آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ماهية الإستشراق

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي ماهية الإستشراق

    مفهوم الاستشراق:
    كلمة عربية على وزن إستفعال ويعني بصورة عامة تخصص باحثين غربيين في دراسة كل ما يتعلق بالشرق، ويطلق على هؤلاء الباحثين مصطلح المستشرقين.
    كما يعرف الاستشراق بأنه« مجموعة المباحث التي تتناول بالدراسة الشعوب الشرقية ولغاتها وتاريخها وحضاراتها، أو هو تذوق أشياء الشرق. »
    ويفهم مما سبق أن الاستشراق كلمة مشتقة من الشرق الذي أصبح يعني خاصة الشرق العربي الإسلامي.
    ولهذا قدم الاستشراق نفسه دائما على أساس أنه منهج موضوعي لدراسة قضايا الشرق، كما أكد على التمايز بين الشرق والغرب، في الفكر والمنهج والممارسة والانتماء الديني والأديولوجي، وانطلاقا من هذه المعطيات تطور كذلك مفهوم الاستشراق وأصبح يعرّف بأنه: « أسلوب من الفكر قائم على تمييز إنطولوجي (وجودي)، وإستمولوجي (معرفي) بين الشرق والغرب، والتمييز بينهما بوصف هذا التمييز نقطة الانطلاق لسلسلة محكمة الصياغة، من النظريات والملاحم، والروايات والأوصاف الاجتماعية، والمسائل السياسية التي تتعلق بالشرق ... »
    والنظرة الاستعلانية الغربية أساس الاستشراق حديثا الذي هو أساس دراستنا إذ أن: « جوهر الاستشراق هو التمييز الذي لا يمكن استئصاله، بين تفوق غربي ودونية شرقية.»
    ولذلك يتعامل الاستشراق مع الشرق ككيان ستاتيكي ثابت، وكظاهرة تثير اهتمام وشهية الغرب لإثبات تفوقه، ويصبح الاستشراق عملا منظما، يقوم به الغرب لدراسة واكتشاف كل ما يتعلق بالشرق، من لغات وثقافات ودين وتقاليد، وعائدات ومميزات فكرية، وذلك لتحقيق أهداف كثيرة دينية تبشيرية، أو سياسية استعمارية، أو اقتصادية تجارية، أو عملية علمية.
    وإذا كانت التعريفات لا تحدد في الاستشراق سوى الماهية، دون الأهداف فإن فحص الاستشراق كفعل أو ممارسة في الواقع، يكشف عن أهداف ضمنية أو صريحة، تكشف لنا عنها دراسة تاريخ ظهور الاستشراق وارتباطه بالمؤسسات التبشيرية والاستعمارية، وقد أشرنا إلى ذلك سابقا إذا كانت: « رغبة التبشير بالمسيحية في الشرق، فاستلزم هذا دراسة اللغة العربية على أيدي المستشرقين، ومن هذا تلاقت وجهة الاستعمار ووجهة التبشير ووجهة الاستشراق،« حيث لم يكن يتسنى للمبشر أداء عمله، إلا إذا كان يحسن آداب الشرق.»
    وقد ازدادت أهمية الاستشراق بالنسبة للمراجع السياسية والدينية الأوربية في القرن التاسع عشر، وذلك لما وجدته المؤسسات التبشيرية، وأوربا الاستعمارية من أهمية كبرى للمستشرق كسند في سياستها لتسهيل عمل البعثات التبشيرية والعسكرية لاستغلال وغزو الشعوب العربية.
    يتبع...


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    لهذا يعتبر الاستشراق من أهم أدوات الغزو الفكري، التي أثرت تأثيرا فعالا في تمكين الاستعمار وتجسيد التبعية الثقافية، وذلك حين استهدف الاستشراق خدمة الاستعمار ببعث التخاذل والشعور بالنقص في نفوس الشعوب العربية الإسلامية، لأن جهود المستشرقين أنصبت على دراسة التراث العربي الإسلامي، والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمعات العربية، والتوصل بعد ذلك إلى نتائج تحددها ميول وأهداف مسبقة، ثم يتم نشر تلك النتائج على أنها حقائق موضوعية لا نقاش فيها، وذلك عن طريق المجلات والكتب والمحاضرات والندوات وعلى نطاق واسع في العالم الغربي. ثم تروج في المجتمعات العربية، وسنبرز ذلك بتوسع عندما نتكلم عن طبيعة المنهجية التي يستخدمها الاستشراق في التعامل مع قضايا الفلسفة الإسلامية.
    وتأكيدا لما تقدم وزيادة في إبراز طبيعة الاستشراق حديثا نلاحظ أن الاستشراق أصبح اليوم « عبارة عن مؤسسة مشتركة للتعامل مع الشرق، بإصدار تقريرات حوله، وهو أسلوب غربي للسيطرة على الشرق، واستبنائه (أي إعادة صياغته) وامتلاك السيادة عليه. »1
    وهذا ما يؤكده تأمل الاستشراق الذي أصبح يمثل مؤسسات ثقافية مركزية قوية، تدعمها المؤسسات الرسمية في الدول الغربية، بل يشكل قطاعا استراتيجيا في وكالات الاستخبارات، ومراكز التجسس الغربية لأهمية التقارير التي يقدمها والشاملة لمجالات فكرية واقتصادية وسياسية، مما جعل الاستشراق ينتج كما هائلا من المؤلفات، «فقد قدّر أن حوالي 60.000 كتابا، تتعلق بالشرق الأدنى قد كتبت بين 1800 و 1950 في الغرب، وليس ثمة ما يقارب هذا العدد أي مقربة من الكتب الشرقية عن الغرب، فالاستشراق من حيث هو جهاز ثقافي، هو عدوانية، ونشاط، ومحاكمة...فالشرق وجد من أجل الغرب، أو هكذا بدا لعدد لا يحصى من المستشرقين. »2
    وأصبح الاستشراق أكثر تخصصا وتركيزا على موضوع الإسلام ومجالاته، مستخدما في ذلك مناهجه، إلى حد أن المنهج الاستشراقي أصبح جزءا أساسيا من الاستشراق نفسه، وتحدد الاستشراق « كمنهج وكمحاولة فكرية لفهم الإسلام عقيدة وحضارة وتراثا، كان دافعه الأصيل العمل من أجل إنكار المقومات الثقافية والروحية في ماضي الأمة، والتنديد والاستخفاف بها. »3
    ولما كان اهتمام المستشرقين ينصب على الإسلام وموضوعاته، فقد أنشئوا علم الإسلاميات (Islamologie)، وهم يحاولون بذلك إعطاء الصبغة العلمية لدراستهم ونتائجهم، وما يؤكد ذلك تعريفهم لهذا المبحث: « موضوع (علم الإسلاميات) هو الدراسة العلمية للدين الذي يعتنقه المسلمون، وتأثيره على المجالات المختلفة للنشاط الإنساني، فالدراسة تتعلق إذا بالعقيدة المحمدية، وكل المعلومات التي تطورت في إطارها، أو من خلال التيارات المخالفة لها، كما تهتم الدراسة بانتشار الإسلام والمفاسد التاريخية للدول الإسلامية، أنها تدرس الحياة الثقافية في البلدان الإسلامية...»4
    والحقيقة أننا بعد تعريف الاستشراق نميل إلى التأكيد على أبعاد الاستشراق التي يحددها التعريف السابق. إذ لم يعد الاستشراق مجرد دراسة بريئة للشرق، وإنما صار منهجا ووسيلة هامة من أدوات الغزو الفكري، الذي اعتمدها الغرب بصورة عامة، وأوربا بصورة خاصة في تعاملها مع العالم الإسلامي، ولهذا سنهتم بالاستشراق من هذه الزاوية أي كمنهج ووسيلة ونتطرق لذلك إلى الوقائع والنتائج. وليس الغرض تحليل الاستشراق بصورة عامة، وإنما محاولة كشف منهجيته والمجالات التي تعامل معها والأهداف المتوخاة من ذلك.

    1 ) إدوارد سعيد: الإستشراق، تعريب: كمال أبي ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ط2، 1984،ص9.
    2 ) المرجع نفسه، ص 216.
    3 ) عرفان عبد الحميد: المستشرقون والإسلام، المكتب الإسلامي، بيروت، ط3، ب ت، ص4.
    Pareja F.M et al : Islamologie, Imprimerie Catholique, Beyrouth, 1964, P1. (4


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية باسين بلعباس
    تاريخ التسجيل
    06/05/2008
    المشاركات
    1,645
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الأستاذ الباحث حميدات ميلود:
    شكرا على الدراسة عن الاستشراق..مفهومه، وتوجهاته..
    أهدافه كما تبينها الدراسة..
    الاستيلاء على منظومة الأفكار الشرقية..لأمرين أساسيين:
    1/ السيطرة على الشرق ، عندما يعرف الخلفية الفكرية التي يرتكز عليها..وأهمها الركيزة الدينية..ولأن الشرق مسلم (أدناه وجل أقصاه)..فإن المعيق في السيطرة : التمسك بالدين، واعتباره الحاجز الرئيس في البقاء والاستمرار عسكريا..
    ولهذا اعتمدت الامبراطوريتان الاستعماريتان (البريطانية والفرنسية:وهما المستعمِرتان للعالم الإسلامي ) على نهجين مختلفين في التعامل مع الشرق..أو مستعمرات الشرق، انطلاقا من الركيزة الدينية،فبريطانيا الاستعمارية احتوت المستعمرات اقتصاديا وأزالت الجيوش، وجعلت المعاهدات والاتفاقيات أساس التحكم في الشرق عندما يئست من القضاء على الدين كمعتقد يستحيل تجاهله في معادلة التعامل مع المستعمرات..(انفصال باكستان..عن الهند)..فأنشأت منظمة الكومنولث..
    بينما فرنسا كانت أشرس استعمال استيطاني..عملت على نشر الصليب بكل الطرق..واللغة بكل السبل والمناهج..وتزييف التاريخ..انطلاقا من توصيات مستشرقيها الذين كانوا جواسيس(كما جاء في دراستك..)..والعودة الى بداية التعامل مع الشأن الجزائري من خلال الارساليات التجارية والقنصلية..توضح جليا هذه النقطة..وتاريخ الجزائر الثقافي خير من يجيب عن هذه الأسئلة..ولكنها عملت أخيرا على تكبيل مستعمراتها باتفاقيات (تعاون )مختلفة الجوانب انطلاقا من توصيات مستشرقيها..وفهمها المتأخر لبنية الشعوب المشرقية الدينية أساسا..(وأشهرها اتفاقية ايفيان مع الجزائر..في أيام الثورة الأخيرة..)
    2/إعادة قراءة الموروث الفكري (العلمي والأدبي ) ..وصياغته وفق رؤية أوربية جديدة تتماشى مع الفكر الإستعماري العام ،ثقافي..وتجاري..وحتى تصدير القيم الأخلاقية التي أفرزتها الحضارة المادية من خلال الليبرالية المتوحشة ..أو الإشتراكية المقيدة للحرية الفردية المذابة داخل الكيان الجمعي..[أنا أفكر، أنت تسمع..أنا أقرر ،أنت تنفذ.. ]..
    وكان من نتائج هذه القراءة الجديدة تطوير الجالات العلمية خاصة ، والاستفادة من الركام العلمي الإسلامي..في أثار الرازي أو الخوارزمي أو بن حيان أو الحسن بن الهيثم...
    وبالمقالبل لا ننسى أن بعض المستشرقين ، كانوا أعلاما في بداية النهضة العربية ( البداية المستمرة الى اليوم....)وساعدوا المفكرين العرب في كثير من الأمور..ومنهم من زوّد المكتبة العربية بتحقيق كتب التراث..
    شكرا لك أخي ميلود على إسهامك..
    تقديري واحترامي

    التعديل الأخير تم بواسطة باسين بلعباس ; 08/10/2008 الساعة 02:20 PM

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأخ العزيز ياسين تحية طيبة وبعد: مشكور جدا على مداخلتك القيمة، وسنعود بأكثر توسعا لتوضيح القضايا التي أثرتها وخاصة علاقة الإستشراق بالإسلام والشرق، وإحياء التراث الإسلامي من طرف بعض المستشرقين، لنتيبن حقيقة ذلك
    نشكرك مرة ثانية ونتمنى استمرار تواصلك لإثراء الموضوع.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية ميلود حميدات
    تاريخ التسجيل
    02/05/2008
    المشاركات
    20
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ماهية الإستشراق

    نواصل تحليلنا لموضوع الإستشراق، شاكرين لكل الزملاء تشجيعهم، وخاصة الأخ الكريم ياسين بلعباس.
    الإستشراق وقضايا العقيدة الإسلامية:
    شكل ظهور الإسلام كدين سماوي ثورة كبرى، حوّلت العرب الجاهلين، من مجتمع قبلي متناحر إلى أمة موحدة، ذات عقيدة لها بعد عالمي، أقيمت على أساسها دولة إسلامية عظيمة غيرت مجرى التاريخ الإنساني. إذ استطاعت وفي مدة قياسية، أن تنتصر على حضارات، وأمم قوية كانت تسيطر على العالم آنذاك.
    وسرعان ما تبلورت حضارة عربية إسلامية، تستمد جذورها من عقيدتها، وتشرّع قوانينها من دينها. فكان للإسلام كل الفضل في تأسيس حضارة العرب والمسلمين، وتميزهم كأمة لها خصوصياتها الحضارية والثقافية.
    أدرك المسلمون أن المصدر التشريعي الأساسي هو القرآن الكريم ثم السنة النبوية، وبذلك قطع المسلمون صلتهم بالجاهلية، واستمروا أقوياء أعزاء، ما استمسكوا بهذين الأصلين، واستمرت عظمة المسلمين قرونا طويلة، حتى انحرفوا عن مبادئهم الأساسية في التشريع، فانهارت دولتهم وضعفت قوتهم، ووهنت مقاومتهم فطمع فيهم غيرهم، وسيطرت عليهم دول الغرب الاستعمارية.
    ورغم حالة الضعف التي كان يعانيها المسلمون فقد ثاروا وكافحوا الاستعمار والغزو الأجنبي، وأدرك الغرب خطورة تعاليم الإسلام، على وجوده، والتي كانت تحث المسلمين على الجهاد.
    ولذلك كان من الطبيعي أن يتجه الغرب إلى محاولة القضاء على التشريع الإسلامي، والتشكيك في تعاليم الإسلام والطعن في صلاحياته للقضاء على روح المقاومة والجهاد، وإخضاع الشعوب الإسلامية، وإلغاء ارتباطها بالإسلام وتشريعاته ليستطيع التحكم فيها.
    وبناءا على ما سبق إثباته سابقا، فقد حدث الاحتكاك المبكر بين الإسلام والغرب، واعتبر هذا الأخير حضارة الإسلام أخطر أعدائه، وخاصة مع انتشار الإسلام وثقافته في كل أنحاء العالم.
    ولما كانت مصادر الإسلام متمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي، فقد تناول الغزو الفكري بكل أدواته هذه المصادر، بالتشكيك والثلب والطعن، رغبة في ضرب الأمة الإسلامية في جوهرها.
    ونظرا إلى ارتباط العقيدة بالشريعة في الإسلام ووحدة مصدرهما، رأيت من المناسب أن أقسم مجال العقيدة الذي تناوله الإستشراق إلى ثلاثة أسس هي القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأخيرا التاريخ الإسلامي (باعتباره مجال النشاط السياسي والثقافي للمجتمع الإسلامي.)
    1) القرآن الكريم:
    أعتبر القرآن الكريم عند المسلمين المصدر الأول للعقيدة والشريعة الإسلامية، وكلام الله الموحى به إلى النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، وهو محفوظ بنص القرآن من التحريف والتغيير وهو صالح لكل زمان ومكان.
    ونظرا إلى هذه المعطيات كان الاهتمام الكبير من طرف الغرب وأدواته الغازية بالقرآن الكريم، وذلك لاعتبارات كثيرة نذكر منها:
    أولا: التشكيك في حقيقة القرآن ذاته، لأن تحطيم المسلمين وغزوهم في نظرهم لا يتم إلا من خلال تحطيم عقيدتهم وحضارتهم.
    ثانيا: القرآن هو المصدر الأول لفهم الإسلام عقيدة وشريعة.
    ثالثا: التعرف على طبيعة الإسلام ، وموقعه من الشرائع الأخرى.
    رابعا: حاجة التبشير والاستشراق لفهم القرآن، وذلك لإيجاد وسائل الرد عليه.
    ومما سبق ذكره من اعتبارات تناول المبشرون والمستشرقون ـ وبوسائلهم المختلفة ـ القرآن الكريم بالتشكيك والنقد وإطلاق الشبهات حوله وخاصة ما يتعلق: بمصدر القرآن الذي يعتبره المسلمون كلام الله لفظا ومعنى، أما المبشرون والمستشرقون فيعتبرون القرآن من تأليف الرسول، وهو من عنده أو أخذه من الرهبان المسيحيين أو الكهان اليهود، أو خليط من المسيحية واليهودية ويتلخّص موقفهم في أن: » القرآن من عند محمد ، وهو زعيم ديني ومؤلف القرآن. «
    وقد قال كثير من كبار المستشرقين بهذه الشبهة، مما كان له تأثير كبير على غيرهم من غير المستشرقين، وعملوا على إظهار هذا الموقف المجحف كما لو كان حقيقة علمية.
    يقول (هاماتون جيب H.Gibb) (1895،1971) عن القرآن الكريم: » إنه مجموعة الخطب الواردة على لسان محمد خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته، وهي تشكل في حد ذاتها تعاليم دينية وأخلاقية مختصرة وحججا ضد خصومه...كان النبي محمد يعتقد أن جميع هذه الآيات أوحيت إليه، ولا تشكل في حد ذاتها فكرته الواعية. «
    أما بعضهم قد دفعهم تشابه القصص القرآني مع ما جاء في التوراة والإنجيل إلى إرجاع القرآن إلى مصادر مسيحية ويهودية ، حيث يقول بهذه الشبهة على سبيل المثال (اغناز جولدزهيرIgnaz Gol zhir )(1850،1921): »فتبشير النبي العربي ليس إلا مزيجا منتخبا من معارف وآراء دينية، عرفها بفضل اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية ... فصارت عقيدة انطوى عليها قلبه، كما صار يعتبر هذه التعاليم وحيا إلهيا. «
    وإذا كانت شبهات المستشرقين استطاعت التأثير في الأوساط الغربية ، وذلك بتشكيل رأي عام غربي لا يعترف بالإسلام، ولا يعرفه بشكل موضوعي، فإن تلك الشبهات لم تؤثر على المسلمين نظرا إلى تمسكهم بعقيدتهم.
    وبسبب ما سبق حاول بعض المستشرقين اعتماد طرق جديدة لاختراق العقيدة، وذلك بالبحث في القرآن ذاته، والقول بتناقضه، وغير ذلك من الشبهات.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •