آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مراكز الأبحاث والمؤسسات العاملة في خدمة التطبيع والاستراتيجية الصهيونية 2

  1. #1
    إعلامي وصحفي سوري الصورة الرمزية ناصر عبد المجيد الحريري
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,630
    معدل تقييم المستوى
    0

    Angry مراكز الأبحاث والمؤسسات العاملة في خدمة التطبيع والاستراتيجية الصهيونية 2

    مراكز الأبحاث والمؤسسات
    العاملة في خدمة التطبيع
    والإستراتيجية " الصهيونية "
    ( الأهداف- البرامج – الإشراف )
    (2-2)

    وضمن إستراتيجية صهيونية شاملة في مجال إرساء دعائم التطبيع والتجسس وإفساد النخب العلمية والثقافية عمل " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " بدأب شديد على إقامة أوسع الاتصالات والعلاقات مع مراكز البحث العلمي في مصر ( الرسمية منها والأهلية ) مع التركيز على جمع المعلومات الدقيقة عن عناصر بنية المجتمع المصري وتحويل تلك المعطيات والدراسات إلى الموساد وإلى دوائر صنع القرار في "إسرائيل"لاستخدامها في تخريب المجتمع المصري وتدمير أسسه ومقومات وحدته الوطنية ويترافق ذلك مع استدراج مئات من النخب السياسية والثقافية بشراء ذممه بآلاف الدولارات ثمناً لبحث يتكون من عدة صفحات وليس شرطاً في بعض الأحيان ما تحويه هذه الصفحات من معلومات ففي أحوال عديدة يبقى الهدف الرئيس هو الربط الوثيق للباحث بهذه الدوائر وإغراءه بالدولارات حتى ينتقل انتماؤه من التمسك بلغة الوطن إلى الدفاع عن لغة الدولارات.
    " فالمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة " يركز تركيزاً كبيراً على الشباب المصري في جميع المجالات، وهو يعطيهم الضوء الأخضر عن طريق أساتذة مصريين وفنانين ورجال أعلام وإعلام وصحافة تجعل الأمر شيئاً طبيعيا في حالة السلم التي تمر بها مع إسرائيل.
    إن قراءة سريعة لعناوين المحاضرات التي ألقيت في المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة تظهر بصورة جلية ملامح الإستراتيجية " الصهيونية " وأهداف "إسرائيل" الحقيقية من التطبيع والعلاقات الثقافية وفيما يلي قائمة مختصرة لعناوين المحاضرات والندوات المنظمة في إطار المركز المذكور:
    - دور التواصل والتقليد في تشكيل مفاهيم المجتمعات الحديثة للدكتور شموئيل إيزنيشتاد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة العبرية بالقدس وعضو الأكاديمية " الإسرائيلية " للعلوم والإنسانيات.
    - وثائق الجينيزاه بالقاهرة كمصدر للتاريخ المصري للدكتور مارك كوهين أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنيستون وأستاذ زائر بالجامعة العبرية بالقدس مزدوج الجنسية إسرائيلي \أمريكي.
    - الآثار المسيحية القديمة في مصر للدكتور آشير أوفاديا.
    - التعليم في مصر للدكتور ميشيل وينتر أستاذ تاريخ الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية بجامعة تل أبيب.
    ونستطيع التأكيد بموضوعية تامة أن أعضاء السفارة " الإسرائيلية " وإداريي وباحثي المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة جميعهم من كوادر الاستخبارات وكلهم يجيدون اللهجة المصرية الدارجة وذلك انطلاقاً من دور وزارة الخارجية " الإسرائيلية " " ووزارة الحرب ومؤسسة الموساد في تنظيم التجسس الخارجي.
    وفي هذا الاتجاه كان أول سفير إسرائيلي لدى مصر إلياهو بن أليسار واحداً من كبار ضباط الموساد وتاريخه شائن في العمل الإرهابي وبعد اتفاقيات كامب ديفيد وما نتج عنها من تطبيع رسمي وعلاقات دبلوماسية كشفت المخابرات المصرية عدداً من شبكات التجسس " الإسرائيلية " أغلبها على صلة مباشرة بسفارة "إسرائيل" منها على سبيل المثال الشبكة التي كانت برئاسة المستشار العسكري "الإسرائيلي" بالسفارة والتي كشفت في أوائل آب \ أغسطس 1985 وكانت تضم عدداً من أعضاء البعثة الدبلوماسية " الإسرائيلية " وبعض الباحثين بالمركز الأكاديمي "الإسرائيلي" وأمريكيين يعملان بهيئة المعونة الأمريكية وسويدياً يعمل وسيطاً في صفقات الأسلحة وثلاثة مصريين وكانت الشبكة تستخدم محطة لاسلكية متطورة داخل سفارة العدو لتبليغ رسائل يومية عن أحوال مصر بينما يتم نقل التقارير والأفلام والصور والخرائط إلى "إسرائيل"عبر الحقيبة الدبلوماسية.
    إن أنشطة السفارات والقنصليات " الإسرائيلية " تحت ستار التطبيع وإرساء أسس التعاون العلمي والثقافي والتقني لم تتمكن من إخفاء أعمالها التجسسية والتخريبية التي تتكشف يومياً ويشعر بعدوانيتها وبصماتها الخطيرة كل مواطن عربي واع يملك حساً وطنياً وشعوراً بالكرامة والانتماء لأرضه وتاريخه وحضارته ولو أن مراكز البحث " الإسرائيلية " والسفارات والمؤسسات كانت ثقافية أو علمية أو دبلوماسية (كما تعلن)لما اضطر السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق لأن يرسل في نيسان أبريل 1996 خطاباً رسمياً نوهت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت في 12 نيسان أبريل 1996 وفيه قال موسى:" نريد دبلوماسياً، وليس جاسوساً ".
    لم يقف دور المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"والملحقية الثقافية لسفارة العدو في القاهرة عند حدود تنظيم الندوات المشتركة والبحوث وتبادل الزيارات وتوجيه الدعوات للباحثين والأدباء والأساتذة المصريين، وإنما يتعدى ذلك إلى تنظيم تهريب الآثار المصرية فبالإضافة إلى جريمة سرقة المخطوطات اليهودية المصرية القديمة " الجينيزاه " وتهريبها من "معبد بن عزرا " بمصر القديمة ومقابر " اليهود " بمنطقة البساتين رتب المركز المذكور عمليات تهريب واسعة للآثار المصرية من بينها واحدة بزعامة الحاخام ايتان صبيح كبير حاخامات مدينة بيت لحم الفلسطينية حيث جاءت العصابة تحت اسم وفد ديني لزيارة المعابد اليهودية في القاهرة والإسكندرية وعند مغادرتها بعد 15 يوما ضبطت معها مجموعة كبيرة من الآثار المصرية مختلفة الأحجام والتواريخ كما ضبطت شبكة أخرى جاءت تحت ستار مجموعة سياحية في أثناء محاولتها تهريب ثماني حقائب من المخطوطات النادرة، بعضها مكتوب على جلد غزال.
    ومن ثمار عملية التطبيع، اعتراض سفارة العدو بالقاهرة على نقل بعض مقابر " اليهود " في منطقة البساتين والزعم أن نقل موتاهم إلى منطقة أخرى ( مجاورة للمكان الأصلي ولا تبعد عنه سوى ثلاثين متراً )مستحيلة من وجهة نظر الشريعة اليهودية بل حاولت الطائفة اليهودية استصدار قرار من هيئة الآثار المصرية باعتبار جميع مقابر " اليهود " في البساتين في عداد الآثار التي لا يجوز التعدي عليها لكن الهيئة رفضت وقالت أن مقابر " اليهود " في البساتين الخاصة ب" اليهود " لا تعد من الآثار ولا تدخل بذلك في نطاق قانون حماية الآثار.
    وقد رفضت حكومة "إسرائيل"طلب الحكومة المصرية استرداد الآثار المسروقة بل قامت ببيع جانب كبير منها إلى المتاحف العالمية متحدية _ كعادتها _ القوانين والمواثيق الدولية التي تحرم ذلك علماً أن هيئة الآثار المصرية قامت بتقديم الوثائق والأدلة الدافعة التي تكشف جريمة الإسرائيليين.
    والأخطر من ذلك قيام مجموعات "إسرائيلية" بتزوير بعض الآثار المصرية ( في مواقعها ) بأرض مصر ، حيث ألقت سلطات الأمن المصرية القبض على عدد من الإسرائيليين تسللوا إلى المقابر الفرعونية بالوادي الجديد وأسوان حاولوا تزوير بعض الحروف الهيروغليفية باللوحات الجدارية الموجودة بالمقابر لتغيير سياق ومضمون النصوص التاريخية، بحيث تثبت الدور المزعوم لليهود في الحضارة المصرية القديمة.
    وصرح مصدر بهيئة الآثار المصرية أن هذه المجموعة التي تم ضبطها في شهر نيسان أبريل عام 1996 ليست الحالة الأولى حيث تعددت خلال الفترات السابقة الحالات التي قام فيها الإسرائيليون بنفس العمل.
    وعبر استغلال التطبيع الثقافي تحاول "إسرائيل"اختلاق جذور " حضارية يهودية " وانتحال " تاريخ يهودي " ، امتد اهتمام الإسرائيليون إلى مجال الفنون والمأثورات الشعبية في محاولات دائبة لإثبات أن كثيراً من مظاهر الحياة الشعبية في المنطقة العربية، من لغة وتقاليد وسلوكيات ومأثورات، تعود بالأصل إلى جذور يهودية تضرب في عمق التاريخ.
    وضمن هذا المخطط جمعت "إسرائيل"الأغاني والموسيقى الفلكلورية تحت إشراف "مركز البحوث الموسيقية بالجامعة العبرية" و"الأرشيف القومي الإسرائيلي للصوتيات " وترأس البعثة الأولى الدكتور أمنون شيلواح أستاد فن الموسيقى ورئيس " معهد اللغات والآداب والفنون بالجامعة العبرية بالقدس " وكان معه بعض الباحثين الإسرائيليين: جرزون كيوى، هوفاف، هرتزج وفاينبرج.
    وترأس الثانية الدكتور دوف نوي مؤسس "الأرشيف القومي الإسرائيلي للصوتيات" وصحب معه طاقم تسجيل ومن الباحثين: بلي وجولدبرج وبن عامي، وقد أثمرت جهود البعثتين تسجيلات مدتها عشرون ساعة جمعت من مناطق وادي فيران وجبل الطور وأبو رديس ومن بعض القبائل العربية في سيناء حيث تولى نشرها وفق رؤية صهيونية " المركز "الإسرائيلي"لجمع ودراسة الفولكلور " لتكتمل دائرة سرقة التاريخ كأبرز مكونات "الفكر الصهيوني".
    وفي إطار السطو على تاريخ العرب وحضارتهم نجد أن منشورات الدعاية السياحية التي تقوم بتوزيعها "إسرائيل"في أوربا وأمريكا تحمل عبارات مثل: " زوروا "إسرائيل"وشاهدوا الأهرامات " أو: " تعالوا لزيارة الأهرامات ومن بناها " !!!
    هذه محصلة، بل لمحة موجزة عن الدور "الإسرائيلي"في مصر تحت مظلة التعاون العلمي والثقافي واستكمالاً لدور البحث العلمي " الإسرائيلية " لعاملة في خدمة التطبيع واستراتيجية السيطرة " الصهيونية " ، ينشط عدد كبير من مراكز البحث والمؤسسات العلمية والهيئات الأمريكية التي تمثل مع الجهات " الإسرائيلية " شبكة مترابطة الحلقات متكاملة الأهداف والمهام والأدوار والأوجه. فللولايات المتحدة أهداف استراتيجية تجاه المجتمع العربي تصب في سياق استراتيجية أشمل هي الإستراتيجية الأمريكية – " الإسرائيلية " تجاه الأمة العربية فلا يمكن عزل ما يحدث في مصر والأردن أو الخليج العربي عما يحدث في بقية أقطار الوطن العربي والعكس صحيح.
    ولكي تصل الإستراتيجية الأمريكية – " الإسرائيلية " إلى تحقيق أهدافها تجاه الوطن العربي استخدمت وسائل وقنوات وأساليب كثيرة: اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية.
    وستظل الوسائل الثقافية هي الأخطر فهي تستند بالدرجة الأولى إلى المشروعات العلمية والبحثية والثقافية المشتركة، وتشمل الإعلام بأنواعه وتقسيماته المختلفة والتبادل الثقافي الرسمي وشبه الرسمي...الخ.
    ولأن للمؤسسات والهيئات الأمريكية التي تمثل بؤراً صديدية في جسد المجتمع المصري جهات وعناوين ومسميات عديدة ولاحصر لها، فإننا سوف نقدم أكثر هذه المؤسسات والهيئات شهرة وأكثرها خطورة وهي:
    1- الجامعة الأميركية بالقاهرة.
    2- مؤسسة راندا الأميركية.
    3- المركز الثقافي الأميركي.
    4- مركز البحوث الأميركية (في شارع الوبارة بالقاهرة ).
    5- مؤسسة فورد فونديشن.
    6- هيئة المعونة الأمريكية.
    7- مؤسسة روكفلر للأبحاث.
    8- معهد ماساشوستس وفرعه في القاهرة ومعهد الـ ام – أي _ تي " في مبنى جامعة القاهرة.
    9- مؤسسة كارينجي.
    10- معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي.
    11- معهد التربية الدولية والمتخصص في منح السلام.
    12- معهد بروكنجر.
    13- معهد المشروع الأمريكي.
    14- الأكاديمية الدولية لبحوث السلام.
    15- مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة "جورج تاون ".
    16- مشروع ترابط الجامعات المصرية الأمريكية ومقره المجلس الأعلى للجامعات في القاهرة (تبلغ ميزانيته السنوية 37 مليون دولار تقدمها المخابرات الأمريكية وأجهزتها المعروفة ).
    والجهات السابقة تترابط من خلال أجهزة المخابرات الأمريكية و" الإسرائيلية "بالمراكز البحثية " الإسرائيلية " لتكون مجتمعة شبكة منسقة الأدوار وخطيرة الأهداف.
    وترتبط بالمؤسسات السابقة قائمة أخرى من المؤسسات التي تعمل تحت لواء المخابرات الأمريكية التي تمول هذه المؤسسات والهيئات بميزانيات ضخمة وهائلة.
    وقد مولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA ) منذ عام 1982 خمسة سبعون مؤتمراً سنوياً. إضافة إلى أن خبراء المخابرات ومحلليها والأكاديميين المتعاملين معها يحضرون هذه المؤتمرات ويعقدون اللقاءات والعلاقات مع ألمع الشخصيات المشاركة وأبرزها وأكثرها فائدة للأهداف الأمريكية – " الصهيونية " .
    والمهم تقوم هده المؤسسات والهيئات بلعب دوراً بارزاً في إعداد الأبحاث والدراسات التي تخدم عملية تطبيع العلاقات بين مصر و"إسرائيل"تمهيدا لتعميم هده التجربة على الأقطار العربية الأخرى.

