قبل أن أنقل اليكم مناشدة ( اليونيسيف ) الأخيرة والتي عنونت بـ ( النساء أمل العالم ) أستميحكم عذرا في نقل مناشدة أخرى سابقة عن مناشدة ( اليونيسيف ) صدرت من قلب مخلص صادق محب للخير والسلام , قلب تقلبت عباراته بأصدق المعاني ليصل صداها الى أذن كل امرأة في هذا العالم , معان انبثقت عن مشكاة نور عظيم استلهمت من منبعين صافيين لم يطلهما تحريف ولا تعطيل على ألسنة صادقة , لكم ناشدت وناشدت غير أنها جوبهت بالتكذيب تارة , والإجحاف تارة , والاستهتار تارة , ليقف الأكثر ضدها بلسان واحد , ( علماؤنا ودعاتنا رجعيون ومعقدون ) إذ كيف يحرمون على المرأة الحرية بكبت رغباتها وأمرها بالحجاب والتستر والحياء , والإبتعاد من الفحش والتفحش بحجة ضبط مسار الغريزة الإنسانية , في مقابل دعوة ( تحقير المرأة ) المسماة زورا وبهتانا ( تحرير المرأة ) مدافعين عن حريتها وإطلاق العنان لها الى الحد الذي وصلت فيه الى وضعها دعاية على رفوف الحمامات , وصدور المزابل , وإنها بذلك حررت , والحقيقة أنها سجنت وعبّدت , بأيدي المحررين وبإرادة منها , تاركين مناشدة الدعاة والعلماء المخلصين والذين نفخر بحق أنهم الحصن الحصين لصد الهجمات المتتالية على المرأة بدعوتهم الصادقة النابعة من النور الإلهي وخوفهم عليها وتذكيرهم إياها بذلك النور الصافي كصفاء المرأة إذا ما تركت بسلام تربي وتعطي وتنتج , وهي متوارية خلف الحجاب .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فتنة النساء .. ) وقال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) , وقال :( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) . وبعد هذا النور الرباني الصادر من عليم حكيم بأحوال عباده دعوني أسفا أنقل اليكم مناشدة ( اليونيسيف ) الصادرة عن الأمم المتحدة وإن كنت أراها مناشدة متناقضة اذ كيف يجمع بين الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة لنيل حق المرأة الكامل في حريتها بما في ذلك حق العري والتفسخ , وبين هذه المناشدة التي وصلوا اليها بعد حصر الأسباب والتي هي موجودة عندنا ونجدها في كتابنا وممن لا ينطق عن الهوى منذ قرون , لا كما تنطق الأمم المتحدة بالهوى واتباع الرغبات والشهوات والتي ما تلبس أن ينكشف عوار هواها إلا أن هذا الهوى كشف متأخرا بعد ضياع وشتات وأمراض نفسية واجتماعية , كما المناشدة جاءت متأخرة بطلب أعتقد أنه صعب بعد ظهور الجينات المتمردة عند أكثر نساء العالم (حيث قالت الأمم المتحدة بعد صدور التقرير المتشائم والذي يشير الى أن عدد حاملي فيروس الايدز وصل الى حد 40 مليون وأنه تسبب في وفاة 2.8مليون شخص عام 2005 ويتوقع أن يصل عدد الوفيات بسبب فيروس الايدز في الدول الـ60 الأكثر معاناة من انتشاره الى نحو 115 مليونا وبسبب هذا الإحصاء اضطرت الأمم المتحدة أن تناشد النساء بأنهن الأمل الوحيد المتبقي للإنسانية في كسر الانتشار الذريع لوباء الايدز وللجم هذه الموجة يجب اعطاء نساء العالم المزيد من القوة في المجتمع والثقافة والأسرة وخصوصا المزيد من المشاركة في القرارات المتعلقة بأجسادهن وبالعلاقات الفاحشية عموما , تلك هي الخلاصة التي توصل اليها الدكتور ( بيتر بايوت ) المدير التنفيذي لبرامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز , وبدوري أناشد من خلال هذا المنبر نساء العالمين بأن لا ينخدعن بشعارات ( المساواة ) ( تحرير المرأة ) وأن ينظرن بعين اليقين الى الحال التي وصلن اليها النسوة ..