بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إلى الأستاذ الدكتور محمد إسحق الريفي القدير
وتحية إلى الأستاذ عامر العظم المحترم،
وإلى كل من أرسى سفينة وقته هنا سواءً أكان ذلك الـ (هُنا) يحمل إسم واتا أو تاتا أو غيرها من المسميات التي يجري الصراع حول من يحملها وليس حول من يجتمع فيها.

بالتأكيد إن ما جذبني لهذا الموقع ليس عامر العظم أو الدكتور الريفي ولم اكن قبل إشتراكي أعلم بنشاط إيٍ منها. بل ما جذبني هو إجتماع النخبة من العقول والآداب والرغبة في إنتشال الشخصية العربية التي أغرقتها العولمة في موجة الفالنتاين ورنات النقال وسوبر ستار وخليك كوول!! وتبين لي لاحقا من هو عامر العظم ومن هو الدكتور الريفي وتعرفت من خلال تصفحي للمشاركات على الكثير من الشخوص وتفاعلت من طروحاتهم أول الأمر أكثر من تفاعلي في مواضيعهم بشكل مباشر.

ثم إستفزني في بداية المطاف أسلوب الأستاذ عامر العظم في المحاورة. ذلك الأسلوب الذي يراه البعض تحفيزياً ويراه البعض الآخر مبالغاً فيه حينما يوجه لنخبة إختارت الدخول هنا وليس في مواقع الدردشة فرأيت أن أعتبر أن الإستفزاز ليس موجها لي بل التحفيز هو ما سآخذ به. ووقفت لفترة غير قصيرة أقرأ قبل أن أشارك وأدرس المشاركات والأمزجة. ثم إتخذتُ قراراً بالمشاركة المتواضعة جدا وتلك هي سمة الوافد على مجتمع لا يعرف طبائع أفراده وهي ذاتها سمه المتعلم الذي يتوخى الإستماع قبل الإلقاء.

وتبين لي جلياً أن اجتماع العقول وحده ليس كافياً في إجتذاب ذلك الكم من الإعضاء فالعقل الذكي قد يتسبب ( إن كان محكوما بالفكر فقط) في التفنن في إبتكار الحيل والدسائس والمكائد. وهنا تكمن النكبة التي نعيش فصلاً منها حين يُسَخَر الدهاء المحكوم بالعقل في الإيقاع بمن يحمل المبادئ العليا والقيم السامية. وما أشد الظلم حين يأتيك من عقلٍ يحمل ملكات الإقناع والإفحام.

الآن وقد شهدنا مؤخرا ما أقض مضجع المشاركين والأعضاء من توقفٍ في أنشطة الموقع سبقته وتبعته حملة تجاه القائمين عليه ظهر جلياً ان الكثير من المهاجمين والمغيرين كانوا ممن لهم عضوية في هذا الموقع وتمت الإشارة إلى أسمائهم الصريحة فوجدت أن لهم مواقع أخر تستضيف من يتهجم على من هم هنا وباتت المواقع هنا وهناك مسرحاً للمواقع ( مفرد موقعة) في مسألة من أولى بالإسم القانوني ومن هو الأصل ونحن أبناء الآلهة وهم أحفاد القرود وهكذا أسأل : إن كان أنداد الموقع ورسالته هم أعضاء سالفين فيه فلماذا خرجوا؟ وما الذي دفعهم إلى شن هذه الحرب على إدارة الموقع. إن كان الصراع على الإسم فلماذا لا يتم تغيير إسم هذا الموقع الحالي إلى إسمٍ آخر بحيث يحتوي أطر النقاشات والطروحات التي لا تحتويها ( جمعيةً للمترجمين)؟ أعتقد أننا حين نتكلم عن أمة مكلومةً تُستنهض وتخلفاً يُحارَب وشُعوباً تُظلَل بمخططاتٍ شيطانية فإن ذلك يتعدى نشاط المترجم وحده إذ أن ذلك نشاطٌ يتشاطر فيه المترجم مع الطبيب والمهندس والأديب والصحفي والإعلامي والمعلم والطالب والبلدي الحر فأين هؤلاء من إسم الموقع؟ أو لنرضى حينئذ بإقتصار المواضيع على حقل الترجمة فقط وبذلك يسلم الموقع من المناوشات والبازوكا والتي أن تي.

أما مسألة الـ 15000 عضو فمن الواضح أن الكثير الكثير منهم قد هجر الموقع لأننا حين نتصفح عدد المشاركين بل حتى عدد الداخلين وأسمائهم في فترةٍ 3 أشهر نرى أن عددهم يبتعد كثيراً عن 15000 بأميال. فلندع أمر الكم ولنكتفي بالنوع طالما يُسهم الموقع في تحفيز ذلك الفرد من المتواجدين في نشر ما يتماشى مع المبادئ السامية التي يدعوا لها. ولكوننا نعلم أن الشراسة تكمن في المعوقات التي تنتشر في طريق السعي للهدف، فإن نظرة المتسابق منا للوراء تُسهم في تأخير سيره وتزيد من احتمال بروز احجار عثرة في طريق سيره. أولم نلحظ متسابقي مضمار العدو لا يفرطون في تركيزهم نحو خط النهاية ولو بإلتفاته؟!

فالغائب عن الموقع ليس معنا هنا ليقرأ عبارات الصعق الكهربائي التي ترجو إحياء الموتى! إنه غائب وبالتالي ليس هو من يقرأ اللوم والعتب بل نحن! أنا وأنت وبقية المتواجدين. سواء تواجدوا كمتابعين أم مشاركين. ولو تكلمنا بواقعية عملية حقيقية، فلكل رسالة قادة وأنصار. ولا يجوز أن يكون الكل قادة. فلنتخيل لو شارك يومياً 50 عضواً من الموقع فمن منا يتمكن من التفاعل مع الخمسين مشاركة في يومٍ واحد؟ الأنفع لي أن أجد خمس مشاركات أتفاعل معها من أن أهمل عدد من المشاركات دون أن أرى محتواها وقد تحوي في جوفها الدرر.

أعود على ما بدأت به رأيي وهو أن تواجد النخبة من العقول والآداب والمَلَكات يمثل الفرصة لإسعاف الجيل وتجذيره من جديد في أرض حضارته. والفرصة هي للجميع ولنأمل أن يبقى فرسان الموقع في مكانهم ولنأمل ان نبقى نحن معهم طالما وسع الموقع الجميع.

وليكن الجًلَد حليف القائمين على الموقع والمطاولة ديدنهم فإن روح الجُند المعنوية من عزيمة قادته. وفق الله الجميع لبلوغ الهدف السامي ودمتم.

تحية ناظرة نحو الهدف.