    فمثلاً تقوم " جماعة دراسات الشرق الأوسط " بالتنسيق المعلوماتي مع "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا " و "معهد دراسات الشرق الأوسط " في ميدان دراسة التيارات الاجتماعية والفكرية في المنطقة، ويعمل في إطارها عدد من أساتذة العلوم الاجتماعية والسياسية منهم:"ليونارد بايندر" الذي أعد مجموعة من الأبحاث والدراسات ومولتها الاستخبارات الأمريكية أهمها:
    • التيارات الايديولويجة في الشرق الأوسط
    • النظرية السياسية الإسلامية
    • العوامل المؤثرة في دور إيران العالمي
    • تطورات الاقتصاد المصري
    • دراسات عن ظاهرة الجماعات الإسلامية والتطرف الديني في مصر.
    ويرى باحثون متخصصون: أن "مؤسسة فورد" هي من أخطر مؤسسات التجسس العلمي الأمريكية وقد انفردت بتمويل " أبحاث ودراسات الشرق ألأوسط " وعبر هذه المؤسسة تقوم وكالة التنمية الأمريكية بتخصيص والي مائة مليون دولار سنوياً لمراكز البحث العلمي والجامعات المصرية مند نهاية السبعينات وحتى اليوم وفي هذا السياق يقول محمد حسنين هيكل "أن أكثر الجهات المستفيدة من هذه الأموال هي الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"وأنه قرأ دراسة من 260 صفة تتحدث عن حزام الفقر المحيط بالقاهرة وتركز بالتحديد على معسكرات الأمن المركزي والقوات المسلحة الموجودة في هذا النطاق ثم تتحدث عن التفاعل بين الناس وهذه القوات في إطار هذا الحزام من الفقر..." ويضيف حرفياً :" أعتقد أن هذا الكلام في منتهى الخطورة (100) مليون دولار كل سنة تدخل لاستكشاف وتقصي ما يدور داخل العقل المصري " .
    وتعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة إحدى أدوات تحقيق الاستراتيجية الأمريكية وقاعدة متقدمة للتغلغل الأمريكي داخل المجتمع مع الأخذ بالحسبان الساترالفولادي الذي تفرضه على نشاطاتها وأبحاثها ودورها السياسي.. وهي بلا شك تخدم أهدافاً أمريكية محددة وبعيدة المدى أكبر من الأهداف المعلنة.
    أما مركز البحوث الأمريكي بالقاهرة فيتركز نشاطه في مجال الدراسات الاجتماعية إلى جانب البحوث الاقتصادية والتاريخية والأثرية ويحظى بعضويته الشرفية " الزمالة " عدد من الأساتذة المصريين ومزدوجي الجنسية ( مصري أمريكي، أمريكي إسرائيلي ) مثلما هو الحال بالنسبة للأساتذة الزائرين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
    ونعرض بعض عناوين البحوث والدراسات التي أجراها مركز البحوث الأمريكي " بالقاهرة:

    - بحث فاليري هوفمان: " الحياة الدينية للمرأة المسلمة في مصر المعاصرة ".
    - دراسة وولفهارت هينريك:" عن " تاريخ الآداب والعلوم العربية ".
    - دراسة ليونارد بايندر حول " حرية الفكر الإسلامي في مصر المعاصرة ".
    - دراسة شاهروف أخافي: مفهوم الاشتراكية لدى العمال المصريين ".
    - دراسة آرثر كريس عن " الجهاد الإسلامي والاتجاهات الفكرية المختلفة ".

    وفي مجال مؤتمرات " الفكر السياسي " عقد عدد من المؤتمرات بتنظيم من " مركز البحوث السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " وبدعم من بعض المؤسسات الأمريكية المشبوهة منها _ على سبيل المثال _ الثقافة السياسية والممارسة الديمقراطية بفندق شيراتون الجزيرة يومي 25 و 26 تشرين الثاني \نوفمبر 1987 تحت إشراف الجمعية المصرية للعلوم السياسية وبمشاركة وتمويل مؤسسة فريدريش ايبرت في مصر وخصص المؤتمر معظم أبحاثه عن: " دور الأحزاب والنقابات والتنظيمات الشعبية في الثقافة السياسية "، و" الثقافة السياسية على مستوى المحليات ".
    وقد عقد مدير " مركز البحوث السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " اتفاقية مع مكتب " مؤسسة فورد بالقاهرة خاصة بإعداد برنامج بحث يستمر ثلاث سنوات تتخللها مؤتمرات وندوات علمية حول تطور تدريس العلوم السياسية في الجامعات المصرية. وتقوم " مؤسسة فورد " بتمويل البرنامج بمبلغ 600ألف دولار.
    لكن إقحام العامل النفسي " شكل وسيلة أكاديمية " لتحقيق المخططات " الصهيونية الأمريكية " إعادة تشكيل " العقل العربي.. كمدخل لتسوية الصراع العربي" الصهيوني " وفق الرؤية والاستراتيجية " الإسرائيلية ".
    وكانت صياغة " العامل النفسي " موضع جهود تنسيقية مشتركة بين هيئات ومؤسسات أمريكية و " إسرائيلية " ومصرية ، سواء من خلال مؤتمرات ثلاثية ، أو ندوات وأبحاث مشتركة أو من خلال الدراسات الميدانية ، التي قام بها علماء الطب النفسي والباحثون الاجتماعيون والمؤرخون والدبلوماسيون من الأطراف الثلاثة .
    وادعاء الأساس النفسي لهذا الصراع الجذري يقفز فوق المشكلة الأساسية ، المتمثلة بطرد أصحاب الأرض واقتلاعهم وسحقهم وإلحاق أفدح أنواع التدمير والتشريد بهم ، وهو محاولة مكشوفة لاختراق الوعي العربي لصالح الفكر "الصهيوني" اللاإنساني ، إنطلاقا من مقولات ومزاعم " الحاجز النفسي " التي جرى تعميمها أمريكياً .وقد برزت أهداف هذه الحملة في مشاريع البحث العلمي المشتركة مثل مشروع بحث " الأبعاد الاجتماعية والنفسية للصراع العربي _ الإسرائيلي " برئاسة الدكتور هربرت كلمان أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة هارفارد ، وشاركه في إنجازه باحثون مصريون و "صهاينة" .
    وقد عقد الدكتور ستيفن كوهين اتفاقاً في القاهرة للقيام بسلسلة بحوث تحت عنوان " رؤى الصراع " حيث يشرف عليها " معهد الشرق الأوسط للسلام والتنمية " بتمويل من وكالة التنمية الدولية(AID ) ، ورصد لمشروع البحث مبلغ مليون دولار وشارك فيه من المصريين الدكتور قدري حفني والدكتور محمد شعلان ومن " الصهاينة " ميشيل إنبار أستاذ الجامعة العبرية و أفرايم ياأر من جامعة تل أبيب ومن الفلسطينيين نديم روحانة الأستاذ بجامعة هارفارد والدكتور شريف كنعان الأستاذ بجامعة النجاح .
    وقد تصدى لهذه المؤتمرات المشبوهة والأبحاث الزائفة ، والكتابات المتصهينة عدد كبير من العلماء المصريين والكتاب الوطنيين منهم : الدكتور محمد عودة رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس ، والدكتور يحيى الرخاوي ، والدكتورة لطيفة الزيات والدكتور اشرف بيومي وغيرهم ..
    وفي إطار العمل "الصهيوني " المستمر من أجل إستحداث مؤسسات وهيئات وجماعات وملتقيات تصب في مشروعها الاستيطاني التفكيكي التدميري الشامل تكونت "مؤسسة المبادرة من أجل السلام والتعاون في الشرق الأوسط" في ايلول \سبتمبر 1991 ، وهي تضم نخبة من الشخصيات الأمريكية و "الإسرائيلية" والعربية ، وتعد أحد المطابخ الرئيسة في طرح الأفكار والتصورات والسيناريوهات ، الممهدة لتأسيس " نظام الشرق أوسطي " على أنقاض النظام العربي ، تقوم " إسرائيل " فيه بدور القيادة وتتمحور من حولها مصالحها وإستراتيجيتها شبكة التفاعلات الإقليمية الجديدة .
    ويترأسها " جون ماركس" بصفته من الخبراء الأمريكيين في شؤون المنطقة على مدى العقود الأربعة الماضية ، ومن أهم الشخصيات التي تضمها" ألفريد آثرتون" مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق و " ريتشارد ميرفي " وسفراء أمريكيون سابقون في المنطقة العربية ، ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق ورئيس البنك الدولي الأسبق روبرت مكنمارا ونائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق دوف زاخم ويعمل في إطار هذه " المؤسسة المبادرة " خمسة وعشرون شخصاً من الأمريكيين والعرب و " الإسرائيليين " ، وقد برزت أخبار هده المؤسسة إثر اجتماعها السري السادس الذي عقد في مراكش بالمغرب في الفترة من 18_22آدار \مارس 1994 وقد شارك في أعمال هذه المؤسسة شلوموجازيت مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية " السابق ، وجوزيف الفر من "مركز دايان للدراسات الاستراتيجية " في تل أبيب وأعضاء برلمان وأساتذة جامعات وسفراء ، وقد اعترف المجتمعون أن هدف اجتماعاتهم هو إعداد الجماهير العربية لقبول " السلام " بشروطه الحالية " الصهيونية " وفرض هذا " السلام " طوعاً بإرادتها ، أو رغماً عنها عن طريق تزييف وعي الناس وإرادتهم .
    ولتحقيق برنامجها قررت المجموعة الاهتداء بإجراءات و تحركات واسعة تتمثل خطوطها العامة بما يلي :
     لن يتماسك السلام النهائي في المنطقة إذا لم يكن هناك ثقافة للسلام تدعمه وتحافظ عليه.
     ينبغي إحداث تحولات في التوجهات والإدراك في الشرق الأوسط إذا أريد للمنطقة الانتقال من ثقافة المواجهة والحرب إلى ثقافة السلام .
     لتحقيق ذلك ينبغي كسر الأنماط القديمة، وجعل المتشددين ( وهو مصطلح يطلق على الوطنيين ) معتدلين على امتداد المنطقة.
     هناك حاجة إلى تطوير ونشر مصطلحات ومفردات سياسية جديدة ونسق جديد من الاستعارات المجازية لتقديم محتوى اجتماعي لثقافة السلام.
     يمكن للإعلام أن يلعب دوراً أساسياً في بناء ثقافة السلام لتجاوز القيود الحكومية والثقافية السائدة ، التي تضع عقبات مانعة أمام تقدم السلام .

