ماذا تفعل عندما يتضور طفلك أمامك جوعا ؟!

[محسن الإفرنجي]

ماذا تفعل عندما يتضور طفلك أمامك جوعا ؟!
أطفال غزة تحت الحصار...ارتفاع ملحوظ في معدلات سوء التغذية الشديدة

غزة – محسن الإفرنجي:
تصور أن أطفالك الصغار يتضورون أمامك جوعا و يبكون و يصرخون؟ تخيل أنك تقف عاجزا أمام تلبية حاجات أطفالك الأساسية من مأكل و مشرب؟ ماذا ستفعل و كيف ستتصرف..إنها تصورات و تخيلات حولها الحصار الإسرائيلي إلى حقائق دامغة في غزة الذي يعاني 10.7% من أطفاله ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات من بطء النمو بسبب سوء التغذية المزمنة حسب إحصاءات دائرة الإحصاء المركزية.
وحول مائدة الطعام في الجمعية تجمعت الأمهات يطعمن أولادهن وجبة من اللحوم الطازجة وشوربة الخضروات التي يتم توفيرها بشكل مجاني.
إحدى الأمهات فاطمة مشرف (23 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة تقول عن حالة طفلتها: "عندما أحضرت ابنتي هنا أول مرة، كان عمرها 6 أشهر، و تعاني من نقص في الوزن. لم أكن أعرف كيف يمكن أن أحسن صحتها".
واستدركت قائلة:" لكن المركز ساعدني وساعدها، والآن صحة ابنتي أفضل بكثير و هذا المكان هام جداً لأطفالنا لأنه يقدم وجبات غنية بعناصر التغذية بتبرع من وكالة الغوث".
تشديد الحصار بأشكاله ومجالاته المختلفة لا يدمر الاقتصاد الغزي فحسب بل "يضاعف من أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل لتصل إلى نسب غير مسبوقة في تاريخ الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليكون هو الأشد قسوة منذ أن استكملت قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية في حزيران من العام 1967" حسب المؤسسات الحقوقية.
وخلف الحصار الإسرائيلي المتواصل أطفالا مصابين بحالات مرضية مختلفة جراء سوء التغذية الناجمة عن حالة الإفقار الشديد التي يشهدها قطاع غزة و التي تعد الأسوأ في تاريخه وفق د. عدنان الوحيدي المدير الطبي لمركز تغذية الطفل التابع لجمعية أرض الإنسان.
سوء تغذية..مزمنة!!
ويؤكد د.الوحيدي أن الحصار يزيد تردي حالة سوء التغذية عند الأطفال في قطاع غزة، ويقول: "آثار هذا الحصار شديدة جداً على الأطفال وحديثي الولادة. لقد وثقنا ارتفاعا ملحوظا في معدلات سوء التغذية عند الأطفال، خاصة حالات سوء التغذية الشديدة" مستدلا بنتائج ذلك من خلال ارتفاع ملحوظ في معدلات قصر القامة، الذي يعبر عن سوء التغذية المزمنة.
ويصف الطبيب الوحيدي نسبة الذين يعانون بطء النمو بسبب سوء التغذية المزمنة بأنها "صادمة" مشيراً إلى أن نسبة بطء النمو لدى الأطفال في الدول العربية الأخرى أقل من 6%.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي رصد نتائج الحصار على صحة الأطفال أكد أن الحصار المطبق على القطاع يؤثر على كافة جوانب الحياة في القطاع، بما في ذلك إمدادات المياه والأغذية الطازجة إلى جانب مشكلات متعلقة بتوفر مياه الشرب بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
ويتابع د. الوحيدي: " السلة الغذائية لقطاع غزة في الفترة الحالية تعاني من نقص كبير بسبب الحصار و عشرات الآلاف من العائلات لا يوجد أمامها بدائل سوى المساعدات الإنسانية والإغاثية" مستدركا بقوله "لكن إذا استمر هذا الحصار فإن التدخلات الحالية في مجال تغذية الطفل لن تكون كافية و ستزداد معدلات وفيات الأطفال، ولن نستطيع السيطرة على الوضع".
هدوء بسبب الضعف..!
نجاح زهد مديرة التغذية في مركز تغذية الطفل التابع للجمعية تذكر أن العديد من الأمهات يأتون بأطفالهم إلى المركز بدافع شخصي موضحة أن مقر الجمعية مكتظ غالبا بالنساء والأطفال المصطفون للعلاج والمراجعة و "غالبية الأطفال هادئين، وبعضهم يبدو ضعيفاً وهزيلاً ".
وتستقبل الجمعية 20-25 حالة جديدة يومياً، إلى جانب حوالي 350 طفلاً في المركز أسبوعياً كما تمكن العام الماضي من علاج أكثر من 8400 طفلاً في غزة و 8000 طفلاً في المركز في خانيونس جنوب القطاع جميعهم أقل من 5 سنوات.
وتقول زهد: "الفئة المستهدفة تضم الأطفال الذين يعانون سوء التغذية من الدرجة الثانية أو الثالثة حيث نقوم بوزن كل طفل يأتي إلينا، وأخذ عينة دم وبول " لافتة إلى أن حوالي نصف الأطفال يعانون من درجة خفيفة من سوء التغذية، وحوالي 32% يعانون من سوء التغذية من الدرجة الثانية، والباقون 16% يعانون من سوء التغذية من الدرجة الثالثة".
و تشير إلى أنه يتم تقديم وجبات مغذية في المركز مع تدريب الأمهات حول كيفية تغذية أطفالهن وفق نظام تغذية صحي ومتوازن. وأضافت:"لا نتمكن من تقديم أي فواكه للأطفال معظم الأحيان بسبب الإغلاق".
وتتبع جمعية أرض الإنسان النظرة الشمولية بحيث تقدم للأمهات دعما متواصلا في مجالات تغذية الأطفال، والرضاعة الطبيعية، وغيرها من مهارات تربية الأطفال.
أوضاع إنسانية كارثية يواجهها نحو 1.5 مليون مواطن في القطاع خاصة الأطفال و المرضى ، يعانون حالة من الخنق في كافة مناحي حياتهم وتطالهم سياسة العقاب الجماعي دون أن تحرك ساكنا في مجتمع دولي يكيل بمكيال يشبه "الغربال"..

***************************************

[محسن الإفرنجي]

ماذا تفعل عندما يتضور طفلك أمامك جوعا ؟!
أطفال غزة تحت الحصار...ارتفاع ملحوظ في معدلات سوء التغذية الشديدة

غزة – محسن الإفرنجي:
تصور أن أطفالك الصغار يتضورون أمامك جوعا و يبكون و يصرخون؟ تخيل أنك تقف عاجزا أمام تلبية حاجات أطفالك الأساسية من مأكل و مشرب؟ ماذا ستفعل و كيف ستتصرف..إنها تصورات و تخيلات حولها الحصار الإسرائيلي إلى حقائق دامغة في غزة الذي يعاني 10.7% من أطفاله ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات من بطء النمو بسبب سوء التغذية المزمنة حسب إحصاءات دائرة الإحصاء المركزية.
وحول مائدة الطعام في الجمعية تجمعت الأمهات يطعمن أولادهن وجبة من اللحوم الطازجة وشوربة الخضروات التي يتم توفيرها بشكل مجاني.
إحدى الأمهات فاطمة مشرف (23 عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة تقول عن حالة طفلتها: "عندما أحضرت ابنتي هنا أول مرة، كان عمرها 6 أشهر، و تعاني من نقص في الوزن. لم أكن أعرف كيف يمكن أن أحسن صحتها".
واستدركت قائلة:" لكن المركز ساعدني وساعدها، والآن صحة ابنتي أفضل بكثير و هذا المكان هام جداً لأطفالنا لأنه يقدم وجبات غنية بعناصر التغذية بتبرع من وكالة الغوث".
تشديد الحصار بأشكاله ومجالاته المختلفة لا يدمر الاقتصاد الغزي فحسب بل "يضاعف من أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل لتصل إلى نسب غير مسبوقة في تاريخ الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليكون هو الأشد قسوة منذ أن استكملت قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية في حزيران من العام 1967" حسب المؤسسات الحقوقية.
وخلف الحصار الإسرائيلي المتواصل أطفالا مصابين بحالات مرضية مختلفة جراء سوء التغذية الناجمة عن حالة الإفقار الشديد التي يشهدها قطاع غزة و التي تعد الأسوأ في تاريخه وفق د. عدنان الوحيدي المدير الطبي لمركز تغذية الطفل التابع لجمعية أرض الإنسان.
سوء تغذية..مزمنة!!
ويؤكد د.الوحيدي أن الحصار يزيد تردي حالة سوء التغذية عند الأطفال في قطاع غزة، ويقول: "آثار هذا الحصار شديدة جداً على الأطفال وحديثي الولادة. لقد وثقنا ارتفاعا ملحوظا في معدلات سوء التغذية عند الأطفال، خاصة حالات سوء التغذية الشديدة" مستدلا بنتائج ذلك من خلال ارتفاع ملحوظ في معدلات قصر القامة، الذي يعبر عن سوء التغذية المزمنة.
ويصف الطبيب الوحيدي نسبة الذين يعانون بطء النمو بسبب سوء التغذية المزمنة بأنها "صادمة" مشيراً إلى أن نسبة بطء النمو لدى الأطفال في الدول العربية الأخرى أقل من 6%.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي رصد نتائج الحصار على صحة الأطفال أكد أن الحصار المطبق على القطاع يؤثر على كافة جوانب الحياة في القطاع، بما في ذلك إمدادات المياه والأغذية الطازجة إلى جانب مشكلات متعلقة بتوفر مياه الشرب بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
ويتابع د. الوحيدي: " السلة الغذائية لقطاع غزة في الفترة الحالية تعاني من نقص كبير بسبب الحصار و عشرات الآلاف من العائلات لا يوجد أمامها بدائل سوى المساعدات الإنسانية والإغاثية" مستدركا بقوله "لكن إذا استمر هذا الحصار فإن التدخلات الحالية في مجال تغذية الطفل لن تكون كافية و ستزداد معدلات وفيات الأطفال، ولن نستطيع السيطرة على الوضع".
هدوء بسبب الضعف..!
نجاح زهد مديرة التغذية في مركز تغذية الطفل التابع للجمعية تذكر أن العديد من الأمهات يأتون بأطفالهم إلى المركز بدافع شخصي موضحة أن مقر الجمعية مكتظ غالبا بالنساء والأطفال المصطفون للعلاج والمراجعة و "غالبية الأطفال هادئين، وبعضهم يبدو ضعيفاً وهزيلاً ".
وتستقبل الجمعية 20-25 حالة جديدة يومياً، إلى جانب حوالي 350 طفلاً في المركز أسبوعياً كما تمكن العام الماضي من علاج أكثر من 8400 طفلاً في غزة و 8000 طفلاً في المركز في خانيونس جنوب القطاع جميعهم أقل من 5 سنوات.
وتقول زهد: "الفئة المستهدفة تضم الأطفال الذين يعانون سوء التغذية من الدرجة الثانية أو الثالثة حيث نقوم بوزن كل طفل يأتي إلينا، وأخذ عينة دم وبول " لافتة إلى أن حوالي نصف الأطفال يعانون من درجة خفيفة من سوء التغذية، وحوالي 32% يعانون من سوء التغذية من الدرجة الثانية، والباقون 16% يعانون من سوء التغذية من الدرجة الثالثة".
و تشير إلى أنه يتم تقديم وجبات مغذية في المركز مع تدريب الأمهات حول كيفية تغذية أطفالهن وفق نظام تغذية صحي ومتوازن. وأضافت:"لا نتمكن من تقديم أي فواكه للأطفال معظم الأحيان بسبب الإغلاق".
وتتبع جمعية أرض الإنسان النظرة الشمولية بحيث تقدم للأمهات دعما متواصلا في مجالات تغذية الأطفال، والرضاعة الطبيعية، وغيرها من مهارات تربية الأطفال.
أوضاع إنسانية كارثية يواجهها نحو 1.5 مليون مواطن في القطاع خاصة الأطفال و المرضى ، يعانون حالة من الخنق في كافة مناحي حياتهم وتطالهم سياسة العقاب الجماعي دون أن تحرك ساكنا في مجتمع دولي يكيل بمكيال يشبه "الغربال"..

***************************************

[د. محمد اسحق الريفي]

الأخ الكريم الأستاذ محسن الافرنجي،

تقرير مخيف جدا، وواقع غزة لا يسر على الإطلاق، فقد بدأت ظواهر كارثية في الظهور في المجتمع الغزي، وإذا استمر الحصار فستتفاقم معاناة المواطنين في غزة إلى درجة لا يستطيعون تحملها، والله المستعان.

جزاك الله خيرا وشكرا لك على كتابة هذا التقرير.

[د. محمد اسحق الريفي]

الأخ الكريم الأستاذ محسن الافرنجي،

تقرير مخيف جدا، وواقع غزة لا يسر على الإطلاق، فقد بدأت ظواهر كارثية في الظهور في المجتمع الغزي، وإذا استمر الحصار فستتفاقم معاناة المواطنين في غزة إلى درجة لا يستطيعون تحملها، والله المستعان.

جزاك الله خيرا وشكرا لك على كتابة هذا التقرير.