين السر السابق لحركة "فتح" في الضفة الغربية، الذي طلبت زوجته المحامية فدوى من خالد مشعل، في اتصال هاتفي، عدم سحب إسم زوجها من القائمة، كما يريد محمود عباس. وأبلغت مشعل أن زوجها طلب منها الإتصال بمشعل والتأكيد له على أنه يريد أن يظل إسمه في القائمة.

وتم إبلاغ كارتر أن "حماس" تفضل استمرار الوساطة المصرية في هذا الشأن.

ثالثاً: المعابر وفك الحصار. قال كارتر في هذا الشأن إن هذا موضوع انساني، ووعد بأن يضغط على اسرائيل لكي توافق على فتح المعابر، وخاصة معبر رفح مع مصر، والواقع جنوبي قطاع غزة.

رابعاً: لقاء مشعل مع ايلي يشاي نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، زعيم حركة شاس اليمينية المتطرفة. وقد كان الرد الذي استمع له كارتر أن "حماس" لا تلتقي مباشرة مع الإسرائيليين. وقد اقترح عليهم أن يرسلوا شخصا مقربا من "حماس"، فردوا عليه بأنهم لا يرسلون شخصا من "حماس"، ولا شخصا مقربا منها. وأكدوا أنهم ضد اللقاء المباشر مع اسرائيل.

خامساً: الإعتراف بإسرائيل وإبرام هدنة طويلة الأمد. وقد كان الموقف الذي تم ابلاغه لكارتر هو رفض الحركة الإعتراف بإسرائيل. وقال مشعل إن "حماس" تؤيد الإلتزم المتبادل بهدنة لمدة عشر سنوات، بهدف تسهيل الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلت سنة 1967، بما في ذلك القدس، دون المساس بحق العودة. وبعد تنفيذ اسرائيل لذلك يتم مناقشة حق العودة والإعتراف بإسرائيل.

تضيف المصادر أنه أثناء اجتماع مشعل مع كارتر في الساعة السابعة والنصف صباح السبت، تم تنفيذ عملية معبر كرم أبو سالم الإستشهادية. وتعتبر المصادر أن تنفيذ العملية في هذا التوقيت هو من قبيل إدارة التفاوض مع كارتر بحكمة وذكاء..ذلك أن تنفيذ العملية لم يترك مجالا لأحد أن يعتقد بأن ما تقوله "حماس" هو من قبيل المناورات. فالعملية الإستشهادية جاءت لتؤكد على:

1- عدم استجداء "حماس" لوقف إطلاق النار.

2- صدقيتها في قولها أنها جاهزة ومستعدة لمواصلة التصدي للإحتلال.

3- أنها تواصل تطوير أدائها العسكري، بل الأداء العسكري الفلسطيني بوجه عام.

وتشرح المصادر هنا أن الأداء العسكري الفلسطيني تحول بالفعل من حالة الهرب التي كانت تمارسها الأجهزة الأمنية بمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، إلى حالة التصدي، ثم تم الإنتقال مؤخرا إلى حالة المبادأة.

وتبدي المصادر أن مشعل وأعضاء المكتب السياسي لـ "حماس" مرتاحين لموقف الرئيس الأميركي الأسبق، خاصة وأنه قال في تصريحات اعلامية أنه التقى مع خالد مشعل، الذي وصفه بأنه زعيم حركة تحرر وطني. وقد أبلغ كارتر وفد "حماس" أنه سيواصل الإتصال معهم خلال المرحلة المقبلة. وأنه سيواصل العمل من أجل انهاء ووقف حالة التدهور في المنطقة.

وتضيف المصادر أنه رغم أن مشعل ورفاقه ابلغوا الرئيس الأميركي الأسبق بردهم على النقاط التي طرحها عليهم، إلا أنهم قد يتوصلوا إلى توافق مختلف نوعا ما على الرد النهائي الذي يمكن أن يبلغوه اياه بعد تشاورهم مع ممثلي قيادة الداخل ممثلة بالدكتورين محمود الزهار، وسعيد صيام اللذين وصلا دمشق قادمين من القاهرة السبت، بعد أن كانا التقيا الرئيس الأميركي الأسبق في العاصمة المصرية الجمعة.

وعلى ذلك، فإن الإتصال الأخير الذي سيتم بين مشعل وكارتر قبل اعلان نتائج لقاء دمشق من قبل كل من مشعل في دمشق، وكارتر من القدس، سيكون قبل العاشرة والنصف من صباح الاثنين..وهو الموعد الذي اتفق على أن يعلن فيه الرجلان بيانا حول النتائج بشكل متزامن.

وسيعقب اعلان التفاصيل اختتام كارتر لقاءاته في كل من الرياض وعمان.

وكان كارتر طلب من مشعل الإمتناع عن تصوير لقائه به وبوفد "حماس"، وعدم الإعلان عن أي شيئ يتعلق بحوارهم ومفاوضاتهم معه قبل العاشرة والنصف من صباح يوم (الإثنين)، ولذا فقد قرر مشعل تأجيل مؤتمر صحفي كان يعتزم عقده صباح يوم الأحد.

وتختم المصادر بإبداء أن تقديرات "حماس" لنتائج اللقاء مع كارتر تتلخص في:

أولاً: أن الرئيس الأميركي الأسبق هدف من لقاء مشعل وأعضاء المكتب السياسي للحركة إلى القيام بعملية جس نبض، ومعرفة حقيقة مواقفهم حيال مختلف القضايا.

ثانياً: أن اللقاء لم يتم بعيدا عن الدوائر الأميركية والإسرائيلية. ويعتقدون في "حماس" أن ممثلين لوزارة الخارجية الأميركية كانوا ضمن الطاقم الفني الذي صاحب كارتر.

ثالثاً: لا شيئ قريبا يمكن أن يتم على الصعيد العملي جراء اللقاء.