    ولهذه الغاية شكل المجتمعون ورشات عمل تخصصية وتقرر أن تقوم بأنشطة متعددة منها :
    - ورشات عمل لحل النزاع تعقد في الأردن وفي تركيا بمعدل مرتين في ستة أشهر .
    - تدريب وتطوير مناهج في هذا المجال في جامعة بيت لحم بالضفة الغربية .
    - إقامة برامج تدريب للمدربين في مصر .
    وقد كان الممول لكل هذا المؤسسة الأمريكية الصهيونية المعروفة بـ " مشروع البحث عن أرضية مشتركة " وقد ساهم أيضاً في خلوة أنقرة " مركزتاتي ستينمتير الإسرائيلي لأبحاث السلام " في تل أبيب ، الذي يترأسه " شيمون شامير " (الذي كان مديراً للمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة ) ، وكذلك "مؤسسة وقف الأمل التركية" بأنقرة وجمعية إعلام العالم بباريس إضافة إلى تسعة صحفيين عرب يمثلون" وكالة الأنباء الكويتية ، وجريدة القدس ، الصادرة في الأرض المحتلة ، وجريدة النهار ، والحياة ، ومجلة المصور القاهرية .. وأربعة صحفيين "إسرائيليين " وعدد من الدبلوماسيين _ سابقين وحاليين_ من بينهم مثلاً تحسين بشير الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية إبان عهد السادات وعضو "مركز دراسات الشرق الأوسط " بالقاهرة وصموئيل لويس مدير التخطيط السياسي السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والسفير الأمريكي السابق لدى الكيان "الصهيوني" ، والصهيونيان عوزي بارمان وإسرائيل سيببال ومن تركيا ميهمت غير كانياك ، وكل من سفير الاتحاد الأوربي لدى تركيا ومنسق البرامج في الاتحاد الأوربي إضافة إلى المدير السابق " للمركز الأكاديمي الإسرائيلي " بالقاهرة " شيمون شامير " وقد أجمع المشاركون في خلوة أنقرة على ضرورة اتخاذ الخطوات التالية :
    - ينبغي على صحف المنطقة نشر مقالات وزوايا دائمة من دول أخرى وقد قبل أكثر من صحفي عربي دعوة المساهمة في كتابة مقالات في الصحف " الإسرائيلية " .
    - أن يتم ترجمة وتوزيع المقالات الرئيسية التي تصدر في الصحف " الإسرائيلية " ، التي لا يسمح بدخولها إلى الدول العربية من قبل المشاركين ، كما يتم ترجمة وتوزيع المقالات الرئيسية التي تصدر في الصحف الأخرى التي لا تتوافر " للإسرائيليين " والهدف من ذلك هو رفع مستوى العلاقات وتمتينها بين الصحفيين العرب والإسرائيليين .
    - ينبغي على الصحفيين المشاركين في دول مختلفة أن يكتبوا مقابلات مشتركة ، وهذا من شأنه أن يتبوأ ذات الأفكار والمفاهيم وقد وافقت رائدة درغام مراسلة الحياة مشاركة صحفي إسرائيلي في كتابة مقالات مشتركة .
    - ينبغي على المشاركين وضع دليل يتضمن أسماء المهنيين العاملين في مجال الإعلام في المنطقة لتسهيل الاتصال بهم .
    - ينبغي على منظمي الاجتماع تنظيم لجنة من صحفيي المنطقة ، للإشراف على العملية التي بدأت مع اجتماع أنقرة .

    وقد دعا شيمون شامير الصحفيين العرب إلى عدم العودة إلى ملفات الماضي ، والتطلع فقط إلى المستقبل " .
    ولن نتوقف كثيراً عند مجموعة " كوبنهاجن " التي أثارت بدورها استياءً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية ، عند قيامها بمحاولة إقامة " تحالف للسلام مع إسرائيل " تحت شعار " تحالف شعبي للسلام " لكون التطبيع ما زال مرفوضاً شعبياً رفضاً عارماً .. إلا أن المجموعة ذاتها ورغم رفض الصهاينة تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق مع الفلسطينيين ، ورغم ما تقوم به " إسرائيل " من توسع في بناء المستوطنات وقتل وتدمير وترويع وإرهاب ضد العرب ، خصوصاً في الأراضي المحتلة ، وجنوب لبنان ... رغم ذلك كله تسعى المجموعة نفسها لإقامة جمعية في مصر تحمل اسم " حركة السلام الآن " الإسرائيلية .
    وإذا كانت هذه المساهمة المتواضعة قد كشفت جزءً من ملف الفضائح الخطيرة ، التي تمارس باسم " الأبحاث العلمية " و " الدراسات الميدانية المشتركة " و " مبادرات السلام " و " مشاريع التعاون الأكاديمي " و " هيئات المعونة " و " مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية " و " خلوات الأرضية المشتركة " ... الخ فإننا _ مع ذلك _ نعتقد بصورة جازمة أن الأجهزة المختصة في البلدان صاحبة العلاقة تملك من المعلومات والأدلة والوثائق عن هذه " المراكز " و " المؤسسات " و " الجماعات " ما يشكل جبلاً هائلاً ، بل قوة محرضة لمقاومة أي شكل من أشكال التطبيع ، الذي أبدعت جموع الشعب العربي في مصر في مقاومته ، ناهلة من تراثها الوطني الطويل في مكافحة الغزاة والمستعمرين بكافة صورهم للحفاظ على هويتها ووجودها .

    يا ''ناصرا''قد غلا في القلب موقعه=''عبدالمجيد الحريريْ''معدن الكرم
    يا ابن الأكارم من آل الذين بهـمْ=في الأرض أمتنا تسمو إلى القمـم
    حييت شهما''مزكّى النفس''من درن=ودامت ''الشام''مهد العز والشمـم
    حسن بن عزيز بوشو

  2. #2
    إعلامي وصحفي سوري الصورة الرمزية ناصر عبد المجيد الحريري
    تاريخ التسجيل
    04/10/2006
    العمر
    54
    المشاركات
    1,630
    معدل تقييم المستوى
    0

    Angry مراكز الأبحاث والمؤسسات العاملة في خدمة التطبيع والاستراتيجية الصهيونية 2

    مراكز الأبحاث والمؤسسات
    العاملة في خدمة التطبيع
    والإستراتيجية " الصهيونية "
    ( الأهداف- البرامج – الإشراف )
    (2-2)

    وضمن إستراتيجية صهيونية شاملة في مجال إرساء دعائم التطبيع والتجسس وإفساد النخب العلمية والثقافية عمل " المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة " بدأب شديد على إقامة أوسع الاتصالات والعلاقات مع مراكز البحث العلمي في مصر ( الرسمية منها والأهلية ) مع التركيز على جمع المعلومات الدقيقة عن عناصر بنية المجتمع المصري وتحويل تلك المعطيات والدراسات إلى الموساد وإلى دوائر صنع القرار في "إسرائيل"لاستخدامها في تخريب المجتمع المصري وتدمير أسسه ومقومات وحدته الوطنية ويترافق ذلك مع استدراج مئات من النخب السياسية والثقافية بشراء ذممه بآلاف الدولارات ثمناً لبحث يتكون من عدة صفحات وليس شرطاً في بعض الأحيان ما تحويه هذه الصفحات من معلومات ففي أحوال عديدة يبقى الهدف الرئيس هو الربط الوثيق للباحث بهذه الدوائر وإغراءه بالدولارات حتى ينتقل انتماؤه من التمسك بلغة الوطن إلى الدفاع عن لغة الدولارات.
    " فالمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة " يركز تركيزاً كبيراً على الشباب المصري في جميع المجالات، وهو يعطيهم الضوء الأخضر عن طريق أساتذة مصريين وفنانين ورجال أعلام وإعلام وصحافة تجعل الأمر شيئاً طبيعيا في حالة السلم التي تمر بها مع إسرائيل.
    إن قراءة سريعة لعناوين المحاضرات التي ألقيت في المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة تظهر بصورة جلية ملامح الإستراتيجية " الصهيونية " وأهداف "إسرائيل" الحقيقية من التطبيع والعلاقات الثقافية وفيما يلي قائمة مختصرة لعناوين المحاضرات والندوات المنظمة في إطار المركز المذكور:
    - دور التواصل والتقليد في تشكيل مفاهيم المجتمعات الحديثة للدكتور شموئيل إيزنيشتاد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة العبرية بالقدس وعضو الأكاديمية " الإسرائيلية " للعلوم والإنسانيات.
    - وثائق الجينيزاه بالقاهرة كمصدر للتاريخ المصري للدكتور مارك كوهين أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنيستون وأستاذ زائر بالجامعة العبرية بالقدس مزدوج الجنسية إسرائيلي \أمريكي.
    - الآثار المسيحية القديمة في مصر للدكتور آشير أوفاديا.
    - التعليم في مصر للدكتور ميشيل وينتر أستاذ تاريخ الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية بجامعة تل أبيب.
    ونستطيع التأكيد بموضوعية تامة أن أعضاء السفارة " الإسرائيلية " وإداريي وباحثي المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة جميعهم من كوادر الاستخبارات وكلهم يجيدون اللهجة المصرية الدارجة وذلك انطلاقاً من دور وزارة الخارجية " الإسرائيلية " " ووزارة الحرب ومؤسسة الموساد في تنظيم التجسس الخارجي.
    وفي هذا الاتجاه كان أول سفير إسرائيلي لدى مصر إلياهو بن أليسار واحداً من كبار ضباط الموساد وتاريخه شائن في العمل الإرهابي وبعد اتفاقيات كامب ديفيد وما نتج عنها من تطبيع رسمي وعلاقات دبلوماسية كشفت المخابرات المصرية عدداً من شبكات التجسس " الإسرائيلية " أغلبها على صلة مباشرة بسفارة "إسرائيل" منها على سبيل المثال الشبكة التي كانت برئاسة المستشار العسكري "الإسرائيلي" بالسفارة والتي كشفت في أوائل آب \ أغسطس 1985 وكانت تضم عدداً من أعضاء البعثة الدبلوماسية " الإسرائيلية " وبعض الباحثين بالمركز الأكاديمي "الإسرائيلي" وأمريكيين يعملان بهيئة المعونة الأمريكية وسويدياً يعمل وسيطاً في صفقات الأسلحة وثلاثة مصريين وكانت الشبكة تستخدم محطة لاسلكية متطورة داخل سفارة العدو لتبليغ رسائل يومية عن أحوال مصر بينما يتم نقل التقارير والأفلام والصور والخرائط إلى "إسرائيل"عبر الحقيبة الدبلوماسية.
    إن أنشطة السفارات والقنصليات " الإسرائيلية " تحت ستار التطبيع وإرساء أسس التعاون العلمي والثقافي والتقني لم تتمكن من إخفاء أعمالها التجسسية والتخريبية التي تتكشف يومياً ويشعر بعدوانيتها وبصماتها الخطيرة كل مواطن عربي واع يملك حساً وطنياً وشعوراً بالكرامة والانتماء لأرضه وتاريخه وحضارته ولو أن مراكز البحث " الإسرائيلية " والسفارات والمؤسسات كانت ثقافية أو علمية أو دبلوماسية (كما تعلن)لما اضطر السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق لأن يرسل في نيسان أبريل 1996 خطاباً رسمياً نوهت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت في 12 نيسان أبريل 1996 وفيه قال موسى:" نريد دبلوماسياً، وليس جاسوساً ".
    لم يقف دور المركز الأكاديمي "الإسرائيلي"والملحقية الثقافية لسفارة العدو في القاهرة عند حدود تنظيم الندوات المشتركة والبحوث وتبادل الزيارات وتوجيه الدعوات للباحثين والأدباء والأساتذة المصريين، وإنما يتعدى ذلك إلى تنظيم تهريب الآثار المصرية فبالإضافة إلى جريمة سرقة المخطوطات اليهودية المصرية القديمة " الجينيزاه " وتهريبها من "معبد بن عزرا " بمصر القديمة ومقابر " اليهود " بمنطقة البساتين رتب المركز المذكور عمليات تهريب واسعة للآثار المصرية من بينها واحدة بزعامة الحاخام ايتان صبيح كبير حاخامات مدينة بيت لحم الفلسطينية حيث جاءت العصابة تحت اسم وفد ديني لزيارة المعابد اليهودية في القاهرة والإسكندرية وعند مغادرتها بعد 15 يوما ضبطت معها مجموعة كبيرة من الآثار المصرية مختلفة الأحجام والتواريخ كما ضبطت شبكة أخرى جاءت تحت ستار مجموعة سياحية في أثناء محاولتها تهريب ثماني حقائب من المخطوطات النادرة، بعضها مكتوب على جلد غزال.
