Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
انه عزيز وهم الأذلاء - الصفحة 5

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 181

الموضوع: انه عزيز وهم الأذلاء

  1. #81
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    التآمر على العراق

    لقد بدأ التآمر على العراق كما هو معروف للجميع منذ عام 1988 وحتى عام 1990، نعم، ربما لو لم يدخل الجيش العراقي إلى الكويت ما كانت الأحداث حصلت كما حصلت بعد ذلك، ولكن هل كانت المنازلة ستتوقف؟ كلا بل كانت ستتخذ شكلاً لآخر، وما كانت ستستبعد لأنهم قرروا ضربنا، هم اتخذوا قراراً بذلك ونحن عندنا علم بأنهم اتخذوا قراراً نهائياً بذلك وكان آخر شيء في حزيران عام 1990، وحتى حزيران من عام 1990 وأنا أقولها بصدق للجميع، أن العراق لم يكن يفكر بمسألة الكويت، ولكن في حزيران 1990 بعد أن اتخذوا القرار النهائي بعد القمة التي عقدت في بغداد، لأنه في قمة بغداد تحدث الرئيس صدام حسين مع حكام الخليج بوضوح وقال لهم "تصرفكم في السياسة البترولية هو حرب على العراق، والذي لا ينوي أن يخوض الحرب ضد العراق فليتراجع"، طلعوا من المؤتمر وواصلوا نفس السياسة، إذاً قرار الحرب كان متخذ، وكان من الممكن أن تأخذ الحرب شكلاً آخراً، ولكن المشكلة هل هي في الشكل أو في الجوهر؟ مثلما حدث في مصر عام 1967 تماماً، لماذا ضربت مصر آنذاك؟ لأنها خرجت عن الهط الأحمر المقبول من الغرب ومن الكيان الصهيوني، خرجت مصر عن الخط الأحمر في الصناعة وفي التسليح، وخرجت في الخطاب السياسي، والعراق خاصة بعد انتصاره على إيران في الحرب عام 1988 وفي الأعوام التالية حتى عام تسعين خرج عن الخطوط الحمراء في الصناعة وفي التسليح وفي الخطاب السياسي، إذاً كان لازم أن يُضرَب، ساحة المعركة صارت الكويت، كان ممكن أن تكون هناك ساحة أخرى ولكن النتائج قد تكون واحدة خاصة إذا ما تجمّع عليها كل هذا التجمّع.

    من الناحية العملية نحن نتحدث عن العدوان الثلاثيني، لأنه فعلاً هو عدوان ثلاثيني وشاركت فيه ثلاثين دولة، أي واحد حتى من الذين أيد تأييد سياسي يعتبر مشاركاً، أو حتى الذي أرسل جندياً واحداً هو مشارك ضدنا في هذه الحرب، ولكن حقيقة نحن الذين حاربنا أمريكا، يعني باستثناء مشاركة بريطانية وفرنسية محدودة في الحرب نحن حاربنا أمريكا، وكان من الممكن أن تقع الحرب مع أمريكا بالكويت أو بغير الكويت لأن أمريكا مقررة أن تستولي على منابع النفط لتغطية بعض العجز المتدهور في الموازنة الأمريكية، وهذا ما تنبأ به الرئيس صدام حسين في عمان في خطابه حيث قال "إن الاتحاد السوفياتي ها هو يتراجع وأوروبا الشرقية انهارت، فهل معقول أن تترك أمريكا النفط لنا"،! وأنه كان علينا نحن كعرب أن نسيطر عليه، وكيف نسيطر عليه؟ الثورة الإيرانية هزمت في الحرب وهزمت في شعاراتها وفي برنامجها، لم تهزم عسكرياً فقط، وبقي العدو الذي هو العراق، ولنفترض بأننا نحن لم ندخل الكويت وجاءت أمريكا وفرضت سيطرتها على منابع النفط كما سيطرت الآن باتفاقيات تعقدها مع الشيوخ وكانوا مستعدين أن يوقعوها سابقاً هم أنفسهم هؤلاء الشيوخ، فهل كان من الممكن أن نسكت، بالطبع ما كنا لنسكت، وكنا سنصطدم بهم صدام سياسي ممكن أن يتطور إلى صدام عسكري ومن ثم يحاربونا، الشيء الوحيد السلبي في كل الظرف الدولي الراهن، هو هيمنة أمريكا على مجلس الأمن وعلى مؤسسة الأمم المتحدة، وهذه الهيمنة الآن واضحة جداً في تعاملها مع العراق، ولكن الذي يتابع على وجه دقيق ما يجري في مجلس الأمن الآن سيكتشف أن ما يجري في مجلس الأمن لا يستهدف فقط العراق وإنما يستهدف مناطق أخرى.

    في بعض القرارات التي وضعوها على العراق و(مشّوها)، هذه القرارات ستستخدم كسوابق للتعامل مع حالات أخرى في العالم، ما دام "الفيتو" السوفياتي تعطّل و"الفيتو" الصيني مجمّد بسبب الوضع الصيني، فداخلياً وضعها شيء ولكن سياستها الخارجية في السنوات العشر الأخيرة ما عادت الصين التي نعرفها وكانت قبل ذلك تقف موقفاً مسانداً وحقيقي وفعّال لأي برنامج معاد للإمبريالية، ولم يعد عندها أي إسهام في ذلك، ونحن نعرف ذلك تماماً بلمس اليد، وممكن أن تسأل الفلسطينيين وتسألهم أسئلة مباشرة محددة عن الصين وهم يخبرونك عن ذلك، "الفيتو" الصيني صار "بزنس"، يعني هي تريد من أمريكا حاجة ما والأميركان لا يريدون إعطاء هذه الحاجة للصين، يلوّح الصينيين بهذا "الفيتو" ولكن لا يستخدمونه، فإذاً عندما ألغي "الفيتو" الصيني والسوفياتي أصبح مجلس الأمن في كل الأحوال في غالبيته يعني عندما تحسب الأعداد رغم وجود كوبا ورغم وجود الجزائر والآن موجود فيه كوبا واليمن وزمبابوي لكن الأغلبية تسع أصوات عندما تريد أمريكا والغرب وليس أمريكا لوحدها وإنما الغرب يستطيعوا الحصول على الأغلبية في مجلس الأمن لصالحهم، وإذا "فيتو" واحد لم يصدر يعني ذلك أن القرار أصبح نافذ المفعول، فإذاً أن الحرب كانت محتومة، وأعتقد أن الصراع بيننا وبين أميركا وبين الكيان الصهيوني كان وما يزال وسيبقى محتوماً حتى يحسم نهائياً، ونحن لا نعتبر أن الصراع قد حسم نهائياً ضدنا، لكنه قد يحسم في مرحلة ما لصالحنا ولصالح الأمة العربية إن شاء الله.



    دور بريماكوف وكتابه "الأبيض" والموقف من القضية الفلسطينية والانسحاب من الكويت

    أما بالنسبة لبريماكوف فهو قد كتب كتاباً وأنا لم أرد عليه، وأنه من السابق لأوانه أن نصدر "كتاب أبيض" نرد فيه عليه لأن دورنا في المعركة كبير جداً ومن غير الممكن أن نلخص في كتاب من مئة أو من مئة وخمسين صفحة أو من مائتي صفحة ونضع فيه بعض الوثائق، لأن العملية كبيرة جداً وظرفنا السياسي الآن قد لا يسمح بأن نقول كل شيء، فأنا لم أرد على بريماكوف لسبب سياسي صرف لأنني لا أريد أن تتعقد علاقاتنا أكثر مع الاتحاد السوفياتي، لأن الاتحاد السوفياتي سياسته سيئة جداً بالنسبة لنا وهو يختلق الذرائع شأنه شأن الأميركان لإيذائنا، فقلنا نهدّيها ونتركها للتاريخ ربما نبقى أحياء ونستطيع أن نوضح كل ذلك.

    وكل ما يمكنني أن أقوله حول ذلك الآن هو أن بريماكوف كذب ليبرر هزال زعيمه، والذي حصل هو أن بريماكوف جاء إلى بغداد وعرض على الرئيس صدام حسين بعض الأفكار فيما يخص الانسحاب من الكويت، وقد التقى معنا كلنا في الاجتماع ومن ثم طلب عقد لقاء منفرد مع السيد الرئيس وحضر إلى جانب السيد الرئيس السيد النائب الأستاذ عزة ابراهيم وبعد اللقاء ذهب بريماكوف إلى السفارة، وأبلغنا السيد الرئيس بأن بريماكوف طرح بعض الأفكار وأن غورباتشوف مستعد إذا ما العراق أبدى مرونة في موضوع الانسحاب من الكويت هو مستعد أن يوقف العدوان الأميركي ويرفع العقوبات، فدرسنا هذا الموقف وقررنا فعلاً أن نأخذ موقفاً مرناً، وأن نواصل متابعة هذا الموضوع والبحث فيع مع القيادة السوفياتية ومع غورباتشوف شخصياً، لأن الذي طرحه بريماكوف هو فقط مجرد تأشيرات وليس مخططاً كاملاً، يعني واحد اثنين ثلاثة.. الخ، هذا يحصل مقابل هذا، وهذا يحصل مقابل هذا، وهكذا، بريماكوف جاء مثل ما يمكن أن يقال ليستكشف نوايا أو تفكير القيادة العراقية، فالقيادة العراقية أبدت استعداداً من جانبها لمزيد من الاستكشاف، والسيد الرئيس قال لبريماكوف بأننا سنرسل لكم طارق عزيز قريباً لمتابعة هذا الموضوع معك، فأنا ذهبت إلى موسكو وكانت مهمتي الأولى هي استكشاف أيضاً مثل مهمته التي جاء بها، لأنه لا يوجد وزير خارجية يذهب بمهمة استكشافية ويحمل معه قرارات في جيبه، لا طارق عزيز ولا غير طارق عزيز لأن ذلك هو طبيعة السلطة في العالم، ولا يوجد وزير خارجية هو يقرر متى يمكن أن تقف الحرب أو متى سيحدث سلام، اجلب لي بمثل ذلك في كل التاريخ المعاصر والقديم يدل على أن وزير خارجية دولة ما ذهب في مهمة وعندما يقتنع هو بأن الحرب يجب أن تقف فتقف الحرب، فأين دور رئيس الجمهورية أو الملك وكل الجهاز الحكومي، يعني صحيحاً أن زير الخارجية له موقع متميز في الحكومة، ولكن يبقى هو وزير وليس صاحب قرار السلطة.. بريماكوف لعب هذه اللعبة السخيفة وقال أن وزير الخارجية العراقي طارق عزيز جاء "As a messenger"، وهو أيضاً جاء As a messenger من رئيسه، وقد ذهبت إلى موسكو والتقيت مع غورباتشوف وقال لي: "أنتم أصدرتم بياناً وضعتم فيه أمور تتعلق بالقضية الفلسطينية، وأن كل موضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية غير وارد ولا نقدر أن نحققه لكم، إذا أنتم حليتم مشكاة الكويت، نحن سنسعى إلى عقد مؤتمر دولي من أجل القضية الفلسطينية، أنا أتعهد لك بذلك، وأن الاتحاد السوفياتي سيضع ثقله كاملاً هو وآخرين فرنسيين وغيرهم سيبذلوا المجهود لعقد المؤتمر الدولي بعد حل مسألة الكويت".

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  2. #82
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    التآمر على العراق

    لقد بدأ التآمر على العراق كما هو معروف للجميع منذ عام 1988 وحتى عام 1990، نعم، ربما لو لم يدخل الجيش العراقي إلى الكويت ما كانت الأحداث حصلت كما حصلت بعد ذلك، ولكن هل كانت المنازلة ستتوقف؟ كلا بل كانت ستتخذ شكلاً لآخر، وما كانت ستستبعد لأنهم قرروا ضربنا، هم اتخذوا قراراً بذلك ونحن عندنا علم بأنهم اتخذوا قراراً نهائياً بذلك وكان آخر شيء في حزيران عام 1990، وحتى حزيران من عام 1990 وأنا أقولها بصدق للجميع، أن العراق لم يكن يفكر بمسألة الكويت، ولكن في حزيران 1990 بعد أن اتخذوا القرار النهائي بعد القمة التي عقدت في بغداد، لأنه في قمة بغداد تحدث الرئيس صدام حسين مع حكام الخليج بوضوح وقال لهم "تصرفكم في السياسة البترولية هو حرب على العراق، والذي لا ينوي أن يخوض الحرب ضد العراق فليتراجع"، طلعوا من المؤتمر وواصلوا نفس السياسة، إذاً قرار الحرب كان متخذ، وكان من الممكن أن تأخذ الحرب شكلاً آخراً، ولكن المشكلة هل هي في الشكل أو في الجوهر؟ مثلما حدث في مصر عام 1967 تماماً، لماذا ضربت مصر آنذاك؟ لأنها خرجت عن الهط الأحمر المقبول من الغرب ومن الكيان الصهيوني، خرجت مصر عن الخط الأحمر في الصناعة وفي التسليح، وخرجت في الخطاب السياسي، والعراق خاصة بعد انتصاره على إيران في الحرب عام 1988 وفي الأعوام التالية حتى عام تسعين خرج عن الخطوط الحمراء في الصناعة وفي التسليح وفي الخطاب السياسي، إذاً كان لازم أن يُضرَب، ساحة المعركة صارت الكويت، كان ممكن أن تكون هناك ساحة أخرى ولكن النتائج قد تكون واحدة خاصة إذا ما تجمّع عليها كل هذا التجمّع.

    من الناحية العملية نحن نتحدث عن العدوان الثلاثيني، لأنه فعلاً هو عدوان ثلاثيني وشاركت فيه ثلاثين دولة، أي واحد حتى من الذين أيد تأييد سياسي يعتبر مشاركاً، أو حتى الذي أرسل جندياً واحداً هو مشارك ضدنا في هذه الحرب، ولكن حقيقة نحن الذين حاربنا أمريكا، يعني باستثناء مشاركة بريطانية وفرنسية محدودة في الحرب نحن حاربنا أمريكا، وكان من الممكن أن تقع الحرب مع أمريكا بالكويت أو بغير الكويت لأن أمريكا مقررة أن تستولي على منابع النفط لتغطية بعض العجز المتدهور في الموازنة الأمريكية، وهذا ما تنبأ به الرئيس صدام حسين في عمان في خطابه حيث قال "إن الاتحاد السوفياتي ها هو يتراجع وأوروبا الشرقية انهارت، فهل معقول أن تترك أمريكا النفط لنا"،! وأنه كان علينا نحن كعرب أن نسيطر عليه، وكيف نسيطر عليه؟ الثورة الإيرانية هزمت في الحرب وهزمت في شعاراتها وفي برنامجها، لم تهزم عسكرياً فقط، وبقي العدو الذي هو العراق، ولنفترض بأننا نحن لم ندخل الكويت وجاءت أمريكا وفرضت سيطرتها على منابع النفط كما سيطرت الآن باتفاقيات تعقدها مع الشيوخ وكانوا مستعدين أن يوقعوها سابقاً هم أنفسهم هؤلاء الشيوخ، فهل كان من الممكن أن نسكت، بالطبع ما كنا لنسكت، وكنا سنصطدم بهم صدام سياسي ممكن أن يتطور إلى صدام عسكري ومن ثم يحاربونا، الشيء الوحيد السلبي في كل الظرف الدولي الراهن، هو هيمنة أمريكا على مجلس الأمن وعلى مؤسسة الأمم المتحدة، وهذه الهيمنة الآن واضحة جداً في تعاملها مع العراق، ولكن الذي يتابع على وجه دقيق ما يجري في مجلس الأمن الآن سيكتشف أن ما يجري في مجلس الأمن لا يستهدف فقط العراق وإنما يستهدف مناطق أخرى.

    في بعض القرارات التي وضعوها على العراق و(مشّوها)، هذه القرارات ستستخدم كسوابق للتعامل مع حالات أخرى في العالم، ما دام "الفيتو" السوفياتي تعطّل و"الفيتو" الصيني مجمّد بسبب الوضع الصيني، فداخلياً وضعها شيء ولكن سياستها الخارجية في السنوات العشر الأخيرة ما عادت الصين التي نعرفها وكانت قبل ذلك تقف موقفاً مسانداً وحقيقي وفعّال لأي برنامج معاد للإمبريالية، ولم يعد عندها أي إسهام في ذلك، ونحن نعرف ذلك تماماً بلمس اليد، وممكن أن تسأل الفلسطينيين وتسألهم أسئلة مباشرة محددة عن الصين وهم يخبرونك عن ذلك، "الفيتو" الصيني صار "بزنس"، يعني هي تريد من أمريكا حاجة ما والأميركان لا يريدون إعطاء هذه الحاجة للصين، يلوّح الصينيين بهذا "الفيتو" ولكن لا يستخدمونه، فإذاً عندما ألغي "الفيتو" الصيني والسوفياتي أصبح مجلس الأمن في كل الأحوال في غالبيته يعني عندما تحسب الأعداد رغم وجود كوبا ورغم وجود الجزائر والآن موجود فيه كوبا واليمن وزمبابوي لكن الأغلبية تسع أصوات عندما تريد أمريكا والغرب وليس أمريكا لوحدها وإنما الغرب يستطيعوا الحصول على الأغلبية في مجلس الأمن لصالحهم، وإذا "فيتو" واحد لم يصدر يعني ذلك أن القرار أصبح نافذ المفعول، فإذاً أن الحرب كانت محتومة، وأعتقد أن الصراع بيننا وبين أميركا وبين الكيان الصهيوني كان وما يزال وسيبقى محتوماً حتى يحسم نهائياً، ونحن لا نعتبر أن الصراع قد حسم نهائياً ضدنا، لكنه قد يحسم في مرحلة ما لصالحنا ولصالح الأمة العربية إن شاء الله.



    دور بريماكوف وكتابه "الأبيض" والموقف من القضية الفلسطينية والانسحاب من الكويت

    أما بالنسبة لبريماكوف فهو قد كتب كتاباً وأنا لم أرد عليه، وأنه من السابق لأوانه أن نصدر "كتاب أبيض" نرد فيه عليه لأن دورنا في المعركة كبير جداً ومن غير الممكن أن نلخص في كتاب من مئة أو من مئة وخمسين صفحة أو من مائتي صفحة ونضع فيه بعض الوثائق، لأن العملية كبيرة جداً وظرفنا السياسي الآن قد لا يسمح بأن نقول كل شيء، فأنا لم أرد على بريماكوف لسبب سياسي صرف لأنني لا أريد أن تتعقد علاقاتنا أكثر مع الاتحاد السوفياتي، لأن الاتحاد السوفياتي سياسته سيئة جداً بالنسبة لنا وهو يختلق الذرائع شأنه شأن الأميركان لإيذائنا، فقلنا نهدّيها ونتركها للتاريخ ربما نبقى أحياء ونستطيع أن نوضح كل ذلك.

    وكل ما يمكنني أن أقوله حول ذلك الآن هو أن بريماكوف كذب ليبرر هزال زعيمه، والذي حصل هو أن بريماكوف جاء إلى بغداد وعرض على الرئيس صدام حسين بعض الأفكار فيما يخص الانسحاب من الكويت، وقد التقى معنا كلنا في الاجتماع ومن ثم طلب عقد لقاء منفرد مع السيد الرئيس وحضر إلى جانب السيد الرئيس السيد النائب الأستاذ عزة ابراهيم وبعد اللقاء ذهب بريماكوف إلى السفارة، وأبلغنا السيد الرئيس بأن بريماكوف طرح بعض الأفكار وأن غورباتشوف مستعد إذا ما العراق أبدى مرونة في موضوع الانسحاب من الكويت هو مستعد أن يوقف العدوان الأميركي ويرفع العقوبات، فدرسنا هذا الموقف وقررنا فعلاً أن نأخذ موقفاً مرناً، وأن نواصل متابعة هذا الموضوع والبحث فيع مع القيادة السوفياتية ومع غورباتشوف شخصياً، لأن الذي طرحه بريماكوف هو فقط مجرد تأشيرات وليس مخططاً كاملاً، يعني واحد اثنين ثلاثة.. الخ، هذا يحصل مقابل هذا، وهذا يحصل مقابل هذا، وهكذا، بريماكوف جاء مثل ما يمكن أن يقال ليستكشف نوايا أو تفكير القيادة العراقية، فالقيادة العراقية أبدت استعداداً من جانبها لمزيد من الاستكشاف، والسيد الرئيس قال لبريماكوف بأننا سنرسل لكم طارق عزيز قريباً لمتابعة هذا الموضوع معك، فأنا ذهبت إلى موسكو وكانت مهمتي الأولى هي استكشاف أيضاً مثل مهمته التي جاء بها، لأنه لا يوجد وزير خارجية يذهب بمهمة استكشافية ويحمل معه قرارات في جيبه، لا طارق عزيز ولا غير طارق عزيز لأن ذلك هو طبيعة السلطة في العالم، ولا يوجد وزير خارجية هو يقرر متى يمكن أن تقف الحرب أو متى سيحدث سلام، اجلب لي بمثل ذلك في كل التاريخ المعاصر والقديم يدل على أن وزير خارجية دولة ما ذهب في مهمة وعندما يقتنع هو بأن الحرب يجب أن تقف فتقف الحرب، فأين دور رئيس الجمهورية أو الملك وكل الجهاز الحكومي، يعني صحيحاً أن زير الخارجية له موقع متميز في الحكومة، ولكن يبقى هو وزير وليس صاحب قرار السلطة.. بريماكوف لعب هذه اللعبة السخيفة وقال أن وزير الخارجية العراقي طارق عزيز جاء "As a messenger"، وهو أيضاً جاء As a messenger من رئيسه، وقد ذهبت إلى موسكو والتقيت مع غورباتشوف وقال لي: "أنتم أصدرتم بياناً وضعتم فيه أمور تتعلق بالقضية الفلسطينية، وأن كل موضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية غير وارد ولا نقدر أن نحققه لكم، إذا أنتم حليتم مشكاة الكويت، نحن سنسعى إلى عقد مؤتمر دولي من أجل القضية الفلسطينية، أنا أتعهد لك بذلك، وأن الاتحاد السوفياتي سيضع ثقله كاملاً هو وآخرين فرنسيين وغيرهم سيبذلوا المجهود لعقد المؤتمر الدولي بعد حل مسألة الكويت".

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  3. #83
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    قلت له: بالنسبة لنا سيادة الرئيس إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية سياسة خارجية أو اهتمام فرعي حتى نعزلها عن موضوع الكويت، وأن صراعنا مع أمريكا لماذا وما هو السبب؟ إذ أنه لولا وجود "اسرائيل" والعدوانية التوسعية الصهيونية التي جعلتنا نصطدم مع الولايات المتحدة، وعندما نطالب نحن بحل شامل لقضيتنا فأننا في العراق كدولة وكشعب لكي نعيش في سلام وفي أمن وأن نستفيد من خيرات بلادنا ومن إمكانياتنا، عندها نتوقف عن الصراع مع أمريكا ومع غيرها، لأن أصل الصراع بيننا وبين أمريكا هو هذا الذي ذكرته".

    فقال غورباتشوف: "رفيق عزيز أنا أفهم وجهة نظركم وهي واضحة لنا، ولكن نحن لا نقدر أن نربط وأنت تعرف موقف الولايات المتحدة من الربط الذي طرحتوه قبل الحرب، فأرجوك أن تعود وتقنع القيادة العراقية بأن يرفعوا هذا الربط المباشر الفوري، وأن يركزوا على موضوع الكويت، وأن تقبلوا بالقرار 660 والباقي عليّ".

    قلت له: "وموضوع الحصار لأنه إذا قبلنا بالقرار 660 فيجب أن ترفع العقوبات الاقتصادية، وكل القرارات التي تلت 661 وما بعده كلها ترفع".

    قال: "هذا طبيعي".

    وكان حاضر اللقاء بيني وبين غورباتشوف بريماكوف ومعه كان موجود كل معاونيه ما عدا وزير خارجيته بسمرتنخ الذي كان مسافراً، ولم يكتب أحدهم ورقة يقول له فيها أن الموضوع هو غير ما قال، لأنه قال "إن ذلك طبيعي".

    فقلت له: "السيد الرئيس غورباتشوف أنا الآن راجع إلى بغداد وسأعرض أفكارك على القيادة العراقية".

    هكذا انتهى اللقاء وعدت إلى بغداد هبر طهران، وتدري أن الظروف كانت صعبة والإيرانيين لازم يظهروا على أن لهم دور على المسرح الدولي وفي هذه القضية، فأبقوني ليلة وعملوا لي موعد مع رفسنجاني إلى أن وصلت إلى بغداد، وفوراً اجتمعنا إلى القيادة وقالوا طيب تعود من هذه الساعة وأنت مخوّل بكل ذلك، وهكذا في الزيارة الأولى كانت استكشافية، وفي الزيارة الثانية أصبحت مخوّل في الوصول إلى اتفاق مع غورباتشوف، وحملت معي الخطوط الأساسية للاتفاق والتي هي ننسحب من الكويت، تقف الحرب، ترفع العقوبات الاقتصادية عن العراق، هذه هي النقاط الأساسية بالنسبة لنا.



    الاتفاق مع غورباتشوف والحرب البرية وعدم اكتراث الأميركان بالاتفاق

    وصلت إلى موسكو الساعة 11،40 بتوقيت موسكو، توجهت فوراً إلى مكتب غورباتشوف في الكرملين وأبلغته بأنني أحمل الجواب الإيجابي من القيادة العرقية، وقلت له بأن موضوع المؤتمر الدولي من أجل القضية الفلسطينية هو أمانة في عنقك كما قال السيد الرئيس صدام حسين وأنني أبلغك به، وبذات الوقت هو أمانة من القيادة العراقية إلى القيادة السوفياتية بأن القضية الفلسطينية هي أمانة ولكن نحن لن نربطها الآن لأن هذا هو طلبك.

    فسألني غورباتشوف: "كم تحتاجون من الزمن للانسحاب من الكويت؟".

    قلت له: "نحتاج إلى حوالي الستة أسابيع".

    قال بدهشة: "لا، كيف ستة أسابيع! نعطيكم أربعة أيام".

    قلت له: "يا سيادة الرئيس أنت كرئيس دولة وأنت تعلم بأنه يوجد لدينا مليون طن معدات ونريد أن ننسحب انسحاب منظم بعد أن يصدر قرار وقف إطلاق النار كما اتفقنا وأبلغتني ومن ثم ننسحب، إذ لا يوجد دولة في العالم تنسحب هكذا بأربعة أيام".

    المهم وبعد مناقشات في الجلسة المسائية لم نتوصل إلى أي شيء، قال غورباتشوف "غداً تكمل المناقشات مع بسمرتنخ وبريماكوف، وتكملوا هذا الموضوع وتتوصلوا إلى استنتاجات نهائية حول ذلك"، ثم سألني عن الأسرى، قلت له نحن ماذا سنفعل بالأسرى الآن لا يوجد عندنا كهرباء ولا نعرف أماكن تواجد كل الأسرى أعطني مهلة إلى أن نجمعهم ونحصيهم، عندها نحن نسلّمهم في يوم واحد.

    قال: "هذه مهمة ويلحون عليها".

    قلت له: "والعقوبات".

    قال: "خلص أنتم فقط تعلنوا ومن ثم النقاط التي نتفق عليها أنا سأأخذها إلى مجلس الأمن ونصدر قراراً بوقف إطلاق النار وانسحاب العراق من الكويت، ونحدد أقصر مدة تتفقوا عليها أنت وبسمرتنخ وموضوع الأسرى ورفع العقوبات والمسألة نعتبرها منتهية، ومن ثم موضوع المؤتمر الدولي للشرق الأوسط، وسلّم لي على الرفيق حسين وقل له بأننا نحن مثل ما تعاهدنا سابقاً سنعمل به".

    وفي اليوم التالي اجتمعنا في بيت الخارجية وتوصلنا إلى ما يلي:

    أن يتم الانسحاب خلال فترة واحد وعشرين يوماً، وتبادل الأسرى يتم بفترة أربعة أيام، وهم عليهم الباقي، وهو وقف إطلاق النار، ورفع العقوبات وكلها بمجملها سبع نقاط اتفقنا عليها، ومن ثم تناولنا الغذاء وذهب بسمرتنخ وبريماكوف إلى غورباتشوف وعرضوا عليه الاتفاق، وفي وقت متأخر من الليل اتصل بي بسمرتنخ وقال لي بأن غورباتشوف وافق على النقاط كلها ونريد أن نعلنها كمقترح من غورباتشوف ماذا تقول في ذلك؟ قلت له أعلنها.

    ثم قال هناك تقرير من بغداد وأن الأميركان يشوشون، قلت له أنا ما عليّ ماذا يقول الأميركان، قلت لك أنا موافق تريد أن تعلن ذلك في بيان فأنا موافق، وفي نفس الوقت صدر بيان من مجلس قيادة الثورة في بغداد يقول أن وزير الخارجية مخوّل من قبل مجلس قيادة الثورة في العراق بالاتفاق مع الاتحاد السوفياتي، هذا الحديث كان حوالي منتصف الليل بتوقيت موسكو.

    وأخبرته بأنه أصلاً قد صدر بيان من بغداد لتعزيز ما قلت لك عليه، وقد بلّغت بغداد بذلك، وهذا شيء طبيعي في أن كل وزير خارجية عليه أن يبلّغ حكومته في كل ما تم التوصل إليه من اتفاق رغم صعوبة الاتصالات ببغداد في ذلك الوقت.

    من قم قال: "نحن نريد منك أن تعلن التأييد".

    قلت له: "أنا مستعد".

    فقال غداً نلتقي صباحاً وتعقد مؤتمر صحفي في المقر الصحفي لوزارة الخارجية بعد أن نلتقي هناك".

    فقلت له بأنني موافق.

    وفي صباح اليوم التالي وبعد مراجعة شاملة سألته: "ماذا ستفعل الآن بعد أن أعلن غورباتشوف النقاط"، قال: "لقد بدأ غورباتشوف اتصالاته منذ ليل أمس وصباح اليوم مع بوش وأندريوتي وميتران وحسني مبارك وحافظ أسد ورفسنجاني الخ، يعني هو يقوم باتصالات للتهيئة لعقد اجتماع".

    فقلت له: نحن وزراء خارجية ولنتكلم من هذا المنطلق، ما هي الخطوة التي ستقومون بها؟ هل ستدعون مجلس الأمن إلى اجتماع؟

    قال بريماكوف: "هذا طبيعي، فسندعو مجلس الأمن ونضع أمامه الخطة لكي تصدر بقرار من مجلس الأمن".

    قلت هذا هو المطلوب.

    بعد ذلك ذهبنا إلى المركز الصحفي وأدليت بتصريح صحفي مختصر، واضح، لكي لا يكون هناك أي التباس أو أخذ ورد، قلت فيه: "إنني وباسم الحكومة العراقية أصادق لصورة لا لبس فيها على الاقتراحات التي طرحها الرئيس السوفياتي غورباتشوف يوم أمس ونحن نتبناها". فقط، وبعد ذلك طلبت أن ألتقي الرئيس غورباتشوف، قالوا أنه مشغول ويتابع عمله، ولا أذكر على وجه الدقة إذا أنا أو هم طلبوا أن أتحدث معه بالهاتف فوافقت، وفي مقر إقامتي قالوا لي أن الرئيس يريدك على التلفون، فتحدثت معه من خلال مترجم، قال غورباتشوف بأنه علم بأنني عملت مؤتمر صحفي وصادقت فيه على خطتي وهذا شيء جيد يا رفيق عزيز، وأنا أواصل اتصالاتي"، وقال بأنه اتصل بـ"بوش" وميتران وأندريوتي وعدّد الاتصالات التي أجراها، كما قال لي بسمرتنخ، فقلت له إذا كان مطلوب مني أن أقوم بأي عمل آخر، فأجابني بالنفي وبأنني أقدر أن أعود إلى بغداد، وطلب أن أبلّغ الرئيس صدام حسين سلاماته، وهكذا كان.

    من ثم استقليت الطائرة إلى عمّان وكان ذلك في شهر رمضان المبارك وبعد فترة قصيرة من وصولي أبلغت جلالة الملك حسين بما جرى معي في موسكو خلال لقاء مع جلالته، وفي اليوم التالي على أساس أنه يجب أن أستيقظ في الساعة الرابعة صباحاً لكي يرتب الأخوة الأردنيين سفري بواسطة طائرة إلى مكار قريب من الحدود ومن هناك نذهب بالسيارة إلى بغداد، لأنه يفضّل السفر في مثل هذه الظروف مع وجه الصبح.

    ولدى استيقاظي شاهدت الشباب جالسين في صالون البيت الذي كنت فيه فسألت عن السبب قائلاً (خير إن شاء الله) قالوا لقد ابتدأت الحرب البرية، فتحنا التلفزيون على الـ"سي أن أن" وشاهدنا بأنهم قاموا بالحرب البرية وأنهم لم يهتموا أو يسألوا بالنقاط التي تحدّث إليهم بها غورباتشوف، وحتى لم يناقشوه بها، ولم يطلبوا منه إرسال وزير خارجيته لكي يبحثوا بموضوع النقاط لكي يقللوها أو يعدّلوها أو يزيدوها أو غير ذلك، فهذه الفضيحة لكي يغطيها بريماكوف أصدر كتابه واتهم طارق عزيز بأنه غير مخوّل من القيادة العراقية!.

    هنا أقول (معليش)، ولكن أنت رئيسك الذي عمل بياناً من سبع نقاط، بالأساس من الذي تعامل معه؟ ومن الذي وضع هذه النقاط ووافق عليها؟ على أية حال أنا أفهم بريماكوف جيداً لأننا نعرفه منذ فترة طويلة، وهو يخدم غورباتشوف بشكل معروف، والقصد مما عمله هو التغطية على هذه القصة التي لا يوجد لها مثيل في أسلوب التعامل بين الدول الكبرى على الأقل حتى ذلك الوقت الذي كان مازال فيه الاتحاد السوفياتي يسمى "دولة كبرى"!.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  4. #84
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    قلت له: بالنسبة لنا سيادة الرئيس إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية سياسة خارجية أو اهتمام فرعي حتى نعزلها عن موضوع الكويت، وأن صراعنا مع أمريكا لماذا وما هو السبب؟ إذ أنه لولا وجود "اسرائيل" والعدوانية التوسعية الصهيونية التي جعلتنا نصطدم مع الولايات المتحدة، وعندما نطالب نحن بحل شامل لقضيتنا فأننا في العراق كدولة وكشعب لكي نعيش في سلام وفي أمن وأن نستفيد من خيرات بلادنا ومن إمكانياتنا، عندها نتوقف عن الصراع مع أمريكا ومع غيرها، لأن أصل الصراع بيننا وبين أمريكا هو هذا الذي ذكرته".

    فقال غورباتشوف: "رفيق عزيز أنا أفهم وجهة نظركم وهي واضحة لنا، ولكن نحن لا نقدر أن نربط وأنت تعرف موقف الولايات المتحدة من الربط الذي طرحتوه قبل الحرب، فأرجوك أن تعود وتقنع القيادة العراقية بأن يرفعوا هذا الربط المباشر الفوري، وأن يركزوا على موضوع الكويت، وأن تقبلوا بالقرار 660 والباقي عليّ".

    قلت له: "وموضوع الحصار لأنه إذا قبلنا بالقرار 660 فيجب أن ترفع العقوبات الاقتصادية، وكل القرارات التي تلت 661 وما بعده كلها ترفع".

    قال: "هذا طبيعي".

    وكان حاضر اللقاء بيني وبين غورباتشوف بريماكوف ومعه كان موجود كل معاونيه ما عدا وزير خارجيته بسمرتنخ الذي كان مسافراً، ولم يكتب أحدهم ورقة يقول له فيها أن الموضوع هو غير ما قال، لأنه قال "إن ذلك طبيعي".

    فقلت له: "السيد الرئيس غورباتشوف أنا الآن راجع إلى بغداد وسأعرض أفكارك على القيادة العراقية".

    هكذا انتهى اللقاء وعدت إلى بغداد هبر طهران، وتدري أن الظروف كانت صعبة والإيرانيين لازم يظهروا على أن لهم دور على المسرح الدولي وفي هذه القضية، فأبقوني ليلة وعملوا لي موعد مع رفسنجاني إلى أن وصلت إلى بغداد، وفوراً اجتمعنا إلى القيادة وقالوا طيب تعود من هذه الساعة وأنت مخوّل بكل ذلك، وهكذا في الزيارة الأولى كانت استكشافية، وفي الزيارة الثانية أصبحت مخوّل في الوصول إلى اتفاق مع غورباتشوف، وحملت معي الخطوط الأساسية للاتفاق والتي هي ننسحب من الكويت، تقف الحرب، ترفع العقوبات الاقتصادية عن العراق، هذه هي النقاط الأساسية بالنسبة لنا.



    الاتفاق مع غورباتشوف والحرب البرية وعدم اكتراث الأميركان بالاتفاق

    وصلت إلى موسكو الساعة 11،40 بتوقيت موسكو، توجهت فوراً إلى مكتب غورباتشوف في الكرملين وأبلغته بأنني أحمل الجواب الإيجابي من القيادة العرقية، وقلت له بأن موضوع المؤتمر الدولي من أجل القضية الفلسطينية هو أمانة في عنقك كما قال السيد الرئيس صدام حسين وأنني أبلغك به، وبذات الوقت هو أمانة من القيادة العراقية إلى القيادة السوفياتية بأن القضية الفلسطينية هي أمانة ولكن نحن لن نربطها الآن لأن هذا هو طلبك.

    فسألني غورباتشوف: "كم تحتاجون من الزمن للانسحاب من الكويت؟".

    قلت له: "نحتاج إلى حوالي الستة أسابيع".

    قال بدهشة: "لا، كيف ستة أسابيع! نعطيكم أربعة أيام".

    قلت له: "يا سيادة الرئيس أنت كرئيس دولة وأنت تعلم بأنه يوجد لدينا مليون طن معدات ونريد أن ننسحب انسحاب منظم بعد أن يصدر قرار وقف إطلاق النار كما اتفقنا وأبلغتني ومن ثم ننسحب، إذ لا يوجد دولة في العالم تنسحب هكذا بأربعة أيام".

    المهم وبعد مناقشات في الجلسة المسائية لم نتوصل إلى أي شيء، قال غورباتشوف "غداً تكمل المناقشات مع بسمرتنخ وبريماكوف، وتكملوا هذا الموضوع وتتوصلوا إلى استنتاجات نهائية حول ذلك"، ثم سألني عن الأسرى، قلت له نحن ماذا سنفعل بالأسرى الآن لا يوجد عندنا كهرباء ولا نعرف أماكن تواجد كل الأسرى أعطني مهلة إلى أن نجمعهم ونحصيهم، عندها نحن نسلّمهم في يوم واحد.

    قال: "هذه مهمة ويلحون عليها".

    قلت له: "والعقوبات".

    قال: "خلص أنتم فقط تعلنوا ومن ثم النقاط التي نتفق عليها أنا سأأخذها إلى مجلس الأمن ونصدر قراراً بوقف إطلاق النار وانسحاب العراق من الكويت، ونحدد أقصر مدة تتفقوا عليها أنت وبسمرتنخ وموضوع الأسرى ورفع العقوبات والمسألة نعتبرها منتهية، ومن ثم موضوع المؤتمر الدولي للشرق الأوسط، وسلّم لي على الرفيق حسين وقل له بأننا نحن مثل ما تعاهدنا سابقاً سنعمل به".

    وفي اليوم التالي اجتمعنا في بيت الخارجية وتوصلنا إلى ما يلي:

    أن يتم الانسحاب خلال فترة واحد وعشرين يوماً، وتبادل الأسرى يتم بفترة أربعة أيام، وهم عليهم الباقي، وهو وقف إطلاق النار، ورفع العقوبات وكلها بمجملها سبع نقاط اتفقنا عليها، ومن ثم تناولنا الغذاء وذهب بسمرتنخ وبريماكوف إلى غورباتشوف وعرضوا عليه الاتفاق، وفي وقت متأخر من الليل اتصل بي بسمرتنخ وقال لي بأن غورباتشوف وافق على النقاط كلها ونريد أن نعلنها كمقترح من غورباتشوف ماذا تقول في ذلك؟ قلت له أعلنها.

    ثم قال هناك تقرير من بغداد وأن الأميركان يشوشون، قلت له أنا ما عليّ ماذا يقول الأميركان، قلت لك أنا موافق تريد أن تعلن ذلك في بيان فأنا موافق، وفي نفس الوقت صدر بيان من مجلس قيادة الثورة في بغداد يقول أن وزير الخارجية مخوّل من قبل مجلس قيادة الثورة في العراق بالاتفاق مع الاتحاد السوفياتي، هذا الحديث كان حوالي منتصف الليل بتوقيت موسكو.

    وأخبرته بأنه أصلاً قد صدر بيان من بغداد لتعزيز ما قلت لك عليه، وقد بلّغت بغداد بذلك، وهذا شيء طبيعي في أن كل وزير خارجية عليه أن يبلّغ حكومته في كل ما تم التوصل إليه من اتفاق رغم صعوبة الاتصالات ببغداد في ذلك الوقت.

    من قم قال: "نحن نريد منك أن تعلن التأييد".

    قلت له: "أنا مستعد".

    فقال غداً نلتقي صباحاً وتعقد مؤتمر صحفي في المقر الصحفي لوزارة الخارجية بعد أن نلتقي هناك".

    فقلت له بأنني موافق.

    وفي صباح اليوم التالي وبعد مراجعة شاملة سألته: "ماذا ستفعل الآن بعد أن أعلن غورباتشوف النقاط"، قال: "لقد بدأ غورباتشوف اتصالاته منذ ليل أمس وصباح اليوم مع بوش وأندريوتي وميتران وحسني مبارك وحافظ أسد ورفسنجاني الخ، يعني هو يقوم باتصالات للتهيئة لعقد اجتماع".

    فقلت له: نحن وزراء خارجية ولنتكلم من هذا المنطلق، ما هي الخطوة التي ستقومون بها؟ هل ستدعون مجلس الأمن إلى اجتماع؟

    قال بريماكوف: "هذا طبيعي، فسندعو مجلس الأمن ونضع أمامه الخطة لكي تصدر بقرار من مجلس الأمن".

    قلت هذا هو المطلوب.

    بعد ذلك ذهبنا إلى المركز الصحفي وأدليت بتصريح صحفي مختصر، واضح، لكي لا يكون هناك أي التباس أو أخذ ورد، قلت فيه: "إنني وباسم الحكومة العراقية أصادق لصورة لا لبس فيها على الاقتراحات التي طرحها الرئيس السوفياتي غورباتشوف يوم أمس ونحن نتبناها". فقط، وبعد ذلك طلبت أن ألتقي الرئيس غورباتشوف، قالوا أنه مشغول ويتابع عمله، ولا أذكر على وجه الدقة إذا أنا أو هم طلبوا أن أتحدث معه بالهاتف فوافقت، وفي مقر إقامتي قالوا لي أن الرئيس يريدك على التلفون، فتحدثت معه من خلال مترجم، قال غورباتشوف بأنه علم بأنني عملت مؤتمر صحفي وصادقت فيه على خطتي وهذا شيء جيد يا رفيق عزيز، وأنا أواصل اتصالاتي"، وقال بأنه اتصل بـ"بوش" وميتران وأندريوتي وعدّد الاتصالات التي أجراها، كما قال لي بسمرتنخ، فقلت له إذا كان مطلوب مني أن أقوم بأي عمل آخر، فأجابني بالنفي وبأنني أقدر أن أعود إلى بغداد، وطلب أن أبلّغ الرئيس صدام حسين سلاماته، وهكذا كان.

    من ثم استقليت الطائرة إلى عمّان وكان ذلك في شهر رمضان المبارك وبعد فترة قصيرة من وصولي أبلغت جلالة الملك حسين بما جرى معي في موسكو خلال لقاء مع جلالته، وفي اليوم التالي على أساس أنه يجب أن أستيقظ في الساعة الرابعة صباحاً لكي يرتب الأخوة الأردنيين سفري بواسطة طائرة إلى مكار قريب من الحدود ومن هناك نذهب بالسيارة إلى بغداد، لأنه يفضّل السفر في مثل هذه الظروف مع وجه الصبح.

    ولدى استيقاظي شاهدت الشباب جالسين في صالون البيت الذي كنت فيه فسألت عن السبب قائلاً (خير إن شاء الله) قالوا لقد ابتدأت الحرب البرية، فتحنا التلفزيون على الـ"سي أن أن" وشاهدنا بأنهم قاموا بالحرب البرية وأنهم لم يهتموا أو يسألوا بالنقاط التي تحدّث إليهم بها غورباتشوف، وحتى لم يناقشوه بها، ولم يطلبوا منه إرسال وزير خارجيته لكي يبحثوا بموضوع النقاط لكي يقللوها أو يعدّلوها أو يزيدوها أو غير ذلك، فهذه الفضيحة لكي يغطيها بريماكوف أصدر كتابه واتهم طارق عزيز بأنه غير مخوّل من القيادة العراقية!.

    هنا أقول (معليش)، ولكن أنت رئيسك الذي عمل بياناً من سبع نقاط، بالأساس من الذي تعامل معه؟ ومن الذي وضع هذه النقاط ووافق عليها؟ على أية حال أنا أفهم بريماكوف جيداً لأننا نعرفه منذ فترة طويلة، وهو يخدم غورباتشوف بشكل معروف، والقصد مما عمله هو التغطية على هذه القصة التي لا يوجد لها مثيل في أسلوب التعامل بين الدول الكبرى على الأقل حتى ذلك الوقت الذي كان مازال فيه الاتحاد السوفياتي يسمى "دولة كبرى"!.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  5. #85
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    صراع القوى الوطنية والقومية فيما بينها أضعفها

    وقد قلت وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه، أننا كلنا أخطأنا في اعتبار أن الأنظمة في الخليج العربي جزء من الأسرة العربية، وهي لم تكن كذلك، لأن هذه أنظمة عميلة أقامها الاستعمار الغربي البريطاني، الذي كان مهيمناً على المنطقة ثم تولتها أمريكا فيما بعد، لذلك نحن نعترف بأننا أخطأنا، وكذلك غيرنا أخطأ في التعامل مع هذه الأنظمة، وهنا لابد أن نقول بأن أحد الأسباب التي دفعتنا جميعاً إلى الخطأ في التعامل مع هذه الأنظمة هو الصراعات غير الموضوعية بين القوى الوطنية والقومية العربية، إن هذه القوى الوطنية ولقومية العربية أضعفت نفسها كثيراً في صراعاتها فيما بينها، وخسرت في هذه الصراعات معنوياً ومادياً أكثر مما خسرته في صراعها مع الامبريالية والصهيونية، هذه حقيقة ثابتة واستنتاج موضوعي، وهذا يدعونا إلى أن نغيّر تغييراً حاسماً في منهج الصراع والتنافس غير الموضوعي بين القوى الوطنية والقومية العربية، مما يستوجب فعلاً على القوى الوطنية والقومية العربية أن تتوحد بشكل أو بآخر، وأن تتجنب الصراع والمنافسة غير الموضوعية والسخيفة التي أشغلتها لسنوات طويلة وأضعفتها ومكّنت القوى الرجعية المرتبطة بالامبريالية وبالاستعمار من أن تبقى، ومن أن تلعب هذا الدور الخياني الذي سبق وأن لعبته كما ذكرت أنت وفي المعركة الأخيرة.



    القدريين يستسلمون وأمريكا ستنتهي بأسرع مما يتصور البعض

    أما بالنسبة للنفط وللوضع الاقتصادي، وهل يمكن أن تقبل الدول الصناعية الأوروبية بالهيمنة الأمريكية على منابع النفط، وهل يمكن أن تعود علاقاتنا معهم؟

    هناك صراع خفي بين هذه الدول الاستعمارية للسيطرة على منابع النفط في المنطقة، وأن الصراع بين هذه الدول متشابك في المصالح ومتشابك في الأهداف، وإن لم يكن ظاهراً وبوضوح الآن ولكن بالنسبة لنا هو واضح ولابد أن يظهر في المستقبل للعلن، ونحن حتى الآن دورنا هو دور المستضعف، بمعنى أننا نتلقى الهجوم لنحتويه من قبل الآخرين، حتى أن الذين كان يمكن أن يستفيدوا من استقلالنا مع الأسف ساهموا في إضعاف هذا الاستقلال لأنهم في هذه المرحلة لا يستطيعون أن يسفروا عن كامل برنامجهم المستقبلي، خشية من الهيمنة الأمريكية، لذلك اشتركوا في الجريمة ضدنا، لكن احتمالات أن تنشأ علاقات بيننا وبينهم في المستقبل فهي احتمالات موضوعية.

    وبالنسبة لدور أميركا فهل سيطول في المنطقة وعن توقعاتنا، في العصر القديم وحتى منتصف هذا القرن أي حتى قيام الحرب العالمية الثانية، فإن الأدوار التي لعبتها الدول الاستعمارية الرئيسية في ذلك الوقت وفي الوقت الذي سبقه يعني بريطانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال وغيرهم استمرت لعدة قرون، فبريطانيا استمرت لعدة قرون وهي قوة استعمارية مهيمنة على أجزاء كثيرة من العالم وكذلك فرنسا وهولندا في بغض البلدان والبرتغال كذلك، أما الآن فإن العالم أكثر ديناميكية والمتغيرات فيه أسرع، لذلك لا أتوقع بأن الهيمنة الأميركية ستمتد لقرون، ونحن مناضلين والمناضل والمفكر السياسي يتعامل مع المستقبل القريب، ونحن أيضاً نقرأ التاريخ ونعرف حركته لذلك أنا متفائل، وإلا أنا ما كنت لأتحدث في هذا المستوى، ربما قد تمتد لبضع سنوات، نعم، لأنها هي في مرحلة زخم مثل ما يسمونه (مومنتو) وهم يريدون أن يطوّلوا به وأن يرعبوا الناس حتى تقبل وتستسلم وترضخ لأمر واقع آني، فإذا حصلت مقاومة هنا أو هناك فإن ذلك يعطّل من هذا الزخم ويقصّر من هذه المدة، ولذلك لا يجب أن نعتمد فقط على عوامل التحلل الذاتية داخل الولايات المتحدة للتخلص من البرنامج الأمريكي للهيمنة، هذه قدرية واستسلام للقدر، والقدريين يستسلمون لذلك، وينتظرون حتى تتحلل أميركا من داخلها وبعدها يرفعون رؤوسهم مجدداً، (لأ) يجب أن نناضل لكي نضعف هذا الدور الأميركي ونشجّع النضال في ساحات أخرى من العالم ونستغل إلى ابعد مدى عوامل الضعف داخل الولايات المتحدة، لذلك أقول أنا متفائل في المستقبل الذي قد يطول أو يقصر لسنة أو سنتين أكثر، لخمس سنوات أقل أو أكثر فهذا غير مهم بالمعنى التاريخي، وقد يكون مهماً بالنسبة لبعض الأفراد لظروفهم الصعبة المعاشية، نعم، ولكن ذلك غير أساسي بالنسبة للمسيرة التاريخية، ونحن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مسيرة النضال العربي هي مسيرة متجددة، بمعنى أنه عندما أشعر أنا بأن سني ووضعي الصحي لم يعد يسمح لي بمواصلة النضال، فإن ذلك لا يعني بأن التاريخ قد انتهى، بل هناك من سيأتي بعدي، وبعده غيره ليواصل هذه المسيرة، وهذا ما فعلناه نحن في جيلنا وما فعله الجيل الذي سبقنا، لذلك أعتقد بأنه علينا أن نصرّ على أن لا نستسلم وعلينا أن نواصل العمل والنضال.



    أما عن موقف الأقطار العربية التي ادعت الحياد أو لم تساند العراق، فقد قلنا لهم ليس بصيغة الاتهام والعتب، ولكن بصيغة الوصف للحالة التي كنا نعيشها ونوهنا إلى مخاطر ذلك، بعض الناس في السياسة يتصوّر بأنه عندما لا يأخذ موقفاً معلناً وواضح، عندما يتعرّض شقيقه إلى أذى فهو يمكن أن يتجنّب شيئاً من الأذى، وهذا تقدير ثبت بأنه علمياً غير صحيح، فأنت لا يمكن أن تبعد عنك الأذى عندما تتخذ موقفاً من حليفك الموضوعي، والشقيق هو ليس هو شقيق تربطه رابطة الدم، ولكن ما يؤذي العراق سيؤذي أي قطر عربي لآخر لا يزال يتمتع باستقلاله، وليس الأنظمة السائرة في ركاب المخطط الأميركي، وهذا ما حصل مع الأسف فإن بعض الأخوة تصوروا بأنه إذا قللوا من الإسفار والإعلان عن تأييدهم للعراق وتضامنهم معه وتنسيقهم معه، ممكن أن يجنّبهم شيئاً من الأذى، والآن هم أدرى بالنتائج، ونحن في إطار عائلة واحدة وليس بصيغة الاتهام والعتب كما قلت لابد أن نعيد التحليل والنظر، وأعتقد بأن الاستنتاج الذي توصلت إليه من أن هذا الضعف الناتج عن عدم التنسيق لم يجنّب أي واحد من هذه الأطراف مزيداً من الأذى ومن الضغط من قبل أميركا وحلفاءها، بل على العكس فإن ذلك شجعهم على المزيد من الضغط والمزيد من إلحاق الأذى ويشجعهم على إثارة الفتن والمشاكل الداخلية للبلدان العربية.



    المبادرة الفرنسية

    وبخصوص المبادرة الفرنسية فإن الكثير من الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب قد طرحوا علينا هذا السؤال، لذلك أقول بأن المبادرة الفرنسية أو بالأحرى ما سمي بالمبادرة الفرنسية التي بدأت بخطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يوم 26 أيلول (سبتمبر) 1990 في الجمعية العامة، وقد قال على ما أذكر "أن على العراق أن يعلن عن نيته في الانسحاب من الكويت وكل شيء ممكن"، هذا كلام جيد وجديد سمعناه ويختلف عن اللهجة التي كان يتحدث بها بوش ومارغريت تاتشر التي كانت لا تزال رئيسة وزراء بريطانيا، من جهتنا نحن وعلى أعلى المستويات وبتصريح للرئيس صدام حسين قلنا أننا نجد في مبادرة الرئيس ميتران جانباً إيجابياً، ونحن مستعدين لمتابعة البحث والمناقشة حوله، وقلنا للفرنسيين أنتم طرحتم فكرة مبادرة تعالوا لنجلس ونبحثها، قالوا (لأ) يجب عليكم أن تعلنوا أولاً عن نيتكم بالانسحاب من الكويت، فقلنا لهم أنتم قلتم بأنه إذا أعلن العراق انسحابه من الكويت فإن كل شيء ممكناً، نريد منكم أن نعرف ما هو هذا الشيء الممكناً؟ قالوا (لأ) نحن نشترط بأن تعلنوا أولاً ومن ثم نتحدث، قلنا لهم آسفين لأن أي شخص يعمل في المجال السياسي والدبلوماسي يعرف بأن من يريد أن يقوم بالانسحاب من الكويت هو العراق الموجود فوق الأرض، وما نريد معرفته هو الشيء الموجود عند فرنسا لتعطينا إياه وهو الممكن الذي تحدث عنه الرئيس ميتران، وقد طلبنا لقاء مع ميتران قالوا لنا (ماكو) لقاء! وهذا الموقف استمر، وقد التقى مسؤولين دبلوماسيين فرنسيين مع دبلوماسيين عراقيين في عدد من العواصم الغربية، وكلهم قالوا بأنهم يلتقون بعلم الرئيس ميتران الذي يطلب كذا، ومن جانبنا نقول لهم هذا جيد، نحن مستعدون، ولكن أنتم ماذا ستفعلون؟ فيقدمون خطوط عريضة جداً، وعندما يصلنا التقرير من دبلوماسيينا وندرسه نقول هذا جيد والخطوط هذه ملائمة للبحث من الناحية المبدئية، ونحبر الفرنسيين بأن هذا المسؤول العراقي الذي تقابلونه لا يقدر على الدخول معكم بتفاوض بمستوى الأخذ والعطاء، وأن هذا النوع من البحث يتطلب كحد أدنى أن يكون المفاوض العراقي بمستوى وزير الخارجية والمفاوض الفرنسي ليس بمستوى مستشار أو محسوب على الرئيس ميتران، وإنما شخص من مطبخ ميتران في القرار السياسي، ونحن مستعدون أن نختار من عندنا من مطبخ القرار ويتبادلوا الآراء والمواقف، وفيما بعد يقومون بالتلخيص الأولي بحيث يعرض على الرئيس صدام حسين وعلى الرئيس ميتران ويعطوا توجيهاتهم حولها، عندها ممكن أن نصل إلى الاتفاق، بهذا الشكل تصير السياسة وهذه هي أصول السياسة والدبلوماسية.

    يجيبوننا بأنهم آسفين، عير مستعدين لإرسال أي شخص إلى بغداد، وغير مستعدين أن يستقبلوا أي مسؤول سياسي عراقي في باريس! وقد طلبنا أن نلتقي في عاصمة ثالثة، قالوا أيضاً هذا غير وارد؟ طيب كيف سنتفاهم؟ هل بالمراسلة؟ هل يمكن أن يكون ذلك في هذه القضية الكبيرة جداً على مستوى سفير من جانب العراق وعلى مستوى مستشار من الجانب الفرنسي؟!

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  6. #86
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    صراع القوى الوطنية والقومية فيما بينها أضعفها

    وقد قلت وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه، أننا كلنا أخطأنا في اعتبار أن الأنظمة في الخليج العربي جزء من الأسرة العربية، وهي لم تكن كذلك، لأن هذه أنظمة عميلة أقامها الاستعمار الغربي البريطاني، الذي كان مهيمناً على المنطقة ثم تولتها أمريكا فيما بعد، لذلك نحن نعترف بأننا أخطأنا، وكذلك غيرنا أخطأ في التعامل مع هذه الأنظمة، وهنا لابد أن نقول بأن أحد الأسباب التي دفعتنا جميعاً إلى الخطأ في التعامل مع هذه الأنظمة هو الصراعات غير الموضوعية بين القوى الوطنية والقومية العربية، إن هذه القوى الوطنية ولقومية العربية أضعفت نفسها كثيراً في صراعاتها فيما بينها، وخسرت في هذه الصراعات معنوياً ومادياً أكثر مما خسرته في صراعها مع الامبريالية والصهيونية، هذه حقيقة ثابتة واستنتاج موضوعي، وهذا يدعونا إلى أن نغيّر تغييراً حاسماً في منهج الصراع والتنافس غير الموضوعي بين القوى الوطنية والقومية العربية، مما يستوجب فعلاً على القوى الوطنية والقومية العربية أن تتوحد بشكل أو بآخر، وأن تتجنب الصراع والمنافسة غير الموضوعية والسخيفة التي أشغلتها لسنوات طويلة وأضعفتها ومكّنت القوى الرجعية المرتبطة بالامبريالية وبالاستعمار من أن تبقى، ومن أن تلعب هذا الدور الخياني الذي سبق وأن لعبته كما ذكرت أنت وفي المعركة الأخيرة.



    القدريين يستسلمون وأمريكا ستنتهي بأسرع مما يتصور البعض

    أما بالنسبة للنفط وللوضع الاقتصادي، وهل يمكن أن تقبل الدول الصناعية الأوروبية بالهيمنة الأمريكية على منابع النفط، وهل يمكن أن تعود علاقاتنا معهم؟

    هناك صراع خفي بين هذه الدول الاستعمارية للسيطرة على منابع النفط في المنطقة، وأن الصراع بين هذه الدول متشابك في المصالح ومتشابك في الأهداف، وإن لم يكن ظاهراً وبوضوح الآن ولكن بالنسبة لنا هو واضح ولابد أن يظهر في المستقبل للعلن، ونحن حتى الآن دورنا هو دور المستضعف، بمعنى أننا نتلقى الهجوم لنحتويه من قبل الآخرين، حتى أن الذين كان يمكن أن يستفيدوا من استقلالنا مع الأسف ساهموا في إضعاف هذا الاستقلال لأنهم في هذه المرحلة لا يستطيعون أن يسفروا عن كامل برنامجهم المستقبلي، خشية من الهيمنة الأمريكية، لذلك اشتركوا في الجريمة ضدنا، لكن احتمالات أن تنشأ علاقات بيننا وبينهم في المستقبل فهي احتمالات موضوعية.

    وبالنسبة لدور أميركا فهل سيطول في المنطقة وعن توقعاتنا، في العصر القديم وحتى منتصف هذا القرن أي حتى قيام الحرب العالمية الثانية، فإن الأدوار التي لعبتها الدول الاستعمارية الرئيسية في ذلك الوقت وفي الوقت الذي سبقه يعني بريطانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال وغيرهم استمرت لعدة قرون، فبريطانيا استمرت لعدة قرون وهي قوة استعمارية مهيمنة على أجزاء كثيرة من العالم وكذلك فرنسا وهولندا في بغض البلدان والبرتغال كذلك، أما الآن فإن العالم أكثر ديناميكية والمتغيرات فيه أسرع، لذلك لا أتوقع بأن الهيمنة الأميركية ستمتد لقرون، ونحن مناضلين والمناضل والمفكر السياسي يتعامل مع المستقبل القريب، ونحن أيضاً نقرأ التاريخ ونعرف حركته لذلك أنا متفائل، وإلا أنا ما كنت لأتحدث في هذا المستوى، ربما قد تمتد لبضع سنوات، نعم، لأنها هي في مرحلة زخم مثل ما يسمونه (مومنتو) وهم يريدون أن يطوّلوا به وأن يرعبوا الناس حتى تقبل وتستسلم وترضخ لأمر واقع آني، فإذا حصلت مقاومة هنا أو هناك فإن ذلك يعطّل من هذا الزخم ويقصّر من هذه المدة، ولذلك لا يجب أن نعتمد فقط على عوامل التحلل الذاتية داخل الولايات المتحدة للتخلص من البرنامج الأمريكي للهيمنة، هذه قدرية واستسلام للقدر، والقدريين يستسلمون لذلك، وينتظرون حتى تتحلل أميركا من داخلها وبعدها يرفعون رؤوسهم مجدداً، (لأ) يجب أن نناضل لكي نضعف هذا الدور الأميركي ونشجّع النضال في ساحات أخرى من العالم ونستغل إلى ابعد مدى عوامل الضعف داخل الولايات المتحدة، لذلك أقول أنا متفائل في المستقبل الذي قد يطول أو يقصر لسنة أو سنتين أكثر، لخمس سنوات أقل أو أكثر فهذا غير مهم بالمعنى التاريخي، وقد يكون مهماً بالنسبة لبعض الأفراد لظروفهم الصعبة المعاشية، نعم، ولكن ذلك غير أساسي بالنسبة للمسيرة التاريخية، ونحن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مسيرة النضال العربي هي مسيرة متجددة، بمعنى أنه عندما أشعر أنا بأن سني ووضعي الصحي لم يعد يسمح لي بمواصلة النضال، فإن ذلك لا يعني بأن التاريخ قد انتهى، بل هناك من سيأتي بعدي، وبعده غيره ليواصل هذه المسيرة، وهذا ما فعلناه نحن في جيلنا وما فعله الجيل الذي سبقنا، لذلك أعتقد بأنه علينا أن نصرّ على أن لا نستسلم وعلينا أن نواصل العمل والنضال.



    أما عن موقف الأقطار العربية التي ادعت الحياد أو لم تساند العراق، فقد قلنا لهم ليس بصيغة الاتهام والعتب، ولكن بصيغة الوصف للحالة التي كنا نعيشها ونوهنا إلى مخاطر ذلك، بعض الناس في السياسة يتصوّر بأنه عندما لا يأخذ موقفاً معلناً وواضح، عندما يتعرّض شقيقه إلى أذى فهو يمكن أن يتجنّب شيئاً من الأذى، وهذا تقدير ثبت بأنه علمياً غير صحيح، فأنت لا يمكن أن تبعد عنك الأذى عندما تتخذ موقفاً من حليفك الموضوعي، والشقيق هو ليس هو شقيق تربطه رابطة الدم، ولكن ما يؤذي العراق سيؤذي أي قطر عربي لآخر لا يزال يتمتع باستقلاله، وليس الأنظمة السائرة في ركاب المخطط الأميركي، وهذا ما حصل مع الأسف فإن بعض الأخوة تصوروا بأنه إذا قللوا من الإسفار والإعلان عن تأييدهم للعراق وتضامنهم معه وتنسيقهم معه، ممكن أن يجنّبهم شيئاً من الأذى، والآن هم أدرى بالنتائج، ونحن في إطار عائلة واحدة وليس بصيغة الاتهام والعتب كما قلت لابد أن نعيد التحليل والنظر، وأعتقد بأن الاستنتاج الذي توصلت إليه من أن هذا الضعف الناتج عن عدم التنسيق لم يجنّب أي واحد من هذه الأطراف مزيداً من الأذى ومن الضغط من قبل أميركا وحلفاءها، بل على العكس فإن ذلك شجعهم على المزيد من الضغط والمزيد من إلحاق الأذى ويشجعهم على إثارة الفتن والمشاكل الداخلية للبلدان العربية.



    المبادرة الفرنسية

    وبخصوص المبادرة الفرنسية فإن الكثير من الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب قد طرحوا علينا هذا السؤال، لذلك أقول بأن المبادرة الفرنسية أو بالأحرى ما سمي بالمبادرة الفرنسية التي بدأت بخطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يوم 26 أيلول (سبتمبر) 1990 في الجمعية العامة، وقد قال على ما أذكر "أن على العراق أن يعلن عن نيته في الانسحاب من الكويت وكل شيء ممكن"، هذا كلام جيد وجديد سمعناه ويختلف عن اللهجة التي كان يتحدث بها بوش ومارغريت تاتشر التي كانت لا تزال رئيسة وزراء بريطانيا، من جهتنا نحن وعلى أعلى المستويات وبتصريح للرئيس صدام حسين قلنا أننا نجد في مبادرة الرئيس ميتران جانباً إيجابياً، ونحن مستعدين لمتابعة البحث والمناقشة حوله، وقلنا للفرنسيين أنتم طرحتم فكرة مبادرة تعالوا لنجلس ونبحثها، قالوا (لأ) يجب عليكم أن تعلنوا أولاً عن نيتكم بالانسحاب من الكويت، فقلنا لهم أنتم قلتم بأنه إذا أعلن العراق انسحابه من الكويت فإن كل شيء ممكناً، نريد منكم أن نعرف ما هو هذا الشيء الممكناً؟ قالوا (لأ) نحن نشترط بأن تعلنوا أولاً ومن ثم نتحدث، قلنا لهم آسفين لأن أي شخص يعمل في المجال السياسي والدبلوماسي يعرف بأن من يريد أن يقوم بالانسحاب من الكويت هو العراق الموجود فوق الأرض، وما نريد معرفته هو الشيء الموجود عند فرنسا لتعطينا إياه وهو الممكن الذي تحدث عنه الرئيس ميتران، وقد طلبنا لقاء مع ميتران قالوا لنا (ماكو) لقاء! وهذا الموقف استمر، وقد التقى مسؤولين دبلوماسيين فرنسيين مع دبلوماسيين عراقيين في عدد من العواصم الغربية، وكلهم قالوا بأنهم يلتقون بعلم الرئيس ميتران الذي يطلب كذا، ومن جانبنا نقول لهم هذا جيد، نحن مستعدون، ولكن أنتم ماذا ستفعلون؟ فيقدمون خطوط عريضة جداً، وعندما يصلنا التقرير من دبلوماسيينا وندرسه نقول هذا جيد والخطوط هذه ملائمة للبحث من الناحية المبدئية، ونحبر الفرنسيين بأن هذا المسؤول العراقي الذي تقابلونه لا يقدر على الدخول معكم بتفاوض بمستوى الأخذ والعطاء، وأن هذا النوع من البحث يتطلب كحد أدنى أن يكون المفاوض العراقي بمستوى وزير الخارجية والمفاوض الفرنسي ليس بمستوى مستشار أو محسوب على الرئيس ميتران، وإنما شخص من مطبخ ميتران في القرار السياسي، ونحن مستعدون أن نختار من عندنا من مطبخ القرار ويتبادلوا الآراء والمواقف، وفيما بعد يقومون بالتلخيص الأولي بحيث يعرض على الرئيس صدام حسين وعلى الرئيس ميتران ويعطوا توجيهاتهم حولها، عندها ممكن أن نصل إلى الاتفاق، بهذا الشكل تصير السياسة وهذه هي أصول السياسة والدبلوماسية.

    يجيبوننا بأنهم آسفين، عير مستعدين لإرسال أي شخص إلى بغداد، وغير مستعدين أن يستقبلوا أي مسؤول سياسي عراقي في باريس! وقد طلبنا أن نلتقي في عاصمة ثالثة، قالوا أيضاً هذا غير وارد؟ طيب كيف سنتفاهم؟ هل بالمراسلة؟ هل يمكن أن يكون ذلك في هذه القضية الكبيرة جداً على مستوى سفير من جانب العراق وعلى مستوى مستشار من الجانب الفرنسي؟!

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  7. #87
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    من ثم إن صراعنا الأساسي أساساً ليس مع فرنسا، إن صراعنا الأساسي كان مع أميركا، ومهما توصلنا مع فرنسا من اتفاق معها فأنها يجب أن تأخذ هذا الاتفاق، مثلما يقال في السياسة الرائجة الآن و(تسوقّه) في أميركا، وقد (يسوّق) وقد لا (يسوّق)، فقط المطلوب مني أن أقدّم كل شيء لأنني أنا الطرف القادر على العطاء من الجانب الآخر للصراع، والطرف الثاني من الصراع فرنسا هي ليست جزء منه وليست رأسه، لذلك كل ما قيل عن المبادرة الفرنسية هو نفاق، نفاق فرنسي، لكي تظهر أمام العالم وأمام العرب بأنها هي حاولت أن تقوم بشيء، ولكنها لم تحاول جدياً.



    (ميشيل فوزيل) يمثل الرئيس ميتران، (ميشيل فوزيل) لا يمثل الرئيس ميتران

    آخر شخص جاءنا من فرنسا هو (ميشيل فوزيل) الذي هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي، وكان الناطق الرسمي بالإليزيه، وقد وصلتنا برقية تقول بأنه يريد أن يأتي إلى بغداد قلنا أهلاً وسهلاً،، خير إن شاء الله يريد أن يأتي إلى بغداد نحن مستعدين بأن نستقبله، وقد عرضنا الأمر على السيد الرئيس وطلب مني أن ألتقيه شخصياً، جاء (فوزيل) والتقيت به وقال لي أنه لا يمثل الحكومة الفرنسية، ونريد أن نتحدث قلت له خير وقد تحدث كثيراً ومطولاً وكان معه لائحة مطالب يريد عنها إجابات ملزمة للدولة العراقية.

    قلت له (مسيو فوزيل) أنت دبلوماسي وسياسي، وأنا كوزير خارجية بلدي وتطرح عليّ أسئلة المطلوب فيها أن أقدّم شيئاً باسم الحكومة العراقية، وأنت تقول بأنك لا تمثّل الحكومة الفرنسية، فلا يوجد شيء بالدبلوماسية أو بالسياسة يضطرني بأن أجاوبك بأننا سننسحب أو لا ننسحب، ومتى ننسحب، وما هي شروطنا ومطاليبنا، وما نقبل به وما لا نقبل به، وأنت تقول لي بأنك لا تمثل شيء، ولكنني سأتكلم بشكل عام عن موقفنا لأنك أنت تحدثت بشكل عام أيضاً عن موقف بلدك، وفهمك لما يجري، وأن هذه الزيارة تبقى مفيدة بحيث يتعمق التفاهم، ولكن أن أجيب على أسئلتك فهذا غير وارد الآن، وليأتي (رولان دوما) عندها أجاوبه عليها، ومقابل أجوبتي أطلب منه إجابات على أسئلتي، لأنك أنت غير قادر على الإجابة لأنك لا تمثّل الحكومة الفرنسية كما قلت، فطلب أن يلتقي الرئيس صدام حسين، قلت له سأرفع ذلك للسيد الرئيس، عندها ذهبت للسيد الرئيس وأخبرته بما جرى وبكل ما قاله، وتمنيت على الرئيس أن يتقيه بالرغم من مشاغله الكثيرة، وقلت أيضاً للرئيس بأن (فوزيل) هو قريب من الرئيس ميتران، وبأنها فرصة ليسمع منك مباشرة كل شيء، فوافق الرئيس على ذلك، وعندما التقى الرئيس صدام حسين به قال (فوزيل) بأنه يمثّل ميتران شخصياً، فقال السيد الرئيس هذا شيء جيد، وتابع (فوزيل) يقول بأنه غير مستعد أن يلتزم بأي شيء نيابة عن ميتران،.

    طيب، هذه المرة التقى برئيس الدولة ويقول له هذا الكلام، هو هنا يمثل ميتران بالأسئلة التي يطرحها فقط، ولكن لا يمثّل ميتران بالإجابات التي ينبغي على ميتران أن يقدمها للرئيس صدام حسين، فما هي هذه اللعبة؟ وقد تم اجتماع الرئيس به حوالي الثلاث ساعات، ولو كان اللقاء مع الرئيس ميتران لكان الوضع يختلف، حيث يكون هناك طرح أسئلة ونقاشات، بمعنى أنت تقوم بهذه الخطوة، وأنا أقوم بهذه الخطوة الخ.. مثلما فعلنا مع غورباتشوف ومن ثم غورباتشوف لم يقدر أن ينفّذ الاتفاق، أما (يجينا) واحد هو مخوّل وعير مخوّل، وعنده استعداد لأن يسأل كل الأسئلة، ويضع كل المطالب على الطاولة، وبذات الوقت هو غير قادر على أن يعطي جواب على طلب واحد من الطلبات العراقية، فهذه لا تعتبر مبادرة.

    ومن يقول أن الفرنسيين كان عندهم مبادرة، فهذا تعبير غير صحيح، الفرنسيين لم يكن عندهم مبادرة، بل كان عندهم كلام، مناورة، أي شيء ممكن أن يقال إلا مبادرة فذلك غير صحيح أبداً.

    أنا شخصياً التقيت بـ(كلود شيسون) لقاء سري في تونس نظمه الأخ أبو عمار و(كلود شيسون) كان وزير خارجية وكنا زملاء وعلاقاتنا كانت جيدة، استغربت منه كلمة قالها في اللقاء وهي "أننا لم نطلع على خطاب ميتران"!! فقلت له: كيف ذلك! نحن اطلعنا عليه كما أنه أعلن عبر وسائل الإعلام! على أية حال، أنت كزير للخارجية تعرف أنه كي يتم تفعيل مثل هذه المبادرة أو الطرح يجب أن يجتمع وزراء خارجية البلدين لكي يبحثوا بالممكن من أجل إنجاح المبادرة والتزامات كل من البلدين، بمعنى ماذا يمكن أن يقدمه العراق وما هو الممكن أن تقدمه فرنسا، فقال أنه موافق على هذا الطرح تماماً، فاقترحت عليه أن يذهب إلى (ربعه) - الجهات الرسمية المختصة في فرنسا - ويطلب منهم المجيء إلى بغداد لنلتقي ونبحث في التفاصيل، وسألته لماذا لا يأتي (رولان دوما) إلى بغداد؟ لماذا لا أذهب أنا إلى باريس؟ فقد كانت هناك زيارات متبادلة بيننا لمئات المرات، وليقل أو يعلن أنه قادم إلى بغداد في سبيل استكشاف الآفاق أو الأجواء الدبلوماسية، وفي حال تم الاتفاق نعلن عن ذلك، وفي حال كان هناك تعسر له الحق عندها أن يقول للعالم عن حقيقة ما جرى وما أدى إلى تعسر المباحثات، فذهب (كلود شيسون) ولم نسمع منه شيئاً، لذلك أكرر أنه لم تكن هناك بالأساس مبادرة فرنسية.



    الفكر القومي العربي لم ولن يموت

    أما بالنسبة لسؤالك هل أعتقد بأن فكرة القومية العربية قد فشلت في تحقيق الوحدة العربية؟ فأنا أعتقد بأن كل الذين دعوا للوحدة العربية أفراداً وحركاتاً وأحزاباً، كانوا يعرفون مسبقاً بأن هذه المهمة طويلة وشاقة جداً، وتتعرض إلى تآمر أكثر بكثير مما تتعرض له أية محاولة للوحدة في العالم، لأسباب عديدة أشرت لها مسبقاً، وهي السبب الحضاري والروحي، وماذا تعني وحدة الأقطار العربية للغرب، والسبب الاستراتيجي، والسبب الاقتصادي، فالوحدة الصينية مثلاً ممكن أن تقف أميركا ضدها واليابان أيضاً نقف ضدها، ولكن الوحدة العربية تقف ضدها أميركا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا واليابان وإخطبوط عالمي أكثر بكثير مما تتوقع أو يتوقع أي باحث ومناضل والأهم والأخطر هنا هو الإخطبوط الصهيوني الذي لا يوجد له مثيلاً في تاريخ البشرية، لا يوجد تنظيم تآمري حاقد ويمتلك إمكانيات كبيرة كالتنظيم الصهيوني الذي يعمل ليل نهار ضد الوحدة العربية وبطرق مختلفة شتى منها ما هو معروف ومنها ما هو مستجد أو يستجد دائماً.

    من هنا فإن فكرة القومية العربية وتطبيقاتها تواجه قوى كبيرة جداً، وأنه من الطبيعي أن يكون الصراع مع هذه القوى وبشكل يومي تقريباً صراعاً عنيفاً ومستمراً لمنع تقدم الأمة وتحقيق وحدتها، بمعنى ما يجعل تحقيق أهداف وفكرة القومية العربية ليست سهلة أو بالسهولة التي حققتها أمم أخرى، والوطن العربي كان ولازال مع الأسف جاهز للتقسيم إلى أكثر من عشرين ولاية على رأس كل منها مهراجا أو أمير، وممكن أن تكون دولة أكبر خمسين مرة من (قطر) وقسم آخر أكبر بمئة مرة، فلماذا لم يقسّم الإنكليز دول أخرى استعمروها وفيها أجناس ولغات وأديان وآلهة مختلفة؟! بينما نحن العرب عندنا دين واحد، وإله واحد، بمعنى دين الأغلبية والذي لا خلاف ولا جدل حوله، وكذلك لغة واحدة، فلماذا فعل الإنكليز ذلك في بلادنا؟!

    لنلقي نظرة على الهند مثلاً، فقد قسّموها دولتين كبيرتين هما الهند والباكستان وقد اعتبر الوحدويون الهنود وقتها أن ذلك أكبر كارثة تحل ببلادهم وبالأمة الهندية، ومؤخراً صارت ثلاث دول حيث برزت دولة بنغلادش، وهذه منطقة الحليج العربي كلها التي من الممكن أن تصير قائمقامية من الهند، فإذاً هناك تآمر وقوى موضوعة أمامك ضد الوحدة العربية، لكن مهما حصل من إخفاقات في الفكرة القومية وفي الفكر الوحدوي العربي بعد هذه المعركة الطاحنة التي حصلت بيننا وبين القوى الامبريالية بقيادة أميركا في أم المعارك حيث تصوّر أعداء الفكرة القومية بأنه قد قضي علينا كعرب، ولا بد أن أشير هنا إلى أنه لن تكون هذه المعركة الأخيرة مع الامبريالية والاستعمار بل ستكون هناك معارك قادمة بطريقة أو بأخرى عسكرية واقتصادية وثقافية وعلى مختلف الصعد، ربما ينتج عنها محاولات سايس-بيكو جديدة، وأشير هنا أيضاً إلى مؤتمر القوى الشعبية العربية وأنت كعضو في هذا المؤتمر ولك مركزك وخبرتك في هذا المجال وعلى الرغم من كل اللقاءات التي تمت بين أعضاء المؤتمر حتى الآن إن في بغداد أو في عواصم أقطار عربية أخرى إنما تدل على أن فكرة القومية العربية لم ولن تموت، وأن هذا الحشد الكبير الذي يشارك فيه من موريتانيا ومن تونس ومن اليمن ومن الجزائر ومن ارتيريا ومن لبنان ومن مصر ومن السودان ومن فلسطين ومن الأردن ومن كل الأقطار العربية الأخرى حيث يتبادل الجميع الآراء ويبثون همومهم ويعبّروا عن أملهم بالمستقبل العربي المنشود والذي لم نقدر نحن هذا الجيل على تحقيقه سيحققه الجيل الذي بعدنا، من هنا أقول بأن فكرة القومية العربية ليست خاطئة، وربما نحن ارتكبنا أخطاء وهذا يعني أن الحركات القومية قد ارتكبت أخطاء، ولكن هذه الأخطاء لا تحسب على جوهر الفكر بشكل عام.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  8. #88
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    من ثم إن صراعنا الأساسي أساساً ليس مع فرنسا، إن صراعنا الأساسي كان مع أميركا، ومهما توصلنا مع فرنسا من اتفاق معها فأنها يجب أن تأخذ هذا الاتفاق، مثلما يقال في السياسة الرائجة الآن و(تسوقّه) في أميركا، وقد (يسوّق) وقد لا (يسوّق)، فقط المطلوب مني أن أقدّم كل شيء لأنني أنا الطرف القادر على العطاء من الجانب الآخر للصراع، والطرف الثاني من الصراع فرنسا هي ليست جزء منه وليست رأسه، لذلك كل ما قيل عن المبادرة الفرنسية هو نفاق، نفاق فرنسي، لكي تظهر أمام العالم وأمام العرب بأنها هي حاولت أن تقوم بشيء، ولكنها لم تحاول جدياً.



    (ميشيل فوزيل) يمثل الرئيس ميتران، (ميشيل فوزيل) لا يمثل الرئيس ميتران

    آخر شخص جاءنا من فرنسا هو (ميشيل فوزيل) الذي هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي، وكان الناطق الرسمي بالإليزيه، وقد وصلتنا برقية تقول بأنه يريد أن يأتي إلى بغداد قلنا أهلاً وسهلاً،، خير إن شاء الله يريد أن يأتي إلى بغداد نحن مستعدين بأن نستقبله، وقد عرضنا الأمر على السيد الرئيس وطلب مني أن ألتقيه شخصياً، جاء (فوزيل) والتقيت به وقال لي أنه لا يمثل الحكومة الفرنسية، ونريد أن نتحدث قلت له خير وقد تحدث كثيراً ومطولاً وكان معه لائحة مطالب يريد عنها إجابات ملزمة للدولة العراقية.

    قلت له (مسيو فوزيل) أنت دبلوماسي وسياسي، وأنا كوزير خارجية بلدي وتطرح عليّ أسئلة المطلوب فيها أن أقدّم شيئاً باسم الحكومة العراقية، وأنت تقول بأنك لا تمثّل الحكومة الفرنسية، فلا يوجد شيء بالدبلوماسية أو بالسياسة يضطرني بأن أجاوبك بأننا سننسحب أو لا ننسحب، ومتى ننسحب، وما هي شروطنا ومطاليبنا، وما نقبل به وما لا نقبل به، وأنت تقول لي بأنك لا تمثل شيء، ولكنني سأتكلم بشكل عام عن موقفنا لأنك أنت تحدثت بشكل عام أيضاً عن موقف بلدك، وفهمك لما يجري، وأن هذه الزيارة تبقى مفيدة بحيث يتعمق التفاهم، ولكن أن أجيب على أسئلتك فهذا غير وارد الآن، وليأتي (رولان دوما) عندها أجاوبه عليها، ومقابل أجوبتي أطلب منه إجابات على أسئلتي، لأنك أنت غير قادر على الإجابة لأنك لا تمثّل الحكومة الفرنسية كما قلت، فطلب أن يلتقي الرئيس صدام حسين، قلت له سأرفع ذلك للسيد الرئيس، عندها ذهبت للسيد الرئيس وأخبرته بما جرى وبكل ما قاله، وتمنيت على الرئيس أن يتقيه بالرغم من مشاغله الكثيرة، وقلت أيضاً للرئيس بأن (فوزيل) هو قريب من الرئيس ميتران، وبأنها فرصة ليسمع منك مباشرة كل شيء، فوافق الرئيس على ذلك، وعندما التقى الرئيس صدام حسين به قال (فوزيل) بأنه يمثّل ميتران شخصياً، فقال السيد الرئيس هذا شيء جيد، وتابع (فوزيل) يقول بأنه غير مستعد أن يلتزم بأي شيء نيابة عن ميتران،.

    طيب، هذه المرة التقى برئيس الدولة ويقول له هذا الكلام، هو هنا يمثل ميتران بالأسئلة التي يطرحها فقط، ولكن لا يمثّل ميتران بالإجابات التي ينبغي على ميتران أن يقدمها للرئيس صدام حسين، فما هي هذه اللعبة؟ وقد تم اجتماع الرئيس به حوالي الثلاث ساعات، ولو كان اللقاء مع الرئيس ميتران لكان الوضع يختلف، حيث يكون هناك طرح أسئلة ونقاشات، بمعنى أنت تقوم بهذه الخطوة، وأنا أقوم بهذه الخطوة الخ.. مثلما فعلنا مع غورباتشوف ومن ثم غورباتشوف لم يقدر أن ينفّذ الاتفاق، أما (يجينا) واحد هو مخوّل وعير مخوّل، وعنده استعداد لأن يسأل كل الأسئلة، ويضع كل المطالب على الطاولة، وبذات الوقت هو غير قادر على أن يعطي جواب على طلب واحد من الطلبات العراقية، فهذه لا تعتبر مبادرة.

    ومن يقول أن الفرنسيين كان عندهم مبادرة، فهذا تعبير غير صحيح، الفرنسيين لم يكن عندهم مبادرة، بل كان عندهم كلام، مناورة، أي شيء ممكن أن يقال إلا مبادرة فذلك غير صحيح أبداً.

    أنا شخصياً التقيت بـ(كلود شيسون) لقاء سري في تونس نظمه الأخ أبو عمار و(كلود شيسون) كان وزير خارجية وكنا زملاء وعلاقاتنا كانت جيدة، استغربت منه كلمة قالها في اللقاء وهي "أننا لم نطلع على خطاب ميتران"!! فقلت له: كيف ذلك! نحن اطلعنا عليه كما أنه أعلن عبر وسائل الإعلام! على أية حال، أنت كزير للخارجية تعرف أنه كي يتم تفعيل مثل هذه المبادرة أو الطرح يجب أن يجتمع وزراء خارجية البلدين لكي يبحثوا بالممكن من أجل إنجاح المبادرة والتزامات كل من البلدين، بمعنى ماذا يمكن أن يقدمه العراق وما هو الممكن أن تقدمه فرنسا، فقال أنه موافق على هذا الطرح تماماً، فاقترحت عليه أن يذهب إلى (ربعه) - الجهات الرسمية المختصة في فرنسا - ويطلب منهم المجيء إلى بغداد لنلتقي ونبحث في التفاصيل، وسألته لماذا لا يأتي (رولان دوما) إلى بغداد؟ لماذا لا أذهب أنا إلى باريس؟ فقد كانت هناك زيارات متبادلة بيننا لمئات المرات، وليقل أو يعلن أنه قادم إلى بغداد في سبيل استكشاف الآفاق أو الأجواء الدبلوماسية، وفي حال تم الاتفاق نعلن عن ذلك، وفي حال كان هناك تعسر له الحق عندها أن يقول للعالم عن حقيقة ما جرى وما أدى إلى تعسر المباحثات، فذهب (كلود شيسون) ولم نسمع منه شيئاً، لذلك أكرر أنه لم تكن هناك بالأساس مبادرة فرنسية.



    الفكر القومي العربي لم ولن يموت

    أما بالنسبة لسؤالك هل أعتقد بأن فكرة القومية العربية قد فشلت في تحقيق الوحدة العربية؟ فأنا أعتقد بأن كل الذين دعوا للوحدة العربية أفراداً وحركاتاً وأحزاباً، كانوا يعرفون مسبقاً بأن هذه المهمة طويلة وشاقة جداً، وتتعرض إلى تآمر أكثر بكثير مما تتعرض له أية محاولة للوحدة في العالم، لأسباب عديدة أشرت لها مسبقاً، وهي السبب الحضاري والروحي، وماذا تعني وحدة الأقطار العربية للغرب، والسبب الاستراتيجي، والسبب الاقتصادي، فالوحدة الصينية مثلاً ممكن أن تقف أميركا ضدها واليابان أيضاً نقف ضدها، ولكن الوحدة العربية تقف ضدها أميركا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا واليابان وإخطبوط عالمي أكثر بكثير مما تتوقع أو يتوقع أي باحث ومناضل والأهم والأخطر هنا هو الإخطبوط الصهيوني الذي لا يوجد له مثيلاً في تاريخ البشرية، لا يوجد تنظيم تآمري حاقد ويمتلك إمكانيات كبيرة كالتنظيم الصهيوني الذي يعمل ليل نهار ضد الوحدة العربية وبطرق مختلفة شتى منها ما هو معروف ومنها ما هو مستجد أو يستجد دائماً.

    من هنا فإن فكرة القومية العربية وتطبيقاتها تواجه قوى كبيرة جداً، وأنه من الطبيعي أن يكون الصراع مع هذه القوى وبشكل يومي تقريباً صراعاً عنيفاً ومستمراً لمنع تقدم الأمة وتحقيق وحدتها، بمعنى ما يجعل تحقيق أهداف وفكرة القومية العربية ليست سهلة أو بالسهولة التي حققتها أمم أخرى، والوطن العربي كان ولازال مع الأسف جاهز للتقسيم إلى أكثر من عشرين ولاية على رأس كل منها مهراجا أو أمير، وممكن أن تكون دولة أكبر خمسين مرة من (قطر) وقسم آخر أكبر بمئة مرة، فلماذا لم يقسّم الإنكليز دول أخرى استعمروها وفيها أجناس ولغات وأديان وآلهة مختلفة؟! بينما نحن العرب عندنا دين واحد، وإله واحد، بمعنى دين الأغلبية والذي لا خلاف ولا جدل حوله، وكذلك لغة واحدة، فلماذا فعل الإنكليز ذلك في بلادنا؟!

    لنلقي نظرة على الهند مثلاً، فقد قسّموها دولتين كبيرتين هما الهند والباكستان وقد اعتبر الوحدويون الهنود وقتها أن ذلك أكبر كارثة تحل ببلادهم وبالأمة الهندية، ومؤخراً صارت ثلاث دول حيث برزت دولة بنغلادش، وهذه منطقة الحليج العربي كلها التي من الممكن أن تصير قائمقامية من الهند، فإذاً هناك تآمر وقوى موضوعة أمامك ضد الوحدة العربية، لكن مهما حصل من إخفاقات في الفكرة القومية وفي الفكر الوحدوي العربي بعد هذه المعركة الطاحنة التي حصلت بيننا وبين القوى الامبريالية بقيادة أميركا في أم المعارك حيث تصوّر أعداء الفكرة القومية بأنه قد قضي علينا كعرب، ولا بد أن أشير هنا إلى أنه لن تكون هذه المعركة الأخيرة مع الامبريالية والاستعمار بل ستكون هناك معارك قادمة بطريقة أو بأخرى عسكرية واقتصادية وثقافية وعلى مختلف الصعد، ربما ينتج عنها محاولات سايس-بيكو جديدة، وأشير هنا أيضاً إلى مؤتمر القوى الشعبية العربية وأنت كعضو في هذا المؤتمر ولك مركزك وخبرتك في هذا المجال وعلى الرغم من كل اللقاءات التي تمت بين أعضاء المؤتمر حتى الآن إن في بغداد أو في عواصم أقطار عربية أخرى إنما تدل على أن فكرة القومية العربية لم ولن تموت، وأن هذا الحشد الكبير الذي يشارك فيه من موريتانيا ومن تونس ومن اليمن ومن الجزائر ومن ارتيريا ومن لبنان ومن مصر ومن السودان ومن فلسطين ومن الأردن ومن كل الأقطار العربية الأخرى حيث يتبادل الجميع الآراء ويبثون همومهم ويعبّروا عن أملهم بالمستقبل العربي المنشود والذي لم نقدر نحن هذا الجيل على تحقيقه سيحققه الجيل الذي بعدنا، من هنا أقول بأن فكرة القومية العربية ليست خاطئة، وربما نحن ارتكبنا أخطاء وهذا يعني أن الحركات القومية قد ارتكبت أخطاء، ولكن هذه الأخطاء لا تحسب على جوهر الفكر بشكل عام.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  9. #89
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    العداء بين السيد الرئيس وبين بوش

    وعن العداء بين بوش وبين السيد الرئيس صدام حسين، أولاً نحن من جانبنا لا يوجد عندنا شيء شخصي، من جانبنا على الأقل، وأصلاً هما لم يلتقيا ولا مرة واحدة، ولا متعاملين مع بعضهما، ربما هذه التساؤلات تطرح في الصراعات العربية، ويقال بأن هذا الرئيس لا يحب الرئيس الفلاني، وهذا عنده ثأر مع الرئيس الفلاني، ولو أن هذا فيه مبالغة، ولكن مع الرئيس الأميركي لا يوجد أحد عندنا لديه تجربة شخصية معه، باستثناء أنني قابلته مرة واحدة حيث ذهبت لمقابلة ريغن في عام 1984 لإعادة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة فأخذوني إلى مكتب بوش وقالوا لي أول مرة يجب أن تقابل بوش باعتباره نائب الرئيس ريغن، وقد تحدثنا بحديث اعتيادي ودي جداً لأننا في مجال إعادة العلاقات، ومن ثم ذهبنا إلى مكتب ريغن، وقد حضر بوش ذلك اللقاء إلى جانب ريغن بصفته نائبه، هذا هو الشخص العراقي الوحيد الذي قابل بوش، فما هو الشيء الشخصي بيننا كي نعادي أميركا؟

    ومن جهة أخرى أن العراق لم يقم بعمل مباشر في أي وقت من الأوقات لإيذاء الولايات المتحدة كدولة، صحيح أن برنامجنا الكامل هو يهدد المصالح الأميركية غير المشروعة والامبريالية في المنطقة العربية، لكن العراق لم يرتكب أخطاء أو عمل ضد الشعب الأميركي، بل على العكس من ذلك فإن سياستنا كانت سياسة متوازنة وعقلانية في هذا الجانب، لكن إذا اعتبر الأميركان أن برنامجنا الوطني والقومي تهديداً لهم في هذا الجانب أو ذاك فهم أحرار بذلك، لأن البرنامج الذي لدينا هو برنامج لصالح العراق ولصالح الأمة العربية، نتقدم نتطور علمياً وتكنولوجياً، ونسيطر على ثروتنا ونستثمرها لصالح شعبنا وأمتنا، هذه خطوط برنامجنا، هذا هو الذي يعتبرونه تهديداً لأميركا، وليكن ذلك فنحن لن نتراجع عن برنامجنا، ولن نعتذر عنه.

    لكن عملاً عراقياً خاصاً يهدد أمن أميركا، بمعنى ما سمي في حينها بالإرهاب أو إيذاء متعمد من قبل القيادة والحكومة أو الأجهزة العراقية وعلى مختلف مستوياتها ضد أميركا فهذا لم يحصل على الأقل في عهد الرئيس صدام حسين وهو رئيس للدولة.

    وعلى العكس من ذلك تماماً فإن الرئيس بوش قد ارتكب جريمة كبيرة بحق الأمة العربية وبحق العراق بالذات، والعراقيين يعرفون هذا الشيء، لأنه خلال 42 يوماً لم يكن يقصف فقط الجيش العراقي ومعسكراته والمصانع التابعة للتصنيع العسكري، بل كان القصف يطال كل مكان، البيوت الآمنة، الأطفال والنساء والشيوخ العجائز من أبناء العراق الذين كانوا يتراكضون من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع لتجنب القصف العشوائي، إضافة إلى قصف المصانع والكهرباء والتلفونات والجسور والكنيسة والجامع وكافة المنشآت والبنى التحتية، العراقيين عايشوا هذه الفترة، من ثم انتهت الحرب العسكرية، والنظام باق، وبوش يعرف هو وحلفاءه من العرب وغير العرب بأنه عندما يبقى هذا النظام وعناصره فأنه سيقوم بفضح جرائمهم، وكل ما يطلع (س) من الناس، وزيراً للخارجية أو وزير إعلام أو عضو برلمان أو صحفي وغير ذلك وفي أي مكان فأنهم سيقولون للعالم أجمع تعالوا شوفوا الأميركان ماذا فعلوا بنا!..

    هذا ما يخيفهم، لذلك لن يسكتوا على ذلك بل سيزيدون إمعاناً في تدمير العراق كما يتصورون من خلال الحصار الجائر وما يمت إليه بصلة.

    وقد قالوا بأنهم ينفذون قرار أمم متحدة لإخراج الجيش العراقي من الكويت، وأن هذا قرار دولي على حد قولهم! ولكن الأسئلة التي يجب أن تطرح هنا هي ما هي علاقة الكنيسة التي قصفوها في الموصل، والجوامع في بغداد، وما هي علاقة ملجأ العامرية، وما هي علاقة معمل حليب الأطفال والجسور وباقي المصانع المدنية والمصانع التي تنتج الأدوية وغير ذلك من البنى التحتية للشعب العراقي بما يجري في الكويت وبتنفيذ قرار الأمم المتحدة! وهل الجيش العراقي موجوداً في هذه المناطق التي قصفوها؟ ولماذا كل هذا التدمير الذي طال الشواهد التاريخية والأثرية والفنية والثقافية والمتاحف والمكتبات، كما أنه أثر على معيشة الشعب العراقي وعلى ممتلكاته الخاصة كمواطنين وكدولة وكمجتمع؟! عندها لابد أن يقول الناس والله لا يوجد مع الأميركان حق وبوش ارتكب جريمة بشعة بحق العراق، غهو لكي يغطي على هذه الجريمة، ولكي يغطي على حلفائه وهم حتى يغطون على جريمته لا يريدون أن يشاهدوننا كلنا، والآن يقول بوش بأنه لا يريد صدام حسين، فهو يعتقد بأننا سنوافقه على رأيه، وهو (على باله) أن يضحك علينا ويقول لنا أن المشكلة هي في وجود صدام حسين وأنه نحن ما علينا شيء، وهو بذلك واهم.!

    إن الرئيس الأميركي بوش ومن وراءه الإخطبوط الصهيوني يريد من وراء ذلك القضاء على الفكرة الوطنية والقومية العربية، وأنا كلي ثقة بأنه الآن مستعد أن يقول بأن الرئيس صدام حسين صار صديقي، إذا صار الرئيس صدام حسين (حاشاه) مثل فهد أو عبد الله أو مثل جابر أو غيرهم في الخليج العربي، ولكن المشكلة الأساس هنا أن بوش ضد النظام الوطني والقومي كله من الرئيس صدام حسين إلى الجندي الموجود بزاخو في شمالي العراق إلى الجندي الموجود في جنوبي العراق، بوش ضد كل طفل يرفع العلم العراقي بنجومه الثلاث المزينة بكلمة الله اكبر، بوش ضد كل فنان ورسام وشاعر وأديب ومطرب يغني للأمة العربية ويغني لفلسطين، وضد كل امرأة عندما ترى صور الانتفاضة الفلسطينية الباسلة على شاشة التلفزيون تطلع من عينها دمعة تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني، يعني بوش ضد كل ما هو عراقي عربي وقومي، هذه لعبة وسخة ومكشوفة، والشعب العراقي كاشفها منذ أول يوم.



    المؤامرة ضد الجيش العراقي

    والشيء الآخر بهذا البلد وهو حقيقة وليس تفاخراً لم يحصل أن وقف شخصاً في العالم وقال بأننا لا نريد فلان والعراقيين فوراً يقولون له (يللا) خلينا نغيّر، حتى بالعهد الملكي عندما كان في نظام واقع تحت التأثير البريطاني لم تكن بريطانيا لتجرؤ على ممارسة هذا الدور من الوقاحة بحيث يطلع تصريح من رئيس وزراء بريطانيا ويقول (شيلو توفيق السويدي) من رئاسة الوزارة ويعلنون ذلك بالإذاعة ويعفى توفيق السويدي من منصبه مع علي جودت الأيوبي أو فاضل الجمالي، لم يحصل هذا أبداً، ومن الممكن أن يعملوها، ولكن من وراء الكواليس ويدفعون لنواب ليسحبوا الثقة أو يقنعوا عبد الإله ليأخذ القرار بحل الحكومة، كل ذلك ممكن، ولكن بهذا الشكل الوقح مثلما بفعل بوش فهذا مستحيل، والشعب العراقي لا يقبل لا من بوش ولا من أكبر من بوش - إذا كان هناك أكبر من بوش الآن بين الدول التي تسمى كبرى - لأننا لم نأت إلى الحكم بدبابة تابعة للجيش الأحمر أو على ظهر دبابة أمريكية، ومن ثم وضعونا بالقصر الجمهوري قالوا لنا تفضلوا هذه هي الوزارات!! نحن قمنا بالثورة من خلال تنظيمنا الحزبي، بتنظيمنا الشعبي، بتنظيمنا العسكري.

    ومن جانب آخر نرى ونسمع أنهم يطلبون أن يقوم الجيش بانقلاب، فهل يعني ذلك أن الجيش مستورد! هذا الجيش أصبح له 23 سنة الآن، والملازم الذي تخرّج من الكلية العسكرية سنة 1968 أصبح الآن فريق، هذا الجيش متربي على المباديء الوطنية والقومية بقيادة صدام حسين، هذا الجيش الذي الوطني الذي يحيكون ضده وضد بلده وشعبه وأهله المؤامرات ليس جيشاً مستورداً أو جيش مرتزقة حتى يقول له بوش اذهب وقم بانقلاب وفوراً يلبي طلبه ويقوم بالانقلاب.

    إن القصد من ذلك معروف وهو إزالة رمز الصمود والمقاومة القائد صدام حسين، وهذا ليس بجديد على الأمة العربية، فقد كان يقال أيضاً بمصر عبد الناصر، وكانوا يقولون عندما يذهب عبد الناصر هم مستعدين ليتعاونوا مع النظام الجديد، وقد جاء بعد عبد الناصر نائبه الذي لو بقي على ذات خطى عبد الناصر لكانوا تآمروا عليه مثلما تآمروا على هبد الناصر، لكت غيّر (ريّحهم) من عناء التغيير وأصبحت مثر عزيزة عليهم! ولكن ليست مصر الوطنية والقومية والتقدمية أقصد بذلك على صعيد النظام، فبعد أن توفي عبد الناصر رحمه الله وأطيح بالقوى الناصرية من السلطة، قالوا بأن عبد الناصر جوّع الشعب المصري بالاشتراكية! وأنه جوّع الشعب المصري وأرهقه بالمغامرات القومية في اليمن وفي الوحدة مع سوريا الخ! وأن مصر يجب أن تنصرف إلى شؤونها الداخلية، وأن تحسّن علاقاتها مع المحيط العربي ومع العالم، وأن توقف هذه المغامرات القومية الطائشة، الفاشلة، التي ارتكبها عبد الناصر، وأن تنصرف إلى البناء والرفاهية، فربطوها باتفاقيات اقتصادية دولية مع صندوق النقد والبنك الدوليين، وأنا قمت بزيارات عديدة لمصر في عهد عبد الناصر وفي زمن السادات وفي زمن العهد الحالي، أنا أعتقد ونتيجة ما نطالعه في الصحف المصرية وما عندنا من معلومات ومن مشاهدتي بأن المستوى المعيشي للشعب المصري في عهد عبد الناصر كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، هذه حقيقة موضوعية، يعني الفلاح المصري والعامل المصري والموظف المصري كان يأكل أفضل وكان يلبس أفضل ويسكن أفضل، أنا أتحدث هنا بالماديات التي يغروننا بها ويقولون لنا إذا ذهب صدام حسين ستأكلون (كيك) وهذا كذب، كذب، كذب، لقد ارتكبوا جريمتهم ونفذوها في مصر والآن مصر أفقر مما كانت عليه في عهد عبد الناصر، والفلاح المصري الآن يأكل أقل مما كان يأكل في عهد عبد الناصر، وكذلك العامل والموظف وهو في حالة الضنك.

    فبوش يطالب الآن بصدام حسين ومن ثم يطلبون بالحزب وبعدها يطلبون الجيش ومن ثم بالصناعة وبالتقدم إلى أن يذهب العراق كله، لا إننا نفضّل أن يعيش العراق فترة ضنك، نعم، ولكن عندما يستعيد العراق كامل إرادته وكامل قدراته، فأنه يستعيدها كلها ويوظفها كلها من أجل رفاهية الشعب العراقي.



    العلاقات مع أميركا

    وحول تطبيع العلاقات مع أميركا نحن نقول بأنه ليس خطأ تطبيع العلاقات مع أميركا ومع غير أميركا، ولكن على أي أساس؟ أنا قلت هذا الكلام وأقوله مرة ثانية على أساس الاحترام المتبادل للسيادة، على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، على أساس عدم التآمر علينا الخ، فإذا هم يقبلون بهذه الأسس ويريدون إقامة علاقات طبيعية فليكن، لأننا لا نكره أمريكا لأن اسمها أمريكا أو لأن لونها أبيض أو شعر رجالها ونساءها أشقر، لا، نحن لا ننظر هكذا، ولو أن أميركا تقبل بالمصالح المشتركة، وتقبل بأن لا تصبح دولة امبريالية، يعني تصير مثل تايلاند لا تتآمر علينا وتحترم استقلالها وتحترم استقلالنا، ولكن هل أميركا تقبل بهذه المباديء؟ حتى لو قالت بأنها تقبل بذلك، طبعاً لأغراض الدبلوماسية والتضليل، وحتى لو كل الدول تقول بأنهم متمسكون بها فأنا لا أصدّق بأن الطبقة الرأسمالية المتحكمة هناك في أميركا تقبل بالمصالح المشتركة، فالمصالح المتبادلة تقول بأن النفط يكون بأيدينا ويكون سعره لا يتجاوز 30 دولاراً للبرميل، لأننا نشتري السيارة والكومبيوتر والأرز والقمح منهم بالسعر الذي هم يحددوه، فلماذا لا نحدد نحن سعر النفط؟ هذه هي المصالح المتبادلة، والأهم من كل ذلك أن أمريكا تدعم الكيان الصهيوني وتزوده بكل التكنولوجيا العسكرية للاعتداء على الأمة العربية وتحميه في الأمم المتحدة بالفيتو، وهذه واحدة من أهم المشاكل بيننا وبين أمريكا فهي ليست حيادية بل مع المحتل والغاصب للحقوق العربية، لذلك لا يريدوننا أن نتطور ولا يريدون شعبنا أن يصل إلى مستويات علمية عالية، وقد ظهر ذلك خلال بعد انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية وتحدثنا عن ذلك كثيراً.



    دور الجماهير العربية وقواها الحية

    وحول دور الجماهير العربية وقواها الحية في الوطن العربي، فإن بعض الساحات في الأقطار العربية ساهمت مساهمة فعالة وملموسة جداً في معارك المصير المشترك وفي أم المعارك، وفي بعض الأقطار العربية الأخرى ساهمت كذلك ولكن ليس يعني ذلك أن القوى والحركات الشعبية العربية في هذه الأقطار أقل من غيرها حتى تلك التي لم تسمح لها الظروف بسبب السدود والموانع التي تضعها الأنظمة أمامها التي هي أكثر بكثير من طموح الجماهير، على كل حال ورغم كل شيء والحمد لله إن الشعور القومي يتعمّق يوماً بعد يوم، وفي أم المعارك وما يجري الآن من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، نلاحظ أن الشعور عند الوطنيين والقوميين العرب بأن مصيرهم واحد، ويجب أن يعملوا لتحقيق الأهداف القومية.

    راجياً أن تكون قد حصلت على أجوبة لكل تساؤلاتك وإن يكن هناك بعض الأجوبة التي اختصرتها أرجو أن تكون أكثر وضوحاً في لقاءات أخرى، سلّم على الإخوان عندكم وعلى كل الأصدقاء الأستراليين.



    وبعد أن شكرت الأستاذ طارق عزيز (أبو زياد) على سعة صدره ومنحي هذه الفرصة والوقت في الزمن الصعب الذي يمر به العراق وشعبه ودعته عائداً إلى عمان في رحلة كانت سهلة وميسّرة حيث كانت أفواج من السيارات المختلفة الأحجام للركاب والنقل العام والشاحنات الضخمة التي كانت تقل المواد الغذائية والطبية والخضار التي كانت تتوالى من محافظة الأنبار وكذلك من الأردن إلى بغداد، إضافة إلى شاحنات عراقية تقل النفط إلى مصاف عمان.

    مع أبداء ملاحظة على ما ورد في الحوار وهي أنه يمكن أن يجد القاريء أن أجوبة الأستاذ طارق عزيز لم تكن كلها مترابطة وذلك بسبب طول فترة الحوار الذي امتد على مدى أيام غير متصلة إضافة إلى أن الأسئلة كانت غير مكتوبة وكان يقطعها اتصال هاتفي أو أمر مفاجيء مما يستدعي ذهاب الأستاذ طارق عزيز لبعض الوقت ومن ثم متابعة الحوار، والأهم أن أحد الأشرطة الصوتية وهو الأخير في لقائي مع الأستاذ طارق عزيز كان فيه الصوت ضعيف جدا بسبب انتهاء شحن البطارية لم أقدر أن أنقل منه نص كامل الحوار لما قاله أبو زياد، لذلك اقتضى التنويه.

    المحرر

    شبكة البصرة

    الجمعة 11 جماد الاول 1429 / 16 آيار 2008

    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  10. #90
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    العداء بين السيد الرئيس وبين بوش

    وعن العداء بين بوش وبين السيد الرئيس صدام حسين، أولاً نحن من جانبنا لا يوجد عندنا شيء شخصي، من جانبنا على الأقل، وأصلاً هما لم يلتقيا ولا مرة واحدة، ولا متعاملين مع بعضهما، ربما هذه التساؤلات تطرح في الصراعات العربية، ويقال بأن هذا الرئيس لا يحب الرئيس الفلاني، وهذا عنده ثأر مع الرئيس الفلاني، ولو أن هذا فيه مبالغة، ولكن مع الرئيس الأميركي لا يوجد أحد عندنا لديه تجربة شخصية معه، باستثناء أنني قابلته مرة واحدة حيث ذهبت لمقابلة ريغن في عام 1984 لإعادة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة فأخذوني إلى مكتب بوش وقالوا لي أول مرة يجب أن تقابل بوش باعتباره نائب الرئيس ريغن، وقد تحدثنا بحديث اعتيادي ودي جداً لأننا في مجال إعادة العلاقات، ومن ثم ذهبنا إلى مكتب ريغن، وقد حضر بوش ذلك اللقاء إلى جانب ريغن بصفته نائبه، هذا هو الشخص العراقي الوحيد الذي قابل بوش، فما هو الشيء الشخصي بيننا كي نعادي أميركا؟

    ومن جهة أخرى أن العراق لم يقم بعمل مباشر في أي وقت من الأوقات لإيذاء الولايات المتحدة كدولة، صحيح أن برنامجنا الكامل هو يهدد المصالح الأميركية غير المشروعة والامبريالية في المنطقة العربية، لكن العراق لم يرتكب أخطاء أو عمل ضد الشعب الأميركي، بل على العكس من ذلك فإن سياستنا كانت سياسة متوازنة وعقلانية في هذا الجانب، لكن إذا اعتبر الأميركان أن برنامجنا الوطني والقومي تهديداً لهم في هذا الجانب أو ذاك فهم أحرار بذلك، لأن البرنامج الذي لدينا هو برنامج لصالح العراق ولصالح الأمة العربية، نتقدم نتطور علمياً وتكنولوجياً، ونسيطر على ثروتنا ونستثمرها لصالح شعبنا وأمتنا، هذه خطوط برنامجنا، هذا هو الذي يعتبرونه تهديداً لأميركا، وليكن ذلك فنحن لن نتراجع عن برنامجنا، ولن نعتذر عنه.

    لكن عملاً عراقياً خاصاً يهدد أمن أميركا، بمعنى ما سمي في حينها بالإرهاب أو إيذاء متعمد من قبل القيادة والحكومة أو الأجهزة العراقية وعلى مختلف مستوياتها ضد أميركا فهذا لم يحصل على الأقل في عهد الرئيس صدام حسين وهو رئيس للدولة.

    وعلى العكس من ذلك تماماً فإن الرئيس بوش قد ارتكب جريمة كبيرة بحق الأمة العربية وبحق العراق بالذات، والعراقيين يعرفون هذا الشيء، لأنه خلال 42 يوماً لم يكن يقصف فقط الجيش العراقي ومعسكراته والمصانع التابعة للتصنيع العسكري، بل كان القصف يطال كل مكان، البيوت الآمنة، الأطفال والنساء والشيوخ العجائز من أبناء العراق الذين كانوا يتراكضون من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع لتجنب القصف العشوائي، إضافة إلى قصف المصانع والكهرباء والتلفونات والجسور والكنيسة والجامع وكافة المنشآت والبنى التحتية، العراقيين عايشوا هذه الفترة، من ثم انتهت الحرب العسكرية، والنظام باق، وبوش يعرف هو وحلفاءه من العرب وغير العرب بأنه عندما يبقى هذا النظام وعناصره فأنه سيقوم بفضح جرائمهم، وكل ما يطلع (س) من الناس، وزيراً للخارجية أو وزير إعلام أو عضو برلمان أو صحفي وغير ذلك وفي أي مكان فأنهم سيقولون للعالم أجمع تعالوا شوفوا الأميركان ماذا فعلوا بنا!..

    هذا ما يخيفهم، لذلك لن يسكتوا على ذلك بل سيزيدون إمعاناً في تدمير العراق كما يتصورون من خلال الحصار الجائر وما يمت إليه بصلة.

    وقد قالوا بأنهم ينفذون قرار أمم متحدة لإخراج الجيش العراقي من الكويت، وأن هذا قرار دولي على حد قولهم! ولكن الأسئلة التي يجب أن تطرح هنا هي ما هي علاقة الكنيسة التي قصفوها في الموصل، والجوامع في بغداد، وما هي علاقة ملجأ العامرية، وما هي علاقة معمل حليب الأطفال والجسور وباقي المصانع المدنية والمصانع التي تنتج الأدوية وغير ذلك من البنى التحتية للشعب العراقي بما يجري في الكويت وبتنفيذ قرار الأمم المتحدة! وهل الجيش العراقي موجوداً في هذه المناطق التي قصفوها؟ ولماذا كل هذا التدمير الذي طال الشواهد التاريخية والأثرية والفنية والثقافية والمتاحف والمكتبات، كما أنه أثر على معيشة الشعب العراقي وعلى ممتلكاته الخاصة كمواطنين وكدولة وكمجتمع؟! عندها لابد أن يقول الناس والله لا يوجد مع الأميركان حق وبوش ارتكب جريمة بشعة بحق العراق، غهو لكي يغطي على هذه الجريمة، ولكي يغطي على حلفائه وهم حتى يغطون على جريمته لا يريدون أن يشاهدوننا كلنا، والآن يقول بوش بأنه لا يريد صدام حسين، فهو يعتقد بأننا سنوافقه على رأيه، وهو (على باله) أن يضحك علينا ويقول لنا أن المشكلة هي في وجود صدام حسين وأنه نحن ما علينا شيء، وهو بذلك واهم.!

    إن الرئيس الأميركي بوش ومن وراءه الإخطبوط الصهيوني يريد من وراء ذلك القضاء على الفكرة الوطنية والقومية العربية، وأنا كلي ثقة بأنه الآن مستعد أن يقول بأن الرئيس صدام حسين صار صديقي، إذا صار الرئيس صدام حسين (حاشاه) مثل فهد أو عبد الله أو مثل جابر أو غيرهم في الخليج العربي، ولكن المشكلة الأساس هنا أن بوش ضد النظام الوطني والقومي كله من الرئيس صدام حسين إلى الجندي الموجود بزاخو في شمالي العراق إلى الجندي الموجود في جنوبي العراق، بوش ضد كل طفل يرفع العلم العراقي بنجومه الثلاث المزينة بكلمة الله اكبر، بوش ضد كل فنان ورسام وشاعر وأديب ومطرب يغني للأمة العربية ويغني لفلسطين، وضد كل امرأة عندما ترى صور الانتفاضة الفلسطينية الباسلة على شاشة التلفزيون تطلع من عينها دمعة تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني، يعني بوش ضد كل ما هو عراقي عربي وقومي، هذه لعبة وسخة ومكشوفة، والشعب العراقي كاشفها منذ أول يوم.



    المؤامرة ضد الجيش العراقي

    والشيء الآخر بهذا البلد وهو حقيقة وليس تفاخراً لم يحصل أن وقف شخصاً في العالم وقال بأننا لا نريد فلان والعراقيين فوراً يقولون له (يللا) خلينا نغيّر، حتى بالعهد الملكي عندما كان في نظام واقع تحت التأثير البريطاني لم تكن بريطانيا لتجرؤ على ممارسة هذا الدور من الوقاحة بحيث يطلع تصريح من رئيس وزراء بريطانيا ويقول (شيلو توفيق السويدي) من رئاسة الوزارة ويعلنون ذلك بالإذاعة ويعفى توفيق السويدي من منصبه مع علي جودت الأيوبي أو فاضل الجمالي، لم يحصل هذا أبداً، ومن الممكن أن يعملوها، ولكن من وراء الكواليس ويدفعون لنواب ليسحبوا الثقة أو يقنعوا عبد الإله ليأخذ القرار بحل الحكومة، كل ذلك ممكن، ولكن بهذا الشكل الوقح مثلما بفعل بوش فهذا مستحيل، والشعب العراقي لا يقبل لا من بوش ولا من أكبر من بوش - إذا كان هناك أكبر من بوش الآن بين الدول التي تسمى كبرى - لأننا لم نأت إلى الحكم بدبابة تابعة للجيش الأحمر أو على ظهر دبابة أمريكية، ومن ثم وضعونا بالقصر الجمهوري قالوا لنا تفضلوا هذه هي الوزارات!! نحن قمنا بالثورة من خلال تنظيمنا الحزبي، بتنظيمنا الشعبي، بتنظيمنا العسكري.

    ومن جانب آخر نرى ونسمع أنهم يطلبون أن يقوم الجيش بانقلاب، فهل يعني ذلك أن الجيش مستورد! هذا الجيش أصبح له 23 سنة الآن، والملازم الذي تخرّج من الكلية العسكرية سنة 1968 أصبح الآن فريق، هذا الجيش متربي على المباديء الوطنية والقومية بقيادة صدام حسين، هذا الجيش الذي الوطني الذي يحيكون ضده وضد بلده وشعبه وأهله المؤامرات ليس جيشاً مستورداً أو جيش مرتزقة حتى يقول له بوش اذهب وقم بانقلاب وفوراً يلبي طلبه ويقوم بالانقلاب.

    إن القصد من ذلك معروف وهو إزالة رمز الصمود والمقاومة القائد صدام حسين، وهذا ليس بجديد على الأمة العربية، فقد كان يقال أيضاً بمصر عبد الناصر، وكانوا يقولون عندما يذهب عبد الناصر هم مستعدين ليتعاونوا مع النظام الجديد، وقد جاء بعد عبد الناصر نائبه الذي لو بقي على ذات خطى عبد الناصر لكانوا تآمروا عليه مثلما تآمروا على هبد الناصر، لكت غيّر (ريّحهم) من عناء التغيير وأصبحت مثر عزيزة عليهم! ولكن ليست مصر الوطنية والقومية والتقدمية أقصد بذلك على صعيد النظام، فبعد أن توفي عبد الناصر رحمه الله وأطيح بالقوى الناصرية من السلطة، قالوا بأن عبد الناصر جوّع الشعب المصري بالاشتراكية! وأنه جوّع الشعب المصري وأرهقه بالمغامرات القومية في اليمن وفي الوحدة مع سوريا الخ! وأن مصر يجب أن تنصرف إلى شؤونها الداخلية، وأن تحسّن علاقاتها مع المحيط العربي ومع العالم، وأن توقف هذه المغامرات القومية الطائشة، الفاشلة، التي ارتكبها عبد الناصر، وأن تنصرف إلى البناء والرفاهية، فربطوها باتفاقيات اقتصادية دولية مع صندوق النقد والبنك الدوليين، وأنا قمت بزيارات عديدة لمصر في عهد عبد الناصر وفي زمن السادات وفي زمن العهد الحالي، أنا أعتقد ونتيجة ما نطالعه في الصحف المصرية وما عندنا من معلومات ومن مشاهدتي بأن المستوى المعيشي للشعب المصري في عهد عبد الناصر كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، هذه حقيقة موضوعية، يعني الفلاح المصري والعامل المصري والموظف المصري كان يأكل أفضل وكان يلبس أفضل ويسكن أفضل، أنا أتحدث هنا بالماديات التي يغروننا بها ويقولون لنا إذا ذهب صدام حسين ستأكلون (كيك) وهذا كذب، كذب، كذب، لقد ارتكبوا جريمتهم ونفذوها في مصر والآن مصر أفقر مما كانت عليه في عهد عبد الناصر، والفلاح المصري الآن يأكل أقل مما كان يأكل في عهد عبد الناصر، وكذلك العامل والموظف وهو في حالة الضنك.

    فبوش يطالب الآن بصدام حسين ومن ثم يطلبون بالحزب وبعدها يطلبون الجيش ومن ثم بالصناعة وبالتقدم إلى أن يذهب العراق كله، لا إننا نفضّل أن يعيش العراق فترة ضنك، نعم، ولكن عندما يستعيد العراق كامل إرادته وكامل قدراته، فأنه يستعيدها كلها ويوظفها كلها من أجل رفاهية الشعب العراقي.



    العلاقات مع أميركا

    وحول تطبيع العلاقات مع أميركا نحن نقول بأنه ليس خطأ تطبيع العلاقات مع أميركا ومع غير أميركا، ولكن على أي أساس؟ أنا قلت هذا الكلام وأقوله مرة ثانية على أساس الاحترام المتبادل للسيادة، على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، على أساس عدم التآمر علينا الخ، فإذا هم يقبلون بهذه الأسس ويريدون إقامة علاقات طبيعية فليكن، لأننا لا نكره أمريكا لأن اسمها أمريكا أو لأن لونها أبيض أو شعر رجالها ونساءها أشقر، لا، نحن لا ننظر هكذا، ولو أن أميركا تقبل بالمصالح المشتركة، وتقبل بأن لا تصبح دولة امبريالية، يعني تصير مثل تايلاند لا تتآمر علينا وتحترم استقلالها وتحترم استقلالنا، ولكن هل أميركا تقبل بهذه المباديء؟ حتى لو قالت بأنها تقبل بذلك، طبعاً لأغراض الدبلوماسية والتضليل، وحتى لو كل الدول تقول بأنهم متمسكون بها فأنا لا أصدّق بأن الطبقة الرأسمالية المتحكمة هناك في أميركا تقبل بالمصالح المشتركة، فالمصالح المتبادلة تقول بأن النفط يكون بأيدينا ويكون سعره لا يتجاوز 30 دولاراً للبرميل، لأننا نشتري السيارة والكومبيوتر والأرز والقمح منهم بالسعر الذي هم يحددوه، فلماذا لا نحدد نحن سعر النفط؟ هذه هي المصالح المتبادلة، والأهم من كل ذلك أن أمريكا تدعم الكيان الصهيوني وتزوده بكل التكنولوجيا العسكرية للاعتداء على الأمة العربية وتحميه في الأمم المتحدة بالفيتو، وهذه واحدة من أهم المشاكل بيننا وبين أمريكا فهي ليست حيادية بل مع المحتل والغاصب للحقوق العربية، لذلك لا يريدوننا أن نتطور ولا يريدون شعبنا أن يصل إلى مستويات علمية عالية، وقد ظهر ذلك خلال بعد انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية وتحدثنا عن ذلك كثيراً.



    دور الجماهير العربية وقواها الحية

    وحول دور الجماهير العربية وقواها الحية في الوطن العربي، فإن بعض الساحات في الأقطار العربية ساهمت مساهمة فعالة وملموسة جداً في معارك المصير المشترك وفي أم المعارك، وفي بعض الأقطار العربية الأخرى ساهمت كذلك ولكن ليس يعني ذلك أن القوى والحركات الشعبية العربية في هذه الأقطار أقل من غيرها حتى تلك التي لم تسمح لها الظروف بسبب السدود والموانع التي تضعها الأنظمة أمامها التي هي أكثر بكثير من طموح الجماهير، على كل حال ورغم كل شيء والحمد لله إن الشعور القومي يتعمّق يوماً بعد يوم، وفي أم المعارك وما يجري الآن من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، نلاحظ أن الشعور عند الوطنيين والقوميين العرب بأن مصيرهم واحد، ويجب أن يعملوا لتحقيق الأهداف القومية.

    راجياً أن تكون قد حصلت على أجوبة لكل تساؤلاتك وإن يكن هناك بعض الأجوبة التي اختصرتها أرجو أن تكون أكثر وضوحاً في لقاءات أخرى، سلّم على الإخوان عندكم وعلى كل الأصدقاء الأستراليين.



    وبعد أن شكرت الأستاذ طارق عزيز (أبو زياد) على سعة صدره ومنحي هذه الفرصة والوقت في الزمن الصعب الذي يمر به العراق وشعبه ودعته عائداً إلى عمان في رحلة كانت سهلة وميسّرة حيث كانت أفواج من السيارات المختلفة الأحجام للركاب والنقل العام والشاحنات الضخمة التي كانت تقل المواد الغذائية والطبية والخضار التي كانت تتوالى من محافظة الأنبار وكذلك من الأردن إلى بغداد، إضافة إلى شاحنات عراقية تقل النفط إلى مصاف عمان.

    مع أبداء ملاحظة على ما ورد في الحوار وهي أنه يمكن أن يجد القاريء أن أجوبة الأستاذ طارق عزيز لم تكن كلها مترابطة وذلك بسبب طول فترة الحوار الذي امتد على مدى أيام غير متصلة إضافة إلى أن الأسئلة كانت غير مكتوبة وكان يقطعها اتصال هاتفي أو أمر مفاجيء مما يستدعي ذهاب الأستاذ طارق عزيز لبعض الوقت ومن ثم متابعة الحوار، والأهم أن أحد الأشرطة الصوتية وهو الأخير في لقائي مع الأستاذ طارق عزيز كان فيه الصوت ضعيف جدا بسبب انتهاء شحن البطارية لم أقدر أن أنقل منه نص كامل الحوار لما قاله أبو زياد، لذلك اقتضى التنويه.

    المحرر

    شبكة البصرة

    الجمعة 11 جماد الاول 1429 / 16 آيار 2008

    يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  11. #91
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ناصر الحق مشاهدة المشاركة


    شكرا للاستاذ المحترم
    لقد تعلمنا ادب الحوار ان نخاطب الناس بما ارنا الله ان نخاطب
    1-ان نقول للناس حسنى وان اختلفوا معنا في الراي لاننا لانملك الحقيقة المطلقة والحقيقية بنت الحوار -تجردوا عن عواطفكم ومؤثراتكم الانتفاعية وضعوا انفسكم في وسط العراق في عهد الطاغية الهالك صدام الذي كانت عناصره وقد بثتها كل الفضائيات وسائل القتل والدمار - فاقول لكه يامن توالون الطغيان اسال الله ان يحشركم مع من تحبون.

    2- العراقيون لايشرفهم الاحتلال وانما الاحتلا هو وليد عنجهيات الطغيان الصدامي الذي هلك العراق واشعب العراقي بغروره وطغيانه - منذ مجئ حزب البعث للسلطة وبداية تأمرهم في 30 تموز على من فتح لهم ابواب الانقلاب على السلطة العارفية , وانهر الدماء جارية حتى يومنا هذا وهل غاب عنكم ايها المدافعون عن صدام واعوانه بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولايتهدم. هل ترغبون ان يحكمكم حزب البعث الذي يبني سلطته على الجماجم والدماء؟؟؟ فهنيئا لكم بهذا الحكم

    3- ان انسجام المصالح هي التي مكنت الشعب العراقي من الانتصار -ولو لم يرغب الشعب العراقي بالتغيير بعد هذه العاناة الطويل لو اجتمعت الدنيا كلها لم ولن تنال من ارادة العراقيين. والتريخ يشهد بعزيمتهم ودفاعهم ووطنتيهم في 1920 وبداية الحرب في ام قصر 2003.

    4-نصيحة الى المدافعين عن الظلم الصدامي واعوانه انكم الخاسرون

    5-الشعب العراق ملك زمام المبادرة وليست هناك تجربة ديقراطية رغم كل المصاعب كالتي في العراق .

    6-اتمنى ان يكون حوارنا بالدليل من خلال استنطاق اهلنا في العراق لامن خلال التنظير من الخارج فاننا ليس بحاجة تنظر العرب لان كل مآسينا من العرب الذين دعموا الارهاب وضحيته الشعب العراقي المظلوم.

    7- انا اتشرف انني في لندن لان لندن استوعبنت العراقيين ايها العرب واعطتهك كل الامكانيات الابداعية ولم تفرق بينه وبن مواطينيهم الاصليين في كل الحقوق والواجبات -- ولم تستوعب الدول العربية العراقيين -وهاي الدول التي تمارس كل العنناوين الطائفية والضغط النفسي والابتزاز على العراقيين وتنكرول للعراقيين وفظلهم عليهم , وكل اللحوم التي نبتت على اجسادهم هي من فضل العراق والعراقيين.. - والدول العربية ضاقت بها الارض في استيعاب خمسين اسرة فلسطنية دفعتها الظروف الصعبة من الخروج خارج العراق -- واذا بدول اجنبية تستقبلهم وتستوعبهم -باللعار لهؤلاء المدعين بحماية القضايا العربية وهم خونة لقضاياهم . لقد شهدت البحار والانهار والصحاري والسجون من العراقيين الذي هربوا من جحيم الطغيان الصدامي وانتم تدافعون عنهم - سيطول وقوفكم بين يدي الله في محكمة الله العالدلة لانك تساهمون في قتل العراقيين مرتيين. مرة بدفعكم عن القتلة ومرة بظلمكم للشعب العراقي واتهامه بالخيان والقبول بالمحتل.؟؟؟ اهذا الانصاف ياعرب.

    وشكرا

    الدكتور ناصر الحق
    لندن
    ا


    مهلا يا دكتور
    وما أراك ناصرا للحق..
    1/ لماذا لم تصدح يا بطل بقولك عن الشهيد صدام في زمن كان يحكمكم فيه، ويدفعكم إلى أعلى المراتب؟
    لم تجبني عن الدكتوراة التي تحملها يا ناكرا للجميل متى حصلت عليها؟ هل في زمن بوش الأرعن؟ أم في زمن الشهيد صدام؟
    2/ صدقتَ، أتمنى من الله أن يحشرني مع الشهداء والصديقين، ولا يحشرني مع أمثالك من الجبناء الذين انبطحوا أمام بوش المجرم الأرعن الذي يفعل برجالكم ونسائكم الأفاعيل فتتلذذون بها في لندن ونيويورك..
    3/ أنت شوفيني حاقد على العرب والمسلمين وطائفي مقيت، وتابع حقير للسيستاني وأنت تتغنى بأم قصر ثم 1920هههههه لقد قاومتم لأيام ثم انبطحتم أمام أسيادكم الذين جاؤوا ليحرروكم.. والدليل مقاومة السيستاني اليوم ..
    إنه يذكرنا بصلاح الدين، وعمر المختار والأمير عبد القادر وغيرهم من الثوار.. إنه كالعنزة يقبع في جحر يتلقى أوامره من كوندوليزا..
    خسئ وخسئ أتباعه..
    4/ أتباع صدام عرب أقحاح، ومسلمون أوفياء لدينهم ووطنهم وعروبتهم، ولن يستطيع أي جبان متخاذل أن يقول كلمة واحده فيهم..
    الأنذال من الذيول هم من يقفون في صف المحتل ضد المجاهدين من أبناء الشهيد صدام .. أنتم الخاسرون يا أبناء كوندي وبوش والحكيم والصدر وصولاغ ..
    لن تفلحوا أيها الخونة، وإن كانت لك ذرة من الرجولة فقل كلمة واحدة تحيي بها المقاومة في العراق، ولكنك وأمثالك من الجبناء تسبحون بحمد بوش واولمرت وغيرهما ممن جاؤوكم بالديمقراطية التي حرمكم منها الشهيد صدام..
    5/ داخلكم أنتم هي" قم" التي تهمكم أكثر ما يهمكم العراق العربي الأبي، والعراق يهمنا نحن لأنه جزء منا ونحن منه.. وسنقف إلى جانب المقاومة التي تطرد المحتل وأذنابه من المالكي وغيره من رعاة الاحتلال.
    وإذا كنت أحدثك من بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن أين تحدثني أنت؟؟
    لو تتفوه بمثل هذا الكلام في أي شبر من البلاد العربية التي أنت تتنكر لها يا بطل ستنال الجزاء الذي تستحق ولكنك رقيق عند بلير فقل ما تشاء.
    6/ لا أحد تنكر للعراق مثلما تتنكر أنت وأمثالك من الحاقدين الجبناء، ونتمنى أن تكون لندن لك مقبرة وأن تدفن مع من تحب من يهودها ونصاراها وملحديها، والعرب ليسوا بحاجة إلى الصعاليك الذين يفرحون بحفنة من الدريهمات مقابل التنازل على أوطانهم وشرفهم. وإن كان فيك بقية من حياء فوجه كلمة إلى المقاومة تستنهضها على مقارعة المحتل، لا أن تتصدى عن الدفاع عن أسيادك القابعين في المنطقة التي سموها خضراء، والتي ستكون بإذن الله مقبرة لهم ولكم أيها الجبناء من أتباع أعداء العراق.
    عاشت المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين ولبنان
    عاش العراق العربي الأبي.
    المجد والخلود للشهداء الأبرار
    الموت للحتلال والجبناء.


  12. #92
    عـضــو الصورة الرمزية مها دحام
    تاريخ التسجيل
    13/06/2007
    المشاركات
    450
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    لا فض فوك أستاذي الفاضل الحاج بونيف فأمثال هؤلاء عملاء منذ زمن بعيد لهذا هم قابعين في الغرب وأمثال هؤلاء لا يعترفون بالعروبة لهذا باعوا العراق لأمريكا والصهاينة وأيران المجوسية

    عاشت المقاومة الباسلة التي ستطهر أرض العراق من الصهاينة والفرس المجوس ووكلائهم في المنطقة


  13. #93
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي اين الاخ غالب ياسين ؟

    أين الاخ غالب ياسين صاحب الموضوع الاصلي لماذا لا يحجر على الاخوان او يحذف مداخلاتهم كما فعل معي !
    هل قرأت اخي ما جاء في المداخلات رقم / 61 و 62 و 63
    لماذا هذا السكوت على تمزيق الاعراض ولاتهام بالشرف وسب رجال الدين هل هذه اخلاقكم مع الاسف انا قلت هذا هو مستوى بعض المدافعين عن تلك الرموز .
    انتظر منك جواب او حذف او توجيه ما من شأنه ان يحد من تحامل هؤلاء الاخوة ، واتا ليست منبر للشتم والسب والاتهام بالشرف والعرض .
    قل كلٌ ينفق مما عنده . إن اللسان يُترجم ما في الضمير
    اين الاخ غالب ياسين كيف تسمح لانسان لا يضع صورة وليس لديه معلومات شخصية ولا نعرف من هو كيف تسمح له بشتم الاخرين ، هل واتا مخترقة إلى درجة ان يقوم شخص لم يضع عنه اي معلومات بشتم الناس .
    أين الاخ عامر العظم أين اللجنة الاستشارية .
    رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.


  14. #94
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    شكرا لحذف مشاركة حسان السيد شخص غير معروف لا يضع صورة وليس عنده اي معلومة سوى كلمة / غير معروف
    ارجو ان لا يكون هذا الشخص قد اخترق واتا كلامه كبير على كل اشكر الاخ غالب ياسين او من قام بحذف مشاركته لانها لا تدل على العنوان الذي وضعه لنفسه / اديب مفكر !


  15. #95
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    ألست خائنا عميلا يا عبد الهادي؟!
    الخيانة ليست وجهة نظر يا عبد الهادي!
    عليك أن تجيب على هذه الأسئلة!


    حذفت مداخلة السيد حسان ومعك حق على اعتراضك على الشتم لكنك تتصرف بأسلوب غير إسلامي أيضا!
    لن أناديك بالشيخ لأن تصرفاتك غير إسلامية عندما قمت بتشهير سخيف بخلفية طارق عزيز التي لا علاقة لها بصلب الموضوع وقد تكون هذه آخر مشاركة لك!
    1. لم تدن، منذ التحاقك بواتا، الاحتلال ولا من يتعاون معه ولا الحكومة العميلة حتى الآن! لماذا؟!
    2. ألا تعلم أن من يبرر سجن ومحاكمة طارق وعشرات آلاف السجناء هو خائن مع سبق الإصرار والترصد في نظر المثقفين والمفكرين الأحرار؟!
    3. ألا تعلم أن لا مكان للخونة والعملاء في واتا؟! ألا تعلم أن الجمعية ستدرج قريبا أسماء العملاء والخونة وتعممها دوليا؟! لماذا تستبعد أن تكون أنت وناصر الدين في القائمة؟!

    أتمنى أن لا تحرف مسار الموضوع، لأنني أكره الفلسفة والعبث ولا أحد يستطيع التملص معي!، وتجيب على الأسئلة أعلاه بشكل مباشر لأنني أخشى أن تكون آخر مشاركاتك في واتا!

    في هذه الأثناء، على ناصر الحق أن يجيب أيضا بدون لف أو دوران!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  16. #96
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي كلامك انت فانظر بماذا تتكلم !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
    مهلا يا دكتور
    وما أراك ناصرا للحق..
    1/ لماذا لم تصدح يا بطل بقولك عن الشهيد صدام في زمن كان يحكمكم فيه، ويدفعكم إلى أعلى المراتب؟
    لم تجبني عن الدكتوراة التي تحملها يا ناكرا للجميل متى حصلت عليها؟ هل في زمن بوش الأرعن؟ أم في زمن الشهيد صدام؟
    2/ صدقتَ، أتمنى من الله أن يحشرني مع الشهداء والصديقين، ولا يحشرني مع أمثالك من الجبناء الذين انبطحوا أمام بوش المجرم الأرعن الذي يفعل برجالكم ونسائكم الأفاعيل فتتلذذون بها في لندن ونيويورك..
    3/ أنت شوفيني حاقد على العرب والمسلمين وطائفي مقيت، وتابع حقير للسيستاني وأنت تتغنى بأم قصر ثم 1920هههههه لقد قاومتم لأيام ثم انبطحتم أمام أسيادكم الذين جاؤوا ليحرروكم.. والدليل مقاومة السيستاني اليوم ..
    إنه يذكرنا بصلاح الدين، وعمر المختار والأمير عبد القادر وغيرهم من الثوار.. إنه كالعنزة يقبع في جحر يتلقى أوامره من كوندوليزا..
    خسئ وخسئ أتباعه..
    4/ أتباع صدام عرب أقحاح، ومسلمون أوفياء لدينهم ووطنهم وعروبتهم، ولن يستطيع أي جبان متخاذل أن يقول كلمة واحده فيهم..
    الأنذال من الذيول هم من يقفون في صف المحتل ضد المجاهدين من أبناء الشهيد صدام .. أنتم الخاسرون يا أبناء كوندي وبوش والحكيم والصدر وصولاغ ..
    لن تفلحوا أيها الخونة، وإن كانت لك ذرة من الرجولة فقل كلمة واحدة تحيي بها المقاومة في العراق، ولكنك وأمثالك من الجبناء تسبحون بحمد بوش واولمرت وغيرهما ممن جاؤوكم بالديمقراطية التي حرمكم منها الشهيد صدام..
    5/ داخلكم أنتم هي" قم" التي تهمكم أكثر ما يهمكم العراق العربي الأبي، والعراق يهمنا نحن لأنه جزء منا ونحن منه.. وسنقف إلى جانب المقاومة التي تطرد المحتل وأذنابه من المالكي وغيره من رعاة الاحتلال.
    وإذا كنت أحدثك من بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن أين تحدثني أنت؟؟
    لو تتفوه بمثل هذا الكلام في أي شبر من البلاد العربية التي أنت تتنكر لها يا بطل ستنال الجزاء الذي تستحق ولكنك رقيق عند بلير فقل ما تشاء.
    6/ لا أحد تنكر للعراق مثلما تتنكر أنت وأمثالك من الحاقدين الجبناء، ونتمنى أن تكون لندن لك مقبرة وأن تدفن مع من تحب من يهودها ونصاراها وملحديها، والعرب ليسوا بحاجة إلى الصعاليك الذين يفرحون بحفنة من الدريهمات مقابل التنازل على أوطانهم وشرفهم. وإن كان فيك بقية من حياء فوجه كلمة إلى المقاومة تستنهضها على مقارعة المحتل، لا أن تتصدى عن الدفاع عن أسيادك القابعين في المنطقة التي سموها خضراء، والتي ستكون بإذن الله مقبرة لهم ولكم أيها الجبناء من أتباع أعداء العراق.
    عاشت المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين ولبنان
    عاش العراق العربي الأبي.
    المجد والخلود للشهداء الأبرار
    الموت للحتلال والجبناء. [/color][/size]

    الكلام صفة المتكلم .

    ورد في الحديث قوله : إن اللسان ينزح من القلب .

    ومن انت يا هذا حتى تتهم رجال العراق ونسائهم وتطعن في شرفهم اليس هذا كلامك : (( أمثالك من الجبناء الذين انبطحوا أمام بوش المجرم الأرعن الذي يفعل برجالكم ونسائكم الأفاعيل فتتلذذون بها في لندن ونيويورك
    أعتذر فورا للعراقيين .

    أطالب بحذف هذه المشاركة الهابطة فورا ، فهذا الكلام غير مسموح به في واتا لان فيها اناس اشراف وعقول محترمة .
    كما الزم الاخ غالب ياسين نفسه بحذف مشاركتي مع انها لا ترقى إلى هذا المستوى الرفيع الذي جاء به الحاج بوجيف .
    ارجو منه ان يكون عند التزامه . فأنا لم اعترض عليه لانه لربما له الحق ولكن ليس بمثل هذا الاسلوب الذي يقطر دما .
    يا أيها اللذين آمنوا لا تخونوا الله وتخونوا اماناتكم .


  17. #97
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/07/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    384
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    ألست خائنا عميلا يا عبد الهادي؟!
    الخيانة ليست وجهة نظر يا عبد الهادي!
    عليك أن تجيب على هذه الأسئلة!


    حذفت مداخلة السيد حسان ومعك حق على اعتراضك على الشتم لكنك تتصرف بأسلوب غير إسلامي أيضا!
    لن أناديك بالشيخ لأن تصرفاتك غير إسلامية عندما قمت بتشهير سخيف بخلفية طارق عزيز التي لا علاقة لها بصلب الموضوع وقد تكون هذه آخر مشاركة لك!
    1. لم تدن، منذ التحاقك بواتا، الاحتلال ولا من يتعاون معه ولا الحكومة العميلة حتى الآن! لماذا؟!
    2. ألا تعلم أن من يبرر سجن ومحاكمة طارق وعشرات آلاف السجناء هو خائن مع سبق الإصرار والترصد في نظر المثقفين والمفكرين الأحرار؟!
    3. ألا تعلم أن لا مكان للخونة والعملاء في واتا؟! ألا تعلم أن الجمعية ستدرج قريبا أسماء العملاء والخونة وتعممها دوليا؟! لماذا تستبعد أن تكون أنت وناصر الدين في القائمة؟!

    أتمنى أن لا تحرف مسار الموضوع، لأنني أكره الفلسفة والعبث ولا أحد يستطيع التملص معي!، وتجيب على الأسئلة أعلاه بشكل مباشر لأنني أخشى أن تكون آخر مشاركاتك في واتا!

    في هذه الأثناء، على ناصر الحق أن يجيب أيضا بدون لف أو دوران!
    حضور الاستاذ عامر العظم أيده الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لربما يا سيدي لم تقرأ ما كتبته في احد مداخلاتي من انه عرض علي منصب في العراق ورفضته لاني لا اريد ان اغمس يدي بالدماء .
    ثم اليس من حقي كعراقي عندما يأتي شخص من الجزائر ويقول بأن بوش يفعل بأعراضنا نسائنا ورجالنا الافاعيل ونحن نتلذذ في لندن وغيرهاثم أن ما كتبته كان رد فعل طبيعي على اسلوب الاخ الذي شتم وبلا مبرر شتما لم ارضاه لواتا وليس لنفسي .
    ثم لماذا هذا التسرع والاتهام بالخيانة . هذا وانا اعيش في اوربا فكيف إذا كنت في العراق .
    ثم لماذا هذا التسرع بالرمي بالخيانة، وهل القصد من اماناتكم إلا التزاماتكم التي هي احد اسس واتا وقوانينها والتي يشهرها بعض المشرفين بوجوهنا عندما نتحرك .
    ثم إلى أين نفزع عندما نهان وتُهان اعراضنا وشرفنا من امثال اشخاص احسن ما فيهم : مكتوب في حقل المعلومات : غير معروف .
    ولماذا عندما يكون رد الفعل طبيعيا نُرمى بالخيانة سبحان الله .
    وانا اتحدى كل من في واتا أن يأتيني بجملة ترقى إلى مستوى ما تفوه به الاخوان من سب لرموزنا الدينية واعراضنا ومقدساتنا ومع ذلك كنا في مستوى واتا ولم نخرج عن الطريق أخوان متحابين ، واما ما كتبته عن طارق عزيز فهو موضوع فيه مجال للنقاش لماذا نقدس الاشخاص اليس هذا ما تأخذونه علينا من اننا نعبد او نمجد او نقدس الاشخاص ؟
    لماذا لم يرد احد علي هل عقمت عقول واتا عن ذلك ؟ حتى في الشعر هناك اخذ ورد .
    لماذا لم تحذف المقالة .
    من محاسن كل شيء أن له ضد ، وجه يراه الناس فيه ابيض ناصح ووجه آخر يراه الاخرون اسود كالح هذا هو العقل الانساني لا يوجد في الدنيا اسود فقط هناك اسود وابيض .
    وقولوا للناس حسنا .
    على كل حال ما هكذا الظن بك ولا المعروف من فضلك .


  18. #98
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الحاج بونيف
    تاريخ التسجيل
    07/09/2007
    المشاركات
    4,041
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: كلامك انت فانظر بماذا تتكلم !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ مصطفى الهادي مشاهدة المشاركة
    الكلام صفة المتكلم .

    ورد في الحديث قوله : إن اللسان ينزح من القلب .

    ومن انت يا هذا حتى تتهم رجال العراق ونسائهم وتطعن في شرفهم اليس هذا كلامك : (( أمثالك من الجبناء الذين انبطحوا أمام بوش المجرم الأرعن الذي يفعل برجالكم ونسائكم الأفاعيل فتتلذذون بها في لندن ونيويورك
    أعتذر فورا للعراقيين .

    أطالب بحذف هذه المشاركة الهابطة فورا ، فهذا الكلام غير مسموح به في واتا لان فيها اناس اشراف وعقول محترمة .
    كما الزم الاخ غالب ياسين نفسه بحذف مشاركتي مع انها لا ترقى إلى هذا المستوى الرفيع الذي جاء به الحاج بوجيف .
    ارجو منه ان يكون عند التزامه . فأنا لم اعترض عليه لانه لربما له الحق ولكن ليس بمثل هذا الاسلوب الذي يقطر دما .
    يا أيها اللذين آمنوا لا تخونوا الله وتخونوا اماناتكم .
    بل من أنت أيها الذي ليس هاديا ولا مصطفى؟
    حاشا نساء العراق الماجدات ورجاله الصناديد الذين يقاومون المحتل ويعطونه الدروس في الاستبسال والشجاعة والتضحية والاستشهاد..وما كنت لأسمح لنفسي الأمارة بالسوء أن تتطاول عليهم، وأنا ابن ثورة المليون ونصف المليون شهيدا، وأعرف معنى المقاومة ومقارعة المحتل.. لكن الذين يؤيدون المحتل ويرتمون في أحضانه من أمثال المالكي والحكيم والصدر، ويطبقون أوامر بوش الأرعن فلا حظّ لهم من الاحترام عند الشرفاء في هذا العالم الملئ بالأحرار..
    السيستاني عميل مزدوج لإيران ولبوش، ولك أن ترتمي أنت وأمثالك عند قدميه، وأن تبوسوا من القدم إلى الخصيتين، فأنتم وشأنكم .. أما أنا فأقول عنه: إنه إيراني وليس عراقيا. وهو عدو للأمة العربية من محيطها العربي إلى خليجها العربي، هل فهمت؟؟
    هل سمعته يوما ينكر على أسياده الامريكان ما يفعلونه بماجدات العراق؟
    هل سمعته يوما يحض على المشاركة في الثورة والجهاد ضد العدو؟
    إنكم تستمتعون وأكررها لك على ما تفعله الطغمة المجرمة بأشاوس وماجدات العراق أيها المأفونون المأبونون الخانعون المستسلمون..
    هل تظن أنك بوقوفك في صف بوش المجرم ستؤثر في مسيرة الثوار، كلا والله.. فأنتم أقذر مما تتصور، ولن يتحمل رائحتكم العفنة أي عربي يحن إلى بغداد الشهامة والبطولة ..
    حاشا لأبناء الشهيد صدام أن ينزاحوا قيد أنملة على ما تعلموه من التضحية والفداء ..
    ولكن الجبناء من أمثالكم يصفقون للمحتل من بعيد.. فلتخرس ألسنة الجبناء.
    طارق عزيز وابطال العراق هم على درب الشهداء، ولا يضرهم أن يقفوا بشموخ وكبر وعزة نفس في محكمة أقامها الأنذال والأراذل لمحاكمتهم ..يكفيهم فخرا أن المحتل هو من يحاكمهم، وأن العملاء الخونة من المجرمين المنتقمين هم من يحاكمونهم، ولكن المقاومة لهم بالمرصاد..
    هل نلتم من الشهيد صدام؟ كلا والله.
    كل العالم أدانكم أيها الأذناب.
    عيشوا حيث أنتم في بحبوحة الدنس والذل التي اغتررتم بها، وتأكدوا ألا مكانة لكم في عالمنا العربي الشريف الذي لفظكم ومج كلامكم العفن .. فما أنتم بعرب حتى ولو تكلمتم لغتنا..
    إننا نتبرأ من الخونة والسفلة من المنضوين تحت عمامة السيستاني وحكم المأبون المالكي الحقير، والمدافعين عنهم من أمثالك أيها المتحذلق المتفيقه المدعي.
    لا تدنس الآيات الكريمات واكتبها صحيحة، وراجعها قبل اعتمادها، وصحح لغتك قبل إرسالها إلى كوكبة من علماء الأمة ومثقفيها، ولن نسمح لأمثالكم بالتعالي ورفع الصوت إن أنتم إلا حثالة فقدت الكرامة والشهامة، وتركت العراق الأبيّ الشامخ تتلاعب به شرذمة من اللصوص والخونة جاؤوا على الدبابات، لكن المقاومة الشريفة من أبناء الشهيد صدام تتصدى لمؤامرتكم الدنيئة..
    سينتصر العراق بإذن الله، وسيطرد المحتل وأذنابه، وسيبقى العراق عربيا رغم أنوفكم..
    عاشت المقاومة..
    المجد والخلود للشهداء الأبرار..
    الموت للجبناء.


  19. #99
    عـضــو الصورة الرمزية الدكتور ناصر الحق
    تاريخ التسجيل
    27/01/2008
    المشاركات
    82
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاج بونيف مشاهدة المشاركة
    مهلا يا دكتور
    وما أراك ناصرا للحق..
    1/ لماذا لم تصدح يا بطل بقولك عن الشهيد صدام في زمن كان يحكمكم فيه، ويدفعكم إلى أعلى المراتب؟
    لم تجبني عن الدكتوراة التي تحملها يا ناكرا للجميل متى حصلت عليها؟ هل في زمن بوش الأرعن؟ أم في زمن الشهيد صدام؟
    2/ صدقتَ، أتمنى من الله أن يحشرني مع الشهداء والصديقين، ولا يحشرني مع أمثالك من الجبناء الذين انبطحوا أمام بوش المجرم الأرعن الذي يفعل برجالكم ونسائكم الأفاعيل فتتلذذون بها في لندن ونيويورك..
    3/ أنت شوفيني حاقد على العرب والمسلمين وطائفي مقيت، وتابع حقير للسيستاني وأنت تتغنى بأم قصر ثم 1920هههههه لقد قاومتم لأيام ثم انبطحتم أمام أسيادكم الذين جاؤوا ليحرروكم.. والدليل مقاومة السيستاني اليوم ..
    إنه يذكرنا بصلاح الدين، وعمر المختار والأمير عبد القادر وغيرهم من الثوار.. إنه كالعنزة يقبع في جحر يتلقى أوامره من كوندوليزا..
    خسئ وخسئ أتباعه..
    4/ أتباع صدام عرب أقحاح، ومسلمون أوفياء لدينهم ووطنهم وعروبتهم، ولن يستطيع أي جبان متخاذل أن يقول كلمة واحده فيهم..
    الأنذال من الذيول هم من يقفون في صف المحتل ضد المجاهدين من أبناء الشهيد صدام .. أنتم الخاسرون يا أبناء كوندي وبوش والحكيم والصدر وصولاغ ..
    لن تفلحوا أيها الخونة، وإن كانت لك ذرة من الرجولة فقل كلمة واحدة تحيي بها المقاومة في العراق، ولكنك وأمثالك من الجبناء تسبحون بحمد بوش واولمرت وغيرهما ممن جاؤوكم بالديمقراطية التي حرمكم منها الشهيد صدام..
    5/ داخلكم أنتم هي" قم" التي تهمكم أكثر ما يهمكم العراق العربي الأبي، والعراق يهمنا نحن لأنه جزء منا ونحن منه.. وسنقف إلى جانب المقاومة التي تطرد المحتل وأذنابه من المالكي وغيره من رعاة الاحتلال.
    وإذا كنت أحدثك من بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن أين تحدثني أنت؟؟
    لو تتفوه بمثل هذا الكلام في أي شبر من البلاد العربية التي أنت تتنكر لها يا بطل ستنال الجزاء الذي تستحق ولكنك رقيق عند بلير فقل ما تشاء.
    6/ لا أحد تنكر للعراق مثلما تتنكر أنت وأمثالك من الحاقدين الجبناء، ونتمنى أن تكون لندن لك مقبرة وأن تدفن مع من تحب من يهودها ونصاراها وملحديها، والعرب ليسوا بحاجة إلى الصعاليك الذين يفرحون بحفنة من الدريهمات مقابل التنازل على أوطانهم وشرفهم. وإن كان فيك بقية من حياء فوجه كلمة إلى المقاومة تستنهضها على مقارعة المحتل، لا أن تتصدى عن الدفاع عن أسيادك القابعين في المنطقة التي سموها خضراء، والتي ستكون بإذن الله مقبرة لهم ولكم أيها الجبناء من أتباع أعداء العراق.
    عاشت المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين ولبنان
    عاش العراق العربي الأبي.
    المجد والخلود للشهداء الأبرار
    الموت للحتلال والجبناء. [/color][/size]


    السلام عليكم
    التجاوز ظلم والذي لايملك الحجة والدليل في الحوار ويتجاوز بقلمه على الاخرين فهو ظالم لانه ضعيف في حجته والظالم محشور معمن يحب من الظالمين - لان المرء محشور مع من يحب.
    انا لا ارد عليك الا بقول الله تعالى

    سلاما سلاما


  20. #100
    طالب علم - وباحث بالفرق والمذاهب الصورة الرمزية جيفار التميمي
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    606
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: انه عزيز وهم الأذلاء

    وانا اتحدى كل من في واتا أن يأتيني بجملة ترقى إلى مستوى ما تفوه به الاخوان من سب لرموزنا الدينية واعراضنا ومقدساتنا ومع ذلك كنا في مستوى واتا ولم نخرج عن الطريق أخوان متحابين .
    هل الذي يكتب هو شيخ الطائفة مصطفى أم غيره؟
    تتحدى وأنت أول من بذر بذرة الشتم والتكفير ، أنسيت تهجمك على معاوية رضي الله عنه وتكفيره ، ألست أنت الذي قلت ((هؤلاء العلماء على تسننهم ونصبهم )) ويقصد علماء السنة ، وقلت ((حفلت بهم صحاح النواصب من اهل السنة )) وكان يقصد صحيح البخاري ومسلم ، والناصبي حكمه عندكم مستباح الدم والعرض والمال ، وعلى هذا لا نستغرب ما يفعل بإخواننا في العراق من قتل وتهجير وهتك أعراض .

    ينطبق عليك يا شيخ مصطفى المثل القائل ((رمتني بدائها وانسلت)) ، فهذا هو عينه ما تفعله ، تلقي عيبك على الناس وتتهمهم به، وتخرج نفسك من الموضوع .
    فلا تظهر نفسك بمظهر الحمل الوديع فالجميع يعلم من أنت .
    وللجميع تحياتي ،،،

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    [align=justify](يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت) [/align]

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •