وتجري سفن التغيير دون الحاجة لمحركات قوية.. أو تقنية عالية الجودة والتعقيد.. فقط يكفي أن تهب الرياح في أمريكا، فينكمش الفراعنة في مشرقنا ومغربنا خوفا على التاج، وينطلق الشراع، تحت ضربات الريح السموم.. فتعلن تلك عن عفوها الشامل واللامشروط.. فسواد العين.. ورقة الورد الذي يجب أن لا يخدش.. أولى من معاناة الإنسان العربي، حتى ولو كان طفلا.. أو رضيعا.. أو بنتا نحتاجها لضبط بواصلنا في اتجاه بحر ،قد يحملنا إلى شروق وشيك.. بينما تدعي أُخرى أن أزمة الإنسان العالق مند أزمنة وعقود.. في وحل الأنانية العربية.. وحقول ألغام دولة بني صهيون.. وشيك الحلول.. وأن الدفعة الأولى ستغادر بسلام إلى غزة ، تحت دقات طبول النصر.. وزغاريد البطولة.. ولم يُذكر في تقرير الأخبار.. أولائك الذين قضوا تحت وطأة الجوع.. والذين أخذتهم في طريقها عدوى السعي المحموم، لسلطة بلا قرار.. ولا أولائك الذين أكلتهم الأوبئة ،في ليل الكابوس العربي الطويل.. لم يُذكر شيئا مثلا ، عن حرائق الروح.. وقد شبت في جسد الأم الفلسطينية.. وأن الحرقة في حليبها، قد غرستها في دم الفلسطيني الطفل.. وأنه سيعرف متى أشرق الصبح، أن بقاءه بندقيته.. وأن أخاه سيفه.. وأن وطنه هو فلسطين.. الفلسطينية ليست ببغاء.. حتى تردد ما يقوله الساسة في جلسات حميميتهم.. ولا ما يدعيه العم سام.. ولا مجلس العار المنعقد على مر الزمان.. لدراسة مشروع القرار.. رقم.. عاجل جدا.. والداعي إلى انسحاب الاحتلال العربي من أرض إسرائيل الكبرى.. وتحجيم النيل لأنه يمضي خطأ في أرض خطأ.. ومد جدار حول كامل بلاد الرشيد.. وضرورة الفصل بين العرب والأكراد ،في كل مكان يوجد فيه عربي واحد.. والتفريق في المضاجع بين الشيعة والسنة.. فهذا أيضا من بنود القرار الجديد.. والذي يدخل تحت مسمى.. تصفية الاستعمار.. العربي في عالم العجم.. لم يحزن قائد عربي واحد لوفاة الرجال والنساء هناك عند معبر العار.. ولم تسري عاطفة الأبوة عند قائد عربي واحد.. وهو يرى ويعمى.. يسمع ويصم أذنيه، عن تنهدات ما قبل سكرة الموت.. وهو يأخذ براءة الأطفال العالقين.. ولكنني سمعت.. البشرة.. ورأيت دمع العطف ينساب مدرارا.. على خد الشعب العربي الواحد.. وقد تحرر من خوفه وليله.. فبدت له الحياة فجأة مثل حكاية.. ترويها المأساة الملهاة.. حيثُ بدأ الصبح يدنو.. وسعار الغرب يهذأ.. تحت تأثير الشارع العربي الرافض.. لكل إقامة أو عبور في أرضه.. بعدما اكتشف أن السلام المروي عن مجلس السموم.. إن هو إلا كذبة شوشت وقته لبرهة.. ودلُف إلى داخل نفسه.. نور الحقيقة.. في حين بدأ الوعي العربي القادم، يهدر خلف جدار الصد.. معلنا عن فجر جديد.. وموقف جديد ، ثابت مثل الأزل.. وتواتر الليل والنهار.. الموقف الصلب للجيل العربي القادم.. بلا خوف أو وجل.. جيل سيغني الأمة العربية والإسلامية.. عن استجداء السلام.. والتسول عند أبواب أمريكا.. أمريكا العار والمواقف المتحركة.. أمريكا الخارجة لتوها من إعصار شهوة مسعورة.. مرغتها في أرض العراق.. ولا تفتأ تمرغ أنفها في كل مكان.. وهاهي نكاية في سلامنا المُستجدَى.. تعلن هبة جديدة للخال الذي يزين وجه قبحها.. بثلاثين مليار دولار.. وكأن حالها يقول.. وإن طلبتم سلاما.. أعطيناكم مرتزقة.. وأغرقناكم في حروب لا تبقي لكم نسلا.. ولا ذكرا
المفضلات