آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قراءة في كتاب "المسلمون في الغرب" للتيجاني بو العوالي

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية إدريس اليزامي
    تاريخ التسجيل
    15/04/2007
    العمر
    61
    المشاركات
    126
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي قراءة في كتاب "المسلمون في الغرب" للتيجاني بو العوالي

    "المسلمون في الغرب" وفي طبعة أنيقة من الحجم المتوسط وحوالي مائتي صفحة صدرت عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة سنة 2006 ، من توقيع الكاتب التيجاني بو لعوالي المقيم بالمهجر (هولندا) وقد اختار هذا العنوان بلون أخضر، مذيلا بعنوان آخر بالأسود أقل حجما : بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل.
    ولعل قراءة عاشقة للعمل ستقربنا من مضامينه وأهدافه . ولتكن نقطة البداية من الغلاف.
    فالعنوان الرئيس باعتباره العتبة الرئيسية للنص ، نجده مكتوبا باللون الأخضر، وهذا
    يوحي إلى رمزية اللون الأخضر بالنسبة للإسلام والمسلمين و غنى حمولته . أما العنوان الفرعي الأسود فيصب في نفس المصب : ظلام تناقضات الواقع ، متاهة تحديات المستقبل وما يعتورها من ملابسات ويكتنفها من غموض. إذ لا أحد يتوقع ما ستحمله الأيام.. . وفي الأسفل نجد عائلة مسلمة تبدو الابتسامة على قسمات وجوه أفرادها، أما اللباس فيعكس الخلفية الشخصية، أم بحجابها والذي يشكل جوهر بعض الصراع مع الغرب والإسلام، لأنه ظاهر للعيان ، وأب بلباس غربي وطاقية ووجه ملتح يحيلان على عقيدته الإسلامية، وطفلان بريئان أحدهما يشهر لعبته (دبا) والجميع في لقطة حميمية.. وهو ما يترجم فعلا مضامين العنوان والذي تزكيه الآيات الكريمة في الواجهة الخلفية للأسرة والتي تدخل في إطار باب مسجد مفتوح على مصراعيه، يدل على تسامح هذا الدين ورحابة صدره ليشمل كل إنسان دخله وسار على نهجه بغض النظر عن لونه وحجمه وعرقه وجنسه. وهذا ما يوضحه الغلاف الحافل بصورتين الأولى لأطفال يقرؤون القرآن الكريم في فصل متعدد الأعراق، يجمعهم دين الإسلام ، وأخرى لمسلمين أمريكيين يقيمون نشاطا خاصا بهم في إحدى المناسبات .. وقد كتب بالانجليزية على الواجهة الخلفية للمشهد ما يلي:
    - أنا مسلم.
    - أنا أمريكي.
    إذن فأيقونات الغلاف/الصورة ذات دلالات متعددة تحيل على العنوان أعلاه.
    ولا نغفل شعار المطبعة بشمسها الذهبية وخضرة جغرافيتها.
    وقبل الولوج إلى عالم النص تقع عين القارئ على آية قرآنية من سورة النساء، دلالة على : لا صوت يعلو على كلام الله عز وجل، متبوعة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ..." وهنا صلب الموضوع . هاتان الإضائتان تسعيان إلى تسليط الضوء على سواد النص بمعالمه المتشعبة والتي تنم عن أفكار الكاتب و الهم الذي يشغله تجاه شريحة ينتمي إليها ووطن الحلم الذي يسكنه الشوق إليه حيث السكن والدم والآصرة.
    فيأتي الإهداء في الصفحة الموالية وهو عبارة عن صوت ثالث للشاعر الكاتب ذاته ليضيء لنا جانبا من جوانب النص المغلقة المفتوحة.
    ولعل النص الشعري يفسح مرة أخرى عن مضامين الكتاب وعتبته الرئيسية . أما معجمه فيأتي طافحا بالغربة والنفي والمعاناة والحلم .. والتي تصدرت الآنا الكاتبة: كنت أبحث – أفتش عن كينونتي – أنا منفي، لتشمل الزوج الحالم الذي ركب صهوة الهجرة مع الشاعر لتشمل الملايين من أبناء جلدته. وهنا ينخرط الخاص بالعام وهذه وظيفة الشاعر العضوي المنفعل مع قضايا أمته، يقول: كنت بالحرف السابق أحكي قدر المنفيين أكتب تاريخ الملايين من شعبي المشنوق بين رنيم البشرى
    وهول النعي..
    ثم تأتي الطفلة آية صغيرة الشاعر لتتوج هذا الإهداء والذي يوحي إلى معاناة جيل بأكمله، في واقع متناقض بالغرب ومستقبل تحدياته أقوى . .. بقوله : كانت في حجري تتحدى
    .. تصرخ
    .. تعبث بأظافرها في ذقني
    في أوراقي
    في أفكاري
    بلا وعي
    لها ... لأجلها هذا الشرف النقي
    إليها .... إلى طفلتي البهية آية.
    هكذا وجد الشاعر صغيرته آية تصارع إلى جنبه أمواج الغربة العاتية دون أن تد ري وهذا ما يذهب إليه الكاتب وفي عبارة موجهة إلى تلاميذ ته في الفصل " بأمستردام " لاستطلاع آرائهم وقياس نوع وعيهم بقضاياهم : (إن المسلمين الموجودين في الغرب أناس سيئون )، فثارت ثائرتهم، وحاول أن يلطف الجو المكهرب قائلا: " إن هذا ليس كلامي، وإنما كلام الإعلام والسياسة وحتى الشارع " ص-9- لكن رفضهم تعاظم لافتراء الآخرين على المسلمين، ثم استتبع ككلامه بجملة مت الأسئلة: ألا يكذب المسلمون عندما يسلكون مختلف طرق اللف والمراوغة، قصد اقتناع الجهات المعنية بأنهم لا يقدرون على العمل، وأنهم يستحقون التعويضات؟ ألا يخالفون تعاليم دينهم عندما يمارسون أعمالا منحرفة وغير جائزة كالسرقة والكذب والمتاجرة في المخدرات وغير ذلك؟ -ص9- أحس الكاتب أن العبارات صدمتهم لكنهم تداركوا الموقف بقولهم "ليس كل المسلمين سيئين" نفس الصفحة.
    وتتابعت الأسئلة لتنتهي بالاصطلاح "على أن ثمة خللا في الوعي الديني لدى الغالبية الساحقة من المسلمين" بإهمالهم جانب المعاملات وانحيازهم إلى جانب العبادات.
    وهكذا انصرف إلى تشريح واقع المسلمين بالغرب من خلال الجيل الأول، الثاني والثالث وما يعيشونه من معاناة لأسباب موضوعية وذاتية.
    وقد قسم الكتاب إلى فصلين رئيسيين ومباحث.
    أما الفصل الأول فيتناول :
    راهن المسلمين في الغرب،
    تشخيص ومحاولة فهم: فهما معتدلا يوازن بين مشروعية الحفاظ على الهوية الأصلية للمسلمين وبين ضرورة قبول الحضارة الغربية، ما إن لم يؤد ذلك القبول إلى الذوبان والتلاشي وه ما عجز عنه الغرب منذ ثلاثة عقود على وجه القريب بالاندماج، هذا البرنامج الذي يسعى إلى تذويب الآخر والتحكم فيه درءا لما سيؤول إليه الحال في مواجهة مع الأجيال القادمة الرافضة لكبرياء الغرب وصلفه في تعامله مع هوية الآخر الثقافية وانتصاره لثقافته باعتباره البلد المستقبل والمضيف.
    أما الفصل الثاني فيتحدث عن :
    راهن المسلمين في الغرب
    نمذجة ومحاولة تقريب
    وقد تناول الكاتب عدة قضايا منها التعليم الإسلامي الذي يعاني من عدة مشاكل، إذ يتهم بالتعرض والتشجيع على التطرف والعنف وتلقي الأموال من جهات متشددة أجنبية وخاصة من قبل الإعلام (برنامج نوف – بهولندا) وبعض الأطراف السياسية المتنفذة... والحقيقية ضد ما ينشرونه ويحاولون تطويق انتشار هذه المدارس التي وصلت إلى حوالي 35 مدرسة مقارنة بغيرها كالمسيحية التي تصل حوالي 5000.
    - مسألة الحجاب والمستهدف الرئيسي هنا هو الإسلام وليس البرقع، لأنه امتثال لأمر الله وليس رمزا كما يدعي البعض كالقبعة اليهودية والصليب، فهذا يبين عدم ففهمهم الحقيقي للإسلام، (خطاب شيراك نموذجا)
    العداء الغربي للإسلام.
    وذيل الكتاب بخلاصات مستنبطة منها: - إن موقف المسلمين من الغرب أميل إلى الازدواجية منه إلى الأحادية، بقبول الآخر ورفضه في نفس الوقت وهذا تناقض واضح مع الذات أو الهوية.
    - الفشل الذريع في التعامل من قبل الغرب مع المهاجرين المسلمين أو العكس، وهو فشل معترف به رسميا وسببه يكمن في انبهار أفراد الجالية بالغرب الحضاري ورفضهم للغرب الإيديولوجي.
    - عدم تمثيل المسلمين للإسلام خير تمثيل يعطي انطباعا سيئا للغرب عن الإسلام.
    أما البدائل الممكنة فمنها:
    - فهم الآخر فهما موضوعيا يجنب الوقوع في شراك التصادم مع العودة إلى الذات لفهم الهوية والثقافة والشخصية وذلك من خلال المرجعية الدينية الأساس.
    - تعلم آليات وأساليب تلائم مقتضيات البلد الذي يوجد فيه المسلمون ومراعاة تقاليده و تعلم لغته لاستيعاب قوانينه وأداء واجباته، مع فقه الواقع واعتماد فهم ديني لين بخصوص المسائل التي تعرقل تحقيق التعايش السلمي مع الآخر مع تأكيد نقاط الالتقاء بين ثقافة المسلمين والغرب وتجاوز أو تأجيل نقاط الخلاف والتوترمع الاستمرار في حملة تحسين صورة الإسلام لدى الآخر والذي قامت به عدة فعاليات جمعوية ومؤسساتية بتعميمها أفقيا وعموديا لدى المسلمين والغرب.
    - ملاحظات عنت أثناء القراءة السريعة:
    الكتاب عبارة عن مقالات متناثرة كتبت في تواريخ مختلفة ونشرت في منابر. متعددة إلا أن ما يجمعها خيط رفيع يتعلق بحال المسلمين في الغرب ...
    - اعتماد الكاتب في تحليله لأفكاره وطرحه مناهج متعددة وصبت في منهج متكامل، فقد حضرت المنهجية الأكاديمية في اعتماد إحصائيات وصحافية في ركبها للأسلوب السردي الإخباري، كما وظف التاريخ ليشهد من خلاله على الراهن، كما لم يغيب الجانب التربوي والسياسي وكذا الإبداعي المتجسد في الشعر والثقافة الشعبية و هلم جرا. وقد عبر الكاتب عن ذلك بنفسه في المقدمة عن بعض ما ذكرناه هنا.
    - اعتماد الكاتب في تشريحه وطرحه للقضايا على ما عايشه وجايله في الغرب من خلال هولندا واسبانيا، وهو حصيلة لنظرة إلى الآخر من الداخلي و ليس البراني .................................. - توظيف الأحداث الواقعة المؤثرة في الرأي العام الغربي والأجنبي (المسلمين) قصة علي مع زوجته الهولندية "فيندي"
    - قتل محمد ب للمخرج الهولندي " تيو فان خوخ"

    - مقتل الشباب المهاجر" على البياتي " بطريقة بشعة .
    - قضية الإمام المومني .. وهذا توثيق أدبي تاريخي للأحداث لتظل شاهدة على نفاق المسؤولين الغربيين ورياء الإعلاميين، فإذا ما قتل هولندي، فتلك جريمة تقوم لها الدنيا ولا تقعد بنفخ إعلامي، وتعد جريمة. وإذا قتل مسلم فلا يجرم الجاني ويعتبر ذلك دفاعا عن النفس رغم بشاعة الجريمة. وهذا من شأنه أن يزيد الهوة بين الغرب والآخر.
    - اعتبار الإسلام دين عنف وإرهاب كلما حدث حادث كان فيه الطرف المسلم.
    إذ الحرب تطال الإسلام دينا وان كان الإسلام لا يحاكم في أشخاص كيفما كانت ظروفهم، فهو دين تسامح وهذا ما حاول الكتاب أن يبرزه داعيا إلى الحوار بين كل الأطراف لأجل التعايش.
    لغة الكاتب سهلة تساعد على فهم النص واستيعاب الخطاب، وهذا قل ما تجده عند الكتاب.

    كن صادقا فالدنياسراب

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية إدريس اليزامي
    تاريخ التسجيل
    15/04/2007
    العمر
    61
    المشاركات
    126
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي قراءة في كتاب "المسلمون في الغرب" للتيجاني بو العوالي

    "المسلمون في الغرب" وفي طبعة أنيقة من الحجم المتوسط وحوالي مائتي صفحة صدرت عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة سنة 2006 ، من توقيع الكاتب التيجاني بو لعوالي المقيم بالمهجر (هولندا) وقد اختار هذا العنوان بلون أخضر، مذيلا بعنوان آخر بالأسود أقل حجما : بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل.
    ولعل قراءة عاشقة للعمل ستقربنا من مضامينه وأهدافه . ولتكن نقطة البداية من الغلاف.
    فالعنوان الرئيس باعتباره العتبة الرئيسية للنص ، نجده مكتوبا باللون الأخضر، وهذا
    يوحي إلى رمزية اللون الأخضر بالنسبة للإسلام والمسلمين و غنى حمولته . أما العنوان الفرعي الأسود فيصب في نفس المصب : ظلام تناقضات الواقع ، متاهة تحديات المستقبل وما يعتورها من ملابسات ويكتنفها من غموض. إذ لا أحد يتوقع ما ستحمله الأيام.. . وفي الأسفل نجد عائلة مسلمة تبدو الابتسامة على قسمات وجوه أفرادها، أما اللباس فيعكس الخلفية الشخصية، أم بحجابها والذي يشكل جوهر بعض الصراع مع الغرب والإسلام، لأنه ظاهر للعيان ، وأب بلباس غربي وطاقية ووجه ملتح يحيلان على عقيدته الإسلامية، وطفلان بريئان أحدهما يشهر لعبته (دبا) والجميع في لقطة حميمية.. وهو ما يترجم فعلا مضامين العنوان والذي تزكيه الآيات الكريمة في الواجهة الخلفية للأسرة والتي تدخل في إطار باب مسجد مفتوح على مصراعيه، يدل على تسامح هذا الدين ورحابة صدره ليشمل كل إنسان دخله وسار على نهجه بغض النظر عن لونه وحجمه وعرقه وجنسه. وهذا ما يوضحه الغلاف الحافل بصورتين الأولى لأطفال يقرؤون القرآن الكريم في فصل متعدد الأعراق، يجمعهم دين الإسلام ، وأخرى لمسلمين أمريكيين يقيمون نشاطا خاصا بهم في إحدى المناسبات .. وقد كتب بالانجليزية على الواجهة الخلفية للمشهد ما يلي:
    - أنا مسلم.
    - أنا أمريكي.
    إذن فأيقونات الغلاف/الصورة ذات دلالات متعددة تحيل على العنوان أعلاه.
    ولا نغفل شعار المطبعة بشمسها الذهبية وخضرة جغرافيتها.
    وقبل الولوج إلى عالم النص تقع عين القارئ على آية قرآنية من سورة النساء، دلالة على : لا صوت يعلو على كلام الله عز وجل، متبوعة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ..." وهنا صلب الموضوع . هاتان الإضائتان تسعيان إلى تسليط الضوء على سواد النص بمعالمه المتشعبة والتي تنم عن أفكار الكاتب و الهم الذي يشغله تجاه شريحة ينتمي إليها ووطن الحلم الذي يسكنه الشوق إليه حيث السكن والدم والآصرة.
    فيأتي الإهداء في الصفحة الموالية وهو عبارة عن صوت ثالث للشاعر الكاتب ذاته ليضيء لنا جانبا من جوانب النص المغلقة المفتوحة.
    ولعل النص الشعري يفسح مرة أخرى عن مضامين الكتاب وعتبته الرئيسية . أما معجمه فيأتي طافحا بالغربة والنفي والمعاناة والحلم .. والتي تصدرت الآنا الكاتبة: كنت أبحث – أفتش عن كينونتي – أنا منفي، لتشمل الزوج الحالم الذي ركب صهوة الهجرة مع الشاعر لتشمل الملايين من أبناء جلدته. وهنا ينخرط الخاص بالعام وهذه وظيفة الشاعر العضوي المنفعل مع قضايا أمته، يقول: كنت بالحرف السابق أحكي قدر المنفيين أكتب تاريخ الملايين من شعبي المشنوق بين رنيم البشرى
    وهول النعي..
    ثم تأتي الطفلة آية صغيرة الشاعر لتتوج هذا الإهداء والذي يوحي إلى معاناة جيل بأكمله، في واقع متناقض بالغرب ومستقبل تحدياته أقوى . .. بقوله : كانت في حجري تتحدى
    .. تصرخ
    .. تعبث بأظافرها في ذقني
    في أوراقي
    في أفكاري
    بلا وعي
    لها ... لأجلها هذا الشرف النقي
    إليها .... إلى طفلتي البهية آية.
    هكذا وجد الشاعر صغيرته آية تصارع إلى جنبه أمواج الغربة العاتية دون أن تد ري وهذا ما يذهب إليه الكاتب وفي عبارة موجهة إلى تلاميذ ته في الفصل " بأمستردام " لاستطلاع آرائهم وقياس نوع وعيهم بقضاياهم : (إن المسلمين الموجودين في الغرب أناس سيئون )، فثارت ثائرتهم، وحاول أن يلطف الجو المكهرب قائلا: " إن هذا ليس كلامي، وإنما كلام الإعلام والسياسة وحتى الشارع " ص-9- لكن رفضهم تعاظم لافتراء الآخرين على المسلمين، ثم استتبع ككلامه بجملة مت الأسئلة: ألا يكذب المسلمون عندما يسلكون مختلف طرق اللف والمراوغة، قصد اقتناع الجهات المعنية بأنهم لا يقدرون على العمل، وأنهم يستحقون التعويضات؟ ألا يخالفون تعاليم دينهم عندما يمارسون أعمالا منحرفة وغير جائزة كالسرقة والكذب والمتاجرة في المخدرات وغير ذلك؟ -ص9- أحس الكاتب أن العبارات صدمتهم لكنهم تداركوا الموقف بقولهم "ليس كل المسلمين سيئين" نفس الصفحة.
    وتتابعت الأسئلة لتنتهي بالاصطلاح "على أن ثمة خللا في الوعي الديني لدى الغالبية الساحقة من المسلمين" بإهمالهم جانب المعاملات وانحيازهم إلى جانب العبادات.
    وهكذا انصرف إلى تشريح واقع المسلمين بالغرب من خلال الجيل الأول، الثاني والثالث وما يعيشونه من معاناة لأسباب موضوعية وذاتية.
    وقد قسم الكتاب إلى فصلين رئيسيين ومباحث.
    أما الفصل الأول فيتناول :
    راهن المسلمين في الغرب،
    تشخيص ومحاولة فهم: فهما معتدلا يوازن بين مشروعية الحفاظ على الهوية الأصلية للمسلمين وبين ضرورة قبول الحضارة الغربية، ما إن لم يؤد ذلك القبول إلى الذوبان والتلاشي وه ما عجز عنه الغرب منذ ثلاثة عقود على وجه القريب بالاندماج، هذا البرنامج الذي يسعى إلى تذويب الآخر والتحكم فيه درءا لما سيؤول إليه الحال في مواجهة مع الأجيال القادمة الرافضة لكبرياء الغرب وصلفه في تعامله مع هوية الآخر الثقافية وانتصاره لثقافته باعتباره البلد المستقبل والمضيف.
    أما الفصل الثاني فيتحدث عن :
    راهن المسلمين في الغرب
    نمذجة ومحاولة تقريب
    وقد تناول الكاتب عدة قضايا منها التعليم الإسلامي الذي يعاني من عدة مشاكل، إذ يتهم بالتعرض والتشجيع على التطرف والعنف وتلقي الأموال من جهات متشددة أجنبية وخاصة من قبل الإعلام (برنامج نوف – بهولندا) وبعض الأطراف السياسية المتنفذة... والحقيقية ضد ما ينشرونه ويحاولون تطويق انتشار هذه المدارس التي وصلت إلى حوالي 35 مدرسة مقارنة بغيرها كالمسيحية التي تصل حوالي 5000.
    - مسألة الحجاب والمستهدف الرئيسي هنا هو الإسلام وليس البرقع، لأنه امتثال لأمر الله وليس رمزا كما يدعي البعض كالقبعة اليهودية والصليب، فهذا يبين عدم ففهمهم الحقيقي للإسلام، (خطاب شيراك نموذجا)
    العداء الغربي للإسلام.
    وذيل الكتاب بخلاصات مستنبطة منها: - إن موقف المسلمين من الغرب أميل إلى الازدواجية منه إلى الأحادية، بقبول الآخر ورفضه في نفس الوقت وهذا تناقض واضح مع الذات أو الهوية.
    - الفشل الذريع في التعامل من قبل الغرب مع المهاجرين المسلمين أو العكس، وهو فشل معترف به رسميا وسببه يكمن في انبهار أفراد الجالية بالغرب الحضاري ورفضهم للغرب الإيديولوجي.
    - عدم تمثيل المسلمين للإسلام خير تمثيل يعطي انطباعا سيئا للغرب عن الإسلام.
    أما البدائل الممكنة فمنها:
    - فهم الآخر فهما موضوعيا يجنب الوقوع في شراك التصادم مع العودة إلى الذات لفهم الهوية والثقافة والشخصية وذلك من خلال المرجعية الدينية الأساس.
    - تعلم آليات وأساليب تلائم مقتضيات البلد الذي يوجد فيه المسلمون ومراعاة تقاليده و تعلم لغته لاستيعاب قوانينه وأداء واجباته، مع فقه الواقع واعتماد فهم ديني لين بخصوص المسائل التي تعرقل تحقيق التعايش السلمي مع الآخر مع تأكيد نقاط الالتقاء بين ثقافة المسلمين والغرب وتجاوز أو تأجيل نقاط الخلاف والتوترمع الاستمرار في حملة تحسين صورة الإسلام لدى الآخر والذي قامت به عدة فعاليات جمعوية ومؤسساتية بتعميمها أفقيا وعموديا لدى المسلمين والغرب.
    - ملاحظات عنت أثناء القراءة السريعة:
    الكتاب عبارة عن مقالات متناثرة كتبت في تواريخ مختلفة ونشرت في منابر. متعددة إلا أن ما يجمعها خيط رفيع يتعلق بحال المسلمين في الغرب ...
    - اعتماد الكاتب في تحليله لأفكاره وطرحه مناهج متعددة وصبت في منهج متكامل، فقد حضرت المنهجية الأكاديمية في اعتماد إحصائيات وصحافية في ركبها للأسلوب السردي الإخباري، كما وظف التاريخ ليشهد من خلاله على الراهن، كما لم يغيب الجانب التربوي والسياسي وكذا الإبداعي المتجسد في الشعر والثقافة الشعبية و هلم جرا. وقد عبر الكاتب عن ذلك بنفسه في المقدمة عن بعض ما ذكرناه هنا.
    - اعتماد الكاتب في تشريحه وطرحه للقضايا على ما عايشه وجايله في الغرب من خلال هولندا واسبانيا، وهو حصيلة لنظرة إلى الآخر من الداخلي و ليس البراني .................................. - توظيف الأحداث الواقعة المؤثرة في الرأي العام الغربي والأجنبي (المسلمين) قصة علي مع زوجته الهولندية "فيندي"
    - قتل محمد ب للمخرج الهولندي " تيو فان خوخ"

    - مقتل الشباب المهاجر" على البياتي " بطريقة بشعة .
    - قضية الإمام المومني .. وهذا توثيق أدبي تاريخي للأحداث لتظل شاهدة على نفاق المسؤولين الغربيين ورياء الإعلاميين، فإذا ما قتل هولندي، فتلك جريمة تقوم لها الدنيا ولا تقعد بنفخ إعلامي، وتعد جريمة. وإذا قتل مسلم فلا يجرم الجاني ويعتبر ذلك دفاعا عن النفس رغم بشاعة الجريمة. وهذا من شأنه أن يزيد الهوة بين الغرب والآخر.
    - اعتبار الإسلام دين عنف وإرهاب كلما حدث حادث كان فيه الطرف المسلم.
    إذ الحرب تطال الإسلام دينا وان كان الإسلام لا يحاكم في أشخاص كيفما كانت ظروفهم، فهو دين تسامح وهذا ما حاول الكتاب أن يبرزه داعيا إلى الحوار بين كل الأطراف لأجل التعايش.
    لغة الكاتب سهلة تساعد على فهم النص واستيعاب الخطاب، وهذا قل ما تجده عند الكتاب.

    كن صادقا فالدنياسراب

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •