إنشاء لوبي فلسطيني
موضوع مهم وحيوي جدا، أشكرك أخي الفاضل الأستاذ عامر العظم عليه.
لكنه مع الأسف الشديد غير قابل للتطبيق في هذه المرحلة...
أنا مع إنشاء لوبي فلسطيني في العالم وليس فقط في العالم العربي، فهناك ستة ملايين فلسطيني يعيشون خارج فلسطين، ومعظم هؤلاء يعيشون في الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، ويحظى هؤلاء الفلسطينيون بدعم شعبي عربي وإسلامي كبيرين، وللفلسطينيين المقيمين في بريطانيا وبعض دول غرب أوروبا يحظون بنفوذ كبيرة ويستطيعون القيام بأنشطة حيوية بالغة الأهمية على الصعيد الإعلامي.
ولكن مع الأسف الشديد، يعاني الفلسطينيون المقيمون في الدول العربية من تهميش كبير وتغييب عن مسرح الأحداث السياسية، فهم لا يشاركون في الانتخابات الفلسطينية التشريعية أو تلك المتعلقة بالقضايا المصيرية، كتغيير الميثاق الوطني الفلسطيني أو التنازل عن أراضي 1948.
بل الأكثر من ذلك، لا تسمح الحكومات العربية لهؤلاء الفلسطينيين القيام بأي نشاط داعم للقضية الفلسطينية، باستثناء بعض المهرجانات والمسيرات المحدودة، أليس هذا غبنا لهم؟ المفروض أن يساهم هؤلاء الفلسطينيون في صنع القرار العربي المتعلق بالقضية الفلسطينية، فالفلسطينيون إنما يدافعون عن الأمة العربية والإسلامية ضد مشاريع الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
ولذلك من الصعب على اللوبي الفلسطيني في حال تشكيله أن يمارس أي نشاط ذي قيمة ملموسة، فالشعوب العربية تعاني من تسلط وقمع واستبداد من الأنظمة الشمولية المهترئة التي تحكم البلاد وتتسلط على رقاب العباد. إضافة إلى أن هناك مظلة فلسطينية تسمى منظمة التحرير الفلسطينية، التي أصبحت مطية لسماسرة القضية الفلسطينية، واستخدمها الأمريكيون والصهاينة في محاولات تصفية القضية الفلسطينية، فكيف ستكون علاقة اللوبي الفلسطينية بهذه المنظمة؟! وما هو موقف التنظيمات التي لا تنضوي تحت هذه المظلة؟!
أرى أن الشعوب العربية مقصرة أيما تقصير في دعم القضية الفلسطينية وتفعيل دور الفلسطينيين المقيمين في البلاد العربية، لأن شعوبنا العربية تعاني من شلل سياسي فظيع، ولأنها منقسمة على نفسها، ولأنها هي نفسها تعاني من التهميش والإقصاء والتغييب، وهي مسؤولة عن وضعها المزري ولا يمكن أن نلوم الحكام فقط، فالحكام لم يأتوا من السماء ليحكموا العباد على الأرض، بل هم من إفرازات الانحطاط الذي تعيشه أمتنا العربية.
على الصعيد الشخصي، لا أمانع الانضواء تحت أي لوبي أو تجمع أو جماعة فلسطينية تعمل للقضية الفلسطينية وفق منهج سليم وبرامج جادة، بل أنا ممن يؤيدون إيجاد إطار عمل فلسطيني يجمع كل الفلسطينيين في كل مكان.
تحية مؤطرة!
المفضلات