بسم الله الرحمن لرحيم...

الأخ الأستاذ ميلود الإخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته و بركاته...

بكل تأكيد يعتبر القرآن الكريم المرجع الأول برفقة السنة النبوية في كل العلوم الإنسانية...نظرا لأنه كلام الله عز و جل و حجته على خلقه...و من ثم يكون هو المعيار الذي نقيس به صحة "الحقائق" التي يصل إليها العقل البشري في بحثه المتواصل عن الحق و الحقيقة...

فكما أشار الأستاذ ميلود بحق: "والحق أن الإسلام هو دين العلم فقد أثبت علمائنا وحتى علماء الغرب أنه لا يوجد في أي نص شرعي صريح تناقض مع حقيقة علمية يقينية، ولعل هذا من دلائل الإعجاز في الإسلام وكتابه العزيز."

فالعلم و قوامه المنهج التجريبي لا يختلف من حيث الجوهر عن الدين الإسلامي الذي هو دين "عمل"...فالعمل هو تجربة حية يقوم بها الإنسان في مجال معين من مجالات الحياة...و بالتالي فذاك العمل هو سلوك يتأسس ضمن شروط معينة و ينتج أفعاله ضمن شروط معينة...و من هنا كان التكامل بين الدين و العلم في تقويم سلوك الإنسان...فإذا كان الجانب الأخلاقي في الدين يحث على السلوك السوي...نجد في المقابل أن العلم يحاول تحديد الشروط الأفضل و الأجود لإنتاج السلوك السوي...

و المثال الذي تفضل به الأستاذ ميلود عن حالة" الغضب" و هي حالة ليست سوية قد تعترض الإنسان في حياته...لأن الحالة السوية للنفس الإنسانية هي حالة" الطمأنينة"...و هنا لا أتحدث عن حالة الغضب التي يجب أن تغضب الإنسان لما يغضب الله عز و جل...لأن غضب الله جل في علاه أصعب بكثير من غضب الإنسان و لله المثل الأعلى...و لكن الغضب الذي هو مثال عن الحالة التي قد تصيب الإنسان لأتفه الأسباب هو المقصود بالحالة "المرضية" و "غير السوية" التي يعالجها الدين كما يعالجها العلم...كل بحسب طريقته و كل بحسب أدواته المتاحة و الممكنة...و الكل بحسب درجات "انفعال " حالة الغضب التي تعكر صفو الحياة الهادئة...حياة الطمأنينة التي ينشدها الإنسان...

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...