يذهب هذا المفهوم إلي طرح مدخل جديد للتفكير في شئون الكرة الأرضية من خلال تقسيمها إلي ثلاثة مستويات أو نظم للوجود :
1- مستوي تخضع مكوناته لقوانين الطبيعة والكيمياء ، وهو مستوى الكوكب الطبيعي الذي يحوي الغلاف الجوي و الغلاف المائي و القشرة الأرضية.
2- مستوي تخضع مكوناته لقوانين المستوى السابق (قوانين الطبيعة والكيمياء) بالإضافة إلى قوانين علم الأحياء ، وهو الغلاف الحيوي المتمثل في كل الأنواع الحية.
3- المستوى التقني و الاجتماعي المتمثل فيما خلقه الإنسان من مبان وآلات و حكومات و اقتصاديات وفنون و ثقافات و ديانات ، و يخضع هذا المستوي لقوانين المستويين السابقين (قوانين علوم الطبيعة و الكيمياء و الأحياء) بالإضافة إلى ما يستجد من قوانين يبتكرها الإنسان نفسه .

و تمتاز المستويات الثلاث بالعديد من الصفات العميقة و الغامضة ( الحياة ، الشعور ، الوعي بالذات ) ، ويعتبر الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك هذه الصفات جميعا مما يلقي علي عاتقه عبء إدارة كل مستوى من المستويات طبقا لقوانينه الخاصة بالإضافة إلي قوانين ما فوقه من مستويات ، مما يعنى ضرورة أن يراعى الإنسان قبل شروعه فى دراسة أى مشكلة بيئية أن يقوم اولا بتحديد ما هو المستوي الذي ينتمي إليه الموضوع المراد السيطرة عليه و إدارته لتحقيق هدف معين ، مع مراعاة أن تلك المستويات المختلفة للوجود تعمل وفقا لمقاييس زمنية مختلفة مما يجعل من إدارتها أمرا صعبا يجب أن يتم التعامل فيه مع كل مستوي تبعا لمقاييسه الزمنية الخاصة به ، فعلي سبيل المثال ، ينظر كل فرد إلي إمكانيات استخدام الأراضي في أي منطقة بمنظور زمني مختلف عن غيره ، فالصياد يفكر في جمع كفاف يومه في حين أن الباحث في صيانة المواد الوراثية فيفكر في مدي عشرات الآلاف من السنين .