آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: ينبغي عليك أنْ تفعل كذا - د. ياسين أبو الهيجاء

  1. #1
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    ينبغي عليك أنْ تفعل كذا - د. ياسين أبو الهيجاء

    ينبغي عليك أنْ تفعل كذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن محمد بودرع مشاهدة المشاركة
    اسمحوا أيها الإخوة الباحثونَ المحترَمونَ أن أبديَ ملاحظةً حول ظاهرة لغويّة شاع استعمالُها نطقا وكتابةً، وقد لاحظتُها في هذا الحوارِ الذي يدور حول نون الأفعال الخمسة، وإن لم تكن لها علاقة بنون الأفعال الخمسة، وهي قولُ أحدِهِم:

    « ... من الأمور التي ينبغي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »
    فالذي يبدو لي أنّ الفعل "ينبغي" إنّما يتعدّى بحرف الجرّ اللاّم وليس بـ"على"، فنقول ينبغي لكَ أم تفعلَ، ولا يجوز "ينبغي عليك" ، لأنّ الشّواهدَ وردَت بذلك، نحو قولِه تعالى:

    - {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }مريم92
    - {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء }الفرقان 18
    - {وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ }الشعراء211
    - {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
    - {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }يس69
    - {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35

    و لا يُعقَلُ أن نَقولَ إنّ "على" تتضمّن معنى اللاّم؛ لسبب بسيط وهو أنّه لا داعيَ للعدولِ عن الأصلِ وهو اللام إلى فرع مزعوم وهو التّعديةُ بـ "على"

    نعم نستطيع أن نقول: عليكَ أن تفعَلَ
    أو نقول : « هذه القضية من الأمور التي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »
    لأن "على" ههنا متعلّقة بفعل محذوف تقديره "يجب" أو "يتعيّن"

    والحقيقة أنّ لكلّ فعل من أفعالِ العربية ، إذا تعدّى بالواسطة، حروفاُ مخصوصةً يتعدّى بها و لا يحيدُ عنها بمجرّد القولِ بالتّضمين؛ لأنّ التّضمين له مواضع مخصوصة لا يخرُج عنها

    و لا نقولُ أيضا: هذا من الأمور التي ينبغي التساهُلُ فيها توسعةً على الكاتب، والحقيقة أنّ هذه الدعوى تفتح الباب على مصراعيه للخلط في الأساليب وإخراج الكَلِم عن مواضعها

    والله أعلَم
    قــراءة في كتاب:
    "الأخطاء الشائعة في استخدامات حروف الجرّ"
    للدكتور محمود إسماعيل عمّار "بحث نصّيّ"

    د. ياسين أبو الهيجاء
    جامعة الإسراء

    • ينبغي عليك أنْ تفعل كذا:

    يقول المؤلّف في ما غُيِّر فيه حرف الجرّ، من الاستعمالات الخاطئة قولهم:"ينبغي عليك الحضور، وينبغي عليك أن تستعدّ للاختبار..، وهذا الفعل تُستعمل معه (اللام)، ولا تستعمل معه على، قال تعالى:"لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر"(يس40) و "وما علّمناه الشعر وما ينبغي له"(يس69) و"وهبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي"(ص35).

    وعلى ذلك تقول:"ينبغي لك الحضور" و"ينبغي له أن يستعدّ، ويجوز أن يستخدم بدون اللام، فيقال، ينبغي أنْ يحضر" "وينبغي أنْ يتابع أولياء أمور التلاميذ أبناءهم"، وفي النفي تقول:"ينبغي ألاّ تتأخّر عن الطائرة (1)، وقد خَطّأ زهدي الجارالله التركيب المذكور من قبل (2).

    إنّ أول ما يمكن أن يسجّل في الكلام على هذا التعبير قلة استخدامه نسبياً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الاجتزاء فيه بالمضارع من الماضي"انبغى"، الذي يستخدم نادراً (3) وبعد تتبّع الفعل "ينبغي" في عشرات المجلدات، عند القدماء والمتأخرين وَجَدتُهُ يُستخدم على خمسة أوجه، أولها وأكثرها وأشيعها أن يلي "ينبغي" المصدرُ المؤوّل؛ "أنْ" والفعل المضارع (4)، وقد يُفصل بينها وبين المصدر المؤول بشبه جملة، مكوّنة من جار هو(اللام) ومجرور، نحو: "ينبغي له أن يفعل كذا (5)، وهو كثير أيضاً، وأقل منه أنْ يكون الجارّ هو(على)، على سبيل الجملة المعترضة، نحو (6) " ينبغي "على هذا"، أو"على ما ذكره"، " أو"على قياسه" أن يكون كذا"، وأندر شيء أن يَلي "ينبغي" حرف الجرّ "الباء" داخلةً على ضمير المخاطب، ولم أقع عليه إلاّ مرة واحدة في تاريخ دمشق، في حديث ابن المقرئ، وهو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، إذ جاء فيه (7):"يا مقداد هذه بَرَكَة كان ينبغي بك أن تُعلمني حتى تُوقظَ صاحبينا"، وثانيها ذِكْر "ينبغي" دون أن يليها شيء، نحو (8) " الحمد لله الذي خلق كلّ شيء كما ينبغي"، وهو قليل، وثالثها أن يليها الفاعل صريحاً، وقد يليه اسمٌ مقترنٌ باللام نحو (9) " سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ"، و (10):لا ينبغي هذا للمتقين"، وقد يفصل بينها وبينه شبهُ جملة، نحو،"ولا ينبغي عندي التنازعُ (11)، وهو قليل أيضاً، ورابعها الذي خطّأه المؤلّف، وقد وقعت عليه في نصوص نادرة عند المتأخرين، كالقرطبي(671هـ) (12) "هكذا ينبغي على أئمة الحاجّ فمن دونهم"، والمالقي(ت741هـ) في "مقتل الشهيد عثمان" (13) "فكان ينبغي عليهم أن يقاتلوا عنه وينصروه" والزرعي (ت751هـ)" في "مدارج السالكين" (14) "هذا لو قام بما ينبغي عليه أن يقوم به لسيده من حقوقه".

    إنّ معالجة هذا التركيب بعيداً من المعنى، هو جهادٌ في غير ميدان، فـ "ينبغي " في كلّ أنماط تركيبها - المذكور آنفاً - عند القدماء والمتأخرين، باستثناء النمط الرابع الذي خطّأه المؤلّف، يختلف عن معنى "ينبغي عليه"؛ من قِبَلِ أنّ الأوّل محمله إمّا على معنى يَصلُح له، أو "يَحسُن به،" أو"يستحبّ له" (15)، ولا يخرج في الأنماط المذكورة عن أحد هذه المعاني، أمّا تركيب "ينبغي عليه" فيحمل معنى الوجوب والقَسْر، والقدماء لم يعرفوا هذا المعنى لـ"ينبغي"، إلاّ ما وجدناه عند بعض المتأخرين في النصوص المذكورة. وعلى هذا فإن من يستخدم تركيب "ينبغي عليه"، يُضمّن "ينبغي" معنى جديداً هو "يجب"، فهل يجوز هذا التضمين أم لا؟ تلك هي القضية.

    لقد أجازَ مجمعُ اللغة في قرار لا يَعدم الجُرأة التضمين (16)، وأصدر في ذلك قراراً، ولم يتنكّب جادّة الصواب، وهذا التعبير تتوافر فيه الشروط الثلاثة التي أقرّها المجمع لجواز التضمين، وهي المناسبة بين الفعلين، ووجود القرينة، وملاءمته للذوق العربي. أمّا سبب تضمين بعض المتأخرين، وجلّ المحدثين "ينبغي" هذا المعنى القسْري بشكل واسع، فلا يَبعد أن يكون قد وصل إليهم من الاستخدامات الكثيرة لـ"ينبغي" مقرونةً بحرف الجرّ "على" على سبيل الجملة المعترضة، المشار إليه، في النمط الأوّل، ثم نُظِر إلى هذا الحرف على أنه لصيقة لهذا الفعل، فساوى عندهم "يجب على"، وقد يكون وراء ذلك الفهم الخطأ لمعنى"ينبغي"؛ ذلك أنّ جلّ السياقات التي ترد فيها، يمكن حملها فيها على معنى الوجوب، خلاصة الأمر وُلد هذا التعبير الجديد؛ عند المتأخرين على استحياء، وعند المحدثين بشكل واسع، والأصوب أن يُقبل، وقد أصبح مستخدماً، ولا يضير ذلك التعبير الفصيح القديم، الذي لم يعد متداولاً، إلاّ في نطاق محدود.

    المراجع:

    1- الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجرّ:57.
    2- الكتابة الصحيحة:49.
    3- وممن استخدمه ابن جنّي في "الخصائص":2/185" ومن زعم أن الكاف في ذلك اسم انبغى له أن يقول ذلك نفسك" وابن تيمية في"درْء تعارض العقل والنقل":6/66" وإنما انبغى للعبد أن يفعلها لأنها نسبة شريفة".
    4- ينظرعلى سبيل المثال:صحيح البخاري:رقم:3243(المناقب)، سنن الترمذي:899(الجنائز)، 1039(النكاح)، 1571(فضائل الجهاد)، سنن أبي داود:1735(المناسك)، 2300(الجهاد)، 4584(الأدب، مسند أحمد: 2903( (مسند بني هاشم،(موسوعة الحديث الشريف).
    5- ينظر على سبيل المثال:صحيح البخاري: رقم:2954(بَدء الخلق)، 5672(الأدب)، 6493(التعبير)، صحيح مسلم:263، 264،(الإيمان)، 3257، اللقطة، 4371(الفضائل)، 4357(فضائل الصحابة)،(موسوعة الحديث الشريف).
    6- ينظر: لسان العرب(سلق)، دلائل الإعجاز:218، المثل السائر:191، 353، فصل المقال في شرح كتاب الأمثال:1/186، تفسير القرطبي:3/154، 7/174، 13/185 ،عيون الأنباء:52.
    7- تاريخ دمشق:4/378.
    8- موطّأ مالك:(الجامع)، (الحج)، (البيوع)، (موسوعة الحديث الشريف).
    9- سنن الترمذي:3341(الدعوات)، وينظر: مسند أحمد:11183، 11184(باقي مسند المكثرين من الصحابة)، موطّأ مالك(البيوع)، (موسوعة الحديث الشريف).
    10- البخاري:5355(اللباس)، ومسلم:3868(اللباس والزينة)، سنن النسائي:762(القبلة)، مسند أحمد: 16704(مسند الشاميين)، (موسوعة الحديث الشريف).
    11- ينظر على سبيل المثال: صحيح البخاري:111(العلم)، 2825(الجهاد والسير)، 2932،(الجزية والموادعة)، 4078(المغازي)، وصحيح مسلم:3089(الوصية)، ومسند أجمد:1834(مسند بني هاشم)، (موسوعة الحديث الشريف).
    12- تفسير القرطبي:2/418( 2/93، دار الكتب العلمية، بيروت).
    13- التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان:196.
    14- مدارج السالكين:3/441.
    15- ينظر (بغى): الجمهرة، وتهذيب اللغة، واللسان.
    16- مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاماً:60، الدورة(1) الجلسة(17).

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #2
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    ينبغي عليك أنْ تفعل كذا - د. ياسين أبو الهيجاء

    ينبغي عليك أنْ تفعل كذا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن محمد بودرع مشاهدة المشاركة
    اسمحوا أيها الإخوة الباحثونَ المحترَمونَ أن أبديَ ملاحظةً حول ظاهرة لغويّة شاع استعمالُها نطقا وكتابةً، وقد لاحظتُها في هذا الحوارِ الذي يدور حول نون الأفعال الخمسة، وإن لم تكن لها علاقة بنون الأفعال الخمسة، وهي قولُ أحدِهِم:

    « ... من الأمور التي ينبغي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »
    فالذي يبدو لي أنّ الفعل "ينبغي" إنّما يتعدّى بحرف الجرّ اللاّم وليس بـ"على"، فنقول ينبغي لكَ أم تفعلَ، ولا يجوز "ينبغي عليك" ، لأنّ الشّواهدَ وردَت بذلك، نحو قولِه تعالى:

    - {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً }مريم92
    - {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء }الفرقان 18
    - {وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ }الشعراء211
    - {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
    - {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }يس69
    - {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35

    و لا يُعقَلُ أن نَقولَ إنّ "على" تتضمّن معنى اللاّم؛ لسبب بسيط وهو أنّه لا داعيَ للعدولِ عن الأصلِ وهو اللام إلى فرع مزعوم وهو التّعديةُ بـ "على"

    نعم نستطيع أن نقول: عليكَ أن تفعَلَ
    أو نقول : « هذه القضية من الأمور التي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »
    لأن "على" ههنا متعلّقة بفعل محذوف تقديره "يجب" أو "يتعيّن"

    والحقيقة أنّ لكلّ فعل من أفعالِ العربية ، إذا تعدّى بالواسطة، حروفاُ مخصوصةً يتعدّى بها و لا يحيدُ عنها بمجرّد القولِ بالتّضمين؛ لأنّ التّضمين له مواضع مخصوصة لا يخرُج عنها

    و لا نقولُ أيضا: هذا من الأمور التي ينبغي التساهُلُ فيها توسعةً على الكاتب، والحقيقة أنّ هذه الدعوى تفتح الباب على مصراعيه للخلط في الأساليب وإخراج الكَلِم عن مواضعها

    والله أعلَم
    قــراءة في كتاب:
    "الأخطاء الشائعة في استخدامات حروف الجرّ"
    للدكتور محمود إسماعيل عمّار "بحث نصّيّ"

    د. ياسين أبو الهيجاء
    جامعة الإسراء

    • ينبغي عليك أنْ تفعل كذا:

    يقول المؤلّف في ما غُيِّر فيه حرف الجرّ، من الاستعمالات الخاطئة قولهم:"ينبغي عليك الحضور، وينبغي عليك أن تستعدّ للاختبار..، وهذا الفعل تُستعمل معه (اللام)، ولا تستعمل معه على، قال تعالى:"لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر"(يس40) و "وما علّمناه الشعر وما ينبغي له"(يس69) و"وهبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي"(ص35).