    ومن ثمار عملية التطبيع، اعتراض سفارة العدو بالقاهرة على نقل بعض مقابر " اليهود " في منطقة البساتين والزعم أن نقل موتاهم إلى منطقة أخرى ( مجاورة للمكان الأصلي ولا تبعد عنه سوى ثلاثين متراً )مستحيلة من وجهة نظر الشريعة اليهودية بل حاولت الطائفة اليهودية استصدار قرار من هيئة الآثار المصرية باعتبار جميع مقابر " اليهود " في البساتين في عداد الآثار التي لا يجوز التعدي عليها لكن الهيئة رفضت وقالت أن مقابر " اليهود " في البساتين الخاصة ب" اليهود " لا تعد من الآثار ولا تدخل بذلك في نطاق قانون حماية الآثار.
    وقد رفضت حكومة "إسرائيل"طلب الحكومة المصرية استرداد الآثار المسروقة بل قامت ببيع جانب كبير منها إلى المتاحف العالمية متحدية _ كعادتها _ القوانين والمواثيق الدولية التي تحرم ذلك علماً أن هيئة الآثار المصرية قامت بتقديم الوثائق والأدلة الدافعة التي تكشف جريمة الإسرائيليين.
    والأخطر من ذلك قيام مجموعات "إسرائيلية" بتزوير بعض الآثار المصرية ( في مواقعها ) بأرض مصر ، حيث ألقت سلطات الأمن المصرية القبض على عدد من الإسرائيليين تسللوا إلى المقابر الفرعونية بالوادي الجديد وأسوان حاولوا تزوير بعض الحروف الهيروغليفية باللوحات الجدارية الموجودة بالمقابر لتغيير سياق ومضمون النصوص التاريخية، بحيث تثبت الدور المزعوم لليهود في الحضارة المصرية القديمة.
    وصرح مصدر بهيئة الآثار المصرية أن هذه المجموعة التي تم ضبطها في شهر نيسان أبريل عام 1996 ليست الحالة الأولى حيث تعددت خلال الفترات السابقة الحالات التي قام فيها الإسرائيليون بنفس العمل.
    وعبر استغلال التطبيع الثقافي تحاول "إسرائيل"اختلاق جذور " حضارية يهودية " وانتحال " تاريخ يهودي " ، امتد اهتمام الإسرائيليون إلى مجال الفنون والمأثورات الشعبية في محاولات دائبة لإثبات أن كثيراً من مظاهر الحياة الشعبية في المنطقة العربية، من لغة وتقاليد وسلوكيات ومأثورات، تعود بالأصل إلى جذور يهودية تضرب في عمق التاريخ.
    وضمن هذا المخطط جمعت "إسرائيل"الأغاني والموسيقى الفلكلورية تحت إشراف "مركز البحوث الموسيقية بالجامعة العبرية" و"الأرشيف القومي الإسرائيلي للصوتيات " وترأس البعثة الأولى الدكتور أمنون شيلواح أستاد فن الموسيقى ورئيس " معهد اللغات والآداب والفنون بالجامعة العبرية بالقدس " وكان معه بعض الباحثين الإسرائيليين: جرزون كيوى، هوفاف، هرتزج وفاينبرج.
    وترأس الثانية الدكتور دوف نوي مؤسس "الأرشيف القومي الإسرائيلي للصوتيات" وصحب معه طاقم تسجيل ومن الباحثين: بلي وجولدبرج وبن عامي، وقد أثمرت جهود البعثتين تسجيلات مدتها عشرون ساعة جمعت من مناطق وادي فيران وجبل الطور وأبو رديس ومن بعض القبائل العربية في سيناء حيث تولى نشرها وفق رؤية صهيونية " المركز "الإسرائيلي"لجمع ودراسة الفولكلور " لتكتمل دائرة سرقة التاريخ كأبرز مكونات "الفكر الصهيوني".
    وفي إطار السطو على تاريخ العرب وحضارتهم نجد أن منشورات الدعاية السياحية التي تقوم بتوزيعها "إسرائيل"في أوربا وأمريكا تحمل عبارات مثل: " زوروا "إسرائيل"وشاهدوا الأهرامات " أو: " تعالوا لزيارة الأهرامات ومن بناها " !!!
    هذه محصلة، بل لمحة موجزة عن الدور "الإسرائيلي"في مصر تحت مظلة التعاون العلمي والثقافي واستكمالاً لدور البحث العلمي " الإسرائيلية " لعاملة في خدمة التطبيع واستراتيجية السيطرة " الصهيونية " ، ينشط عدد كبير من مراكز البحث والمؤسسات العلمية والهيئات الأمريكية التي تمثل مع الجهات " الإسرائيلية " شبكة مترابطة الحلقات متكاملة الأهداف والمهام والأدوار والأوجه. فللولايات المتحدة أهداف استراتيجية تجاه المجتمع العربي تصب في سياق استراتيجية أشمل هي الإستراتيجية الأمريكية – " الإسرائيلية " تجاه الأمة العربية فلا يمكن عزل ما يحدث في مصر والأردن أو الخليج العربي عما يحدث في بقية أقطار الوطن العربي والعكس صحيح.
    ولكي تصل الإستراتيجية الأمريكية – " الإسرائيلية " إلى تحقيق أهدافها تجاه الوطن العربي استخدمت وسائل وقنوات وأساليب كثيرة: اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية.
    وستظل الوسائل الثقافية هي الأخطر فهي تستند بالدرجة الأولى إلى المشروعات العلمية والبحثية والثقافية المشتركة، وتشمل الإعلام بأنواعه وتقسيماته المختلفة والتبادل الثقافي الرسمي وشبه الرسمي...الخ.
    ولأن للمؤسسات والهيئات الأمريكية التي تمثل بؤراً صديدية في جسد المجتمع المصري جهات وعناوين ومسميات عديدة ولاحصر لها، فإننا سوف نقدم أكثر هذه المؤسسات والهيئات شهرة وأكثرها خطورة وهي:
    1- الجامعة الأميركية بالقاهرة.
    2- مؤسسة راندا الأميركية.
    3- المركز الثقافي الأميركي.
    4- مركز البحوث الأميركية (في شارع الوبارة بالقاهرة ).
    5- مؤسسة فورد فونديشن.
    6- هيئة المعونة الأمريكية.
    7- مؤسسة روكفلر للأبحاث.
    8- معهد ماساشوستس وفرعه في القاهرة ومعهد الـ ام – أي _ تي " في مبنى جامعة القاهرة.
    9- مؤسسة كارينجي.
    10- معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي.
    11- معهد التربية الدولية والمتخصص في منح السلام.
    12- معهد بروكنجر.
    13- معهد المشروع الأمريكي.
    14- الأكاديمية الدولية لبحوث السلام.
    15- مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة "جورج تاون ".
    16- مشروع ترابط الجامعات المصرية الأمريكية ومقره المجلس الأعلى للجامعات في القاهرة (تبلغ ميزانيته السنوية 37 مليون دولار تقدمها المخابرات الأمريكية وأجهزتها المعروفة ).
    والجهات السابقة تترابط من خلال أجهزة المخابرات الأمريكية و" الإسرائيلية "بالمراكز البحثية " الإسرائيلية " لتكون مجتمعة شبكة منسقة الأدوار وخطيرة الأهداف.
    وترتبط بالمؤسسات السابقة قائمة أخرى من المؤسسات التي تعمل تحت لواء المخابرات الأمريكية التي تمول هذه المؤسسات والهيئات بميزانيات ضخمة وهائلة.
    وقد مولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA ) منذ عام 1982 خمسة سبعون مؤتمراً سنوياً. إضافة إلى أن خبراء المخابرات ومحلليها والأكاديميين المتعاملين معها يحضرون هذه المؤتمرات ويعقدون اللقاءات والعلاقات مع ألمع الشخصيات المشاركة وأبرزها وأكثرها فائدة للأهداف الأمريكية – " الصهيونية " .
    والمهم تقوم هده المؤسسات والهيئات بلعب دوراً بارزاً في إعداد الأبحاث والدراسات التي تخدم عملية تطبيع العلاقات بين مصر و"إسرائيل"تمهيدا لتعميم هده التجربة على الأقطار العربية الأخرى.

    فمثلاً تقوم " جماعة دراسات الشرق الأوسط " بالتنسيق المعلوماتي مع "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا " و "معهد دراسات الشرق الأوسط " في ميدان دراسة التيارات الاجتماعية والفكرية في المنطقة، ويعمل في إطارها عدد من أساتذة العلوم الاجتماعية والسياسية منهم:"ليونارد بايندر" الذي أعد مجموعة من الأبحاث والدراسات ومولتها الاستخبارات الأمريكية أهمها:
    • التيارات الايديولويجة في الشرق الأوسط
    • النظرية السياسية الإسلامية
    • العوامل المؤثرة في دور إيران العالمي
    • تطورات الاقتصاد المصري
    • دراسات عن ظاهرة الجماعات الإسلامية والتطرف الديني في مصر.
    ويرى باحثون متخصصون: أن "مؤسسة فورد" هي من أخطر مؤسسات التجسس العلمي الأمريكية وقد انفردت بتمويل " أبحاث ودراسات الشرق ألأوسط " وعبر هذه المؤسسة تقوم وكالة التنمية الأمريكية بتخصيص والي مائة مليون دولار سنوياً لمراكز البحث العلمي والجامعات المصرية مند نهاية السبعينات وحتى اليوم وفي هذا السياق يقول محمد حسنين هيكل "أن أكثر الجهات المستفيدة من هذه الأموال هي الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"وأنه قرأ دراسة من 260 صفة تتحدث عن حزام الفقر المحيط بالقاهرة وتركز بالتحديد على معسكرات الأمن المركزي والقوات المسلحة الموجودة في هذا النطاق ثم تتحدث عن التفاعل بين الناس وهذه القوات في إطار هذا الحزام من الفقر..." ويضيف حرفياً :" أعتقد أن هذا الكلام في منتهى الخطورة (100) مليون دولار كل سنة تدخل لاستكشاف وتقصي ما يدور داخل العقل المصري " .
    وتعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة إحدى أدوات تحقيق الاستراتيجية الأمريكية وقاعدة متقدمة للتغلغل الأمريكي داخل المجتمع مع الأخذ بالحسبان الساترالفولادي الذي تفرضه على نشاطاتها وأبحاثها ودورها السياسي.. وهي بلا شك تخدم أهدافاً أمريكية محددة وبعيدة المدى أكبر من الأهداف المعلنة.
    أما مركز البحوث الأمريكي بالقاهرة فيتركز نشاطه في مجال الدراسات الاجتماعية إلى جانب البحوث الاقتصادية والتاريخية والأثرية ويحظى بعضويته الشرفية " الزمالة " عدد من الأساتذة المصريين ومزدوجي الجنسية ( مصري أمريكي، أمريكي إسرائيلي ) مثلما هو الحال بالنسبة للأساتذة الزائرين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
    ونعرض بعض عناوين البحوث والدراسات التي أجراها مركز البحوث الأمريكي " بالقاهرة:

    - بحث فاليري هوفمان: " الحياة الدينية للمرأة المسلمة في مصر المعاصرة ".
    - دراسة وولفهارت هينريك:" عن " تاريخ الآداب والعلوم العربية ".
    - دراسة ليونارد بايندر حول " حرية الفكر الإسلامي في مصر المعاصرة ".
    - دراسة شاهروف أخافي: مفهوم الاشتراكية لدى العمال المصريين ".
    - دراسة آرثر كريس عن " الجهاد الإسلامي والاتجاهات الفكرية المختلفة ".

    وفي مجال مؤتمرات " الفكر السياسي " عقد عدد من المؤتمرات بتنظيم من " مركز البحوث السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " وبدعم من بعض المؤسسات الأمريكية المشبوهة منها _ على سبيل المثال _ الثقافة السياسية والممارسة الديمقراطية بفندق شيراتون الجزيرة يومي 25 و 26 تشرين الثاني \نوفمبر 1987 تحت إشراف الجمعية المصرية للعلوم السياسية وبمشاركة وتمويل مؤسسة فريدريش ايبرت في مصر وخصص المؤتمر معظم أبحاثه عن: " دور الأحزاب والنقابات والتنظيمات الشعبية في الثقافة السياسية "، و" الثقافة السياسية على مستوى المحليات ".
    وقد عقد مدير " مركز البحوث السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " اتفاقية مع مكتب " مؤسسة فورد بالقاهرة خاصة بإعداد برنامج بحث يستمر ثلاث سنوات تتخللها مؤتمرات وندوات علمية حول تطور تدريس العلوم السياسية في الجامعات المصرية. وتقوم " مؤسسة فورد " بتمويل البرنامج بمبلغ 600ألف دولار.
    لكن إقحام العامل النفسي " شكل وسيلة أكاديمية " لتحقيق المخططات " الصهيونية الأمريكية " إعادة تشكيل " العقل العربي.. كمدخل لتسوية الصراع العربي" الصهيوني " وفق الرؤية والاستراتيجية " الإسرائيلية ".
    وكانت صياغة " العامل النفسي " موضع جهود تنسيقية مشتركة بين هيئات ومؤسسات أمريكية و " إسرائيلية " ومصرية ، سواء من خلال مؤتمرات ثلاثية ، أو ندوات وأبحاث مشتركة أو من خلال الدراسات الميدانية ، التي قام بها علماء الطب النفسي والباحثون الاجتماعيون والمؤرخون والدبلوماسيون من الأطراف الثلاثة .
    وادعاء الأساس النفسي لهذا الصراع الجذري يقفز فوق المشكلة الأساسية ، المتمثلة بطرد أصحاب الأرض واقتلاعهم وسحقهم وإلحاق أفدح أنواع التدمير والتشريد بهم ، وهو محاولة مكشوفة لاختراق الوعي العربي لصالح الفكر "الصهيوني" اللاإنساني ، إنطلاقا من مقولات ومزاعم " الحاجز النفسي " التي جرى تعميمها أمريكياً .وقد برزت أهداف هذه الحملة في مشاريع البحث العلمي المشتركة مثل مشروع بحث " الأبعاد الاجتماعية والنفسية للصراع العربي _ الإسرائيلي " برئاسة الدكتور هربرت كلمان أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة هارفارد ، وشاركه في إنجازه باحثون مصريون و "صهاينة" .
    وقد عقد الدكتور ستيفن كوهين اتفاقاً في القاهرة للقيام بسلسلة بحوث تحت عنوان " رؤى الصراع " حيث يشرف عليها " معهد الشرق الأوسط للسلام والتنمية " بتمويل من وكالة التنمية الدولية(AID ) ، ورصد لمشروع البحث مبلغ مليون دولار وشارك فيه من المصريين الدكتور قدري حفني والدكتور محمد شعلان ومن " الصهاينة " ميشيل إنبار أستاذ الجامعة العبرية و أفرايم ياأر من جامعة تل أبيب ومن الفلسطينيين نديم روحانة الأستاذ بجامعة هارفارد والدكتور شريف كنعان الأستاذ بجامعة النجاح .
    وقد تصدى لهذه المؤتمرات المشبوهة والأبحاث الزائفة ، والكتابات المتصهينة عدد كبير من العلماء المصريين والكتاب الوطنيين منهم : الدكتور محمد عودة رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس ، والدكتور يحيى الرخاوي ، والدكتورة لطيفة الزيات والدكتور اشرف بيومي وغيرهم ..
    وفي إطار العمل "الصهيوني " المستمر من أجل إستحداث مؤسسات وهيئات وجماعات وملتقيات تصب في مشروعها الاستيطاني التفكيكي التدميري الشامل تكونت "مؤسسة المبادرة من أجل السلام والتعاون في الشرق الأوسط" في ايلول \سبتمبر 1991 ، وهي تضم نخبة من الشخصيات الأمريكية و "الإسرائيلية" والعربية ، وتعد أحد المطابخ الرئيسة في طرح الأفكار والتصورات والسيناريوهات ، الممهدة لتأسيس " نظام الشرق أوسطي " على أنقاض النظام العربي ، تقوم " إسرائيل " فيه بدور القيادة وتتمحور من حولها مصالحها وإستراتيجيتها شبكة التفاعلات الإقليمية الجديدة .
    ويترأسها " جون ماركس" بصفته من الخبراء الأمريكيين في شؤون المنطقة على مدى العقود الأربعة الماضية ، ومن أهم الشخصيات التي تضمها" ألفريد آثرتون" مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق و " ريتشارد ميرفي " وسفراء أمريكيون سابقون في المنطقة العربية ، ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق ورئيس البنك الدولي الأسبق روبرت مكنمارا ونائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق دوف زاخم ويعمل في إطار هذه " المؤسسة المبادرة " خمسة وعشرون شخصاً من الأمريكيين والعرب و " الإسرائيليين " ، وقد برزت أخبار هده المؤسسة إثر اجتماعها السري السادس الذي عقد في مراكش بالمغرب في الفترة من 18_22آدار \مارس 1994 وقد شارك في أعمال هذه المؤسسة شلوموجازيت مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية " السابق ، وجوزيف الفر من "مركز دايان للدراسات الاستراتيجية " في تل أبيب وأعضاء برلمان وأساتذة جامعات وسفراء ، وقد اعترف المجتمعون أن هدف اجتماعاتهم هو إعداد الجماهير العربية لقبول " السلام " بشروطه الحالية " الصهيونية " وفرض هذا " السلام " طوعاً بإرادتها ، أو رغماً عنها عن طريق تزييف وعي الناس وإرادتهم .
    ولتحقيق برنامجها قررت المجموعة الاهتداء بإجراءات و تحركات واسعة تتمثل خطوطها العامة بما يلي :
     لن يتماسك السلام النهائي في المنطقة إذا لم يكن هناك ثقافة للسلام تدعمه وتحافظ عليه.
     ينبغي إحداث تحولات في التوجهات والإدراك في الشرق الأوسط إذا أريد للمنطقة الانتقال من ثقافة المواجهة والحرب إلى ثقافة السلام .
     لتحقيق ذلك ينبغي كسر الأنماط القديمة، وجعل المتشددين ( وهو مصطلح يطلق على الوطنيين ) معتدلين على امتداد المنطقة.
     هناك حاجة إلى تطوير ونشر مصطلحات ومفردات سياسية جديدة ونسق جديد من الاستعارات المجازية لتقديم محتوى اجتماعي لثقافة السلام.
     يمكن للإعلام أن يلعب دوراً أساسياً في بناء ثقافة السلام لتجاوز القيود الحكومية والثقافية السائدة ، التي تضع عقبات مانعة أمام تقدم السلام .

    ولهذه الغاية شكل المجتمعون ورشات عمل تخصصية وتقرر أن تقوم بأنشطة متعددة منها :
    - ورشات عمل لحل النزاع تعقد في الأردن وفي تركيا بمعدل مرتين في ستة أشهر .
    - تدريب وتطوير مناهج في هذا المجال في جامعة بيت لحم بالضفة الغربية .
    - إقامة برامج تدريب للمدربين في مصر .
    وقد كان الممول لكل هذا المؤسسة الأمريكية الصهيونية المعروفة بـ " مشروع البحث عن أرضية مشتركة " وقد ساهم أيضاً في خلوة أنقرة " مركزتاتي ستينمتير الإسرائيلي لأبحاث السلام " في تل أبيب ، الذي يترأسه " شيمون شامير " (الذي كان مديراً للمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة ) ، وكذلك "مؤسسة وقف الأمل التركية" بأنقرة وجمعية إعلام العالم بباريس إضافة إلى تسعة صحفيين عرب يمثلون" وكالة الأنباء الكويتية ، وجريدة القدس ، الصادرة في الأرض المحتلة ، وجريدة النهار ، والحياة ، ومجلة المصور القاهرية .. وأربعة صحفيين "إسرائيليين " وعدد من الدبلوماسيين _ سابقين وحاليين_ من بينهم مثلاً تحسين بشير الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية إبان عهد السادات وعضو "مركز دراسات الشرق الأوسط " بالقاهرة وصموئيل لويس مدير التخطيط السياسي السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والسفير الأمريكي السابق لدى الكيان "الصهيوني" ، والصهيونيان عوزي بارمان وإسرائيل سيببال ومن تركيا ميهمت غير كانياك ، وكل من سفير الاتحاد الأوربي لدى تركيا ومنسق البرامج في الاتحاد الأوربي إضافة إلى المدير السابق " للمركز الأكاديمي الإسرائيلي " بالقاهرة " شيمون شامير " وقد أجمع المشاركون في خلوة أنقرة على ضرورة اتخاذ الخطوات التالية :
    - ينبغي على صحف المنطقة نشر مقالات وزوايا دائمة من دول أخرى وقد قبل أكثر من صحفي عربي دعوة المساهمة في كتابة مقالات في الصحف " الإسرائيلية " .
    - أن يتم ترجمة وتوزيع المقالات الرئيسية التي تصدر في الصحف " الإسرائيلية " ، التي لا يسمح بدخولها إلى الدول العربية من قبل المشاركين ، كما يتم ترجمة وتوزيع المقالات الرئيسية التي تصدر في الصحف الأخرى التي لا تتوافر " للإسرائيليين " والهدف من ذلك هو رفع مستوى العلاقات وتمتينها بين الصحفيين العرب والإسرائيليين .
    - ينبغي على الصحفيين المشاركين في دول مختلفة أن يكتبوا مقابلات مشتركة ، وهذا من شأنه أن يتبوأ ذات الأفكار والمفاهيم وقد وافقت رائدة درغام مراسلة الحياة مشاركة صحفي إسرائيلي في كتابة مقالات مشتركة .
    - ينبغي على المشاركين وضع دليل يتضمن أسماء المهنيين العاملين في مجال الإعلام في المنطقة لتسهيل الاتصال بهم .
    - ينبغي على منظمي الاجتماع تنظيم لجنة من صحفيي المنطقة ، للإشراف على العملية التي بدأت مع اجتماع أنقرة .

    وقد دعا شيمون شامير الصحفيين العرب إلى عدم العودة إلى ملفات الماضي ، والتطلع فقط إلى المستقبل " .
    ولن نتوقف كثيراً عند مجموعة " كوبنهاجن " التي أثارت بدورها استياءً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية ، عند قيامها بمحاولة إقامة " تحالف للسلام مع إسرائيل " تحت شعار " تحالف شعبي للسلام " لكون التطبيع ما زال مرفوضاً شعبياً رفضاً عارماً .. إلا أن المجموعة ذاتها ورغم رفض الصهاينة تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق مع الفلسطينيين ، ورغم ما تقوم به " إسرائيل " من توسع في بناء المستوطنات وقتل وتدمير وترويع وإرهاب ضد العرب ، خصوصاً في الأراضي المحتلة ، وجنوب لبنان ... رغم ذلك كله تسعى المجموعة نفسها لإقامة جمعية في مصر تحمل اسم " حركة السلام الآن " الإسرائيلية .
    وإذا كانت هذه المساهمة المتواضعة قد كشفت جزءً من ملف الفضائح الخطيرة ، التي تمارس باسم " الأبحاث العلمية " و " الدراسات الميدانية المشتركة " و " مبادرات السلام " و " مشاريع التعاون الأكاديمي " و " هيئات المعونة " و " مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية " و " خلوات الأرضية المشتركة " ... الخ فإننا _ مع ذلك _ نعتقد بصورة جازمة أن الأجهزة المختصة في البلدان صاحبة العلاقة تملك من المعلومات والأدلة والوثائق عن هذه " المراكز " و " المؤسسات " و " الجماعات " ما يشكل جبلاً هائلاً ، بل قوة محرضة لمقاومة أي شكل من أشكال التطبيع ، الذي أبدعت جموع الشعب العربي في مصر في مقاومته ، ناهلة من تراثها الوطني الطويل في مكافحة الغزاة والمستعمرين بكافة صورهم للحفاظ على هويتها ووجودها .

    يا ''ناصرا''قد غلا في القلب موقعه=''عبدالمجيد الحريريْ''معدن الكرم
    يا ابن الأكارم من آل الذين بهـمْ=في الأرض أمتنا تسمو إلى القمـم
    حييت شهما''مزكّى النفس''من درن=ودامت ''الشام''مهد العز والشمـم
    حسن بن عزيز بوشو

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •