بهجة الموت أم لوعته؟!!

لمحتها، وهي تندفع بسرعة البرق لتصطدم بموخرة المكروباس الذي أجلس فيه بجوار زوجتي.
علي اسفلت الطريق ظهريا وجدتني ميتا في ظلمة قاتمة، منتش جدا، معافي من سهام أنوار المصابيح الثاقبة لجلدي المرهف، المرهقة لعيني البصاصة، مع صمت ساكت احتل بعباءته الخرساء الكون سرمدا. لا أنات، ولا أوجاع. سكون، وخشوع أبدي.
يالها من راحة، وطمأنينة أسعدتني.
فوجئت بطيب الموت وسلامه وتمنيت دوامه.
حملني الإسعاف قائلا :– به الروح-
لفظ جهاز الأشعة صورة برأتني من الكسور.
قال جاري: إن المزين كان يحلق لحيتي فجريت علي صوت الإصطد ام وفوجئت بك.
واثناء العودة الي المنزل عبرلي: إنني سعيد جدا أن طلبت الإسعاف لينقذك والحمد لله علي السلامة.
حدثتني إحداهن أنه - وهوصبي- حرقت أمه نفسها، وفورا هرب أبوه من حياتهم.
ومن يومها، وهو يتدفق حنانا، وبشرا،وترحيبا: يسلم علي كل جيرانه ويحتضنهم ويسعي لخدمتهم برضا وسعادة.