هذا رجل يدخل ضمن ما يمكن اعتباره تاجا في رأس الأمة. انظروا كيف جمع بين التكوين العلمي المحظ (الهندسة الميكانيكية) وأدق التخصصات في العلوم الإنسانية (الفكر الإسلامي)، وهذا أمر لا يتأتى إلا للقلائل في الثقافات البشرية قاطبة. عندما أبحث له عن نظائر في الثقافات الأخرى لا يطالعني إلا اسمين (ومعذرة عن جهلي) هما فرويد الذي جمع بين علم الطب وابتكار التحليل النفسي بأسسه الأنثروبولوجية واللغوية وغاستون باشلار الذي أجاد الجمع بين حقلي الفيزياء والنقد الأدبي الماتح من التحليل النفسي (ضمن حقول اخرى)، مع ضرورة الإشارة إلى أن فرويد يبقى مستعصي المنادَدَة اعتبارا إلى أنه يظل - وربما سيظل - لقرون عديدة أحد الهبات التي لا تجود بها العبقرية إلا مرة في عدة قرون.
للعلم، لم يسبق لي أبدا أن حظيت بمعرفة مباشرة بالدكتور محمد شحرور. اللقاء الأول والأخير الذي كان لي معه تم، منذ نهاية الثمانينيات - فيما أظن - وعبر سفره الضخم «القرآن والكتاب»... إلى أن اكتشفتُ موقعه الشخصي.... وكم أسعدني تجديد اللقاء به في هذا المقام.
محبتي
المفضلات