يرسم لنا بعض الاخوة صورا وردية عن الاخوة والتسامح والعودة للنبع الصافي وآخرون يعضونا ويمارسون دورهم الفوقي في اسداء النصائح وتبسيط المواقف, وكانهم آلهة الاصلاح والمرشدون لليتامى الاميون في زمن الانحطاط المادي والمعنوي والصراع الطائفي, وكلما خرج علينا معمم اسود بعبارة اننا اخوة ادميت اكف بعض الكتاب بالتصفيق وصدحت حناجرهم بالتهليل واتحفونا ان هذا هو الوعد الكبير وعلينا ان نستمع لاهل التسامح والانفتاح والحوار وان نعتبرهم قدوة الاصلاح الا انهم قبل ان يعضونا عليهم ان يسالونا, هل كل ما يقولوه هو واقع ما يضمروه وكيف ان السم يخلط في العسل.
نعم هناك نبع صافي وهما فقط القرآن والسنة النبوية وما خلافهما يخلق الفتن, ولكن ايقر الجميع بهذا المبدأ حسب علمي فان تسعة اعشار المسلمين يقرون ان القرآن والسنة النبوية هما مرجعهما فقط ولا يوجد غيرهما مرجع, اما العشر الباقي فلهم اقوال واضافات ومراجع يعتمدون عليها وعليهم في كل مايتصل بالدين لذا اتمنى قبل التعميم ان يسأل المتحاورون من منكم يؤمن بالنبع الصافي, القرآن والسنة النبوية فقط, ولا غيرهما؟. وعند الاجابة يصح التعميم او التخصيص.
اما ان نريد ان ندمج الجميع في كفة ميزان واحد وفي الكفة الثانية عبارة اقول قولي هذا وليغفر الله لي ولكم ثم ندير الظهر من منطق انا ادينا الرسالة وكفى المؤمنين شر القتال. ياسادتي القتال قائم, كنا نراه فقط على المنابر ثم تحول في كل المعابر كانت الكلمة سلاحه والان صار الدم نتاجه, وهذه هي كفة الميزان التي تريدون الجميع ان يكونوا فيها.
عندما يتحول منطق تاريخ الفتن والملاحم والصراع الى برنامج سياسي فهو يغتال حاضرنا ويشوه مستقبلنا ويشردنا واهلنا, هل تعرفون هذه المعادلة, ان لم تعرفوها تعالوا الى العراق وان لم تستطيعوا اسالوا العراقيين المشردين حولكم واسالوا الارامل واليتامى وان لم تفعلوا اسالو الفلسطينيين اللذين كانوا في العراق والذين قتلوا وهجروا مع العراقيين اتعرفون ماهي لائحة ادانتهم بجملة بسيطة واحدة قضية طائفية . ثم تبسط المسائل حد الالم في العظم ثم الاغتيال, بالتبسيط يتم اغتيالنا مرات ومرات فوق الاغتيال الذي مورس ولايزال. ياسادتي عبد العزيز الحكيم والمالكي والجعفري والجلبي والصدر... والقائمة تطول هم ليسوا اشخاصا ندينهم وكفى المؤمنين شر القتال ... بل منهج وبرامج تفرخ اشخاصا وخلفهم وامامهم وفوقهم مرجعيات دينية تعطيهم شرعية القتل وتصرخ بمظلومية التاريخ ثم تطلبون منا ان نصدق ما ينطقون به عن الاخوة والتسامح والتقاء المناهج... الاحظ الكثير من الاخوة الفلسطينيين يدعونا الى الايمان بالمنهج الايراني بدعوى شعاراته اتجاه قضايانا العربية ... اسألهم هل يمكن ان تأمن للفكر الصهيوني وادواته الذي شردك وقتلك واستولى على ارضك ... هل ما جرى في فلسطين باطل وما تفعله ايران وادواتها في العراق مسألة فيها نظر .
كنا نسمع شعارا يردد (( ماكو (لايوجد) ولي الا علي)) والى هنا فالمسألة عقائدية ودينية ولكل ان يؤمن بطريقته وله رموز دينه الخاص به والذي يعتقد به ويمكن ان يحاوره من يحاوره وان يختلف معه او يتفق معه ولكن عندما يستكمل هذا الشعار(( ونريد حاكم جعفري)) تحول الموضوع الى برنامج سياسي يجب تحقيقه بكل الطرق والاساليب برنامج لاعلاقة له بالدين وانما له علاقة بمن يحكمون في ايران بغض النظر عن نوع الحكم فيها شاهنشاهيا او ملائيا, ولاقرب لكم مسافة الفكرة ساعطيكم مثلين من آلاف الامثلة, احد مراجعهم آية الله كاظم الحائري المقيم في قم وبعد الاحتلال مباشرة اصدر فتوى قسم فيها البعثيين الى خمسة اقسام استثنى قسما واحدا اما الاقسام الاربعة الباقية فاهدر دمها أي اهدر دم الملايين, وآخر في الكاظمية من عصابة مقتدى الصدر وقف في صحن مرقد موسى الكاظم ببغداد وقال لهم اعطيكم فتوى اقتلوا كل البعثيين والنواصب والتكفريين لا ترجعوا لنا ابدا هذه فتوى تخولكم ذلك ... وغيرها من الفتاوى والمواقف المعلنة وغير المعلنة ... ببساطة يتم اهدار الدم من خلال فتوى دينية تصدر عن مراجع لها قواها السياسية التي تحكم العراق وادواتها الشرطة والجيش والميليشيات , فتوى تخولهم وتعطيمهم شرعية القتل دون حساب.
هذه ثقافة ياسادتي بدأت ملامحها تتوضح عندما استلم الخميني السلطة وارسى دعائم ولاية الفقيه كاساس للحكم ( حاكم جعفري) وبدأ يمارسها فيما سمي تصدير الثورة وانشا على اساسها مجلس عزيز الحكيم ودعم غيره من تيارات الاسلام السياسي الشيعي واوجد لها قاعدة مادية وسياسية في ايران ... وهناك من يبسط الموقف ليقول فقط ان الحكيم خائن وحكومة بغداد خائنة ونقف عند لاتقربوا الصلاة, علينا ان نوضح منهج الدين الفارسي في ادارته للصراع في المنطقة واهدافه من كل ذلك, منهج بنى صورة خاصة للتأريخ العربي والاسلامي صورة فتن وملاحم, ويسعى الآن لتحقيق حلمه بفتن وملاحم جديدة مغلفة بتراكمات 1400 سنة من خلال مصادرة كل شعاراتنا الوطنية من تحرير اراضينا المحتلة وحتى المطلبية تقسيم الثروة والديمقراطية. وكما استثمرها في العراق وحقق بها الوصول الى الحكم وتعاون لاجل تحقيقها مع الشيطان الاكبر الولايات المتحدة باسم اسلحة الدمار الشامل والقاعدة وبعدها الديمقراطية وحقوق الانسان يلبس رداءا اخر في مناطق اخرى من امتنا العربية هنا فلسطين فكلما حدثتهم عن دينهم وضعوا امامنا خارطة فلسطين وكانهم يعيدون استكشافها لنا وهناك في لبنان يحدثونا عن المقاومة وكأن المقاومة لم تكن الا بعد ان نطقوا هم بها وفي مكان آخر الديمقراطية واخرى حقوق الانسان وتوزيع الدخل والثروة نعم صادروا هذه الشعارات لتكون باسم تياراتهم واحزابهم خدمة لربهم ايران, وكأن البعثيين والقوميين العرب والناصريين وقوى المقاومة الفلسطينية والتيارات الاسلامية من غير طائفتهم والشيوعيين والقوى الوطنية لم تكن تنادي بها وقدمت الآف آلآف الضحايا على طريق النضال في سبيلها.
على العرب ان يعرفوا ماذا سيكون لهم ان سمحوا لهذا السرطان ان ينموا انظروا الى العراق وانظروا الى نموذج بيروت الصغير , انظروا الى ما يريدون فعله في سوريا وكذلك في دول الخليج العربي وقبله ما فعلوا في الاحواز العربية, حاربوهم ما استطعتم اقضوا على برامجهم وهي في مهدها, لاتصدقوا اقوالهم عن الاخوة والتسامح فلو تمكنوا منكم لن يرحموكم, كما لم يرحمونا في العراق.
ياسادتي لاتستغربوا قولي الذي ساقوله, لقد تحالف هذا المنهج مع الولايات المتحدة لتحقيق الهدف الذي يريده ( حاكم جعفري ) وراح ضحيته ملايين القتلى والمشردين والارامل والايتام فلا غرابة ان يبحث المقتولون والمشردون والارامل واليتامى عن تحالفاتهم ليكون هناك الغاء لكل ما حصل, منطق اعادة التوازن الاجتماعي لالغاء كل شعار يلبس رداء الطائفة باسم الدين له اهداف سياسية تصفوية واقصائية برنامجه الملاحم والفتن, وليكن هدفنا المنشود, الجميع سواسية امام الجميع ان كان في المزايا او في التكاليف ليس على اساس المدينة الفاضلة وانما على اساس البرامج السياسية الوطنية البعيدة عن غلافها الطائفي واهدافها المرتبطة بتحقيق مصالح ايران ... ولكن بعد ان يدفع ادوات ايران كل التكاليف ...الدم الذي اهدروه... والبشر الذي شردوه ... والآم الارامل واليتامى ... فالعين بالعين والسن بالسن ... ومن ابتدأ كان هو الظالم .
انها ساعة ايران الآن في المنطقة ولكنها ساعة واحدة وبحساب اليوم الواحد فقط ولا نقول اكثر فهي ساعة واحدة فقط من 24 ساعة.
ملاحظة اخيرة
عندما تسير في شوارع بغداد ترى الكثير من اللافتات السوداء بكل مناسبة وفاة للائمة وجميعها تعكس طائفيتهم وكلها تبدأ بالتعازي للحجة المهدي المنتظر وتلاحظ ان جميع الائمة شهداء ومعروف من قتلهم بعرفهم المريض اما الامويين او العباسسين انما لفتت نظري لافتات لجميع احزاب الاسلام السياسي الشيعي من جماعة الحكيم الى الدعوة بكل فروعها الى مقتدى الصدر الى الفضيلة الى حزب الله وثار الله وبقية الله ... الخ, ولكل حزب من هذه الاحزاب مرجعه الديني تبدأ من السيستاني الى خامنئي الى الحائري الى محمد حسين فضل الله ... الى غيرهم من المراجع ... كلها تعزي باستشهاد فاطمة الزهراء... انظروا التعبير استشهادها أي انها ماتت مقتولة ومن قتلها الخليفة العادل عمر بن الخطاب, ولكم القياس على ذلك ... فلا تصدقوا يا سادتي أي قول يقولوه لان افعالهم وافكارهم ونواياهم هي بالعكس من اقوالهم.
تحياتي
المفضلات