المرأة الشريفة هي المزرعة التي تنبث النبات الطيب الحسن، وهي المصباح الذي ينير الطريق للعالمين، كما هي أساس السلام، ونبراس الظلام، وأصل الكلام، ومُنبتة العظام، ودواء الإيلام، وشجاعة الهمام، ومفتاح الأشجان، وعين الإحسان، ومسرية الهموم والأحزان، وخير ما خلق الله من الخلق والأنام...
إنها مصدر الإدراك، ونور الفضاء والأفلاك، وإلهام الملاك، وخير مثال في حسن الأخلاق.
كما فيها من القمر حُسنه، ومن النجم لمعانه، ومن العسل طعمه، ومن الربيع يناعته، ومن الصيف دفؤه، ومن الجمل حلمه، ومن الطاووس كبرياؤه وجماله، ومن البلبل تغريده، ومن الذهب بريقه، ومن الماء صفاؤه، ومن الثلج نقاوته...
ولكن فيها من الشمس لهيبها، ومن الحنظل مرارته، ومن الذئب خبثه، ومن الثعلب دهاؤه، ومن الببغاء ثرثرته، ومن الموج مده وجزره، ومن الزمن غدره وتقلبه، ومن الماس قساوته...
فاختر الذي تريده منها، وإذا اخترت الثاني فما أغباك!!!
وإذا تركت الأول، فما أقساك!!!
والأم تلك من تسرف في الأول، وتبخل في الثاني، فلا نرى منها سوى الطيب النقي ...