    وعلى ذلك تقول:"ينبغي لك الحضور" و"ينبغي له أن يستعدّ، ويجوز أن يستخدم بدون اللام، فيقال، ينبغي أنْ يحضر" "وينبغي أنْ يتابع أولياء أمور التلاميذ أبناءهم"، وفي النفي تقول:"ينبغي ألاّ تتأخّر عن الطائرة (1)، وقد خَطّأ زهدي الجارالله التركيب المذكور من قبل (2).

    إنّ أول ما يمكن أن يسجّل في الكلام على هذا التعبير قلة استخدامه نسبياً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الاجتزاء فيه بالمضارع من الماضي"انبغى"، الذي يستخدم نادراً (3) وبعد تتبّع الفعل "ينبغي" في عشرات المجلدات، عند القدماء والمتأخرين وَجَدتُهُ يُستخدم على خمسة أوجه، أولها وأكثرها وأشيعها أن يلي "ينبغي" المصدرُ المؤوّل؛ "أنْ" والفعل المضارع (4)، وقد يُفصل بينها وبين المصدر المؤول بشبه جملة، مكوّنة من جار هو(اللام) ومجرور، نحو: "ينبغي له أن يفعل كذا (5)، وهو كثير أيضاً، وأقل منه أنْ يكون الجارّ هو(على)، على سبيل الجملة المعترضة، نحو (6) " ينبغي "على هذا"، أو"على ما ذكره"، " أو"على قياسه" أن يكون كذا"، وأندر شيء أن يَلي "ينبغي" حرف الجرّ "الباء" داخلةً على ضمير المخاطب، ولم أقع عليه إلاّ مرة واحدة في تاريخ دمشق، في حديث ابن المقرئ، وهو مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، إذ جاء فيه (7):"يا مقداد هذه بَرَكَة كان ينبغي بك أن تُعلمني حتى تُوقظَ صاحبينا"، وثانيها ذِكْر "ينبغي" دون أن يليها شيء، نحو (8) " الحمد لله الذي خلق كلّ شيء كما ينبغي"، وهو قليل، وثالثها أن يليها الفاعل صريحاً، وقد يليه اسمٌ مقترنٌ باللام نحو (9) " سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ"، و (10):لا ينبغي هذا للمتقين"، وقد يفصل بينها وبينه شبهُ جملة، نحو،"ولا ينبغي عندي التنازعُ (11)، وهو قليل أيضاً، ورابعها الذي خطّأه المؤلّف، وقد وقعت عليه في نصوص نادرة عند المتأخرين، كالقرطبي(671هـ) (12) "هكذا ينبغي على أئمة الحاجّ فمن دونهم"، والمالقي(ت741هـ) في "مقتل الشهيد عثمان" (13) "فكان ينبغي عليهم أن يقاتلوا عنه وينصروه" والزرعي (ت751هـ)" في "مدارج السالكين" (14) "هذا لو قام بما ينبغي عليه أن يقوم به لسيده من حقوقه".

    إنّ معالجة هذا التركيب بعيداً من المعنى، هو جهادٌ في غير ميدان، فـ "ينبغي " في كلّ أنماط تركيبها - المذكور آنفاً - عند القدماء والمتأخرين، باستثناء النمط الرابع الذي خطّأه المؤلّف، يختلف عن معنى "ينبغي عليه"؛ من قِبَلِ أنّ الأوّل محمله إمّا على معنى يَصلُح له، أو "يَحسُن به،" أو"يستحبّ له" (15)، ولا يخرج في الأنماط المذكورة عن أحد هذه المعاني، أمّا تركيب "ينبغي عليه" فيحمل معنى الوجوب والقَسْر، والقدماء لم يعرفوا هذا المعنى لـ"ينبغي"، إلاّ ما وجدناه عند بعض المتأخرين في النصوص المذكورة. وعلى هذا فإن من يستخدم تركيب "ينبغي عليه"، يُضمّن "ينبغي" معنى جديداً هو "يجب"، فهل يجوز هذا التضمين أم لا؟ تلك هي القضية.

    لقد أجازَ مجمعُ اللغة في قرار لا يَعدم الجُرأة التضمين (16)، وأصدر في ذلك قراراً، ولم يتنكّب جادّة الصواب، وهذا التعبير تتوافر فيه الشروط الثلاثة التي أقرّها المجمع لجواز التضمين، وهي المناسبة بين الفعلين، ووجود القرينة، وملاءمته للذوق العربي. أمّا سبب تضمين بعض المتأخرين، وجلّ المحدثين "ينبغي" هذا المعنى القسْري بشكل واسع، فلا يَبعد أن يكون قد وصل إليهم من الاستخدامات الكثيرة لـ"ينبغي" مقرونةً بحرف الجرّ "على" على سبيل الجملة المعترضة، المشار إليه، في النمط الأوّل، ثم نُظِر إلى هذا الحرف على أنه لصيقة لهذا الفعل، فساوى عندهم "يجب على"، وقد يكون وراء ذلك الفهم الخطأ لمعنى"ينبغي"؛ ذلك أنّ جلّ السياقات التي ترد فيها، يمكن حملها فيها على معنى الوجوب، خلاصة الأمر وُلد هذا التعبير الجديد؛ عند المتأخرين على استحياء، وعند المحدثين بشكل واسع، والأصوب أن يُقبل، وقد أصبح مستخدماً، ولا يضير ذلك التعبير الفصيح القديم، الذي لم يعد متداولاً، إلاّ في نطاق محدود.

    المراجع:

    1- الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجرّ:57.
    2- الكتابة الصحيحة:49.
    3- وممن استخدمه ابن جنّي في "الخصائص":2/185" ومن زعم أن الكاف في ذلك اسم انبغى له أن يقول ذلك نفسك" وابن تيمية في"درْء تعارض العقل والنقل":6/66" وإنما انبغى للعبد أن يفعلها لأنها نسبة شريفة".
    4- ينظرعلى سبيل المثال:صحيح البخاري:رقم:3243(المناقب)، سنن الترمذي:899(الجنائز)، 1039(النكاح)، 1571(فضائل الجهاد)، سنن أبي داود:1735(المناسك)، 2300(الجهاد)، 4584(الأدب، مسند أحمد: 2903( (مسند بني هاشم،(موسوعة الحديث الشريف).
    5- ينظر على سبيل المثال:صحيح البخاري: رقم:2954(بَدء الخلق)، 5672(الأدب)، 6493(التعبير)، صحيح مسلم:263، 264،(الإيمان)، 3257، اللقطة، 4371(الفضائل)، 4357(فضائل الصحابة)،(موسوعة الحديث الشريف).
    6- ينظر: لسان العرب(سلق)، دلائل الإعجاز:218، المثل السائر:191، 353، فصل المقال في شرح كتاب الأمثال:1/186، تفسير القرطبي:3/154، 7/174، 13/185 ،عيون الأنباء:52.
    7- تاريخ دمشق:4/378.
    8- موطّأ مالك:(الجامع)، (الحج)، (البيوع)، (موسوعة الحديث الشريف).
    9- سنن الترمذي:3341(الدعوات)، وينظر: مسند أحمد:11183، 11184(باقي مسند المكثرين من الصحابة)، موطّأ مالك(البيوع)، (موسوعة الحديث الشريف).
    10- البخاري:5355(اللباس)، ومسلم:3868(اللباس والزينة)، سنن النسائي:762(القبلة)، مسند أحمد: 16704(مسند الشاميين)، (موسوعة الحديث الشريف).
    11- ينظر على سبيل المثال: صحيح البخاري:111(العلم)، 2825(الجهاد والسير)، 2932،(الجزية والموادعة)، 4078(المغازي)، وصحيح مسلم:3089(الوصية)، ومسند أجمد:1834(مسند بني هاشم)، (موسوعة الحديث الشريف).
    12- تفسير القرطبي:2/418( 2/93، دار الكتب العلمية، بيروت).
    13- التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان:196.
    14- مدارج السالكين:3/441.
    15- ينظر (بغى): الجمهرة، وتهذيب اللغة، واللسان.
    16- مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاماً:60، الدورة(1) الجلسة(17).

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد بودرع
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    49
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأستاذ الكريم الدكتور منذر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكركم على الاهتمام والفوائد الجمّة التي تُنحفونَ بها مرتادي واتا

    وأريد أن أعقّبَ على الرّدّ أعلاه قائلا إنّ أمامَنا كتاب الله تعالى ورد فيه الاستعمال الصّحيح للفعل "ينبغي" ، أمّا التّضمين (تضمين ينبغي معنى يجب) فما الدّاعي إليه ههنا، ما دام لكلّ فعل حرفه الذي يتعدّى به، وخاصّة أننا نستطيع أن تكتفي بحرف الجرّ "على" للدّلالة على الفعل المُقدّر
    وأمّا أن نبحث في تصحيح استعمال شائع في أيامنا، نادر أو منعدم في زمن الفصاحة، ونترك الشواهدَ القرآنيّة الصّريحةَ والأحاديثَ النبويّة الفصيحةَ وكلامَ العربِ منظومَه ومنثورَه، لكي نُجوّز وجهاً تركيبيا استعملناه في كتابتنا من غير قصد فأزعم أنّه لزوم ما لا يلزم

    أمّا القول إنّ الأصوبَ أن يُقبَل فهذا فيه نظر ما دام اللفظان معا (الفعل "ينبغي" في سياق الوجوب، وحرف الجرّ "على") يحملان المعنى نفسَه
    فالرأي عندي أن تركيب "ينبغي عليه" يتضمّن تكرارا بلا داع، وإذا ظهر المعنى بالتّركيب الفصيح فلا مشاحّة في تسويغ هذا التّركيب الشّائع

    وأمّا القول إنّ الفعل "ينبغي" يستعملُ في مواقع مختلفة تختلف بحسب السياق، فالذي لاحظتُه في الاستعمال الشّائع [« ... من الأمور التي ينبغي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »...] أو [« ... من الأمور التي لا ينبغي على كل كاتب أن يكون جاهلا بها »...] أنّ الفعلَ "ينبغي" وقع ههنا في الموضع الذي ورَدت به الشّواهدُ القرآنيّة الآنفةُ الذّكْرِ

    والرأي عندي أن نركَنَ إلى أفصح استعمالٍ وأصوبِه وهو « ... من الأمور التي ينبغي لكل كاتب أن يكون عارفا بها » أو « ... من الأمور التي لا ينبغي لكل كاتب أن يكون جاهلا بها »
    والله أعلَم
    وأشكركم على الحوار الجادّ
    و ما تقدّمونَه من جَنىً دانٍ لقاطفيه في هذا المنتدى العامر
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد بودرع
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    49
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأستاذ الكريم الدكتور منذر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكركم على الاهتمام والفوائد الجمّة التي تُنحفونَ بها مرتادي واتا

    وأريد أن أعقّبَ على الرّدّ أعلاه قائلا إنّ أمامَنا كتاب الله تعالى ورد فيه الاستعمال الصّحيح للفعل "ينبغي" ، أمّا التّضمين (تضمين ينبغي معنى يجب) فما الدّاعي إليه ههنا، ما دام لكلّ فعل حرفه الذي يتعدّى به، وخاصّة أننا نستطيع أن تكتفي بحرف الجرّ "على" للدّلالة على الفعل المُقدّر
    وأمّا أن نبحث في تصحيح استعمال شائع في أيامنا، نادر أو منعدم في زمن الفصاحة، ونترك الشواهدَ القرآنيّة الصّريحةَ والأحاديثَ النبويّة الفصيحةَ وكلامَ العربِ منظومَه ومنثورَه، لكي نُجوّز وجهاً تركيبيا استعملناه في كتابتنا من غير قصد فأزعم أنّه لزوم ما لا يلزم

    أمّا القول إنّ الأصوبَ أن يُقبَل فهذا فيه نظر ما دام اللفظان معا (الفعل "ينبغي" في سياق الوجوب، وحرف الجرّ "على") يحملان المعنى نفسَه
    فالرأي عندي أن تركيب "ينبغي عليه" يتضمّن تكرارا بلا داع، وإذا ظهر المعنى بالتّركيب الفصيح فلا مشاحّة في تسويغ هذا التّركيب الشّائع

    وأمّا القول إنّ الفعل "ينبغي" يستعملُ في مواقع مختلفة تختلف بحسب السياق، فالذي لاحظتُه في الاستعمال الشّائع [« ... من الأمور التي ينبغي على كل كاتب أن يكون عارفا بها »...] أو [« ... من الأمور التي لا ينبغي على كل كاتب أن يكون جاهلا بها »...] أنّ الفعلَ "ينبغي" وقع ههنا في الموضع الذي ورَدت به الشّواهدُ القرآنيّة الآنفةُ الذّكْرِ

    والرأي عندي أن نركَنَ إلى أفصح استعمالٍ وأصوبِه وهو « ... من الأمور التي ينبغي لكل كاتب أن يكون عارفا بها » أو « ... من الأمور التي لا ينبغي لكل كاتب أن يكون جاهلا بها »
    والله أعلَم
    وأشكركم على الحوار الجادّ
    و ما تقدّمونَه من جَنىً دانٍ لقاطفيه في هذا المنتدى العامر
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية محمد العمار
    تاريخ التسجيل
    07/02/2008
    المشاركات
    42
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خطأ فاحش..ينبغي لنا لا علينا

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم

    نجد في هذه الأيام من يخطئ بتعدية الفعل ينبغي بعلى وهذا خطأ و أن بعضهم يخطئ في قوله: ينبغي عليك الذهاب إلى البيت وآخرون يقولون ينبغي عليك حضور المحاضرات والأدهى والأمر أننا نجد علماء في الشريعة واللغة العربية يخطئون في تعدية الفعل ينبغي بعلى وهذا من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية حيث أن ينبغي فعل لا يتعدى إلا باللام أو بأن المصدرية.

    فالصواب هو قولنا : ينبغي لك أن تذاكر ,, وقولنا ينبغي لكم الحذر وقولنا ينبغي لهم الذهاب ,,فينبغي فعل يتعدى باللام ولا يتعدى بعلى مطلقاً والدليل على ذلك::

    قوله تعالى(( وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا)) (92) سورة مريم

    وقوله تعالى(( قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا)) (18)سورة الفرقان,

    وقوله تعالى (( وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ))(211)الشعراء,

    وقوله تعالى (( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) (40) يس,

    وقوله تعالى(( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ))(69) يس

    وقوله تعالى على لسان سيدنا سليمان عليه السلام(( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ))(35)سورة ص.

    وأما تعدية ينبغي بأن فهذا جائز كقولنا :: ينبغي أن ترحل ,, أو ينبغي أن تذهب وهكذا.

    فحري بنا أن نتبع ماقاله الحق سبحانه وتعالى بتعدية ينبغي باللام وألا نقع في هذا الخطأ ولن يهنأ لي بال حتى أسمع الجميع وهم يقولون ينبغي لنا لا علينا.

    وفيما يخص جمع النية فهي على وجهين وكلا الوجهين جائز سواء كانت نوايا أو نيات إلا أن النيات هي الأصح وذلك استناداً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى....)) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.

    عندها ندرك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمعه للنية بقوله النيات هوالأصح وكما نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هو الذى أوتى مجامع الكلم.وهو أصح الأقوال قال تعالى ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) سورة النجم.

    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ))

  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي

    عُــــلِم ، ويطبق فوراً

    تحيتى


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية امال عابدين حيدر
    تاريخ التسجيل
    06/09/2007
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    شكراً أخي الكريم على هذه اللفتة الكريمة، غير أني أعتقد أن الأمر يجب أن يبحث بحثاً أدق بالنسبة لقواعد اللغة العربية؛ لأن الاستشهاد بالآيات الكريمات على تلك الشاكلة يكون للإثبات وليس للنفي.
    بمعنى أننا نستطيع أن نحتج بالآيات السابقات لنقول أن تعد فعل ينبغي يصح باللام أو بأن لأنه ورد في قوله تعالى في تلك الآيات، لكن لا نستطيع أن ننفي أسلوباً عربياً، أو لفظاً عربياً لأنه لم يرد استخدامه في القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم لم يحو كل الكلمات العربية وكل التراكيب العربية بكل الأساليب العربية ولكل القبائل العربية؛ بل هو حوى أفضلها.

    لذا فإن علماء اللغة يستشهدون لإثبات نظرياتهم اللغوية بالقرآن الكريم، وبالشعر والنثر العربي الموروث،
    ولا يكتفون بالقرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف، على أن الأساليب القرآنية والنبوية هي الأكمل والأجمل والأصح في مكانها، إلا أن هذا لاينفي وجود ماعداها.

    لذا أرجو إثبات ماذهبت إليه بالأدلة اللغوية الجامعة.
    شكر الله جهودك
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً.
    يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً.
    الأحزاب.

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد بودرع
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    49
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    أشكر الأخ الباحثَ محمّد عمّار شكرا جزيلاً على ما أبداه من ملاحظات على استعمال الفعل "ينبغي" في سياق الوجوب
    وأشكر أيضا أمال عابدين حيدر على الملاحظة المنهجيّة السّديدة التي ينبغي للمستشهِد بالأدلّة أن يلتزمَ بها
    والحقيقة أنّي بحثت في كثيرٍ من مصادر الحديث النبوي الشّريف، فما وجدتها تورِد الحرف "على" بعد الفعل ينبغي، ولو مرّة واحدة، وإليك مثالاً من مئات الأمثلة على ذلك:
    « إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأُمِرَ لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِى لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِى يَنْبَغِى لَهُمْ ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ عَنِ اللَّيْثِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ
    يُضاف إليها ما لا يكاد ينحصر من الشّواهد في كتب اللّغة الفصيحة ، والمعاجم ، وكتب الأدب والتّفسير...
    وأغلب وجوه الاستعمالِ :
    - أن يرِدَ الفعل متعدّيا باللام كما مرّ بنا، نحو الحديث القدسي الصحيح: وَتَكَذَّبَنِى وَمَا يَنْبَغِى لَهُ
    - أو متعدّيا باللام ويليه أن والفعل، كما في الحديث القدسي الصحيح: يَقُولُ اللَّهُ شَتَمَنِى ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِى
    - أو متعديا باللام ولا يليه شيء، نحو ما رواه عقبةُ بنُ عامر في الحديث الصّحيح: إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِى لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِى يَنْبَغِى لَهُمْ
    - أو متعديا باللام ويليه الفعل المضارعُ المرفوع، كما في حديث مشاورة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصحابَه يومَ أحُد في المُقامِ أو الخروج: لاَ يَنْبَغِى لِنَبِىٍّ يَلْبَسُ لأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ
    - أو غير متعدّ ، ويليه المصدر: كما في الصحيح عن ابن عباس: وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ، وكما ورد في صحيح مسلم: باب إِبَاحَةِ أَكْلِ الثُّومِ وَأَنَّهُ يَنْبَغِى لِمَنْ أَرَادَ خِطَابِ الْكِبَارِ تَرْكُهُ وَكَذَا مَا فِى مَعْنَاهُ
    - أو غير متعدّ ، ويليه أن والفعل المُضارِع، نحو ما رَواه عثمان رضي الله عنه : إِنِّى نَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَ الْقَرْنَيْنِ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ فِى الْبَيْتِ شَىْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّىَ ، وكذا: إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِى أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ
    وهناك صور كثيرة في الكلام الفصيح آياتٍ وأحاديثَ وأقوالاً أدبيّةً فصيحةً، من صور الفعل "ينبغي" لم يرِدْ فيها هذا الفعلُ متعدّيا بـ"عَلى" البتّةَ

    والله أعلَم وأحكم


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد بودرع
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    49
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    ولي تعليقٌ على ما ورد في
    "الأخطاء الشائعة في استخدامات حروف الجرّ"
    للدكتور محمود إسماعيل عمّار "بحث نصّيّ"
    ينبغي "على هذا"، أو"على ما ذكره"، " أو"على قياسه"
    كما أورَدَه د. ياسين أبو الهيجاء
    وساقَه الدّكتور منذر أبو هواش

    فقد استدلّ صاحب النّصّ على تعدية بعضِهِم للفعل "ينبغي" بحرف الجرّ "على"، بقولِه: "ينبغي على هذا"، أو"على ما ذكره"، " أو"على قياسه" أن يكون كذا"

    وهو استدلال في غيرِ موضعه؛ لأنّ حرف الجرّ ههنا لا صلةَ لها بالفعل ينبغي و لا يتعلّقُ بِه كتعلُّق اللامِ بالفعل في "ينبغي لك" ؛ أي إنّ "على" في الأمثلة المذكورَة:
    "ينبغي على هذا"، أو"على ما ذكره"، " أو"على قياسه" أن يكون كذا"
    متعلّقة بمحذوفٍ تقديرُه مثلاً: ينبغي، بناءً على هذا أو تأسيسا عليه أو ترتيبا عليه...، أن...
    وترتيبُ الكلامِ: ينبغي أن يكونَ كذا، بناءً على هذا أو تأسيسا عليه أو ترتيبا عليه
    أمّا الاستدلال على استعمال القرطبي أو ابنِ القيّم للفعل متعدّيا بعلى فلا يُعتدّ به؛ لأنّه لا يُتّخذ كلام المتأخّرين من الفقهاءِ والمفسّرين وعلماءِ الكلام والفلاسفة دليلاً على قواعد اللغة واستعمالاتِها ، بل الصّوابُ ما نطقَ به القرآن الكريمُ، والحديثُ النبويّ الشّريفُ، وفصحاءُ العربِ في أشعارِهم وأمثالِهِم وخُطبِهِم...

    والله أعلَم


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية محمد العمار
    تاريخ التسجيل
    07/02/2008
    المشاركات
    42
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    العفو أستاذي الفاضل الباحث/عبد الرحمن محمد بو دريع وبما أنك بحثت في كتب الحديث فلم تجد رواية واحدة يتعدى فيها فعل ينبغي بعلى فهذا دليل على أن تعدية الفعل بعلى من الأخطاء التي سرت وانتشرت بين ألسن الناس فينبغي لهم الحذر من الوقوع في هذا الخطأ الفادح وبالذات علماء اللغة العربية والمهتمين بها من جهة وعلماء الشريعة من جهة أخرى.

    تحياتي للجميع

    ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ))

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد بودرع
    تاريخ التسجيل
    01/03/2008
    المشاركات
    49
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ينبغي عليك أنْ تفعل كذا - د. ياسين أبو الهيجاء

    أشكرك أخي محمد العمّار على التّجاوُب العلمي الكريم
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أ.د.عبد الرحمن محمد بودرع


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •