الأخ جبريل رجوب يعجبي كلامك وصراحتك ..ولكن...؟؟!!
أستمع إليك جيدا ً وأغوص في كثير من الجمل وخاصة إذا كانت تتناول الوضع الداخلي لحركة فتح أو الوضع المتشابك بين فتح والسلطة وسيطرة رؤوس السلطة على مقدرات حركة فتح وخاصة إذا كانت هذه الرؤوس تتلقى دعم إقليمي ودولي على كافة المستويات وأخص بالذكر هنا سيطرة رؤوس اجهزة الأمن والمستشارين على حركة فتح وهذا ليس بجديد بل قبل أوسلو وقبل أن يكون هناك سلطة وعندما أتت السلطة كانت هناك كثير من الأوراق جمعتها الأجهزة الأمنية لتجهز على حركة فتح كتنظيم ومؤسسة .
ولكن عندما تتحدث أخي رجوب أن هناك صراع داخلي في فتح وتشخص هذا الصراع بانه لمصالح ذاتية وهنا كلمة يمكن أن يجانبها الصح ولكن أعتقد أنها تغطية على ما يحدث فعلا ً في داخل حركة فتح صحيح أن هناك صراع داخلي ويمكن أن يكون هناك وجهة من المصلحة الذاتية للبعض في تغذية هذا الصراع ولكن أختلف معك على تفسير جوهر هذا الصراع فأبناء حركة فتح ليسوا بالسطحيين أو السذج الذين يمكن أن يسيروا وراء هذا أو ذاك ليحموا الصراع وليذكوه وليسوا هم من يتسارعوا لكي يكون لهم موقع في سلطة أوسلو فالمناضل يبقى مناضل بل هناك مجموعة من المستزلمين وجودهم منذ سنوات في حركة فتح وقبل أوسلو أيضا وهذا ما صنعته الأجهزة، وأنت واحد منها، وليس التنظيم ، فالتنظيم مغلوب على أمره هو ورجالاته وكوادره وهو ضحية لكم ومن هو في مرتبتكم الأمنية وكل يفسر الصراع على هواه وعلى حسب مصلحته وهذا صحيح ومجرد تساؤل ماذا يحدث في الساحة اللبنانية كتجمع رئيسي لحركة الللاجئين وما هي المحاولات التي تمارس لضرب التنظيم والبنية المؤسساتية لحركة فتح، وتغييب تمثيلي قيادي لتلك الساحة التي كانت الام الولود لقوى الثورة وهي الصابرة في جميع المحن والمنعطفات، وقس على ذلك الساحات خارج الوطن ،هناك سفراء وممثليات ولا اطر حركية، اما الداخل فيعجز القلم عن وضع العديد من التراكمات المؤلمة لحركة فتح,ورحوعا لنفس السياق لقد قبلتم في السابق عدة مواقع وعدة مناصب وكنتم أحد أقطاب هذا الصراع وخاصة على جهاز الأمن الوقائي ووقعت يا أخي رجوب في موقع الإبتزاز وموقع الجزر والمد في علاقتك مع الآخرين وخاصة مع مؤسسة الرئاسة والنفوذ الإقليمي والدولي والغريب هنا أن تقع أنت وغيرك في دائرة فعل النفوذ الإقليمي والدولي فيزكوك مرة ويزكوا غيرك عليك مرة أخرى وينعكس ذلك على واقع حركة فتح في الضفة بينك وبين الآخر .
أما ان سألتني عن الصراع الحقيقي في فتح فهو صراع مبدأي وصراع على كينونة هذه الحركة والحفاظ عليها وعلى مبادئها وأهدافها ومنطلقاتها التي ذهبت في مسار الاعتراف والتطبيع والسهرات الخالية مع عدو الوطن وعدو الله ومع المغتصب وكنتم أنتم أحد المقتنعين بوأد الإنتفاضة وعدم جدواها أما أن الصراع في داخل حركة فتح بين من هم اغتصبوا قرارها واغتصبوها وبين الشرفاء فيها الذين حظهم قليل نتيجة تكالب وتظافر أصحاب المصلحة الخاصة والأجندات الإقليمية عليهم ولذلك هذا هو جوهر الصراع كيف تعود حركة فتح إلى أهدافها ومبادئها ومنطلقاتها التي وعدت الشعب الفلسطيني بها ، كيف تعود حركة فتح لأخلاقها النضالية والأدبية تجاه التنظيم والشعب ، كيف تعود حركة فتح قوية ملتحمة موحدة تحت راية الكفاح المسلح كوسيلة ناجعة لإثبات الذات الفلسطينية وعدم الإنجرار وراء سراب إجتماعات أولمرت – كونداليزا رايس التي لا جدوى منها هذه هي مقومات الصراع الدائر داخل حركة فتح ، أنت ترى يا أخي أصبحت اللجنة المركزية لحركة فتح عبارة عن خاتم لا يحتوي إلا قيمة الزينة له وليس لها فاعلية أمام أخطبوط مراكز القوى والأجندات الخاصة الإقليمية ، أنت ترى ان المجلس الثوري أصبح مثل مجلس الحكماء في عهد الإمام البدر ليصدق على كل شيء وليتجاوز النظام ولينشيء مواقع جديدة في النظام كرئيس الحركة مثلا وقائد عام لقوات العاصفة مثلا ، ولي أن أسألك أين هي قوات العاصفة التي وئدت منذ زمن ؟ ... والحديث يطول .
صدقني يعجبني كثير من كلامك ولكن هذه المرة حاولت أن تتستر على المشكل الحقيقي في داخل حركة فتح وأنت تعلم قبل غيرك كم هي حركة فتح مستهدفة وكم هي مغتصبة مثل فلسطين وخاصة من من هم منافسين لك ليس في غزة فحسب بل في الضفة ، فهل هذا هو صراع مصالح ؟ .. هذا صراع مصالح في نفس التيار الذي أنت واحد منه ، أما الصراع الآخر والجذري بين هذا التيار والتيار المحافظ على مباديء وأهداف ومنطلقات حركة فتح ، هو نفس التيار الذي يتبنى الكفاح المسلح الذي ابتعدتم عنه .

بقلم /سميح خلف