بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة (( حنين حمودة )) الأخ الفاضل : (( حاتم سالم )) .
حفظكما الله ورعاكما .
ما دفعني إلى كتابة هذا التعليق مسألتان :
1) تعليق الأخت حنين بداية على ( عمل ) غسان كنفاني (( عائد إلى حيفا )) بأنه (( رواية عائد إلى حيفا )) وتعليق الأخ حاتم سالم عليه بأنه (( قصة رائعة )) . . وبين الرواية والقصة يضيع من يريد الأحكام النقدية دقيقة . . شخصيا قرأت هذا العمل مرات بل ودرسته سنوات ، وقرأت جل ما كتب حوله من دراسات موازية ، فوقفت على حقيقة الأمر ؛ إن الكاتب الفلسطيني الشهيد (( غسان كنفاني )) قد حمل القضية الفلسطينية - مع رفاقه على درب النضال - في أجواء نضالية محفوفة بالمخاطر ، وتستدعي الجهر بالقضية على أكثر من مستوى وأكثر من صعيد ، وبشتى الوسائل ، فاختار الوعاء السردي / ( الرواية ) - ولم يكن موفقا فيه فنيا - لترسيخ وتكريس فكرة أن (( الإنسان قضية )) . وهذا ما جاء على لسان الشخصية المحورية .
2) إنني أدعو إخواني الأعزاء إلى التفريق - دائما - بين الرواية والقصة ، بالمفهوم الكلاسيكي - وقد كتب غسان كنفاني في هذا الإطار - ؛ باختصار شديد : الرواية تتعدد أحداثها ، وشخوصها ( ... ) ، وأزمنتها ، وأمكنتها ، وعقدتها ، والحل ، و ... بينما القصة تتسم بما نطلق عليه (( نظام الوحدات )) : وحدة الحدث ، وحدة . . .
بالفعل العمل جدير بالقراءة لكونه يطرح مشاكل عديدة ، منها مايدخل في صميم المأساة الفلسطينية في مرحلة تاريخية معينة ، ومنها ما يدخل في انعدام الدعم اللوجيستيكي للفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا في هذه المرحلة وهو ما يدفع به إلى اختيار الحلول الفردية ، بل منها ما يدخل في اختلاف مشارب الإنسان الفلسطيني نفسه مرحليا ، وإن كانت من غايات المؤلف أن يؤشر لمواجهة يمكن أن تحدث بين ( دوف ) الذي زيفت هويته وأخيه وكلا منهما يدافع عن هوية اكتسبها بالتربية ؛ حيث الأول خارج القضية بينما الثاني يؤصل لهويته الحقيقية . . .
شكرا لكما
المفضلات